يا طالبا للعلم يرجون نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم للامام به جماعة الكناني الشافعي رحمة الله تعالى عليه وما زلنا نسير في هذه الرحلة الشيقة مع ابن جماعة وهو يرسم لنا معالم الطلب ويمنحنا ادبياته التي ينبغي ان نتأدب بها ونحن نسير في هذا الطريق العظيم اذا ربي سبحانه وتعالى ادب طلب العلم هذا النهج الذي نفقده في هذا الزمان ونحتاج ان نقف على ملامحه ودقائقه وتفاصيله ها هو ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه ينتقل بنا طورا بعد طور في تعلمه والوقوف على مراسمه واليوم واليوم احبتي نشرع في الفصل الثالث الذي يتكلم عن ادب العالم مع طلبته مطلقا. وفي حلقة العلم خصوصا وفي الفصل السابق تحدثنا عن ادب العالم في درسه على جهة العموم. كيف يفعل العالم في منزله قبل ان يغادر الى وفي اثناء الطريق واذا وصل كيف يضبط الحلقة وكيف يتعامل مع الطلبة بانواعهم. لكن في هذا الفصل سيتكلم ابن جماعة بخصوصية ادق في هذا الفصل الثالث سيتكلم ابن جماعة بخصوصية ادق علاقة المعلم مع الطالب وتوجيه المعلم للطالب وكيف يؤدبه وكيف يعلمه؟ وكيف يرتقي به فهما وعقلا وادبا اذن الفصل السابق كان يتكلم عن ادب المعلم في درسه عموما وادب المعلم في الدرس منه ما عاد الى نفسه كيف آآ ينويه وماذا ينوي؟ ماذا يفعل قبل الذهاب كما قلنا؟ ماذا يلبس؟ كيف يتنظف؟ ماذا يفعل اثناء الذهاب للمحاضرة من الذكر اذا وصل الى مجلس الدرس الى اخر تلك التفاصيل. اما الان كما قلت لكم فاحنا ندخل في العمق اكثر واكثر في علاقة المعلم مع الطالب وهنا نلحظ تفوق السلف رحمة الله عليهم وعلماء الامة آآ في دراسة العلاقة النفسية التي تربط معلم بالطالب بادق تفاصيلها رحمة الله عليهم رسموها. تفوقنا على المناهج الغربية المعاصرة التي كتبت في آآ تعامل المعلم مع الطالب النفسي وكيف يدير المعلم المحاضرة وما شابه ذلك مما يكتب اليوم في علوم التربية ستلاحظون كان علماؤنا دقيقين وكم كانوا خبيرين بدقائق النفس البشرية وما تحتاج اليه من التلطف والرعاية والاهتمام والنظر وعدم الاستعجال وغض وغض الطرف الى غير ذلك من الامور التي ستلاحظونها جلية عند ابن جماعة رحمة الله عليه من خلال هذه الفصول. دعونا اذا نستمر مع هذه الرحلة الشيقة مع ابن جماعة لنقف على هذه الادبيات ليس وقوفا عابرا بل وقوف من يريد ان يطبق من يريد ان يعمل فان ان هذه المعاني وان هذه الادبيات انما مقصدها الاساسي العمل والتطبيق وان نتمثلها في حياتنا وعند تدريسنا ان نطبقها حينما نتعامل مع طلبتنا وفي حلقات العلم ليس المراد احبتي مجرد اه اننا اسمع المحاضرة ونقف على الاطلال ما ذكره السابقون ونعيش لحظات روحانية مع تلك الجماليات ثم نتخطاها نتجاوزها ولا نعمل بها. اذا علينا ان ننتبه المراد من الوقوف على هذه الادبيات انما هو العمل انما هو التطبيق انما هو بها في واقعنا الخارجي يقول ابن جماعة رحمة الله عليه الفصل الثالث في ادب العالم مع طلبته مطلقا وفي حلقته قال وهو اربعة عشر نوعا وهو اربعة عشر نوعان. سنتكلم اذا في عدة مواضيع هي التي ترسم لنا علاقة المعلم مع الطالب وليس في يعني فقط فكرة واحدة او مجموعة بل هي في اربعة عشرة موضوعا بدأها ابن جماعة بموضوع النية مرة اخرى ليركز ويؤكد وينبه ان النية هي التي تصنع كل شيء ليؤكد ان النية هي التي تصنع كل شيء هي التي تنقل الامة من الضعف الى العزة ومن الهوان الى الاستعلاء على غيرنا من الامم النية الصالحة هي الاساس هي المنطلق في حياة العالم هي المنطلق في حياة طالب العلم كلما كانت النية سامية عالية رفيعة سمت بنفس صاحبها واخذت به وبمن حوله الى العلو الى الارتقاء. وكلما كان الدنية تحوم حول الحياة الدنيا وملذاتها فانها تسهل بصاحبها وتنزل به الى الحضيض يقول من جماعة رحمة الله عليه ان يقصد بتعليمهم وتهذيبهم وجه الله سبحانه وتعالى. انظروا ما هي النوايا التي ينبغي ان يراعيها العالم اثناء توجيه الدرس اثناء التعليم اثناء ممارسة العملية التعليمية في حياته اه مع طلبته اولا النية العامة ان يقصد بتعليم الطلبة قال وجه الله سبحانه وتعالى. ثانيا نشر العلم ثالثا احياء الشرع اذا مجالس العلم التي تعقد وهذه الدورات التي اه نقوم بها علينا ان ننوي بها نشر العلم واحياء من دثر او مقاربة الاندثار من معالم هذه الشريعة الغراء. ثم بعد ذلك اكمل قال ودوام ظهور الحق اذا مجالس العلم ومجالس الشريعة التي يعقدها العلماء من اهم وظائفها دوام ظهور الحق. حتى لا تأتي اجيال لاحقة من هذه الامة فتقول ما سمعنا بهذا في ابائنا الاولين ان هذه النية وهذا المقصد من اهم مقاصد اقامة المجالس الشرعية دوام ظهور الحق ولا تزال طائفة من من هذه الامة على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين. كما اخبرنا محمد صلى الله عليه وسلم. فالعالم الرباني الذي يريد ان يكون في المراتب العليا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وظيفته الجهاد في اظهار العلم وادامة تعز هذا العلم وازالة الغبار ومن دثر وما تم تشويهه وتم ازالته من هذا الطريق. ثم من جماعة رحمة الله تعالى عليه قوله وخمول الباطل. اذا ينوي ظهور الحق وخمول الباطل من الجهة المقابلة ودوام خير الامة بكثرة علمائها. اذا العالم ايضا ينوي صناعة الرجال. ينوي صناعة العلماء. وهذا اطلبي من العالم جدا واخلاصا لان صناعة العلماء ان تنشئ طالب علم في مدارج الترقي الى مرتبة العالمية هذا امر لا ينال براحة الجسد. يحتاج عالم يعطي ثمرة الحياة والوقت لهؤلاء الطلبة صناعة العلماء احبتي امر عظيم. ومهمة جليلة ينبغي ان تفنى من اجلها الاعمار والارواح. صناعة العلماء هذا ما نحتاجه اليوم في الحقيقة. كلما فقدنا عالما كلما رقد عالم تحت الثرى كلما غاب عالم في غياهب السجون. ننظر الى كعالم اخر يعود ليمسك الراية وينطلق من جديد بهذه الامة. وهؤلاء العلماء من الذي سيصنعهم؟ انهم العلماء انهم العلماء السابقون يصنعون العلماء اللاحقين. لابد من بقاء هذه السلسلة في هذه الامة كلما ذهب عالم ورث علمه نحى رايته لمن بعده. فتفريغ العلماء لتدريس الطلبة ومنحهم الاوقات اه اه الواسعة للقيام بهذه الوظيفة امر عظيم جدا لا يعقل ان يكون العالم منشغل بتحصيل لقمة العيش طوال حياته لا يقبل ان يكون العالم منشغلا طوال حياته في تحصيل لقمة العيش واللهث خلف لا يجد وقتا للتفرغ للطلبة. هذا الذي يريد منكم اليوم يريدون من العالم ان يبقى متلهفا خلف الدنيا ان يلقى تائها ضائعا يريد ان يحصل شيئا من الحياة يسد به رمقه رمق اطفاله نعم يريدون اغلاق ابواب الخير من خلال الهاء صناع الحياة وصناع الحضارة من خلال الهاء بالبحث عن الرزق. وظيفة هذه الامة ان تنشئ المعاهد الشرعية الصادقة ان تدعم العلماء الصادقين الذين يربون الاجيال ان تقف معهم وان تعلم انهم صمامي الحياة. صمام الحياة بلا منازع هم الطريق هم المسلك لا يوجد مسلك اخر من عند غيرهم. هم المسلك لظهور امر هذه الامة من جديد قال ودوام خير الامة بكثرة علمائها واغتنام ثوابهم. اذا ان ينوي ايضا اغتنام ثوابهم. ثواب الطلبة كيف يغتنم ثواب الطلبة ان كل علم سيعلمه هؤلاء الطلبة لمن بعدهم انما هو في ميزان حسنات الشيخ كل دعاء كل ثناء يثني به الناس بعد ذلك عن الشيخ هو في ميزان حسناته باذن الله. فاذا الشيخ ايضا عليه ان ينوي اغتنام الثواب ثواب ما سيعلمه الطلبة هؤلاء لمن بعدهم ثواب الدعاء والثناء الجميل من اه الناس بعد ذلك على الخير الذي تركه هذا العالم له فاذا اغتنام الثواب ايضا من النوايا التي ينبغي ان تكون مستحضرة عند العالم. قال واغتنام ثوابهم وتحصيل ثواب من ينتهي اليه علمه من بعدهم وان يحصل الثواب لكل شخص سينتهي اليه العلم من بعد تلاميذه. فهؤلاء التلاميذ سيقومون بنفس المهمة يوصلون العلم لمن بعدهم ومن بعدهم هكذا يصل الى الى من بعدهم فنحن احبتي الان نقرأ كلام ابن جماعة هذا الكلام الذي صنفه ابن جماعة كل شخص يقرأ هذا الكلام ويستفيد منه وفي ميزان حسناته ثم في ميزان حسنات شيوخ ابن جماعة. وهكذا تستمر السلسلة النقية الطاهرة حتى تصل الى المعلم الاول بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم اذن العلم سلسلة ينقلها الكبار الى من بعدهم ثم الى من بعدهم حتى تبقى هذه الامة قائمة شامخة لعلمائها وبعلومها الى يوم القيامة. قال وتحصيل ثواب من ينتهي اليه علمه من بعدهم. وبركة دعائهم ان يحصل بركة الدعاء وترحمهم عليه. فهم حينما يدعون للعالم يترحمون عليه. رحمه الله ترك آآ ترك لنا هذا المصنف. رحمه الله صنع لنا هذا العالم الناس احبتي حينما ترى اثار العالم تدعو له تترحم عليه. هؤلاء الذين يستحقون ان نترحم عليهم وان ندعو لهم. هؤلاء العلماء الكبار الذين تركوا لنا هذه المصنفات الجليلة والاثار الجميلة. هؤلاء يستحقون منا الدعاء في كل ركعة في كل صلاة في كل اونة وحين. لانهم تركوا لنا تراثا جليلا عظيما لنا كابرا عن كابر حتى وصل الينا. فالعالم عندما عندما يعلم عليه ان ينوي ايضا ان يحصل دعاء الناس هو لا يريد ان يحصل دعاء الناس من اجل ان يثني على نفسه ويريد ان يحصل الدعاء لان الدعاء سبب في نزول الرحمات على هذا الشرك قال وبركة دعائهم له وترحمهم عليه قال ودخوله في سلسلة العلم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم العالم ايضا يستحضر هذه النية الجميلة. انه دخل في سلسلة العلم التي مبدأها ورأسها ومعلمها الاول محمد صلى الله عليه عليه وسلم ثم وهذا النبي العظيم ورث العلم لصحابته والصحابة لمن بعدهم وهي سلسلة تسير الى قيام الساعة ساعة. فالعالم ينوي ان يقحم نفسه في هذه السلسلة. لعله يكون احد المفاصل والمعاقد المهمة. في اه هذه السلسلة الذهبية يلقى الله سبحانه وتعالى واذا بسلاسل العلماء هو موجود معهم في زمرتهم في ركبهم فان يكون العالم جزءا مفصلا معقدا في معاقد هذه السلسلة هذا امر عظيم على العالم ان يستحضره في التعليم قال وعباده في جملة مبلغي وحي الله تعالى واحكامه فان تعليم العلم من اهم امور الدين. واعلى درجات المؤمنين. لاحظوا كم هي النوايا التي ينبغي عالم ان يستحضرها يعني النية الاساسية وجه الله سبحانه وتعالى ويتفرع منها. هذه النوايا الفرعية المهمة. نشر العلم واحياء الشرع ودوام ظهور الحق قوموا للباطل ودوام خير الامة بكثرة علمائها واغتنام الثواب الى اخر ما ذكر. نوايا عظيمة تمنح العالم وقودا. يشجعه على استمرار في عملية التعليم حينما يستحضر العالم الني الاصيلة والنوايا الفرعية في اثناء تعلمه. ويعلم موضعه وموطنه وركنه الاصيل في هذه الامة. هذا يمنعه الحافز ان يستمر ان يتعب ان يضحي ان يبذل جهده وثمرة وقته وان يقف روحه من اجل هذا العلم العظيم قال صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى وملائكته واهل السماوات والارض حتى النملة في جحرها يصلون على معلم الناس الخير يصلون الثناء من الله الاستغفار من الملائكة الدعاء من الكائنات والمخلوقات على هذه الارض. كلها تتوجه الى ذاك العالم الذي يعلم الناس الخير. وقد مر معنا تخريج هذا الحديث فيما سبق قال ابن جماعة كأن ابن جماعة بعد ان ذكر هذه النوايا العظيمة وذكر هذا الاثر الجليل جاءته جاءه شيء من الحماس وجاءه شيء اه من التعظيم لهذا العلم ولقدر تعليمه فماذا يقول؟ يقول لعمرك ما هذا الا منصب وان نيله لفوز عظيم. نعوذ بالله من قواطعه ومكدراته وموجبات حرمانه وفواته اي والله كما قال بن جماعة نعوذ بالله احبتي اي انسان يصبره الله سبحانه وتعالى ليكون عالما. ليكون معلما للناس مرشدا مربيا قائدا موجها. عليه ان يستعيذ بالله وان يعتصم بالله وان يلتجئ الى الله ان يدعو الله سبحانه وتعالى الا يحرمه من مجالس العلم فانها والله نعمة عظيمة من حرمها فهو الخسران الكبير. من حرمها بعد ان اعطيها فهذا حرمان. نسأل الله سبحانه وتعالى الا يوقعنا فيه. فنعوذ بالله من قواطعه ان تكون عالما ان تكون مربيا موجها توجه الناس الى الخير ترشدهم الى معالم الطريق ترسم لهم طرق النجاح ومسالك الفلاح هذا امر عظيم ومرتبة جليلة استعملك الله سبحانه وتعالى فيها يا طالب العلم فاياك ان تحرم واستعذ بالله كما استعاذ من جماعة من القواطع بعض الناس يظن اه ان الله سبحانه وتعالى اذا اشغله بالدنيا بعد ان كان منشغلا بالعلم وجعله مقبلا عليها بعد ان كان مقبلا على ربه وعلى مصنفات العلم يظن ان هذا الانشغال بالدنيا هو مجرد انشغال من طبيعة الحياة. ولا يلتفت انه قد يكون محروما حرمه الله سبحانه وتعالى وهو لا يشعر. صرفه الله سبحانه وتعالى وهو لا يشعر. فنعوذ بالله من القواطع. ومن المكدرات ونعوذ اعوذ بالله من موجبات الحرمان وفوات هذا الفضل العظيم المعاصي والذنوب ايها العلماء ايها المتصدرون هي من اهم الاسباب التي توجب الحرمان معاصي الخلوات مما يوجب الحرمان والصرف عن هذا التوفيق العظيم والمنصب الجليل الذي منحكم الله سبحانه وتعالى اياه فساد النوايا وطلب الدنيا من موجبات الحرمان ابتعادكم عن مجالس العلم وان يصرفكم الله سبحانه وتعالى عنها. فعليكم ان تعيدوا النظر وان ترتبوا الاوراق من جديد في النية في الاعمال الصالحة في تجديد التوبة لله سبحانه وتعالى في اظهار العجز والافتقار للرب عز وجل حتى يمنحكم الله سبحانه وتعالى فرصة الاستمرار في مجالس التعليم والتصدر لقيادة هذه الامة ثم انتقل بعد ذلك الى الادب الثاني. اذا الادب الاول ركز فيه من جماعة على موضوع النية. ماذا ينوي العالم؟ كيف تكون النية؟ وهو يريد ان يتصدر لتعليم طلبته. الادب الثاني قال الا يمتنع من تعليم الطالب لعدم خلوص نيته هذا ادب دقيق جدا ينصح به ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه علماء هذه الامة يقول للعالم عليك ايها العالم ان تعلم الطالب وان توجهه ولو شعرت ابتداء ان هذا الطالب عنده شيء من الرياء شيء من طلب الحياة الدنيا فلا تستعجل بحرمانه من العلم وتقول له انا ساحرمك من العلم لاني اشعر فيك شيئا من الرياء او انكبابا وحرصا ان تنال بهذا العلم الدنيا لا يبدأ معه بهذا المنهج. على العالم ان يعلمه حتى ولو شعر بعدم خلوص نيته ابتداء. ولاحظوا كيف العلماء حال الطالب الناشئ نكمل مع ابن جماعة قال فان حسن النية مرجو له ببركة العلم هذا الطالب الذي سلك مسلك العلم جديد ربما خالط نيته شيء من حب الدنيا وحب التصدر او ما شابه ذلك. وهو طالب ناشئ غض طري. فنحن لا ننوي من الخير ولا نبعده عن ذلك بل نرجو له صلاح النية مع بركة العلم فان طالب العلم كلما وقف على اثار العلماء وعلى يليهم وعلى مناهجهم ومسالكهم ونظر في اخلاصهم وفي حياتهم. كلما ازداد خوضا لهذا الطريق فان نيته تصلح باذن الله. اذا كان صادقا في طلبه وكان جادا في قراءته واطلاعه يوقفه الله سبحانه وتعالى على اصحاب النوايا الصحيحة واصحاب العزائم الصادقة. فالله سبحانه وتعالى يوفقه يوفقه الى نية صحيحة سليمة بدل تلك النية الفاسدة السقيمة. فلذلك لا نستعجل على الطالب قال من جماعة فان حسن النية مرجو له ببركة العلم. بركة العلم لذلك قال بعض السلف رحمة الله عليهم وتنقل عن اكثر من واحد منهم قال طلبنا العلم لغير الله كثير من العلماء كان قال من السلف في بداية طلبنا للعلم وسعينا في تحصيله كنا نطلب العلم نطلبه لغير الله نطلبه اما لننافس سلك الله الخاصة في الاجواء العلمية التي كانت في العصور المتقدمة كان طلب الحديث والذهاب الى الشيوخ وتسطير آآ الاسانيد والمتون آآ كان مورثا للعز والفخر فلعل الطالب في بداية طلبه ودخوله في هذا المضمار دخل بنية ان ينافس الاقران وان يظهر عليهم وان يبرز الى شيء من ذلك من النوايا تدخل على صغار طلبة العلم وعلى الناشئة. فيقولون طلبنا العلم لغير الله. فابى ان يكون الا لله مع استمرارنا في الطلب ومع وقوفنا على سير العلماء. ومع تأديب مشايخنا ومع نظرنا في مناهجهم وسلوكهم ابا العلم الذي حصلناه الا ان يكون لله. كأن العلم هو الذي اعاد اعادهم الى الطريق الصحيح. هو الذي اخذ زمام المبادرة من وقال لهم عودوا انا العلم لا اقبل نية فاسدة. انا العلم هذا طريقي. هذه النية التي تصلح لي ولا تصلح اي بنية اخرى فكان العلم مربيا لهم موجها لهم ناصحا لهم بعد ان حصلوه كان هو الاب والمعلم والشيخ الذي اخذ الى الطريق الصحيح. قال طلبنا العلم لغير الله. فابى ان يكون الا لله. قيل معناه فكان عاقبته انصار لله ايش معنى؟ فابى العلم الا ان يكون لله اي اوفى بان يكون الا لله اي اصبح عاقبته في نهاية امرنا الى الله سبحانه وتعالى بالاخلاص والنوايا الصحيحة السليمة قال الان سيفسر لنا امر نفسي يتعلق بالطالب الناشئ وانظروا الى دقة توصيل ابن جماعة لنفسية الطالب الناشئ الجديد في هذا الميدان. قال ولان اخلاص النية لو شرط في تعليم المبتدئين فيه مع عسره على كثير منهم لادى ذلك الى تفويت العلم كثيرا من الناس. لكن الشيخ يحرض المبتدأ على حسن النية بتدريج قولا وفعلا يقول ابن جماعة رحمة الله عليه في هذا النص يقول لو اننا شرطنا في الطالب المبتدأ قلنا له لا نعلمك العلم حتى تكون نيتك خالصة لله سبحانه وتعالى في الحقيقة قل ان نظفر بطالب ناشئ يمتلك هذه النية الصحيحة السليمة قل الظفر. لذلك ابن جماعة يقول هناك عسر على الطالب المبتدئ ان يتعلم النية المجردة لله. لانه ما زال غضا طريا لا يمتلك تجربة واسعة لا يمتلك اطلاع على كلام الائمة وعلى سيرهم فان تطالبه ابتداء بتجريد نية خالصة لله سبحانه وتعالى بعيدة عن اي لعاعة من لعات الحياة قد يكون فيه نوع من فانت اذا حرمته العلم حتى يمتلك هذه النية انت في الحقيقة تفوت على الناس علما كثيرا. تفوت على الناس صناعة طلبة علم يوجهون في مساجدهم واحيائهم ومناطقهم فنحن لا نشترط في الطالب المبتدئ خلوص النية لله سبحانه وتعالى لاننا ندرك عسرها ولا نريد ان نفوت العلم على الناس وان نحرمهم من علم هؤلاء الطلبة. فنرجو لهم صلاح النية مع بركة هذا العلم مع الاستمرار في هذا الطريق ولكن لا نحرمهم منه. بعض الناس قد يكون مخطئا في توجيه. بعض المدرسين يرى في بعض الطلبة وما شيء من الانكباب على الدنيا بالعلم او حرص على الدنيا بالعلم فيحرمه منه ويقول له لن اعلمك اراك والله منافقا اراك مراءيا يقول العلماء هذا خطأ ابتداء. ابتداء وفي الجملة هذا خطأ حتى لو وجدت من الطالب شيء من الحرص على الدنيا بالعلم وان يظهر علمه شيء من التنافس مع الاقران وابراز النفس انت توجهه وتحاول ان تعالج هذه النية فيه لكن في نفس الوقت امنحه العلم. امنحه العلم الصحيح ووجهه التوجيه الفاضل الهادئ بتدرج كما قال ابن جماعة بالتدريج ابدأ معه في معالجة نيته لان هذا الطالب قد يكون ذكيا فطنا فاعطاء العلم منح العلم قد يكون فيه خير كبير لهذه الامة. قد يكون هذا من المنقذين لهذه الامة. فاياك ان تتهاون في هذه القضية وان تستعجل في اتخاذ القرار في تنحيته عن مجالس العلم لذلك قالوا ولان اخلاص النية لو شرط في تعليم المبتدئين فيه ما عسره على كثير منهم لادى ذلك الى تفويت العلم كثيرا من الناس. يعني لو فوتنا العلم على كثير من الناس لكن الشيخ يحرض المبتدئ ها لاحظ يعني لاحظ في نفس في نفس الوقت ها نحن لن نحرمه من العلم لكن لن نتركه مع نيته الفاسدة نقول خلص ما في مشكلة ان شاء الله مع الوقت اه تنعدل اموره واحواله. لا نحن نمنحه العلم مع شيء من فساد نيته لكن في نفس الوقت كما قال يحرض العالم المبتدأ على حسن النية بتدريج قولا وفعلا. احيانا احبتي هناك مهارات. العالم الذكي قد يوصل الفكرة الى الطالب من خلال قصة يمنحها له من خلال تصرف يقوم به العالم من خلال توجيه بعيد ويعلم ان هذا الطالب فطن سيلقط الفكرة من بعد. فالعالم الذكي فيك مقالب جماعة يوصل فكرة النية الصالحة الى هذا الطالب الفطن النبيل رويدا رويدا بذكاء وحرص وبتدريج لا ينهره دائما انت منافق انت مرائي انت لا تصلح للعلم. هذه العبارات المباشرة التي تحمل شيئا من الجفاء قد تصرف هذا الطالب العلم بالكلية ونحن لا نريد ان نصرف الناس عن العلم بالعكس نحن نريدهم ان يأتوا الى حظيرة العلم وان نبقى معا يشد بعضنا بعضا ويأزر بعضنا بعضا لكن الامر رويدا رويدا بهدوء وتؤدة ونظر من العالم وتبصر في حال الطلاب ينتج اكله باذن الله قال ابن جماعة ويعلمه بعد انسه به ها ويعلمه بعد انسه به لاحظوا العبارات الدقيقة من ابن جماعة في توصيف حالة الطالب مع شيخه. الان الطالب اذا لم يكن بينه وبين الشيخ تواصل مباشر هناك ما زال حوادث كبيرة بينه وبين الشيخ يصعب ان توجه اليه النصيحة مباشرة. انما لا يوجد علاقة بينك وبين هذا الطالب مباشرة ما زال هناك حواجز كبيرة بينك وبينه فيحتاج الى نصيحة غير مباشرة والا تكون موجهة اليه امام التلاميذ والطلبة. بل كما قلت لكم بالمثال وبالقصة وبالاشارة. لكن اذا ازدادت العلاقة بين المعلم وبين هذا الطالب واصبح هناك انس وارتباط بينه وبين هذا الطالب بحد ذاته. اه هنا يمكن للمعلم ان يخاطب هذا الطالب بشكل مباشر وان يوجهه آآ توجيها مباشرا بتعديل هذا السلوك بتصفية النية عليك ان تترك هذه الاعمال ان تبتعد عن هذه الافعال الى اخر هذه الامور لان هذا الانس بين العالم وبين الطالب يجعل هذا الطالب يتلقى ويتقبل من الشيخ اكثر واكثر الانس والعلاقات الود التي نشأت بينهما تجعل الطالب على قدرة كبيرة للتلقي من هذا الشيخ حتى لو كانت نصيحة الشيخ مباشرة له. وفيها شيء من التأنيب والشدة لكن الطالب سيراعي حرمة الشيخ وحرمة هذه بينهما. لذلك قال ويعلمه بعد انسه به. بعد نشوء علاقة الود بينهما. انه ببركة حسن النية ينال الرتبة العلية من العلم والعمل وفيض اللطائف وانواع الحكم وتنوير القلب وانشراح الصدر وتوفيق عزمي واصابة الحق وحسن الحال والتسديد في المقال وعلو الدرجات يوم القيامة ياكل له نص واحد. يعني العالم اذا شعر ان هذا الطالب اصبح بينه وبينه انس والفة وحب يوجه اليه. ويخبره ان النية هو سبيل للرفعة في الدنيا وفي الاخرة. سبيل لتحصيل الحق. والاستمرار في طلب العلم. سبيل آآ لان تكون من اصحاب الدرجات العليا لتوفيق العزم كما قال توفيق العزم هو استمرار الهمة ان يكون عزمك ماضيا دائما يا طالب العلم ان تكون مستمرة لا تفتر لا تبتعد لا تغيب ثم تعود. توفيق العزم واصابة الحق وحسن الحال والتسديد في الرأي. هذا كله من من بركات النية الصالحة هذا كله من بركات النية الصالحة في طلب العلم. الله سبحانه وتعالى يفيض عليك من البركات والرحمات والخيرات والتسديد والتوفيق والاعانة والتوجيه يسخر لك العلماء يسخر لك حياة بعيدة عن الشواغل والعلائق والعوائق. هذا كله ببركة ماذا؟ ببركة النية الصالحة. فعلى المعلم ان يخبر هذا التلميذ بهذا المنهج. ان النية الصالحة هو سبيل النجاح والتوفيق في طلب العلم اذا في الادب الثاني عالج ابن جماعة قضية معينة كيف يتعامل المعلم مع الطالب الناشئ الذي يعاني شيئا من النوايا الفاسدة واضحة القضية؟ كيف يتعامل المعلم مع الطالب الناشئ الذي اختلطت نيته؟ نيته فيها شيء من الفساد هل هل يصرفه عن العلم ويبعده عنه ولا يمنحه اياه؟ ان يتعامل معه بهدوء ويتدرج معه في اصلاح النية هذا ادب اهتموا به جيدا. قضية تربوية رائقة في الحقيقة اه الادب الثالث قال ان يرغبه في العلم وطلبه في اكثر الاوقات بذكر ما اعد الله سبحانه للعلماء من منازل الكرامات وانهم ورثة الانبياء وعلى منابر من نور تغبطهم الانبياء والشهداء ونحو ذلك مما ورد في فضل العلم والعلماء من الايات والاخبار والاثار والاشعار الادب الثالث الذي ينبغي للعالم ان يسلكه مع طلبته وفي حلقة العلم ان يكثر من ذكر شرف العلم ويكثر ذكر الايات والاحاديث والاثار والاشعار والحكم التي تدلل على فضل العلم وعلى فضل العلماء وما اعد الله سبحانه وتعالى لهم من المرتبة العظيمة والخير الجزيل يوم القيامة والرفعة لهم في الحياة الدنيا. هذه الاثار التي سبق ان سردنا منها في مطلع هذا الكتاب على العالم ان يحرص دائما على سماع الطلبة لها بان الطالب في رحلته العلمية يصيبه شيء من الفتور من الكسل الشعور بالعجز. الشعور ان هذا العلم آآ لا يكسبه شيئا من آآ اموال الحياة الدنيا بعض الطلبة يظن ان العلم ينبغي ان يكسبه مالا وجاها وما شابه ذلك. فاذا شعر للاسف ان العلم لا يكسبه المال والجاه ينصرف عنه. وهذا شيء من النوايا الفاسدة التي ينبغي للعالم ان يعالجها ومعالجته لها تكون من خلال ذكر الاثار النبوية والايات القرآنية التي تنبه الطالب ان هذا العلم اه مكتسباته ليست رعاعات الحياة الدنيا ليست الاموال والجاه والمساكن والدواب لا انما مكتسباته عند الله سبحانه وتعالى في جنات النعيم على منابر برفقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. فالعالم حتى يحافظ على عزائم الطلبة على هممهم مشتعلة عليه ان يذكرهم دائما بفضل العلم وشرف العلماء. وما اعد الله سبحانه وتعالى لهم من الاجر العظيم والفضل الجزيل في الدنيا وفي الاخرة. هذا امر منهجية مهمة طالب العلم كل فترة يحتاج اه الى نصيحة الى توجيه الى رفع العزائم. وذلك يكون بفضل بذكر فضل العلم وشرفه اذا احبتي هذا امر ومنهجية عظيمة على طالب العلم ان يهتم بها. او عفوا على العالم ان يهتم بها. قضية المحافظة على عزائم الطلبة بعض المشايخ جزاهم الله خيرا على صنعهم وعملهم لكنهم آآ لا يلتفتون الى هذه القضية تجد الشيخ يدرس ويحاضر يقول من اتى اتى ومن لم يأتي فلا اتى الله به. وهذا في الحقيقة ليس يعني بصحيح بهذه بهذه المنهجية العامة. ينبغي على العالم ان يكون حرصا على طلبته ودودا معهم كما سيرسم لنا آآ ابن جماعة رحمة الله عليه فيما يأتي معنا. القضية ليست فلان حضر وفلان غاب من غاب. فاته النصيب ومن فحياها لها. القضية ان العالم عليه ان ينشأ علاقة وارتباط بينه وبين الطلبة. لانه يعلم ان هؤلاء هم المادة الخام لهذه الامة عليه ان يحافظ على قلوبهم وعزائمهم وهممهم وان يحافظ على اشتعالهم وتوقدهم. خاصة احبتي ضمن هذا الزمن. هذا الزمن الذي ما عاد الشرعي قيمته واصبح الناس يزهدون به ويعتبرونه بضاعة كاسدة لا تروج ويعظمون العلوم التجريبية والعلوم الدنيوية. لذلك جعلوا العلم في اخر العلوم اصبح العلم الشرعي على اخر سلم العدو. اي شخص يستطيع ان يدخل فيه اي شخص يستطيع ان يتكلم فيه فهو ثقافة عامة تستطيع ان تحصله باي كتاب عفوا وبمجالسة اي شيخ نعم يريدون جعل هذا العلم بضاعة كاسدة حتى ينفر اصحاب الهمم والذكاء عنه لان اصحاب الهمم والذكاء والعزائم انما تشتاق نفوسهم للعلوم الشريفة التي تشعرهم بالتقدم والعبقرية والفهم والنضوج والتحليل وانها تجعلهم في سلم الحياة الدنيا. فعدا المعلم ان يحرص دائما يذكر الطلبة بعظم هذا العلم ودقة هذا العلم وشرف هذا العلم وانه لا ينال اصالة الا بتعب الاجساد وسهر الليالي هجرتها والابتعاد عن الاهل والاوطان وهجر الفراش. الى غير ذلك من المسالك العظيمة التي ينبغي ان يغرسها العالم وان يحشوها حشوا في عقول طلبته خاصة النابهين منهم. لان اه في الحقيقة انا اتكلم عن التعاون ومع ممارسة كثير من النابهين تركوا العلم لانهم شعروا ان العلم الشرعي بضاعة كاسة اذا في المجتمعات المعاصرة. وان العلوم التي يرنوا اليها اصحاب العقل والفهم علوم الطب والهندسة العلوم التجريبية الدقيقة والفلك. ايش العلم الشرعي؟ العلم الشرعي كما قلت لكم يصورونه ويريدون هذا. يصورونه على انه معلومات عامة يخوض فيها اي شخص او وسائل التواصل. وهذا امر خطير. اعادة حرمة العلم ومكانة العلم ودقة مسلكه ووعورة الطريق وانها تحتاج الاذكياء واصحاب العقول واصحاب العزائم واصحاب الحفظ والتفهم والتدبر. اعادة هذه المكانة السامية هي وظيفة العلماء. ان يغرسوها في الطلبة ايها الطالب انت تدرس اشرف علم على هذه الارض. اشرف علم هو علم الشريعة لانه العلم الموصل الى الله سبحانه وتعالى اخطر علم هو علم الشريعة وادق علم هو علم الشريعة. لكن من الذي يعيد هذه المهابة؟ ومن الذي يصنع اه هذا التعظيم هو العالم؟ من كما قلنا ذكر شرف العلم وخطورة العلم. ثم بعد ذلك يقول ابن جماعة ويرغبه مع ذلك بتدريج على ما يعين على تحصيله من الاقتصار على الميسور وقدر الكفاية من الدنيا والقناعة بذلك عن شغل القلب بالتعلق بها وغلبة الفكر وتفريق الهم بسببها الان بدأ بالجماعة ينتقل الى امر اخر ينبغي للعالم ان يعلمه لطلبته ننظر العالم لا يعطي الطلب الدرس المحاضرة في الحديث او الفقه او العقيدة والتفسير ويذهب الى بيته لا يصلح العالم وظيفته الاساسية او من وظائفه الاساسية فضلا عن التدريس التوجيه للطلبة ان يمنحهم مسالك الطلب وان يوجههم الى الطرق الصحيحة ان يعلمهم كيف يتجاوزوا عقبات الحياة. كيف يقفزوا عن ويستمروا في الطريق بهمة عالية. فهنا يتكلم من جماعة ان العالم عليه بالتدريج ان يعلم الطلبة ان الى العلم وتحصيل للعلم لا يصلح لقلب منشغل بالدنيا يبحث عن الدينار والدرهم عليه ان يقنع الطالب قدر الامكان ان تحصيل العلم الشرعي يحتاج الى قناعة بالرزق قناعة لما اتاك الله سبحانه وتعالى به ان لا يكون همك بالبناء والقصور والحياة المترفة. لان هذه النية لا يمكن ان تجامع العلم الشرعي. العلم الشرعي يحتاج الى صفاء ذهن واجتماع قلب وتفرغ نفسي واستحضار دائما لهذا النفس والعقل والذاكرة. من اجل الانكباب على مصنفات العلماء والتناول منها والاقتراف من معينها. هذا الاجتماع للقلب والفكر والروح على مصنفات العلماء وعلى التحصيل والحفظ. لا يمكن ان يجتمع مع قلب ودهن منشغل بتحصيل الرزق والمال وبناء القصور السيارات والملذات والمطاعم هذا لا يجتمع مع هذا لا يمكن هذا امر دائما ننبه عليه اخوانا الطلبة. العلم لا يجتمع مع قلب منشغل بالدنيا لان العلم يحتاج الى صفاء ذهن وفكر وروح فينبغي ان تكون الدنيا في اخر سلمات طالب العلم الان العامي الخطاب له بشكل اخر لكن خطابي الان لطلبة علم يريدون بلوغ المناصب العليا في العلم. والمراتب العليا فيه. وان يحصلوا قدرا واسعا يؤهله ان يكونوا هؤلاء نمنحهم هذه القاعدة وهي ان العلم والحرص على الدنيا لا يجتمعان انا ادرك صعوبة الواقع على اكثرنا واننا نحارب في ارزاقنا وانه يضيق علينا في هذا الباب. لكن مع ذلك علينا ان لا ننسى. والا نضيع الطريق. نحصن قل من الرزق ما يكفينا ويكفي عيالنا ثم بعد ذلك ننكب على العلم هذا هادي هي القاعدة الكلية المطردة التي عاش عليها العلماء جيلا بعد جيل. والعلماء كما قال الشافعي انما طلبوا العلم بكرة فالشافعي بين منهجا عاما ان هذا العلم انما يناله من طلبه بالفقر وكان الشافعي فقيرا وكان مالك فقيرا في بداية حياته مالك نقض سقف بيته نقض سقف البيت تصوروا انسان ينقض سقف البيت ويبيع من اجل ان يحصل مال يطلب به العلم الشافعي رحمة الله عليه عاش يتيما في بداية في نشأ يتيما مع امه. توفى والده وهو صغير فنشأ يتيما. فامه رهنت بيتها بستة عشر دينارا حتى يستطيع الشافعي ان يذهب الى اليمن ليطلب العلم قم ترهن بيتها وتستدين هذا المال من اجل ان يطلب ابنها العلم. هكذا طلب العلماء العلم رحمة الله عليهم بالفقر بقلة ذات اليد. احمد بن حنبل ما كان يجد شيئا يقيم صلبه عليه رحمة الله تعالى فالعالم اذا عليه ان يكون مربيا ناصحا مشفقا على طلبته صادقا في توجيهه لهم. وان يخبرهم بالحقائق لكن بالتدريج لانه بعض الحقائق قد تكون صادمة لبعض الطلبة. ان تقول لهذا الطالب ان العلم يقتضي منك ان تبتعد عن الدنيا والا بالمال وان تكون فقيرا معدما. طبعا النصيحة بهذا الشكل خاطئة. والطالب المبتدئ اذا اه خاطبه المعلم ابتداء بهذه بهذه الحقيقة آآ قد لا يعود الى مجالس العلم مرة اخرى. لذلك ابن جماعة كان دقيقا حين قال ويرغبه مع ذلك بتدريج. يعني رويدا رويدا. ليس تقول لهذا الطالب ترى العلم يطلب منك ان تكون فقيرا خطأ وليس اصلا هذا هو المقصود يعني ليس المقصود ان ان تقول للطالب العلم يساوي الفقر هذا اصلا خطأ. وانما العلم يساوي عدم انشغال القلب بالدنيا هذه هي المساواة. العلم يعني عدم انشغال القلب بالدنيا. قد تكون غني صاحب مال ثري اتاك به شخص منحك الله سبحانه وتعالى اياه وقفت على جرة آآ ورثت ورثت ورثه. المهم قد تكون غنيا لكن ليس هذا هو الموضوع ان تكون غنيا او الموضوع المهم ان تعلم ان العلم مع انشغال القلب بالدنيا لا يجتمعان لان العلم يحتاج الى ذهن صاف فلذلك ابن جماعة احبتي ماذا يقول؟ نعيد الفقرة مرة اخرى ويرغبه مع ذلك بتدريج على ما يعين على تحصيلها. على ما يعين على العلم واول شيء عينا الى تحصيل العلم قال الاقتصار على الميسور. وقدر الكفاية من الدنيا والقناعة بذلك عن شغل قلبي بالتعلق بها. يعني تقنع بما رزقك الله سبحانه وتعالى ببيتك باهلك بذريتك تقنع حتى لا يبقى الدين منشغلا مرتبطا. لان هذا الارتباط هو محرقا للعلم. ومحرقا للاوقات. هذا هو الواقع ولذلك قال والقناعة بذلك عن شغل القلب بالتعلق بها اي بالدنيا وبالمال. وغلبة الفكر وتفريق الهم بسببها من اللحظات التي مرت بنا في الحياة نجد انفسنا لا نستطيع ان نمسك الكتاب لا نستطيع ان نحفظ بيتا لان القلب منشغل والخاطر متشتت متفرق لواقعة وقعت لحادثة حدثت لسفر طرى بمرض نزل. ففي الحقيقة هموم الحياة تشتت دهن الطالب. وتحرمه من الطلب. كثير من اخواننا الطلبة الذين يدرسون في الجامعات الى جاء موعد الاختبارات النهائية اقفلوا باب العلم وانكبوا على دراستهم الجامعية. وغدا هناك تسجيل جامعي. وهناك اختبارات في المنتصف. كل هذه الامور والذهاب مع الاهل والعودة وطلب الدنيا والسعي في الرزق مشتتات. لذلك نحن ننظر في واقعنا لماذا لا ينتج علماء؟ لانه لا يوجد انسان يفرق قلبه وعقله وحياته للعلم. يوجد انسان يمنحنا دورا يمنحنا شيئا من وقته من لعاعة الوقت. لكن هل هناك انسان يمنحنا وقته كله يمنح العلم ثمرة الحياة والوقت. وقف نفسه لله سبحانه. هذا الذي نبحث عنه هذا الذي يصنع العلماء اما انسان مشتت الذهن دائما منغمس في الدنيا من رأسه الى اخمص قدميه يمنح العلم شيء من فضالة الوقت ساعة في ساعة ونصف وخلص يكفي يا شيخ خلينا نسعى في تحصيل الرزق. مثل هذا الان الحياة ظروف وبعض الناس فعلا هو مضطر ان يعمل اوقات كثيرة لكن انا اخاطب الطالب الذي يستطيع ان يضبط وقته وان يفرغ نفسه وان يجمع خاطره على العلم. اقول له العلم يحتاج اذا تعب وعدم انكباب على الحياة الدنيا وتقليل من العلاقات الاسرية والعائلية والذهاب والخروج حتى يبقى هذا الذهن مجتمعا بالحفظ والمذاكرة سريعا اكمل ما قاله ابن جماعة بعد ذلك قال فان انصراف القلب عن تعلق الاطماع بالدنيا والاكثار منها والتأسف على فائتها انصراف القلب عن كل هذه الامور عن التعلق باطماع الدنيا عن الاكثار منها عن التأسف على فائتها اجمع لقلبه ارواح لسره واشرف لنفسه واعلى لمكانته واقل لحساده واجدر لحفظ العلم واجدر الاخيرة لحفظ العلم وازدياده. اذا هي يعني ارتباط واضح وثيق الاضطراب في نواحي العلم يقتضي ابتعاد عن انشغال القلب بالدنيا وكل من يريد الارتقاء عليه ان يبتعد اكثر واكثر عن شواغل الدنيا عكس بالعكس كل من ازداد انشغاله بالدنيا وازدادت ارتباطاته وعلائقه وذهابه وعودته قل علمه. هي علاقة بهذا المنهج تبنى فأنت يا طالب العلم ايها الطالب الفطن عليك ان تكون كيسا نبيها فطنا تقارن تعقد مقارنات انا ماذا اريد؟ اريد العلو في العلم اذا علي ان اقلل من علاقات الدنيا والانشغال بها. والله اريد الدنيا اذا سيقل العلم. فالطالب الفطن هو الذي يختار تصلح والانجح والافلح له باذن الله. قال ولذلك قل من نال من العلم نصيبا وافرا الا من كان في مبادئ تحصيله على ما ذكرت من الفكر من الفقر والقناعة والاعراض عن طلب الدنيا وعرضها الفاني. يعطيك قاعدة اغلبية. هذه القاعدة ليست قاعدة كلية مطردة في كل الناس. بعض الناس الله سبحانه وتعالى منحهم العلم ومنحهم المال. لكن هذه ليست هي القاعدة الاغلبية. القاعدة الاغلبية كما يقول هاي من جماعة وذكرها الشافعي وذكرها الائمة يعني هذه قاعدة اخذت من السلف رحمة الله عليهم تناقلها العلماء جيلا بعد جيل قل من نال من العلم نصيبا وافرا الا من كان في مبادئ تحصيله على ما ذكرت من الفقر والقناعة. احبتي هو الواقع هكذا اذا انا اريد ان افرغ نفسي للعلم معناها ساعات العمل والكسب ستقل الرزق بالتالي الشيء الاغلبي ان مقدار دخلي سيقل وهذا الذي يتكلمون عنه. اذا انا اريد اكثر وقتي للعلم اذا ساعات العمل التي ساعملها ماذا سيحدث فيها؟ ستقل. اذا قلت ساعات العمل بالتأكيد المردود المادي سيكون ضعيفا عليك ان تقرأ هذه هي الخلاصة. عليك ان تقنع بهذا المردود المادي اذا كان شوقك وعشقك وشغفك للعلم لكن من كانت نفسه لا تطاوعه على هذا المردود اليسير اين هذا؟ سيزيد بالتالي ساعات العمل يحصل مردود اكبر لكن سيكون على حساب العلم. على هذا جبلت الحياة. على هذا وجدت لكن هل هناك حالات اخرى قليلة الوجود ان يكون غنيا وان يكون وقته منصرف للعلم يمكن وهذا الذي نسعى اليه ان نقول للاغنياء واصحاب الاموال عليكم ان تقفوا الاوقاف لطلبة العلم عليكم ان تسخروا اموالكم لصناعة هذا الطالب لو انك منحته مالا يسد به رمقه ويكفي عياله ويتفرغ به ذهنا وقلبا وعقلا لطلب العلم. والله ان هذا الامر في هذا الوقت اعظم من بناء مساجد وتشييد الابار وما شابه ذلك في بلادنا. صناعة العلماء لان الامة الان تفقد العلماء لا نفقد المساجد. الحمد لله المساجد وافرة والدور القرآن قائمة لكننا نفقد العلماء نفقد طلبة العلم جادين الصادقين لكن قل من وفقه الله سبحانه وتعالى لهذه النباهة ولهذا التفطن من اصحاب الاموال والثروات. اكثرهم اذا جاءنا يا شيخ نريد نفعل مع آآ نصنع مشروع لله سبحانه وتعالى ان نقف وقفا فنبني مسجد. نقول يا اخي ان تبني مسجد في مناطقنا واحيانا المساجد لو ذهبنا مسجد في قارة افريقيا في بعض الاماكن المعدمة جزاه الله خير يعني ادى شيء لكن في بلادنا الحمد لله المساجد قائمة في اغلب المناطق قائمة مجيدة نحن نحتاج الى المصلين نحتاج الى من يعلم في هذه المساجد الى من يوجه نحن نشكو من ضعف الائمة وضعف الخطباء اصبحت الخطب والائمة اصبحت بضاعتهم مزجاة للاسف في العلم. لا يملكون علما شرعيا. اصبح الامامة والتأذين والخطاب ووظائف تنال من الوزارات وليست تنال على الكفاءات. فلماذا كل هذا الضياع؟ لان اصحاب الاموال والثروات لا يعرفون كيف يبذلون اموالهم من يحمل منهم الخيل هذه الامة لا يحسنون صرف المال وتوجيه المال للجهة المقصودة الاهم الاخطر الان في الامة لا اثقل في هذه الفقرة قال ابن جماعة وسيأتي في هذا النوع اكثر من هذا في ادب المتعلمين عندما نتكلم عن ادب المتعلم ومسالك التعلم لطالب العلم نحن الان كل درسناه في ادب العالم سواء في حياتي في علاقة مع ربه في درسه في طلبته مع حلقته سيأتي القسم الاخر من الكتاب يتكلم عن طالب العلم كيف يصنع نفسه. طيب الادب الرابع قال ان يحب لطالبه ما يحب لنفسه. كما جاء في الحديث اي لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. ويكره له ما يكره لنفسه. اذا هذا الادب الرابع يتكلم ابن جماعة عن علاقة الحرص. المعلم حريص على الطالب حريص على الطالب كما هو حريص على نفسه. حريص على ان يحصل النفع لطلبته كما هو حريص على تحصيل النفع لنفسه. ويكره لطلبته من الشرور ومن ضياع العلم يكرهه لنفسه. هذه العلاقة مهمة جدا ان تنشأ بين المعلم وبين طلبته وان تكون مستحضرة دائما. للعالم في اثناء ممارسته للتدريس. قال ابن عباس رضي الله عنه اكرم الناس علي جليسي الذي يتخطى رقاب الناس الي. لو استطعتم الا يقع الذباب عليه لفعلت. ما اجمل هذا الادب من هذا المؤدب رضي الله تعالى عنه. ابن عباس يقول اكرم الناس علي هذا اطالب الذي يتخطى رقاب الناس وياتي من اماكن بعيدة ويركب مواصلات هنا الى هنا ويقصد ان يجلس بين يديه هذا ينبغي ان يكون من اكرم الناس عليه. لانه تعب من اجل ان يمثل بين يديك وليترقى منك. يقول ابن عباس لو استطعت ان ارد عنه الذباب لفعلت لا اريد ذبابة تقع عليه بشدة اه شعوره بالمسؤولية اولا ولكرامة هذا الطالب ثانيا شعوب المسؤولية تجاه هذا الطالب وكرامة هذا الطالب علاء ابن عباس جعلته يقول الذباب لا اسمحه ان يقع عليه. فما اجمل هذا الادب وهذه العلاقة التي تنشأ بين المعلم وبين طلبته وفي رواية عن ابن عباس ايضا ان الذباب ليقع عليه فيؤذيني كان يرى ذبابة على الطالب تؤذيه. طبعا وهي كناية عن حب الخيل لهذا الطالب وحرص ابن عباس عليه وانه يريد ان يمنحه كل شيء لو استطاع ان ان يعطيه علمه مرة واحدة دفعة واحدة ويغرسه فيه لفعل. لان انه حريص على تعليمه يحب له الخير كما يحب لنفسه. قال وينبغي ان يعتني بمصالح الطالب ويعامله بما يعامل به اعز اولاده. من الحنو والشفقة عليه والاحسان اليه والصبر على جفاء ربما وقع منه يا الله ما اجمل هذه الادبيات! وما اجمل هذه العلاقة التي يرسمها علماؤنا بين المعلم والطالب؟ علاقة نفقدها اليوم عند كثير من المشايخ ومن المتصدرين يظن احدهم انه اذا تصدر للعلم وجلس على الاماكن الرفيعة انه في بروج عاجية. لا ينزل ابدا الى والطالب ينظر اليه بعروس يخاطبه من بعيد لا يكاد يتكلم معه كلمتين ثم يصرفه ليس هكذا بني العلم العلم قديما احبتي العالم يجلس على الحصير. على الوساد مثله مثل اي طالب او يجلس على كرسي من هذه الكراسي والمجالس العامة لا يحتاج الى رسوم والى طقوس والى هيبات معينة. الهيبة انما يظهر بلسانك وبعلمك وبادبك وباخلاقك. فكان المعلم قديما ينشئ علاقة ود وحب بينه وبين طلبته. علاقة الشفقة وتبادل الكلام والوزاع والمداعبة حتى مع الهيبة مع المحافظة على الهيبة حتى يكون العلم منتجة لان الطالب كلما احب شيخه شعر ان هذا الشيخ حريص عليه يحبه يتودد اليه يريد ان يصنع منه شيئا يريد ان يرتقي به الطالب يتعلق بالشيخ ويصبح ينهل من علمه اكثر واكثر. لذلك انظروا الى هذه المعالم التي يذكرها ابن جماعة ان المعلم يهتم بمصالح الطالب اذا وجد طالبا فقيرا اعانه عرف ان هذا الطالب وقع في مصيبة من مصائب الحياة الدنيا يقف بقربه يذهب الى يعزيه. هذا الود هذا الحب هو الذي يصنع العلماء هذا الود وهذا الحب هو الذي يصنع العلماء لذلك يقولون الامام الكبير ابو اسحاق الشيرازي رحمة الله تعالى عليه ايش كان يقول؟ انظروا الى ادب العلماء قديما. يقول ابو اسحاق الشيرازي من قرأ علي مسألة فهو ولدي. هذي لم يذكرها ابن جماعة لكن انقلها لكم من قرأ علي مسألة فهو ولدي. انظر كيف كانوا يعلمون الطلبة. يقول ابو اسحاق الشيرازي اي طالب قرأ علي مسألة من مسائل العلم الشرعي فهو بمثابة اولادي. ويقول رحمة الله عليه ايضا فيما نقله يعني السبكي في طبقات الشافعية. كيف كان يخاطب الرازي تلاميذه اقول له يا تلميذ يا فلان هكذا كان يقول الشيرازي لا. الشرازي كان يقول لهم يا اولادي انظر هذه الكلمة حينما تطرق ذهن او او سمع الطالب المعلم يقول له يا ولدي ويقول لطلبته يا اولادي هذا الحب الذي ينشأ هذه العلاقة الود والاحترام آآ بين المعلم وطلبته هي اساس مفصل مهم جدا في بناء الشخصية العلمية السوية قال والصبر على جفاء ربما وقع منه. يعني ايها المعلم لا تظن في الطالب المثالية بعض الطلبة حينما يخاطب المعلم الطالب يكون غير متعود على الخطاب المؤدب الهادئ بوقار واحترام مع الشيخ. قد يخاطب الطالب شيخه بشيء من الجفاء قد يرفع صوته شيئا عليه قد يخاطبه بعبارة لا تليق يتجاوز خطوط الادب المعلم الموفق هو الذي يضبط نفسه ولا يصرف هذا الطالب يقول انت تتكلم معي بهذه الصورة اياك ان تعود الى المجلس. لا هذا لا يصلح عليك الا تستعجل الا اذا بلغ سين الزبير يعني هذا الطالب تجاوز خطوط حمراء كثيرة بامكانك حينئذ ان تصرفه لكن اياك ايها المعلم ان تظن في الطلبة المثالية وان كل الطلبة على درجة عالية من الاستعداد في خطابك في التعلم معك. قد نعم قد يجفوا بعض الطلبة مع شيوخهم. قد يكسوا بعض الطلبة في العبارات على شيوخهم لكن الشيخ صاحب النية السليمة يتجاوز هذه العثرة. ويغض الطرف لانه يريد ان يصنع العلماء هو لا نفسه انه انت تتكلم معي هي القضية عند العالم اكبر من ذلك الحياة لا تدوم محورها ليس نفسه. هو محور الحياة عنده الله سبحانه وتعالى. صناعة العلماء ان الراية الصالحة التي سبق ان سردناها هذا هو محور الحياة عند العالم فلذلك كلما كانت هذه النوايا مستحضرة عنده تجاوز عن عثرات الطلبة صفح عنهم تودد اليهم انشأ حبا وعلاقة معهم ما شعر بالاستعلاء النفسي عليهم والازدراء لهم لا لا كل هذه النوايا لا تصلح النوايا التي تصلح هي النوايا المستقيمة التي تدور حول صناعة العالم التي تدور حول صناعة العالم الموجه لهذه الامة قال والصبر على جفاء ربما وقع منه. ونقص لا يكاد يخلو الانسان عنه. اي انسان فيه نقص. ايها المعلم لا تطالب الطلبة بالمثالية قال والصبر على جفاء ربما وقع منه ونقص لا يكاد يغدو الانسان عنه وسوء ادب في بعض الاحيان وسوء ادب في بعض الاحيان قال ويبسط عذره بحسب الامكان. يعني يعذره ما وجد لذلك سبيلا. ويوقفه مع ذلك على ما صدر منه بنصح وتلطف لا بتعنيف وتعسف قاصدا بذلك حسن تربيته وتحسين خلقه واصلاح شأنه يعني المعلم اذا كما قلنا صدر من الطالب سوء ادب او جفوى المعلم عليه ان يضبط نفسه يضبط المشاعر لا يخشوا على هذا الطالب لا يحرم من العلم لكن مع ذلك لا مانع من التوجيه للطالب. وان يخبره وان يوقفه على الادب الخاطئ الذي سلكه. وانه لا يجوز له ان يخاطب شيخه بهذه الطريقة وبهذه الكلمة وعليك ان تعظم حق العلم وحق المعلم يوجهه يربيه ويقصد بتوجيهه ليس ان ينصر وان ينتقم لها لا هو يقصد بتوجيهه وايقافه على اخطائه ان يحسن تربيته وتأديبه لان هذا الطالب انما هو مشروع عالم مشروع قائد مشروع صانع مشروع اه امام. فنحن حينما نربيه وحين نوجهه انما نريد ان نأخذ به اه الى ردارج العلو وان التقي بنفسه وسلوكه الى ما هو الاصلح والانفع له قال فان عرف ذلك بذكائه بالاشارة فلا حاجة الى صريح العبارة وان لم يفهم ذلك الا بصريحها اتى به يعني العالم ابتداء حينما يعالج الادبيات الخاطئة وسلوكيات المشينة التي قد يقوم بها بعض الطلبة مع شيوخهم حينما يعالج هذه الاشكاليات يبتدأ معهم بالتلميح ولا يبتدي معهم بالتصريح يبتدي معهم بماذا؟ بالتلميح. يلمح لهم على هذه الاخطاء. اذا كان الطالب ذكيا فالتقط الاشارة من الشيخ يكفي ذلك. ولا يحتاج شيء ان يصرح مباشرة لهذا الطالب انت اخطأت وانت قلت كذا وهذا عيب ولا يصلح لا هذا المنهج لا يسلك ابتداء وانما يسلك مسلك فان كان ذكيا كما قال ابن جماعة والتقط هذا الادب انعم به واكرم. حصل المقصود. واما ان كان بليدا او عنده يعني شيء من الابتعاد في الذهن فانه بامكانه ان يوقفه على خطأه مباشرة لكن بتلطف. انت يا فلان اولا ليس امام الطلبة يأخذه بعد المحاضرة على جنب يخاطبه يا فلان ترى انت فعلت كذا وكذا وهذا لا ينبغي ولا يحسن بك وانت طالب صاحب همة وصاحب حرص وهذه الاداب لا معك نعم يمكنه ان يصالحه لكن حتى المصارحة ينبغي ان تكون بذكاء وفهم من العالم وليس مصارحة غليظة تنفر طالب من مجالس التحصيل قال وراعى التدريج في التلطف ويأدبه بالاداب السنية ويحرضه على الاخلاق المرضية. ويوصيه بالامور العرفية على الاوضاع شرعية عبارة جميلة ورائقة من ابن جماعة يؤدبه بالاداب السنية ويحرضه على الاخلاق المرضية ويوصيه بالامور العرفية على الاوضاع الشرعية كما وضعها الشارع سبحانه وتعالى. فالاداب والاخلاق والاعراف التي يحث المعلم طلبته على التمسك بها هي الاداب والاخلاق والاعراف التي وضعت على مقياس الشرع. وبما يتوافق مع منهج الله سبحانه وتعالى. لان هناك بعض الادبيات وبعض الاخلاق وبعض الاعراف قد تكون مخالفة للشرع اصالة ليست هي شرعيا ليست مرضية وانما قد يجعلها العرف الخاطئ ادبا او يجعلها العرف الخاطئ خلقا. وان ولو لاحظنا وتأملنا ودققنا لوجدنا هذه الادبيات او الاخلاقيات او الاعراف لا تتوافق منهج الحق الذي رسمه الله سبحانه وتعالى فعلى المعلم ان يكون نبيا في هذه الجزئية. الادب الخامس قال ان يسمح له بسهولة الالقاء في تعليمه وحسن التلطف في تفهميمه اه هنا في الحقيقة يتكلم عن منهجية خطيرة جدا ابن جماعة. منهجية القاء الدرس. المعلم كيف يلقي المحاضرة على الطلبة وما هو المنهج الذي يسلكه في ذلك بعض المدرسين احبتي يسلكون مسلك التعقيد في ايصال المعلومات للطلبة وهذا منهج خاطئ بعض المعلمين يحاولون الاستعلاء على الطلبة من خلال التحدث بعبارات معقدة مغلقة يشبعون بها نهمه من نفس المعرفي اننا نستطيع ان نعبر عن مسائل العلم بلفاظ عالية جدا لكن اشباعت النهب المعرفي لك ايها العالم واظهار النفس امام الطلبة بمقدرتك على التكلم بعبارات السابقين عاليا رفيعا لا اظنه مقصدا سليما صحيحا شرعيا ربانيا بل على العالم ان يأخذ تراث الاقدمين ويعيد صياغته بعبارة سهلة تلائم اذهان الطالبين هذه القاعدة التي ارتضيها في حياتي واجدها هي المسلك الصحيح للتعليم في هذا الزمان. علينا ان نأخذ تراث الاقدمين لا مجال ان نأخذه كما هو وان نقرأه وان نتفهمه وان نصل بين الطالب وبين تراث الاقدمين. لكن علينا ان نعيد وصياغة هذا التراث بعبارة تتلائم مع افهام الطالبين في هذا الزمان ان يكون المعلم حريصا على تعقيد العبارة وان يحافظ على القالب القديم لها. والطالب المعاصر لا يوجد عنده قدرة ابتداء على فهم القالب القديم هذا خطأ منهجي في التدريس علينا ان نراعي في الدرس سواء الدرس العقدي او الفقهي او النحوي اي درس نقوم به علينا ان نراعي اذهان الطلبة وان المقصود في النهاية ليس هو اظهار العضلات والمقدرات العلمية والقدرات اللسانية العالية على الاتيان بعبارات مغلقة معقدة. ابدا ليس هذا من مقصد العلم ولا يفعل هذا العالم صاحب النية السليمة. العالم الصادق الذي يريد ان يعلم الطلبة وينشئ الاجيال. يرتقي بمستوى الطلبة رويدا رويدا. فابتداء كما قلت لكم يأخذ تراث الاقدمين يعيد صياغته بعبارة واضحة بينة سهلة يفهمها ويرتقي بفهم الطالب رويدا رويدا حتى يصبح هذا الطالب عنده القدرة على قراءة تراث الاقدمين بنفسه وتحليله. فنحن لسنا متعبدين بعبارة الغزالي والرازي وابن تيمية وابن القيم وفلان وفلان. لسنا متعبدين بالفاظهم وانما نقصد علومهم الصحيحة. فما كان من علومهم صحيحا اتينا به وصغناه بعبارة سهلة تتلاءم مع الواقع يفهمه الطالب اذا فهم الطالب المعنى انتهى الامر يعبر عنه بما شاء. هذا امر مهم لسنا متعبدين بالفاظ الاقدمين انت تريد العلم منهم فالعلم خذه ايها العالم النحرير وصغه بعبارة سهلة واضحة حتى يفهمها الطالب ويحب العلم. كثير من الطلبة يقول يا شيخ انا مشكلتي انني تعلمت النحو ابتداء على شيخ معقد العبارة. او تعلمت الاعتقاد على شيخ مغلق. او تعلمت البلاغة او المنطق او غير ذلك من علوم الالة او اصول الفقه على شيخ عبارته عالية يأتي لنا بعبارة السبكي كما هي. ويغوص بنا مع دهاليز الجبيني والفاظ ابن النجار. وكلام اه الكمال ابن الهمام وغير ذلك فاتعب عقولنا. وهذا في الحقيقة خطأ خطأ من المعلم انا اقولها بشكل واضح هذا خطأ لان الامر انما هو مبني على الافهام. وليس مبنيا على التعقيد. فلذلك اوجه احبتي الطلبة اذا كتب الله لكم ان تصبحوا علماء وان تتصدروا للعلم. عليكم ان تحسنوا هذه المهارة. مهارة فهم كلام السابقين واعادة صياغته بشكل واضح بين يفهم الطالب المعاصر ثم حينما يلتقي هذا الطالب المعاصر هو بنفسه يعود ويقرأ عبارات الاقدمين فيحصل المقصود من انشاء العلماء. لذلك ابن جماعة هو الذي يؤكد هذا المنهج يقول ان يسمح له بسهولة الالقاء في تعليمه. سهولة الالقاء امر مهم جدا نبه عليه العلماء ولكل زمن حكمه ولكل زمن الفاظه ولكل زمن عقول يعني الناس ابناء زمانهم كما قال السلف الناس ابناء زمانهم كل زمان الناس فيه على درجة معينة من التعقل والتفاهم والتخاطب على العالم ان يراعي هذا الامر في اثناء تدريسه وترسبه لهذا الموطن. قال ان يسمح بسهولة الالقاء في تعليمه. وحسن التلطف في تفييمه. لا سيما اذا كان اهلا لذلك لحسن ادبه وجودة فالمعلم اذا كل ما وجد الطالب اهلا لان ينال العلم ووجد فيه جودة في الذهن وسرعة في تحصيل المسائل وحفظها وتفهمها سمح له اكثر واكثر بالاستفسار وتبادل الافكار ويوضح له القضية بشكل جلي بان بعض الطلبة ذكي فطن احيانا يحتاج ان توضح له القضية بشكل اخر. وان تعيد طرح المعلومة له مرة اخرى. بعض المدرسين يألف من ذلك يقول والله انا طرحت المسألة من فهمها فهمها ومن لم يفهمها لم يفهمها لا. اذا وجدت طالب نبي نبي ذكي فطن لو طلب منك ان تعيد المسألة مرة اخرى اعدها لانك تريده. انت تريد لهذه المعلومة ان تصل اليه. يعني ايها العالم هل مقصدك فقط ان تلقي معلومة وينتهي الامر هل هذا هو المطلوب مني ام المطلوب منك بقدر الامكان ان تغرس الفكرة والمعلومة في ذهن الطلبة؟ المطلوب ان تغرس الفكرة في الطلبة هذا هو المراد وهذا هو المناط. فالمعلم اذا وجد طالبا مؤهلا للتحصيل ذكيا عليه ان يحرص على تعليمه وتفهيمه ويعيد شرح المعلومة له مرة ومرتين وثلاث واربع ويسمح لهذا الطالب ان يطرح اشكال ويعيد المعلم الكرة مرة اخرى ويجيب عن هذا الاشكال لاننا في النهاية نريد ان نصنع العالم فلذلك قال ويحرضوا ها المعلم خاصة هذه للطالب الذكي ايها المعلم ايها المتنصب للتدريس اذا وجدت طالبا نبيها ذكيا ماذا تفعل معه قد يحرضه على طلب الفوائد وحفظ النوادر والفرائض ولا يدخر عنه من انواع العلوم ما يسأله عنه. وهو اهل له لان ذلك ربما يوحش الصدر وينفر القلب ويورث الوحشة. يعني المعلم اذا وجد طالبا نبيها يحثه يحفزه على الحفظ وعلى قراءة الكتب والاطلاع عليها ويرشده الى الكتب المهمة التي تعينه. اي علم يستطيع المعلم ان يمنحه لهذا الطالب يعطيه اه خاصة بهذا الضابط اذا كان الطالب مؤهلا لحمل هذا العلم. لانه احيانا بعض الطلبة يستعجل في تحصيل علوم ولكنه ليس مؤهلا لتحصيلها. فهنا من الامانة العلمية الا يمنحها المعلم له. لانه يدرك ان هذا الطالب اذا نال هذا العلم وهو ليس مؤهلا والان قد يكون هذا العلم سبب في فتنته قضية ان يمنح المعلم الطالب كل العلم وان يعطيه ما يستطيع عليه ان يراعي به اهلية الطالب لتحصيل هذا العلم. فاذا كان الطالب مؤهلا لتحصيله. فعلى المعلم ان يبذله بقدر استطاعته. لان الطالب اذا وجد المعلم يمنعه العلم ويحول بينه وبين الحصول على المعرفة كيف ستحدث او كيف ستصبح العلاقة بين المعلم وبين هذا الطالب؟ قال هذا يوحش الصدر وينفر القلب ويورث الوحشة. الطالب يقول لماذا هذا المعلم لا يريد ان يعطيني المعلومة؟ لماذا يحرمني من علمه؟ لماذا يتشاغل مع اني مؤهل اذا كنت ايها الطالب مؤهل نعم لك ان تطلب هذه العلوم وينبغي للمعلم ان يمنحك ما وجد لذلك. موسعة. لكن اذا هذا الطالب غير مؤهل فعليه ان يعذر الشيخ في حرمانه من هذا العلم لان حرمان الشيخ له ليس لانه لا يريد منح العلم ولكن لان هذا الطالب ما زال غير مؤهل لتحصيله به قال وكذلك لا يلقي اليه ما لم يتأهل له قاعدة عامة لا يلقي المعلم للطالب معلومة او لم يتأهل لها بعد. قال لان ذلك يبدد ذهنه ويفرق فهمه يعني من النصح للطالب الا تمنحه شيء لا يطيقه عقله. هذا يبدد الذهن ويشتته. يعني بعض الطلبة يخبرنا ان شيوخهم بدأوا معهم بمصنفات دقيقة الشيخ يبدأ بجمع الجوامع نتاج الدين السبكي. او يبدأ بشروح معقدة في الاعتقاد. او يبدأ بكتب كبيرة في الفقه. وهذا خطأ. انت تعطي هذا العلم الجملة طالب ذهنه غير مؤهل بعد لاستقبال هذا الزخم العالي. لذلك العلماء كانوا يقولون العالم الرباني هو الذي يعلم الطلبة على قال العلم قبل كباره وهذه المنهجية التي نخاطب بها احبتنا الطلبة ان يبدأ من المتن المختصر المهذب الذي يمنحه القواعد الاساسية ثم حينما ينضج فكريا يرتقي الى المتن المتوسط او الكتاب المتوسط. ثم الى الكتاب العميق الموسع. اما ان يبدأ بالكتاب الموسع وينسى الكتاب المختصر هذا جهل من المعلم ومن الطالب. جهل من المعلم من المعلم ومن الطالب لان الطالب احبتي عقله يحتاج الى مرونة وهذه المرونة في تحصيل العلم الشرعي وفي تحليل مسائله وتنقيحها انما تنمو رويدا رويدا لا يمكن لعقل طالب مبتدئ فجأة ان يفتح على درع تعارض العقل والنقل لابن تيمية وان تذهب معه الى معيار العلم للغزالة وان تعود به الى الاسلاميين والى الملل والنحل. هذا تحميل للعقل ما لا يطيق. وتشتيت للقوة والذهن خطأ. بل حتى ما يسمى اليوم المقارن والذي يدرس في الجامعات هذا من اكبر المناهج الخاطئة التي يمارسها العلماء. من اكبر المناهج الخاطئة التي تمارس في جامعاتنا اليوم الفقه المقارن ما يسمى بالفقه المقارن. ان نبدأ باعطاء الطلبة جميع اقوال الائمة في المسألة الواحدة هذا ظلم قتلت الطالب الطالب الناشئ المبتدئ الذي يأتيكم ايها الدكاترة والاساتذة الى الجامعة لا يطيق عقله ان تمنحه كل الاقوال المذهبية في المسألة يحتاج الى ان يأخذ قولا واحدا على مذهب من المذاهب المعتبرة يحفظ هذا القول يسير عليه. اما ما نشاهده اليوم من ظلم للطلبة في احدى الجامعات التي درسنا فيها يبدأون مع الطلبة بكتاب بداية المجتهد. لابن رشد القرطبي. وهذا شيء مضحك المبكي بالله عليكم تبدأون مع الطلبة بكتاب اسمه بداية المجتهد يعني هذا الكتاب وضعه ابن رشد لشخص الصلاة ودعوات اه امتلأ علما ويريد الان ان يصل الى مراتب الاجتهاد فيقارن بين اقوال العلماء. اسمه بداية المجتهد تمنحونه لطلبة والله كنا ان نرى الطلبة اخواننا والجنسيات الاخرى الذين كانوا معنا في المدينة النبوية لا يفهمون شيئا من هذا الكتاب الكتاب يبدأ بذكر المسائل من الطهارة الى اخر ابواب الفقه. وفي كل مسألة يعرض لك اقوال المذاهب الاربعة وغير المذاهب الاربعة وفي داخل المذهب المالكي خصوصا ينقل لنا عدة اقوال في المذهب. بالله عليكم المسألة الواحدة حينما تدرسها على عشرة اقوال. ماذا ستحصل منها؟ وانت ما زلت مطالبا ناشئا والله احبتي كنا نأسف ان الطلبة يخرجون من الجامعة وينهون هذا الكتاب وكل ما اخذوه ذهبا. فسدا. وهذا يمارس في كل الا ما رحم ربي اليوم يقولون علينا ان نعلم الطالب المقارنة بين الاقوال والا يكون حبيسا لمذهب. ايها العالم الذكي ايها المحاضر نحن نعم لا نريد للطالب ان يكون حبيس التقليد بمطلقة لكن نريد ان نرتقي بذهنه في مدارج التعلم. انت تقتل تقتل عقله وذهنه وفكره حينما تجعله حبيسا او عندما تعلمه المسألة عفوا على الاقوال الفقهية جميعها قتلت الذهن هذا الذهن ما زال غضا طريا ناشئا بالكاد يضبط قولا واحدا بدليله كيف انت تحشوه مرة واحدة اقوال متنوعة لمناهج متعددة. كيف؟ هذا ظلم وقتل للطالب. وانا نبهت على هذا لاني اجده مستقرا في الجامعات الاكاديمية ما يسمى بدراسة الفقه على المنهج المقارن. هذا خطأ فادح يرتكب مع طلبة العلم الناشئين في مراحل البكالوريوس. ان يبدأ معهم بدراسة الفقه على المذاهب الاربعة وغير الاربعة. والله يخرجون من دون ان يضبطوا شيئا دينهم مشتت المعلومة تائهة ضائعة هو اخذ انا هذه ولا الرأي الفلاني والطالب لا عنده قدرة على ترجيح ولا هو دارس في اصول الفقه باتقان للغة العربية بفهم واستيعاب. لذلك علينا ان نعدل مناهج التعليم. وان نسير على ما سار عليه الائمة من ثمانية قرون تخرج علماء لماذا هذا القرن الاخير نجد ضعف في انتاج العلماء؟ لان هناك مشاكل كبيرة من اهم المشاكل فقد مسالك الطلب التي كان يسلكها العلماء الاوائل اننا فقدنا تلك المناهج الناصعة الواضحة البينة المجربة التي سار عليها العلماء جيلا بعد جيل اما اليوم اصبحت الاساتذة المعاصرون لضعف بضاعتهم العلمية وانا مؤمن بهذا اصبحوا يضعون مناهج تعليم على رأيهم ويقولون هذه في حاجة الوقت المعاصر. انتظر اخي الحبيب ليس هذه حاجة الوقت المعاصر. وانما انت لانك لن يتم تنشئتك طريقة الاوائل تريد ان تذهب بطلبتك الى المناهج المعاصرة. اما العلم سلسلته منهجيته واضحة انما يبدأ بصغار العلم قبل كباره. هذه هي القاعدة التي ينبغي ان تراعى اليوم في جامعاتنا وفي معاهدنا وفي من التحصيل الشرعي لدينا اذا اردنا ان نصنع العالم اخيرا الفقرة الاخيرة التي اختم بها قال وكذلك لا يلقي اليه ما لم يتأهل له. لان ذلك يبدد دينه ويفرق فهمه. فان سأله الطالب شيئا من ذلك لم يجبه ويعرفه طبعا لا تجيبه لانه غير مؤهل. وتعرفه ان ذلك يضره. ولا ينفعه وان منعه وان منعه اياه منه لشفقة عليه ولطف به لا بخلا عليه. ثم يرغبه عند ذلك في الاجتهاد والتحصيل لذلك وغيره. يعني المعلم يكون فطنا في صرف الطالب عن هذا العلم. اذا الطالب غير مؤهل. سألك عن مسألة عن معلومة عن علم من العلوم فانك تقول له انا لن اجيبك الان لانك لست مؤهلا وليس لاني اريد حرمانك. يبين له علة امتناعه حتى لا يوحش صدر الطالب وهذا من التفطن لمسالك اه النفسيات البشرية. فانت ايها العالم في النهاية تتعامل مع بشر مع مخلوق عنده مشاعر عنده احساس لا ينفع ان تتعامل معه على انه انسان مصمد تماما لا يوجد عنده اي مشاعر بشرية عليه ان يتقبل منك اي اي مقولة على اي هيئة صدرت منه. انت تتعامل مع بشر. انسان عنده مشاعر. احاسيس يحتاج ان يفهم لماذا العالم فعل معي هكذا ولماذا تصرف معي الاستاذ بهذا الشكل؟ كلما اوضح المعلم لتلاميذه تعاليل افعاله وتصرفاته احبه التلاميذ اكثر واكثر وعرف هو ان العالم انما يريد لهم النصح. قال وقد روي في تفسير رباني انه الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. اخيرا اه احبتي اتكلم عن اه فائدة للامام السبكي رحمة الله تعالى عليه. يتكلم فيها عن علاقته بشيوخه. يتكلم فيها عن علاقته بشيوخه واساتذته. كيف ان العالم الذي كان سهلا معه لينا استفاد منه السبكي اكثر من العالم الذي كان غليظا معه شديد العلي. يقول السبكي عليه رحمة الله وكنت وكنت انا كثير الملازمة للذهب للامام الذهبي صاحب السيرة علام النبلاء. السبكي كان من تلاميذه وكنت انا كثيرا ملازمتي بالذهبي امضي اليه في كل يوم مرتين بكرة والعصر يعني في الصباح وفي العصر. واما المزي رحمة الله عليه فما كنت امضي اليه غير مرتين بالاسبوع يعني الذهبي اذهب اليه مرتين في اليوم والامام صاحب تهذيب الكمال المجزي اذهب اليه مرتين فقط في الاسبوع. لماذا هذا التفاوت قال وكان سبب ذلك ان الذهبي كان كثير الملاطفة لي والمحبة في بحيث يعرف من عرف حالي معه انه لم يكن يحب احدا كمحبته في. وكنت شابا فيقع ذلك مني موقعا عظيما. واما المزي فكان رجلا عبوسا مهيبة يعني السبكي يرسم لنا علاقته مع شيوخه. يقول علاقتي مع الذهبي كانت علاقة شديدة وطيدة لان الذهبي كان يظهر لي كل حب والتودد وكنت وانا شاب اجد هذا الحب ويقع في قلبي هذا الحب موقعا عظيما. فاحب الذهاب للذهب كثيرا. واما الامام المجدي رحمة الله عليه قال فكان عبوسا رجل فيه شدة. مع انه الامام كبير الامام المزي رحمة الله عليه. صاحب مصنفات عظيمة لكن سبحان الله الناس تختلف في طبائعها الامام المزي قال كان اماما آآ عبوسا لا يمنح من اللطف واللينة يمنحه الذهبي له. فلذلك ما كنت اذهب اليه الا مرتين في الاسبوع. اما الذهبي لشدة تودده يلجئني ان اذهب اليه كل يوم. لشدة هذا الحب والود وهذا يرسم لكم العلاقة يعني هذه السير عندما نقرأها تعطينا مناهج مسالك. ان انظر الى المعلم اذا كان مثل الذهبي كيف تنشأ علاقة حب واحترام بينهم وبين الطالب. واما المعلم العبوس الذي لا يلين جانبه للطلبة كيف تكون هناك شيء من الجف وبينه وبين احبته من الطلبة وكما قال المعلق رحمة الله على الملاطف وعلى العوس. رحمة الله على الذهبي وعلى المزي وعلى السبكي رحمة الله عليهم جميعا نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان نكون وفقنا في ايصال الافكار ورسم الملامح التي يريد ابن جماعة ان يوصلها لاجيال هذه الامة وان يرزقنا التطبيق والعمل والانتفاع والنية الصالحة. انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم يسلمك