السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات. وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا الدرس الثالث عشر في شرح الكتاب الاول من برنامج التعليم المستمر في سنته الاولى سنة ثلاثين بعد الاربعمائة والالف واحدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب تذكرة السامع والمتكلم للعلامة محمد بن ابراهيم جماعة رحمه الله ويتلوه الكتاب الثاني وهو بلوغ القاصد جل المقاصد العلامة عبدالرحمن بن عبد البعلي رحمه الله ويتلوه الكتاب الثالث وهو فتح الرحيم الملك العلام العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول الى قول المصنف رحمه الله تعالى في الفصل الثالث من الباب الاول الثامن ان يطالب الطلبة في بعض الاوقات باعادة المحفوظات. نعم. احسن الله اليك السابع احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا شيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى السابع اذا فرغ الشيخ من شرح درس لا بأس بطرح مسائل فلا بأس بطرح مسائل تتعلق به على الطلبة يمتحن بها فهمهم وضبطهم لما شرح لهم واستحكام فهمي له بتكرار الاصابة في جوابه ستره. ومن لم يفهمه تلطف في اعادته له. اعد من اوله السادة احسن الله اليك. السابع اذا فرغ الشيخ من شرح درس فلا بأس بطرح مسائل تتعلق به على الطلبة. يمتحن بها فهمهم لما شرح لهم فمن ظهر استحكام فهمه له بتكرار الاصابة في جوابه شكره. ومن لم يفهمه التلطف في اعادة والمعني بطرح المسائل ان الطالب ربما استحيا من قوله لم افهم اما لرفع كلفة الاعادة عن الشيخ او لضيق في الوقت او حياء من الحاضرين او كي لا تتأخر قراءتهم. ولذلك قيل لا ينبغي للشيخ ان يقول للطالب هل فهمت الا اذا امن من قوله نعم قبل ان يفهم فان لم يأمن من كذبه لحياء او غيره فلا يسأله عن فهمه لانه ربنا وقع في الكذب بقوله نعم لما قدمناه من الاسباب بل يطرح عليه مسائل كما ذكرناه فان الشيخ عن فهمه فقال نعم فلا يطرح عليه المسائل بعد ذلك الا ان الا ان يستدعي الطالب لاحتمال خجله بظهور خلاف ما اجاب به. وينبغي للشيخ ان يأمر الطلبة بالمرافقة في الدروس كما سيأتي ان شاء يا الله تعالى وباعادة الشرح بعد فراغه فيما بينهم ليثبت في اذهانهم ويرسخ في افهامهم ولانه يخصهم على استعمال الفكر ومؤاخذة النفس بطلب التحقيق. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ادبا اخر من اداب العالم مع طلبته مطلقا وفي حلقته. وهو الادب السابع منها. ومحصل ما ذكر انه ينبغي للشيخ المعلم اذا فرغ من شرح درس ما ان يطرح مسائل متنوعة تتعلق بذلك اوصي على الطلبة والمقصود من طرحها امتحان فهمهم وضبطهم لما شرح لهم. فان المعلم ينبغي له ان يجتهد في تعرف احوال الطلبة في ظبط العلم. ومن طرائق ذلك ان يلقي عليهم الاسئلة يمتحن بذلك فهمهم وضبطهم لما شرحه لهم. فاذا القى الاسئلة عليهم فان الطلبة بين نوعين اثنين. احدهما طلبة يظهر استحكام فهمهم للدرس بتكرار الاصابة منهم والنوع الثاني يظهر من اجاباتهم ضعف ادراكهم لمقاصد الدرك. وفوات شيء من فهمه عليهم. فمن كان من النوع الاول فانه يشكره تشجيعا له. فان الطالب يحتاج الى حث على العلم. ومن جملة حثه شكره فيما اصاب فيه وان كان ممن لم يفهم وبال من جوابه ضعف ادراكه لمقاصد الشرح فانه يتلطف في اعادة الدرس له بيانا. ولا يلزم ان يعيده بحذافيره. لكنه يلقي عليه مهماته مما تضمنه سؤال ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى الموجب لطرح المسائل وهو ان الطالب ربما استحيا فمن قوله لم افهم فقد لا يفهم الطالب من اول مرة او يكون غافلا ساهيا فيفوته ما يحتاج اليه فيستحي ان يقول لشيخه اني لم افهم في رفع الشيخ معرة الكلفة بينه وبين تلميذه بمثل طرح الاسئلة فان الطالب قد يستحي مخافة الكلفة او لضيق الوقت او حياء من الحاضرين او كي لا تتأخر نوبة من بعده ممن يقرأ على شيخه. فاذا طرح المعلم الاسئلة وقع المقصود من رفع استحياء الطالب من قوله لم افهم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من الاداب التي ينبغي ان يكون عليها المعلم وهو انه لا ينبغي ان يقول للطالب هل فهمت الا في حال واحدة؟ وهي اذا امن من قوله نعم قبل ان يفهم فان من الطلبة من يبادر الى قول نعم خجلا او حياء او غير ذلك فيقول نعم وهو لم يفهم فلا ينبغي للشيخ ان يقولها الا اذا امن من الطالب المبادرة الى قول نعم وهو على خلاف الحال فان لم يأمن ان يقول خلاف ذلك لحياء او غيره فلا يسأله عن فهمه لانه او ربما وقع في الكذب بقوله نعم بالاسباب المتقدمة من وجود كلفة بينه وبين معلمه او لضيق الوقت او من الحاضرين او غير ذلك بل يطرح المعلم عليه المسائل كما تقدم لانها الانفع في حقه فاذا فسأله الشيخ عن فهمه فقال نعم فلا يطرح عليه المسائل بعد ذلك. بل يكتفي بقول الطالب نعم اذا عرف انه يقولها في موقعها الا ان يستدعي الطالب ذلك لاحتمال خجله بظهور خلاف ما اجاب به. فاذا غلب على ظن المعلم ان الطالب يقول نعم مع عدم وجود الفهم فانه يطرح عليه اما يطرح عليه المراد من الدرس مرة اخرى كي يستحكم فهمه للمقصود ولا يبادره بطرح الاسئلة ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من الادب الذي ينبغي ان يرعاه الشيخ في حق طلابه ان يأمرهم بالمرافقة في الدروس والمقصود ان يترافقوا متزامنين في اخذ العلم فان المرء يقوى بغيره والنفس قد تضعف عن طلب المقامات الرفيعة ومن جملتها العلم. فاذا كان لها مساعد وعضيد تقوت عليه فيأمر المعلم الطلبة ان يترافقوا في الدروس كي يقوي كل واحد منهم كي يقوي كل واحد من صاحبهم ويأمرهم ايضا باعادة الشرح بعد فراغه فيما بينهم. فاذا انقضوا من نوبتهم في دراسة كتاب ما وانصرفوا امرهم بان يبقوا مدة في مراجعة الشرح واعادته او يتفقوا على وقت بينهم يضربونه فيعيدون فيه الشرح الذي تلقوه عن شيخهم وكان بعض اهل العلم في هذا القطر اذا شرح شيئا من كتاب لطلابه لم يأذن لهم بالانصراف من المسجد حتى يعيدوا شرحه مدارسة بينهم. فيقومون الى زاوية من زوايا المسجد ثم يعيد الشرح الذي القاه الشيخ عليهم بينهم فاذا فرغوا من ذلك اذن لهم انصراف وكانت هذه من عادات ممن ادركنا الشيخ محمد المنصور من علماء بريدة ثم بعد ذلك ضعف الحال حتى صارت الاعادة ثقيلة على نفوس الطلبة لانهم لم يألفوا هذا وكأن الصلة بين المعلم والمتعلم انما تنقطع عند القاء المعلم الدرس ثم ينصرف الطلبة عنه راشدين. والحق ان المعلم ينبغي ان يكون مراعيا للاخذين عنه امرا لهم بما فيه منفعتهم. ومن جملة ذلك الوصية باعادة الشرح بعد الفراغ منه كان من طريقة من سبق في اخذ العلم اذا قرأوا قدرا من كتاب على شيخ اجتمعوا في ميعاد بين فاعادوا اولا شرح الشيخ الذي شرحه لهم على متن ما فاذا فرغوا من شرح شيخهم انتخبوا روحا معينة وهي الشروح المعتمدة فقرأوا مقدار ما في تلك الشروح على المتن الذي شرح لهم شيخهم ثم تدارسوا هذه الشروح بينهم فاستفادوا ما فيها من زيادة اطلعوا على ما فيها من تأييد لشرح شيخهم او وقفوا فيها على ما يخالف شرح الشيخ فاعادوا عرض اشكالاتهم عليه وبهذا يحصل مقصودهم في تحصيل العلم بثباته في اذهانهم ورسوخ اقدامهم فيه. كما قال المصنف رحمه والله تعالى ليثبت في اذهانهم ويرسخ في افهامهم ولانه يحثهم على استعمال الفكر اي اعادة النظر وتكراره فيما اخذوه ومؤاخذة النفس بطلب التحقيق. اي اخذها بارتفاع في العلم. والاطلاع على مسائله وهذا هو اللائق في من وهذا هو اللائق بمن اراد اخذ العلم على الوجه الاتم فلا ينبغي ان تكون اخر صلتك بما تقرأه على شيخك هو مجلس الدرس بل اذا انصرفت الى منزلك فانظر في شرح شيخك مرة ثانية دون اشراكه بشرح اخر. فاذا فرغت من مطالعة شرح لشيخك بالكلية اخترت شرحا او شرحين ولا تزد على ثلاثة من الشروح المعتمدة وطالعت ما في تلك الشروح على القدر الذي شرحه لك الشيخ من المتن. وما في تلك الشروح هو اما ذكره شيخك فيثبت عندك واما شيء زائد عما ذكره شيخك فتستفيده واما شيء تخالف ما ذكره شيخك فتعرض اشكال المخالفة عليه. واذا تزامن طالب العلم مع غيره صاحب او اثنين فهذا انفع لكن لا ينبغي ان يزيد العدد لان زيادة العدد تضيع الفائدة فاذا انتهوا الى ثلاثة او اربعة فهو انفع ما يكون. فاذا اخذوا العلم على هذا النحو ثبتت في اذهانهم ورسخت في افهامهم وصارت لهم ملكة قوية في العلم. واما الذي يتلقى العلم من في مجلس درسه ثم يكون ذلك اخر العهد بالدرس فهذا لا يستفيد كثيرا من درسه وهذا حال اكثر الطلبة. فان اكثر الطلبة انما يحملون نفوسهم على حضور الدروس. وفيهم من اجتهدوا في تقييد الفوائد لكن قل منهم من يحرص على اعادة الشرح وتكراره. واعادة العلم المأخوذ وتكراره وجمع النفس عليه اولى من تفسير الدروس دون مراجعة. فان تقليل المدروس وجمع النفس عليه باعادته مرة بعد مرة انفع للطالب. ومن اسباب قصور ملكة العلم في الناس اخلادهم الى غير هذه الجادة واهتمامهم بمجرد حضور الدروس دون تمام الصلة بالعلم في انواع وطرائق قددا من جملتها ما ذكرت لكم فيما يتعلق بالشروح. فمن اراد ان ينتفع بشرح شيخه فاذا فرغ من درس اعاد شرح ذلك الدرس ثم طالع عليه شرحا او شرحين او ثلاثة من الشروح معتمدة واذا استنصح شيخه فيما يطالع من الشروح فانه انفع له. لان الشيوخ اعلم بمقادير كتبي واحوال الشروح وما يناسب عموم الطلبة. نعم. احسن الله اليكم. الثامن ان يطالب الطلبة في بعض الاوقات باعادة المحفوظات ويمتحن ربطهم لما قدم لهم من القواعد المهمة والمسائل الغريبة. ويختبرهم في ويختبرهم بمسائل على اصل قدره او دليل ذكره. فمن رآه مصيبا في الجواب ولم ولم يخف عليه شدة الاعجاب شكره واثنى عليه بين اصحابه. ليبعثه واياهم على الاجتهاد في طلب الازدياد. ومن يراه ولم يخف نهوره عنفه على قصوره وحرضه على علوه الهمة. وذيل المنزلة في طلب العلم لا سيما ان كان ممن يزيد التعنيف نشاط والشكر انبساطا ويعيد ما يقتضي الحال اعادته ليفهمه الطالب فهما راسخا. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ادبا اخر من اداب العالم وهو ان يطالب الطلبة في بعض الاوقات باعادة المحفوظات فان الطالب اذا حفظ شيئا لا تتم له المنفعة منه الا بدوام اعادته فان اعادة المحفوظات ادعى للثبات بخلاف المرور عليها مرة واحدة حفظا فانه وان جاد حفظه في اول اخذه للمتن فانه ان لم يكرره لا يبقى ذلك المتن معه بل لا بد ان يعيد المتن مرة بعد مرة. ويتخير من اوقاته زمانه ما يكون محلا للاعادة فينبغي ان يطالب المعلم الطلبة في بعض الاوقات باعادة محفوظاتهم وان يمتحن ضبطهم لما قدم لهم من القواعد المهمة المسائل الغريبة بما يؤدي الى ذلك ويختبرهم بمسائل تنبني على اصل قرره او دليل ذكره لان في اختبارهم حثا لهم على استعمال افكارهم وتحريك اذهانهم وترقية لهم الى تحقيق فان العلم لا يؤخذ كله بالالقاء بل لا بد ان تكون للاذهان رياضة ترتاظ بها حتى تقوى ومن جملة طرائق رياضة العقل القاء المسائل على الطلبة وامتحانهم باختبار بمسائل تنبني على اصل قرره او دليل ذكره حتى تقوى اذهانهم وتكون لهم ملكة راسخة في العلم. واما مجرد الالقاء السردي دون طرح مسائل متنوعة فهذا يؤثر في جمود الاذهان ويخرج طلبة مقلدين لا يعرفون مآخذ شيخهم في الاستدلال وليس العلم ان تعرف اقوال شيخك فان هذا علم القاصرين من المعلمين والمتعلمين ولكن العلم هو ان تدرك مآخذه في الاستدلال وطرائقه في نصب الادلة ومسالكه في ايضاح الحق وبيانه والرد على الباطل وازهاقه. ومن الناس من يمعن النظر في قراءة كتاب لاحد العلماء الافذاذ كابي العباس ابن تيمية او ابي عبدالله ابن القيم او الشاطبي او بالفرج ابن رجب او غيرهم من اذكياء الخلق ويكون اكبر همه هو ان يعرف اختياراتهم. وهذا علم قاصر والعلم الكامل هو ان تعرف مسالكهم في الاستدلال وطرائقهم في نصب الادلة فانك اذا فهمت ذلك امكنك ان تعمل ما انتهوا اليه في مسألة في نظير لها. فمثلا اذا عرفت ان من طرائق هؤلاء اي في الاستدلال في ترجيح احد القولين في التفسير على الاخر ملاحظة خطاب القرآن نوعه صار هذا اصلا مطردا عندك. فانك اذا عرفت مثلا ان قول الله سبحانه وتعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ان النافرة هي المجاهدة لان النفير في خطاب القرآن والسنة لا يطلق الا على الجهاد. فلا يكون منتهى التحقيق ان تعرف هذا. بل غاية التحقيق ان تعرف ان من طرائق الترجيح بين اقوال المفسرين هو رعاية مقصود اللفظ في الخطاب الشرعي فتنتفع بذلك في موضع اخر فمثلا قول الله سبحانه وتعالى في سورة العصر والعصر ان الانسان لفي خسر اختلف المفسرون في المراد منه ومن عرف المراد بالعصر في خطاب القرآن والسنة ادرك ان المراد العصر في هذا الموضع هو الوقت المعروف الذي يكون في اخر النهار فانه لم يأتي في الكتاب والسنة اطلاق العصر الا على هذا المعنى. فتعين حمل هذا اللفظ في سورة العصر على المعنى المعروف في كتاب بخطاب الشرع من الكتاب والسنة. وهكذا يكون تحقيق العلم وتأصيله. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان المعلم اذا امتحن الطلبة فاما ان يصيبوا واما ان يخطئوا. فمن رآه مصيبا في الجواب انه يشكره ويثني عليه بين اصحابه ليبعثه واياهم على الاجتهاد في طلب الازدياد. الا ان ذلك مشروط بان لا يخاف عليه الاعجاب. فان نفوس الخلق ميالة الى الاغترار بالظواهر ومن جملة ذلك العجب الذي يلحق الم تعلم اذا اصاب في مسألة امام شيخه فينبغي ان يراعي علموا ذلك فاذا خشي على احد من المتعلمين ان يعجب بنفسه حبس حبس عنه شكر وكان اهل العلم في هذا القطر على هذا فلم يكونوا يعظمون الطلبة في مجالس الدرس وقل ان يخاطبوا احدا من تلاميذهم مهما بلغ في العلم بلفظ الشيخ بين الطلبة. فان هذا ربما والله بعجبه بنفسه او اضرهم بوقوع الحسد منهم. وكان اقصى ما يكون من تعظيمهم من نبغ من اصحابهم ان يخاطبوه بالكنية. فان العرب كانت اذا عظمت احدا كنته. واما الاسم المجرد فانه او لا يشتمل على تعظيم. واما الالقاب فان العرب لسلامة فطرتهم وكمال عقولهم هم ازهد الناس في الالقاب وانما سرت لوثة العجمة اليهم فعظمت الالقاب عندهم. وما بث بينهم من الالقاب فانه شيء جاء من قبل العجم لما دخلوا العرب حتى داخل صناعاتهم ومن هي صناعة العلم ولا تجد في الاوائل من الصحابة والتابعين واتباع التابعين من كان يعظم باسم لقب حافظ او العلامة او الامام بل كان هذا شيئا نادرا بينهم ولا يكاد يوجد الا فيمن نسب الى عجبة او كان في جهة بلاد العجم. والمقصود ان المعلم ينبغي له اي راعي هذه القرائن في من يشكره من طلابه. واما من قصر منهم فانه يحرضه على علو الهمة ويعنفه على تقصيره. ويأمره بالاجتهاد الا ان يخاف نفوره فاذا خاف نفوره عن العلم فانه يكف عن ذلك بحسب ما تستدعيه المصلحة والداعي خوف نفوره وانقطاعه من العلم. وليس الداعي ان يقل حظ المعلم من قلبه فان هذا من الظواهر الباطلة. والمعلم الذي يرعى هذا خائفا ان تقل محبته في قلوب المتعلمين متعلق باصل فاسد. وانما ينبغي ان يلحظ خوف انقطاعهم عن العلم فانهم بمحبتهم او بغضهم لا يزيدونه شيئا. والاخلاص لمن رام الخلاص ان يستوي مدح الناس وثناؤهم مع مسبتهم واستنقاصهم. فان الانسان اذا عرف نفسه لم يضره جهل الجاهلين ولا نفعه مدح المادحين. والامر على رعاية الانسان لقلبه. والمقصود ان المقصر اذا عنف فان التعنيف داعيه حظه على العلم وخوف انقطاعه منه وعلل المصنف رحمه الله تعالى ذلك بقوله لا سيما ان كان ممن يزيده التعنيف نشاطا والشكر انبساط فان الخلق لهم احوال متفاوتة والمعلم ينبغي ان يتصحف هذا في احوال متعلمين وان يطلع من قرائن تصرفاتهم واحوالهم ما ينبئه عن اخلاقهم. فان البصير يطلع بالظواهر على البواطن واذا اقترن بذلك الايمان الصادق والعلم الكامل والاقبال على الله عز وجل جعل الله عز وجل للمعلم بصيرة يدرك بها احوال الخلق بحسب ما يفتح الله عز وجل له من التفرس والفهم في مدارك الخلق واحوالهم. ثم قال في حق من قصر ويعيد ما يقتضي الحال اعادته ليفهمه طالب فهما راسخا فاذا رأى منه تقصيرا في سؤال سأله عنه فانه يعيد له المقصود من الدرس مما يتعلق بهذا السؤال ليفهمه الطالب فهما راسخا. وبهذا ينتهي التقرير على هذا الكتاب واعمالا لما ذكره المصنف رحمه الله تعالى وقياما بما اتفقنا عليه من دوام مراجعة الدروس فاننا ان شاء الله تعالى سنراجع كل كتاب من الكتب الثلاثة التي انتهينا فيها في الفصل الدراسي الاول الى القدر الذي انتهينا منه في الفصل الدراسي السابق في الكتاب الاول وهو تذكرة السامع والمتكلم في الاسبوع المقبل. ثم الكتاب الثاني وهو بلوغ القاصد في الاسبوع الذي يليه ثم كتاب فتح الرحيم الملك العلام في الكتاب الذي يليه. والدروس تبقى كما ما هي؟ وسنأخذ في كل اسبوع من الكتاب الذي يتعلق به وقتا لاختباره. فمثلا في الاسبوع المقبل سيكون اختبار التذكرة السمع والمتكلم فسيكون من وقته وقت للاختبار في القدر الذي تقدم في الفصل الدراسي الاول وهو اخر الدرس العاشر ثم في الاسبوع الذي يليه الكتاب الذي يليه ثم في الاسبوع الذي يليه الكتاب الذي يليه واذا فرغنا من اختبار تذكرة السامع والمتكلم في الاسبوع القادم انتقلنا الى بلوغ القاصد فكان درسا وانتقلنا بعده الى فتح الرحيم الملك العلام كان درسا فلا تتوقف الدروس بل تكون على ما هي عليه وقد انتهينا في كتاب تذكرة السامع والمتكلم الى الصفحة ستة وستين قبل الفصل الثالث في ادب العالم مع طلبته مطلقا وفي حلقته. فما قبل ذلك من اول الكتاب الى هذا الفصل كله داخل في الاختبار باذن الله سبحانه وتعالى والاختبار في الكتاب نفسه وفيما عليه من الفوائد