يا طالبا للعلم يرجو نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي علم بالقلم عدم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا ومربينا ومؤدبنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم حياكم الله احبتي لا مجلس جديد نعقده في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم بادب العالم والمتعلم بالامام المربي الفاضل ابن جماعة الكناني الشافعي رحمة الله تعالى عليه وما زلنا نعيش مع ابن جماعة في ثنايا هذا الفصل الذي يعقده في ادب العالم في نفسه ابن جماعة رحمة الله عليه في اثني عشر بابا يتحدث لنا عن العالم من بداية عزمه للذهاب الى الدرس الشرعي او الى المحاضرة الشرعية وحتى اثناء هذه محاضرة وفي ختامها ما هي الادبيات التي ينبغي ان يتحلى بها. فذكر لنا في البداية ماذا يفعل العالم في بيته اذا اراد ان يحضر نفسه للذهاب من التنظف والتطيب ولبس الثياب الجيدة التي تليق باهل العلم وتحدث عن استحضار النية الصالحة في القائه للمحاضرة وان يستحضر انه يريد ان ينفع الامة وان ينشأ جيلا صالحا من طلبة العلم وتكلم عن ركعتي الاستخارة ثم اذا ذهب الى الدرس في اثناء الذهاب وفي الطريق كيف يستغل الوقت بذكر الله سبحانه وتعالى ثم اذا انتهى كيف سلموا على الطلبة ويصلي ركعتين ايضا ثم آآ يجلس بكل سكينة ووقار وهدوء ويستقبل الطلبة بوجه طلق ويبدأ محاضرته بالبسملة وبالحمدلة لله سبحانه وتعالى. وتكلم عن جلوس الطلبة بين يديه وكيف يقدم الناس على بهم. تحدث عن ضبط الشيخ والمعلم لمجلس العلم. وان يمنع اللغط فيه. وان الغلط تحت اللغط. تكاد لا يتكلم ابن عن توريث العالم لطلبته لا ادري. وتكلم عن تعامل العالم مع الطلبة حينما يخطئون وكيف يزجرهم وما هي قواعد التأديب للطلبة؟ ادبيات جميلة متناثرة ذكرناها في المحاضرات السابقة ينبغي للمتصدرين ان يعتنوا بها لما كان علماؤنا الاكابر رحمة الله عليهم يهتمون بتعليم الطلبة هذه الاداب كان ينشأ في الجيل السابق كان ينشأ جيل اه من طلبة العلم المتمكنين ادبيا واخلاقيا قبل ان كونوا متمكنين علميا وتمكن طلبة العلم في باب الادب وفي باب الاخلاق هو الذي يؤهلهم ليصلوا الى مرتبة الريادة والقيادة والسيادة في هذه الامة ليأخذوا بها وينتقلوا بها من هذا اللغط ومن هذا الضعف ومن هذا الهزال الذي تحياه الى صناعة جيل جديد وصناعة حضارة حقيقية لهذه الامة اه فالاجيال السابقة علماؤها كانوا يتخرجون على هذه الادبيات وعلى هذه الاخلاق. تغرس فيهم في المعاهد الشرعية التي كانوا يتخرجون منها وفي حلقات الشرعي. واما اليوم حينما فقدنا هذه الادبيات في المحاضرين وفي المتصدرين للتدريس سواء في الجامعات او المحاضرين الاكاديميين او حتى في البرامج الشرعية قل من يتطرق لهذه الادبيات ويتمثلها في تعامله مع الطلبة. اصبح الطلبة الذين يتخرجون من هذه المعاهد جامعات يفقدون كثيرا من هذه الاداب وهؤلاء الطلبة الذين يفقدون هذه الاداب هم الذين يتصدرون للمناصب العليا في الدولة وهم الذين يملكون زمام الامور في كثير من اماكن القضاء وزارات وما شابه ذلك. فحينما يتصدرون مع قلة بضاعتهم الادبية والخلقية. وحينما يتصدرون للتدريس في والجامعات وهم لم يتربوا على هذه الاداب. لك ان تتخيل واقع الامة الذي ستحياه. اذا كان طلبتها يفقدون يفقدون الاداب واذا كان شيوخها يفقدون الاداب فماذا نقول لعوام المسلمين العالم الرباني المؤدب المربى الذي تم تنشأته تنشئة صحيحة احبتي هو الذي يستطيع ان يوجه المجتمع نحو الصلاح. هو الذي يستطيع ان يتجاوز الازمات. هو الذي يستطيع ان يؤلف القلوب ويجمع كلمة على مرضاة الله سبحانه وتعالى. يعرف متى يسكت ومتى يتكلم. يعرف مواطن اه الخلاف المقبول ومواطن المردود. يعلم اه الكليات يقدمها والفرعيات فيؤخرها. باختصار العالم الذي تم وتربيته على اخلاق العلم هو العالم المؤهل لقيادة هذه الامة. واما الشخص مهما بلغ من المعرفة العلمية مهما اوتي من حفظ المتون والالفياء اذا كان فاقدا لادبيات العلم الشرعي ولاخلاقياته لا يمكن ان يمسك زمام المبادرة وزمام القيادة في المجتمع. لا يمكن ان يكون هو الحل لهذه الامة. والموطن الذي يفزع اليه في النكبات وفي الكربات العالم صاحب الخلق الرفيع وصاحب الدين المستقيم وصاحب السنة واتباع منهج محمد صلى الله عليه وسلم هو العالم الذي نرجو لصناعته من خلال هذا الكتاب نبث هذه الافكار اليكم احبتي. ونسأل الله سبحانه وتعالى ان تنشئ هذه الادبيات التي يطرحها ابن جماعة وغيره من اهل العلم صالحا جديدا من طلبة العلم. املنا بالله سبحانه وتعالى اه ان نجدد غرسا لهذه الامة. غرس نشأ على وعلى طريقة اهل العلم السابقين. غرس نشأ على العلم الشرعي الرصيد مع الادب والاخلاق. نشأ على كلام السلف رحمة الله عليهم وعلى تراثهم وعلى اخلاقهم وحياتهم وسلوكهم فهذا هو الذي نطمح اليه وهو املنا بربنا وهو حسبنا ونعم الوكيل نشرع اليوم في اكمال ما بدأ به من جماعة رحمة الله عليه في حديثه عن اه ادب العالم في درسه وقد انتهينا الى الادب العاشر حين قال ان يتودد لغريب حضر عنده وينبسط له ليشرح صدره يتكلم في هذا الادب العاشر اه عن تصرف العالم كيف يتصرف العالم اذا حضر رجل غريب او طالب علم غريب الى مجلسه كيف يتصرف العالم معه كيف ينظر اليه كيف يحدثه فيقول ابن جماعة على العالم ان يتودد للغريب. الانسان الجديد على هذا المجلس خاصة اذا كان من دولة اخرى شقيقة فالعالم عليه ان يكون ذكيا فطنا في تعامله مع هذا الشخص الغريب حتى لا ينفره وحتى يستطيع ان يكسب قلبه. للعلم الشرعي وله فيقول عليه ان يتودد للغريب يتحبب اليه يمازحه يبتسم في وجهه قال وينبسط له الانبساط الابتسام ان يبادروا نظرات الود والحب والتقدير. قال ليشرح صدره لانه هذا الطالب الغريب اذا وجد هذا العالم يتلقاه بهذا الصدر الرحب وبهذه الابتسامة العريضة وبهذا التودد والمحبة سينشرح صدره وسيألف هذا المجلس ويحب العلم الشرعي ويحب هذا الشيخ المدرس. قال فان للقادم دهشة هذا تعليل لماذا ينبغي ان يتودد مع الغريب اكثر من تودده مع من يلتزم حضور مجلسه. قال لان هذا الشخص الغريب الذي يحضر لاول مرة هذا المجلس له اندهاش. وشيء من يعني الشعور بشيء من الغربة وانه لا يألف من حوله من الطلبة فهذا الاندهاش وهذه الغربة وهذا الشعور بالانعزال عن من حوله يحتاج الى عالم ذكي حتى يفككه. وحتى يشعر الطالب بالارتياح والتودد ويزيل عنه وادي اه هذا الاندهاء وهذا الشعور اه بالنفرة عمن حوله. فالتودد والتحبب امر مهم جدا وخلق على العالم ان يكتسبه حتى يستطيع ان يجذب الناس اليه. قال ولا يكثر الالتفات والنظر اليه استغرابا له. يعني اذا جاء طالب جديد على العالم ان لا يكثر النظر اليه حتى لكي لا يشعره بانه يستغرب من قدومه اذا كان هناك شخص غريب في المجلس احبتي بعض الطلبة وبعض المدرسين يدمن النظر اليه. وهذا في الحقيقة يسبب له احراج يسبب له احراج بل قد لا يحضر الى المجلس مرة اخرى. يعني يرى نفسه محل النظر. بدل ان يكون طالب علم يجد نفسه محط انظار اه الجالسين محل نظر الشيخ فقد يسبب ذلك له حياء يمنعه من اكمال هذه المجالس والحضور اليها. لذلك يقول لك ابن جماعة ولا يكثر الالتفات اليه استغرابا له فان ذلك مخجله. وهذا كلام واضح بين. قال واذا اقبل الان يتكلم عن جزئية اخرى. قال واذا اقبل بعض الفضلاء وقد شرع في مسألة امسك عنها حتى يجلس. وان جاء وهو يبحث في مسألة اعادها له او اعادها له او اه مقصودها. يعني اما ان يعيدها هي او يعيد مقصودها فهنا يتكلم عن قضية اخرى وهي قضية ان العالم اذا كان يتكلم في مجلس العلم في مسألة شرعية او في فتوى او ما شابه ذلك. وجاء رجل من افاضل من اصحاب المكانة في المجتمع او من اصحاب المكانة الشرعية العلمية. او طالب متقدم جدا عند الشيخ وله حظوة فاذا جاء هذا الرجل الفاضل اثناء كلام العالم في المسألة فعلى العالم ايضا ان يكون ذكيا فطنا. فاما ان يتوقف عن الحديث حتى يجلس هذا الفاضل ويعيد العالم. طرح المسألة مرة اخرى ادبا معه او انه يعني اذا اكمل هذه المسألة الى تمامها وما بقي له منها شيء اذا جلس هذا العالم الفاضل يعيد طرح المسألة مرة اخرى او يعطي زبدتها باختصار وهذا حتى لا يكون هناك فجوة بينه وبين هذا الفاضل الذي اتى لان بعض الافاضل ربما لو جلسوا ووجدوا العالم يتكلم في اثناء مسألة لم يلتفتوا الي او لم يلتفت هذا العالم الي او لم يعد المسألة من اجله ربما ايضا سبب هذا نوع من الجفاء بينه وبين هذا العالم. فالعالم عليه ان يكون باختصار آآ ذكي في كسبه لقلوب الناس خاصة اصحاب الوجاهة في المجتمع واصحاب المكانة. فاذا جاءوا الى المجلس وانت كلم ايها العالم او ايها المتصدر او يا طالب العلم عليك اما ان تسكت وتنتظر جلوسه ثم تعيد المسألة وتطرحها من جديد او ان تكمل هذه المسألة او او ان تكمل هذه المسألة الى ختامها ثم بعد ان يجلس هذا الفاضل تعيد طرحها مرة اخرى او تختصرها. من جديد بصورة جيدة لائقة لا يشعر بها هذا الفاضل بالاحراج او انه اتى في وقت غير مناسب. قال واذا اقبل فقيه وقد بقي آآ لفراغه وقيام الجماعة بقدر ما يصل الفقيه الى المجلس فليؤخر تلك البقية ويشتغل قيل عنها ببحث او غيره الى ان يجلس الفقيه ثم يعيدها او يتم تلك البقية كي لا يخجل المقبل بقيامهم عند جلوسه. هي قضية مشابهة للقضية السابقة يقول يعني اذا فاقبل فقيه الى مجلس العالم ان عالم عقد مجلسا. فجاء رجل فقيه ليجلس في هذا المجلس رجل من اهل العلم. اصحاب المكانة الشرعية. قال واذا اقبل فقيه وقد بقي فراغه وقيام الجماعة بقدر ما يصل هذا الفقيه الى المجلس. يعني هذا الفقيه وصل الى مجلس العلم وهو في نهايته. ما بقي له شيء فكيف يتعامل العالم مع هذا الموقف؟ لاحظوا هي مواقف يطرحها ابن جماعة ويعطي العالم وطالب العلم المتصدر الادب في التعامل مع هذه المواقف يقول من جماعة فليؤخر تلك البقية. يعني المجلس ما بقي له الا خمس دقائق. والعالم علم ان هناك فقيه يريد ان يحضر. هذه الخمس دقائق يؤخرها العالم وينقضي القدوم هذا الفقيه طب ايش يفعل في خلال خمس دقائق؟ ابقى يعني ساكتا؟ لا. قال ينشغل بالبحث في مسألة اخرى يعني اطرح موضوع اخر قضية جدلية على الطلبة اه تشاغل انت وهم في موضوع جانبي حتى يأتي هذا الفقيه فحينما يأتي هذا الفقيه الدرس الذي انت فيه لتشعر هذا الفقيه بانك احترمته بانتظاره. لا تشعره بالخجل لان الفقيه وهذا الرجل صاحب المكانة اذا وصل الى المجلس عند فراغه وشعر ان الطلاق يعني انه وصل في النهاية والطلبة يريدون ان يقوموا هذا ايضا فيشعره بالخجل. اني اتيت في وقت غير مناسب. فهذا كله من باب تأليف القلوب. هذه الادبيات اللي يطرحها من جماعة ادبيات تساعد على تأليف القلوب. فيقول اه فليؤخر تلك البقية ويشتغل عنها ببحث او غيره الى ان يجلس الفقيه. ثم يعيدها اه اما ان يكمل هذه البقية او يعيدها ثم يعيدها او يتم تلك البقية كي لا يخجل المقبل بقيامهم عند جلوسه فاذا وصل هذا الفقيه وجلس اما ان تكون هذه البقية هو تحدث عنها سابقا ويعيدها مرة اخرى كانه يطرحها لاول مرة حتى لا يخجل هذا القادم او انه اصالة هو لم يتحدث بها اخرها الى قدومه. فعندما جلس هذا القادم بدأ يتحدث بها. وهذا نوع من تأليف القلوب لان هذا القادم كما قلنا لو انه حينما جلس شعر ان الشيخ انهى المحاضرة والطلبة يريدون ان يقوموا لك ان تتخيل موقفه ولك ان تتخيل نفسك ربما بعضنا وقع في هذه القضية ان يأتي الى المجلس في ختامه ويشعر ان الجميع يلملم اوراقه ويلملم كتبه ويريد ان يقوم ويشعر بشيء من الانحراج فهذا اسلوب يطرحه ابن جماعة حتى تتآلف القلوب ولا يشعر اه هؤلاء الناس بذاك الخجل. قال وينبغي مراعاة مصلحة الجماعة في تقديم في وقت الحضور وتأخيره اذا لم يكن عليه فيه ضرورة ولا مزيد كلفة يتكلم الان عن الوقت الذي يعقد وقت الدرس يعني متى يعقد العالم المحاضرة والدرس؟ متى يعقد العالم المحاضرة والدرس فيقول على العالم ان يراعي الطلبة. يعني بعض الناس اذا اصبح مؤهلا للتدريس وتصدر له يظن ان له الحق في ان يضع وقت الدرس وقت ما يشاء تماما. ولا يسأل الطلبة ولا يجاورهم كل هؤلاء طلبة عليهم ان يحضروا عندما انا اتي بغض النظر. وفي الحقيقة ليس الامر بهذه الصورة تماما عند العلماء. يعني هذا ابن جماعة العالم الكبير يبين ان العالم عليه ان ينظر في الاوقات التي آآ تناسب الطلبة فيعقد المحاضرات والدروس فيها. ولا يعقدها في اوقات لا تناسب مواعيد الطلبة وهذا ايضا من حرمة العلم ان هؤلاء الطالب لهم حق في تعلم العلوم الشرعية وانت حينما تضع الدرس وقت غير مناسب قد تحرم كثير منهم من طلب العلم. ولذلك يقول وينبغي مراعاة مصلحة الجماعة. هذا الادب يتحدث عن متى يكون موعد الدرس متى يكون موعد الدرس او المحاضرة؟ فينظر العالم في مصلحة الجماعة مصلحة اغلب الطلبة من حيث تقديم الوقت او تأخيره. اذا لم يكن عليه فيه ضرورة ولا مزيد كلفة. بما انك ايها العالم لا يوجد ضرر عليك في وضع الدرس بعد الظهر او بعد العصر او بعد المغرب ولا يوجد مزيد كلفة فانظر فيما يناسب الطلبة قد لا يناسبهم بعض الظهر يناسبهم بعض العصر او يناسبهم بعد المغرب فاذا العالم ينظر وفي المصلحة العامة قبل ان يحدد موعد المحاضرة وانظر الى اي حد وصل هذا الامر. يقول وافتى بعض اكابر العلماء ان المدرس اذا ذكر الدرس في مدرسة قبل طلوع الشمس يعني بعد الفجر لو ان المدرس عقد في المعهد او بالجامعة الدرس بعد صلاة الفجر مباشرة قال او اخره الى بعد الظهر. قديما كان بعد الظهر وقت القيلولة. ربما هذا يختلف عن زماننا. لكن قديما كان بعد الظهر وقت القيلولة تقفل فيه المحلات والاماكن ويعود الناس الى ديارهم ليصلوا ويتناول طعام الغداء فهذا اذا الوقت غير مناسب. لذلك قال او اخره الى بعد الظهر. قال لن يستحق معلوم التدريس. الا ان يقتضيه شرط لماذا لا يستحق المعلوم اللي هو الاجرة؟ قال لمخالفته العرف المعتاد في ذلك هذه فتوى افتى بها العلماء ان العالم اذا وضع موعد الدرس في وقت غير مناسب باختصار. وهذا يختلف باختلاف الازمنة. يعني لو جاء محاضر اليوم عقد قانونات محاضرة الساعة الثانية عشر ليلا واذا لم يأتوا الطلاب انا اغيبهم او هناك محاضرة بعد الفجر اذا لم يأتوا الطلاب غيبهم. افتى العلماء ان هذا المحاضر الذي يضع مواعيد محاضراته في وقت غير مناسب لا يستحق الاجرة على تعليمه وتدريسه. لا يجوز له ان يأخذها الا قالوا الا اذا يعني كان الواقف الذي طبعا هذه القضية قديمة نعود فيها انه المدارس والمعاهد قديمة كانت عبارة عن اوقاف. يأتي شخص ثري صاحب اموال وتجارة يريد ان يفعل شيء لله سبحانه وتعالى فيبني مبناه. ويقول هذا ما احد شرعي المعلمون لهم رواتب شهرية انا اصرفها لهم والطلبة اما ان يسكنوا في هذا المعهد او يعودوا الى ديارهم ويعودوا في اليوم المقبل المهم فهناك راتب يجريه هذا الواقف على المعلمين الذين يدرسون في هذا المعهد. فلو ان الواقف قال المعلم اصرفوا له راتبه مهما فعل من المخالفات خلص يصرف له راتبه حتى لو وضع الدرس في وقت غير مناسب. لكن اذا الواقف ما تطرق لهذا الموضع فالاصل العام الذي افتى به كثير من العلماء ان المحاضر اذا وضع درسه في وقت لا يناسب الطلبة وينظر طبعا في العادة والعرف العادة والعرف هي التي تحكم ان هذا الوقت ينازع ولا يناسب. ففي هذه الحالة هذا العالم لا يستحق اجرته على التعليم ولا على التدريس. وهذا دلل على الفكرة التي يؤصل لها ابن جماعة وهي ان العالم ليس لانك عالم او متصدر تضع الدرس وقت ما تشاء حتى لو خالف ذلك الاوقات المناسبة للجميع تقول انا افعل ما اشاء على الجميع ان يحضروا. لا ليس بهذا المنهج. هي قضية قضية تعلم. علاقة بين عالم وتلميذ علاقة بين شيخ وطالب وهذه العلاقة ينبغي ان تبنى على الحب وعلى الود وعلى الاحترام وعلى التقدير المتبادل. نعم على الطالب ان يحترم شيخه وان يوقره وان يبجله. وان يحترم مواعيده الشيخ وان يحضر في الوقت المناسب ادبيات كثيرة سنتحدث عنها. من ادبيات الطالب. لكن في المقابل الشيخ ايضا يمنح الطلبة شيء من التقدير ويحاول ان يساعدهم في حضور هذه المدارس من خلال وضع الاوقات المناسبة لهم. فاذا في هذا الادب العاشر تكلمي بالجماعة عن تصرف مع الشخص الغريب عن تصرف العالم عند قدوم الافاضل الى المجلس. والعالم يتحدث في اثناء مسألة شعرية كيف يعيدها لعالمه او يختصرها من جديد. اذا حضر الفاضل او الفقيه في ختام كيف يداري العالم في اظهار ان المجلس لم لم ينتهي بعد من اجل الا يحرجه. وتكلم ايضا عن وضع الوقت المناسب للمحاضرات والدروس بما يتناسب مع الجميع. ثم بعد ذلك سينتقل الى الادب الحادي عشر. يقول ابن جماعة رحمة الله عليه في الادب الحادي عشر جرت العادة ان يقول المدرس عند ختم كل درس والله اعلم اذا وصل بنا بالجماعة في الادب الحادي عشر الى ختام المجلس بعد ان ينهي المحاضر من القاء المحاضرة او الفتيا او ما شابه ذلك بماذا يختم كلامه؟ فقال جرت العادة ان يقول المدبر عند ختم كل درس والله اعلم. حتى يكل العلم الى العالم الحقيقي سبحانه وتعالى. قال كذلك يكتب المفتي بعد كتابة الجواب يعني ايضا وهذا الادب يحصل للمفتي اذا كتب جوابا على ورقة ان يختم جوابه بقوله والله اعلم. قال لكن الاولى ان يقال قبل ذلك كلام يشعر بختم الدرس. كقوله وهذا اخره او ما بعده يأتي ان شاء الله تعالى ونحو ذلك. يعني اذا من الادبيات التي يستحب للعالم آآ ان تعاهدها في ختم الدروس انه كما يقول ابن جماعة اذا اراد ان يختم الدرس اولا يشير بكلمة ان الدرس قد انتهى فيقول وهذا اخر المجلس وما بعده سيأتي ان شاء الله في المحاضرة القادمة او ما شابه ذلك. ثم يقول والله اعلم ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فيختم المجلس ايضا بالصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم آآ قال ليكون قوله والله اعلم خالصا لذكر الله تعالى ولقصد معناه يعني قالوا لو انه كان يتحدث في مسألة وفجأة يقول والله اعلم قد يظن ان كلمة والله اعلم لها ارتباط بالكلام السابق. لكن لو انك فصلت فقلت وهذا اخر المجلس. ثم قلت والله اعلم اصبحت كلمة والله اعلم او هذه الجملة مستقلة نفسها معناها مقصود لذاته ولكن لو ذكرت مع المسألة قد يفهم قد يتوهم ان لها ارتباط بالمسألة السابقة. لذلك فضلوا ان يفصل بينهما بما يشعر بختم قال ولهذا ينبغي ان يستفتح كل درس ببسم الله الرحمن الرحيم ليكون ذاكرا لله في بدايته وخاتمة اذا ذكر الله سبحانه وتعالى ينبغي ان يكون مع المدرس وفي اثناء الدرس في البداية وفي النهاية بل حتى في اثناء المحاضرة لو ان اه المدرس اعطى راحة ذكر فيها الله سبحانه وتعالى فان هذا يكون من الامور الجيدة ان يبقى ذكر الله سبحانه وتعالى على لسان المعلم دائما يلاحظ الطالب ان المعلم كثير الذكر لله سبحانه. لان هذه قضية مهمة تربوية ينبغي على طالب العلم ان يلاحظها في شيوخها. قضية المداومة على الذكر. لان الطالب اذا تأمل شيخه فرآه حريصا مداوما على ذكر ربه سبحانه وتعالى. هذه الاخلاق تنتقل للطلب هذه الممارسات يحرص عليها الطلبة. لكن كلما كان المدرس قليل الذكر لله قليل استحضار هذه الادعية والاذكار. فان هذه الاخلاقيات ايضا الخاطئة قد تسرب للطلبة فعلى المعلم ان يكون نبيها في هذا الموطن. قال والاولى للمدرس ان يمكث قليلا بعد قيام الجماعة. يعني الان قال المدرس والله اعلم وانتهى المجلس فيقول يفضل ان المدرس ينتظر قليلا حتى ينفض الطلبة حتى ينفض الطلبة. لماذا؟ سيذكر لك ابن جماعة مقاصد هذا الادب. قال فان فيه فوائد وادابا له ولهم ايش هذه الفوائد والاداب؟ قال منها عدم مزاحمتهم يبقى ان المدرس يخرج مع الطلبة ستحصل مزاحمة على الباب المدرس ياخذ حذاءه والطالب ياخذ حذاءه وهذا يزاحم هذا وهذا لا يليق بمنصب العلم ان يكون المدرس مزاحما للطلبة في مثل هذه المواقف. قال ومنها ان كان في نفس آآ او في نفس احد بقايا سؤال سأله الطلبة قد يكون عنده شيء من الحياء يستحي ان يسأل امام زملائه. فاذا انفض المجلس وقام الطلبة وعادوا يأتي هذا الطالب الى شيخه فيسأل بينه وبينه فيجيبه الشيء وهذه ايضا مصلحة للطلبة قال ومنها عدم ركوبه بينهم اذا كان ممن يركب وغير ذلك قصد في زمانهم يكون الطالب ما عنده شيء يركبه يعود الى المنزل على اقدامه. والمدرس قد يكون يعني عنده شيء من المال اتاه الله القدرة على شراء دابة من الدواء قال له وان الطلبة كلهم يعودون على اقدامهم ويرون المدرس يركب دابته. اليوم مثلا في وقتنا نحاضر عندنا سيارة فتخيل ان الطلبة كلهم عادوا الى بيوتهم على اقدامهم. والمدرس عاد بسيارته امامهم. يعني قد يعني بعض نفوس الطلبة لا تطيب او قد لا يكون هذا المنظر مناسب لهم. فتطييبا لنفوسهم وخواطرهم. يعود الطلبة ويخرجون ويتفرقون. ثم المدرس يخرج بدابته وهذه قضية يعني بعض القضايا قد لا تكون اساسية مفصلية لو خولفت لو ان المدرس اضطر ان يخرج مبكرا ويزاحم الطلبة لحاجة عرضت له او يخرج بدابته امامهم هذه الامور انا اظنها من يعني من ثنايا الاداب وليست من اه اساسياتها فعلينا ان نفرق بين الادب الاساسي الذي لا يقبل خرمه وبين الادبيات التي تكون في الثنايا وليست ضمن الاصول. قالوا يستحب اذا قام ان يدعو بما ورد في الحديث ان يدعو بما ورد في الحديث سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. دعاء كفارة المجلس وسيذكره المصنف مرة اخرى في ختام هذا الكتاب المبارك وهذا الدعاء وان كان بعض اهل العلم يضعفه لكنه له طرق عديدة ويتقوى بهذه الطرق باذن الله فيرتقي الى الحسن لغيره والله تعالى اعلم. اذا دعاء كفارة المجلس علينا ان نحرص عليه. سبحانك اللهم وبحمدك لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك الادب الثاني عشر والاخير من اداب العالم في درسه اه بدأه ابن جماعة بقاعدة في الحقيقة مهمة قاعدة مهمة ويتخطاها بعض طلبة العلم في هذا الزمان. لذلك احرصوا واسمعوا ماذا ساقول الان اكتبوا جنبها او بقرب منها قاعدة اكتبوا قاعدة ما هي هذه القاعدة قال الا ينتصب للتدريس اذا لم يكن اهلا له ولا ولا بذكر الدرس من علم لا يعرفه. ولا بذكر الدرس من علم لا يعرفه هواء اشترطه الواقف او لم يشترطه فان ذلك لعب في الدين وازدراء بين الناس. هذه هي القاعدة القاعدة تقول لا يجوز لك ايها الطالب ان تصدر نفسك لتعليم علم من علوم الشريعة الا اذا كنت متقنا لهذا العلم الا اذا كنت ايش؟ متقنا لهذا العلم واما من تصدر لتدريس علم من العلوم وهو غير متقن له كما يحدث الان في كثير من الذين يتصدرون حتى لو كان يحمل شهادة الدكتوراة الجامعية؟ نعم حمل الشهادة الاكاديمية ليس مقياسا على علم شرعي خاصة في هذا الزمن كثير بل اكثر من يحمل الشهادات الجامعية يكون ضعيف علميا. ويحرم عليه ان يدرس لانه ليس مؤهلا مؤهلا للتدريس. وقد رأينا باعيننا اناسا يحملون شهادات اكاديمية بل وصلوا الى مراتب الاستاذية وصدقوني احبتي يحرم عليهم الحديث في دين الله لانهم لا يتقنون شيئا يتقنون الكلام بعضه ببعض ينسبون الاقوال الى غير اصحابها لا يعرفون كيف تبنى الشريعة لانهم لم في تحصيل العلم ابتداء وانما حرصوا على نيل الشهادات الاكاديمية والترقي في مناصب الدنيا فحازوها ونالوها واصبحوا يدرسون لكن سيلقون ربهم سبحانه وتعالى وسيسألهم كيف اذنتم لانفسكم ان تتحدثوا في دين الله وانتم لستم مؤهلين هل سنجيب انه اعطينا شهادة جامعية يا الله؟ الشهادة الجامعية ليست مقياسا على العلم. العلم ما درسته ما حصلت ما يظهر في ما ما جمعته في عقلك ودماغك ويظهر في لسانك وفي كتابك. هذا هو العلم. يشهد لك العلماء ما لك بن انس يقول لم اتصدر للتدريس والفتية حتى شهد لي سبعون من اهل المدينة شهد لمالك سبعون عالما من علماء المدينة الكبار انه اصبح مؤهلا للتدريس. حينئذ تصدر ظهرت عدالته وظهر علمه واتقانه فاهل فاهل للتدريس اما ان تقيم محاضرات ودورات وتغرر بالطلبة وتنصحهم ان يذهبوا الى مجالسك وتطلب منهم الحضور وترفع شعارات معالي فلان والاستاذ الدكتور المشارك فلان وانت لا تتقن العلم الشرعي وكلامك غير منضبط. لانك لم تتعب في تحصيل العلوم. ولم تتعب في حفظ المنظومات. ولم تتعب في التلخيص والنظر والجمع. فاياك اياك فانك ستسأل بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم تلقاه. وكما قال لك ابن جماعة هذا لعب في الدين. وازدراء بين الناس لذلك نعيد القاعدة الا ينتصب للتدريس. اذا لم يكن اهلا له ولا بذكر الدرس من علم لا يعرفه. يعني لا تذكروا الدرس من العلوم التي لا تتقنها. انت مثلا متقن في التفسير لا تتكلم في المنطق. انت متقن في المنطق لا تتكلم في التفسير احترم مقدار ما تملكه اذا كنت متقنا في هذا وفي هذا تحدث واما الشيء الذي لا تتقنه فاياك ان تتكلم به. فان هذا لعب بدين الله سبحانه وتعالى. واحذركم من اللعب بهذا الدين قال النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور الانسان الذي يتظاهر بان عنده شيء وانه يتكلم فيه وهو في الحقيقة لم يؤتى هذا الشيء لم يؤتى هذا العلم شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بشخص يلبس ثياب الزور ثياب الكذب فاياكم يا ايها الطلبة من هذه المنهجية الخاطئة. اياكم ان تتحدثوا على وسائل التواصل الاجتماعي بلسان العالم وانتم تدركون انكم لستم بعلماء. اياكم من هذه الاقتطاعات التي تقتطعونها من كلام الائمة او من كلام من علا كعبه وفي العلم في هذا الزمان وتضعونها على آآ صفحاتكم وتنسبونها لانفسكم حتى يتوهم الناس انكم متمكنون وان عندكم شيء كبير من العلم وكم من انسان يمارس هذه الممارسات على وسائل التواصل حينما نجلس معه في الحقيقة نزدريه. ونعلم انه يتصنع العلم على وسائل التواصل الاجتماعي. وبعضهم يعني يضع لنا اسماء كتب كبيرة. انه يقرأ كتاب تعارض العقل والنقل ويقرأ كتب الغزالة. ويحب كتب الجبيني وو كذا هو في الحقيقة لا يعرف شيء من هذه الكتب اذ هو يضع فقط اسماء الكتب حتى ينظر الناظر الى هذا الشخص ما شاء الله فلان طالب علم يقرأ الكتب الدقيقة ووصل الى شرح المواقف ومجموع واعلام الموقعين وهو في الحقيقة لا يقرأها. ولو قرأ لم يفهم منها شيء. فلماذا هذا التصنع؟ ولماذا هذا التظاهر هذا يصدق عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطى. يعني الذي يظهر للناس انه متشبع من العلم وانه يدرك هذه وانه قرأها وهو لم يعطها في الحقيقة هذا كلابس ثوب يزور فاحذروا احبتي من هذا الخلق الرديء المقيت فعلا خاصة ان كثير من طلبة العلم في هذا الزمان لا يحبون ان يتعبوا في طلب العلم ويحبون ان يظهروا في مظهر تمكن يعني هم لا يريدون التعب في تحصيل العلم ويريدون ان يظهروا في مظهر طالب العلم الحريص عليه الذي يتعب يسيرون يسير ليله ليلو نهاره ويهجر اهله من اجل العلم وهو ليس كذلك. فاحذروا من هذا النفاق ومن هذا التلون الانسان آآ يكون واقعيا مع نفسه يكون صادقا والله سبحانه وتعالى يبارك له. ان تكون صادقا اذا كنت قليل البضاعة في العلم اظهر قلة البضاعة. وقل انا انسان ما زلت على مراتب التحصيل اذا يسر الله لي ان اصبح عالما او متمكنا ادرس اما قبل ذلك فاياكم من هذا التصنع ومن هذا التظاهر فانه لا يليق باخلاقكم وبادبكم قال وعن الشبلي رحمة الله عليه قال من تصدر قبل اوانه فقد تصدى لهوانه من تصدر قبل اوانه. من يتصدر قبل ان يكون راسخا في العلم فان هذا مجلبة لهوانه. في ان هذا الرجل قليل يضاعف العلم بضاعته مزجاة فتصدره قبل اوان المناسب للتصدر سيظهر بضاعته المزجاة وهذا سبب في هوانه في اعين الناس وكذلك في عند الله سبحانه وتعالى. وعن ابي حنيفة رحمة الله عليه قال من طلب الرياسة في غير حينه لم يزل في ذل ما وهذه ايضا مشابهة لكلمة الشبلي رحمة الله عليه وابو حنيفة كان امام في هذا الخلق. يربي طلبته على عدم التصدر وعلى عدم في عقد المحاضرات والدروس قبل ان يتمكنوا من تحصيل العلم الشرعي ومن ترسيخه. لذلك يروى ان ابا يوسف تلميذ ابي حنيفة اه احب ان يتصدر وان يفارق حلقة ابي حنيفة. كان هو طالب في حلقة ابي حنيفة. فرأى نفسه انه قد قطع شوطا في الفقه طيب. فاحب ان يعقد لنفسه ثقة خاصة به في المسجد في الكوفة. ويأتي اليه الطلبة فجاء ابو حنيفة الى الى درسه ففقد ابا يوسف فسأل عنه اين ابو يوسف فقالوا لقد انشأ حلقة لنفسه في اقصى المسجد فعرف ابو حنيفة كيف يداويه فقال لاحد التلاميذ عنده اذهب فسله عن هذه المسائل. لقنه مجموعة من مسائل الفقه يدرك ابو حنيفة ان ابا يوسف لم يطلع عليها بعد فذهب هذا التلميذ بهذه المسائل الى ابي يوسف وقعد بين يديه وسأله عنها مسألة مسألة وابو يوسف لا لم يعرف الاجابة عليها. فعرف ابو يوسف ان هذا التلميذ انما هو مبعوث من ابي حنيفة له حتى يؤدبه ففارق ابو يوسف حلقته وعاد تلميذا الى ابي حنيفة. تعلم من هذا الخلق فاياكم ان تصبحوا زبيبا قبل ان تتحصرموا كما يقولون اياكم ان تصبحوا زبيبا قبل ان تتحصرموا. فالعنقود العنب متى يصبح زبيب اولا لابد ان يصبح حصره ثم بعد ذلك يصبح زبيب. هل يمكن ان يقفز؟ الى الزبيب قبل ان يصبح حسن من اذا اصبح حصرما اذا اصبح زبيبا مباشرة قفز قبل ان يتحسرم فان هذا مذلة له وضياع للعلم واضاعة للوقت وتشبع بما لم يعطى. فعليك ان تتحسرة ثم تصبح زبيبا طيب قال واللبيب من صان نفسه عن تعرضها لما يعد فيه ناقصا وبتعاطيه ظالما وباصراره عليه فاسقا. كلمات خطيرة ايش هذا الكلام؟ يقول اللبيب من صان عن تعرضها لما يعد فيه ناقصا وبتعاطيه ظالما وباصراره عليه فاسقا كيف يكون الانسان بالتدريس اذا تصدر للتدريس فيما لا يحسن وفيما لا يتقن يكون ظالما فاسقا انظر ماذا قال. قال فانه الان سيعلل هذه القواعد التي تكلم بها واسسها. قال فانه متى لم يكن اهلا لما شرطه الواقف في وقفه او لما يقتضيه عرف مثله. كان باصراره على تناول ما لا يستحقه فاسقا. يعني كيف يكون الانسان اذا تصدر للتدريس فيما لا يحسن فاسقة تقول طبعا بناء على مسألة الوقفة القديمة ونستطيع ان نقيس في وقتنا الحاضر. لو ان انسانا من الاغنياء الاثرياء انشأ مدرسة او معهدا لتدريس الشرعي وجلب اليه مجموعة من المحاضرين والمدرسين يظن انهم على درجة من الاتقان. وفرض لهم راتبا شهريا جيدا الان هذا الواقف لهذه المدرسة هو يظن ان من اتى بهم من الافاضل على درجة من العلم لكنه ليس متخصصا فقد يقبل في بعضهم فيكون بعضهم ليس متينا ضعيف فهذا المعلم الضعيف عليه ان يخبر صاحب الوقف وصاحب المعهد انه ضعيف. وانه ليس مؤهلا للتدريس في هذه المادة ولكن للاسف اصحاب الديانة الركيكة الضعيفة يقولون ندرس هذه المادة ايش المشكلة؟ وحضر قول المحاضرة وادخل واعطي ما عندي واذهب واخذ الراتب. فابن جماعة يقول من يفعل هذا الفعل من المدرسين اذا كان غير مؤهل لتدريس هذه المواد فانه يكون باصراره على اخذ الراتب الشهري فاسق يكون فاسقا انظر الى الشدة في الموضوع لماذا؟ لانك تأخذ مالا لا تستحقه هذا الراتب الشهري الذي يضعه الواقف او صاحب المعهد انما يضعه بناء على انك متقن فاذا انت كنت غير متقن عليك ان تخبر وتقر بذلك وتترك التدريس. ليأتي من هو متقن يدرس هؤلاء الطلبة. اما تأتي وتقول حتى لو لم اكن متقنا احضر قبل المحاضرة واتي الى الطلبة واخذ هذا الراتب واترزق لا يعد اكل مالا حراما انت تأكل مالا حرام وتخون امانة العلم وتخون صاحب الوقف وتخون امانة العلم وتخون صاحب الوقف عليكم ان تحذروا وهذا كلام ايضا نوجهه لمن يتصدرون في المعاهد والجامعات اذا كنت انت ايها صاحب الشهادة الجامعية تحمل شهادة دكتوراة ولكنك تعلم انك ضعيف في الفقه او في اصول الفقه او في الاعتقاد اياك واياك ان تدرس في الجامعة وان تأخذ راتبا شهريا. وفي الحقيقة بعض من يتصدر الان للتدريس في الجامعة يأخذ راتبا شهريا لا يستحقه لان هذه المواطن اماكن التدريس انما هي لمن كان متقنا لمن كان يدرك ما يقول ويعلم ماذا يعلم الطلبة. اما شخص لا يعرف ماذا يقول ويعرف بما لا يعرف. كيف له ان يتصدر الى هذه الاماكن؟ وكيف تأخذ راتبا مفروضا لك وانت لا تؤدي هذه الوظيفة المنوطة بك بالشكل الجيد. انت غير متقن. تعلم ثم تعال الى هذه الاماكن. فعلى الذين يتصدرون تدريس المعاهد والجامعات يأخذون اموالا عليهم ان يتقوا الله سبحانه والا كانوا فسقة. كما يقول ابن جماعة رحمة الله عليه قال فان كان الواقف شرط في الوقف بان يكون المدرس عاميا او جاهلا لم يصح شرطه اه بقول لك لو نفرض انه الواقف صاحب المدرسة صاحب المعهد صاحب الجامعة اه اشترط ان يكون المدرس في هذه المدرسة عامي او انسان جاهل في الحقيقة الشريعة ترفض هذا الشرط الاسلام والشريعة المحمدية ترفض هذا الشرط. ليس لك يا صاحب المعهد ويا صاحب المدرسة ان تقول اشترط في المدرس في المدرسين في هذه المدرسة ان كونوا عواما او جهالا. الى ان هذا شرط يصادم الشريعة. نحن نقبل شروط الواقفين كما قال ابن القيم في الاعلام ما لم تصادم اصول الشريعة اما شرط الواقف اذا كان مصادما للشرع فانه لا يقبل. طب يا شيخ هو واقف هو حر صاحب الوقف ليس له ذلك ليس له ان يشترط شرطا يخالف الشرع. والشريعة تأبى وترفض ان يدرس ويتصدر للتدريس. من كان جاهلا عاميا انه يفسد دين الناس. ويفسد عقائده الناس كما نشاهد اليوم. فلو ان الحكومة او الجهة المسؤولة المؤسسة قالت ما عندنا مشكلة ان يدرس اي مدرس جامعي. المهم انه يحمل شهادة الدكتوراه. حتى ولو لم يكن متقن ليس لهم ذلك يعني هذا دين هذا دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ثم يقول وان شاط جعل ناقص مخصوص مدرسا سقط اسم الفسق وخطر الاثم ويبقى التنقص به والاستهزاء به بحاله ما معنى هذا الكلام؟ يقول اذا كان الواقف اه اذا كان الواقف اه شرط جعل ناقص مخصوص مدرسة. يعني هذا الواقف قال اريد فلان الفلاني يدرس في مدرسته الذي اسس المعهد او المدرسة هو نص على شخص معين فلان ابن فلان وهذا الشخص المعين الذي عينه ناقص. يعني ليس كامل الالة العلمية فلو ان صاحب الوقف وصاحب المعهد قال اريد فلان الفلاني يدرس في مدرستي وهذا الفلان الفلاني هو ناقص الان هذا الرجل اذا اخذ راتبا شهري هذا الناقص المخصوص الذي نص عليه الواقف باسمه اذا اخذ راتبا شهريا مقابل عمله في هذه المدرسة او المعهد او في مقابل تدريسه يقول ابن الجماعة يرتفع عنه الفسق والاثم. لانه ياخذ خذ راتب مقابل انه صاحب الوقف يريد بحد ذاته. يعني شو في عنا صورتين؟ صورة انه صاحب الوقف خلص يبني المعهد ويقول للناس او للمشرفين احضروا لي المتقنين هنا من كان غير متقن لا يجوز له ان يحضر فلو غم حاله عليه ان يبين حاله ويقول انا غير متقن لا يجوز ان يحضر. لكن الصورة التي يتكلم عنها ابن جماعة ان مدرس المدرسة او مواقف المدرسة واقف قد يكون على علاقة ود ومحبة مع محاضر معين او مع شيخ معين. فيقول انا اريد فلان الفلاني بغض النظر متقن او ناقص الالة لا انا اريد ادرس في معهدي. فالان هذا الشيخ الذي اتى ليدرس بناء على طلب صاحب الوقف ما يأخذه من الراتب الشهري المفروض له لا يكون حراما ولا يكون فاسقا باخذه وان لم يكن كامل الالة لان صاحب الوقف هو طلبه بشخصه طلبه بشخصه على اي حال كان وخلاص يريد حبه. كما نقول. فهنا لا يكون اثما باخذه للراتب الشهري. لكن اقول يعني تعديلا على كلام ابن جماعة لكن اذا كان ناقص الالة صحيح انت لا تكون اجما باخذك للراتب الشهري لانه نص عليك باسمك لكن لا يجوز لك ان تدرس او ان تتكلم بكلام لا تعرفه خلص خود راتبك الشهري وارجع شيء لا تتقنه لا تتكلم لي وانت تأخذ راتبك بناء على انه صاحب الوقت يريد ان يمنحك الراتب. لكن كونه يريد ان يمنحك راتب ونص عليك باسمك هذا لا يبيح لك ان تتكلم في الدين وانت لا تتقن. هذا لا يبيح لك حتى ذلك. فلذلك عدلوا واوضحوا عبارتي من جماعة ان هذا المعلم الناقص لو نص عليه باسمه ليس له ان يتكلم في دين الله بما لا يعرف. واذا تكلم بما لا يعرف فهو اثم. فارتفاع الاثم عن اخذ الراتب فقط وليس ارتفاع الاثم عنه ان يتكلم بما لا يتقن قال لكنه يبقى التنقص به والاستهزاء به بحاله. يعني حتى لو نص عليك باسمك واتيت تدرس ستبقى ناقصا وستزري بنفسك. فالاصل ان ترفض الاصل ان ترفض حتى لو نص عليك صاحب الوقف تقول له انا اريد ان اتعلم اكمل التي العلمية ثم بعد ذلك اتصدر للتدريس عندك. قبل ذلك ليس لي ان اتي الى هذه اماكن فانها ليست محلا لي. قال ولا يرضى ذلك لنفسه قريب. ولا يتعاطاه مع الغنى عنه لبيب. اليس هذا القريب الذكي لا يعرض نفسه لهذه المواطن. يتكلم باشياء لا يتقنها ويتصدى لتدريس علوم لا يحسنها. فالانسان العاقل الذي يعرف قدره ويعرف اه عظمة الموقف بين يدي الله لا يعرض نفسه لهذا الخطر. قال ولا يظهر من واقف شرط ذلك قصد الانتفاع يعني الواقف الذي يشترط مثل هذه الشروط يشترط ان يدرس فلان الفلاني مع انه صاحب بضاعة مزجاة في العلم. او يشترط ان يدرس الجهلة او من كان عاميا غير متقن. هذا في الحقيقة شرط لا نفع به. فلا يظهر لنا انه هذا الواقف لما اشترط هذه الشروط اراد فعلا تحقيق المنفعة. فلذلك مدى التزامنا بشرط الواقف في الحقيقة يعود الى مقدار المنفعة التي تتحقق من هذا الشرط وليس دائما يجب علينا ان نتبع شروط الواقفين من دون ان نناقش او ننظر فيها بل علينا ان ننظر في مدى استقامتها مع حدود الشرع قال ولا يؤول امر وقفه الا الى ضياع. هذا الواقف الذي يقول اريد اي مدرس يدرس في معهد. ما عندي مشكلة. ويسمي اشخاصا غير مؤهلين هذا وقفه سيؤول الى الضياع لان الطلب لن يأتوا اليه يعلمون والله هذا المعهد يدرس فيه من هب ودب كل شخص عنده شيء من العلم ولو لم يكن مدينا يأتي ويدرس والكل مقبول عندهم. فالطلبة سينفرون من هذا المعهد. لذلك ابن جماعة يقول لهذا الشخص سيؤول الى الضياع اذا استمررت على هذه المنهجية في تعيين اي موظف اي انسان يحمل شهادة اكاديمية وان لم يكن صاحب علم. قال واقل مفاسد ذلك ان الحاضرين يفقدون الانصاف لعدم من يرجعون اليه عند الاختلاف. لان رب الصدر اي الشيخ المتصدر للتدريس لا يعرف المصيبة اه فينصره او المخطئ فيزجره يقول اقل مفسدة في تعيين هؤلاء اصحاب البضاعة المزجاة في العلم. اقل مفسدة في تعيينهم للتدليس في هذه المعاهد والجامعات. ما هي ان الحاضرين الطلبة الذين يحضرون هذه المجالس يفقدون الشخص الذي يعودون اليه في عند اختلافهم وفي مشاكلهم وفيما آآ يظهر لهم من مستجدات في حياتهم. لانهم يعلمون ان رب الستر بضاعته مزجاة فلا يعرف الصواب ولا يعرف الخطأ لا يعرف ما يقوم عن الادلة والمناهج الصحيحة وما لا يقوم عليها. فاذا فقد الطلبة الشيخ ان يربي منصف الذي يعودون اليه ليعرفوا الصواب من الخطأ. ففي النهاية سيهجر هذا المعهد وسيظل الطلبة وتضييع الاحكام الشرعية بين وهؤلاء فلان يفتي بفتاوى شاذة وفلان يتصدر على الاذاعات يفتي بفتاوى اخرى شاذة. فلان يبدع كما يشاء وفلان يخفض كما يشاء. فلان يأخذ بالرخص وفلان لان للاسف ما نعانيه اليوم احبتي في المعاهد والجامعات ازمة علم نحن نعاني اليوم في معاهدنا وفي جامعاتنا وفي الساحة العلمية في الحقيقة ازمة علم. لان هناك من يتصدر للتدريس في الجامعات والمعاهد ويتصدر على التلفاز وعلى الاذاعات ليفتي في دين الله بغير علم هو ليس مؤهلا احبتي هذه اقولها لكم وخذوها عني لا يجوز لكم ان تذهبوا الى انسان يتظاهر بزي العلماء ويتكلم بكلام العلماء وهو غير معروف بتحصيله العلمي الرصين لا تقل فلان يحمل شهادة جامعية هذا ليس عذر بينك وبين الله حتى لو كنت عاميا العلماء يقولون عليك ايها العامي ان تبحث عن العالم المتقن العالم الذي افنى عمره في تحصيل العلم وضبطه وجلس على يد الاكابر ينظر ويتأمل ويحفظ ويفكر. فتاريخه يشهد له بادائه العلمي الرصين محفوظاته كتاباته شهادة العلماء له الى غير ذلك. اما ان يكون مجرد محاضر جامعي او شيخ امام مسجد او انسان يتصدر على اذاعة من الاذاعات. هكذا يفتي الناس لا يجوز لك ان تسأله احذروا احبتي من المتسلقين على العلم. احذروا من هؤلاء الذين يظهرون على وسائل التواصل الاجتماعي. وكما قلت لكم على شاشات التلفاز على غيرها من الوسائل يتكلمون في دين الله. ووالله لم يتعلموا العلم كما تعلمه العلماء. صدقوني لا يحفظون المتون الشرعية والمنظومات العلمية ولا يحسنون نسبة الاقوال الى اهلها. ولا يعرفون كيفية بناء الفروع على الاصول. ولم يقرأوا في اللغة العربية ليكونوا من اهل اللسان عربي الرصيد وانما هي مجرد ثقافات عامة جمعوها من خلال قراءتهم في اثناء مراحل الدراسة الجامعية. قرأوا كتابا من هنا كتابا من هنا كتابا من هنا شكلوا ثقافات عامة ونصروا انفسهم ليتكلموا في دين الله عز وجل. وهؤلاء هم الطامة الكبرى هؤلاء هم الذين اشاهدهم اليوم يميعون الفتاوى الشرعية ويخالفون المذاهب الفقهية ويصدرون الى شذوذات والى عقلانيات هؤلاء هم الذين يزرعون الافكار الخاطئة. هؤلاء هم الذين يولدون الارجاء ويولدون الخوارج ويولدون العقلانية بدون الحداثية. كل هذه المذاهب الباطلة انما نشأت من الجهل لان الذي يتصدر للكلام في دين الله اليوم لم ليس مؤهلا وليس تام الالة وليس متمكنا ولم يستفرغ وسعه وطاقته في تحصيل العلم الشرعي وانما ضمن ظروف معينة وجد نفسه امام الناس بارزة ضمن ظروف معينة وجد نفسه بارزا امام الناس فاعطى لنفسه ومنح نفسه حق الكلام في دين الله. ولو وضع على المسطرة العلمية وعلى المحك العلمي لوجدتم بضاعته مزجاة فاسمعوا ما اقول لا يجوز لكم ايها الناس ان تسألوا محاضرا جامعيا او انسانا يفتي على الاذاعة او اي شخص يتصدر حتى تعلموا ان هذا الرجل على مقدار علمي بشهادة العلماء وش هذا التاريخ ومعرفة هذا الرجل ما مقدار تحصيله؟ خاصة في زمن الفتن؟ يعني عند العلماء الاقدمين العامي قد يطمئن لمن يتصدر للتدريس لانه في القدم كان من يتصدر للتدريس والفتية لا يتصدر حتى يكون متقنا. لانه يعلم انه سيفضح لكن اليوم لان الاجواء العلمية ضعيفة فلو تصدر رجل قليل البضاعة ربما لن يفضح. لماذا؟ لان اقرانه الذين يتصدرون معهم مثله فعملية انفضاح امره وانكشاف قلة بضاعته محدودة خاصة مع الفضاء التواصل الاجتماعي او ما شابه ذلك لكن قديما كان يستحي الرجل من ان يتصدر بين الاكابر لانه سيكشف مباشرة سيكشف مباشرة جميع الفرق قديما كانت تهتم بدراسة العلوم الشرعية. اتباع اه اهل اه السلف رحمة الله عليهم. او حتى ممن يخالف السلف في المنهج وفي الاعتقاد من المعتزلة وغيرهم. الكل يحرص كان على طلب العلم يعني حتى اصحاب المدارس العقلانية القديمة من المعتزلة كانوا يتكلمون بعد ان يدرسوا ويبحثوا وينظروا فلذلك كان من يتصدر بشكل عام عنده بضاعة علمية. بغض النظر مقدار تفاوتها لكن في النهاية في بضاعة علمية موجودة. في كلام علمي يمكن ان تناقشه اليوم الذي يتصدر لا يملك مفاتيح العلم الشرعي. لا يملك اساسيات البناء لو سألته في مسائل في متون متقدمة في الاجرومية في في اصول المتون لم يدرسها لم يطلع عليها لان بناؤه العلمي كان على كتب معاصرة في الجامعات ولم يتعب نفسه في الذهاب والجلوس بين العلماء او في حفظ المتون او في تمكين البناء الذي يقوم عليه علمه لا يريد ان يتعب نفسه. لكن كما قلنا ضمن ظروف معينة ضمن مناصب معينة اصبح مؤهلا اه او اهل عفوا لم يصبح مؤهلا. اهل للتدريس او للافتاء او ما شابه ذلك. فاصبحت الامة تعاني في طواف. كثير من الفتاوى الشاذة التي تصلني احبتي يقولون والله يا شيخ سامحنا الشيخ الفلاني يفتي بها على الاذاعة في الحقيقة طامة كبرى طامة كبرى بعض الشيوخ على الاذاعات وعلى التلفاز يفتي بما يخالف اقوال الائمة جيلا بعد جيل ويبيح ذلك لنفسه بحجة ان الواقع اختلف. وان النوازل يجب ان ننظر اليها بنظرة اخرى. اخي من ينظر في النوازل وفي المستجدات ينبغي ان يكون متينا بنى علمه على اصول المذاهب المعتبرة. ثم بعد ذلك يحقق المناط المستجدات. واما هكذا بهواه وبذوقه يشرع للناس دينا يذهبون اليه بدل الاقوال المعتبرة لاهل العلم. هذا فليتق الله سبحانه وتعالى. وهذه الشذوذات التي نسمعها اليوم من هنا وهناك انما سببها قلة الديانة ممن يتصدر للحديث. قلة الديانة وليس فقط قلة العلم. لانه لو كان قليل العلم لكن عنده ديانة ستحجزه ديانته عن الخوض في دين الله سبحانه وتعالى. ويعلم قدر هذا العلم واما اصحاب الديانة الركيكة واصحاب القلوب الضعيفة وان يبحث عن المناصب وعن الدراهم والدنانير. هؤلاء نسوا لقاء الله سبحانه وتعالى والوقوف بين يديه المهم ان يأخذ راتبه المهم ان يذكر اسمه المهم ان يشار اليه بالبنان ثم فلتذهب الامة الى الجحيم هكذا يريدون رسول الله السلامة والعافية. لذلك في زمن الفتن يجب علينا ان نحتاط وجوبا الأمر دين الامر ليس له ليست نزهة على شواطئ البحار ليست قضية شكلية في الحياة يمكن ان تؤخذ من اي شخص الامر دين والدين يؤخذ من الاكابر. كان السلف يقولون انظروا ان هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم. انظروا بدك تنظر. بدك تبحث لا تقول والله يا شيخ انا ابويا نبحث انا مهندس انا دكتور انا اخي هذا دين. قضية انك مهندس دكتور عندك اشغال في الحياة الدنيا هذا امر يعود على نفعك خاص او على اسرتك لكن قضية الدين هذا هو الرقم الاول في حياتنا هذا هو المرتبة الاولى. لا نساوم على ديننا لا نساوم لا نساوم على مبادئنا لا نساوم على احكام شرعنا. لا نسمح لاي شخص ان يتسلق علي من هنا ومن هنا. ليخوض فيها بجهل وببضاعة مسجاد وقلة علم. ابدا لا نسمح لاحد تريد ان تتكلم؟ تكلم بعلم. اثبت لنا انك من اهل العلم. اثبت لنا تشبعك وتضلعك من العلوم الشرعية. ومن القراءة العلمية ومن الفهم الدقيق ثم بعد ذلك تكلم. واما قبل ذلك فالامر عظيم والسؤال عظيم بين يدي الرب سبحانه وتعالى قيل لابي حنيفة رحمة الله عليه في المسجد حلقة ينظرون في الفقه فقال الهم رأس قالوا لا. قال لا افقه هؤلاء ابدا يعني سئل ابو حنيفة رحمة الله عليه عن قوم في في مساجد الكوفة كأن هناك في مسجد الكوفة قامت حلقة من طلبة علم يتناقشون فيما بينهم في المسائل الفقهية فابو حنيفة سئل عن هذه الحلقة ايش رأيك فيها؟ فقال ابو حنيفة هؤلاء الطلبة الذين انشأوا حلقة في المسجد. لتدارس الفقه هل لهم رأس؟ يعني شيخ يرجعون اليه يصوبوا اه اجتهاداتهم وارائهم ويبين لهم الصحيح من الفاسد ام يتحدثون من دون وجود رأس يعودون اليه فقالوا والله يا شيخ هذه الحلقة ليس فيها رأس يعني لا يوجد عالم متضلع مشرف عليها يعود اليه الطلبة. هم طلبة فيما بينهم يجتهدون ويتناظرون ويتكلمون فقال لا يفقهوا هؤلاء ابدا لا يمكن ان يصبح هؤلاء فقهاء لانهم في النهاية ما عرفوا الصحيحة من السقيم. ما عرفوا المستقيم من الفاسد. فوجود الرأس الذي هو الشيخ المعلم المتقن مهم جدا للطالب حتى يعرف كيف تبنى مناهج او كيف تبنى المسائل وكيف تبنى الفروع على الاصول وكيف تضبط القواعد. فلذلك لا يمكن ان ينشأ الطالب الا على يد شيخ واستاذ. ولذلك كانوا يحذرون من اخذ العلم من الصحفيين. الذين يأخذون العلم من قراءة الكتب فقط ولم يدرسوا على ايدي الشيوخ بان الذي يكون بناء العلم فقط من قراءة الكتب ولم يتعلم على ايدي اهل العلم من المشايخ الافاضل ولم يثني الركب بين ايديهم. قد يقرأ شيئا خاطئا يرسخ في ذهنه ويبدأ ينشره ولم ينتبه على الخطأ والخلل فلذلك من يريد ان يتصدر عليه ان يمنح نفسه فرصة من الجلوس بين يدي العلماء لان العلماء يقومون له دينه وطريقته في ويبينون له المنهج الصحيح من المنهج المعوج فلذلك قضية اخذ العلم من الصحفيين ممن لم يتعلموا على ايد الشيوخ. هذه قضية ينبغي ايضا ان ينتبه عليها طالب العلم. ثم ختم هنا قال ولبعضهم في تدريس الا يصلح اه يعني هنا ابيات ذكرها بعضهم ولا اعرف لمن هذه الابيات لم يذكروا ذلك من جماعة ولا اعلم في الحقيقة لمن تنسب هذه الابيات اه والظاهر ان ابن جماعة ايضا لا يعرف ذلك لانه لم ينسبها. يقول نظم بعضهم ابيات مختصرة في حال الرجل الذي يتصدر للتدريب وهو غير مؤهل بعد لهذه المرتبة. ايش هذه الابيات؟ ابيات ظريفة. يقولون تصدر للتدريس كل مهوس جهول تسمى بالفقيه المدرس يقول لك تصدر للتدريس كله مهووس انسان مهووس جهول يعني هو مش فقد مهوس جهول. جهول هاي صيغة مبالغة. يعني مش فقط جاهل بل كثير الجهل جهول. تصدر للتدريس كله مهوسة. جهولة تسمى بالفقيه المدرس. يعني الناس سمته وسمى نفسه الشيخ فلان الفلاني. العلامة فلان الفلاني الرأس الاكبر فلان الفلاني. الفقيه المحدث القاب مملكة في غير موضعها يحكي انتفاخا طول اذا تصدر للتدريس كل ما هو اسم جهول تسمى بالفقيه المدرسي. قال فحق لاهل العلم ان يتمثلوا ببيت قديم ان شاع في كل مجلس. يعني اذا امثال هؤلاء تصدروا فحق لنا ان نتمثل ببيت مشهور عند الناس. ايش هذا البيت الذي نتمثل في هذه الحالة لقد هزلت مش احنا طبعا في عاميتنا نقول هزلت. ويقول لقد هزلت حتى بدا منه زالها كلاها وحتى استامها كل مفلس اصبحت هزلت فبدا من هزالها كلاها. واستأبها كل مفلس. اصبحت لا قيمة لها. وهكذا للاسف يعني حال هؤلاء اذا اصبح هؤلاء هم الذين يتصدرون للتدريس. بالله عليكم ايش اصبحت قيمة العلم اذا اصبح العلم يخوض فيه فلان وفلان وقيل وقال واظن ولا اظن هذول الجماعات اظن ولا اظن واتذكر ان هناك فيه ولكن هذا الكلام الممجوج الذي لا ينبني على اصول علمية. ماذا سيحدث في العلم؟ وكيف سيسود العلم في المجتمع بامثال هؤلاء؟ فعلا لقد هزل حتى بدا من هزالها اولاها وحتى استامها كل مفلس. في المجلس القادم احبتي باذن الله نشرع في الفصل الثالث في اداب مع طلبته مطلقا وفي حلقته اسأل الله العظيم ان ينفعنا بما سمعنا وان يجعل ما سمعناه حجة لنا لا علينا يوم نلقاه انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم