السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس التعليم. وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم اما بعد فهذا هو الدرس التاسع في شرح الكتاب الاول من برنامج التعليم المستمر في سنته الاولى هنا سنة ثلاثين بعد الاربعمائة والالف واحدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب تذكرة السامع والمتكلم للعلامة محمد ابن ابراهيم ابن جماعة. ويتلوه كتاب بلوغ القاصد جل المقاصد العلامة عبدالرحمن بن عبد الله البعلي كتاب فتح الرحيم الملك العلام للعلامة عبدالرحمن بن ناصر بن السعدي. وقد انتهى بنا القول في الكتاب الى قوله رحمه الله تعالى في اداب العالم في درسه السادس الا يرفع صوته زائدا على قدر الحاجة نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى السادس الا يرفع صوته زائدا على قدر الحاجة ولا يخفضه خفضا لا يحصل معه كمال الفائدة. روى الخطيب في الجامع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب الصوت الخفيض ويبغض الصوت الرفيع. قال ابو عثمان محمد بن الشافعي ما سمعت ابي يناظر احدا قط فرفع صوته. قط فرفع قال البيهقي اراد والله اعلم فوق عادته. والاولى الا يجاوز صوته مجلسه ولا يقصر عن سماع الحاضرين فان حضر فيهم ثقيل السمع فلا بأس بعلو صوته بقدر ما يسمعه فقد روي في ذلك في فضيلة ذلك حديث ولا يسرد الكلام سردا بل يرتله ويرتله ويتمهل فيه. ليتفكر فيه هو وسامعه. وقد روي ان كلام رسول الله صلى عليه وسلم كان فصله يفهمه من سمعه وانه كان اذا تكلم بكلمة اعادها ثلاثا لتفهم عنه. واذا فرغ من مسألة او غسل سكت قليلا حتى يتكلم من في نفسه كلام عليه بانا سنذكر ان شاء الله تعالى انه لا يقطع على العالم فانه اذا لم يسكت هذه السكتة ربما فاتت الفائدة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى الادب السادس من اداب العالم في درسه وهو الا يرفع صوته زائدا على قدر الحاجة ولا يخفضه خفضا لا يحصل معه وكمال الفائدة بل يتأدب بالادب الالهي الذي ادب الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم به اذ قال ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغي بين ذلك سبيلا. فان هذه الاية اصل في معرفة ادب الصوت وان الانسان ينبغي له الا يرفع صوته زائدا على قدر حاجة ولا يخفضه خفضا تذهب معه الفائدة المرجوة منه. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى في ذلك حديثا رواه الخطيب في الجامع. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يحب الصوت الخفيض ويبغض الصوت الرفيع. واسناده واهن جدا وقد اختلف في يرويه ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من حال من تقدم ما كان عليه الشافعي رحمه الله تعالى في ادبه فيما نقله عنه ابنه اذ قال ما سمعت ابي يناظر احدا قط فرفع صوته. قال البيهقي ارادوا وارادوا الله اعلم فوق عادته. فالملازم له من الادب في هذا هو العادة الجارية. فلا يتكلف الانسان فوق عادته في صوت رفعا ولا قضا بل يلازم ما جرت به العادة. وانما كان هذا الادب ممدوحا في حق الشافعي في المناظرة لان ان احوج ما يفزع اليه في الخصومة هو رفع الصوت. فان كثيرا من الناس يخيل اليه ان رفع الصوت يحصل به الحق الذي ينتصر له كما قال ابو العلاء المعري في قصيدة له قال اذا قلت المحال رفعت صوتي وان قلت الصحيح اطلت همسي فالناس متعارفون على ان رفع الصوت في اللجج مظهر لنصرة القول الذي ينتصر به الانسان وقد كان الشافعي رحمه الله تعالى ممتنعا من هذا فانه اذا ناظر احدا لم يتكلف رفع صوته لان ما ينصره من الحق مستغن بالادلة التي يذكرها عن هذه العدة التي يعتد بها كثير من الناس في المناظرة وهي رفع الصوت ثم ما ينبغي فقال والاولى ان لا يجاوز صوته مجلسا. فلا يتعدى جلساءه ولا يقصر عنهم. لان ذلك هو المناسب لاعظام العلم فان العلم له هيبة حتى في الحرف الذي يحكى به صوتا خفضا ورفعا. فان الزعيق والهمس لا يحتاج اليهما في العلم اعظاما له. كما كان الاعمش رحمه الله تعالى يفعل. قال شريك رحمه الله تعالى كان الاعمش اذا حدث لا يجوز حديثه جلساءه اعظاما للعلم انتهى. فالمناسب لاعظام علم هو الا يكسر الانسان قناة صوته بخفضها ولا يزيد في قدرها برفعها بل يكون وسطا بحسب الحاجة الداعية اليه. فان احتيج الى رفع الصوت رفعه وان لم يحتج الى رفع الصوت لم يرفعه. ومن الاداب التي جرى عليها علماء هذا القطر رحمهم الله تعالى انهم كانوا يحرصون على بث الدروس التي تكون بين المغرب والعشاء بالاجهزة التي تبلغها خارج المسجد التي تعرف بالميكروفونات. وما عدا ذلك فانهم لا يرون ان هناك مصلحة في رفعها. وهذا من الادب الملحق بهذا الاصل الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى. ثم ذكر رحمه الله تعالى انه ان حضر فيهم ثقيل السمع فلا بأس بعلو صوته بقدر ما يسمعه فقد روي في فضيلة ذلك حديث وهو الحديث الذي رواه الخطيب البغدادي في الجامعي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اسماع الاصم صدقة. وهو حديث باطل لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن رفع الصوت لاسماع من ثقل سمعه هو من المقاصد التي امر بها الشرع اذ بيان الحق وايصاله الى مثله لا يتأتى الا برفع الصوت فان احتيج اليه رفع الانسان صوته لاسماعه. ثم ذكر مما يندرج في جملة اهل ادب ان لا يسرد الكلام سردا اي لا يتابعه متابعة ويصل بعضه ببعض بل يرتله اي فيه وهذا معنى الترتيل ويرتبه ويتمهل فيه دون عجلة يتفكر فيه هو وسامعه وهذا المقصد يلحظ فيه ابتغاء سماع ابتغاء فهم الحديث الذي يقرأ او غيره فاذا رسل الكلام ورتب وتمهل فيه كان ذلك اعون على فهمه. بخلاف الكلام الذي لا يقصد منه الفهم لذاته وانما يقصد منه مقصد اخر. كما رخص اهل الحديث رحمهم الله تعالى في سرده لحفظ الرواية وبقاء اتصال السماع فان اهل الحديث رحمهم الله تعالى شهروا بسرعة القراءة فيما يسردونه من المسموعات على شيوخهم لان المقصود هو بقاء المسموع واتصال السند وليست قراءتهم قراءة بحث ودراية تفقه وتحقيق فان قراءة البحث والتفقه فان قراءة البحث والتفقه والتحقيق لها شأن اخر واما القراءة التي يبتغى وبها بقاء المروي متصلا فانه يرخص فيه في السرد. ثم قال وقد روي ان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فصلا يفهمه من سمع وكان وانه كان اذا تكلم بكلمة اعادها ثلاثا لتفهم عنه وكل ذلك في الصحيح وانما محل هذا ما اريد فهم ثم ذكر انه اذا فرغ من مسألة او فصل سكت المعلم قليلا حتى يتكلم في من في نفسه كلام عليه اي على المسألة المبينة لانه كما سيأتي فمن الادب الا يقطع على العالم كلامه. ومما يعين على عدم قطع كلام علم ان يقف العالم على قصد الفصل بين كلامه اذا فرغ من مسألة لينتقل الى اخرى فانه اذا لم يسكت السكتة ربما فاتت الفائدة ومحل هذا فيمن كان عادته او عادة اهل بلده ان يعرض المتعلم ما اشكل عليه في اثناء تعليم معلمه فله ان يفعل ذلك اذا وجد فسحة يعرض فيها الاشكال الذي ورد عليه واما ان كان معلمه او اهل قطره على خلاف هذا مما يؤخرون ممن يؤخرون عرض المشكلات بعد الفراغ من الدرس فانه يلتزم بادبهم. نعم السابع ان يصون مجلسه عن اللغظ فان اللغط يحث الغلط وعن رفع الاصوات واختلاف وجهات البحث. فقال الربيع كان الشافعي اذا ناظر انسان في مسألة فعدل الى غيرها يقول نفرغ من هذه المسألة ثم نصير الى ما تريد ويتلطف في دفع ذلك في قبل انتشاره وثوران النفوس ويذكر الحاضرين بما جاء في كراهية المماراة لا سيما بعد ظهور الحق وان مقصود ظهور الحق وصفاء القلوب وطلب الفائدة. وانه لا يليق لانها سبب العداوة حرق السلك يا ابراهيم ويتنبه في نفع ذلك في مبادئه قبل انتشاره وثورات النفوس ويذكر الحاضرين بما جاء في دراهية المماراة لا سيما بعد تدبر الحق وان مقصود الاجتماع امور الحق. وصفاء القلوب وطلب الفائدة وانه لا يليق باهل العلم تعاطي المنافسة والشحن بانها سببه العداوة والبغضاء بل يجب ان يكون الاجتماع ومقصود مخالفا لله تعالى يدبر الفائدة في الدنيا والسعادة للاخرة فان ذلك فليحذر منه فليحذر منه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ادبا سابعا من اداب العالم في درسه وهو ان يصون مجلسه عن اللغط وهو رفع الاصوات واختلاطها فيما فيما لا منفعة منه وذلك ان اللغط يورث الغلط كما قال اهل العلم اللغط يحث الغلط وقالوا اللغط تحت الغلط تحت اللغط وهذا معناه ان اللغط ينشئ الغلط ويفشو من قبله. وذكر رحمه الله تعالى ما كان عليه الشافعي من التزام هذا الادب فانه كان اذا ناظره انسان في مسألة ثم انتقل ذلك المناظر الى غيرها الشافعي رحمه الله تعالى اليها وقال نفرغ من هذه المسألة ثم نصير الى ما تريد. ثم ذكر من ادب مجلسه وان يتلطف في دفع ذلك في مبادئه قبل انتشاره وثوران النفوس. ويذكر الحاضرين بما جاء في كراهية المماراة لا سيما بعد ظهور الحق وان مقصود الاجتماع ظهور الحق وصفاء القلوب وطلب الفائدة وانه لا يليق باهل العلم تعاطي المنافسة والشحناء لانها سبب العداوة والبغضاء الى اخر ما ذكر. فلحسم مادة اللغط في مجلس المعلم ينبغي له ان يقطع ذلك في مبتدأ الامر. عند اقبال النفوس على اللغط مغبة فعلهم ويذكرهم بالمقصود من العلم وانه معرفة الحق مع صفاء القلوب وبقاء المودة ويذكرهم بقول الله تعالى يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. فارادة ابطال الحق او تحقيق الباطل باطل صفة اجرام ينبغي ان يحذر منها الانسان. فعلى المناظر في شيء ما ان يلتزم بهذا وان يكون مقصوده هو احقاق الحق وابطال الباطل. فاذا خرج عن هذا القصد الى ارادة ابطال الحق او تحقيق الباطل له حظ من الاجرام الممقوت. نعم الصياح بغير فائدة او اساءت له على غيره من الحاضرين او هم يرفعون الشأن بالمجلس علامة واولى منهم او نام او تهدد معانيه او ضحك او استفتى بأحد من الحاضرين افعل ما يريد بادب الطالب من بلغة وسيأتي تفصيله ان شاء الله تعالى. هذا كله بفضل الا يترتب على ذلك نفسه وينبغي ان يكون له نقيب فطن كيس جرب يرتب الحاضرين ومن يدخل عليهم على قدر منازلهم ويوقظ النائم ويشير الى من ترك ما ينبغي فعله او فعل ما ينبغي تركه ويأمر بسماع الدروس والانصات لها ذكر المصنف رحمه الله تعالى ادبا ثامنا من ادب العالم في درسه وهو ان يزجر من تعدى في بحثه او ظهر منه لدد اي خصومة باطلة في بحثه. او بدر منه سوء ادب او ترك انصاف بعد ظهور قل الحق او اكثر الصياح بغير فائدة او اساء ادبه على غيره من الحاضرين او الغائبين. او يرفع نفسه في المجلس من هو اولى منه او نام او تحدث مع غيره او ضحك او ضحك او استهزأ باحد من الحاضرين او فعل ما يخل بادب الطالب في الحلق فكل هذه المظاهر التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى مستحقة لزجر صاحبها بشرط ان الا يترتب على ذلك مفسدة تربو على ما فعل. لان المقصود من زجره انما هو كفه عن المنكر الذي وقع فيه فاذا كان كفه بالزج عن هذا المنكر ينشأ منه منكر اعظم فينبغي له ان يطلب طريقا قرأ في حسم مادة المنكر الذي اشاعه. وهذا التأديب هو من اصول التعليم العظيمة التي ينبغي في حق المعلمين وان يعرفها المتعلمون. فان العلم لا يدرك الا بالادب وقد يخوض على المتعلم شيء منه معلم والد له فينبغي ان يلاحظ ان زجر المعلم له او نصحه اياه في الانتهاء عن شيء انما المراد منه من ومصلحته في ادب علمه. ثم ذكر ان المعلم ينبغي له ان يستعين على ذلك بنقيب اي من يرجع اليه القوم من المتعلمين وغيرهم فالنقيب والعريف هو ظمين القوم ومن يرجعون اليه فيتخذ من متعلميه نقيبا فطنا كيسا اي ذا عقل دربا اي له دربة وتجربة وجراءة في الى المقصود الذي يريده يقوم بما يحتاج اليه مما ينوب فيه عن المعلم من زجر المتعلمين وتأديبهم ومن جملة ذلك ان يرتب الحاضرين ومن يدخل عليهم على قدر منازلهم. فاذا دخل معظم من اهل العلم حاضرا حلقة شيخه قدمه وان تقدم من لا يستحق التقديم كصغير اخره ويوقظ النائم ويشير الى من ما ينبغي فعله او فعل ما ينبغي تركه وينبهه الى ذلك ويأمر بسماع الدروس والانصات لها اتباعا لهديه صلى الله عليه وسلم في اتخاذه مستنصتا في محافل عدة فان النبي صلى الله عليه وسلم امر في غير مقام من اصحاب به احدا يستنصت الناس فاستنصات الناس لسماع الخير من الدوس وطلب اقبالهم عليها هذا من الاداب ينبغي ان يقوم بها العاقل الحصيد اذا حضر درسا لاحد معلميه فرأى من يخل بذلك فانه يرشده اليه ومن جملة ذلك ايقاظ النائمين فان ايقاظ النائمين هو من جملة طلب الانصاف فان النائم يحصل له غفلة وغيبة عن سماع كلام المتكلم وانما يحمل على الانصات بالايقاظ فاذا رأى احد نائما في حلقة علم فانه ينبغي له ان يوقظه رغبة في ايصال الخير اليه فانه لم يأتي ليتخذ حلقة الدرس محلا للنوم ولكن لحقته غفلة او سهوة فنام فينبغي تنبيهه وايقاظه. نعم. ويسمع السؤال من مورده على وجهه. وان كان صغيرا ولا يترفع عن سماعه فيحرم الفائدة. واذا عجز السائل عن تقرير ما اورده او العبارة فيه لحياء او قصور ووقع على المعنى عبر عن مراده وبين وجه ايراده ورد على من رد عليه ثم يجيب بما عنده او يطلب ذلك من غيره. ويتروى فيما يجيب به واذا سئل عما لا يعلم قال لا اعلمه او لا ادري فمن العلم ان يقول لا اعلم وعن بعضهم لا اجري نصف العلم. وعن ابن عباس رضي الله عنه اذا اخطأ العالم لا ادري اصيبت وقيل ينبغي للعالم ان يورث لكثرة ما يقولها قال محمد ابن عبد الحكم سألت الشافعي على المتعة اكان فيها ضياء او ميراث او نفقة تجب او شهادة فقال والله ما ندري واعلم ان قول المسئول يا بل يرفعه لانه دليل على عظم محله وقوة دينه وتقوى ربه طالبه وكمال معرفته وحسن تثبته. وقد اعطينا معنى ذلك عن جماعة من السلف. وانما يهدف من قولنا ضعفت ديانتهم وظلت ذلك بانه ولده يخاف منه من اعين الحاضرين. وهذه جلالة مرقة بهم وربما وينتصف عندهم بما افترج منه. فقد ادب الله العلماء بقصة موسى مع الخضر عليه السلام عليهما ايهما السلام حين ان يرد العلم الى الله عز وجل احد في الارض اعلم منه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ادبا تاسعا من ادب العالم في درسه. وهو ان يلازم الانصاف في بحثه وخطابه فان العلم عبادة. وان من اقامة هذه العبادة لزوم الانصاف. فان الانصاف من العدل وانما تستقيم الامور بالعدل فان اصل كل خير في الدنيا والاخرة هو العلم والعدل. واصل كل شر في الدنيا والاخرة هو الجهل والظلم كما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى. وهذا امر شاق على النفوس كما قال مالك رحمه الله الانصاف عزيز. قال ابن عبدالهادي تلميذ ابي العباس ابن تيمية فلما ذكره هذا في زمان ما لك فكيف بزماننا انتهى كلامه؟ واذا كان هذا مستصعبا في زمان ابن عبد فانه في هذه الازمان اصعب واصعب. فينبغي ان يلازم المعلم الانصاف في بحثه وخطابه. وان يسمع سؤالا من مورده على وجهه وان كان صغيرا ولا يترفع عن سماعه فيحرم الفائدة. فان العلم لا اقرنوا بسن بل قد يهب الله سبحانه وتعالى لامرئ صغير في السن فهما لم يؤتاه كبيرا. بل البهائم قد تؤتى فهما لم يعطه غيرها كما اتفق لهدهد سليمان. ثم ذكر ان السائل اذا عجز عجز عن تقرير ما اورده او تحرير العبارة فيه لحياء او قصور ووقع على المعنى فان المعلم يعبر عن مراده ويبين وجه ايراده ويرد على من رد عليه. ثم يجيب بما عنده او يطلب ذلك من غيره ثم ذكر من جملة ما يندرج في هذا الادب ان يتروى فيما يجيب به. فان العجلة مذمومة ولا سيما في افتاء الناس فان من تسارع الى افتاء الناس وقع في الغلط. وكان من اهل العلم رحمهم الله تعالى من لا يجيب عن مسألة حتى يراجع ويتأنى وربما بقي اياما كما ذكر في ترجمة دواليق اللغوي المعروف شيخ ابي الفرج ابن الجوزي كما ذكره عنهم تلميذه ابو الفرج في صيد الخاطر وفي كتاب في تاريخ الامم. ثم ذكر ان المعلم اذا سئل عما لم يعلم فانه ينبغي له ان يقول لا اعلمه او لا ادري والحامل على اختيار هذه الكلمة انها من العلم كما قال المصنف رحمه الله تعالى فمن العلم ان يقول لا اعلم لان قول الانسان لا اعلم دليل على صدق علمه فان الاحاطة بكل شيء على مخلوق ولكن من علمه الله سبحانه وتعالى شيئا وخفي عنه شيء اخر فان سواء السبيل في ان يقول بما يعلم فيما يعلم. وما عزب عنه عنه علمه فانه يقول فيه لا اعلم. ولهذا عدوا قول لا اعلم نصف العلم كما قال بعض من مضى لا ادري نصف العلم. واذا اغفل الانسان هذه الجملة فان مقاتله تصاب كما روي عن ابن عباس وابن عمر رحمهما الله تعالى انهما قالا اذا اخطأ العالم اصيبت مقاتله وهذه الجملة تروى عن جماعة من القدماء منهم من الصحابة ابن عباس وابن عمر رواه عنهما ابن عبد في الجامع وغيره ولا يثبت عن احد من الصحابة لكنها صحت عن جماعة بعدهم من اشهرهم محمد ابن المدني رحمه الله تعالى احد اتباع التابعين فانه كان يقول اذا اغفل العالم لا ادري اصيبت مقاتله ومن ما اتفقا في رواية هذا الاثر عن ابن عجلان ان الاجرية في اخلاق العلماء والخليج وفي الارشاد وغيرهما روياه من طريق احمد بن حنبل عن محمد بن اديس الشافعي عن ما لك بن انس عن ابن لعجلان انه قال اذا اغفل العالم لا ادري اصيبت مقاتله قال الخليلي هذا اسناد عزيز اجتمع فيه ثلاثة من من الائمة المشهورين فمن العجيب ان ثلاثة من الائمة الاربعة المتبوعين اجتمعوا في رواية هذا الاثر وهذا مما اتفق لهذا الاثري من التعظيم وينبغي للمشتغل بالعلم ان يورث ذلك جلساءه بكثرة اللهج به ينبغي فيقول فيما لا اعلم لا ادري او لا اعلم كما قال بعض من مضى ينبغي للعالم ان يورث اصحابه لا ادري كثرة ما يقولها ثم نقل ما اتفق لذلك من ذلك لما للامام الشافعي رحمه الله تعالى في هذه الحكاية التي حكاها عنه ابن عبدالحكم واتفق مثله لجميع الائمة الاربعة فانهما من امام من الائمة الاربعة الا قد نقل عنه في مسائل كثيرة انه قال لا اعلم او قال لا ادري. واذا قال الانسان لا اعلم او لا ادري فان ذلك لا يضع من قدره كما يظنه بعض الجهال بل يرفعه لانه دليل على عظم محله وقوة دينه وتقوى ربه وطهارة قلبه وكمال معرفة وعلمه وحسن تثبته كما جاء ذلك عن جماعة من السلف رحمهم الله تعالى واذا رأيت الرجل متهورا انفا من هذه القولة فاعلم انه رقيق الديانة ضعيف الايمان قليل العلم والمعرفة لانه يخاف ان يسقط من اعين الحاضرين وان يفوت حظه من التوقير والاجلال عندهم وهذه جهالة ورقة دين وربما يشتهر خطأه بين الناس فيقع فيما فر منه ويتصف عندهم بما منه عقابا من الله سبحانه وتعالى له. وقد ادب الله سبحانه وتعالى العلماء بهذا في قصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة والسلام حين لم يرد موسى العلم الى الله عز وجل لما سئل هل احد في الارض اعلم منك؟ فقال لا فعتب الله عليه فقص من خبره ما قص في سورة الكهف كهف ومما ورد في الصحيحين من حديث ابن عباس وابي ابن كعب رضي الله عنهما. وهذه القصة قد تضمنت ادابا عظيمة من اداب العلم بسطها امام الدعوة رحمه الله تعالى في رسالة مختصرة بين فيها فوائد مختلفة من قصة موسى مع الخضر منشورة في مجموع مؤلفاته وقد نشرت قديما في الدرر السنية. ومن جملة ما فيها من الفوائد ان يقول الانسان فيما لا يعلم ان يقول لا اعلم فانها من اعظم الادب الذي يكتسي به الانسان. وقد اشرت الى مضامين ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى وغيره في حقيقة لا اعلم ولا ادري وفضائلهما اشرت الى ذلك بابيات قلت فيها قول لا عند العقلاء عد في العلم ونصفا جعل قول لا اعلم عند العقلاء عد في العلم ونصفا جعل وفقدها من اللسان عاب العاب يعني العيب فهو عين الف باء وفقدها من اللسان عاب مقاتل المرء به تصاب وفقدها من اللسان عاب مقاتل المرء به تعاب وينبغي لعالم ان يورث اصحابه مقالها حدث وينبغي لعالم ان يورث اصحابه مقالها حدث لانها رافعة وكم قضى بحكمها من الانام مرتضى لانها رافعة وكم قضاء بحكمها من الانام مرتضى وغيره اولى بها واجدر. وغيره اولى بها واجدر ومن يضيع رشده لينصر وغيره اولى بها واجدر ومن يضيع رشده لا ينصر وانف من قولها رقيع وانف من قولها رقيع ودينه في نفسه وضيع بل هج بها فالهجب هديت ما استطعت فالهج بها هديت ما استطعت والزم لها فنعم ما اتخذت. فالهج بها هديت ما استطعت. والزم لها ونعم ما اتخذت اقرأ يا ابراهيم كتبتها اقرا يا احمد ارفع صوتك قول لا اعلم قول لا اعلم عند العقلاء ونصفا جعل وينبغي لعالم ان يولد ها اصحابه فقالوا فحدث ما قالها مم ولانها رافعة وكم قضى انها رافعة. بحكمها من الانام مرتضى نعم ومن يضيع لا ينصر ذلكم بقولها. وآنف من قولها رقيع احمق رقيع. نعم نفسه وضيقه. ايوه نعم بلهج بها هديت ما استطعت جزاك الله خير هذا مع مع الاملاء شبه املاء هذا ينبغي الانسان يعود نفسه سرعة الكتابة. اسرع يا اخ العلمي في ثلاثة في في الاكل والمشي والكتابة. ينبغي لطالب العلم يسرع في هذه اشياء اكله سريع ومشيه سريع وكتابته سريعة هادي السيوطي قال حدثنا حدثنا شيخنا الكناني عن ابيه صاحب الخطابة قال حدثنا شيخنا الكناني عن ابيه صاحب الخطابة اسرع اخ العلم في ثلاث في الاكل والمشي والكتابة نعم