بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى سؤال كم شروط العبادة؟ جواب ثلاثة الاول صنف والعزيمة وهو شرط في وجودها. والثاني اخلاص النية والثالث موافقة الشرع الذي امر الله تعالى الا كان الا به وهما شرطان في قبولها. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا جديدا من الاسئلة المتضمنة بيان عقيدة اهل السنة والجماعة وهو كم شروط العبادة ثم اجاب عنه والاصل ان هذا اللفظ وهو شروط العبادة حيث اطلق انما المراد به شروط القبول. فاذا وجدت مصنفا ما ذكر ان للعبادة كذا وعد شروطا فالمراد بها شروط القبول لانها المبحوثة شرعا. ولكن المصنف رحمه الله تعالى في جوابه جعل هذه الشروط نوعين اثنين اولهما شروط وجود والثاني شروط قبول فاما شروط الوجود فهي شرط واحد وهو صدق العزيمة واما شروط القبول فهما شرطان اثنان هما اخلاص النية وموافقة الشرع المشار اليه باسم الاتباع والى هذين الشرطين اشار المصنف رحمه الله تعالى بقوله في سلم الوصول شرط قبول السعي ان يجتمع فيه اصابة واخلاص معا. والمراد بالاصابة اتباع الشرع اي سنة النبي صلى الله عليه وسلم. وانما ذكر المصنف رحمه الله تعالى شرط الوجود ان التحقق به فرقان بين المؤمنين والمنافقين. فان المنافقين قد يمتثلون لكن دون صدق عزيمة كما وصفهم الله عز وجل بقوله واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى بخلاف المؤمنين فانهم يقومون اليها بعزيمة صادقة. نعم. احسن الله اليكم. سؤال ما هو صدق الجواب هو ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في ان يصدق قوله بفعله. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لما تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بما مضى وهو السؤال عن حقيقة صدق العزيمة وصدق العزيمة يشير اليه المتكلمون في السلوك باسم الصدق. كما ذكر الهروي رحمه الله تعالى من منازل اياك نعبد واياك نستعين منزلة الصدق وبينها ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين وخلاصة كلام ابي عبد الله ابن القيم رحمه الله تعالى في الصدق ها هنا انه توحيد الارادة فاذا كانت ارادة متوحدة على شيء ما وصف صاحبها بانه صادق. واذا ذكر الاخلاص والصدق فان الاخلاص هو توحيد المراد. والصدق هو توحيد الارادة كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى اذا اخلص الانسان كان متوجها الى مراد واحد هو الله سبحانه وتعالى. واذا صدق كانت ارادته مجتمعة على شيء واحد فالصلاة مثلا المخلص فيها هو الذي يصليها لله لا للرياء ولا للسمعة والصادق فيها ها هو الذي يجمع قلبه عليها وفي ذلك حديث عثمان في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى لله ركعتين لم يحدث فيهما نفسه. فان قوله صلى الله عليه وسلم لله اشارة للاخلاص. وقوله صلى الله عليه وسلم لم يحدث فيهما نفسه اشارة الى الصدق. وقد بين المصنف رحمه الله تعالى الصدق لازمه وحقيقته على ما ذكرنا ان الصدق هو توحيد الارادة. فبين هذا اللازم بانه ترك التكاسل والتواني وبذل الجهد في ان نصدق قوله بفعله واورد اية سورة الصف. نعم. سؤال ما معنى اخلاص النية الجواب هو ان يكون مراد العبد بجميع اقواله واعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى. قال الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين لهم دين حنفاء. وقال تعالى وما لاحد من عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. وقال تعالى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا. وقال تعالى من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها او ما له في الاخرة من نصيب. وغيرها من الايات. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بما سبق من شروط العبادة وهي شروط القبول واولها كما سلف الاخلاص. فسأل عن معنى اخلاص النية واجاب بقوله هو ان يكون مراد العبد بجميع اقواله واعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى. واورد اية في هذا المعنى. وسبق ان ذكرنا ان الاخلاص هو تصفية القلب من ارادة غير الله هو تصفية القلب من ارادة غير الله. وذكرنا ضابط ظن اخلاصنا تصفية للقلب من ايش؟ ارادة وليس قصد. ارادة غير الله فاحفظ يا فطن. وقلنا ان عدلنا عن قولنا قصد لان خطاب الشرع اكثر ما جاء فيه هو الخبر بالارادة كما في بعض هذه الاية. فيكون الاخلاص هو تصفية القلب من ارادة غير الله عز وجل وقوله في السؤال ما معنى اخلاص النية؟ مشعر بان الاخلاص هو فرض من افراد النية وان النية اعم وهذا هو الصحيح كما سبق ان ذكرناه فان النية هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله تعالى وهذا التقرب قد يكون خالصا لله عز وجل وقد يكون معه غيره كمحبة مدح الناس او ثنائهم او عبادة غير الله سبحانه وتعالى معه. نعم. سؤال ما هو الشرع الذي امر الله تعالى الا يدان الا به. جواب هي الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام. قال الله تبارك وتعالى ان الدين عند الله الاسلام. وقال تعالى افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماء والارض طوعا وكرها. وقال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من نفسه وقال تعالى ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من وقال تعالى ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وغيرها من الايات ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بالشرط الثاني من شروط قبول العبادة وهو الذي ذكره سابقا بقوله موافقة الشرع الذي امر الله تعالى الا يدان الا به. فوقع السؤال ما هو الشرع الذي امر الله تعالى الا يدان الا به اي الا يعبد الا به. واجاب عنه بقوله هي الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام قال الله تبارك وتعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال تعالى افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها الى اخر الايات. وهذا المعنى الذي ذكره رحمه الله تعالى بجعل الدين عاما لا يناسب موقع السؤال الذي سأل. فانه لما سأل فيما سلف عن شروط العبادة انما يقصد بها العبادة التي نتعبد الله سبحانه وتعالى بها في ديننا نحن هذه الامة التي بعث اليها محمد صلى الله عليه وسلم. فلما كان المسؤول عنه هي عبادة خاصة وليس كل عبادة في هذه الامة ومن سبقها كان اللائق ان يكون الجواب خاصا. ولهذا فان اكثر في هذه المسألة من المصنفين في المعتقد انما يذكرون الشرط الثاني يشيرون به الى اتباع الشرع الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك يذكرون الاتباع مع الاخلاص ويجعلون الاتباع حقا لله اتباع حقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو يخلص في عبادته بان يكون مقصوده هو التقرب الى الله عز وجل ثم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيما فعل وقال في هذه العبادة فالجواب العام ها هنا غير موافق لمقتضى السؤال فان السؤال متعلق بالعبادة التي في هذه الامة واما الجواب فانه جواب عام وانما جنح المصنف الى هذا ليجعله مدخلا لما بعده. من ترتيب مراتب دين الاسلام وذكر معناه العام الموافق لمعنى الحنيفية فان الحنيفية معنى عام كما سيأتي في كلام المصنف رحمه الله تعالى والحاصل ان شرط قبول العبادة يرجع الى شيء اثنين احدهما الاخلاص لله والثاني الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا الاتباع هو بعض مقتضى الحنيفية. في هذه الامة فان الحنيفية لا تختص بهذه الامة بل هي دين الله سبحانه وتعالى في هذه الامة وفي غير هذه الامة كما ذكر المصنف في الاية المصدقة ان الدين عند الله الاسلام وقوله تعالى افغير دين الله يبغون فهؤلاء الايات في الدين العام كما سيأتي. نعم. احسن الله اليكم. سؤال مراتب دين الاسلام؟ جواب هو ثلاث مراتب الاسلام والايمان والاحسان وكل واحد منها اذا اطلق شمل الدين كله. لما بين المصنف رحمه الله تعالى الشرع الذي يدان الله به على المعنى العام الذي ذكره ذكر بعد ذلك سؤالا مناسبا له وهو كم مراتب دين الاسلام؟ واجاب بان هذه المراتب ثلاث هي الاسلام والايمان الاحسان وهي التي تضمنها حديث جبريل السابق في الدرس الماظي وهذه المراتب كل واحد منها اذا اطلق شمل الدين كله. فالاسلام اسم للدين كله والايمان اسم للدين كله. والاحسان اسم للدين كله نعم احسن الله اليك. سؤال ما معنى الاسلام؟ جواب معناه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. قال الله تعالى ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله. وقال الا ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة المثقى. وقال فالهكم اله واحد فله اسلموا وبشر المخبتين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر يتعلق بتفصيل جمل مراتبه. وابتدأ ذلك التفصيل بالسؤال عن معنى واجاب عنه بقوله معناه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك المعنى هو المعنى العام للاسلام في الشرع فان الاسلام يقع في الشرع على معنيين اثنين احدهما معنى عام وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله والثاني معنى خاص يختص بهذه الامة وهو الدين الذي بعث به النبي صلى الله الله عليه وسلم وقد سبق ان ذكرنا ان معناه على هذا المراد انه استسلام الباطن والظاهر لله تعبدا بالشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم على مقام المشاهدة او المراقبة فان هذا المعنى الخاص هو المعنى الموضوع لهذه الامة دون المعنى العام الكلي الذي تشترك فيه الامم جمعاء وهو الذي ذكره المصنف بقوله معناه الاستسلام لله بالتوحيد الى اخر ما ذكر. والجملة الثالثة من المصنف رحمه الله تعالى معدول عنها لامرين اثنين. احدهما انه عبر عن التخلي عن بفعل الخلوص فقال والخلوص من الشرك. والشائع في عبارة الشرع وهو الادل لغة ان يعبر بالبراءة فيقال البراءة من الشرك ومتابعة اللفظ الشرعي اولى من احداث لفظ اخر. كما ان دلالة اللفظ الشرعي عن المقصود اعظم من هذا اللفظ الذي ذكره المصنف وغيره. وثانيهما ان المصنف رحمه الله تعالى لم اذكر البراءة من اهل الشرك وقد استفاض ذلك في الشرع لان مقارنة اهله تجر اليه فكما يبرأ العبد من الشرك يبرأ من اهله سدا لذريعة الوقوع فيه. فاقامة العبارة هي على ما ذكرنا ان والبراءة من الشرك واهله. ووقع في بعض النسخ في كلام امام الدعوة رحمه الله تعالى انه قال والبراءة والخلوص من الشرك واهله وحينئذ تكون لفظة خلوص تابعة للفظة البراءة ولا مشاحة بذلك ولكن مشاحة فيما اذا افردها بالذكر دون ايراد البراءة وهي المستعملة شرعا. نعم. احسن الله اليكم سؤال ما الدليل على شموله الدين كله عند الاطلاق؟ جواب قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ. وقال صلى الله عليه وسلم افضل الاسلام ايمان بالله وغير ذلك كثير. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر وهو والسؤال عن الدليل على شمول لفظ الاسلام للدين كله عند الاطلاق. وهذا يقابل دلالته على بعض معناه اذا قرن بالاسلام والاحسان والايمان. وهذا السؤال غير مطابق للجواب فان السؤال يتعلق بالدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم لانه قال ما الدليل على شموله الدين كل عند الاطلاق اي اذا اطلق الاسلام شمل الدين كله فاندرج فيه الايمان والاحسان. ثم ذكر ادلة تدل على المعنى العام كقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد الى اخره وهذا معنى لا يختص بهذه الامة بل يعم هذه الامة وغيرها من الامم. واما الحديث الاخر وهو بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فانه يختص بهذا الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. واما الحديث التالت وهو وافضل الاسلام ايمان بالله فهو عند احمد بسند ضعيف من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه والحاصل ان الاسلام اذا اطلق ان دل على الدين كله فان النبي الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس وعندما قال بني الاسلام اشار الى اسم الدين كله فهذا دال على ان اسم الاسلام اذا اطلق شمل الدين كله. نعم. احسن الله اليك. سؤال ما الدليل على تعريفه بالاركان الخمسة عند التفصيل جواب قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل اياه عن الدين الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. وقوله صلى الله عليه وسلم بني الاسلام على خمس فذكر هذه غير انه قدم الحج على صوم رمضان وكلاهما في الصحيحين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى سؤالا اخر وهو السؤال عن الدليل على تعريف الاسلام بالاركان الخمسة عند التفصيل اي عند ارادة هذا الدين. فذكر ان الدليل على ذلك هو حديثان ثابتان عن النبي صلى الله عليه وسلم اولهما حديث سؤال جبريل اياه عن الدين وفيه عد هؤلاء الخمس حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس وكلاهما في الصحيحين اي اتفاقا في حديث جبريل من حديث ابي هريرة فان حديث جبريل من رواية ابي هريرة متفق عليه وان من فرض مسلم برواية عمر وهي التي اشتهرت وكذلك حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس هو متفق عليه. الا ان المصنف قال لما ذكر حديث ابن عمر فذكر هذه غير انه قدم الحج على صوم رمضان اي في حديث ابن عمر وهذه هي رواية البخاري ومسلم معا. ووقع عند مسلم عكس ذلك بتقديم الصوم على الحج والاشبه ان الرواية المحفوظة هي تقديم الحج على الصوم والسبكي كما سبقت الاشارة بحث في ذلك ذكره في الطبقات الكبرى وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب وبالله التوفيق