السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى ممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التكريم. اما بعد فهذا هو والدرس الرابع من الكتاب الاول من برنامج التعليم المستمر في سنته الاولى سنة ثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم للعلامة محمد ابن ابراهيم ابن جماعة رحمه الله تعالى وقد انتهى بنا المقام الى قوله رحمه الله تعالى في الفصل الاول من الباب الاول الثالث ان تخلقا بالزهد في الدنيا. نعم. احسن الله اليك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى الثالث ان يتخلق بالزهد في الدنيا والتقلل منها بقدر الامكان الذي لا يضر بنفسه او بعياله فانما يحتاج اليه لذلك على الوجه المعتدي من القناعة ليس يعد من الدنيا. واقل درجات عالمي ان يستقذر التعلق بالدنيا لانه اعلم الناس بخستها وفتنتها وسرعة زوالها وكثرة تعبها ونصبها فهو احق بعدم الالتفات اليها والاشتغال بهمومها. وعن الشافعي رضي الله عنه لو اوصي لو اوصي لاعقل الناس صرف الى الزهاد فليت شعري من احق من العلماء بزيادة العقل وكماله. وقال يحيى ابن معاذ لو كانت الدنيا تبرا يفنى والاخرة خزفا يبقى لكان ينبغي للعاقل ايثار الخزف الباقي على التبر الفاني. فكيف ود يا خزف فان والاخرة تبر باق. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا النوع الثالث من الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها العالم في نفسه وهو التخلق بالزهد في الدنيا والتقلل منها بقدر الامكان الذي لا يضر بنفسه او بعياله. وقد تكلم ارباب الرقائق والسلوك في حد الزهد. فعبروا عنه بعبارات شتى احسنوها كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى له مادحا اياه قول شيخه ابي العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله الا اذ قال الزهد ترك ما ينفع ترك ما لا ينفع في الاخرة. وكل ما لا ينفع في الاخرة فان تركه من جملة الزهد وما لا ينفع في الاخرة يرجع الى ثلاثة اصول. احدها المحرمات وثانيها المكروهات وثالثها فضول المباحات وزيد رابع لها مختص في حق قوم دون قوم وهي المشتبهات في حق من لا يتبينها فمن لا يتبين الامور المشتبهة من حلال او حرام فان تركه اياها من جملة الزهد. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان مما ينبغي ان يكون حظ العبد ولا سيما العالم من الدنيا هو ان يكون في حال لا يضر فيها بنفسه او بعياله. فعلم به ان ما خرج الى اظرار العبد بنفسه او بعياله فان انه ليس من الزهد وانما حقيقة الزهد هو الاخذ بما يستعين به الانسان على صلاح نفسه وصلاح عياله وحفظهم ويعلم بهذا ان تعاطي المباحات ليس خارجا من جملة بل اذا تعاطى الانسان المباحات لم يكن ذلك قادحا في زهده. فان الله سبحانه وتعالى اذن لنا بالتمتع بها وانما المذموم الذي يخرج به الانسان عن حج الزهد هو اذا تسارع العبد الى فضول مباح وغلب عليه فان الله عز وجل جبل الخلق على الميل الى ما اظهر لهم من زينة الدنيا فلا يذم العبد اذا اصاب منها ما اصاب وانما يذم اذا جعلها حاكمة على قلبه. مستولية عليه امرة له. فان الله سبحانه وتعالى قال ذاما للخلف الذين خلفوا قال فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات مع ان الشهوات مركبة في ابن ادم كما قال الله سبحانه وتعالى زين للناس حب الشهوات ثم بين بعدها من النساء والبنين الى اخر الاية. فلا يذم الانسان على حب الشهوة من الدنيا. وانما يذم اذا كان متبعا لها اي حاكمة عليه. فالزاهد هو الذي يصيب من الدنيا ما يتمتع به لكنها لا تكون حاكمة عليه فاذا تعاطى المباح ولم يكن المباح حاكما عليه امرا له قائدا له فان ذلك لا يقدح في زهده ولم الكبر اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن مد الله لهم في الدنيا يتمتعون بما رزقهم الله عز وجل منها ولم يكن ذلك في درجاتهم كعبد الرحمن ابن عوف والعباس ابن عبد المطلب وغيرهما. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان من اقل درجات العالم ان يستقذر التعلق بالدنيا وهذا هو المراد بان لا تكون الدنيا ملئ قلبه حاكمة عليه بل يكون هو حاكما لها متأمرا عليها. لان الدنيا لخستها وفنائها وسرعة زوالها لا ينبغي ان يبالي بها عاقل فضلا عن ان هنا من العلماء ثم ذكر رحمه الله تعالى القولة المأثورة المشهورة عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى اذ قال لو اوصى لاعقل الناس وتروى ايضا لو اوصي لاعطى للناس صرف الى الزهاد الى هنا انتهى كلام الشافعي وما بعده هو من زيادة المصنف تعليقا عليه فقال فليت شعري من احق من العلماء بزيادة العقل فحقيقة العقل حاملة على لزوم الزهد واحق الناس بان يكونوا جهادا هم العلماء ثم ما اورد قول يحيى بن معاذ لو كانت الدنيا تبرا يفنى يعني ذهبا يفنى والاخرة خزفا يبقى والخزف معروف لكان ينبغي للعاقل ايثار الخزف الباقي على التبن الفاني. لان الباقي اولى بالعناية من الفاني. فكيف والدنيا خزف فان والاخرة كبر باق وحاصل هذا المطلب الذي ذكره المصنف انه ينبغي للمشتغل بالعلم متعلما او عالما ان يتعاطى من الدنيا ما لا يجعله في عدة اهلها المتأملين بامرها المحكوم عليهم بحكمها يكون هو امرا لها حاكما عليها. فمهما فتح الله عز وجل عليه من الاموال والحظوة والجاه لا يكون ذلك قادحا يهدي الا ان يجعل ما اصابه من مال او منصب او جاه حاكما له متأمرا فيه. نعم. احسن الله اليك قال الرابع ان ينزه علمه عن جعله سلما يتوصل به الى الاغراض الدنيوية من جاه او مال او سمعة او شهرة او خدمة او تقدم على اقرانه. قال الامام الشافعي رضي الله عنه وددت ان الخلق تعلموا هذا العلم على الا ينسب الي حرف منه وكذلك ينزهه عن الطمع في رفق من طلبته في رفق من طلبته بمال او خدمة او غيرهما بسبب اشتغالهم عليه وترددهم اليه. كان منصور لا يستعين باحد يختلف اليه في حاجة. فقال سفيان ابن عيينة كنت قد اوتيت فهم وانف لما قبلت الصرة من ابي جعفر سلبته. نسأل الله المسامحة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى نوعا رابعا من الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها العالم في نفسه وهو ان ينزه علمه عن جعله سلما يتوصل به الى الاغراض او الاعواض الدنيوية من جاه او مال او سمعة او شهرة او خدمة او تقدم على اقرانه. لان العلم انما ينبغي ان يكون سلما الاخرة وجعله في غير هذا المحل تدنيس له. فينبغي ان يطهر العالم علمه عن ان يجعله سلما يتوصل به الى حطام الدنيا. ومن جعل العلم سلما يصيب به حظه من الدنيا فان سلمه ينكسر وينحط ومن عاليه الى اسفله فانه قل ما تعاطى امرئ العلم ليصيب به الدنيا الا مكر به كما تقدم قول حماد ابن سلمة من طلب الحديث لغير الله مكر به فان الانسان اذا جعل العلم سلما يتوصل به الى الاغراض الدنيوية ويصل به الى مقصوده منها فانه سرعان ما ينكب على وجهه وربما سلب ما كان له من الدنيا. وقد ذكر العلامة احمد ابن محمد شاكر رحمه الله تعالى ان رجلا خطب في الازهر بحضور الخديوي عباس ثم عاد طه حسين من باريس فقال في خطبته قال فلما فلما جاءه الاعمى ما عبس ولا تولى معرضا بجناب النبي صلى الله عليه وسلم فكأن هذا الملك بلغ من رأفته ورحمته بالمبتعثين ان اذا قدموا عليه تلقاه بالفرحة وغمرهم باللطف والعطف لا ما كما وقع من النبي صلى الله عليه وسلم. فلما انصرفوا من صلاتهم قام والده العلامة محمد شاكر وقال ايها الناس ان خطيبكم كفر فاعيدوا صلاتكم ثم صلى وصلى من صلى وراءه من الناس قال احمد شاكر فلقد رأيت ذلك الرجل وكان خطيبا للازهر من بعد في اخر عمره يتكفف الناس عند باب الجامع الازهر ويتلقى احذيتهم ليحفظها لهم بجنيهات قليلة. فانظروا لما جعل هذا الرجل الدنيا سلما له للوصول العلم سلما له للوصول الى الدنيا بطلب رضا خلق من خلق الله من الملوك والامراء عاقبه الله سبحانه وتعالى بضد قصده وكذلك ينبغي على المستغرب بالعلم ان ينزه نفسه عن الطمع في ان يصيبه شيء يترفق به اصحابه به من مال او خدمة او غيرها وينبغي ان يستغني عن ذلك اتم الاستغناء فانه ينفع بذلك وينتفع. وكان منصور ابن المعتمر رحمه الله لا باحد يختلف اليه اي يطلب العلم عليه في حاجة من حوائجه. وقال سفيان ابن عيينة كنت قد اوتيت فهم القرآن فلما قبلت قبلت السرة يعني العطية من المال من ابي جعفر اي المنصور الخليفة العباسي سلبته والى هنا انتهى كلامه وقوله نسأل الله المسامحة هو من قول المصنف رحمه الله تعالى فان الخطيب البغدادي اخرج هذا الاثر في جامع وانتهى الى قوله سلبته. وهذا القول من سفيان ابن عيينة انما هو في الازراء على نفسه وعيبها لا على ارادة حقيقة ما تضمنه ذلك فان عطايا السلاطين لم يزل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كابن عمر فمن بعدهم هم يقبلونها منهم ولو كانوا ظلمة غاشمين. لكن دون استشراف نفس اليها ولا تعلق بها. وانما اراد ان يبين عيب اصابة شيء منها ولو مع تنزه النفس عن ذلك فاخبر عن انه كان اوتي فهم القرآن ولابي محمد رحمه الله والله تعالى كلام حسن عظيم في تفسيره القرآن الكريم ثم كان منه ان ضعف نزعه واخذه من القرآن لما قبل المال من ابيه جعفر المنصور ووجه ذلك ان القلب اذا ملي بحب الدنيا لم يتأتى له فهم القرآن لان القرآن انما يصلح لمحل طاهر والدنيا نجس فاذا تنجس القلب ضعف فهم القرآن. وقد قال سفيان الثوري رحمه والله تعالى ابى الله ان يجتمع فهم القرآن وحطام الدنيا في قلب عبد مؤمن ابدا فاذا وجد الانسان في نفسه ضعفا في نزع القرآن والفهم له والاستنباط منه فان ذلك لحدوث نجاسات في قلبه من جملتها نجاسة الدنيا. وقل مثل هذا في سائر الامراظ التي تنتاب القلب. وقد روى الامام احمد في في كتاب فضائل الصحابة بسند فيه انقطاع عن عثمان رضي الله عنه قال لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا وصدق رحمه الله تعالى. نعم. قال الخامس ان يتنزه عندنا المكاسب ورذينها طبعا وعن مكروه منها عادة وشرعى كالحجامة والدباغة والصرف والصياغة وكذلك يتجنب مواضع التهم وان بعدت ولا يفعل شيئا نقص مروءة او ما يستنكر ظاهرا وان كان جائزا باطنا فانه يعرض نفسه للتهمة وعرضه للوقيعة ويوقع الناس في الظنون المكروهة وتأثيم الوقيعة. فان اتفق وقوع شيء من ذلك منه لحاجة او نحوها. اخبر من شاهده بحكمه وبعذره ومقصوده كي لا يأثم بسببه او ينفر عنه فلا ينتفع بعلمه. وليستفيد ذلك الجاهل به ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين لما رأياه يتحدث مع صبية فولايا على رسلكما صفية ثم قال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فخفت ان يقذف في قلوبكما شيئا. وروي فتهلك ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا نوعا خامسا من الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها العالم في نفسه وهي ان يتنزه عن دني المكاسب ورديدها طبعا وعن مكروهها عادة وشرعا كالحجامة والدباغة والصرف والصياغة فهذه المكاسب الدنية ينبغي ان يترفع عنها العبد سواء كانت مما قبح شرعا او طبع فان العالم بل طالب العلم ينبغي له ان يراعي الطبع والشرع. واذا ظن الانسان انه متعبد لله بمراعاة شرعي فقط فقد اخطأ فان الشرع جعل للطبع حكما فالنجاسات مثلا لا تقتصر فقط على العين المستقذرة بل العين المستقذرة طبعا تعد باعتبار الطبع من جملة النجاسات التي يتنزه عنها الناس وان كان طاهرة في نفسها فالبصاق مثلا ليس عينا مستقذرة شرعا فليست نجاسة شرعية ولكنها عين مستقذرة طبعا فينبغي ان يترفع الانسان عن مخالفة الطبع في ذلك ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا تنخم مع طهارة نخامته صلى الله عليه وسلم انما كان يجعلها في ثوب او في الارض ويدفنها صلى الله عليه وسلم لان مراعاة الطبع دالة على سلامة العقل وهكذا ينبغي ان يكون المتعلم والعالم ملاحظين لهذا الامر العظيم. وكذلك ينبغي ان يتجنب مواضع التهم اي المحال التي توقع الريبة والشك فيه. وان بعدت فينبغي ان يتجنب الانسان محل وان بعد الظن به انه يكون من اهلها كمن يقف عند محل محرم كخمارة او مرقص او غيرها من المحال المحرمة فان الانسان ولم لو ولو لم يكن قصده اتيانها وانما يضرب موعدا لمن يعرفها عنده فهذا مما ينبغي ان يتجنبه المشتغل بعلم الشريعة. ومما ينبغي ان يتنزه عنه ايضا ان لا يفعل شيئا يتضمن نقص مروءة. واحسن ما قيل في حد المروءة ما ذكره المجد ابن تيمية رحمه الله تعالى في المحرر وتبعه حفيده ابو العباس ابن تيمية في بعض الفتاوى ان المروءة استعمال ما يجمله ويزينه وتجنب ما يدنسه ويشينه. فكل شيء دخل في جملة هذا الحد فينبغي للانسان ان يراعيه والمروءة تختلف باختلاف الازمنة والامكنة والذوات. ثم ذكر ذلك ان الانسان اذا اتفق وقوع شيء من ذلك منه بوقوفه عند موضع ريبة او نحوها لحاجة فانه ينبغي ان يظهر لمن شاهده عذره ومقصوده. كي لا يأثم بسببه اي وينفر عنه فلا ينتفع بعلمه وليستفيد كذلك الجاهل به كما اتفق للنبي صلى الله عليه وسلم لما رآه رجلان يتحدث مع امرأة هي هي صفية فوليا فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما انها صفية. ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الحامل له على ذلك فقال ان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم فخفت ان يقذف في قلوبكما شيئا. وفي رواية فينبغي للانسان اذا وقع بموضع ريبة ان يبين ذلك لمن رآه حتى ينزه نفسه عن سوء ظني به ولان لا تنقطع منفعته منه. وذكر المصنف رحمه الله تعالى زيادة في هذا الحديث وهي قوله وروي فتهلك وهذه الزيادة ذكرها جماعة من شراح الحديث كالقاضي عياض والقرطبي في المفهم في قرين ولا اصل لها في الروايات المسندة. نعم. السادس ان يحافظ على القيام بشعائر الاسلام وظواهر الاحكام كاقامة الصلوات في مساجد الجماعات وافشاء السلام للخواص والعوام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الاذى بسبب ذلك صادعا بالحق عند السلاطين. باذلا نفسه لله لا يخاف فيه لومة لائم. ذاكرا تعالى واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور. وما كان وما كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره وغيره من الانبياء عليه من الصبر على الاذى وما كانوا يتحملونه في الله تعالى حتى كانت لهم العقبى وكذلك القيام باظهار السنن واخمار البدع والقيام لله في امور الدين وما فيه مصالح المسلمين على طريق المشروع والمسلك المطبوع. ولا يرضى من افعاله الظاهرة والباطنة بالجائز منها بل يأخذ نفسه باحسنها واكملها فان العلماء هم القدوة واليهم المرجع في الاحكام فهم حجة الله تعالى على العوام وقد يراقبهم اخذ عنهم من لا ينظرون ويقتدي بهديهم من لا يعلمون. واذا لم ينتفع العالم بعلمه فغيره ابعد من الانتفاع به. كما قال الشافعي ليس العلم ما حفظ العلم ما نفع. ولهذا عظمت زلة العالم لما يترتب عليها من المفاسد الاقتداء الناسب ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا نوعا سادسا من الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها العالم في نفسه وهو محافظة على القيام بشعائر الاسلام وظواهر الاحكام. والمراد بها افعال الدين الظاهرة. فان هذه الافعال تسمى شعائرا. وقد اضافها المصنف رحمه الله تعالى الى الاسلام. والمعروف في خطاب الشرع اضافة الشعائر الى الله واضافة الشرائع الى الدين. فان اضافة الشعائر الى الله وقعت في القرآن الكريم في ايات عدة كما في قوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله. في اية اخرى واضافة الشرائع الى الدين وقعت في حديث عبد الله ابن بشر عند الترمذي ابن ماجة بسند حسن انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ان شرائع الدين قد كثرت علي. فالشعائر تضاف في الشرع الى الله والشرائع تضاف الى الدين. والفرق بينهما ان الشعائر هي ما جعل علامة للاحكام ووضع هذه العلامات انما هو لله عز وجل لان الحكم والشرع له. واما الشرائع فانها الاعمال التي يتعبد بها الانسان فتضاف الى الدين. فالاوفق جعل الاظافة على هذا النسق فانها ادل على كمال المراد. فالشعائر تضاف الى الله والشرائع تضاف الى الدين. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى انواعا من الشعائر الظاهرة والاحكام منها اقامة الصلوات في المساجد وافشاء السلام والامن ونهي عن المنكر والصبر على الاذى. صادعا بالحق على عند السلاطين باذلا نفسه لله لا يخاف فيه لومة نائم ذاكرا قوله تعالى واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور متأسيا بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فينبغي ان يكون من ادب العالم في شعائر الاسلام امره بالمعروف ونهيه عن المنكر وصبره على ذلك وصدعه بالحق عند الحاكم والمحكوم والراعي والرعية. وانما كان من سلف من اهل العلم يذكرون الصدع بالحق عند السلاطين. لان عوام كانوا على تعظيم العلماء. فكان العالم اذا امر العامة بشيء ائتمروا بامره. وانما تحصل المنازعة من السلطان اليوم صار العالم مبتلى بالحاكمين والمحكومين. مأمورا بالصدع بالحق عند السلاطين عند السلاطين وعند المحكومين وقد حدثني من رأى الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله تعالى في فتنة مضت وقد احيط به حتى سقط بشته فينبغي ان يصبر الانسان ويسطع بالحق عند حاكم او محكوم فليس الصدع بالحق هو الكلام عند الحكام او فيما يتعلق بالحكام فان هذا هو بعض الصدع بالحق. ويقابله ايضا الصدع بالحق عند المحكومين. اعجبهم ذلك او لم يعجبهم اخذوا به او لم يأخذوا به. ومن قبل كانوا لا يشيرون الى هذا الاصل لان عوام المسلمين كانوا على تعظيم العلماء اما اليوم فقد دخلتهم الدواخل وتنازعتهم الاهواء وفرقتهم الاحزاب فصار العالم له منزلة كمنزلة غيره فليس العالم واليوم هو ووارث النبي بل صار العالم اليوم ينازع بالمفكر والخطيب والشاعر والصحفي والكاتب والمثقف والاخباري والاقتصادي بل في هذه الاونة والرياضي حتى فصار الرياظي يتكلم في امور الدين ويجعل قوله مقابلا لقول العلماء فينبغي ان يصبر العالم في الصدع بالحق عند المحكومين ويجب عليه كذلك ان يصبر على الصدع بالحق عند يمين ثم ذكر من الشعائر الظاهرة ايضا القيام باظهار السنن واخمال البدع اي اماتتها واخمادها والاخمال مادوا بالدال واللام كلاهما بمعنى واحد اي الاماتة. وكذلك ينبغي له ان يكون قائما لله في امور الدين. ساعيا الى ما فيه مصالح المسلمين على الطريق المشروع والمسلك المطبوع وهذا قيد لازم وهو ان يكون سلوك العالم في طلب ما سلف من امر من شعائر الاسلام الظاهرة ملازما فيه للطريق الذي اختطته الشريعة ووافقته الطبيعة وهذا معنى قوله على الطريق المشروع والمسلك المطبوع ومثله قول ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في العقيدة الواسطية لما عدد من مسالك اهل السنة في مناهجهم قالوا نرى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على ما توجبه الشريعة. والمعنى ان وفق ما امر الله سبحانه وتعالى به لا وفق الاهواء ولا الاراء ولا المستحسنات. ثم ذكر انه مما ينبغي على العالم ان لا يرضى من افعاله الظاهرة والباطنة بالجائز منها بل يأخذ نفسه باحسنها واكملها. كما قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى كنا نضحك فلما صار الناس يقتدون بنا تحفظنا من كثير من ذلك. فالعالم منظور اليه وهو ووارث للنبي صلى الله عليه وسلم. فينبغي ان يأخذ هدى نفسه باحزم الامور واكملها رجاء ان تتم منفعة الناس به. ثم ذكر انه اذا لم ينتفع العالم بعلمه فغيره ابعد من الانتفاع به. فالعالم اذا اخذ على نفسه وعملها بالعزائم وحملها على العظام نفع نفسه وانتفع الناس به ورأوه محلا للقدوة. وهذا هو الذي بلغه كمل الخلق من الائمة المقتدى بهم كما ذكر المروذي ان مجلس ابي عبد الله احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى كان يحضره خمسة الاف لا يكتبون وانما ينظرون الى هديه وسمته وخلقه رحمه الله تعالى يقتدون به ويسيرون بسيره. ثم ذكر كلام الشافعي رحمه الله تعالى في المراد من العلم فقال كما قال الشافعي ليس العلم ما حفظ اليس العلم ما حفظ؟ العلم ما نفع والى هذا المعنى اشرت ناظما قول الشافعي بقول العلم ما ينفع لا ما حفظ به الشافعي لفظا العلم ما ينفع لا ما حفظ حكم به الشافعي لفظا. فالعلم الذي ينبغي ان يطلبه انسان ويشتغل به هو العلم الذي ينفعه. واما ما كان فقط محفوظا في الجنان جاريا على اللسان دون ظهور اثاره على الجوارح والاركان فهذا ليس بعلم. وقال ابو عمر المقدسي رحمه الله تعالى احد الشام قال الناس يقولون العلم ما وعاه الصدر وانا اقول العلم ما قال معك القبر انتهى كلامك وهذا معنى كلام الشافعي رحمه الله تعالى ليس العلم ما حفظ العلم ما نفع والمراد هنا بالنفع ما قربك الى الله سبحانه وتعالى وليس المراد بالنفع ما رفعك بين الناس وجعل لك جاها ومقاما ورئاسة منصبا فان هذا ليس هو المراد بنفع العلم وانما المراد بنفع العلم ما اغناك بالله عز وجل وجعلك مؤتمرا بامره والناس اشقياء الا العلماء فان العالم يأنس بربه سبحانه وتعالى وغيره يحتاج الى الخلق فيشقى بمجالستهم ومؤانستهم. ومتى بلغ الانسان هذه الحال في قلبه ادرك ثمرة العلم. فانك اذا بلغت هذه منزلة من الانس بالله والاستغناء به وعدم ملاحظة الخلق فاعلم انك قد انتفعت بعلمك. ومتى كنت جاريا مع الانسب للخلق والاجتماع بهم ودوام الحاجة اليهم مشفقا من بقائك وحيدا فاعلم انك لم تستكمل من العلم ثم قال مبينا اثر الاقتداء بالعالم اذا فارق ما ينبغي من القدوة به قال ولهذا عظمت العالم بما يترتب عليه من المفاسد لاقتداء الناس به. وهذا معنى قول جماعة من اهل العلم وهي قولة جارية مأثورة زل العالم فساد العالم. زلة العالم فساد العالم. العالم والمعنى انه يترتب عليها من المفاسد والاضرار الشيء الكثير. نعم. احسن الله اليكم. السابع ان يحافظ على المندوبات الشرعية القولية والفعلية فيلازم تلاوة القرآن وذكر الله تعالى بالقلب واللسان. وكذلك ما ورد من الدعوات والاذكار في اناء الليل والنهار ومن نوافل العبادات من الصلاة والصيام وحج البيت الحرام والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ان محبته واجلاله وتعظيمه واجب. والادب عند سماع اسمه وذكر سنته مطلوب وسنة. كان ما لك رضي الله عنه واذا ذكر النبي صلى الله عليه اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني. وكان جعفر بن محمد اذا ذكر النبي صلى الله اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عنده اصفر لونه. وكان ابن القاسم اذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يجف لسانه في فيه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وينبغي اذا تلى القرآن ان يتفكر في معانيه واوامره ونواهيه في وعده وعيده والوقوف عند حدوده وليحذر من نسيانه بعد حفظه فقد ورد في الاخبار النبوية ما يصدر عن ذلك الاولى ان يكون له منه في كل يوم ورد راتب لا يخل به. فان غلب عليه فيوم ويوم. فان عجز ففي ليلتيه هذه ليلتي الثلاثاء والجمعة باعتياد بطالة الاشتغال فيها وقراءة القرآن في كل سبعة ايام ورد ورد حسن ورد في الحديث وعمل به احمد بن حنبل ويقال من قرأ القرآن في كل سبعة ايام لم ينسه قط. ذكر المصنف رحمه الله تعالى نوعا سابعا من الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها العالم في نفسه وهو المحافظة على المندوبات الشرعية القولية والفعلية والمراد بالمندوبات النوافل وهذا هو الاسم الموضوع شرعا كما في حديث ابي هريرة القدسي المخرج في صحيحه البخاري وفيه ان الله سبحانه وتعالى يقول ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل فمقابل الفرائض انما يسمى شرعا بالنوافل. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى افرادا من تلك النوافل كتلاوة القرآن وذكر الله والدعوات والاذكار. الى ان ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم جره ذلك الى بيان ما ينبغي من تعظيم ذكره صلى الله عليه وسلم وما كان يلحق السلف من ذلك فذكر احوالا جرت لمالك ابن انس وجعفر ابن محمد الباقر وابن القاسم صاحب مالك وهذه الاحوال انما هي حال يغلب فيها الانسان وليست هي من الحال المطلوبة ولابد ان الناظر في احوال السلف بين حال تطلب وحال تغلب. فالحال التي تطلب هي الحال التي امرنا ان نتعبد الله سبحانه وتعالى بها. فاذا وقع من احوال السلف ما يوافق ما امرنا به من العبادة كان ذلك مأمورا به مقتدى به فيه كمن كان من السلف يصوم يوما ويفطر يوما ويصوم يوما ويفطر يوما فان هذا جار على حال تطلب مأمور بها شرعا. واما الحال التي تغلب فهي الحال التي تجري بحكم القدر على العالم او المتعبد الناسك من السلف ولا يؤمر بها شرعا. فيكون معذورا باعتبار انه مغلوب. لكن لا يطلب التأسي به. كهذه الاحوال المذكورة لهؤلاء الائمة عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من تغير الوانهم واصفرارها وجفاف اللسان هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فان هذه حال غلبت عليهم باعتبار القدر. فلا يؤمر باتباعهم وانما يستفاد منها مزيد تعظيمهم لجناب النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الذي ينبغي ان يلاحظه الانسان في الاقتداء بهم. واذا غلط الانسان في فهم اقوال وافعالي واحوالي السلف دخل في القول عليهم بما لا يصح. فمن الناس من ينسب شيئا الى السلف على حال او قال او فعال عنهم لكنه وقع منهم باعتبار الغلبة التي تجزي قدرا لا باعتبار انه مطلوب شرعا فلابد ان تفرق بين هذا وهذا لان لا تقع في الغلط على الشريعة. ثمان ما يجري لمالك رحمه الله تعالى عند ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الانحناء ليس المراد به انحناء التعظيم. فان هذا لا يجوز لو كان النبي صلى الله عليه وسلم حيا وانما هذا انحناء التأسف فان العرب اذا تأسفت على شيء فقدته انحنت وهذا امر يراه الانسان في الناس من حوله فهو ينحني تأسبا على فوات النبي صلى الله عليه وسلم له وعدم ادراكه اياه فيكون هذا عذرا له فيما جرى له قدرا ثم ذكر مما يحافظ عليه من المندوبات الشرعية تلاوة القرآن بالتفكر في معانيه. وسبق ان اللفظ الموضوع شرعا هو التدبر في القرآن التفكر كما قال الله عز وجل افلا يتدبرون القرآن في اية اخر فالتفكر موضوع للنظر في الايات الكونية تدبر موضوع للنظر في الايات الشرعية وبينهما فرق بيناه في غير هذا المحل. ثم ذكر انه الاولى ان يكون له من القرآن في كل يوم ورد راتب. والورد اسم للقدر المعين من تلاوة القرآن. ثم صار بعد ذلك اسم قدر المعين من ذكر الله ودعائه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر بعض اشياخنا ان هذا اللفظ الورد غير جار في خطاب الشرع ولسان السلف على هذا المعنى. وما ذكره في خطاب الشرع نعم فان الورد لم يوضع على هذا المعنى في خطاب الشرع. واما في خطاب السلف فقد روى النسائي بسند صحيح عن حميد ابن عبدالرحمن رضي الله عنه ورحمه وهو احد التابعين قال من فاته ورده من الليل فليقرأه في صلاة الظهر فكانما قرأه في الليل ورد بالورد هنا حظه من قراءة القرآن التي يقرأها في الليل. والحاصل ان استعمال الورد للدلالة على القدر المرتب من قراءة القرآن او ذكر الله او دعائه او صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم امر جار على قانون السلف تعملون في لفظهم وانما يذم الانسان في الاوراد التي ابتدعت في الفاظها. واما تقدير شيء يذكر الانسان به ربه عز وجل فانه غير مذموم لانه لا يقصد التعبد بذات الورد وانما يقصد التعبد لله سبحانه الا به رجاء محافظته على هذا المقدر. فلو ان انسانا جمع ايات وادعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم في اوراق ثم استدام قراءتها في وقت معين لم يمكن القول بان هذا بدعة وانما يكون من قبل الجائز لانه لم يتعبد الله بذات هذا المؤقت المجموع المذموم وانما تعبد الله بما جاء في القرآن وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم ووقت لها وقتا رجاء الا ينشغل عنها. والافضل للانسان الا يلتزم ذلك لكن او فعله فان ذلك جائز. واما اعتقاد ان ثم وردا معينا لكل امر من الامور كما يقولون ورد الفرج او ورد عصي الولادة او ورد كذا او ورد كذا وتوقيته بدون دليل فهذا هو الذي يذم وباب الادعية والاذكار مما وقع فيه الخبط والغلط لعدم استخراج قواعد اهل السنة فيه وابتزاز بالنفرة من المخالفين من المتصوفة وغيرهم. فصار بعض الناس عنده نفرة من طرائق جاءت عن السلف رحمهم الله تعالى او تخرج على اصول الشريعة ثم يتركها على توهم ان ذلك مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وانه لا يجوز. ولم يزل العلماء رحمهم الله تعالى يستعملون هذه الاوراد والاذكار. وكان شيخ شيوخنا العلامة سعد ابن حمد بن عتيق له ورد معروف مشهور عند اهل نجد كان هو يستعمله وشاع عند المشايخ وطلبة العلم استعماله كذلك الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل رحمة الله عليه له ورد مشهور كتبه له احد علماء نجد ولم يزل العلماء على ذلك هذا امر جائز لكنه ليس مستحبا ولا سنة ولا نافلة وانما يعاب الانسان فيه اذا خرج ما تضمنه عما جاءت به الشريعة او ظن المتعبد به ان هذا الورد مما يتعبد به وذكروا له خصائص وفضائل كما يذكرون في حزب البحر او حزب النووي او غيرها بان لها خصائص وفضائل ليست لغيرها. فهذا هو الذي يذم وباب الاذكار واعمال القلوب واشباهها مما ضعف فيه طلبة العلم لتوهمهم ان هذه ابواب يسيرة من الدين يكفي فيها العلم العام وان الكلام فيها انما هو للعوام وصغار الناشئة. فصار طالب العلم لا يميز قواعد اهل السنة في اعمال القلوب ولا في الاذكار والادعية وانشأوا من بعد مقالات لا تؤثر عن سلف الامة رحمهم الله تعالى وعدوا اشياء من البدع لم يكن اهل العلم فيما سلف يعدونها من البدع بل كانوا يرون انها جائزة مثل استعمال السبحة في الذكر لا على ارادتي انها وسيلة متعبد بها فانه لم يزل اهل العلم على القول بجوازها وكبار اهل العلم كابي العباس ابن تيمية وائمة الدعوة النجدية رحمهم الله والله تعالى على جوازها وانما حدث القول ببدعيتها متأخرا وكذلك ختم الدعاء عند ختم القرآن لم يزل اهل العلم على ذلك وانما حدث القول ببدعيتها متأخرا. ومنشأ هذا الغلط في فهم قواعد الاذكار والادعية ونشأت عنها هذه الاقوال التي فشلت عند الناس فصارت علامة السني ان لا يستعمل الدعاء عند ختم القرآن مع انه ثبت عن انس بن مالك رضي الله عنه ورحمه انه كان اذا ختم القرآن جمع اهله والمقصود بالجمع هنا الدعاء فانه لا يراد بالجمع مجرد ضم بعضهم الى بعض وانما المقصود بذلك الدعاء وهذا اخر التقرير على هذا المقصد من كتاب السامع والمتكلم