يا طالبا للعلم يرجون نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي صلي وسلم على المبعوث رحمة للعالمين. ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده بشرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم. للامام ابن جماعة الكناني الشافعي رحمة الله تعالى عليه وقد وصل بنا المسير احبتي مع ابن جماعة في هذا الكتاب الى الفصل الثاني. الذي يتحدث فيه ابن جماعة عن ادب العالم في درسه. ما هي الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها العالم. منذ عزمه على الذهاب الى المحاضرة او الى الدرس ثم في طريقه اليها ثم في مجلسه ثم كيف يخاطب تلاميذه ثم كيف تكون نظرة صوته ثم كيف يؤدب طلاب سعى ابن جماعة لرسم هذه الاداب بالتفصيل الدقيق. ليرسم لنا معالم الجيل الصالح من الائمة الكبار الجهابدة الذين ربوا تلاميذهم على تلك الاداب وانشأوا علومهم على تلك الاخلاق. فكانوا قدوة حسنة للاجيال اللاحقة من هذه الامة في المحاضرة السابقة احبتي رأينا كيف تحدثي من جماعة عن عن العالم حينما يعزم وهو في منزله على الذهاب الى المحاضرة او الى الدرس كيف ينوي ويستحضر وكيف يصلي ركعتي الاستخارة وكيف يتنظف ويتطيب ويجمل نفسه. ثم عند ذهابه للدرس استغلوا وقت الذهاب في الذكر لله سبحانه وتعالى وان يسأله التوفيق والسداد ثم اذا حضر اه كيف يصلي ركعتين اي التلاميذ وكيف يجلس بسكينة ووقار وكيف يرتب الناس في مجالسهم. ذكرنا ثلة من تلك الاداب. واليوم نكمل الرحلة مع ابن جماعة في هذه اه الاخلاقيات والادبيات التي ينبغي ان يحرص عليها العالم. وعليكم احبتي ان تنظروا في هذه الادبيات بكل حرص وان تسعوا الى التمثل بها في حياتكم العلمية. نحن لا نقرأ مثل هذه الامور التي سطرها علماؤنا الكابر من اجل الفكري او العلمي او لاجل التفقه او التندر او او نستفيد فوائد عامة. نحن ندرس هذه الادبيات حتى نسعى لتطبيق في حياتنا لنعيد لهذا العلم حرمته ونعيد له ماء الوجه الذي اذهبه كثيرا ممن يتصدرون للعلم اليوم بسبب سوء ادبهم وعدم تلقيهم الادب قبل العلم قد يكون الانسان عنده حصيلة معرفية ولكنه حينما نشأ في طلب العلم وسلك هذا الدرب لم يوفق الى معلم والى مرب والى مؤدب يعلمه ويربيه. ويبين له ان الادب ينبغي ان يكون قبل العلم. لم وفق الى ان يقرأ المصنفات الادبية التي سطرها علماؤنا في الاخلاقيات والمسلكيات التي ينبغي ان يتحلى بها العالم الرباني ربما ظن ان ذاك من الترف او من فضول الكلام وان عليه ان ينشغل بتحصيل المعلومات في ابواب العلوم الشرعية الدقيقة ووضع هذه الادبيات على هامش الحياة فنتجت لنا تلك النماذج المشوهة من المتصدرين ومن الاكاديميين والمحاضرين الذين قد نجد عندهم شيئا من العلم ولكننا نفقد كثيرا من الادب فهذه فرصة لكم احبتي. فرصة انكم تقفون على هذا الكتاب لتتعلموا الاداب. والاخلاقيات والمسلكيات قبل ان يتقدم بكم العمر فيصبح تعلمها كبيرا على النفس. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يؤدبنا وان يعلمنا ويربينا. وان يهيئ لنا سبل التوفيق حتى نتحلى بهذه الاداب والمسلكيات قبل ان يذهب بنا الزمان بعيدا عنها. وصلنا احبتي مع ابن جماعة الى الادب السادس حين قال السادس الا يرفع صوته زائدا على قدر الحاجة ولا يخفضه خفضا لا يحصل معه كمال الفائدة اذن لاحظوا الى هذه الدرجة ابن جماعة يتكلم في ادبيات العالم. الى درجة نبرة الصوت الى درجة نبرة الصوت التي ينبغي ان يتحلى بها. فيقول ينبغي الا يرفعه صوتا زائدا على قدر الحاجة. لا يكون شرح صراخ وفي المقابل ايضا لا يخفضه خفضا يحصل لا يحصل معه كمال الفائدة خاصة لمن بعد في مجلسه. الان كان حوله قد يسمع لكن حينما يكون الصوت منخفضا من يجلس في اخر المجلس يفوته كثير من العلم بسبب انخفاض الصوت. فباختصار العالم صوته معتدلا. وفي الحقيقة يعجبني في المدرس او المحاضر او العالم اه في اثناء المحاضرة اه ان يتلاعبا بنبرة صوته شيء ان يتلاعب بنبرة الصوت لان التلاعب بنبرة الصوت اه سبب في جلب انتباه السامع وايقاظ النائم. بعض الطلبة اذا بقي حاضر من البداية الى النهاية على نبرة صوت واحدة ينام يمل يصيب شيء من الفتور لكن المحاضر حينما يرفع صوته ثم يخفضه ثم يرفع في الوقت المناسب هو يشد انتباه الطالب كلما اه ذهب به عينه يمينا وشمالا. فاظن من المهارات وهذه فقط على الهامش يعني من المهارات التي ينبغي ان يتحلى بها المحاضر هي قضية كيف يرفع صوته ليجلب الانتباه ثم يعود الى الوضع الطبيعي ثم يخفض ثم يرفع حتى يكون هناك اجواء من اه الانجذاب طالب يستطيع هذا المدرس ان يحصل قدر الامكان اكبر كمية من التركيز خلال المحاضرة لطلبته. ثم اه ذكر الخطيب البغدادي اه اثرا ليدلل على هذا الادب الذي ذكره. روى الخطيب في كتابه الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع وهذا الكتاب احث عليه. احبتي من طلبة العلم يعني بعد الفراغ من دراسة تذكرة السامع والمتكلم احثكم على قراءة الجامع لاخلاق الراوي واداب السامع ولكن احرصوا ان تكون النسخة التي اه تقتنوها اتقتنونها اه اه محققة تحقيقا جيدا لأن هناك نسخ تجدونها غير محققة لهذا الكتاب وهذا الكتاب فيه الأحاديث الضعيفة واحيانا تكون مرذولة جدا آآ وقد يتساهل العلماء احيانا في ايرادها في باب الاداب والاخلاق لكن ينبغي لطالب العلم ان يكون على دراية بها. فعليكم ان تقتنوا هذا الكتاب لما فيه ان شاء الله من النفع العميم. روى الخطيب في كتابه الجامع لاخلاق الرأي واداب السامع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب الصوت الخفيض ويبغض الصوت الرفيع ان الله يحب الصوت الخفيض. طبعا المراد بالخفيض هنا يعني المعتدل الذي لا يزيد على قدر الحاجة لا يكون صراخا طبعا هذا الحديث في الحقيقة احبتي حديث حكم عليه طائفة من اهل العلم بانه موضوع ان الله يحب الصوت الخفيض ويبغض الصوت الرفيع. هذا الحديث حكم عليه طائفة من اهل العلم بانه موضوع. وهو ضعيف جدا. يعني حتى ولو لم يصل الى درجة الوضع هو ضعيف جدا فلا ينبغي الاستدلال به في الحقيقة. ولكن هناك اخلاقيات وادبيات تدل عليها النصوص الشريعة العامة. يعني نحن لسنا محتاجين لهذا الحديث بحد ذاته لنؤكد على هذا الادب. فالله سبحانه وتعالى حينما قال لنبيه ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك قد تشير هذه الاية قد تشير يعني بغض النظر عن سبب نزولها لكن اقول قد تشير الى شيء من هذا الادب وان الانسان يكون بادئا في نبرة صوته ولا يكون دائما صخابا. والنبي صلى الله عليه وسلم عندما رأى اصحابه علوا شرفا في سفر من الاسفار فرفعوا اصواتهم في الدعاء فقال ارميوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا ابكم فاخبرهم صلى الله عليه وسلم ان دائما الصوت المعتدل هو افضل الاصوات من خلالها تصل الافكار الى الاخرين من دون ازعاج بدون شعور بشيء من الصخب وكذلك اه الانسان عندما يكون صوته معتدلا اه تظهر الالفاظ منه بشكل اوضح وابلغ وتصل الى السامع وتركن في قلبه وتستقر فيه على وجهك اكبر الا وكان الصوت سخابا منزعجا منه فهذا قد يؤدي الى فوائد كثير من المعلومات والفوائد فيما لا حاجة له قال ابو عثمان محمد بن الشافعي محمد ابن الشافعي هذا ابن الامام الشافعي رحمة الله عليه يقول ما سمعت ابي يناظر احدا قط فرفع صوته ويتكلم عن موطن المجادلة بحد ذاتها لان مقام المجادلة والمناظرة هو مظنة ارتفاع الاصوات ان الانسان يريد ان يبين استعلاءه على الخصم. فكثير من اصحاب الحجج الضعيفة يستخدمون اسلوب رفع الصوت ليثبت ان رأيه هو الصحيح وفي الحقيقة ارتفاع الصوت لا يدلل على قوة الرأي بل بالمقابل يدل على ضعف صاحبه. لانك لو كنت صاحب حجة لما احتجت الى صخب ورفع الاصوات على الخصوم من اجل ان تثبت رأيك. رأيك اذا كان صوابا يثبت بالحجج فان سلطان الحجج اقوى بكثير من سلطان الصوت سلطان الحجج اقوى بكثير من سلطان الصوت. والحجة الواضحة البينة التي يقررها صاحبها امام الناس اذا كانت صحيحة يكتب لها القبول باذن الله ويظهر بها الانتصار ويظهر بها الحق وفي النهاية المراد بالجدال احبتي لو اذن به انما المراد بالجدال هو اظهار الحق وليس الانتصار للنفس فانت اذا كنت تبحث عن اظهار الحق لله سبحانه وتعالى فلست بحاجة الى رفع الصوت والصراخ على خصومك ومخالفك. لذلك ابن الامام الشافعي ينص لنا ان الامام الشافعي في مناظراته الكثيرة التي تنقلها لنا الكتب لم يكن يرفع صوته على خصومه. لانه كان رحمة الله عليه طلابا للحق وكان يقول اسأل الله ان يظهر الحق ان يرجو ويسأل الله ان يظهر الحق على لسان صاحبه اي مجادله ومخاصمه حتى لا يدخل شيء من الدخن وحب الاستعلاء على الاخرين. فيتمنى ان الحق يظهر على لسان صاحبه. على لسان مجادله. لانه هو في النهاية يريد الحق الحق لله سبحانه وتعالى ولا يبعث عن شيء من التصدر وان يقال الناس ما شاء الله الامام الشافعي غلب فلان وفلان غلب في مناظرته فلان هذا ليس مقصدا للجدال والمراء الا عند اصحاب النفوس المريضة. البيهقي يعلق على هذه القصة يقول اراد والله اعلم فوق عادته يعني كانه يريد ان يقيد حينما يقول ابن الامام الشافعي ما سمعت ابي يناظر واحدة قط فرفع صوته المراد انه لا يرفع صوته فوق العادة ولكن يكون صوته معتدل حتى لا يتوهم الانسان حينما يقرأ كلام محمد ابن الشافعي ان الشافعي كان صوته منخفضا اكثر من اللازم. قال والاولى الا يجاوز صوته مجلسه ولا يقصروا عن سماع الحاضرين فاذا الصوت لا يقصر عن سماع الحاضرين يسمعه كل من في المجلس وفي نفس الوقت لا يكون صراخا يخرج عن الى خارج المجلس يصبحه الناس في الاسواق وفي الطرقات. فكأنه جماعة حاول ان يعطي او ان يمنح الصوت المعتدل ضابطا عاما. الصوت المعتدل هو الذي يسمعه من في المجلس ولا يخرج الى خارج المجلس. هذا هو اختصار ما يريد ابن جماعة ان يوصله اليكم. قال فان حضر فيهم ثقيل السمع فلا بأس بعلو صوته بقدر ما يسمعه فقد روي في فضيلة ذلك حديث وكانه يشير الى الحديث الضعيف جدا الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او ينسب اليه انه قال اسماع الاصم صدقة اسماع الاصم صدقة. الاصم الذي يعني في اذنه ثقل. وليس المراد الاصم هنا الذي عفوا يفقد حاسة السمع تماما لانه كيف تسمع الاصم؟ الذي يفتي بحاسة السمع تماما هو اصم. المراد بالاصم من كان في هنا في هذا الحديث من كان في سمعه ثقل فجاء الاثر في اسماعيل اصم صدقة ولكن هذا الاثر ضعيف جدا وينكر. يعني روي عن طريق سهل بن سعد الساعدي لكنه اه ضعيف فيه ابو ايوب احمد بن عبدالصمد لا يعرف ويأتي بالمناكير وايضا فيه آآ اسماعيل ابن قيس ابن سعد عفوا النسائي وغيره وانظروا الكلام في الحديث في كتب العلل والرجال فاذا هذا الحديث الذي يشير اليه في فضل اسماع من كان في سمعه ثقل حديث ضعيف لا يعتمد عليه ولكن الادب الذي يشير اليه بشكل عام ادب مقبول في ان لو كان في المجلس بعض كبار السن خصوصا من في سمعهم ثقل لا مانع من ان يرفع نبرة الصوت قليلا لا مانع من ان يرفع نبرة الصوت قليلة لكن ليس على حساب الاخرين ليس على حساب الاخرين ومن كان في الطرقات ومن كان في خارج المجلس. يعني انا ارفع صوتي لكن لا اؤذي من كان في خارج هذا المجلس. او يقر بهذا الرجل الذي في سمعه ثقل يقترب. الشيخ يقرب في المجلس حتى يدنو منه ليكون استماعه افضل. قال ولا يسرد الكلام سردا بل يرتله ويرتله ويتمهل فيه ليفكر فيه هو وسامعه قال ولا يسردوا الكلام سردا. يعني حينما تلقي محاضرة لا ينبغي ان تكون المعلومات تصرد سرد سرد سرد سرد سرد. بحيث ان السامع لا يجد وقتا تفكير فيما يقوله المعلم هذا خطأ منهجي قد يمارسه بعض المدرسين انه حينما يلقي المحاضرة تجده يسردها سردا من بدايته الى نهايتها خاصة اذا كان يقرأ من كتاب ولا يوجد عنده ملكة على الاعطاء من خارج الكتاب نفسه يشرح ويواجه الطلبة. فهؤلاء هذا النمط من المحاضرين الذي يلقي محاضرته من خلال الكتاب تجده يسرد المحاضرة سردا او يسرد الفصل سردا. فالسامع والطالب لا يجد وقتا للتفكير في الافكار التي يطرحها المدرس. لذلك ولا يسرد الكلام سردا. بل يرتله. المراد بالترتيل التأني وليس المراد الترتيل التجويد في القرآن الكريم. لا المراد بالترتيل هنا ان يخرج الكلام مرتلا يعني بتأني تخرج الحروف من اماكنها الصحيح وتسمع بكل هدوء من دون ان تدخل الكلمات بعضها في بعض. قال بل يرتله ويرتله ويتمهل فيه ليفكر فيه هو نفس المدرس يفكر في الكلام الذي يلقيه. يعني ليس فقط التفكير والتمهل اه من اجل السامع بل من اجل المحاضر لانه احيانا المحاضر قد يسبق لسانه الى ذكرى خاطئة فعندما يكون الكلام بتؤدى يجد العالم وقت الاستدراك والتراجع واعادة توضيح الفكرة ويفكر في الكلام الذي يتفوه به اما الذي يلقي الكلام هكذا سريعا سريعا فكثيرا ما تخرج منه الفاظ غير صحيحة في غير موطنها ولا يجد وقتا للتفكير فيها فلا ما فاته. وهذا الادب كان ادم محمد صلى الله عليه وسلم في القاء الكلام. فقد روي انه صلى الله عليه وسلم كان كلامه فصلا لا يسرد الكلام سردا يتكلم بالجملة ثم يأتي بالجملة الاخرى فيفصل الكلام بعضه عن بعض حتى يتعلم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. كان كلامه فصلا يفهمه من سمعه وانه كان اذا تكلم بكلمة اعادها ثلاثة. شف التأني عنده صلى الله عليه وسلم اذا تكلم بكلمة اعادها ثلاثا لتفهم عنه فصلى الله عليه وسلم في مقام التعليم. طبعا هذا الكلام في مقام التعليم ولسه يعني في منزلي وفي بيتي دائما يعيد الكلمة ثلاثة. لان مراتي مقام. التعليم كان صلى الله عليه وسلم اذا اراد ان يرسخ فكرة عند اصحابه يعيدها ثلاثة لذلك انا اقول لاحبتي بعض الاحبة اني من من تكرار المعلومة ويقول يا شيخ نود ان تقصر في التكرار وان يعني حتى نقطع اكثر واكثر. في الحقيقة احبتي ادب ومنهجية محمد صلى الله عليه وسلم تخالف ذلك محمد صلى الله عليه وسلم كان اذا اراد ان يرسخ الافكار والمبادئ والاحكام في عقود الصحابة كان يعيدها ويكررها لان الانسان بطبعه ينسى الفكرة التي تعاد على مسامع الحاضرين مرارا وتكرارا يكون رسوخ اكبر من الفكرة التي تمر مرور الكرام وتذهب ولذلك التكرار في المعلومة مهم جدا حتى ترسخ لكن يكون التكرار طبعا مقبول وليس ممجوجا. بعض انواع التكرارات ممجوجة. يعني المعلومة تكرر مرتين ثلاث اربع خمس في المجلس لكن بعد ذلك يصبح ملل. ولا داعي لمثل هذا التكرار الممجود. فلذلك ننبه ان موضوع التكرار مهم جدا ابراهيم تلميذ الامام احمد يقول كنت اسمع المسألة من احمد بن حنبل الف مرة حتى اضبطها يسمع المسألة كم مرة الف مرة. طب اجعلها مبالغة. يعني كل واحد مبالغة. اعتبرها مبالغة. لكن اه في ادنى احواله انه كان يسمعها مئات المرات. المسألة حتى تنسخ هكذا العلم. المشكلة اليوم في طلبتنا انهم يملون من التكرار ومن اعادة النظر في الكتاب مرة اخرى بعد الفراغ منه او من سماع المحاضرة او الرجوع مرة اخرى الى بعض الفوائد ويفوتهم علم كثير بسبب هذا الكسل وبسبب هذا الملل احبتي التكرار منهجية مهمة لطالب العلم حتى ترسخ عنده الافكار. والمسائل في اللغة في الفقه في الاعتقاد في اصول الفقه في الاداب التكرار اساس مهم من اسس المعرفة الصحيحة الراسخة. فاياكم ان تغفلوا عن هذا المبدأ ثم يقول ابن جماعة بعد ذلك او يأصل ابن جماعة قاعدة هذه قاعدة اكتبوا عندها قاعدة يؤصلها من جماعة يقول اذا فرغ من مسألة او فصل سكت قليلا حتى يتكلم من في نفسه كلام عليه هذه قاعدة من قواعد التعليم والتدريس. يذكرها ابن جماعة لمن يريد ان يتصدر باذن الله لهذا الباب في المستقبل يقول له اذا فرغت من طرح مسألة على التلاميذ او انهيت من باب من الابواب عليك ان تعطي مهلة للتلميذ حتى يسأل حتى يسأل وترفع الاشكال اذا اصاب هذا التلميذ شيء من الاشكال واللبس في هذا الموضوع طب لماذا لماذا مثلا انه اه اثناء الشيخ يعطي اه الفكرة والمسألة. التلميذ يسأل يعني لماذا ينتظر التلميذ حتى يفرغ الشيخ من المسألة هذه البعض الطلبة فكرة خاطئة عنها لاني اجد بعض الطلبة واثناء اثناء طرح الشيخ للمسألة او كلامه في الفصل او في الباب يقاطع الشيخ يريد ان يوجه له سؤال. لا هذا ادب خاطئ الشيخ يطرح المسألة يكررها ثم يمنح الطالب فرصة ليسأل اما اثناء طرح الشيخ للمسائل والاحكام والابواب تجد الطالب يزاحم الشيخ ويدافع يريد ان يسأل ويقاطعه. في الحقيقة هنا الشيخ شواش؟ المسألة لا تقرر بشكل واضح. فالطلبة لا يفهمون مراد الشيخ بسبب ان احد الطلبة يزاحم الشيخ ويقاطع ليسأل. فهذا ادب على طلبة العلم ان يتحلوا به. هذا الادب يعني هو يتعلق بالطالب اكثر من تعلقه بالمدرس. يقول ابن جماعة لاننا سنذكر ان شاء الله انه لا يقطع على العالم كلامه فاذا لم يسكت هذه السكتة ربما فاتت الفائدة انه سيذكر ان شاء الله لما يأتي على يتكلم عن اداب طالب العلم انه ينبغي لطالب العلم الا يقاطع الشيخ وهو يتحدث بعد ان ينهي الشيخ تقرير المسألة او الحكم الشرعي يعطي فرصة للطالب حتى يسأل. فهنا جمعنا بين حق الطالب وحق الشيخ. حق الشيخ في الا يقاطع وان يقرر المسألة بشكل واضح تماما من دون اي تدخل خارجي. ليفهمها الطلاب على الوجه الصحيح. الان بعد ذلك الشيخ يعطي فسحة من الوقت اذا كان طالب عنده اشكال يطرح السؤال لانه في الحقيقة ايضا هناك مشكلة انه بعض المدرسين قد يتجاوز كل المادة وكل المنهج ثم بعد ذلك كيسمح للطلبة بالقاء السؤال والطالب حينما يفوت موطن سؤاله او الموطن الذي استشكله قد لا يعرف او لا يحسن العودة اليه مرة اخرى وكيف يوجه السؤال الى هذه المسألة التي طال الفصل عنها فلذلك ايضا من حسن القاء المدرس ان يمنح الطلاب شيء من الوقت اثناء المحاضرة او الدرس ليسألوا عن الفكرة التي تم طرحها لان كما قلنا هذه الفكرة يجعل من الصعوبة على الطالب ان يعود الى طرحها مرة اخرى. وهذا الذي اراد ابن جماعة ان يقرره في هذا الباب طيب ننتقل الان الى الادب السابع الادب السابع يتحدث فيه ابن جماعة عن وظيفة المعلم والمدرس في ضبط المجلس. والا يسمع للغط المراء والجدال فيه وهذا امر مهم ضبط الشيخ لمجلس العلم والا يسمح للغط ولا جدال ولا ميراء فيه الا ضمن حدود معينة ويربطها ابتداء وانتهاء. ايش يا اخوي بالجماعة؟ يقول السابع ان يصون مجلسه عن اللغط الطالب يدخل من هنا يتحدث ويدخل معه طالب اخر وهناك طالب يرفع صوته من مكان بعيد وهذا يرد على هذا يصبح في شيء من ازعاج في الحقيقة لباقي الطلبة صوت يخرج من احد الطلبة وهذا يرد علي وذاك يرد وهذا يناقش. يحدث لغط وشغب في الحقيقة تفوت به الفائدة ويفوت به هيبة العلم الوقار والسكينة التي ينبغي ان تكون مستحضرة في هذه المجالس. وهنا ابن جماعة يأتي بسجع لطيف. يقول فيه فان تحت اللغط بل فان الغلط تحت اللغط اي الاخطاء الاغلاط انما تخرج وتأتي في اثناء هذا اللغط اللغط والصراخ من هنا ومن هنا وتداخل كلام التلاميذ مع بعضهم. والمدرس لا يضبط هذا المجلس. هذا مظنة وقوع الغلط فاحفظوا هذه الجملة من ابن جماعة. الغلط تحت اللغط فانتبهوا عليها وهذا في الحقيقة وجدت في كثير من المجالس التي حضرناها ان يكون طالب يلقي كلمة هنا وهذا يرد عليه بكلمة هنا يقول احد الطلاب يتكلم بكلام خطير مخالف لقواعد الشريعة. لكن المدرس لا ينتبه الى هذا الخطأ الفادح الذي صدر من احد الطلاب بسبب ان كلامه وقع متداخلا مع كلام غيره. ولربما هذا الخطأ الفادح الذي تحدث به احد الطلاب شكل شبهة عند طالب هاديء ساكت. اخذ هذه الشبهة واخذ يفكر بها وربما اثرت على معتقده فالقضية مهمة يا احبائي يعني القضية ليست قضية ترف او قضية كما قلت لكم يعني مجرد ادب ويسير. لا احيانا بعض الاخطاء الادبية مخالفتها قد تسبب وتطرح افكار خاطئة وتسبب انحراف اعتقاد بعض الناس. فعلينا ان نتمثل بهذه الاداب صيانة للشريعة قبل ان تكون اداب بحد ذاتها قال ان يصون مجلسه عن اللغط فان الغلط تحت اللغط وعن رفع الاصوات واختلاف جهات البحث. ايضا يصون المجلس عن رفع الاصوات قضية واحدة. يصون عن اللغط يصون عن رفع الاصوات واختلاف البحث اختلاف جهات البحث يعني يكون المدرس والطلاب يبحثون في قضية يدخل طالب في موضوع اخر وينقل الاذهان الطلاب والمدرسين الى اماكن اخرى وهذا ايضا ينبغي للمعلم ان يمنعه. يقول من يريد ان يسأل يسأل في موطن البحث الذي نحن فيه ولا يخرج منها بعيدا الى باب اخر. نحن مثلا ندرس في علم النحو لا يأتي الطالب يسأل في مسألة فقهية لا علاقة لها بكل هذا الميدان او البحث الذي نحن الان بصدده. عندما يأتي درس الفقه يسأل اما اختلاف جهات البحث في اثناء المحاضرة الواحدة ايضا مما يشوش اذهان الطلبة. قال الربيع كان الشافعي الربيع ابن سليمان المرادي تلميذي الامام الشافعي رحمة الله عليه وهو الذي كتب الرسالة الجديدة كان الشافعي يملي هذه الرسالة والربيع هو الذي يكتبها بخطه كان الشافعي اذا ناظره انسان في مسألة فعدل الى غيرها يقول نفرغ من هذه المسألة ثم نصير الى ما تريد هذا كلام عن قضية ان العالم ينبغي ان يمنع الطلاب عن اختلاف جهات البحث الشاهد الذي اتى به من جماعة لهذه القضية طريقة الشافعي في مناظرته ولاحظوا كيف الشافي واضح انه كان من ائمة المناظرين هناك ادبيات كثيرة تؤخذ من الشافعي في مناظراته. فالشافعي اذا كان يناظر شخص فهذا الشخص في اثناء المناظرة في مسألة من المسائل وقبل ان اراد ان يخرج بالشافعي الى مسألة اخرى يقول له الشافعي انتظر لا تخرج بنا الى هذه المسألة الاخرى حتى نفرغ من هذه التي بين ايدينا. لان في ذلك ضياع في الحقيقة للحق. وهذا اجده احيانا في بعض المناظرات التي شاهدتها اجد الخصم الضعيف عندما تضعف حجته يحاول ان يخرج بالبحث الى مسألة اخرى حتى يشوش على السامعين ولا يظهر لهم ضعف في الاستدلال والاحتجاج انتبهوا ولاحظوها. الانسان الضعيف اذا وجد نفسه في مأزق في اثناء مناظرته ومجادلته يحاول ان يشتت موطن البحث يوزع موطن البحث ويشتت اذهان السامعين حتى لا يعرف اين اخطأ هذا الرجل لذلك الشافعي كان دقيق ويتفطن لهذا الامر. فاي شخص يناظر الشافعي يحاول ان يتفلت بموطن النزاع. يقول له الشافعي انتظر نفرغ من هذه نبين الصواب فيها امام الناس ثم بعد ذلك ننتقل الى مسألة اخرى. قال ويتلطف في دفع ذلك من مبادئه قبل انتشاره وثوران النفوس. يا الله! ابن جماعة دقيق دقيق في تحليل ما يقع في المجالس العلمية وهذه الاشكاليات التي في الحقيقة اجدها اليوم حاضرة امامي. ليست فقط اشياء في الماضي وانتهت. اليوم انظروا في المحاضرات الجامعية او في مجالس العلم اذا بدأ النقاش بين الطلبة والمدرس لم يضبط الامر ابتداء ما يحدث ان النفوس تشحن وان الطلاب بينهم تنافس بيبدأ هذا الطالب يريد ان يظهر تفوقه على صديقه وعلى نظيره النفوس تثور ويبدأ الكلام وترتفع الاصوات وربما يشوب نزاع وخصومة في المجلس فيقول ابن جماعة للشيخ المدرس عليك ان تضبط الامر من البداية قبل ان تثور النفوس وتبدأ الاحقاد ويبدأ النظر. وحينئذ اذا ثارت النفوس قد يستعلي الطالب على شيخه ولا ينظرن اليه باعتبار لو قالوا الشيخ اسكت قد لا يسكت لان النفس ثارت وتريد ان تنتصر. هنا الطالب ما عاد يفكر بعقله. اصبح يفكر بنفسه ان ينتصر لها وان يظهر تفوقها. وانه لا يمكن ان يخطأ فيبدأ آآ يرد على صديقه وعلى نظيره في حضرة الشيخ. والشيخ لم يعد يملك زمام المبادرة في هذا. فلذلك ابن جماعة يعطي نصيحة للمعلم. الضغط يكون من البداية. وليس في الاثناء وعندما تثور النفوس تبدأ تقول والله اأنتم لماذا لا تنضبطون لماذا لا تسمعون الكلام؟ انت عليك في البداية ان تضبط الامر وتغلق الباب الشر في بداية الامر قبل ان ينتشر ويخرج كما قلنا عن السيطرة. قال ويذكر الحاضرين بما جاء في كراهية المماراة. لا سيما بعد ظهور الحق الان المحاضر احيانا المحاضر احبتي قد يجد من بعض الطلبة حب للجدال والمراء وهذا شيء ملحوظ. بعض الطلبة اوتي جدلا واوتي مراء ويحب النقاش ولا يعرف السكوت والهدوء فعلى المدرس وعلى المحاضر ان يذكي عفوا الطلبة اه بكراهية المراء وما جاء في ذلك من الاثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة الكرام يبين لهم ان القصد هو ظهور الحق. بغض النظر على لسان من ظهر المهم ان يظهر الحق اه خاصة قال بعد ظهور الحق يعني لو ان المحاضر اه انشأ نقاشا بين التلاميذ فاحدهم ظهر الحق على لسانه الان هنا مظنة ان من خالفه من التلاميذ يحدث في قلبه شيء من الحسد او الحقد او الغل بعد المدرس ان يتدارك ذلك من البداية قد يظهر الله الحق على لسان بعض التلاميذ فبعض التلاميذ الاخرين يشعرون بشيء من الحسد او شيء من يعني شيء يدخل النفس انه لماذا ظهر الحق على لسانه صديقي ولم يظهر على لساني. فالمدرس المتفطن والذكي يعرف مداخل النفوس ويعرف ما يمكن ان ينشر في هذا الموطن من حسد وغل وحقد وتحاشد بين الطلبة فابتداء بمجرد ان ظهر الحق يذكر الطلبة بان الذي نسعى اليه في حياتنا العلمية. انما هو ظهور الحق لله سبحانه وتعالى اننا نبحث عن درب الهداية ترب الاستقامة. يذكرهم باقوال السلف وباقوال من قال لان اكون ذنبا في الحق خير من ان اكون رأسا في الباطل يذكرهم بالتواضع للعلم وان يتذكر الانسان وقوفه بين يدي الله سبحانه وتعالى. يذكرهم بهذه الادبيات حرصا على نفوس الطلبة الا يدخلها شيء من اه امراض القلوب. ويبين له ان مقصود الاجتماع على هذه المحاضرة او الدرس. ظهور الحق وصفاء القلوب. وطلب الفائدة وانه لا يليق باهل العلم تعاطي المنافسة والشحناء. يذكرهم بكل هذه الادبيات. لانها سبب العداوة والبغضاء بل يجب ان يكون الاجتماع ومقصوده خالصا لله سبحانه وتعالى ليثمر الفائدة في الدنيا والسعادة في الاخرة. ويتذكر قوله تعالى ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون هذه الاية ابن جماعة الان يستنبط من مفهومها مفهوم الذي اخذه ليس من منطوق هي الاية لها منطوق ولها مفهوم كما يعلم في اصول الفقه. فيقول اه انه هذه لا اله مفهوم النداء قال فان ذلك مفهم ان ارادة الباطل حق عفوا فان ذلك مفهم ان ارادة ابطال الحق او تحقيق الباطل صفة اجرام. فليحذر منه انظروا الى هذا الاستدلال وتأملوا فيه قليلا الله سبحانه وتعالى يقول في الاية ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون فاحقاق الحق وابطال الباطل هذا شيء يحبه المجرمون عفوا يكرهه المجرمون احقاق الحق وابطال الباطل ان يحق الحق ويظهر. وان يبطل الباطل ويذهب هذا شيء يكرهه المجرمون من مفهوم الاية انه ربنا يقول ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. اذا المجرمون يكرهون احقاق الحق وابطال الباطل فمفهوم ذلك مفهوم المخالفة ان المجرمين يحبون ابطال الحق ويحبون احقاق الباطل اليس كذلك؟ بما انهم يكرهون احقاق الحق وابطال الباطل. اذا هم يحبون ابطال الحق واحقاق الباطل. فلذلك هذه الاية يردع بها المعلم تلاميذه ويبين له من خلال هذه الاية ان هذه الاية تدل بمفهومها ان من يحب ابطال الحق ويحب احقاق الباطل فيه من صفة المجرمين. لانهم هم الذين يحبون هذه الاخلاق الرديئة لذلك قال فان ذلك مهم ان ارادة ابطال الحق او تحقيق الباطل صفة اجرام صفة اهل المجرمين فليحذر منه. طب الثامن الادب الثامن قال ان يزجر اه ان يزجر لاحظوا الان هذه ايضا قاعدة مهمة. قواعد حقيقة ذهبية نفيسة. من لم ينشأ على هذه القواعد نفسه عليها غدا عندما يصبح مدرسا يخطئ كثيرا كثيرا ويعود اصابع الندم على انه لم يتمثل هذه الادبيات والاخلاقيات في حياته العلمية والمعرفية. انظروا الى هذا الادب الثامن يقول ان يزجر ان تعدى في بحثه او ظهر منه لدد اي خصومة في البحث او سوء ادب ان يزجر نعيد العبارة من اولها ان يزجر من تعدى في بحثه. او ظهر منه لدد في بحثه او سوء ادب. لانها معطوفة على لدد او ظهر من مدد في بحثه او سوء ادب او ترك الانصاف بعد ظهور الحق او اكثر الصياح بغير فائدة او اساء ادبه على غيره من الحاضرين او الغائبين او ترفع في المجلس على من هو اولى منه. او نام او تحدث مع غيره او ضحك او استهزأ باحد من الحاضرين او فعل ما يخل بادب الطالب في الحلقة. وسيأتي تفصيله ان شاء الله في باب اداب طالب العلم الان لاحظ اذا قضية الزجر اذا في الادب السابق كان يتكلم عن وظيفة المعلم والمدرس في ضبط المجلس. والا يسمع فيه باللغب. الان في هذا الادب الثامن يتكلم عن موضوع زجر المعلم للطالب الذي يخطئ وتأديب المعلم لهذا الطالب لذلك بدأ البداية ان يزجر ان يزجره والاخطاء التي يخطئها الطالب لها اشكال كثيرة في الحقيقة. قد تكون اداب مع المعلم يرفع صوته على المعلم او يرفع صوته على احد الطلاب. قد يكون الخطأ الذي يخطئه الطالب انه نام في المجلس. او ضحك او استهزأ بالشيخ او بطالبه او برجل غائب او ترفع على من لا ينبغي له ان يترفع عليه او شيء من هذه الادبيات التي يخطئ فيها كثير من الطلبة الطالب طالب. يعني ما زال يحتاج الى تعليم والى تأديب فاذا هو مظنة الخطأ ووظيفة المعلم ان ينبهه. والمشكلة احبتي ان المعلمين اليوم يخافون على اخطاء ادبية من طلاب العلم. ولا ينبهونهم عليها. فينشأ الطالب ويتربى على هذا الخطأ بينشأ الطالب على هذا الخطأ ويترعرع عليه. لذلك على المعلم ان ينتبه في توجيه الطلاب نفسيا وادبيا. حتى موضوع النفس يعني ربما علماءنا في القدم يشيرون الى موضوع معالجة المعلم لنفس الطالب. لكن اشارات بعيدة اليوم مع ظهور دراسات علم النفس والكتابات فيها اظن اننا كطلبة علم وكمتصدرين للتعليم نحتاج الى هذه الدراسات العلمية. انا كيف طالب كيف المعلم وكيف الشيخ اهتم بنفسية الطالب ويتأمل فيها ويعرف هذا الطالب هل عنده نفسية غضبية سريع الغضب فيحاول ان يقلل منها وهذا الطالب لا عنده حياء زائد يمنعه من العلم كيف يجعله يتجرأ في ميدان العلم. هذا الطالب عنده عجب بنفسه كيف يساعد على التخلص. هذا الطالب يظهر منه النفاق والرياء. هذي وظيفة المعلم. انت وظيفتك كمعلم ليست فقط القاء المحاضرة على الطلاب. وانتهى الامر ونراكم في المجلس القادم. لا اه في القدم حقيقة احبتي المعلم والشيخ كان مربيا قبل ان يكون معلما اليوم عندنا نحن انفصال بين التربية والتعليم نجد المعلم والمحاضر في الجامعة وما شابه ذلك همه ان يلقي هذه المحاضرة وينتهي ويعود الى مجلسه او الشيخ اذا عقد مجلس من مجالس العلم همه ان يمنح الطالب شيء من العلوم الفقهية والنحوية واللغوية او كل ما شاء ثم ينتهي المجلس ويذهب الطالب الى حياته. والطالب في الحياة لا يجد شيخا رصيده ليحدثه عن مشاكله آآ الادبية. نعم هناك بعض الطلبة انا وقفت عليهم يبحثون عن شيخ يخبرونه بما يجول في خواطرهم وفي عقولهم يبحثون عن شيخ يوجههم ويأخذوا بنفوسهم الى درب الفلاح والصلاح والى درب النجاة. يعانون من مشاكل في التعامل مع اصدقائهم مشاكل انه يعاني هو من الحسد لاصدقائه. بعضهم يعاني مشكلة الحياة الزائر كما قلت لكم. البعض يعاني من مشكلة العجب والافتخار. البعض يعاني من حب التصدر هذه امور نفسية وظيفة المعلم ان يجلس مع الطالب وان يحاوره وان يناقشه. هكذا كان السلف رحمة الله عليهم. يأتي الطالب الى الشيخ يسأله عن القلوب قبل ان يسأله عن احكام الظاهر. يأتي الطالب يأتي ابن القيم كثيرا ما كان يقول كنا نأتي الى ابن تيمية رحمة الله عليه. فنسأله عن كذا وعن كذا وننظر في وجهه وفي سمته فكلما نظرنا في وجهه ازددنا ايمانا وازددنا آآ حبا لله سبحانه وتعالى بالنظر الى وجوه مشايخهم فهذا الامر على المعلم وعلى المحاضر ان ينتبه عليه. ان وظيفتي لا تقتصر على منح المعلومة فقط. بل وظيفة التربية وصناعة الجيل وصناعة العقول وترقية القلوب هذه وظيفة مهمة جدا بل قد تربو على وظيفتك في منح المعلومة اه واعطائها للطلبة فلذلك علينا ان نتعلم هذه الامور حتى نحاول ان نتمثلها في حياتنا العلمية. لكن بعد ان يعني اصل ابن جماعة لموضوع الزجر وان العالم يزجر يزجر ينهر. الطالب المخطئ وضع لنا في الحقيقة ضابط يدل على فطنة ابن جماعة وعلى حكمته في قضية العقاب والزجر. ايش قول هذا الضابط انظروا في النهاية ماذا قال بعد ان ذكر موضوع الزجل والصور التي تستحق الزجر قال هذا كله بشرط الا يترتب على ذلك مفسدة تربو على غيره خوفا او تربو عليه هذه قاعدة في الحقيقة الان تدرس في الكتب الغربية والاجنبية قواعد العقاب وما شابه ذلك. وهذه القواعد التي تدرس اليوم في العلم الحديث. سبق اليها علماؤنا الكبار سبق اليها علماؤنا الكبار في تقريراتهم العلمية المنهجية. ولكن من يقرأ حتى يخرج لهذه الامة ذاك التراث العظيم للاسف؟ فابن يعطي المدرسين والمعلمين قاعدة في العقاب والزجر ان العقاب والزجر ما فائدته؟ انت ماذا تطلب منه ان ينكف الطالب عن ذاك الادب السيء صحيح؟ هذا هو المطلب من الزجر والعقاب. فالزجر ليس مقصودا لذاته. والعقاب ليس مقصودا لذاته وانما المراد به الردع فيقول ابن جماعة الزجر والعقاب شرطه الا تكون مفسدته اكثر من مصلحته احيانا بعض الطلبة زجره امام الاخرين اه قد يسبب عنده مشكلة نفسية اكبر انتبهوا لهذا الكلام. بعض الطلبة اذا تم زجره امام اصدقاؤه ونهره قد يسبب هذا عنده مشكلة داخلية اكبر تمنعه من حضور مجالس الشيخ وانقطاعه عن درب العلم تماما فالمعلم عليه ان يتفطن بعض المعلمين يقول انا ازجر من احب ان يجلس فليجلس ومن احب ان يذهب فليذهب. لا هذا ليس بصحيح على المعلم ان يراعي كما قلت لكم نفسية الطالب اذا وجد ان الطالب لو زجره امام اصدقاؤه ربما يسبب له اشكالية نفسية. يشعر الطالب بحياء شديد او يشعر بغضب كبير. يحول بينه وبين حضور مجلس العلم مرة اخرى فعليه الا يهجره امام الطلبة بل ينتظر ذهاب الطلبة يحضر هذا الطالب على انفراد ويحدثه فإذا الحكمة في الزجر فالزجر ليس مقصودا لذاته وانما المراد منه الاصلاح. فاذا كان الزجر سيؤدي الى افساد اكبر فعليه ان يتوقف عن الآن ويبين للطالب موطن الخلل في قالب اخر. في قالب اخر انظروا محمد صلى الله عليه وسلم. حينما كان بعض الصحابة كان صلى الله عليه وسلم يدرك ان زجر الصحابة مباشرة في وجوههم يا فلان لماذا فعلت كذا؟ قد يسبب حاجز يمنعهم عن ايش؟ عن قبول النصح مع ان النبي عليه الصلاة والسلام. المؤيد من السماء. فكان كثيرا ما يجد اخطاء. عند بعض الصحابة فيصعد على المنبر فيقول ما بال اقوام كذا وكذا ما بال اقوام قالوا كذا وكذا لاحظوا التعميم حتى لا يوجه الزجر والنهر مباشرة الى اعيانهم. لان هذا كما قلت لكم خاصة في البيئة العربية قد يسبب نفور من بعضهم عن قبول الحق حتى ولو من محمد صلى الله عليه وسلم. فيراعي محمد صلى الله عليه وسلم المعلم المؤدب المربي. بابي هو وامي صلوات الله وسلامه عليه يراعي هذه النفوس هذه النفوس احبتي من آآ من يريد النجاح كداعية الى الله او عالم اذا اراد النجاح عليه ان يدرس طبائع النفوس. وعليه ان يحسن الدخول اليها ويتعلم ذلك معذرة لشيء اه التعب فعليه ان كما قلت لكم ان يعرف طبائع النفوس ويتعلم مفاتيح النفس التي عندها عجب كيف يتعامل مع النفس التي عندها حياء كيف يدخل اليها هنا المهارة وهنا النجاح بعد توفيق الله سبحانه وتعالى في ايصال الدعوة الى الاخرين وفي آآ نشر الفضيلة في المجتمع على وجه منضبط تتآلف عليه القلوب وتجتمع عليه النفوس ولا تنفر منه. حتى لا اطيل في هذه الفكرة اكمل ما قال ابن جماعة قالوا ينبغي ان يكون له نقيب فطن كيس. النقيب يعني مساعد. يقول يعني المحاضر او الشيخ يأتي بمساعد معه وهذا كان عند العلماء الاقدمين حاضرا. لكن ربما هذا اليوم يعني فيه شيء من الصعوبة. ان تأتي بمن يساعدك في اثناء المحاضرة الا اذا عالما كبيرا والطلبة يتدافعون الى خدمتك. قد تجد من يقوم بهذه الوظيفة. لكن اليوم حتى العلماء يفقدون امثال هؤلاء الذين يعينونهم على ضبط الدرس. قالوا ينبغي ان يكون له نقيب كما قلنا مساعد يمثله في المجلس ويكون هذا النقيب فطن كيس يعني لا تختار اه نقيبا احمق يصرخ على الطلبة انتقم وانت اجلس وانت لا تفعل وانت كذا. لانه هذا النقيب يعني اه تعامله مع الطلبة بهذا الناس ليسبب نفور بين وبين الطلبة وقد يؤدي الى مصائب اكبر من الخصومات والنزاعات. يعني انت من منحك الحق ان تصرخ علينا او ان ترفع صوتك علينا او تعاملنا بهذه الطريقة هذا يحصل في الحقيقة من بعض النقباء الجهال الذي اذا منح منصب النقابة ظن نفسه في مركز علوي له الحق على التسلط على الطلبة وان يزجر فلان وينهر فلان لأ. فالمحاضر عليه ان يختار نقيبا ذكيا فطنا يعرف قدر نفسه ويعرف وظيفته كيف يؤديها بالشكل الصحيح برفق ولين من دون استعلاء لانك انت طالب مثلك مثل باقي الطلبة. فليس لك ان ترفع صوتك عليهم او ان تعاملهم بشيء من الاستعلاء النفسي قال وينبغي ان يكون له نقيب فطن كيس درب اه متدرب درب صفة مشبهة درب صفة مشبهة بمعنى انه بلغ في التربة مبلغا قويا بحيث اصبح يوصف بالصفة المشبهة التي تدل على اللزوم قد يرتب الحاضرين يعني ايش وظيفته؟ ذكر وظيفة هذا النقب قد يرتب الحاضرين. ومن يدخل عليهم على قدر منازلهم يرتب الناس في المجلس يوقظ النائم اذا احد الطلبة نام في مجلس الشيخ هذا النقيب ينقزه يقول استيقظ ويشير الى من ترك ما ينبغي فعله كما ينبغي فعله او فعل ما ينبغي تركه اذا ويشير هذا النقيب الى من ترك اذا طالب ترك ما ينبغي فعله شيء ينبغي على هذا الطالب ان يفعله وهذا طالب تركه هذا النقيب ينبهه. من الاداب العامة التي ينبغي ان يتمسك بها الطالب في المجلس. اذا ويشير الى من ترك ما ينبغي او فعل بالعكس يعني او فعل هذا الطالب ما ينبغي تركه ويأمر بسماع الدروس والانصات لها اي انسان يتحدث مع زميله يقول يا فلان استمع للشيخ او ما شابه ذلك. فاذا الشيخ قد يستعين ببعض النقباء لكن يكون هذا النقيب كما قلنا على درجة عالية من اه الكياسة والدربة في هذا الباب. الادب التاسع قال ان يلازم الانصاف في بحثه وخطابه يعني ان يكون هذا الامام والشيخ والمعلم منصفا في اثناء البحث الانصاف في اثناء البحث في اثناء الخطاب مع الطلبة يكون هناك ايضا هناك انصاف لا يرفع صوته على فلان ويخفض صوته على فلان او بعض المدرسين او ينظر لفلان نظرة حادة وينظر الى فلان نظرة ود. لا هذا لا يصلح النظرة تكون متساوية للجميع. الخطاب متساوي للجميع. البحث يتساوى فيه جميع الطلبة. حتى اذا ناقش احد الطلبة فتحت النقاش احد الطلبة عليه يفتح النقاش مع طالب اخر لانه بعض المدرسين يعني قد يكون في مجلسه بعض الطلبة النابهين فيحب المدرس النقاش مع هذا الطالب ويتغافل عن باقي الطلبة وهذا سوء ادب يكون سبب في نفرة الطالب من المعلم وفي الحقيقة المشكلة من المعلم هنا ابتداء ليست من الطالب لان المعلم هو بنفسه يستروح لطالب معين فيظهر هذا الاسترواح امام باقي الطلبة. وهذا مجلبة لبغض الطالب لشيخه. فعليك تتفطنوا ايها المدرسون لهذه القضية اذا ان يلازم الانصاف في البحث حينما يباحث احد الطلبة عليه ان يكون منصفا. الانصاف في خطابه يخاطب الجميع بقدر واحد قال ويسمع السؤال من مولده على وجهه اي طالب يسأل سؤال يسمع من مولده. بعض المحاضرين وقد رأيناهم احبتي تجده اذا فلان سأل لانه نبي يتوجه اليه بكل جوارحه. واذا سأل طالب اخر ربما اقل مرتبة من صديقه في المعرفة. يعني يسمعه وهو من دون ان ينظر اليه او بنظرة فيها شيء من التقليل من مقداره. او يؤشر له حركة يعني استعجل يلا ها وفي الحقيقة لا ينبغي اني اذا سمع من فلان يسمع من فلان ولا يظهر تفوق طالب على غيره اذا ويسمع السؤال من مورده على وجهه وان كان صغيرا حتى ولو كان السائل صغيرا ولا يترفع عن سماعه فيحرم الفائدة. يعني اياك ايها المعلم ان تترفع عن سماع الاسئلة وتغلقها تماما ولا لان في الحقيقة انت ايها المعلم اسمك معلم في هذا الموطن لكن ايضا ما زلت طالب علم يعني انت لست معلما وانتهى الامر. انت معلم وطالب علم حتى آآ تمسل تحت الثراء فتبقى طالب علم. تعلم ما افادك الله سبحانه وتعالى من العلوم وتطلب علم ما جهلت فلذلك الاسئلة التي يسألها الطلبة كثيرا ما افادتنا وفتحت لنا افاق ووصلتنا الى معارف وكانت سبب في نبش الكتب والمصنفات لنصل من خلال هذا السؤال الى معرفة جديدة بل الى معارف فكم من سؤال فتح افاق احبتي للمعلم والمدرس؟ فاذا القضية في استماع السؤال من الطلبة ليس فقط تأدبا معهم بل ايضا حتى مدرس تستفيد قد تكون اخطأت في قضية معينة في السؤال من الطالب قد يكون في سبب في تنبيهك على هذا الخطأ. قال وان عجز السائل عن تقرير انظروا الى هاي الاداب الدقيقة يا الله ما اجملها! يقول وان عجز السائل عن تقرير ما اورده او تحرير العبارة فيه لحياء او قصور يعني بعض الطلبة ما عنده قدرات لغوية عالية للتعبير عن افكاره. التي تدور في خلاده فيأتي بسؤال رقيق في البناء فانت ايها المعلم ايها المدرس يقول لك ابن جماعة اذا رأيت الطالب لم يحسن صياغة السؤال وهنا كما تعلمون في العادة يبدأ بعض الطلبة يتهكمون على زميلهم انه لا يعرف كيف يسأل وكيف يخاطب الشيخ وو عليك ان تكون ذكيا فطنا مباشرة تأخذ الفكرة من الطالب تستنبط الفكرة من دينه وتعيد انت صياغتها للطلبة. تقول احسنت يا فلان جزاك الله خيرا يتكلم زميلكم عن مسألة او يوجه السؤال حول قضية معينة وهي قضية كذا وكذا. من دون ان يشعر الطالب انه انتقص طريقته في السؤال ومن دون ان يفتح مجال للطلبة الاخرين ليتهكموا لزميلهم لانه بعض المدرسين اذا وجد طالب ما يعرف السؤال يعني يعطي المجال للطلبة ان يتهكموا بل بعضهم يدخل مع الطلاب في التهكم والتقليد وهذا في الحقيقة ادبيات لا تليق بمنصب العلم ولا بمنصب العالم. وانا اتعجب من وجودها في بعض ان يتصدى خاصة في الدراسات الاكاديمية. يعني تجد عنده مثل هذه الامور لا يلتفت اليها ابدا تهكم بفلان ساء ادب فلان لانه فهم العلم خطأ. فهم ان وظيفة منح المعلومة ولم يدرك ان وظيفته هي التعليم قبل عفوا هي التأديب قبل ان يمنح العلم بطلبته لذلك قال وان عجز السائل عن تقرير ما اورده وهو تحرير العبارة فيه لحياء او قصور ووقع على المعنى يعني المعلم وقع على المعنى على الفكرة التي يريد الطالب ان يسأل عنها هذا معنى وقع على المعنى اي وصل الى الفكرة التي يريد الطالب ان يسأل عنها عبر عن مراده. اه يقوم المعلم نفسه بالتعبير عن مراد الطالب بشكل واضح وبين. وبين وجه ايراده. وبين لماذا يورد الطالب هذا السؤال؟ ورد على من رد عليه يعني يرد المعلم على من رد على هذا الطالب ويرد المعلم على من رد على هذا الطالب ويقرر كلامه بالوجه الصحيح السديد. ثم يجيب بما عنده او يطلب ذلك من غير يمكن المعلم يجيب ممكن احيانا يندب بعض الطلبة للاجابة حتى ينشئ جو من النقاش العلمي في اثناء المحاضرة. وهذا يتفاوت بحسب طبيعة المجلس المجالس الخاصة تحتمل النقاش العلمي لكن المجالس العامة في المدارس الجامعة او المساجد الجامعة فهذا قد يعني يصعب في فتح النقاش العام. قال ويتروى فيما يجيب به المعلم ايضا لما تجيب تتروى بعض المعلم يعني بعض المعلمين لا يكاد يسمع السؤال الا ينطلق بالاجابة. وهذا مظنة الخطأ. لا ممكن تكون الاجابة حاضرة هذا شيء اخر. لكن بشكل عام المحاضر عليه ان يتأمل في سؤال الطالب ثم يخمر الاجابة قبل ان ينطق بها قال واذا سئل عما لم يعلمه يعني هذه قضية الان يتكلم عنها مهمة جدا. قال واذا سئل عما لم يعلمه. قال لا اعلمه او لا ادري هذه الكلمة التي فقدناها اليوم هذه الكلمة التي فقدناها اليوم للاسف في كثير من المتصدرين للتعليم والتدريس وافادة الناس. كلمة لا ادري هذه الكلمة التي سرقت وسلبت وطويت في صناديق مغلقة وكانها اصبحت في ضمن النسيان مع انها كانت على لسان علمائنا وائمتنا من اهل السلف. رحمة الله تعالى عليهم. وكانت على لسان الاكابر جيلا بعد جيل كانوا يتوارثونها ويلقنونها لطلبتهم يعلمونها توارثا اذا سئلتم عما لا تعلمون فقولوا لا ندري بقولوا ايش ؟ لا ندري كانوا يخشون من قوله تعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. واليوم احبتي كثير من طلبة العلم يعاني مشكلة عويصة مع هذه الكلمة. انا لا اتكلم عن العلماء اتكلم عن مشكلة طلبة العلم هناك طلبة علم عنده مشكلة عويصة مع كلمة لا ادري طالب علم ما زال ناجئا ومع ذلك عنده مشكلة مع كلمة لا ادري. في المحاضرات تجده يناطح الاساتذة ويناطح الاكابر. واذا سئل عن شيء دائما يجيب عنه. واذا سأله صديقه عن شيء دائما يجيب ويفتي ويظن نفسه الحق في ان يتكلم ما يشاء بما يشاء. وفي الحقيقة هذا يدل على انه يستهين بحق الله سبحانه وتعالى ولا يعلم ان عظم هذه الشريعة وليس لها موطن وموقع في قلبه لو كنت تعلم خطر الكلام والافتاء على الرب سبحانه وتعالى. ابن القيم سمى كتابه اعلام الموقعين عن رب العالمين والبعض يسميه اعلام لكن قل اعلام الموقعين انت الفتية هي توقيع عن رب العالمين. ايها المحاضر الاكاديمي اذا كانت الاجابة ليست عندك عن هذا السؤال. فاياك ان تنحرج وتقول كيف اقول للطلاب لا ادري. اتكلم باي شيء. انت توقع عن الله سبحانه من وقع عن الله كذبا وزورا. فيا ويلهم من ربه سبحانه وتعالى. نعم جريمة كبرى جريمة كبرى يرتكبها بعض الطلبة ويرتكبها بعض المتصدرين ويرتكبها بعض العلماء حينما يتكلمون في مسائل لا يعرفونها من اجل الا ينظر الناس اليهم بنظرة الجهالة في هذه المسائل ويخشون من ان يقولوا لا ندري. يظنون ان هكذا قدرهم ينحط عند الناس وعند طلبتهم وو وزينفض الناس عنهم. اخي الكريم انت ايش يهمك وهذي قضية الجمهور هذا الصنم الذي يعبده كثير من طلبة العلم والعلماء اليوم صنم الجمهور يجب ان ينسف هذا الصنم في حياة طالب العلم صنم الجمهور وصنم الناس المصفقة. هؤلاء كم اضلوا هذا الصنم. عبادته انشأت الشذوذات انشأت ضياعا في حياة هذه الامة. صنما الجمهور هو الصنم الذي يحيينا في هذا النزاع والشقاق والخلاف والتناحر. والكل يريد ان ينتصر على حساب الاخرين. لان الكل اصبح يريد الجمهور الا من رحم ربي من الصادقين المخبتين لله سبحانه وتعالى. هذا صنم الجمهور يا طالب العلم. اكرر كثيرا صنم الجمهور الذي يعشعش في قلبك ويسكن في عقلك ودماغك عليك ان تتخلص منه من الان. قبل ان تتصدر والا لا تطلب العلم اذا كان صنم الجمهور هو مقصدك الان في طلبك للعلم احذر والله احذر. ستسأل امام الله سبحانه وتعالى وستقف بين يدي الله. يقول لك الرب هل كنت اتعبدني ام كنت تعبد الجماهير؟ هل كنت تفتي من اجلي ام كنت تفتي من اجل الجماهير؟ هذا الصنم اكسره الان حطمه في نفسك حطمه في قلبك قبل ان يتحطم عليك في نار جهنم والعياذ بالله فيقول ابن جماعة واذا سئل عما لم يعلمه قال لا اعلمه او لا ادري قال فمن العلم ان يقول لا اعلم وعن بعضهم عن بعض السلف لا ادري نصف العلم بعض السلف ايش يقول؟ كلمة لا ادري هي نصف العلم فعلى الانسان ان يعلم وعلى المعلم بشكل عام ان يلقن هذه الكلمة لتلاميذه تلقينا. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال اذا اخطأ العالم لا ادري اصيبت مقاتله. عن ابن عباس رضي الله عنه يقول اذا اخطأ العالم لا ادري اذا كان العالم لا يحسن ان يقول لا ادري اصيبت مقاتله. لانه اولا سيظهر جهلك ولو بعد حين. يعني انت تكلمت بشيء لا تتقنه. وافتيت بشيء من اجل فقط ان لا تقول لا ادري. افتيت بشيء يخالف شرع الله اولا سيظهر جهلك في الدنيا وسيفضحك الله سبحانه وتعالى وسيهتك سترك امام الناس ولو بعد حين. وستفضح امام الله يوم القيامة امام الاشهاد. فانت في صفقة خاسرة في الدنيا وفي الاخرة الانسان العاقل لا يزدري بنفسه ولا يضعها في هذه المواطن. صدقني لو قلت لا ادري ارتحت وسترت على نفسك وسترك الله سبحانه وتعالى بل بالعكس الله اذا رأى من عبده انه يحسن هذه الكلمة يمنحه العلم ويوصل اليه المعرفة. لانه يعلم ان هذا العبد لا يعبد الجمهور وانما يعبده سبحانه وتعالى فيورثه المعرفة الحق فاذا هذا الخلق من الاخلاق التي ينبغي الا تضيع من حياتك. يا طالب العلم وقيل ينبغي للعالم انظروا الى هذه القواعد. قال ينبغي للعالم ان يورث اصحابه لا ادري. لكثرة ما يقولها. كيف يعني العالم اصحابه وتلاميذه لا ادري هو لم يقول لهم يلا مباشرة قولوا لا ادري ليس بهذه الطريقة. قال لكثرة ما يقولها اي الطالب عندما ينظر في اسلوب الشيخ فيرى الشيخ كثيرا ما يقول لا ادري اذا سئل لا ادري الطالب سيرث هذه الكلمة من الشيخ لان اه وراثة اداب شيخ حينما يتمثل بها الشيخ في حياته لان هناك من ينظر يمكن انا انظر عليك ساعتين ثلاث في كلمة لا ادري وانك ينبغي ان تحرص عليها وو وكذا ثم التطبيق انا نفسي لا استخدمها. فهنا انت كطالب هل ستتلقى مني هاي المعلومة اذا كان الشيخ الذي ينصحنا ويقول لنا قولوا لا يدري هو نفسه لا يقولها. كيف اخذها؟ كيف اتمثل بها؟ لذلك كلام هذا دقيق. ينبغي للعالم ان يورث اصحابه لا ادري من خلال ايش؟ لكثرة ما يقولها. اي من خلال امتثال بها في حياته العلمية. اذا سئل عن شيء يقول لا ادري فهنا الطالب ينظر في شيخه فيقول اه الشيخ قال لا ادري ولم يجد احراجا ولم ارى وجهه اا اصبح في التراب وبكل ثقة يقولها والله بعض المشايخ ما زلت اذكرهم تعلمت على ايديهم بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم. كانت هذه الكلمة على لسانهم. ويا الله كم اه اتمنى ان اعود الى مجالستهم مرة اخرى لاننا تعلمنا من ادبهم اكثر مما تعلمنا من علمهم تعلمنا من ادبهم كانوا يقولون لا ادري مرارا وتكرارا ولا يجد اي حرج ولا يتلون وجهه لا يتلون وجهه حمرة وخجلا يقول لا اجري بقلب رحب منشرح يقول هذه المعلومة ما درست بكل بساطة وبكل وضوح وبكل هدوء وانتهى الامر انظروا كيف عندما تؤخذ الامور بسلاسة ووضوح كيف تنتهي على خير. قال محمد بن عبدالحكم سألت الشافعي رضي الله عنه عن المتعة المتعة النكاح المتعة الذي اذن به في بداية الاسلام ضمن ظروف معينة ثم نسخ بعد ذلك. قد اكان فيها طلاق او ميراث او نفقة تجب او شهادة يعني بعد يعني ايش طبيعة المتعة كان الفراق؟ هل كان يعني يترتب عليها طلاق او في ميراث انبني عليها او ما شابه ذلك؟ فايش قال الشافعي قال والله ما ندري هذه معلومة ما وصلتني ابدأ اتكلم بشيء من عندي من كيسي لا يصلح. قال واعلم ان قول المسئول انظروا هنا كيف بالجماعة يعلمك. قال واعلم ان قول المسئول لا ادري لا يضع قدره كما يظنه بعض الجهلة بل يرفعه لانه دليل عظيم على عظم محله وقوة دينه وتقوى ربه وطهارة قلبه وكمال معرفته وحسن تثبته وقد روينا معنى ذلك عن جماعة من السلف وانما يأنف من قول لا ادري. مين قلبا ضعفت ديانته وقلت معرفته. لانه يخاف من سقوطه من اعين الحاضرين. وهذه جهالة. ورقة دين. يعني دينك ليس متينا يعني علاقتك بالله فيها مشكلة اذا لانك تعمل كما قلت لك ما هي قضية هل انت تعبد الله او صنم الجمهور؟ اختر من كان يعبد الله لا ادري يده سهلة. ومن كان يعبد الجمهور كلمة لا ادري عنده صعبة تجرعها في قلبه صعب جدا جدا لا يكاد يستسيغها ابدا. يتجرأه ولا يكاد يصيبه قال وربما يشتهر خطأه بين الناس فيقع فيما فر منه. يعني انت ابتداء لماذا استحيت من قول لا ادري؟ حتى لا يقول الناس انك الوقت وانك لا تعلم عفوا حتى لا يقول الناس انك والله يا فلان ما عنده معرفة بهذه المسألة. فانت خشية من ان يقول الناس انك لا تعرف في هذه المسألة افتيت فيها من دون علم وخط فيها من دون معرفة وانتم اذا انت تريد ان تفر من كلام الناس لكنك في الحقيقة عندما يكتشف الناس كذبك وجهلك وانك تكلمت فيها بغير علم وانك اخطأت فيها وقعت فيما فررت منه. فالانسان الكيس لا يضع نفسه في هذا المنسك قالوا ويتصف عندهم بما احترز عنه ستوصف بالجهل تكلمت انت بغير علم ستوصف بالجهل وقد ادب الله تعالى العلماء بقصة موسى مع الخضر عليه السلام حين لم يرد موسى عليه السلام العلم الى الله سبحانه لما سئل هل احد في الارض اعلم منك هذه القصة التي ختم بها ابن جماعة هذا الفصل. قصة انه موسى عليه السلام كيف الله سبحانه وتعالى ادبه حينما قال في موقف معين سئل عن شيء معين وهو لا يعلمه لكنه تكلم فيه بغير علم فالله سبحانه وتعالى ادبه. ما هو ذاك الموطن؟ ان موسى عليه السلام كما جاء في البخاري وفي غيره من كتب. وعظ الناس يوما فابكاهم فخرج له احد الناس من المجلس فقال يا موسى عليه السلام هل هناك احد اعلم منك الان موسى عليه السلام هل كان على دراية باجابة هذا السؤال؟ لم يكن على دراية لكنه عليه الصلاة والسلام استعجل هنا فقال لا قال لا احد اعلم مني في هذا الموطن. فهنا ادبه الله سبحانه وتعالى واخبره يا موسى هناك من هو اعلم منك وبدأ القصة بمن هو يا الله؟ طبعا موسى عليه السلام انصاع عليه تأديب الله سبحانه وتعالى مباشرة من دون نقاش علم موطن الخطأ. حينما قال لا ونسب انه اعلم اهل الارض في تلك اللحظة. فالله سبحانه وتعالى اخبره عن الخطر وبموسى عليه السلام مباشرة عندما عرف بالخطر وانه اعلم منه طلب ان يلقاه حتى يتعلم منه فهذه القصة قصة موسى عليه السلام وكيف ادبه الله عز وجل؟ هي قصة لكل العلماء. ان لا تقولوا اننا نعرف كل شيء. لا تقول نعرف كل شيء من افتى الناس كما قال احد السلف من افتى الناس بكل ما يسألونه عنه فهو مجنون من افتى الناس بكل ما يسألونه عنه فهو مجنون. يعني انت لا يمكن ان تكون احط علما بكل احوال الناس وقصصهم وواقعهم. لا بد هناك شيء لم تقف خاصة اذا لم تكن متبحرا بتلك القوة فعليك ان تتفطن لهذه القضية وهذا ختام مجلسنا اليوم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم