يا طالبا للعلم يرجو نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي في عودة جديدة. لمدارسة كتاب تذكرة السامع متكلم في ادب العالم والمتعلم للامام ابن جماعة الكيناني الشافعي رحمة الله تعالى عليه هذه احبتي شرعنا فيها لمقصد عظيم الا وهو رفع الهمم وتشييد العزائم واعادة التبصر بطريق طلب العلم وللوقوف على مناهج السابقين على ادابهم واخلاقهم ومسالكهم في طلب العلم وفي اعطائه الوقوف على سير الاوائل من الائمة. وكيف كانوا يلتقون بطلبتهم ويعلمونهم؟ وعلى ماذا يوقفونهم؟ كيف كانوا يوجهونهم ويحثونهم دائما على معالي الاخلاق والاداب وننظر ايضا في مسالك الطلب وفي طريقة التصنيف وفي طريقة التعلم. وما الذي يجب ان يبدأ به وما الذي يجب ان يؤخر كل هذه الاداب والاخلاقيات والسلوكيات والمناهج نجدها مبثوثة ضمن كتاب تذكرة السامع والمتكلم للامام ابن جماعة رحمة الله الله تعالى عليه. ودراسة مثل هذه الكتب والمصنفات من اهم الامور في حياة طالب العلم. كثير من طلبة العلم في وقتنا المعاصر عزفوا عن دراسة مثل هذه المصنفات وربما يرونها من فضول العلم الذي لا حاجة الى الاطلاع عليه والانشغال به. وفي الحقيقة ان هذه الكتب هي اس طلب العلم وهي المبدأ الذي يجب على الطالب ان ينطلق منه في حياته العلمية. فان طالب علم الشريعة اليوم ينقصه كثير من مناهج الطلب وادابه وسلوكياته واخلاقه. ينقصه الوقوف على مناهج السابقين في كيفية تلقي العلم وطرحه تجده ضعيفا في طلبه للعلم. واذا تصدر لتعليم العلم تجده ضعيفا ايضا في اخلاقيات العالم. وفي السلوكيات التي ينبغي ان يتحلى بها. لذلك احبتي مدارسة هذا الكتاب وغيره من الكتب التي تتكلم عن ادب طلب العلم ومناهجه ومسالكه من اهم الامور في حياة طالب العلم عليه ان يتمسك بهذه الكتب ان يعتني بتحريرها وقرائتها وادامة النظر فيها لان انها ستوقفك على الكثير والكثير من الامور التي تجهلها. وربما لن تقف عليها اذا كبر بك السن. لذلك من الان احرص على متابعة هذه المجالس على متابعة هذا الكتاب على المتابعة الجادة والوقوف الدقيق على كلام بن جماعة وعلى التأمل والسعي الى التطبيق وليس مجرد التحصيل من دون اي تطبيق في حياتك العلمية. وقفنا قبل رمضان احبتي عند الادب السادس من اداب العالم مع طلبته وفي هذا الادب وما بعده سيبدأ ابن جماعة يتكلم عن كيفية القاء المحاضرة وما هي المهارات التي ينبغي ان يتحلى بها العالم والمدرس والمحاضر في ايصال الافكار والقواعد والمعلومات الى طلبته. وهنا سنلاحظ دقيق فهم ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه لنفسيات الطلبة. اه كيفية ايصال المعلومة للطالب بالشكل الجيد. وكيف ان الدراسات المعاصرة في مناهج التدريس سبقها علماؤنا فيما دونوه وسطروه قبل مئات السنوات كيفية تعامل المعلم مع طلبته كيف يوصل لهم القواعد والمسائل بالشكل الجيد وبالتدرج وبضرب الامثلة كيف يتعامل مع الطلبة اذا وجد الطالب غافل اذا وجد الطالب نبي اذا وجد الطالب ذكي اذا وجد الطالب اه منشغل اثناء المحاضرة. مهارات دقيقة جدا جدا سيطرحها ابن جماعة الان تعطيكم اشارة الى مقدار فهم هذا الامام العظيم لمناهج الطلب وكيفية القاء وكيفية تعامل المعلم مع طلبته. ننظر احبتي فيما طرحه ابن جماعة في هذا الباب ونقف على جليل علمه بانفسنا يقول ابن جماعة في الادب السادس ان يحرص على تعليمه وتفهيمه ببذل جهده هكذا بدأ الادب السادس ان على المعلم ان يبذل قصارى جهده وطاقته في ايصال المعلومة للطالب. قال ان يحرص على تعليمه وتفهيمه ببذل جهده. يبذل اقصى جهده. ليست القضية ان درسا وتذهب وتعود الى منزلك. والله انا فعلت ما علي وانتهى الامر. كلا المعلم احبتي عليه ان يبذل طاقته وان احتسب هذا الجهد الذي يبذله عند الله سبحانه وتعالى في تعليمه للطلبة. لان المراد من عملية التدريس والقاء المحاضرة ان تصل هذه المعلومات وهذه القواعد وهذه الافهام الى الطلبة الى الاجيال اللاحقة. فعلى المعلم ان يكون مخلصا شديد الحرص في ايصال هذه قواعد لطلبته ولا يكون سريع الملل كثير التضجر يريد من الطالب ان يسرع الفهم ولا يتكلف اعادة الدرس او اعادة المعلومة له مرة اخرى كلا صفات المعلم الناجح انه حريص على طلبته حريص على نفعهم يحاول ان يوصل الفكرة لهم باقصى طاقته ثم قال ابن جماعة قال وتقريب المعنى لان يحرص على تعليمه وتفهيمه لبذل جهده وتقريب المعنى له من غير اكثار لا يحتمله ذهنه او بسط لا يضبطه حفظه. اها لاحظ الكلمات الدقيقة. قال وتقريب المعنى له لكن هذا المدرس عليه الا يكثر الكلام والا يحشو ذهن الطالب بالكثير من المعلومات في وقت ضيق. لماذا؟ لان كثرة ايران المعلومات في وقت ضيق على دهن يتعبه ويجعل المعلومات تتشوش لديه وتتداخل مع بعضها البعض. فعلى المعلم ان يعطي القسط المناسب من المعلومة هذا امر مهم والمعلم ينظر في الطالب اذا وجد الطالب بدأ يشعر بالضجر والملل وان حجم المعلومات غزير جدا ما عاد يستوعب الطالب هنا يقف المعلم وهذا من الامور الدقيقة في عملية التدريس. قال وتقريب المعنى له من غير اكثار. ما في داعي للاكثار اكثر من حاجة الطالب في هذا المجلس لان المراد في النهاية من عملية التدريس وحضور المجالس ان تحصل الفائدة. فاي شيء يمنع حصول الفائدة على المعلم ان يجتنبه ويحترز منه قال وتقريب المعنى له من غير اكثار لا يحتمله ذهنه او بسط لا يضبطه حفظه بعض المعلمين يحب ان يبسط المعلومة بشكل زائد. والبعض عنده حب اه اظهار مقدراته العلمية. بعض المدرسين فتن. بحب اظهار العلمية فتجد في المحاضرة الواحدة يذكر مئات المراجع او عشرات المراجع للطلبة ويحيلهم على هذا وعلى هذا ويقول انه وجد هذه معلومة في كتاب فلان وان هناك حاشية على هذا الكتاب تنص على انه كذا وكذا. يحب ان ان يظهر مقدراته العلمية وما حصله في زمن الدراسة امام وهنا اذكر الامام الطاهر ابن عاشور في كتابه اليس الصبح بقريب؟ اه كان يتكلم عن نفسه في بداية التدريس يقول انه في بداية التدريس كان مفتونا اظهار نفسه امام الطلبة وحب اه اعطاء معلومات من كتب شتى واظهار اه اطلاعه على الكتب الدقيقة التي قل ان يقف الطالب عليها في هذا الزمان. قد قالوا كنت مفتونا بذلك. ثم حينما كبرت وعلى كعبي في التعليم وعرفت المقصد من عملية التعليم والهدف منها رشدت في تدريسي واصبحت اقتصر على المعلومة التي يحتاجها الطالب في هذا المكان. من دون حاجة الى اظهار المقدرات العلمية. القدرات العلمية اخي الحبيب هادي شيء بينك وبين الله سبحانه وتعالى. هذا هبة وهبها الله سبحانه وتعالى لك. لا توجد حاجة الى ان تظهرها لطلبتك وان ما نسميه نحن فرد العضلات في العمليات العلمية. لان الامر يقتصر في عملية التدريس على الارشاد. والتوجيه وتوطين القواعد وتأصيلها عند الطلبة. متى حصل هذا المقصد انتهى الامر؟ باي وسيلة حصل هذا المقصد انتهى الامر من دون حاجة الى اسهاب يشتت دهن الطالب ويصعب عليه ان يحفظ وان يضبط معه. وهذه فائدة نفيسة من ابن جماعة. علينا ان نعتني بها. قال ويوضح لمتوقف ذهن العبارة. عبارة جيدة لطيفة. قال ويوضح يعني على المعلم ان يوضح لمتوقف الذهن. يعني اذا رأيت الطالب توقف ذهنه عند معلومة معينة ما عاد يستطيع ان يدركها هذا هو المتوقف الذهني. الطالب توقف عند معلومة وذهنهما عاد يدركها. ماذا يفعل المدرس في هذه الحالة قال ويوضح لمتوقف الذهن العبارة يجلس معه ويبين ويعطيه الراحة في السؤال والراحة في الاجابة. قال ويحتسب اعادة الشرح له وتكراره ويحتسب له هذه العبارة الجميلة. يحتسب يعني انت ايها المدرس تحتسب عند الله سبحانه وتعالى اعادة الشرح. المعلومة لو عدتها مرة ومرتين واربع وخمس. بعض الطلبة احيانا يشكو من كثرة التكرار. ويقول يا شيخ وضحت. قد تكون وضحت لطالب لكن هناك طالب ما زال يحتاج الى اعادة توضيح تكرار واعادة طرح المسألة مرة بعد اخرى. هذا من الامور المهمة في عملية التعليم. حتى تصل المعلومة وترسخ في ذهن الطالب هذا اولا ثانيا اه كلما اعاد المعلم شرح المعلومة والفكرة ازدادت اه هناك الغزارة فيها. وربما تفتح للمعلم ايضا افاق اخرى في ايصال هذه المعلومة. وتذكر شيئا كان قد نسيه فيها. فاعادة شرح المعلومة اظن انه من الامور المهمة المهمة التي ينبغي ان يتحلى بها المتصدر للتدريس. لما لها من الاثار الجليلة. بعض طلبة العلم عنده مشكلة مع التكرار. لا يحب تكرار المعلومة. يريد دائما الجديد الجديد. ويغفل ان تكرار المعلومة هو سبيل اصيل في ضبطها اخي الحبيب ايها الطالب اياك ان تسأم من تكرار المعلم للمعلومة في المحاضرة. اذا لم يكن طبعا تكرارا مملا هناك بعض التكرارات مملة جدا فعلا لكن اتكلم عن التكرار المعتدل. لان ضبط المسائل والقواعد خاصة في بداية الطلب لا يمكن الا باعادة تكرار المسألة لذلك انا اذكر دائما ابراهيم الحربي يقول كنت اسمع المسألة الفقهية يعني من احمد ابن حنبل اكثر من الف مرة تصوروا الف مرة يعيد تكرار هذه المسألة وسمعها من شيخه حتى ترسخ وتحفر هذه المسألة في القلب والذهن. لذلك المعلومات انما تثبت بالتكرار واعادة النظر فيها. فكتاب واحد تعيد استشراحه على اكثر من مدرس. صدقني افضل من مئات الكتب اقرؤها قراءة الجرد والسرد. نعم النفس تحب الجديد تحب المرور على معلومات اخرى في هذا الباب. لكن احذرك من الاستعجال وقفز المراحل قبل ان يكون البنيان قويا متينا. البنيان القوي يمتاز بانه اديم التكرار واعادة النظر فيه مرارا وتكرارا. هكذا البنيان القوي. يقوم على هذه المناهج. فقضية واعادة النظر من المدرس في المسألة اكثر من مرة ينبغي الا تكون سبب في سأم الطالب من هذا المدرس وفي اه تضجره او تسبب تضجره منها بعد ذلك بعد ان تكلم ابن جماعة عن اهمية اه بذل المعلم جهده وطاقته واستفراغ كل ذلك في تعليم الطالب. بدأ يتكلم الان عن كيفية القاء الدرس والمعلومة للطالب. فيقول ابن جماعة قال ويبدأ اي المعلم بتصوير المسائل ثم بالامثلة بحضور مناهج التعليم الان انت ايها المتصدر للتدريس كيف تدرس الطلبة؟ عليك اولا ان توضح المسألة اعطي المسألة راحتها في التوضيح تأخذ مسألة معينة في علم النحو في علم اصول الفقه في علم الاعتقاد في علم مصطلح الحديث. تأخذ المسألة وتوضح المقصود منها للطالب. واياك ان تنتقل الى مسألة اخرى قبل ان تنتهي من المسألة التي بين يديك. بعض المعلمين عنده حب استطراد دائما في طرح الكلام وهذا خطأ اياك ان تستطرد للطالب قبل ان تتأكد ايها المعلم من ان المعلومة والمسألة وضحت لديه فإذا يقرر المعلم المسألة بشكل واضح يبينها بكل ما يحتاج اليه الطالب بعد ذلك لا تنتقل الى مسألة اخرى قبل ان تأتي بمثال على المسألة السابقة. بعض المدرسين اليوم عندهم مشكلة كبيرة في قضية الامثلة. تجده يوضح المسألة. لكنه يتكاسل من ضرب الامثلة او البحث عنها. صدقوني احبتي الضرب بالامثلة والبحث عن امثلة جديدة للمسائل والقواعد من اكثر الامور المهمة في توضيح المسائل وحل شابهة لان الطالب قد توضأ له انت المسألة ببيانك. لكنه ما زال مفتقرا لشيء من المثال يتضح له البيان التام المثال مهم جدا للبيان التام والتوضيح الشامل. انه اي مسألة تبقى في مجرد التنظير بعيدة عن التطبيق يبقى الطالب يشعر بشيء من الخلل او شيء من النقص آآ في فهمها. لذلك عليه ان يهتم جدا المدرس في ذكر الامثلة. لا هذا من جماعة ماذا يقول؟ قال ويبدأ بتصوير ثم يوضحها بالامثلة. هذه قاعدة مهمة جدا. قال وذكر وذكر الدلائل الان ذكر الدلائل الان سيستثني ابن جماعة في قضية ذكر الدلائل. قال وذكر الدلائل. ويقتصر على تصوير المسألة وتمثيلها لمن لم لمن لم يتأهل لفهم مأخذها ودليلها. اذا يقول ابن جماعة على المدرس ان يصور المسألة للطالب ثم يذكر مثال عليها ثم بعد ذلك يأتي بالدليل الذي يؤكد صحة هذه المسألة والقول الذي المدرس لكن هل دائما المدرس يذكر الدليل او ذكر الدليل مرحلة عليا تكون للطلبة المتأهلين لفهمه. اه ابن جماعة يبين لذلك انه في المرحلة الابتدائية حينما يكون الطالب في بداية طلبه تطرح له المسائل والامثلة مجردة عن الدلائل خاصة في الفقه احبتي هنا انبه الاحبة الذين يدرسون الفقه للطلبة من اكبر الاخطاء التي يمارسها بعض المدرسين اليوم ان يبدأ مع الطالب المبتدئ في ذكر ادلة المسائل الفقهية وهذا خطأ الطالب المبتدئ خاصة في الفقه وفي الاعتقاد يحتاج الى ان يتصور المسألة كما هي ويعرف مثالا عليها. هذه مرحلته الان في مرحلة متوسطة متقدمة يبدأ الطالب بمعرفة دليل هذه المسائل وابن جماعة واضح جدا في طرحه يقول ويقتصر اي المعلم على تصوير المسألة وتمثيلها فقط. لمن لم يتأهل بعد لفهم مأخذها ودليلها فهذا من القواعد المهمة التي دائما ننبه عليها المدرسين واحبتنا الطلبة الذين سيتصدرون غدا للتدريس حينما تبدأون مع طلبة المبتدئين فالطالب المبتدئ يقتصر معه على توضيح المسألة وكشفها وذكر مثالها. واياكم ان تتعبوا ذهنه بذكر الاستدلالات والمناقشات والردود على هذه المسائل. هذه مرحلة متقدمة في العلم للمتوسطين فانتبهوا على هذا المنهج ثم قال ويذكر الادلة والمآخذ لمحتملها وهذا كلام صحيح. انه الادلة ومآخذ المسائل والقواعد انما تذكر للطالب الذي منها وهو الطالب المتوسط الذي انتهى من مرحلة التأسيس والتأصيل قال ويبين له معانيه اسرار حكمها وعللها. ويبين له معاني اسرار حكمها وعللها. يعني المعلم ايضا اذا وجد الطالب ذكي متقد او كان الطلب عنده في مرحلة متوسطة يبين لهم الاسرار والحكم. يبين لهم اسرار هذه المسائل وحكم هذه المسائل وعللها وما العلاقة بينها وعلى ماذا بنيت وكيف بنيت على هذا النهج؟ يعني يبين ارتباط المسافة بالعلل. طالب العلم اليوم نحتاج ان يكون ذكيا. فطنا. يعرف القواعد كيف تبنى وعلى ماذا بنيت مع بعضها البعض. نحن لا نحتاج الى طالب يحفظ المسائل حفظ من دون فهم. هذا لا يصلح. نحن نحتاج الى عقول. نحتاج الى طلبة يتعاملون مع النوازل مع المستجدات مع حاجة العصر. وهؤلاء الطلبة الذين يتعاملون مع مسائل العصر بكل تميز لابد ان يكون تعليمهم بشكل دقيق جدا. مبني على اه دراسة والتحليل والتعمق في طرح الافكار. وليس على مجرد حفظ المسائل والقواعد من دون اي تحليل او تعليل لها من قبل المدرسين. فالمدرس الناجح اذا اراد ان يخرج جيلا من طلبة العلم المؤصلين الذين يستطيعون ان يتعاملوا مع الواقع ومع المستجدات عليه ان يهتم بهذه الدقائق قضية بيان الحكم والاسرار والعلل التي تقف خلف هذه القواعد وعلى ماذا بنيت؟ وكيف ارتبطت مع بعضها البعض حتى تحصد صورة كاملة للطالب ومنهجية كاملة امامه يستطيع ان يوظفها هذا الطالب وينزلها على المسائل المعاصرة قالوا يبين له معاني اسرار حكمها وعللها. وما يتعلق بتلك المسألة من فرع واصل يعني ويبين انه هذه المسائل ما الفروع التي تبنى عليها؟ وكيف يمكن ربطها بالفروع؟ وهذا ايضا من الامور المهمة لان الطالب خاصة في بعض علوم مثل علم اصول الفقه. كثير من المدرسين يهتم في اصول الفقه بطرح المسألة الاصولية. ولا يعرف الطالب كيف يطبق هذه المسألة الاصولية وينزلها في الواقع كيف يبني عليها ويفرع عليها مسائل. وهذه اشكالية في بناء في البناء العلمي للطالب. بعد المدرس ان يهتم كما انه يهتم بتوضيح المسألة وتصويرها وتمثيلها ان يهتم بتعليم الطالب كيف ينزل هذه القواعد والمسائل في واقعه المعاصر قال ومن وهم فيها في حكم او تخريج او نقل او نقل بعبارة حسنة الاداء بعيدة عن تنقيص احد من العلماء ويقصد ببيان ذلك الوهم طريق النصيحة وتعريف النقول الصحيحة وبذكر ما يشابه تلك المسألة اقف عند ده اه وتعريف النقود الصحيحة. اه بعد ان ينتهي المعلم من توضيح المسألة للطالب وذكر الامثلة عليها وذكر دليل المعلم على هذه المسألة لا مانع ان ينتقل المعلم لبيان من اخطأ في هذه المسألة من اهل العلم في وجهة نظر المعلم ان فلان اخطأ في هذه المسألة وجرح عن الصواب فالمعلم يبين للطالب من الذي ابتعد عن الصواب في هذه المسألة لكن هنا ابن جماعة دقيق جدا ويبين ان بيان الاقوال الخاطئة لاهل العلم ينبغي ان يقوم على الادب ينبغي ان يقوم على الادب ولا يحق للمدرس ان يقدح وان يطعن وان يتنقص من مخالفيه في هذه المسألة. اليوم احبتي نحن نعاني ازمة اخلاق في كثير من المتصدرين للتدريس. ازمة اخلاق واضحة اي شخص يخالف في رأيه وفي منهجه اذا اراد ان يبين رأيه في تلك المسألة فانه يتنقص من هذا العالم ويصفه باشنع الالفاظ وباقبحها وكان هذا العالم لن يضع شرا الا وقع فيه وهذا ابتعاد عن منهج اهل العلم الربانيين. حتى لو خالفك شخص في المعتقد واردت ان تبين الخلل في عقيدته عليك ان تلتزم بالادب معه خاصة اذا كان من اكابر اهل العلم ممن له باع وقدم في هذا العلم. كثير من العلماء كان بينهم اختلاف في مسائل الاعتقاد. وحوار ونقاش حاد لكن لم يكن بينهم شتيمة ولا تقبيح ولا تنقص ولا قدح في الاديان والاعراض. هذا اليوم نجده للاسف في بعض المتصدرين خاصة لتدريس مسائل الاعتقاد تجدهم يقبحون مخالفين لهم ويصفونهم بالحمق والسفه مع ان المخالفين لهم ائمة كبار شهدت لهم الامة جميعا بالعلم واثنت على فكرهم ووعيهم تبني هذا المنهج منهج التنقص من المخالفين والقدح في عقولهم واذهانهم ووصفهم ووسمهم بالالفاظ هذا لا يفعله الا شخص حرم التوفيق من الله سبحانه وتعالى. هذا من دلائل حرمان التوفيق من الله سبحانه وتعالى ان يشغلنا لك بالقدح في اديان العلماء وان يشغلك بالتنقص منهم ونبذهم بالكلام العلماء قديما يرد بعضهم على بعض من دون حاجة الى قدح والى تنقص والى لمس. بل انا اظن احبتي واعتقد ان الذي يستخدم منهج التنقص من الاخرين والقدح في هذا عنده زعزعة وشك في علمه لو كان واثقا من علمه متأكدا من منهجه ومسلكه لما احتاج الى كل هذا اللمز والتنقص والقدح. لكن من كانت بضاعته مزجة ومن كان علمه مهترئا ومن كان عنده مئة شك وشك في فكره يستخدم لتغطية هذا النقص وتغطية هذا الجهل اسلوب الانتقاص من الاخرين والتنقص من علومهم وعقولهم وافكارهم. والا لو كان متينا في علمه متقيا لربه لما سلك هذه المسالك الرديئة. اعود فاقول او اقرأ عبارة ابن جماعة ونركز فيها قال ومن وهم فيها ان يبين العالم لطلبته من وهم فيها من وهم في هذه المسألة في بحكم او تخريج او نقل بعبارة حسنة الاداء تقول العالم الفلاني وان كان من الاموات تقول رحمه الله تترحم عليه وتذكره بالخير وتثني عليه ممن سهى في هذه المسألة انتهى الامر ممن سهى في هذه المسألة واخطأ قال بعيدا عن تنقص احد من العلماء لا تحتاج الى التنقص ويقصد ببيان ذلك ويكون هدفك من بيان خطأ العالم الفلاني في هذه المسألة ليس الانتصار للشيخ والطريقة والنفس. وانما من بيان خطئه وسهوه ووهمه كما قال ابن جماعة طريق النصيحة. النصح لهذه الامة وبيان ما هو الصواب حتى لا يذهب احد الى المناهج الخاطئة. هذا هدفك ليس هدفك الانتصار للنفس. وبيان قدراتك وانك انت انت. وانت من حصلت على المعلومة الصحيحة وبرزت في هذا الميدان وغيرك هو جاهل. لم يصل الى شيء من العلم قد وصلت اليه. هذه كلها مقاصد رديئة تبين جهلك ايها المدرس وايها متنقص قال ويقصد ببيان ذلك الوهم طريق النصيحة وتعريف النقود الصحيحة ان توقف الطالب على النقل الصحيح. اذا كان الاشكال في بعيدا عن اي مقصد للنفس واظهار القوة العلمية واظهار المتانة والانتصار للطائفة والجماعة. هذا لا تحتاج ابدا. والله سبحانه وتعالى انما يبارك في من صدق في عمله. احبتي صدقوني من اراد ان يبارك الله في دعوته وفي علمه عليه ان يكون ناصحا لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعوامهم. بكون دائما ناصح لهذه الامة. هدفك النصيحة الارشاد. اه اخذ الناس الى الجادة الصحيحة وابعادهم عن المناهج الخاطئة. فقط هذا الهدف دون اي شيء اخر. والله سبحانه وتعالى صدقني سيبارك في سعيك وعلمك وجدك واجتهادك وتجد القبول يكتبه الله سبحانه وتعالى لك. قال ويذكر ما يشابه تلك المسألة وما يفارقها ويقاربها ويبين اخذ الحكمين والفرق بين المسألتين. يعني من مهارات التدريس انه المعلم اذا وضح مسألة للطلبة ووجد ان هذه المسألة هناك مسألة اخرى تشابهها قد تتداخل على الطالب في ذهنه فمن مهارات التدريس ان المعلم يبين المسائل المتشابهة ويقول للطالب اياك ان تشتبه عليك هذه المسألة بتلك المسألة. فتلك المسألة مأخذها كذا وكذا. وهذه المسألة ماخذوها اخر كذا وكذا فمن دقة التعليم وفنونه ان يعرف المعلم ما يمكن ان يفكر به الطالب الان. وكيف يمكن ان يدخل اللبس على الطالب في هذه وهذه تحتاج الى ذكاء من المدرس. ان يعرف المسائل المتشابهة التي يمكن ان تختلط على الطالب فيبدأ بكشف الخفاء. وتوضيح المتشابهات المتناظرات من المسائل ويبين له ما اوجه الفرق بين هذه المسألة وبين تلك المسألة الاخرى حتى لا تتداخل عليه نكمل مع ابن جماعة. قال ولا يمتنع من ذكر لفظة يستحى من ذكرها عادة اذا احتيج اليها ولم يتم التوضيح الا بذكرها فان كانت الكناية تفيد معناها وتحصل مقتضاها. تحصيلا بينا لم يصرح بذكرها. بل يكتفي بالكناية عنها وكذلك اذا كان في المجلس من لا يليق ذكرها بحضوره لحيائه او لجفائه فيكني عن تلك اللفظة بغيرها. ولهذه معاني واختلاف الحال والله تعالى اعلم ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم التصريح تارة والكناية اخرى هذا ايضا من مهارات التدريس ومن ادابه ان المعلم اذا احتاج الى ذكر لفظة مستهجنة في عرف الناس لكنه احتاج الى ذكرها في ضمن سياق التعليم حتى يتضح للطالب امر معين. فهل المعلم يذهب الى الكناية عن هذا اللفظ بدلا من التصريح به او يصرح به فالان ابن جماعة يضع لنا منهجا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من خلال استقراء الاحاديث النبوية اتضح لنا انه في مقامات وسياقات معينة استخدمت الكناية عن الالفاظ التي يستهجن التصريح بها كالفرج وما شابه ذلك وفي سياقات اخرى استخدم صلى الله عليه وسلم التصريح بها. لان المقام كان يستلزم التصريح فلذلك يقول ابن جماعة على المعلم ان يقتدي بهدي محمد صلى الله عليه وسلم فاذا كان المقام الذي يعلم فيه يقتضي منه التصريح بهذه الالفاظ المستهجنة. حتى يعرف الطالب الحكم في المسألة. ولا يوجد اسلوب او طريقة لايصال الفكر لهذا الطالب الا من خلال التصريح فيصرح وهنا لا ينبغي للمعلم ان يستحي ويقول ابدا انا لا اصرح هذه لفظة مستهجنة حتى ولو لم يفهم الطالب لا العلم اولى من هذه القضايا هذه قضايا ادبية ايصال الافكار الصحيحة للطالب هذا امر اهم من ذلك. في هذا في حالة التعارض. لكن ان اكل ايصال الفكرة للطالب وتوضيح المسألة من خلال الكناية من دون حاجة الى التصريح فاذهب الى الكناية. لذلك النبي صلى الله عليه وسلم مثلا في حديث رفاعة امرأة رفاعة القرضي حينما اتت على النبي صلى الله عليه وسلم واخبرته ان زوجها الجديد عبدالرحمن بن الزبير ليست فيه قوة على الجماع فالنبي فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعيدها الى زوجها الاول رفاعة القردي وكان رفاعة القرظي قد طلقها ثلاثا. ومعروف في الفقه ان المرأة اذا طلقها خذوها ثلاثا لا تعودوا اليه حتى تنكح زوجا غيره نكاحا كاملا بالوطء فعندما جاءت كما قلنا الى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت قد نكحت بعد رفاعة عبدالرحمن بن الزبير قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ان عبدالرحمن بن الزبير ليس فيه قدرة على ولكن تبين ان انه كانت لديه قدرة على ذلك وان اه امرأة رفاعة القرظي ارادت وكان قلبها متعلقا برفاعة فارادت ان ان تعود اليه. فالنبي صلى الله عليه وسلم رفض ان يعيدها الى رفاعة القرى ذي حتى يحصل الوطء التام بينها وبين عبدالرحمن ابن الزبير. لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصرح بهذه الالفاظ وانما كنا عنها بالادب اللائق. خاصة انهم يتكلم مع امرأة. انه يتكلم ويخاطب امرأة. فلا ينبغي ان يصرح في هذا المقام بالوطء والجماع وانما عبر صلى الله عليه وسلم باسلوب ادبي رائق لها. فقال لها لا اي ليس لك ان تعودي الى رفاعة حتى تذوقي عسيلته اي حتى تدوقي عسيلة عبدالرحمن ابن الزبير ويذوق عسيلتك اي حتى يحصل الوطء والجماع بينكما. لكن لم يحتج النبي صلى الله عليه وسلم الى التصريح بهذه الالفاظ وانما ذهب الى الكناية. ننتقل الان احبتي الى آآ الادب السابع من اداب اه العالمي مع تلاميذه وما زال ابن جماعة يتحدث عن اه طرق التدريس ومهارات التدريس التي ينبغي ان يتحلى بها المدرس والمعلم قال اذا فرغ الشيخ من شرح درس الان المعلم فرغ من شرح الدرس فماذا يفعل؟ قال اذا فرغ الشيخ الشيخ من شرح درس قال فلا بأس بطرح مسائل تتعلق به على الطلبة. يبدأ المعلم الان ان يختبر فهم الطلبة للدرس من خلال طرح مسائل على الطلبة وينظر في اجابتهم. اذا كانت اجاباتهم موفقة. اذا الطلبة تشبعوا وقد فهموا الدرس تماما. واذا كانت الاجابات بعيدة عن الصواب معناها ما زال هناك اشكالات في ذهن الطلبة. اذا على المعلم ان يعيد طرح المسائل مرة اخرى. لذلك قال اذا فرغ الشيخ من شرح الدرس فلا بأس بطرح مسائل تتعلق به على الطلبة. يمتحن بها فهمهم وضبطهم لما شرح لهم فمن ظهر استحكام فهمه له بتكرار الاصابة في جوابه شكره يعني المعلم الان يختبر الطلبة من خلال طرح الاسئلة في نهاية المحاضرة. اذا وجد طالبا دائما يحسن الاجابة والصواب منه يتكرر فماذا يفعل المعلم تجاهه؟ يشكره يثني عليه يمدحه حتى يشجعوا ويشجع الاخرين طبعا مع امن العجب مع امي العجب في هذا الطالب. قال ومن لم آآ يفهمه تلطف في اعادته له نقطة ومن لم يفهمه تلطف في اعادته له. يعني اذا طرح مسألة على طالب وهذا الطالب وجد المعلم ان هذا الطالب لم يفهم هذه المسألة. من خلال عرف المعلم ان هذا الطالب لم يفهم المسألة بعد. فماذا يقوم المعلم في هذه الحالة؟ هل ينهر هذا الطالب ويهجر ولماذا ما فهمت؟ وانا اتكلم من الصباح وانت لا تفهم هل يكون هذا هو نهج المعلم؟ قال كلا. قالوا من لم يفهمه يعني من شعر المدرس انه لم يفهم بعد قال تلطف في اعادته له. انظروا تلطف في اعادته له من غير اظهار الضجر والملل والسآمة والنفرة من هذا الطالب وانت بطيء الفهم وبريد كلا بل يتلطف بوجه بشوش وابتسامة ودعابة يعيد المعلم هذه المسألة للطالب حتى تتضح له. لان المقصد في النهاية كما ما قلنا هو التعليم هو صناعة الفكر ونشر الوعي ليس المراد احبتي مجرد ان يأخذ المعلم الراتب الذي وضع له من المؤسسة ثم فيعود الى منزله كلا. عملية التعليم يجب ان تنهض في مجتمعاتنا العربية والاسلامية. وان يكون الهدف من التعليم التعليم وان نخرج اجيالا واعية عاقلة تستطيع ان تقود الامة بما فيه الخير والصلاح. لذلك هذه الدقائق في عملية التعليم وهذه مهارات من الامور المهمة وليست على هامش الطريق كما قد يظن البعض. قال والمعني بطرح المسائل يعني ما الهدف من طرح المسائل على الطلبة قال ان الطالب ربما استحيا من قوله لم افهم. اما لرفع كلفة الاعادة عن الشيخ. او لضيق الوقت او حياء من المحاضرين او كي لا تتأخر قراءتهم بسببه هنا يبين ابن جماعة الهدف من عملية طرح المعلم الاسئلة على طلبته. ان بعض الطلبة قد يكون فعلا لم يفهم المسألة ولكن هذا الطالب الذي لم يفهم استحيا من السؤال استحيا من السؤال لماذا؟ قال لانه يريد ان يرفع الكلفة عن المدرس لا يريد ان يتعب المدرس في الاعادة. او يشعر ان الوقت ضيق ولا يريد ان يعطل على اخوانه او يشعر بحياء من الحاضرين ولا يريد ان يؤخر عليهم القراءة. المهم لهدف ما لمقصد ما هذا الطالب الذي لم يفهم استحيا من سؤال المعلم طب المعلم اذا لم يسأل الطالب ولم يستشكل كيف يعرف ان هذا الطالب لم يفهم كيف سيعرف الطريقة التي يعرف من خلالها انه هو الذي يبادر بسؤال الطلبة فيسأل الطلبة ويطرح عليهم ومن خلال السؤال يتضح له الطالب الذي فهم من الطالب الذي لم يفهم. فهذا هو الهدف من طرح الاسئلة كما ذكر من جماعة قال ولذلك قيل انظروا كيف مهارات دقيقة واداب دقيقة يتكلم عنها ابن جماعة انظروا ماذا يقول؟ قال ولذلك قيل لا ينبغي الشيخ ان يقول للطالب هل فهمت؟ الا اذا امن من قوله نعم قبل ان يفهم فان لم يأمن من كذبه بحياء او غيره فلا يسأله فلا يسأله عن فهمه. فلا يسأله عن فهمه. انظروا هذا الادب الدقيق. يقول العلماء التزكية وعلماء الاداب المعلم في اثناء درسه عليه ان يتجنب ان يقول للطالب هل فهمت عليه ان يتجنب ماذا؟ ان يقول للطالب هل فهمت الا اذا امن من ان يقول الطالب نعم وهو لم يفهم الان المعلم ينظر في الطلبة احبتي اذا وجد طالبا حييا اذا وجد طالبا حييا فالمعلم الافضل في حقه الا يقول لهذا الطالب الحي هل فهمت؟ لماذا؟ لان هذا الطالب الحي يخشى ان يقول نعم فهمت وهو لم يفهم بعد. فيكون هذا الطالب الحي وقع في الكذب ومن الذي قاده الى الوقوع في الكذب؟ المعلم. المعلم دائما يقول هل فهمت؟ هل فهمت؟ وهذا طالب حيي. يخشى ان يقول نعم وهو ولم يفهم بسبب الخجل. ولا يريد ان يظهر امام الطلبة في منظر اه البليد او الذي لا يحسن الفهم سريعا. فيقول نعم تخلصا من سؤالك المعلم واستشكاله فلذلك يقول العلماء الاداب والسلوك ينبغي على المعلم ان ينظر في الطلبة. اذا لم يأمن ان يقول الطالب نعم وهو لم يفهم فلا يقول له هل خلص يعيد ويطرح المسألة مرارا وتكرارا من دون ان يواجه الطالب بهذا السؤال. هل فهم لا توجه اليه هذا السؤال لماذا كما قلنا؟ لاننا نخشى ان يقول هذا الطالب نعم من شدة الحياء وهو لم يفهم بعد. فيكون الطالب كذب والذي اجبره على الكذب هو سؤال للمعلم فانظروا كيف وصل العلماء الى هذه الدقة في تحليل نفسيات الطلبة وكيف ينبغي ان يراعي المعلم هذه الشخصيات المتباينة لمن عنده في الحلقة اذا كان الطلب الطالب لا جريء يعني لا يستحي ان يقول لا لم افهم فهنا لا مانع ان يقول له المعلم هل فهمت؟ لان هنا يأمن من كذبه. يأمن ان يقول نعم. لانه هذا طالب جريء ما عنده مشكلة. اذا لم يفهم يقول لا من دون اي فهنا لو قال له المعلم هل فهمت فهذا لا اشكال فيه تمام. قال اه لانه ربما وقع في الكذب بقوله نعم لما قدمناه من الاسباب اي بسبب حيائه او خشيته من ضيق الوقت او حياء من الحاضرين بل يطرح عليه مسائل كما ذكرناه فان سأله الشيخ عن فهمه فقال نعم فلا يطرح عليه المسائل بعد ذلك الا ان يستدعي الطالب ذلك لاحتمال خجله بظهور خلاف ما اجاب به. ما معنى هذا الكلام؟ نحن قلنا ان المعلم اذا كان هناك طالب حي في الحلقة لا يوجه اليه السؤال هل فهمت؟ طيب كيف يعرف المعلم هل فهم او لا؟ من خلال طرح الاسئلة يعني هو ما زال ابن جماعة يبين لنا اهمية طرح المعلم الاسئلة على الطلبة هو ان بعض الطلبة كما قلنا قد يكونوا حييا فالمعلم لا ينبغي ان يقول له هل فهمت؟ كلا ماذا يفعل؟ يوجه اليه سؤال طرح في الدرس فاذا اجاب هذا الطالب بشكل جيد معنى هذا الطالب فهم وانتهينا اذا ما اجاب بشكل جيد هذا الطالب يقوم المعلم بطرح المسألة وتوضيحها مرة اخرى له تمام يعيد المسألة مرة اخرى لهذا الطالب. وبعد ان يعيد هذه المسألة مرة اخرى لهذا الطالب يقول له هل فهمت فاذا قال الطالب نعم قال العلماء لا يطالب المعلم الطالب باعادة الجواب مرة اخرى. لماذا لانه يخشى ان يكون الطالب ها لاحظوا المعلم سأل الطالب الطالب اجاب اجابة خاطئة المعلم اعاد شرح المسألة للطالب بعد ان اعادوا مسألة للطالب كالعادة ايش نقول للطالب؟ وضحت المسألة فهمت؟ الان الطالب لحيائه قد يقول ايش؟ نعم وهو لم يفهم بعد. هنا المعلم لا يستفز الطالب لا يقول له طب اعد المسألة علي مرة اخرى لا لا لا يوجه اليه السؤال. لماذا؟ حتى لا يحرج هذا الطالب. لانه اذا قال له وضحت المسألة. فالطالب قال نعم. فحينما طلب منه المعلم ان يعيد شرعها مرة اخرى. اكتشفنا ان الطالب لم يفهم بعد. هذا قد يوقع الطالب في الحياء والخجل امام زملائه. ونحن لا نريد له ذلك لعل الله ان يوفق هذا الطالب في المستقبل او في مكان اخر او مجلس اخر لاعادة فهم هذه المسألة وليس المراد هو احراج الطالب. يعني نحن لسنا في محكمة نريد ان نحرج وان نهينه كيف انت لا تفهم الفهم منة من الله سبحانه وتعالى. ونحن حريصون ان يبقى هذا الطالب متصل بالبرامج العلمية. وحضور مجالس العلماء. فلربما مسألة استصعبت علي لا نجبرها ان تدخل هذه المسألة لابد ان تدخل الان في ذهنك. وليس لك ان تنتهي من هذا المجلس حتى تفهمها. الامر ليس بالشدة وانما الامر بالتؤد واللين لذلك قال فاذا سأله الشيخ عن فهمه قال بل يطرح عليه مسائل كما ذكرناه فان سأله الشيخ عن فهمه اي بعد طرحه للمسائل مرة اخرى فقال قال نعم فلا يطرح عليه المسائل بعد ذلك. الا ان يستدعي الطالب ذلك. اذا هو قال يا شيخ اعد مرة اخرى انتهى الامر. لكن بشكل عام المعلم لا يكرر عليه قال لاحتمال خجله بظهور خلاف ما اجاب به ان هو قال نعم اجاب بنعم. فاذا قال له المعلم اعد المسألة مرة اخرى فظهر ان هذا الطالب لم يفهم بعد. سيظهر عليه الخجل والحياء امام ونحن لا نريد له ذلك. قال وينبغي للشيخ ان يأمر الطلبة بالمرافقة في الدروس كما سيأتي ان شاء الله. كما سيأتي في اداب الطلبة ما معنى المرافقة في الدروس؟ يعني المعلم يحث طلبته على ان يترافقوا مع بعضهم البعض في المدارسة لان الانسان اذا كان معه زميل يدارسه ويذاكره نشطت همته واما اذا شعر انه وحده في طريق العلم شعر بالوحشة وذهب عنه الانس بالعلم وشعر بالتضجر والمذل فينقطع عن المجالس العلمية. لذلك الرفقة في طلب العلم من اهم الرفقة على طالب العلم ان يهتم بايجاد صديق نصوح حريص على العلم يزامله في هذه الرحلة الشيقة هذا يشد من ازر صديقه وهذا يرفع من همة الاخر حتى تكتمل هذه الرحلة في حياة طالب العلم رحلة طلب العلم. وكلاهما يأزر بعضهما بعضا وينصر بعضهما بعضا اذا وجدت صديقك شعر بالسأم والملل والفتور تنشط وتذكر باهمية العلم. والاخر يفعل بك هذا الفعل اذا وجدك انت اصبت بالفتور فالمرافقة في العلم من الامور المهمة وسينبه عليها ابن جماعة حينما يتكلم عن اداب الطلبة مع بعضهم البعض. قالوا ينبغي للشيخ ان يأمر الطلبة بالمرافقة في الدروس كما سيأتي ان شاء الله وباعادة الشرح بعد فراغه فيما بينهم. ليثبت في اذهانهم ويرسخ في اذهانهم ولانه يحثهم على استعمال الفكر ومؤاخذة النفس بطلب التحقيق. يعني المعلم ايضا يرشد الطلبة الى اهمية ان يجلسوا مع بعضهم بعد الانتهاء من المحاضرة. في مجالس اخرى يتذاكرون مع بعضهم ما ذكر الشيخ من مسائل. هذا يذكر زميله وهذا يذكر وهذا يطرح استشكال. وهذا يعيد. هذه المجالس بين طلبة العلم وبين زملاء الدراسة ناس مهمة جدا في تلاقح الافكار في كشف المبهمات والمشكلات بل ربما يكون الطالب ظن نفسه قد فهم من استاذه. فعندما يجلس مع زملائه يكتشف ان فهم انه كان خاطئا فيعدل فهمه من زميله ومجالس المذاكرة بين طلبة العلم من اهم المجالس في الحقيقة. اياكم احبتي ان تفوتوا بركتها احرصوا دائما يا طلبة العلم على ان تكون هناك لقاء بينكم في مجالس خاصة تتذاكرون ما قاله الاشياخ وتحللون وتنقحون وتقفون على الدقائق ويعدل بعضكم فهم بعض. هذه المجالس لها دور في فهم العلم وضبطه وحفظه وتحقيقه تلقيحه ننتقل مع ابن جماعة الى الادب الثامن. قال ان يطالب الطلبة في بعض الاوقات باعادة المحفوظات ويمتحن ضبطهم لما قدم لهم من القواعد المهمة والمسائل الغريبة ويمتحن ضبطهم لما قدم لهم من القواعد المهمة والمسائل الغريبة. ويختبرهم بمسائل تنبني على اصل قرره او دليل ذكره من الاداب المهمة على المعلم او من مهارات التدريس للمعلم اه انه في المحاضرة القادمة حينما يأتي في المجلس القادم يبدأ باختبار دار محفوظات بعض الطلبة خاصة اذا كان المعلم يدرس متنا من المتون منظومة من المنظومات او نثر من المنثورات على المعلم ان يختبر بعض الطلبة في بداية المحاضرة في محفوظاتهم. يقول يا فلان ابدأ سمع ماذا حفظت؟ وانت وانت حتى ينشط الذاكرة ويجبرهم على الالتزام. في الحفظ لان الطالب اذا لم يشعر برقيب عليه ربما تسلل وتضجر وذهب عن الحفظ. لكن حين اذا شعر ان المعلم يتابع ويسأل ويختبر امام الزملاء حينئذ سيحرص على الحفظ حتى لا يحرج امام زملائه وصحبته. فاذا يراجع المعلم محفوظات الطلب في بداية المحاضرة قال ويمتحن ضبطهم لما قدم لهم من القواعد المهمة والمسائل الغريبة كيف ذلك؟ من خلال طرح مسائل جديدة يقول مثلا ابتكرت المحاضرة السابقة القاعدة كذا وكذا يا فلان اذكر لي مثال على هذه القاعدة او من امثلة هذه القاعدة كذا وكذا. يا فلان وضح ارتباط القاعدة بهذا المثال. المهم يطرح مسائل واستشكالات ويعود الطلبة على والفهم والتدقيق والتحرير ولا يعودهم ان يكونوا جامدين واقفين عبارة عن نسخ تحفظ من دون اي فهم واي تحليل. هذا لا يصلح طالب العلم. قال فاذا كان المعلم او اذا سأل المعلم طالبا من الطلبة في الدرس القادم عن شيء. وطلبه ان يبين له ارتباط مسألة مسألة او فهم ارتباط مثالي بمسألة فاصاب الطالب في هذا الجواب فماذا يفعل المعلم تجاهه؟ قال فمن رآه مصيبا في الجواب ولم يخف عليه شدة الاعجاب. انتبهوا ولم يقف عليه شدة الاعجاب شكره واثنى عليه بين اصحابه. ليبعثه واياهم على اجتهاد في طلب الازدياد يعني انا كمعلم طرحت مسألة على الطلبة وهذا الطالب اجاب بشكل جيد. فتبين لي ان هذا الطالب استوعب جيدا ما ذكرته في المحاضرة السابقة هنا اذا امنت من عجب هذا الطالب بنفسه لان بعض الطلبة عنده شخصية آآ تحب دائما الظهور والبروز. اذا كانت شخصية الطالب تحب والبروز امام الاقران وان المعلم ينبغي ان يكون ذكيا. لا يكثر من مدحه ورفعه امام الطلبة حتى يعوده على كسر النفس وحضنها. اما اذا كان الطالب خفيف النفس لطيف الظل ليس ممن يحب الاعجاب والبروز. فهنا لو واثنى عليه امام اصدقائه ليرفع همته وليرفع همة من حوله فهذا لا مانع منه بل هو من الامور المستحبة قال ليبعثه واياهم على الاجتهاد في طلب الازدياد. قال ومن رآه مقصرا. يعني المعلم في المحاضرة اللاحقة بدأ بتسميع المحفوظات للطلبة فوجد ان هذا الطالب لم يحفظ. او سأله عن قاعدة ذكرها في المحاضرة السابقة فوجد ان هذا الطالب قد نسيها. ولم يراجعها جيدا. فرآه مقصرا ماذا يعمل؟ المعلم ايش دوره؟ قال ومن رآه مقصرا ولم يخف نفوره وده الطالب مقصر ولم تخف نفوره ماذا تفعل معه؟ قال عنفه على قصوره وعرضه على ما يقتضي علو الهمة ونيل المنزلة في طلب العلم اما اذا خفت نفوره يعني الطالب يعني ليس شديد الحرص على مجالس العلم وهو جديد عليها فوجدته مقصرا في الحفظ مقصرا في فهم بعض القواعد هذا الطالب يخشى عليه ان ينفر اذا المعلم واجهه بالتعنيف. لماذا ما راجعت؟ لماذا ما فعلت؟ لماذا؟ لماذا قصرت؟ لا. هذا طالب يخشى عليه النفور. ونحن لا نريد له ان ينفر نريد ان يبقى في مجالس العلم هم جلسائنا يشقى بهم جليسون هذه المدارس فيها خير حتى لو كان الطالب لا يفهم كل المسائل. لو فهم بعضها خير. فهنا اذا كان الطالب ممن يخشى نفوره المعلم لا يواجهه بالتعنيف اه والزجر والتقريع بل يعني يحثه بشكل لطيف يعني في المحاضرة القادمة تكون مستعدا يكفي وصلت الرسالة من دون الحاجة الى تعنيف وزجر قد يكون سبب في حرمان هذا الطالب من مجالس العلم مرة اخرى قال لا سيما ان كان ممن يزيده التعنيف نشاطا والشكر انبساطا ويعيدوا ما يقتضي الحال اعادته ليفهمه الطالب فهما راسخا. يعني اه كما قلنا اذا كان الطالب ممن لا يخشى اذا كان الطالب ممن لا يخشى فتنته ونفوره عن مجالس العلم وكان مقصرا اه هنا المعلم يزجر لماذا؟ حتى يبعثه على طلب العلم من جديد ويرفع عزيمته لان هناك طلبة الحمد لله عندهم عشق للعلم. لا ينفرون حتى لو زجرهم المعلم. فاذا سمعوا زجرا من المعلم هذا يكون باعث ايجابي لهم على عدم التقصير مرة اخرى وعلى الاتقان في حفظهم وضبطهم. باعث ايجابي. فباختصار هنا المعلم ينبغي ان يراعي المصالح والايجابيات والسلبيات. متى كان هناك ايجابية في الشكر او الثناء او التقريع والزجل اثنى وزجر. ومتى كانت المصلحة في ترك الزجر او الشكر والثناء ترك ذلك. وهذا يحتاج الى معلم صاحب نظر وصاحب آآ نفس وصاحب فراسة وصاحب تأمل لطلبته وهذا ايضا يكون مع كثرة الممارسة ومع الطلبة والجلوس معهم يعرف شخصية كل طالب فيهم وان هذا الطالب عنيف هذا الطالب هذا الطالب هادئ هذا الطالب شرس. هذا من الامور المهمة التي تحدث مع كثرة التقاء المعلم بطلبته. لذلك كان السلف يحرصون على الملازمة للطلب المعلم يحب هذه الملازمة ويحرص عليها ويهجر الطالب اذا غاب. ليس الامر ان تأخذ محاضرة في جامعة وتعود وتنقطع عن المدرس. ليس هكذا بني العلم. قديما احبتي كان العلم هي رحلة شيقة بين معلم وتلميذ. المعلم ينصح ويربي ويعث ويوجه. ليس فقط المعلم كالاب كالاب الحريص على ابنائه اب عنده شفقة على هذا الابن على هذا التلميذ ان يضيع وان يتيه في مسالك الحياة. فتجد الشيخ حريص دائما على توجيه الطلبة للاداب والاخلاق ويتفقدهم اذا غابوا ويألف احوالهم من الفقر والغنى ومن الحزن والهم والفرح دائما معهم يشاركهم في الحياة علاقة متينة علاقة قوية كانت تخرج لنا شخصيات ناضجة واعية شخصيات تحمل هم الامة لانها وعت العلم بكليته بشموليته. اما اليوم تذهب الى جامعة يجلس معك يعطيك معلومة وعندما ينتهي الفصل انتهى التقاؤك بهذا المدرس. هل هكذا تبنى العلوم؟ هل هكذا مصنع الرجال؟ ويكون المعلم على ارتباط بالطلب فعلينا ان نعيد النظر في مناهج التعليم والتدريس في واقعنا المعاصر. اذا كنا نبحث عن صناعة واقع جديد نصبوا اليه من طلبة علم يحملون هم هذه الامة لما فيه الصلاح والفلاح باذن الله. التاسع قال اذا سلك الطالب في التحصيل فوق ما يقتضيه حاله او تحمله طاقته وخاف الشيخ ضجره اوصاه بالرفق بنفسه وذكره بقول النبي صلى الله عليه وسلم ان المنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى ونحو ذلك مما يحمله على الاناة والاقتصاد في الاجتهاد. وهذا الادب التاسع احبتي ايضا هو من اثار العلاقة المتينة بين المعلم بين طالبه. اذا كان المعلم عنده اه تواصل مباشر مع الطلبة فانه يعرف ان هذا الطالب الان يشعر بالضجر والملل. وان هذا الطالب ليس على همته المعتادة منه فيسأله ويستفسر منه. فاذا رأى ان هذا الطالب سبب فتوره انه حمل نفسه من العلم فوق طاقته. وهذه قضية انبه عليها احبتي من طلبة العلم. بعض طلبة العلم في بداية اقباله على العلم يقبل بنهم. ويريد ان يأكل العلم بكليته مرة واحدة. ويريد ان لا يفوت شيء من العلم في اول مجلس من مجالسه وهذا لا يصلح احبتي العلم يبنى بالتدرج والتؤدة والتأني وبمرور الزمان وكثرة الجلوس مع الاشياخ ومتابعة المجالس والمحاضرات والنظر في الكتب والمصنفات. العلم لا يمكن ان تأخذه مرة واحدة فاياك ان تحمل نفسك فوق طاقتك واياك ان تحملها اقل من طاقتك. لانه هذه العبارة قد يفهمها البعض. الشيخ قال لنا لا تحملوا انفسكم فوق طاقتكم. معناها خلص درس الاسبوع يكفي كلا لا تحمل نفسك فوق طاقتك ولا تحملها اقل من طاقتك. فلعرف طاقتك وقدراتك اسلكها جيدا اصبرها جيدا ثم بعد ذلك حمل هذه النفس من الطاقة ما تطيق. بالاعتدال والتأني فلذلك المعلم من وظيفته ان يرشد الطالب اذا وجد طالبا يطلب العلم بشكل خاطئ يحمل نفسه كما قال ابن جماعة فوق طاقته في الفهم والاستيعاب والمحفوظ يوقفه المعلم ويقول له اياك ان تستمر على هذا النهج. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان المنبت لارض انقطع ولا ظهرا ابقى. وهذا الحديث منكر الناحية الحديثية لكنه الصحيح من حيث المعنى. ومنكر من حيث الناحية الحديثية فيه ضعف. لكنه من حيث المعنى الصحيح. ان المنبت لا ارض انقطع ولا ظهر ابقى فالذي يحمل نفسه فوق طاقته لم لا ارضا قطاع ما قطع المشوار الذي يريد ان يصل اليه لم يصل في طريقه الى العلم ولم يحصل غايته وافنى دابته وافنى نفسه وجسده. فعليكم احبتي ان تعرفوا هذه الحكمة يحمل جسده ونفسه وعقله ودينه ما يستطيع وقليل دائم خير من كثير منقطع. الاهم مش الديمومة اهم شيء في حياتك يا طالب العلم الديمومة صدقني لو كنت تعطي العلم في اليوم فقط ساعة واحدة لكنك تواظب على ذلك يوميا ستجد بركة هذا العلم وستجد خلال سنوات انك حصلت كما كبيرا من العلم. المواظبة والديمومة هذا اهم شيء الان ماذا افعل يوميا؟ هذا يختلف من طالب الى طالب اخر. واحذروا من المقارنة. بعض الطلبة عنده مشكلة مقارنة. ينظر الى زميل له ربنا اتاه قدرة عالية على الفهم والاستيعاب يجد ثمن تسع ساعات يوميا في المذاكرة. يريد ان يصبح مثل زميله. ليصبح مثل فلان. فيبدأ يجلس تمن تسع ساعات مثله يومين ثلاث اربعة ينكسر وتنهدم النفسية. لماذا؟ لانه حمل نفسه فوق طاقته. الناس احبتي اشخاصهم تختلف ونفسياتهم تختلف. والله سبحانه وتعالى اتى كل شخص من القدرة في الفهم والاستيعاب والحفظ ما لم يؤتي غيره. فالانسان لا يقارن نفسه بالاخرين. بل ينظر في طاقاته وما وهبه الله سبحانه وتعالى من ملكات يسعى لتطويرها. نحن مع السعي في تطوير الملكات. ان ينمي الطالب قدرته في الحفظ والفهم والاستيعاب. واليوم يجلس ساعة غدا يجلس ساعة ونصف بعد ذلك ساعتين لابد من تنمية الملكات والطاقات والقدرات لكن لا تقارن نفسك بالاخرين حتى لا تتشوف النفس الى فعلهم في وقت انت لا تستطيع فيه ان تفعل فعله فالانسان يكون معتدلا مع هذه النفس يحسن سياستها وتدبير شؤونها واحوالها قال وكذلك اذا ظهر له منه نوع سآمة او ضجر او مبادئ ذلك امره بالراحة. يعني المعلم اذا وجد الطالب بدأ يظهر منه السآمة والتض رجل من المجالس العلمية او اثناء الدرس شعر ان هذا الطالب فقد التركيز معه. بدأ يشعر بالسآمة والتضجر. ما عاد يرتبط معه ذهنيا. هنا يوقف المحاضر الدرس ويطلب من الطالب ان يستريح وان يأخذ نفس كما يقولون. حتى تعود اليه الهمة من جديد. لان ارغام الطالب على تحصيل العلم في وقت هو غير مستعد فيه لتلقيه يكسر نفسه ويجعل بينه وبين العلم نفور كلا. نحن نريد ان نحبب الناس بالعلم نريد ان نشعرهم بان هذا العلم ارقى شيء يمكن ان تسعوا في طلبه في هذه الحياة. وهذا يتطلب مهارة. مهارة من المعلم في تحبيب الطلبة بدروسه وربطهم بالعلم الشرعي قالوا وتخفيف الاشتغال اذا اذا ظهر له منه نوع سآمة او ضجر او مبادئ ذلك امره بالراحة. وتخفيف الاشتغال قلل من كمية المحفوظات. ما في مشكلة الان. انت تقوم بمرحلة نفسية صعبة قد يكون الطالب يمر ببلاء يأمره المعلم بماذا؟ بان يقلل من كمية المحفوظ او الاشتغال بالعلم. ولا يشير على الطالب بتعلم ما لا يتحمله فهمه او سنه هذا ايضا امر مهم اياك ايها المعلم او يا طالب العلم ان بعض طلبة العلم الحمد لله اليوم صدر نفسه ليرشد الناس في ما هي الكتب التي يقرؤونها وما الكتب التي يبدأون بها مع ان هذا الطالب هو نفسه لم يقرأها ولم يحفظها. ولكن سمع من فلان ومن فلان ان هذه الكتب مهمة فحتى يظهر تفوقه على يبدأ يتنصب منصب المعلم الموجه الناصح. فنحن نقول المعلم المتمكن في علمه المعلم المحسن في ادائه المتقن لعملية التعليم عليه ان يركز على هذه القضية. قضية الا يرشد الطالب الى علم او الى كتاب وهذا الطالب غير متأهل بعد الى هذا العلم ولا الى هذا الكتاب وهذا يحتاج ان يكون المعلم على اطلاع قوي في العلوم. وفي المصنفات والكتب. يعني كيف يعرف المعلم ان هذا العلم لا يليق بهذا الطالب عليه اولا ان يكون عارف بما هو هذا العلم ما هي مسائله؟ يكون عارف بهذا الطالب فيقارن بين العلم وبين عقل الطالب في عرف ان هذا العلم لا يناسب الطالب. كذلك حينما ينصح المعلم الطالب بكتاب او يبعده عن كتاب ينبغي ان يكون المعلم ممن مارس هذا الكتاب. ونظر فيه في اقل احواله حتى ينصحوا او يزجر. اما معلم ما سمع بكتاب وما عامله وما مارسه. يبدأ يحث الطالب على هذا الكتاب والارتباط به فهذا وقد يكون سبب في تحميل الطالب ما لا يطيق وهذا ينفر الطالب من العلم. لذلك يقول ابن جماعة ولا يشير اي المعلم على الطالب تعلم ما لا يتحمله فهمه او سنه يعني الطالب اذا كان سنه صغيرا هناك نوع معين من الكتب والمصنفات والمنظومات هي التي تليق به. فلا يحمل ولا يشير المعلم على هذا الطالب بما لا يتحمله فهمه او فهمه او سنه قال ولا بكتاب يقصر ذهنه عن فهمه. لا يرشد المعلم الطالب الى كتاب يقصر دينه عن فهمه. طالب ذهنه غير مستعد لفهم هذا الكتاب هناك كتب مجلدات ضخمة كتب صعبة في علم الاعتقاد وفي علم الفقه وحواشي في المنطق وكتب متينة جدا في اصول الفقه. هذه الكتب قد يقصر يفهم الطالب عنها فاياك ايها المعلم ان ترشد الطالب الي وهو لم يستعد بعد لدراستها قال فان استشار الشيخ من لا يعرف حاله في الفهم والحفظ في قراءة فن او كتاب لم يشر عليه بشيء حتى يجرب ذهنه ويعلم حاله. ان استشار الشيخ مفعول به ومن اسم الموصول والفاعل؟ يعني ان استشار الشيخة من الذي استشاره؟ شخص جاء شخص يستشير هذا الشيخ وهذا الشيخ لا يعرف هذا الطالب لم يجالسه وليس من طلبته وليس من الملازمين له فكيف سيشير الشيخ على هذا الطالب؟ المهم اذا جاء طالب جديد الى الشيخ يستشير هذا الشيخ فيما يحفظ فيما يقرأ. فهنا ماذا يقول ابن قال فان استشار الشيخ من لا يعرف حاله. الان هذا الشيخ لا يعرف حال هذا الطالب. لا من حيث الفهم ولا من حيث الحفظ فان استشار الشيخ ها فان استشار الشيخ من لا يعرف حاله في الفهم والحفظ في قراءة فن او كتاب انظروا ماذا يفعل الشيخ قال لم يشر عليه بشيء حتى يجرب ذهنه ويعلم حاله. لا تستعجل ايها الشيخ لا تشر عليه بالعلوم وبقراءة المصنفات حتى تختبر ذهن هذا الطالب تقول لهذا الطالب احضر معي هذه الدورة وانا ارى ان شاء الله في نهاية هذه الدورة ما الذي يصلح لك تختبر في خلال هذه الدورة فهم هذا الطالب واستيعابه بعض المعلمين للاسف يستعجل فماذا يقول؟ يقول لي بعض الطلبة اذهب الى ادرس في فن المنطق. واقرأ هذا الكتاب وهذا الكتاب. او اذهب الى فن وصول الفقه واحفظ في هذه المنظومة. وهو لا يعرف ان هذا الطالب قدراته الذهنية ضعيفة جدا ان هذا الطالب همته مهترئة. ليس له قدرة على ان يفهم مسائل في المنطق او في اصول الفقه او دقائق مسائل الاعتقاد. فارشادك الخاطئ ايها المعلم قد يكون سبب في تدمير طالب علم وانت لا تشعر بذلك العلماء يقولون على المعلم ان يتأنى في نصحه للطالب. اذا جاءه طالب جديد ماذا يفعل معه؟ يقول لي هذا الطالب انضم الى ركب واحضر معي هذه المجالس اذا وجدت فيك قدرة على شيء معين ساخبرك او من دون ان يقول اذا وجدت في قدرة على شيء معين يقول احضر هذه المجالس وفي نهايتها ان شاء الله او في ختام هذه الدورة ارشدك الى ما يصلحك. وفي خلال هذه الدورة المعلم يسارق النظر الى هذا الطالب ينظر في فهمه في استيعابه يحلل شخصيته ويعرف ما الذي يصنع له وما الذي لا يصلح له قال ابن جماعة. قال لم يشر عليه بشيء حتى يجرب دينه ويعلم حاله. قال فان لم يحتمل الحال التأخير اشار عليه بكتاب سهل من الفن المطلوب يعني اذا كان هذا الطالب طالب اتى يريد ان يسافر يعني طالب لن يجلس عند هذا الشيخ مرار طريق يريد ان يعرف شيء ثم يذهب. فقال يا شيخ ايش افضل كتاب ترشدني اليه؟ مثلا في اصول الفقه او في الاعتقاد او في الفقه او كذا. هنا المعلم لا يجد وقت ليختبر ذهن هذا الطالب ويعرف حاله. فهنا ابن جماعة يقول لك ارشد هذا الطالب الى اسهل كتاب في هذا الفن اذا كان الطالب مران طريق كما يقولون. بعض الطلبة احيانا يأتوننا من بلدان من الخارج من بلدان الخليج او ما شابه ذلك. يسألوننا يقول لنا يا شيخ ايش افضل كتاب من وفي هذا العلم وانا اعرف هذا الطالب لن يرتبط معي هو منشغل في حياتي ويسافر غدا الى بلده. فهنا اشير على هذا الطالب باول كتاب واسهل كتاب في هذا العلم ليرتبط ثم بعد ذلك الله سبحانه وتعالى ييسر له من يرشده الى ما هو اعلى منه. قال فان رأى ذهنه قابلا وفهمه جيدا نقله الى يليق بذهنه والا تركه يعني هذه عودة والله اعلم الى الشخصية السابقة. الشخصية التي جلست معك. يعني جاءك طالب جديد. سألك عن علم عن فن معين من الفنون انت قلت له احضر معي هذا المجلس. هذا الطالب ليس من باب الطريق. بل هو يريد ان ينضم الى ركبك ايها المعلم. تقول له احضر معي هذه الدورة وانا في ختامها الاحظ همتك وارى ما الذي تطيقه من هذه العلوم؟ فاذا جر بهمته واختبره فوجده صاحب همة عالية يرتقي بهذا الطالب الى الكتاب الذي يناسبه لان بعض الطلبة احبتي الله سبحانه وتعالى اتاهم ذهنا جيدا فابقاؤهم على الكتب المختصرة السهلة كثيرا هذا يشعرهم بالملل والضجر والسآمة يعني بعض الطلبة يبان او بعض المرشدين والناصحين يظن دائما ارشاد الطلب الى الكتب السهلة هو افضل شيء. هذا خطأ بعض الطلبة الذين اتاهم الله سبحانه وتعالى دينا متقدا ارشادهم الى الكتب السهلة هذا يضر بهم يضر بهم. فعلى المعلم ان ينظر في حال الطالب متى وجد ذهنه عال واستيعابه مرتفع وان هذا الطالب قطع مشوار جيد. فهنا يرشده الى كتاب اعلى حتى يرتقي بذهنه ويرتقي بهمته. قال فان رأى ذهنه قابلا وفهمه جيدا نقله الى كتاب يليق بذهنه. قال والا تركه يعني اذا ما وجد حد مع هذا الطالب ما استطاع ان يعرف شخصه وما استطاع ان يصل الى مقدار فهمه. هذا الطالب طلب منه المعلم ان يحضر هذه المجالس لكنه ولم يلتزم بحضورها فما استطاع ان يعرف شخصيته. في هذه الحالة يترك المعلم لا استطيع ان اقدم لك نصيحة تليق بك. انتهى الامر ما في داعي الى ان تقسم ظهر هذا الطالب يكفي ان يقول له لا استطيع ان انصحك لاني لم اقف على شخصيتك بعد. وهذه افضل نصيحة يمكن ان تقدمها في هذا الحال. قال وذلك لان الطالب الى ما يدل اه وذلك لان نقل الطالب الى ما يدل نقله اليه على جودة ذهنه يزيد انبساطه. والى ما تدل على قصوره يقلل نشاطه. هذه الفكرة التي ذكرت لكم قبل قليل ان الطالب اذا كان متخذ الذهن فالمعلم اخذ بيده ونصحه بكتاب عالي في الفن هذا يزيد نشاط هذا الطالب. طالب ذكي جدا يستطيع ان يقرأ كتب متأهلة او متقدمة في هذا الفن. فارشاد المعلم لهذا الطالب الى هذه الكتب يزيد انبساطه وهمته. وارشاده الى كتب مبسطة بصلة لا تليق بعقله وذهنه هذا يثبط همته. فعلى المعلم ان يهتني بهذا المنهج قال واخيرا نختم بهذه القاعدة ولا يمكن الطالب من الانشغال في فنين او اكثر اذا لم يضبطها. بل يقدم الاهم فالاهم كما سنذكر ان شاء الله. واذا علم او غلب على ظنه انه لا يفلح في فن اشار عليه بتركه والانتقال الى غيره. مما يرجى فيه فلاحه الاخيرة تتعلق اه وهي قاعدة مهمة جدا لطلبة العلم وكثير ما يسأل عنها. قضية هل ابدأ بفنين او بفن واحد وهنا النصيحة التي اقدمها لاحبتي الطلبة ان هذا الامر يختلف من طالب الى طالب ومن عقل الى عقل. بعض الطلبة ربنا سبحانه وتعالى اتاهم ذهن واسع وقت متسع وفقهم الى معلمين ومدرسين مهارة فيستطيعون بكل هذه العوامل ان يجمعوا بين فنين في دراسة واحدة ايه ده فهذا نعم اوجهه الى دراسة فنين حتى يستغل عمره لكن اذا كان الطالب لا يستطيع ان يجمع بين اثنين وصارت فهمي فن واحد هنا ماذا اقول لهذا الطالب؟ اقول له اقتصر على فن واحد ولا تحمل نفسك ما لا تطيق قال وان علم او غلب على ظنه انه لا يوجد في فن اشار عليه بتركه. اذا غلب على ظن المدرس ان هذا الطالب اذا ارشدته الى هذا لن يتقنه وسيصعب عليه ان يفهمه او ان هذا الطالب شرع مع المدرس في هذا الفن. لكنه لم يتقن هذا الفن. في هذه الحالة المعلم يشير على هذا الطالب ان يقف عن هذا الفن ويذهب الى ما هو اصلح وانفع له حتى لا يذهب عمره سدى. هذه هي نصائح لا اريد ان اطيل اكثر من ذلك في بعض القضايا لكن لانها واضحة لكن انبه واعيد التكرار عليها حتى تتضح للمعلم وللطالب. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان نكون وفقنا لما ابدينا من النصائح والتوجيهات وان ينفعنا بكلام ابن جماعة وان يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم