يا طالبا للعلم يرجو نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا حياكم الله احبتي في مجلس جديد نعقده بعد انقطاع في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم للامام ابن جماعة الكناني الشافعي عليه رحمة الله تعالى وكناخد انتهينا في الحديث قبل انقطاعنا او كنا نتحدث قبل انقطاعنا في ادب العالم مع طلبته وفي حلقة العلم. ما هي الاداب التي ينبغي ان يتحلى العالم في تعامله مع طلبة العلم اه كيف ينبههم؟ كيف يعلمهم؟ كيف يدرسهم؟ كيف يوجههم؟ هناك كثير من الاداب الدقيقة طرحها ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه في طرق التدريس في طرق التوجيه في طرق ادارة الحلقة والمجلس. من الذي يتكلم؟ من الذي اسكت من الذي يسمح له بالكلام من الذي يوجه لي السؤال؟ الى غير ذلك من الاداب التي سبق واشرنا اليها في مجالس سابقة واليوم نكمل شيئا من هذه الاداب الرفيعة التي طرحها ابن جماعة عليه رحمة الله. قال ابن جماعة في الادب العاشر من اداب المعلم مع طلبته قال ان يذكر للطلبة قواعد الفن التي لا تنخرم اما مطلقا اي لا تنخرب مطلقا كتقديم المباشرة على السبب في الضمان او غالبا يعني لا تنحرموا غالبا وان كانت قد تنخرم في بعض الصور الجزئية كل يميني على المدعى عليه اذا لم تكن بينة الا في القسامة. اذا بدأ هنا ابن جماعة رحمة الله عليه يبين للعالم كيف يدرس الطلبة وقد كنا في المجالس السابقة ذكرنا شيء من طرق تدريس العالم او والمدرس او المتصدر للطلبة من خلال التوضيح والمثال وتصوير المسألة قبل الدخول في ادلتها الى غير ذلك من المهارات. اليوم ابن جماعة رحمة الله علي يتكلم ايضا في هذا الميدان مرة اخرى. ويبين ان المعلم الناجح المدرس الناجح هو الذي ينص على القواعد ابتداء. ينص على ماذا؟ ينص على قواعد الفن الذي يريد الطالب ان يدرسه. والكتب التي تجمع لنا قواعد الفن سوى فن النحو او فن الصرف او البلاغة او غير ذلك من فنون العربية او قواعد الفقه واصول الفقه واصول الدين اه او قواعد التجويد او قواعد التفسير او قواعد علم الحديث. هذه الكتب هي التي نسميها الان كتب المتون. وهذه الكتب ربما البعض من او كثير من المعاصرين ينظر اليها على انها تمثل زمن الجمود وزمن انغلاق الفكر وفي الحقيقة هذه نظرة خاطئة تماما تنم عن جهل بقيمة هذه الكتب. وعن عدم تأصيل عليها. فكل انسان تأصل على هذه الكتب يدرك قيمتها العظيمة في توضيح سورة الفن لدى طالب العلم. اي طالب علم تعلم على كتب المتون. ربما كلمة المتون هي التي يعني تشعر الانسان بشيء من الجمود سميها ما شئت سميها الكتب التي تجمع قواعد الفن. بدل ان تسميها كتب المتون. سميها الكتب التي تجمع قواعد الفن. ان يتعلم الطالب هذه الكتب التي تجمع القواعد الاساسية في الفن. ويتدرج من خلالها في الارتقاء هذا من الامور المهمة جدا. فعلى طالب العلم وعلى المعلم ان يختار كتابا لطلبته يجمع القواعد الاساسية في الفن الذي يريد ان يدرسه. القواعد التامة التي لا تنخرق ابدا كما قال بالجماعة والقواعد الاغلبية هذه هي القواعد هي الاساس الذي ينبغي ان يكون عند الطالب طالب يبني عليه علمه فإذا اولا على المعلم ان يدرس الطالب القواعد الأساسية في اي فن يريد ان يدرسه هذا الطالب. من الخطأ الكبير وهذا للأسف اليوم يوجد في الدراسات الاكاديمية ان يبدأ الطالب بدراسة الخلاف الفقهي بدراسة اقوال العلماء وتفاصيل قول فلان ابن فلان داخل المذهب والطالب لم يضبط بعض قواعد المذهب الاساسي المتفق عليها. او لم يأخذ مذهبا اصلا من المذاهب يتمذهب عليه. هذا جهل بطرق التدريس هذا من الاسباب التي اعادتنا درجات كبيرة الى الوراء في سلم صناعة العلماء وطلبة العلم المتقدمين لذلك نقول احبتي اذا اردنا ان نصنع مناهج تدريس صحيحة اذا اردنا ان نخرج طلبة علم حقيقيين يستطيعون ان يتعاملوا مع الواقع مع النوازل علينا ان نحسن طرق التدريس وان نحكمها جيدا. وابن جماعة في ثنايا كتابه تكلم عن كثير من هذه الطرق. وهذه هي التي معنا الان هي احدى هذه القواعد المهمة. ان المعلم والطالب كذلك ينتبه على هذه القضية. على المعلم ان يختار في بداية تعليمه كتابا جامعا يحتوي على قواعد الفن القواعد الاساسية في هذا الفن. الطالب يجلس على هذه القواعد يفهمها. يضبطها. يأخذ امثلة عليها. ثم بعد ذلك في المستقبل ان شاء الله يلتقي الى كتاب اكبر جامع ثم ينتقل الى كتب الخلاف وهكذا ينمو ذهن طالب العلم وهنا ذكر مثالا على قاعدة مطلقة كتقديم المباشرة على السبب في الضمان او قاعدة اغلبية. طبعا لا افسر القواعد الفقهية ميدان القواعد الفقهية لكن هو ذكر فقط مثالا على القواعد المطلقة التي لا تنخرم. ثم ذكر مثالا على قاعدة اغلبية كاليمين على المدعى عليهم. اذا لم تكن بينة الا في القسامة الا في القسامة هذا الاستثناء يبين لنا ان قاعدة ان اليمين على المدعى عليه في حالة عدم وجود هي قاعدة اغلبية انه في القسامة اليمين ليست على المدعى عليه فاذا هناك استثناء فهذا ينبه على ان قاعدة اليمين عن المدعى عليه هي قاعدة ماذا؟ قاعدة اغلبية. فاذا المعلم يدرس الطالب القواعد المطلقة والقواعد الاغلبية. ثالثا والمسائل المستثنى من القواعد. بعد ان يدرس المعلم للطلبة القواعد الثابتة الاصيلة التي لا تنخرم والقواعد الاغلبية ينتقل بعد ذلك لتدريسهم الاستثناءات وهذا يكون في اي قاعدة في القواعد الاغلبية لانه اذا كانت قاعدة مطلقة ليس لها استثناء. وانما الاستثناء في القواعد الاغلبية لانه القاعدة الاغلبية ما سميت اغلبية الا لان لها استثناءات. فبعد ان يعلم المدرس الطالب القاعدة الاغلبية ينتقل به بعد ذلك الى المسائل المستثناة. قالوا يعلمه المسائل المستثناة من القواعد كقولهم مثلا من المسائل المستثناة عند الشافعية لان ابن جماعة شافعي فلذلك يكثر من ذكر الامثلة في مذهبه كقوله العمل بالجديد من كل قولين قديم وجديد. المذهب الشافعي معروف ان الامام الشافعي عندما كان في العراق كان له مذهب قديم. وعندما ذهب الى مصر غير كثير من اقواله واصبح المذهب المصري يسمى له المذهب الجديد. فالان الشافعي رحمة الله عليهم وعلماء المذهب كيف يتعاملون مع الاقوال القديمة والجديدة للشافعي هل فقط المعتبر هو قول الشافعي الجديد ام يمكن الرجوع الى الاقوال القديمة؟ فالقاعدة الاغلبية هي ان العمل بالجديد من كل قولين قديم وجديد. يعني اي مسألة للشافعي فيها قول قديم يخالف قول الجديد فالقاعدة الاغلبية ان العمل لماذا؟ بالجديد. قال الا في اربع عفوا الا في اربع عشرة مسألة. الا في اربع عشرة مسألة ويذكر يعني الان لاحظوا هذا الاستثناء ايضا القاعدة الاغلبية ان العمل بالجديد في كل مسألة فيها قديم وجديد. باستثناء اربع عشرة مسألة. العمل وفيها بالقديم يترك فيها القول الجديد ويعمل بالقول القديم. اذا هذه الاربعطعشر مسألة هذه استثناء. على المعلم ان يعلمها لطلبته. قال ويذكرها. اي يذكر المعلم هذه استثناءات. قال وكل يمين على نفي فعل الغير فهي على نفي العلم. الا من ادعي عليه ان عبده جنى فيحلف على البت على الاصح يعني اذا طلب مني انا كمدعى علي ان احلف يمين على ماذا؟ على نفي فعل الغير على ان لم يفعل كذا طلب مني ان احذف يمين على ان غيري لم يفعل كذا. فاقول اقسم بالله ان فلان الفلاني لم يفعل كذا. حينما تحلف يمينا على ان اللي هو فعل للغير. لم يفعل كذا انت تعلف يمينا على ماذا؟ على نفي علمك بانه فعل كذا وكذا. على نفي العلم يعني ان في علمي بانه فعل كذا وكذا. الا مسألة واحدة. عليك ان تعرف يمينا باتا بان هذا الغير لم يفعل ابدا مئة بالمئة هذا الشيء. ما هي هذه المسألة الاستثنائية؟ قال الا من ادعي عليه ان عبده جنى. انا عندي عبد وادعي على عبدي انه جنى ارتكب جريمة. وطلب مني انا السيد ان احلف على ان عبدي لم يفعل هذا الفعل. هنا لا احلف يمينا على انتفاء علمي بانه فعل لا يجب ان احلف يمينا باتا انه مائة بالمائة لم يفعل هذا الفعل. وليس مجرد نفي العلم. لا يهمني تصوير المسألة كثيرا. المهم نلاحظ ان القائد العامة ان كل مدعى عليه طلب منه ان يحلف يمينا على نفي فعل الغير فانه يحلف على انتفاء علمه الا في مسألة واحدة هي المسألة الفلانية. فاذا هو يريد ان يوضح لك ان العالم عليه ان يعلم الطلب القواعد الاصول المطلقة. القواعد الاغلبية ثم يعليهم الاستثناءات بالتدريج. هكذا ينمو العلم يكون متسقا متناسقا. يتعلم القواعد الاصيلة القواعد الاغلبية ثم تتعلم الاستثناءات فيبقى علمك ينمو رويدا رويدا تمام ثم قال بعد ذلك وكل عبادة يخرج منها بفعل منافيها ومبطلها. الا الحج والعمرة. ايضا مثلا هذه مثال اخر. القاعدة من اي عبادة تفعلها كيف تبطل اذا فعلت ناقض من نواقضها او مبطل من مبطلاتها. فانت هكذا تخرج من العبادة. صح؟ قال الا في الحج والعمرة. الانسان في الحج والعمرة حتى لو ارتكب مفسد وسداد الحج ومبطل المبطلات الحج او العمرة. فانه عليه ان يستمر في اداء هذا النسك. وعليه كفارات معينة تذكر في كتب الفوه. فاذا هذا ايضا من الاستثناء كل وضوء يجب فيه الترتيب الا وضوء تخلله غسل الجنابة واشباه ذلك. القاعدة الاغلبية كل وضوء من اركانه الترتيب بين الاعضاء الا استثناء واحد. وضوء لا يشترط فيه الترتيب. الوضوء اثناء غسل الجنابة. اذا انت نويت بغسل الجنابة ان ترفع الحدث الاصغر والاكبر وتوضأت فلا يشترط الترتيب في هذا الوضوء بحد ذاته. وغير ذلك. اذا هذه المهارات كل ما كان المعلم احبتي متقن لمذهبه او للعلم او الفن الذي الذي يدرسه كل ما كان قادر على صياغة القواعد وبهذه الاستثناءات. وكلما كان ضعيفا كلما دخلت عليه الامور في بعضها قال واشباه ذلك؟ قال ويبين مأخذ ذلك كله. اي بعد ان يبين القواعد الاصيلة المطلقة والقواعد الاغلبية ويبين الاستثناءات ان يبين لماذا هذا السكني؟ المأخذ يعني سبب الاستثناء. لماذا هذا الفرع خرج عن هذه القاعدة التي كان ينبغي ان يكون فيها لكنه خرج. قال يبين المآخذ. قال وكذلك كل اصل وما يبنى عليه. اذا المعلم عليه ان يبين بشكل عام الاصول وما يبنى عليه انه مثلا هذا اصل ويتفرع عليه كذا وكذا وكذا وكذا. وهذه الاصل والقاعدة يتفرع عليها كذا وكذا وكذا. اذا باختصار يعني حتى نلملم الكلام. اه المعلم يدرس الطالب القواعد ويدرسه ما ينبني على هذه القواعد وما يخرج من هذه القواعد. فحينما يقول وكذلك كل اصل وما يبنى عليه ترى هذه الجملة كان ينبغي ان انه الاصل هي القواعد العامة. فانت تعلم الطالب القواعد المطلقة. القواعد الاغلبية وما يبنى عليها ويتفرع عليها. وتعلمه في نفس الوقت التي خرجت منها وتبين هذا الفرع لماذا السكني؟ هذا امر مهم جدا في التدرج في ذهن الطالب وفي تعليمه. امر مهم جدا في التدرج في في عقلية الطالب قال من كل فن يحتاج اليه يعني هذه الطريقة اللي في التعليم تسلكها في كل فن تحتاج اليها وتحتاج الى تدريسه. قال من علمي التفسير والحديث وابواب الدين والفقه يعني علم اصول الدين وعلم اصول الفقه. قال والنحو والتصريف واللغة ونحو ذلك اي فن اي علم من العلوم سواء العلوم اللغوية او العلوم الشرعية او العلوم العقلية ينبغي ان تكون هذه الطريقة في التدريس واضحة حاضرة. اما ما يحدث اليوم في جامعتنا الاكاديمية ان يبتدأ مع الطالب بكتاب يحتوي الاصول والخلاف والفروع والاستثناءات كلها مدموجة مع بعضها البعض وللاسف كثير من المعاصرين كتابته غير منضبطة ولا تسير عن الطريقة التعليمية الصحيحة. فتجد الكلاب مشوش على الطالب ولا يستطيع ان يعرف بدايته من نهاية ما يعرف الاصل من الفرح وما يتفرع هذه القاعدة مما يستثنى منها فهذا للاسف مشتت لطالب العلم ولا يثمر فيه اداء العلم. ولا يمكن ان ينتج شيئا على مدار طلبه للعلم قال اما بقراءة كتاب بالفن او بتدريج على الطول. يعني آآ طريقة التدريس اما ان تختار كتاب جامع في الفن. يحتوي على القواعد وما عليها والاستثناءات واما ان تبدأ تتدرج مع الطالب. وهذا هو الاسلوب الثاني هو الاسلوب الانجح. ان يختار المعلم كتاب اولا يحتوي القواعد فقط الطالب يعرف القواعد ويحفظها مع ذكر امثلة عليها. ثم ينتقل الى كتاب اوسع يحتوي على القواعد مع استثناءاتها. وسبب الاستثناء. التدرج دايما هو فيه خير وبركة لذلك جاء في تفسير قوله تعالى ولكن كونوا ربانيين ان الرباني هو الذي يعلم الناس على صغار العلم قبل كباره وهذا كله اذا كان الشيخ عارفا بتلك الفنون والا فلا يتعرض لها بل يقتصر على ما يتقنه منها. اي كل هذه اصلا القواعد التي نتكلم عنها مهارات التدريس متى يفعلها المعلم؟ اذا كان اصلا المعلم متقن لهذا الفن. اما ان يتصدر الشيخ او الطالب او المعلم لتدريس فن من الفنون هو غير متقن له فهذا لا يليق به. قال ومن ذلك نواذب ما يقع من المسائل الغريبة والفتاوى العجيبة والمعاني العجيبة نوادر الفروق والمعاية ايضا على المعلم ان يحسن اه تدريس المسائل الغريبة والفتاوى العجيبة ويوقف الطالب عليها ونوادر الفروق والمعاينة المعاينة هي المسائل التي يقع فيها المعاينة هي للغاز. بعض المسائل الفقهية او العقدية او الاصولية مسائل دقيقة. ويمكن يكون فيها شيء من الالغام فعلى المعلم اه ايضا ان يطرح هذا على الطلبة المسائل الغريبة والعجيبة لكن ليس في بداية التعلم. انه هذه المسائل الغريبة والفريدة والتي لا تسير عن الاصول العامة هي مسائل تحتاج الى شحن ذهن وتحتاج اه الى طالب عنده اصول. المعلم هذه يطرحها على الطالب في وقت لاحق. فيه يعني مراحل المتقدمة وليس في بداية تعلمه للعلم قال رحمة الله تعالى عليه ومن ذلك ما لا يسع الفاضل جهله اي المعلم الفاضل ان يجهله كاسماء مشهورين من والتابعين ومن بعدهم من ائمة المسلمين وكبار الزهاد والصالحين في الخلفاء الاربعة وبقية العشرة المبشرة بالجنة والنقباء الاثني عشر الذين اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية والبدريين كثيرين من رواية الاحاديث والعبادلة وهذا لقب نطلق على عبد الله بن عباس وعبدالله بن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص وعبدالله بن الزبير هذا هو الصحيح المشهور عند علماء الحديث. والفقهاء السبعة آآ والفقهاء السبعة هم سبعة في المدينة كابن المسيب ومن معه. قال والائمة الاربعة اصحاب المذاهب المتبوعة. بل فيضبط اسماءهم وقناهم واعمارهم ووفياتهم وما يستفاد من محاسن ادابهم ونوادر احوالهم فيحصل له مع الطول فوائد كثيرة النفع ونفائس اه عزيزتي الجميع. يقول لي بالجماعة في هذا النص انه ينبغي على المدرس والمتصدر وعلى طالب العلم عموما ان يكون على دراية باسماء كل هؤلاء الائمة الكبار من الصحابة وخاصة كبار الصحابة والتابعين ومن عرف منهم بالعلم والفقه والديانة وعلماء الامة آآ ممن عرف بعلمه وضبطه كالائمة الاربعة فيضبط اسماء هؤلاء القوم ويضبط قناهم وحياة هؤلاء الناس ويقف على سيرهم وهذا فيه خير عظيم حقيقة لطالب العلم لان هذه السير اه تعطيك كيف انسان يطلب العلم وتوقف على حياة هؤلاء وكيف طلبوا العلم وكيف مارسوا؟ دائما طالب العلم يبحث عن قدوة له في هذه الحياة. فان لم يجد قدوة حية يستطيع ان يجد قدوة من هؤلاء الائمة الكبار. قال وليحذر كل الحذر من منافسة بعضهم لكثرة تحصيله او زيادة فضائله لان فضائلهم عائد اليك وحسن تربيتهم محسوب عليه. وله من جهتهم في الدنيا الدعاء والثناء والذكر الجميل وفي الاخرة الثواب الجزيل. يقول ابن جماعة عليه رحمة الله وليحذر المدرس من منافسة بعض الطلبة. احيانا بعض الطلبة قد يفوق المدرس في بعض الفنون ويبرز وهنا المدرس قد يدخل شيء من الحسد. ومحاولة منافسة هذا الطالب والتقليل من شأنه ومحاصرته حتى لا يبزغ نجمه. فيقول ابن جماعة وليحذر كل الحذر من منافسة بعضهم. اي من ان ينافس المعلم بعض طلبته بسبب كثرة تحصين هذا الطالب للعلم او زيادة فضائل له بين الناس وانتشار ذكره وسيطه. لان لماذا؟ قال لان ثواب عائد اليه يعني هذا الطالب اذا بزغ نجمه واصبح عالما كبيرا فعلمه فائدته تعود على من؟ عليك ايها العالم. فانت ما في داعي ان تنافس اذا كنت صادقا مع الله سبحانه وتعالى يترك له الثواب. فاجعل الطلبة يتميزون حتى لو فاقك الطلبة فخير ذلك عائد اليك. لانك انت من فتحت له الباب حتى يلج الى العلم. قال لان ثواب فضائلهم عائد اليه وحسن تربيتهم محسوب عليه وله من جهتهم في الدنيا الدعاء والثناء هم يدعون لك بسبب العلم الذي منعته لهم. والذكر الجميل في النهاية سيبقى فلان ابن فلان ذاك العالم يقال انه تربى على يديك هذا اصلا اذا كنت تبحث عن هذه الميزة والانسان الصادق مع الله سبحانه انما هدفه ان يصنع طالب علم او عالم يقود هذه الامة الى بر الامان هذا هو الهدف الذي ينبغي ان يكون متفق عليه بين جميع المدرسين والمتصدرين لتعليم العلوم الشرعية. وفي الاخرة الثواب الجزيل. اذا المعلم عليه ان لا ينافس طلبته بل عليه ان يكون اه متواضعا معهم يريد الخير لهم. لا يكتب عنهم شيء من المعلومات خشية ان يفرغوه بالعكس دائما يكون هدفه ان يعطي وان يمنح وان يوصل الخير لهم حتى لو فاقه الطلبة فخير ذلك عائد اليه في الدنيا وفي الاخرة اه الادب الحادي عشر قال الا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة او اعتناء مع تساويهم في الصفات من سن او فضيلة او تحصيل او فان ذلك ربما يوحش منه الصدر وينفر القلب. يقول ابن جماعة في الادب الحادي عشر على المعلم خاصة في مجلس العلم آآ بان يظهر للطلبة انهم سواسية عنده. ولا يفضل بعضهم على بعض اذا تساوى الطلبة في الفضيلة. يعني الكل نشيط الكل مجد الكل صاحب ديانة الكل صاحب همة. اذا لا يوجد شيء يستحق ان تقدمه طالب على طالب في ظاهر الحال. فعليك ان تعاملهم جميعا على انهم سواسية. لانه اي تمييز من دون سبب ودافع له مقنع. هذا سيجعل القلوب تنفل من هذا المعلم ويتهم بانه الله يفضل بعض الطلبة على بعض او يميل لفلان على فلان ويسبب له مشاكل هو في غنى عنها. ويمنع من وصول خيره لكثير من الطلبة. فالقاعدة العامة في باب التدريس ان المعلم الناجح لا يميز بين طلبته في مجلس التدريس. اذا كان الطلبة بهذا الضابط سواسية في فضائلهم. لذلك قال ان لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة او اعتناء. مع تساويهم في الصفات الصفات من سن او كلهم متقاربون في السن او في الفضيلة او في تحصيلهم في تحصيل العلم والانكباب عليه او ديانة فالكل متساوي في هذا الصفات اذا ينبغي على المعلم ان يعاملهم على انهم سواسية. قال فان كان بعضهم اكثر تحصيلا واشد اجتهادا او ابلغ اجتهادا او احسن ادبا فاظهر اكرامه وتفضيله وبين ان زيادة اكرامهم تلك الاسباب قال فلا بأس بذلك لانه ينشط ويبعث عن الاتصال في تلك الصفات. يعني متى يمكن للمعلم ان يظهر اهتمامه ببعض الطلبة عنده في مجلس اذا كان بعض الطلبة يفوق غيره اه في التحصيل او في الديانة والاجتهاد في العبادة او ما شابه ذلك. فهنا قد يمدحه قد يمدحه المعلم ويبرزه على اخوانه ويبين سبب ذلك اني مدحت فلان لانه اليوم حفظ المطلوب منه وانتم قصرتم. والله اعتني بفلان لانه فعل الواجب لانه منكب العلم في ظهر سبب تمييز فلان عن اقرانه. وهذا في الحقيقة قد يكون شيء ايجابي في كثير من الاحيان. لانه يحفز باقي الطلبة على ان يقتدوا وان يزداد نشاطهم حتى يصلوا الى تكريم استاذهم وشيخهم قال وكذلك لا يقدم احدا في نوبة غيره او يؤخره عن نوبته الا اذا رأى في ذلك مصلحة تزيد على مصلحة مراعاة النوبة. فان سمح بعضهم لغيره في نوبته فلا بأس. وسنذكر ذلك مفصلا ان شاء الله. الان النوبة المراد بها الدور في القراءة على الشيخ قديما اه وحتى الان في بعض المحاضر العلمية يكون كل طالب يحجز موعد للقراءة على الشيخ. وهذا في الحقيقة شيء جربته بنفسي. حينما كنا ندرس في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كنا نتسابق ان نسجل اسماءنا. نأتي قبل الفجر ونأتي الى الحرم الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. نسجل اسماءنا في ورقة حتى نحرز دور مبكر للقراءة على الشيخ بعد المغرب تصور يعني نحن نأتي قبل الفجر حتى نسجل اسماءنا في الورقة ونحجز دورا مبكرا حتى نستطيع ان نقرأ على الشيخ بعد المغرب كنا نتسابق مع بعضنا البعض والاستيقاظ والذهاب الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لنسجل اسماءنا في تلك الورقة فمن كان يحضر مبكرا كان يسجل اسمه في اعلى الورقة فيأتي دوره مبكرا عند المغرب. ومن كان يأتي متأخرا بعض الطلبة كان يأتي على الظهيرة فهذا بالكاد يدرك دورا في ذاك اليوم لكثرة تزاحم الطلبة على الشيخ فهنا الادب في هذا الباب ان المعلم اذا جاء وقت صلاة المغرب مثلا جاء شيخنا فامسك هذه الورقة ونظر في اسماء الطلبة على الترتيب. هنا الاصل ان يلتزم بالترتيب المسجل في الورقة ولا يقدم نوبة طالبة يدور طالب على دور سابقه. لماذا؟ لان هذا مباشرة سيوحش القلب. يعني انا اتيت مبكرا. لماذا تقدم زميلي الذي اتى علي هذه مشكلة. فيقول ابن جماعة ولا يقدم احدا في نوبة غيره عندما يأتي دور فلان في الورقة لا يجوز ان يقدم شخصا اخر عليه قال او يؤخر عن نوبته او تؤخر هذا الطالب الى اخر الطلبة مع انه جاء مبكرا ودون اسمه مبكرا. قال الا اذا رأى في ذلك مصلحة تزيد على مصلحة مراعاة النوبة الا ضمن مصالح معينة مثلا هذا الطالب ولده كبير فيخبره اني انا سأؤخرك في نوبتك الى اخر المجلس لان مثلا وردك يحتاج مني الى جلوس والى فترة ولا اريد ان اؤخر زملائك. المهم ان ياتي باجابة مقنعة لهذا الطالب تفسر له لماذا اخر نوبته لاحظوا كيف كانوا العلماء يهتمون بنفسيات الطلبة. هذا امر مهم جدا المعلم صديق للطالب. الشيخ مربي وقدوة للطالب فينبغي ان يكون مراعيا لنفسية الطالب في كل خطوة يخطوها. هذا الشيء اذا اراد ان يصنع عالما ان يصنع انسانا متزنا ليس مجرد هو ان يلقي المعلومة ويذهب بل يحتاج ان يراعي اه شخصية هذا الطالب وان يبنيها بناء سليما. بحيث ان هذا الطالب يشعر بان هذا الشيخ قدوة له هذا الشيخ علمه كل شيء في التربية في الاخلاق في السلوك. انه هذا الطالب في المستقبل سيصبح شيخا وسينقل الاداب التي تعلمها من شيوخه الى الطلبة الذين سيأتون بعد ذلك. فينبغي ان تكون سلسلة الادب سلسلة متوارثة من الاشياخ الى طلابهم وهؤلاء الطلاب يكبرون ثم يعلمون طلبتهم وهكذا. فسلسلة الادب وسلسلة صناعة الشخصية طالب العلم. هذه الامور احبتي توارثناها من علمائنا وعلماؤنا نقلوها لنا عن اشياخهم وهكذا. لان هذه الامور امور مهمة جدا ولاننا غفلنا عنها في هذا الزمن الطالب يذهب الى الجامعة يأخذ محاضرة المعلم ينصرف والطالب ينصرف وانتهى كل اللقاء العلمي هذا ليس علما. ليس هكذا يصنع العلماء والدعاة. ليس هكذا نصنع اناسا يقودون هذه الامة ويأخذون بايديها الى بر الامان. صناعة العالم صناعة طالب العلم تحتاج الى دراسة شخصية الطالب. ومراعاة نفسيته وعدم تسبب مشكلة نفسية له في بداية طلبه. يعني بعض الطلبة عندهم خير وفيهم خير كبير. سبب نفوره عن العلم ان بعض الاشياء تصرفوا معه بتصرفات غير لائقة اللي صنعت حادث بين هؤلاء الطلبة وبين العلم وهذا من اه كبير الاخطاء التي يقع فيها بعض المدرسين. نعم هذا ليس عذرا للطالب بان يعني ينقطع عن العلم لكن ايضا علينا ان نرحم هذا الطالب وان نساعده في مسيرته العلمية من خلال معلم قدوة يقف معه الى نهاية الطريق ويصنع منه شخصية متزنة قال قال فاذا سمح بعضهم لغيره في نوبته فلا بأس يعني يمكن الطلبة ان يتسامحوا فيما بينهم فلان يقول لزميلي تقدم انا ساذهب وانا غدا اخذ نوبتك يعني اذا كان الاتفاق بين الطلبة فهذا امر واسع يتركه المدرس لهم قالوا وسنذكر ذلك مفصلا اي في اداب الطلبة عندما يأتي الى ذكرها قال وينبغي ان يتودد لحاضرهم ويذكر غائبهم بخير وحسن ثناء يعني المعلم اذا كان طالب حاضر يتودد يبتسم يتكلم معه بكلام جيد هادئ قد يتودد لحاضرهم ويذكر غائبهم بخير وحسن ثناء. والطالب الغائب اياك ايها المعلم ان تذكره بسوء امام اخوانك. ومن تقول فلان غاب. هذا رجل كسول. هذا ابطال ابليس الطالب علم جيد. اذا ذكرت طالبا في غيبته بسوء هذا الطالب انتهى. لن يعود اليك مرة اخرى هذا الطالب لن يعود اليك مرة اخرى. فانتبه ايها المعلم اياك ان تتحدث عن احد الطلبة في غيبته بسوء. قالوا وينبغي ان يتودد ويذكر غائبهم بخير وحسن حتى لو كثر منه الغياب التمس له عذرا حتى لو كان مقصر تأنيبك له لا يكون بذكره امام الطلبة. ان فلان مقصر ولا يحضر حتى يبلغ الطلب ذلك لزميلهم كلا اذا اردت ان تؤنبه وان توجهه وان تبين له خطأه فهل يكون بين المعلم وبين الطالب في مجلس الخاص؟ او ان يعرض ما بال اقوام لا يحضرون الدروس ويقصرون ولا يتكلم عن طالب بعينه حتى لا توحش الصدور في ذلك. قال وينبغي ان يتعلم اسماء وانسابهم ومواطنهم واحوالهم ويكثر ادعاء لهم بالصلاح. يعني على المعلم وهذا من لطيف ادب الشيخ ان يتعرف على اسماء الطلبة وقناهم انت يا فلان من اي بلدة كم عندك من الاولاد؟ وكيف وضعك؟ وماذا تعمل؟ انظر هذه العلاقة القوية المتينة التي تنشأ بين الشيخ وبين طلبته علاقة مودة ومحبة وتوجيه هكذا نصنع طلبة العلم. الشيخ القدوة المربي الذي يسير مع الطالب في رحلته في صناعة آآ علميته وشخصيته هذا المعلم هو الذي ينتج والذي يقدم نحن للاسف اليوم في حياتنا العلمية وفي حياة طالبة العلم يفقدون امثال هؤلاء القدوات يقفون معهم خطوة بخطوة في حياتهم بالتوجيه والنصح والارشاد والكتب التي يدرسونه ويعلمونهم ويعطونهم ثمرة الحياة حينما كان في الامة يعطون ثمرة الحياة والجهد لهؤلاء الطلبة كان ينتج في هذه الامة علماء يقودون الامة. لكن حينما اصبح العلم اليوم رسميات اولا تكاد رسومه تندثر ويحصر في جامعات اكاديمية وفقدنا المحاضر العلمية الصحيحة في المساجد ومجالس التعليم الشرعي لاحظوا الانتاج العلمي والفكري في هذه الامة ضعف جدا وما عدنا ننتج علماء. ننتج شيء من الثقافة ننتج اناس انصاب متعلمين لكن العالم الرباني ما زلنا نشتاق الى ان نرى امثال هؤلاء يقودون الامة الى بر الامان. وهذه الامة فيها خير. وستبقى تنتج وان كان هناك ضعف في هذه الفترة من حياة الامة لكن املنا كبير بالله سبحانه وتعالى انه سيكون هناك علماء وسيخرج ثلة من الافاضل الذين يأخذون بايدي طلبة العلم ويسيرون بهم نحو والسعادة والاصلاح لهذه الامة وصناعة الجيل ننتقل احبتي الى القاعدة الثانية عشر. كمثال من الوقت طيب القاعدة الثانية عشر قاعدة مهمة جدا جدا جدا وهي ترسخ الفكرة التي ذكرناها قبل قليل في اهمية العلاقة الوثيقة بين المعلم والطالب قال ان يراقب احوال الطلبة في ادابهم وهديهم واخلاقهم باطنا وظاهرا. فمن صدر منه من ذلك ما لا يليق من بارتكاب محرم او مكروه او ما يؤدي الى فساد حال او ترك اشتغال او اساءة ادب في حق الشيخ او غيره او كثرة بغير توجيه ولا فائدة او حرص على كثرة كلام او معاشرة من لا تليق آآ عشرته او غير ذلك مما سيأدي ذكره ان شاء الله في اداب المتعلم ماذا يفعل المعلم مع هذا الطالب الذي خالف الاداب؟ قد عرض الشيخ بالنهي عن ذلك بحضور من منه غير معرض به ولا معين له. يعني الان المعلم عنده طالب. ابتداء قبل ان ادخل في ذلك اكتبوا هذه قاعدة مهمة ان من وظائف المعلم ان يراقب احوال الطلبة في ادابهم وهديهم واخلاقهم باطلا وظاهرا. هذه قاعدة قاعدة مهمة جدا في علم التربية. ان المعلم كما قلنا ليس وظيفة المعلم ان يعطي المعلومة ويذهب ويغادر. كلا المعلم هو اب وموجه وشيخ لهذا الطالب. هو كل شيء لهذا الطالب. يراقب في اخلاقه في سلوكياته في حياته. في الفاظه في توجهاته في طياراته ينبه ينصح يرشده اذا سأله دائما يبادر الى اجابته متى وجد لذلك مستطاعا. اه دائما يسأل عنه يتفقده هذه العلاقة الوثيقة هي العلاقة الجميلة الراقية التي يمكن ان تنشأ بين المعلم والطالب وهي التي كما قلنا تصنع لنا جيلا مميزا من طلبة العلم بعقول اشياخهم وامتازوا بشخصيات متزنة هادئة تربوا على هدي سلف الامة في الاداب والاخلاق فينتجوا يصنعوا لنا شيئا يقودونها نحو بر الامان لكن اذا كان الطالب فقط هو يحصل المعلومة من شيخه ولا يحصل الادب والتوجيه والسلوك هنا ستنتج عندنا شخصيات مشوهة غير متزنة. انه هذا الطالب هو يتخبط في هذه الحياة. يحاول ان يبحث عن الاتزان. يحاول ان يبحث عن الادب الصحيح الذي ينبغي ان يسلك. عن المنهج الصحيح عن عن عن ولا يجد شيخا وقائدا ربانا يقود به هذه السفينة. سيأتيه وتتعثر خطواته واليوم يخطئ غدا يصيب وغدا وهكذا يبدأ يتلمس الطريق وحده وربما ينتهي عمره وهو لم يصل الى المنهج الصحيح. لكن المربي اه يقتصر على الامة كل هذه المسافات. ويقتصر على الطالب كل هذه المسافات من خلال التوجيه المستمر والعناية المستمرة. فهنا يقول ابن جماعة اذا لاحظ المعلم في الطالب باخلاق غير محمودة تصرفات غير صحيحة سلوكيات خاطئة عن المعلم بحضرة هذا الطالب ان يعرض تعريضا عاما يقول كما ما بال بعض الطلبة يفعلون كذا وكذا هناك اخوة للاسف يقومون بتصرفات خاطئة كذا وكذا. هناك اخوة يكثرون الكلام في المجلس عليهم ان يقللوا. ولا يعرض للطالب ينظر اليه بعض الطلبة يقولون كذا وكذا وينظر الي كشفته او يذكر باسمه يا فلان انت فيك من الاخلاق السيئة كذا وكذا وعليك ان تجتنبها هذي كلها اخطاء المئة عفوا اخطاء سلوكية منهجية تربوية علينا ان نجتنبها كمدرسين وكمتصدرين نتعامل مع الطالب كانه ابن لنا نريد له الخير نريد مصلحته نريد ان يبقى في مجالس العلم وفي محاضن التربية. لا نريد لهذا الطالب ان ينفر وان ينقطع. يكفي الملهيات والمشغلات التي تأخذ هذا الطالب وتنفره عن العلم. فانت ايها المعلم عليك ان تكون معينا لطالب العلم. واياك ان تكون منفرا من هذا الميدان. فنحن اليوم بنستجلب الطالب استجلابا ونعض عليه بالنواجذ. ونحاول كما سيأتي معنا كما يقول الامام الجماعة نرمي الشباك. لنصير طالبا من هؤلاء الطلبة لعل الله عز وجل ان يسخر على ايديهم النجاح والفلاح والفلاح لهذه الامة. التصرف الصحيح منك ايها المعلم باذن الله سبب في تثبيت الطلبة في مجالس العلم وفي محاضر التربية لذلك يقول عرض الشيخ بالنهي عن ذلك بحضور ما صدر منه غير معرض به ولا معين له. قال فان لم ينتهي. طيب هذا المعلم عرض تعريضا عاما. وهذا الطالب لم ينتهي قال فان لم ينتهي نهاه عن ذلك سرا ويكتفي بالاشارة يعني اذا لم ينتهي الطالب عن اخطائه ماذا يفعل؟ هذا المعلم من بعد المحاضرة ينادي هذا الطالب بينه وبينه يقول يا فلان ترى انت تصرفت هذا التصرف الخاطئ وهذا لا يليق بطالب العلم او هذا محرم او مكروه او لا يليق بالاخلاقيات او تصرفت مع زميلك بهذا التصرف وينبغي ان تعتذر منه. المهم بينك وبين هذا الطالب يحتاج الامر الى ذلك تبين له خطأه. قال ويكتفي بالاشارة مع من يكتفي بها فان لم ينتهي نهاه عن ذلك جهرا ويغلظ القول عليه. يعني هذا الطالب نصحته سرا ما ارتدع. يعني احنا نسير مع الطالب بخطوات. اولا التعريض العام ما ارتدع النصيحة سرا بينك وبينه. ما ارتدع هنا يصرح المعلم في مجلس العلم. يا فلان نصحناك كثير من المرات وانت لا لا تفعل هذا التصرف الان نعم هنا اصبح الموضوع فيه جحر. طيب لماذا؟ انظر ماذا قال من جماعة قالوا يغلظ القول عليه ان اقتضاه الحال لينزجر هو وغيره احيانا الامر يقتضي الجرعة من المعلم. انه بعض الطلبة مفسد لا يصلح ان يكون طالب علم فهنا يصرح المعلم يقول يا فلان ارتدع وانزجر عما انت عليه. وفي هذا التصريح في الحقيقة يعني انت في نهاية المرحلة. زجرته وزجرته غيره قالوا ويتأدب به كل سامع هناك اي انسان او اي طالب حاضر في هذا المجلس حينما ينظر في هذا المعلم المعلم طفح معه الكيل عرض وهو هذا الطالب لم يرتدع. نصحه سرا وهذا طالب لم يرتدع. هنا المعلم يصرح من الطلبة ليريهم ان مجالس العلم لها حرمتها. وان هذا العلم حرمته ووقاره ولا يسقط الانسان لاي انسان ان يحمله والذي يحمل العلم يكون صاحب وقار صاحب ادب صاحب خلق صاحب سلوك. فاذا كنت انت لست مؤهلا لحمل هذا العلم اتركه اما اذا تركنا بعض الطلب الذين يحملون الاخلاق الرديئة في الاستمرار في طلب العلم في الحقيقة نحن نخرج للامة نماذج مشوهة. واليوم الان في واقعنا نحن نرى كثير ممن يتصدر للتعليم ويحسب نفسه انه من اهل العلم بذيء اللسان سليط اللسان مسقط دائما للخصوم عباراته نابية لماذا؟ لانه هذا الطالب لم يتربى. لم يوجد له شيخ او لم يجد شيخا يربيه على الاخلاق الرفيعة. وينصحه ويزجره عن اظهار النفس وكثرة والخوض في اعراض الناس. فنشأ طالب علم مشوه نشأها طالب علم مشوه. اما طالب العلم الذي يتربى على ايدي العلماء الافاضل. فهذا الطالب احبتي اه يكون سبب في اصلاح اصلاح الامة وزراعة الخير طالب مؤدب مهذب مع خصومه مع المخالفين له. يزرع خيرا يجمع قلوب الناس يحاول يقلل الخلاف اه فقضية اه تعليم الطلبة وارشادهم هذه من الامور المهمة جدا. وكيف الخطوات التي يسير بها المعلم في زجرهم وتقريهم وتأنيبهم؟ اذا في نهاية وصلنا الى التقرير والتأديب العام قال لي يتأدب به يكون سامع فان لم ينتهي قال فلا بأس حينئذ ان يطرده يعني حتى مع الزجل العام له يا فلان انت فعل كذا وما زال هذا الطالب يستمر في اخطاؤه. هنا الخطوة الرابعة والاخيرة يطرده المعلم يطرده؟ نعم يطرده. لماذا؟ انه هذا الطالب لم يسمع لكلام الشيخ. فهو لا يستحق ان يجلس في مجلس الشيخ. اذا كان الشيخ يقول لك يا فلان ارتدع وانت لا ترتدع. اذا انتم وصلت في قلة الادب وسوء الاحترام الى مراتب عليا لا يقبل ان تجلس في هذا المجلس هنا يطرد من المجلس حتى لا يؤثر على باقي الزملاء حتى لا يؤثر على باقي الزملاء. انظروا الى العملية التربوية التي يبينها ابن جماعة بشكل راقي علماء التربية وعلماء الدين في الاسلام احبتي وصلوا الى مراحل متقدمة في علم علم التربية وتقويم السلوك. تقدموا كثيرا على هؤلاء المعازرين الذين يدونون في علم التربية والسلوك وما شابه ذلك. نعم لهم خيرهم لكن علينا ان نعرف تاريخنا وتراثنا وان نقرأ كلام الائمة حتى بالعلوم التي سطرها علماؤنا علوم التربية الدقيقة. دراسة نفسيات الطلبة سلوكياتهم التعامل معهم الترقي معهم. وهذا اه علمي تربية ما يميزه في الدين الاسلامي انه علم صبغ بصبغة الدين. واخذ من محمد صلى الله عليه وسلم من الصحابة ومن التابعين. يعني ليس علم تنظيري هوائي بل هو علم اخذ من الكتاب والسنة. فنحن نصبغه بصبغة الاسلام وبتعاليم الاسلام الحنيف قال فلا بأس حينئذ بطرده والاعراض عنه الى ان يرجع ولا سيما اذا خاف على بعض رفقائه واصحابه من الطلبة موافقته. ثم قال الجماعة رحمة الله عليه وكذلك يتعاهد ما يعامل به بعضهم بعضا من افشاء السلام وحسن التخاطب في الكلام والتحابب والتعاون على البر والتقوى وعلى ما هم بصدده. يعني ان المعلم كما يراقب علاقة الطالب معه عليه ان يراقب علاقة الطلبة مع بعضهم البعض. اذا وجد طالب يقسو على اخوانه يكلمهم بشكل او بنفس فيه شيء من التكبر او الاستعلاب او يرفع صوته عليهم او لا يلقي السلام عليهم. المهم اذا وجدوا يتصرف مع اخوانه بشكل لائق فعلى المعلم ايضا ان يزجره وان ينهره وان يبين له طريقة التعامل الصحيح مع اخوانه. قالوا بالجملة فكما بالجملة يعني عموما فكما يعلمهم مصالح دينهم لمعاملة الله تعالى يعلمهم مصالح دنياهم مصالح دنياهم لمعاملتهم الناس لتكمن لهم فضيلة الحالتين. يعني ان المعلم كما يعلمهم مصالح الدين حتى يحسنوا التعامل مع الله سبحانه وتعالى كذلك يعلمهم مصالح دنياهم حتى يحسنوا التعامل مع الخلق. الادب الثالث عشر قبل الاخير من اداب العالم مع تلاميذه قال ان يسعى في مصالح الطلبة وجمع قلوبهم ومساعدتهم بما تيسر عليه من جاه ومال عند قدرته على ذلك وسلام دينه وعدم ضرورته اي عدم ضلاله. يعني ايضا من الامور المهمة التي ينبغي ان يراعيها المعلم مع تلاميذه وطلبته ان يحاول المساعدة ان يقدم لهم المساعدة. آآ يكون اخا لهم في نكبات الحياة وكرباتها. يقف معهم اذا اصيب احدهم بضيق وبفقر وبقلة ذات اليد. اذا كان الشيخ جاه في الدولة ويستطيع ان يخرج اسيرا او ان اه يحرر او ان يعين مثلا فقيرا او ان يستشفي لاحد الطلبة حتى يعمل في وظيفة من الوظائف من دون ان يسبق دور غيره او ما شابه ذلك. انا المعلم باختصار ان يبذل جاهه وماله في خدمة طلبته في خدمة طلبته وهذا مما يقوي العلاقة بين المعلم وبين الطالب وهي جانا علاقة محبة علاقة وثيقة الطالب ينظر باحترام واجلال وتعظيم لهذا الشيخ الذي لا يقف دوره في فقط التعليم بامور ومسائل الدين واللغة وما شابه ذلك. بل هو انسان مربي وموجه ومساعد ومعين وهكذا تنشأ الشخصية المتزنة لطالب العلم انه الطالب سينصرف كما قلنا باسلوب الشيخ. وينظر في الشيخ كيف تصرف معه وهو سيتصرف مع طلبته بهذا المنهج في المستقبل قال فان الله تعالى في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه. ومن كان في حاجة اخيه كان الله تعالى في حاجته. ومن يسر على معسر يسر الله عليه حسابه ويوم القيامة وهذي كلها مقتطعات من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. ولا سيما اذا كان ذلك اعانة على طلب العلم الذي هو من افضل القربات. يعني خاصة اذا كان الطالب يحتاج مثلا الى مال ليشتري كتابا علميا فهذا من افضل ما تخدم به هذا الطالب اذا كان الطالب يحتاج لمال حتى يتفرغ لطالب العلم. هذا من افضل ما يدفع فيه المعلم المال لتلاميذه قال واذا غاب بعض الطلبة او ملازمي الحلقة زائدا عن العادة سأل عنه وعن احواله وعن من يتعلق به ان لم يخبر عنه بشيء ارسل اليه او قصد منزله بنفسه وهو افضل. يا الله ما اجمل هذا الخلق ان المعلم يلاحظ ان بعض الطلبة الذين اعتادوا حضور الحلقة غابوا ويوم يومين وثلاث من المعلم عليه ان يبادر بالسؤال عن هذا الطالب لعله وقع في حادث او في كربة فاذا لم يستطع المعلم ان يعرف شيئا عن هذا الطالب الذي كان ملازما في حلقته وغاب الافضل ان المعلم يذهب بنفسه ويسأل عن هذا الطالب. انظر ما اجملها ان يطرق المعلم منزلك ويسأل عنك. تفتح الباب المعلم يسأل عنك يا فلان اين انت عن مجلسنا وعن العلم؟ وماذا حدث؟ لعلك وقعت في مكرون او في كرب لعلنا نساعده. انظر ما اجملها وكيف تنزل على قلب الطالب بردا وسلاما. ينظر الى هذا الشيخ القدوة وهو الان يقف امام منزله وجاء قاصفا اليه. انظروا علاقة المحبة والالفة التي يمكن ان تنشأ بين هذا الطالب وبين هذا الشيخ. انظروا كيف كان سلفنا يفهمون عملية التعليم وكيف نحن ننظر اليها اليوم؟ عملية التعليم العلاقة الوثيقة التي تنشأ بين المعلم وبين التلميذ بل بين الاب في الحقيقة وبين الابن هذه هي العلاقة علاقة المعلم مع تلميذه علاقة اب ابنه قال فان كان مريضا عاده وان كان في غم خفض عليه اي خفف عنه. وان كان مسافرا تفقد اهله وما يتعلق به. بلغ هو ان هذا التلميذ مسافر يذهب يتفقد اهل هذا التلميذ تصور تلميذ مسافر يبلغه ان الشيخ تفقد اهلك شيء راقي جدا وخلق رفيع عالي جدا يذكره بالجماعة هنا. قال ويسأل عنهم ويتعرض لحوائجهم ووصلهم بما امكن. وان كان فيما يحتاج اليه فيه اعانة وان لم يكن يعني ان كان يحتاج الى اعانة اعانه وان لم يكن شيء من ذلك تودد اليه ودعى له. يعني يا فلان لماذا غبت؟ ما في شيء والله يا شيخ الفترة هادي اصبت بفتور او انشغلت مع الاهل بشيء من الواجبات الاجتماعية. هنا المعلم يدعو له وان شاء الله نراك عما قريب تعود الى مجالسنا وانت اهل لهذا العلم يعني يرفع همته ويزيل عنه الفجور الذي حل به. انظر الى هذه القاعدة الاخيرة التي ختم بها هذه اه الفائدة عشر وهي حقيقة قاعدة عظيمة جدا جدا. قاعدة عظيمة. اكتبوا عندها قاعدة قل واعلم ان الطالب الصالح واعلم ان الطالب الصالح اعوج على العالم بخير الدنيا والاخرة من اعز الناس عليه واقرب اهله اليه الطالب الصالح قال واعلم ان الطالب الصالح اعوج على العالم بخير الدنيا والاخرة من اعز الناس عليه. يعني ايها العالم من اعز الناس عليك؟ ابناءك زوجتك طالب العلم الذي تربيه وتعلم ليكون عالما ربانيا هذا نفعه اعظم لك في الدنيا وفي الاخرة من نفع اعز الناس عليك هذي قاعدة لذلك كان العلماء يهتمون بطلبتهم احيانا اكثر مما يهتمون بابنائهم قد يكون ابنه ما عنده اهتمام بالعلوم الشرعية فتجد المعلم ربى ابنه ووجهه لما فيه صلاحه في الدنيا وفي الاخرة لكنه حريص على طلبة العلم الذين يربيهم ويخرجهم ليكونوا علماء. كثيرا اشد من حرصه على بعض ابنائه. لماذا؟ لانه يدرك ان هذا الطالب سيقود الامة الى النجاح الى الصلاة لعل انفراج ازمة هذه الامة يكون على يد هذا الطالب المنغمس والمنكب على طلب العلم. فيقول لك ابن جماعة لا تزهب بتعليم الطلبة ايها الشيخ. واياك ان تتمنى من مجالستهم وان يصيبك ضجر منهم. فهذا الطالب الصالح اعود عليك بالخير والنفع في الدنيا وفي الاخرة. من اعز الناس عليك قال ما زال يكمل. قال ولذلك كان علماء السلف الناصحون لله ودينه يلقون لها لاحظ العبارة ما اجملها. قال يلقون شبك الاجتهاد شبك. الاجتهاد لماذا يكون الشبك؟ قال لسيدي طالب ينتفع الناس به في حياتهم ومن بعدهم علماء السلف رحمة الله عليهم كانوا يجتهدون في القاء الشبك ليصطادوا طالب علم ويمسكوا بطالب علم متمرس متمكن ليعلموه ويوجهوه لعل هذا الطالب يكون نجاح هذه الامة وفلاحا على يده يقدر الله الصناعة على يديه ولو طالب واحد انظروا اهمية التدريس والتعليم قال ولو لم يكن للعالم ما زال يكمل ابن جماعة. ولو لم يكن للعالم الا طالب واحد. واحد فقط. ينتفع الناس بعلمه عمله وهديه وارشاده لكفاه ذلك الطالب عند الله يعني نحن لا نبحث عن جمهور نحن لا نبحث عن من يصفق لنا على وسائل التواصل الاجتماعي اذا المجلس ما حضره اكثر من خمسين طالب انا لا اكمل الدورة اذا شعرت ان الطلبة ينفضون انا انهي التعليم الشرعي واذهب لاشتغل بدنياي كلا. طالب واحد ايها المعلم تعلمه تربيه بالتربية التي ذكرها ابن جماعة في الاسطر السابقة تخرج شخصية متزنة مشبعة بالعلم الشرعي يكون عالما ربانيا يهتدي الناس على يديه ويأخذ بايدي الناس الى بر الامان كفاك الله هذا مطلوب منك طالب واحد انظر كيف كانوا يدركون اهمية التعليم واهمية التربية وان الصلاح على الامة لا يحتاج الى الاف من العلماء ثلة ولو قليلة من العلماء الربانيين المتزنين يقودون هذه الامة للصلاح. فلذلك قال كان السلف رحمة الله عليهم يلقون شبكة الاجتهاد ليصطادوا ولو طالب واحد يربونه يعلمونه يلازمونه لعل الله عز وجل ان يجعل على يديه علما غزيرا وينتفعون به عند الله. اذا لقي المعلم ربه سبحانه يقول يا الله خرجت لهذه الامة هذا الطالب وكفى بذلك فضلا. قال فانه لا يتصل شيء من علمه الى احد. فينتفع به. يعني لا يصل شيء من علم هذا الطالب الى الناس فينتفع الا كان له اي لشيخه نصيب من الاجر. كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاثة صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له. وانا اقول يعني ابن جماعة يقول وانا اقول اذا اذا نظرت وجدت معاني الثلاثة اللي هو العلم الصدقة الجارية والعلم الذي ينتفع به والولد الصالح الذي يدعو لك وجدت هذه المعامل الثلاثة توجد في طالب العلم. كيف ذلك؟ قال وانا اقول اذا نظرت يعني اذا تأملت في الحديث اتزان وجدت معاني الثلاثة موجودة في معلم العلم. اما الصدقة اي الجارية فاقراءه اياه العلم وافادته اياه يعني اقراء العلم هذا صدقة جارية. الا ترى الى قوله صلى الله عليه وسلم في المصلي وحده من يتصدق على هذا. النبي عليه الصلاة والسلام صلى الظهر مع صحابته ثم جاء رجل متأخر بعد ذلك بعد ان انتهت الصلاة. فالنبي صلى الله عليه وسلم رأه متأخرا اراد ان يصلي بعده ويشقى لاصحابه. من يتصدق على هذا؟ يصلي معه؟ حتى لا يفوته اجر الجماعة اي بالصلاة معه ليحصل له فضيلة الجماعة. قال ومعلم العلم يحصل للطالب فضيلة العلم التي هي افضل من صلاة جماعة. يعني اذا كان الانسان صلى مع رجل صلاة جماعة حتى يكشفوا اجر الجماعة كانت صدقة. يعني انا صليت صلاة الجماعة. تخرج المتأخر للمسجد فقمت معه مرة اخرى هاي صدقة تصدقت بها انا على هذا الرجل العلم الشرعي الذي يعطيه المعلم لتلاميذه صدقة اعظم من هذه الصدقة بكثير. فهي من الصدقات الجارية. هكذا يريد ان يقول ابن جماعة قال ومعلم العلم يحصل للطالب فضيلة العلم التي هي افضل من صلاة في جماعة وينال بها شرف الدنيا والاخرة. واما العلم المنتفع به او علم ينتفع فهذا ظاهر من تعليمه للعلم النافع قال لانه كان سببا لايصال ذلك العلم الى كل من انتفع به. واما الدعاء الصالح له من الولد الصالح طالب العلم هو كالولد للشيخ. اليس كذلك؟ هو كالولد لشيخه. بل واما الدعاء الصالح له فالمعتاد المستقرأ على السنة اهل العلم والحديث قاطبة من الدعاء لمشايخهم وائمتهم وبعض اهل العلم يدعون لكل من يذكر عنه شيء من العلم. وربما يقرأ بعض الحديث بسنده فيدعو لجميع اي لجميع رجال الاسناد. فسبحان من اختص من شاء من عباده بما شاء من جزيل عطاؤه. هذه نعمة عظيمة. صدقوني احبتي ان طلب ان تعليم الناس العلم الشرعي والانكباب على هذا العلم والتدريس واقامة المحافل له امر عظيم جدا تكفيك ايها المعلم ان الناس تدعو لك بالخير بالفلاح بالنجاح بالتوفيق. الناس تستغفر لك يكفي كلما ذكرت في مجلس يقال عنك بعد ان يتوفاك الله سبحانه. كان الشيخ يرحمه الله غفر الله له. اسأل الله ان يعلي درجته. هذا الدعاء لك بالمغفرة والرحمة والله خير من الدنيا وما فيها والله خير من الدنيا وما فيها. الان ائمتنا الكبار احمد والشافعي ومالك وابو حنيفة كلما ذكروا في مجلس وكلما ذكرناه ذكرناه في مصنف من المصنفات ماذا نقول؟ رحمهم الله دائما الثناء عليهم من مئات السنوات على السنة العلماء على هؤلاء الائمة. وعلى من سبقهم من الصحابة ومن التابعين والثناء الاكبر الاجل على سيدي ادم صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فايها العالم العلم الشرعي سبب في رفعتك في الدنيا وفي الاخرة اياك ان تنصرف عن تعليم الناس الخيل لان العلم اصبحت بضاعة كاسد اليوم. اياك. استمر في تعليم الناس الخير. حتى ولو طالب واحد كما قال قال لك ابن جماعة يدعو لك ويذكرك بالخير ويعلم الناس من بعدك والله يكفيك عند الله. خير من الدنيا وما فيها. خير من الدنيا وما فيها. والله مجلس علم. يجلس فيه الطلبة حولك تعلمهم وترشدهم فقها وعقيدة واصولا ونحوا ولغة. ومنطقا تعلمهم امور دينهم ودنياهم. وترشدهم الى ما فيه الخير والصلاح وتصنع عقولا واجيالا نافعة لهذه الامة؟ والله خير من الدنيا ومن اموالها وقصورها وملذاتها فالكل ذاهب وزائل والحياة قصيرة وفي افضل واحد يصير ننتقل الى الله سبحانه وتعالى ويبقى ما انتفعت به. من تعليم الناس الخير الادب الرابع عشر والاخير واختم به مجلس اليوم باذن الله ان يتواضع مع الطالب. اه وكل مسترشد سائل اذا قام بما يجب عليه من حقوق الله تعالى وحقوقه. يعني اي طالب واي سائل ادى الحقوق التي تجب لله سبحانه وتعالى وادى حقوق الشيخ حق الله حق الشيخ فعلى الشيخ ان يتواضع له وان يعامله بكل ليل ونطف. قالوا لفض له جناحه ويلين له جانبه. قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى اوحى الي ان تواضعوا. وما تواضع احد لله الا رفعه الله قال وهذا لمطلق الناس فكيف بمن له حق الصحبة وحرمة التردد عليه؟ وصدق التودد وشرف الطلب. يعني اذا كان الناس عموما عليك ان تتواضع لهم ايها المعلم. فما بالك بالطالب العلم الذي اعطاك حقك وعرف قدرك ولازمك ويتعلم على يديك ويكرمك ويكرمك بالخير. هذا حق الناس ان تتواضع له. وفي حديث دين لمن؟ تعلمون ولمن تتعلمون منه وان كان الحديث هذا باطل لا اصل له لكن معناه صحيح. وعن الفضيل بن عياض من تواضع الله ورثه الله الحكمة. قوله ينبغي ان يخاطب كلا منهم لا سيما الفاضل المتميز بكنيته ونحوها من احب الاسماء اليه وما فيه تعظيم له وتوقير. يعني كيف يخاطب المعلم طالبه؟ انظروا الى اين وصل علماؤنا في الحديث عن اداب الطلب واداب التعليم ان المعلم ينادي هذا الطالب باحب اسماء اليه. يا ابا محمد يا ابا عيسى يا ابا موسى يا ابا قيس يا ابا فلان. تناديهم باسماء بكناهم فاحب الاسماء اليهم تودد تواضع احترام ليست القضية هيمنة وفرض نفس وغطرسة العلم رحم بين اهلها والانسان العالم عليه كلما ازداد علما ان يزداد تواضعا وحبا والفا للناس حتى يحبب الناس وطلبة العلم لهذا العلم وعن عائشة رضي الله تعالى عنها كان النبي صلى الله عليه عليه وسلم يكني اصحابه اكراما لهم. وكذلك ينبغي ان يترحم بالطلبة اذا لقيهم. وعند اقبالهم علي ان يرحب بهم. ويكرمه اه ويكرمهم اذا جلسوا اليه ويؤنسهم بسؤالي عن احوالهم واحوال من يتعلق بهم بعد رد سلامهم. اه وليعاملهم بطلاقة الوجه وظهور البشر وحسن المودة واعلام المحبة يعلمه انه يحبهم ايها التلاميذ اني احبكم في الله ما اجمل هذه العبارة حينما تخرج من الاستاذ ومن الشيخ لطلبته. واضمار الشفقة ان يضمن في قلبه الشفقة عليهم. لان ذلك اشرح لصدره لوجهه وابسط لسؤاله ويزيد في ذلك اه لمن يرجى فلاحه ويظهر صلاحه. يعني اذا كان طالب مميز يظهر له من الود والاحترام والترحيب لكن ليس امام زملاؤه كما قلنا الا اذا كان في مصلحة. والا الاصل كما قال بينك وبينه تظهر له المودة والاحترام يا فلان. انا احسبك على خير. واظن فيك الخير وامل انك تكون غدا من علماء الامة. اجتهد. اياك ان تفوت نفسك. العبارات الايجابية هذه تصنع من بعض الطلبة علماء. تصنع منهم طاقة متفجرة في التعليم في العمل في السعي في العطاء. فالمعلم الناجح يحسن اختيار الاوقات المناسبة لتوجيه الرسائل المناسبة. روى ابو سعيد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الناس لكم وان رجالا يأتونكم من اقطار الارض يتفقهون في الدين فاذا اتوكم فاستوصوا بهم خيرا. ومن هنا كان ابو سعيد الخدري كلما جاءه طالب علم يقول له مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظروا العبارة الجميلة. ابو سعيد الخدري اي طالب علم يأتيه. يريد ان يطلب على يديه ماذا يقول له؟ مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في اثر ابن ماجة رضي الله عن الامام ابن ماجة ورد في سننه قوله صلى الله عليه عليه وسلم هذا لم يذكره من جماعة هنا لكن اقوله لكم سيأتيكم اقوام يطلبون العلم فاذا رأيتموهم فقولوا له مرحبا مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. كيف ابو سعيد الخدري التزم بادب محمد صلى الله عليه وسلم بالترحيب بطلبة العلم. وكان البويدي من تنامية الشافعي رحمة الله عليه يبني القراء ويقربهم الى طلب العلم ويعرفهم فضل الشافعي وفضل كتبه. ويقول كان الشافعي يأمر بذلك. يعني يأمر بالتودد لطلبة العلم ونعلمهم شرف العلم واهمية العلم. وكان الشافعي يقول اصبر للغرباء وغيرهم من التلاميذ. وقيل كان ابو حنيفة اكرم الناس مجالسة واشدهم اكراما لاصحابه. يعني انظروا ائمة الهدى اصحاب المذاهب المتبوعة كانوا يعاملون طلبتهم على اعلى درجات التفجير والاحترام والتوقير فنحن احبتي ممن من اصحاب البضاعة المزجاة في العلم علينا ان نكون متواضعين كما كان الائمة الكرام. الشافي على علمه وابو حنيفة على جلالة قدره كان متواضعا متوددا متحببا. اليوم تجد طالب يقرأ كتابه وكتابين لا تكاد تستطيع ان تسلم عليه وان تجالسه. ويظن نفسه وصل الى مراتب عليا نحن احق بالادب والتواضع من ائمتنا ومن كبارنا والتواضع خلق رفيع سام متى تحلى به المعلم. زرع الثقة بينه وبين الطالب زرع التودد والمحبة بينه وبين طلبته هذا هو الادب الاخير الذي ذكره ابن الجماعة رحمة الله عليه في ادب المعلم مع طلبته وحلقته وفي محاضرة القادم باذن الله نبدأ بباب جديد من ابواب هذا الكتاب المبارك وهو اداب المتعلم. هكذا انتهينا من الباب الاول في فضل العلم وانتهينا من الباب الثاني في ادب العالم بانواعها المتنوعة ادب العالم مع نفسه ومع اه وفي مجلس العلم وفي حلقة العلم ذكرناها بالتفصيل وفي المحاضرة القادمة باذن الله ننتقل الى باب جديد في اداب طالب العلم نسأل الله ان يرزقنا القوة والصحة والعافية. وان يعيننا على الاستمرار في مدارس العلم الشرعي. انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم