السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس الثالث والثلاثون. في شرح الكتاب الاول من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى يأتين بعد الاربعمائة والالف واثنتين وثلاثين برد الاربعمائة والالف. وهو كتاب تذكرة السامع والمتكلم للعلامة محمد بن ابراهيم بن جماعة رحمه الله. ويليه الكتاب الثاني وهو بلوغ القاصر جل المقاصد. في العلامة عبدالرحمن بن عبدالله البعدي رحمه الله ويليه الكتاب الثالث وهو فتح رحيم الملك العلام للعلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعد رحمه الله وقد انتهى من البيان في الكتاب الاول الى قوله رحمه الله تعالى في الباب الرابع السابع اذا صحح الكتاب والمقابلة على اصله. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى السابع اذا صحح الكتاب هو المقابلة على اصله الصحيح او على شيخ فينبغي له ان يشكر ان يشكل المششكل ان يشكل المشكل ويعجم المستعجم ويقبض الملتبس ويتفقد مواضع واذا احتاج ضبط ما في متن الكتاب الى ضبطه في الحاشية وبيانه قال وكتب عليه بيانا. وكذا ان احتاج الى ربي مبسوطا في الحاشية وبيان تفصيله. مثل ان يكون في المتن اسم حريز فيقول فيقول في الحاشية هو بالحاء مهملة وراء بعدها وبالياء خاتم خاتمة. بعدها زايد او هو بالجيم والياء الخاتمة بين اللهم لا تجدني وشبه ذلك وقدرت العادة في الكتابة بربط الحروف المعجبة بالنقد. واما المهملة فمنهم من يجعل الاهمال علامة ومنهم من ضبطه بعلامات تدل عليه من قلب النقد او حكاية المثل او بشكلة صغيرة الهلال وغير ذلك. وينبغي ان يكتب على ما صححه وضبطه في الكتاب وهو في محل شك عند مطالعته او تطرقه في مال صحب صغيرة ويكتب فوق ما وقع في التصنيف او في النسخ وهو خطأ كذا صغيرة ويكتب في الحاشية صواب ان كان يتحقق فوق الكتابة غير صلة بها فاذا تحققه بعد ذلك وكان المكتوب صوابا زاد تلك القصة دفاء فتصير صحب والا كتب قال في الحاشية كما تقدم. واذا وقع في النسخة زيادة فان كانت كلمة واحدة فله ان يكتب عليها وان يقلب عليها وان كانت اكثر من ذلك ككلمات او سطر او اسطر فان شاء كذب فوق اولها من او وكتب لا وعلى اخرها الى ومعناه من هنا ساقط الى هنا. وان شاء ضربها الجميع بان يخط عليه خطا دقيقا من يحصل به المقصود ولا يسوغ الورق ومنهم من يجعل مكان يخضي النقط المتتالية. واذا تكررت واذا تكرر الكلمة سهوا من الكاتب ضرب على الثانية لوقوعهما صواب في موضعها الا اذا كانت الاولى اخر سطر فان اولى شيانة لاول الصدر. الا اذا كانت مضادا اليها فالضرب على الثانية اولى الاتصال المضاف الثامن اذا اراد تفريج شيء في الحاشية ويسمى اللحق بفتح اللحى علم له في بخط منعقد قليلا الى جهة التخريج. وجهة اليمين اولى ان امكن. ثم يكتب التخريج من محاذاة العلامة الى اعلى الورقة لا نازلا الى اسفلها. لاحتمال تخريج اخر بعده. ويجعل رؤوس الحروف الى جهة اليمين سواء كان في جهة يمين الكتابة او يسارها فينبغي ان يحسب الساقط وما يجيء من الاسطر قبل ان يكتبها فان كان صبرين او اكثرا جعل اخر صدر منها الى الكتابة ان كانت تخريج عن يمينها وان كانت تخريج عن يسارها اول الاشهر مما يليها ولا يرسل الكتابة والاسطر بفاشية الورقة وليدع مقدارا يحتمل الفك عندها ثم يكتب في اخر التخريج صح. وبعضهم يكتب بعد صح. الكلمة التي التي تلي اخر التخريب مبنى الكتاب علامة على اتصاله ثلاث. التاسع لا بأس بكتابة الحواشي والفوائد والتنبيهات المهمة كتاب يملكه ولا يكتب في اخره صح فرقا بينه وبين التخريج وبعضهم يكتب عليه الحاشية او وبعضهم يكتب في اخرها ولا ينبغي ان يكتب الا الفوائد المهمة المتعلقة بذلك الكتاب مثل تنبيه على اشكال او احتراز او رمز او خطأ ونحو ذلك. فلا يسوده بنقل المسائل والفروع الغريبة. ولا يكثر الحواشي كثرة كتابة او تضيع مواضعها على طالبها. ولا ينبغي الكتابة بين الاسبل وقد فاهمه بعضهم بين الاسطر تفرقت بالعمرة وغيرها وترك ذلك اولى مطلقا. العاشر لا بأس بكتابة الابواب والتراجم والفسق الحمرة فانه اظهر في بيان وفي فواصل الكلام. وكذلك لا بأس بالرمز به على اسماء او مذاهب او اقوال او طرق او انواع او لغات او اعداد ونحو ذلك. ومتى فعل ذلك بين اصطلاحه في فاتحة الكتاب ليفهم الخائض في معانيها وقد رمز بالاحمر جماعة من المحدثين والفقهاء والاصوليين وغيرهم بقصد الاختصار. فان لم وكنا ذكرناه من الابواب والفصول والتراجم بالحمرة اتى بما يميزه عن غيره من تغليظ القلم. وطول المشط واتحاده ونحو ذلك لاسهر الوقوف عليه عند فصله. فينبغي ان يفصل بين كل كلامين او ترجمة او قلم ولا يرسل الكتابة كلها الى طريقة واحدة لما فيه من عسر استخراج المقصود وتضييع الزمان فيه ولا يفعل ذلك الا غني جدا. الحادي عشر قالوا الضرب اولى من الحث لا سيما في كتب الحديث. لان في تهمة وجهالة فيه. لان على زينتكما. نعم. لان نهيته تهمة وجهالة فيما كان او كتب. ولان زمانه اكثر فيضيع وفعله اخطر ما ثقب الورق وافسد ما ينفذ اليه فاضعفاه. فان كان ازالة لقد نقطتي نقطة او شتلة ونحو ذلك او لا؟ واذا صحح الكتاب عن الشيخ او في المقابلة علم على موضع وقوفه بلغ او بلغت او بلغ بلغ او بلغت او بلغ العرض او غير ذلك مما يفيد معناه فان كان ذلك في سماع الحديث كتب بلغ في الميعاد الاول او الثاني الى اخرها فيعين عدده. قال الخطيب في اذا اصبح شيئا ينشر للمصلحة ليحب. ينشر ينشر المصلحة من الخشب ويتبت تفريجه. ينشر المصلح بنحاتة. ينشر المصلحون ينشر المصلح بمحاتة الساج وغيره من الخشب ويتقي التثريب. لا يزال المصنف رحمه الله تعالى يفيض في الاداب المتعلقة بالكتب. وقد انتهى به المقال رحمه الله تعالى الى بيان الادب السابع. وهو تعلقوا بتصحيح الكتاب ومقابلته فاذا فرظ الانسان من تصحيح الكتاب ومقابلته على اصل صحيح او على شيخ فينبغي له ان يرعى امورا منها ان يسكن المشكل. والمشكل هو المفتقر الى شكل بالحركات. مما لا يتميز الا بها. ومما ينبغي ان يعلم ان الحركات يحتاج اليها في خمسة مواضع. احدها المشكل وثانيها الملون وثالثها الممنوع من الصرف. ورابعها الفعل المبني لغير فاعله. مما يسمى بالمبني للمجهول وخامسها المشدد فهذه الخمسة هي التي ينبغي ان ترعى في وضع الحركات عليها لان مثلها مما يفتقر اليه ولا يعرض الكلام الا به. ومن جملة ما ينبغي ان يرعى ما ذكره قوله ويعجم المستعجم والمستعجم هو ما يطلب النقط من الحروف كالخاء الشين ماضي والظاء فان هذه الحروف حروف معجمة. لانها تتوقف على وضع نقد لها تبين ومما يراعى ايضا ان يضبط الملتبس وهو بمعنى المشكل لكنه اغمض منه فان المشكل قد يعرف بطريق العربية والنحو واما الملتبس فما لا يعرف الا بطريق النقد والسماع كاسماء الرجال التي لا على قاعدة وانما تنقل نقلا بالسماع. ومما ينبغي ان يراعى ايضا ان يتفقد مواضع التصحيف. اي التي هي وقوع ذلك ثم قال واذا احتاج ضبط ما في متن الكتاب الى ضبطه في الحاشية وبيانه فعل وكتب عليه بيانا اي ضبط ذلك وكتب عليه بيانا يشير اليه في الحاشية. وكذا اذا الى ضبطه مبسوطا بالحاشية وبيان تفصيله. اي يضبطه في الحاشية ويفيضه في بيان وجهه الضبط مثل ان يكون في المتن اسم حديث. فيقول في الحاشية هو ذي الحاء المهملة اي غير المعجمة. وراء بعدها وبالياء الخاتمة التي هي اخر الحروف بعدها زاي او هو بالجيم والياء الخاتمة بين رائين مهملتين اي وشبه ذلك ثم ذكر ان العادة جرت في الكتابة بضبط الحروف المعجمة بالنطق اي بوضع نقطها عليها واما المهملة فان لهم في ضبطها طرائق عدة فمنهم من يجعل الاهمال علامة ان يكون ترك نقضها علامة على كونها مهملة. ومنهم من ضبطه بعلامات تدل عليه من قلب النقد فاذا كانت سنا وضع نقطا تحتها. وهي نقط اختها الشين. لينبه انها ليست وانما هي سين وهلم جرا في قلب النقط عليها ليتبين انها حرف مهمل او كفاية المثل ان يحكي مثلها بكتابتها بخط صغير فلو قدر ان انسانا كتب كلمة حجر فانه يضع تحت المهمل حرف الحاء مرسوما بصورته ليعلم ان هذا حرف مهمل او بشكلة صغيرة كالهلال يضعونها اسفل الحرف المهمل كقلامة الظفر مقلوبة فاذا كان في الاسم مثلا حرف مهمل كسعير وضعوا تحت ذلك الحرف المهمل قلامة ظفر مقلوبة يشيرون الى ان الحرف مهمل ثم قال وينبغي ان يكتب على ما صححه وضربه في الكتاب وهو فيما محل شك عند مطالعته او تطرق احتمال صح صغيرة اي ما كان على الصواب في الكتاب لكن ربما ظن مطالعه ان على وجه الغلط فانه ينبه الى كونه صحيحا بكتابة كلمة صح عنده. ويكتب فوق ما وقع في تصنيف او في النسخ وهو خطأ كذا صغيرة فوق تلك الكلمة منبها الى انها هكذا وقعت في الاصل مع كونها ويكتب في الحاشية صوابه كذا ان كان يتحققه ان يتيقنه. والا فيعلم عليه قبة وهي رأسي صاد تكتب فوق الكتابة غير متصلة بها. فيكتب حرف الصاد مع سنته وتكون ما بعد السنة ممدودة. ووجه ذلك انه اذا تحقق بعد ذلك كونه صحيحا فانه يكمل الصاد التي كتبها مع مدتها بعد السنة باضافة حاء اليها فتكون كلمة صح اشارة الى صحتها فما ورأيت فوقه هذه العلامة وهي الصاد مع سنتها ممدودة بعدها فاعلم ان هذه الكلمة محل شك عند الناسخ ثم قال واذا وقع في النسخة زيادة فان كانت كلمة واحدة فله ان يكتب عليها لا مشيرا الى الغائها وان يضرب عليها بخط دقيق كما سيأتي وان كانت اكثر من ذلك فكلمات او او اسطر فان شاء كتب فوق اولها من او كتب لا وعلى اخرها الى فيكتب اول تلك الجملة من ويكتب اخرها الى او يكتب على اول الجملة لا ويكتب اخرها الى ولا يلزم ان يكون ذلك زيادة او نقصا في نص الكلام فربما يكون نقصا في السماع. فان المحدثين رحمهم الله تعالى ربما حصل لاحدهم فوت سماع حديث او اكثر في انشغاله بامر ما او انصرافه او ما يعرض له في كتب في اول ما فاته من السماع من حديث او حديثين يكتب اوله لا ويكتب اخره الى اشارة الى ان ما بين هذين الحرفين مما لم يحصل له سماعه وانما يرويه اجازة او اجازة او بطريق غير الطريقين مذكورين ثم قال ومعناه من هنا ساقط الى هنا اما في الاصل او في السماع وان شاء ضرب عن الجميع بان يخط عليه خطا دقيقا اي رفيقا لا يطمس ما وراءه. يحصل به المقصود ولا يسود الورق لا يغلظ على الكتابة بالطمس الشديد الذي يسود الورق ومنهم من يجعل مكان الخط نقطا متتالية على ذلك القدر المضروب. واذا تكررت الكلمة سهوا من الكاتب ضرب على التانية اي على الكلمة التانية بان يجعل عليها خطا رفيقا او نحو ذلك لوقوع الاولى صوابا في موضعها. فلو قدر ان انسانا كتب قال سعيد سعيد ابن المسيب فهو قد كرر كلمة سعيد غلقا منه فانه حينئذ او على الثانية بخط دقيق لان الاولى وقعت صوابا الا اذا كانت الاولى اخر سطر فان الضرب عليها اولى صيانة لاول السطر بان لا يكون اول السطر مضروبا عليه ما لم تكن مضافا اليه فالضرب على الثانية او باتصال الاولى بالمضاف فلو ان انسانا كتب مثلا في اخر السطر قال عبد الملك ثم كتب في السطر الاول الملك مكررا لها فانه يضرب على الكلمة الاولى من الصف لا على الاخيرة وان كانت ان الضرب على اخر السطر اولى من الضرب على اوله. لان هذه الكلمة وقعت على الاضافة. ولا يفصل بين المضاف اليه كما قال المصنف لاتصال اولى بالمضاف. ثم ذكر ادبا ثامنا يتعلق بالتخريج في الحاشية وهو تم عندهم باللحظ بفتح الحاء. فاذا اراد تخريج شيء في الحاشية بالحاقه علم له في موضعه بخط منعطف قليلا الى جهة التخريج اي كهيئة هلال مائل. فاذا قدر انه كتب سلطان ها هنا ثم اراد ان يخرج منه شيئا فانه يضع خطا مائلا يشير الى الحاشية فوق ما اثباته في هذا المحل ولو قدر ان انسانا ينسخ كتابا ثم غفل فترك كلمات فاذا اراد ان يلحقها فانه لا يلحقها بين السطور وانما يضع خطا مائلا الى جهة اليمين ثم يكتب التخريج في الحاشية هذا هو الذي يسمى عندهم باللحق. وجهة اليمين اولى ان امكن. فيجعله في الحاشية التي على يمين ثم يكتب التخريج من محاذاة العلامة اي مقابلا لها ليعرف ان هذا التخريج محله من هذه الاشارة التي وضعها الكاتب فلا ينبغي ان يضع الخط المائل الى اليمين ثم يجعل التخريج في اعلى الصفحة فانه لا يعلم هذا التقليد وانما يجعل بداية كتابة اللحظ موافقة لذلك الخط المائل الذي وضعه ثم يكتبه صاعدا الى اعلى الورقة لا نازلا الى اسفلها. فاذا قدر في هذا الكتاب انه اشار الى اليمين فانه حينئذ يبدأ به كتابة من اسفل كتابته هنا الى اعلى الورقة ولا يبدأ بالعكس فلو قدر ان الصف في صدر من هذه السطور فانه يشير بالعلامة الى اليمين ثم يبتدأ بالكتابة من الصفحة صاعدا الى اعلاها. ثم قال لا نازلا الى اسفلها لاحتمال تخريج اخر بعده فانه ربما يكتب الى الاسفل ثم يقع لحق ثان فلا يجد له موضعا يجعله فيه ثم قال ويجعل رؤوس الحروف الى جهة اليمين سواء كان في جهة يمين الكتابة او يسارها. اي يجعل كتابته في جهة اليمين سواء كان تفريجه في جهة اليمين من الصفحة او كان تخريجه في الجهة اليسرى فان الحروف تكون الى جهة اليمين فلو قدر انه كتب تخريجا على يسار الصفحة فانه لا يكتب الحروف معكوسة على هذه الصفحة بل يكتبها بهذا الشكل مبتدأ من من موضع اللحظ ويكتبه هكذا وتكون الحروف الى الاعلى فالحروف كيفما كتبت في الحاشية اليمنى او اليسرى فانها تكون الى اليمين. ثم قال وينبغي ان يحسب الساقط ما يجيء من الاسطر قبل ان يكتبها اي تقديرا. فان كان سطرين او اكثر جعل اخر سطر منها الى الكتابة ان كانت تخريج عن يمينها ان يجعلوا السطر الثاني هو الذي يلي كتابه وهو يبتدأ من الاعلى ويكتب السطر الاول في الاعلى ثم يكتب السطر الثاني بعده ولا يعكس بان يبتدأ بكتابة السطر الاول قريبا من الكتابة ثم يكتب بعد ذلك السطر الثاني فوقه يبتدأ كتابة اللحظ من اعلى الحاشية فيكتب السطر الاول فان كان تم سطر ثان كتبه بعده ثم قال وان كان التفريج عن يسارها جعل اول الاسطر مما يليها يعني مما يلي الصفحة عكس ذلك ثم قال ولا يوصل الكتابة والاصدر بحاشية الورقة اي لا ينبغي له ان يجعل كتابته في اخر الورقة بل يجعله اقرب الى الكتابة. قال بل يدع مقدارا يحتمل الحك عند حاجته بمراه. اي يجعل مساحة لو احتيج معها الى حق او تغيير او نحو ذلك فانه يكون في المكان فسحة تفي بهذا الغرض وعند الغفلة عن هذا ربما تسلط احد الى اضاعة مثل هذه النفائس. ولا سيما المجددون في الاعصار الاخيرة فان المجددين في الاعصار الاخيرة ربما زاد طول الورقة عن مقادير التجريد اليوم. فيعمد احدهم الى قص الورقة كي يستقيم له التجريد فيؤدي ذلك القص الى ابطال الحواشي التي تكون قريبة من اطراف الورقة ولاجل هذا حذروا من كتابة الحاشية قريبة من طرف الورقة بل تكتب مما يلي الكتابة لانها احفظ لها طالع كثيرا من جنايات المجلدين على كتابات العلماء المتأخرين وقف على قدر وافر من اضاعة العلوم. وقد كان من علماء المسجد الحرام في القرن الماضي عالم كبير اسمه محمد علي ابن حسين المالكي وكان مفتي المالكية بعد اخيه وابيه وكان رجلا اصوليا فقيها نظارا له حواش نفيسة على كتاب الموافقات والفروق وطبع بعضها وبعضها محفوظ بقلمه في مكتبته التي وقفها في مكتبة مكة المكرمة ولكنها اضحت اليوم وقد قطعت كثير من اوصالها بسبب صنيعة بعض المجلدين الذين قصوا تلك الحواشي في اطراف الورقة فافسدوها ثم قال ثم يكتب في اخر التخريب صح اشارة الى ثبوته وبعضهم يكتب بعد صح الكلمة التي اخر التخريج في متن كتاب علامة على اتصال الكلام. اي يشير الى الكلمة التي تكون بعد هذا التخريج في صلب الكتاب ليرجع الناظر بعد ذلك الى هذه الكلمة ويستمر في قراءة كتابه. ثم ذكر الادب التاسع فقال لا بأس بكتابة الحواشي والتنبيهات المهمة على حواشي كتاب يملكه لانه ان كان لا يملكه ككتاب استعارة فانه لا يجوز له التصرف فيه الا باذن صاحبه. وان لم يكن صاحبه اذنا له بذلك فانه لا يجوز له ان يكتب الحواشي والفوائد. ثم قال ولا يكتب في اخره صحا فرقا بينه وبين التخريج. لان علامة صح مجعولة لكلام هو من الكتاب سقط ثم الحق به. اما ما زاد على ذلك من حاشية او فائدة فانه يكتبها دون كلمة في صحة وبعضهم يكتب عليه حاشية او فائدة وبعضهم يكتب في اخرها اي يكتب ذلك مشيرا الى انها حاشية او فائدة وبعضهم يرمز اليها. مشيرا الى انها مستفادة من كتاب اخر. فمن متأخرين من جعل في كل مذهب رموزا للكتب المشهورة في المذهب فاذا نقل مثلا من حاشية المنتهى لمنصور اشار اليها بحرف الحاء والميم والميم يعني حاشية المنتهى منصور ابن يونس البهوتي. فاذا وجدت مثل هذه الاشارات بعد كلام من قول في الحاشية فاعلم ان هذه فائدة ملحقة من كتاب ما رمز اليه بهذا الرمز. وبعض المتأخرين جعل دليلا على ذلك كلمة قف فانه يكتب امام الفائدة التي تكون في سطر من سطور تلك الورقة فيما يقابلها كلمة قف مثلا لو قدر ان احدكم اعجبته هذه الفائدة التي اشار اليها المصنف رحمه الله تعالى بقوله وبعضهم ولا يكتب في اخرها صح فرقا بينه وبين التخريج. فانه يشير في حاشية كتابه الى هذه الفائدة قف فان اكثر المتأخرين صاروا يستعملون هذه الكلمة للدلالة على كونها فائدة ومعنى قولهم قف اي قف على هذه الفائدة النفيسة الجديرة بالاعتناء بها. ثم قال ولا ينبغي ان يكتب الا الفوائد المهمة المتعلقة بذلك الكتاب. مثل تنبيه على واحتراز او رمز او خطأ ونحو ذلك. لان ما لم يكن مهما فينبغي اغفاله. فان الزمن والمداد يحفظ من هديه فيما ليس مهما ثم قال ولا يسوده اي لا يجعل ورقة الكتاب سوداء بنقل المسائل والفروع الغريبة التي لا يحتاج اليها ولا يكثر الحواشي كثرة تظلم الكتاب او تضيع مواضعها على طالبها كصنيع بعض المتأخرين الذين صاروا يملؤون الورقة في اطرافها وبين السطور بحواش فعل العجم من الاكراد واهل الهند والافغان وغيرهم. وذلك مما تضيع به الفائدة على ثم قال ولا ينبغي الكتابة بين الاسطر وقد فعله بعضهم بين الاسطر المفرقة بالحمرة وغيرها في كتب بين تلك اسطر بلون مختلف عنها. والغالب ان الكتب تكون مكتوبة بحبل اسود. فيكتبون بين السطور بحفظ احمر يحتاج اليه وترك ذلك اولى مطلقا كما قال المصنف رحمه الله تعالى ثم ذكر الادب العاشر فقال لا بأس بكتاب الابواب والتراجم والفصول بالحمرة اي باللون الاحمر فانه اظهر في البيان وفي فواصل الكلام. ثم قال وكذلك لا بأس بالرمز به على اسماء او مذاهب او اقوال او طرق او انواع او لغات او عدد ونحو ذلك ومتى فعل ذلك بين اصطلاحه في فاتحة الكتاب ليفهم القائض فيه معانيه. فاذا احتاج الى ان يستعيض عن لفظ به باسم او مذهب او قول او طريقة او نوع برمز يجعله له فلا بأس بذلك شريطك ان يبين ذلك الرمز في مقدمة كتابه ليعرف عنه كالرموز المعروفة عند المحدثين مما يشار به الى الائمة المخرجين الحديث الراوي او ما يذكر فيه من جرح وتعديل ونحو ذلك. ثم قال وقد رمز بالاحمر جماعة من المحدثين والفقهاء والاصوليين وغيرهم لقصد الاختصار. اي تمييزا له عن اللون الاسود فان اللون الاحمر اذا استعمل قليلا مع الاسود اتضح وكان بينا. ومن هذه الجهة اشتهر عند المتأخرين ما يسمى بالاحمراء فان الاحمرار عندهم هو ما يزاد على الاصل لان اصل الكتابة هي اسنداد ويسمونها ايضا اكحلالا لان لون الكحل اسود ثم اذا ارادوا ان يزيدوا شيئا فيه لغما او نكرا سموا ذلك احمرارا ومنه احمرار المختار ابن بونا لالفية ابن مالك فانه عمد الى زوائد ذكرها ابن مالك في التسهيل فنظم وجعلها بين ابيات الانفية فشهر باسم احمرار المختار ابن بونا بالفية ابن مالك ومثله احمرار حسن ابن زين الشنقيطي رحمه الله الى نية الافعال. والاحمرار الذي ياتي بفائدة زائدة حسن لا بأس به سواء كان في باب النوم او في باب النتي لكن لابد من تمييزه. ثم قال فان لم يكن ما ذكرناه من الابواب والفصول والتراجع بالحمرة اتى بما يميزه عن غيره من تغليظ القلم بان تكون كتابة ما يراد تمييزه بقلم الغليظ وطول المشق اي مد حروف الكلمة واتحاده في الصدر اي اتحاد المشق بان تكون الحروف لذلك الصدر مكتوبة على نحو طويل يتميز عن بقية الاسطر ونحو ذلك ليسهل الوقوف عليه عند قصده. وينبغي ان بين كل كلامين اي بين كل جملتين متصلتي المعنى بدارة اي بدائرة او ترجمة كقوله باب او فصل او قلم غليظ يشير الى تميزهما كما دأب المحدثون على كتابة الكلمة التي في اول رواية الحديث تحدثنا او اخبرنا بقلم غليظ ليعلم ان هذا هو مبتدأ حديث يأتي بعد ذلك ثم قال ولا يوصل الكتابة كلها على طريقة واحدة لما فيه من حسن استخراج المقصود وتضييع الزمن فيه ولا يفعل ذلك الا قوي جدا وصدق رحمه الله تعالى هذا وقع المنزل فان الله سبحانه وتعالى لم يجعل القرآن الكريم واحدة كلاما متتابعا نسقا واحدا بل جعله سورا وجعل السور ايات يشار اليها عند علماء العد اي العد القرآني للفواصل فيقال هذه الاية لها فواصل ثلاث اي فيها ايات ثلاث يشار بين كل اية واخرى بفاصلة صار معلوما عند الناس اليوم وظع رقمها بعدها. فاذا ذكر قول الله عز وجل انا اعطيناك الكوثر علم انه فاصلة في هذه السورة وهكذا ينبغي ان تكون كتب العلم فان المقصود بذلك هو تيسير فهم العلم وتسهيل ادراكه. والذي يكتب الكلام نسقا واحدا دون تفريق بين جمله بما يعين على فهمه فانه يضر بالمتعلمين ولهذا اشرنا الى ان تقطيع جملة الكلام في المتون يعين على اذا كان صوابا ويوقع في الغلط فيها اذا كان خطأ. واتفق لنا مثال في ذلك عند اقراء شرح في مقدمة التفسير للعلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى فانه وقع في تفريق الكلام وتقسيمه شيء يوقع في معنى خاطئ لم يرده المصنف فينبغي ان يعتري الانسان اذا كتب كلاما اي يفصله جملا ويلاحظ في ذلك ارتباط معانيها ولا يجعلها في نسق واحد متتابع لان ذلك يضر بتصور كلامه وفهمه كما انه يعكس صورة صحيحة عن تصوره هو فان الذي يستطيع ان يفصل الكلام ويجعله في متناسقة صحيح التصور والادراك. والذي لا يمكنه ذلك فان تصوره وادراكه يحتاج الى تصحيح ومن لاحظ ما ذكره المحدثون خاصة والمصنفون في ادب العلم والكتابة عامة يدرك ان العلم مبني على اكمل وجه من كل جهة. فان القلم احد اللسانين والمصلين المقيدون للعلم باقلامهم هم يقيدون نتائج افكارهم. وحقيق بهم ان تكون تلك النتائج على اوفق وجه واكمله فتأتي على قوانين مطردة محفوظة معمول بها. ولا تأتي خط عشواء كيف ما اتفق واذا اردت ان تعرف مبلغ الناس في هذا اجعل هذه القاعدة نياط قلبك ومحط بصرك فانك بين الصورتين الباطنتين لكاتب كتابين او اكثر بما تراه من حال كتابهما فان القلم يدل على صاحبه والمدركون لهذا من اهل العلم والفضل يلاحظون هذا في تأليفهم ولا يسمحون الكتبيين من اهل الطباعة والنشر بان يتلاعبوا بكتبهم كيفما اتفق بل هم يلاحظون نوع الورقي الذي تطبع به تقسيم الكلام ويلاحظون ترتيبه ويلاحظون تصحيح ما صححوه من قبل في التجارب الاولى لطباعة الكتاب ويلاحظون كيفية تنظيم غلافه وهذا يدل على مبلغ عقولهم وكمال مداركهم ورغبتهم الاكيدة في العلم الى الناس على اكمل وجه. ولا ينبغي ان تكون كتب العلم المعظمة حالها كحال الجرائد والمجلات المتهافتة بل ينبغي ان يكون لها نسق كامل محافظ واعتبروا هذا في الاداب التي يذكرها العلماء رحمهم الله تعالى في اداب كتابة المصحف الشريف فانها منها هنا نشأت ودخلت يوما على شيخنا بكر ابو زيد رحمه الله تعالى فوجدته يتفقأ غضبا من دار دفع اليها كتابا فطبعت ذلك الكتاب وجعلت على غلافه صورة فسجادة ملونة وقال لي هل هذا كتاب علم؟ ام كتاب مسابقات؟ وصدق رحمه الله تعالى فان للعلم رونقا وبهجة وصورة لا ينبغي ان يتلاعب بها. وكما يحافظ صاحب العلم على صورته الظاهرة امتثالا الاثار الواردة كما قال عمر بن الخطاب احب للقارئ ان يلبس البياض ذكره مالك في الموطأ بلاغا فانه ان يحافظ على الصورة الظاهرة في كل متعلقات العلم. فلا ينبغي ان تكون كتبه على حال غير مرضية ولا على حال غير مرضية ولا غير ذلك من متعلقات فان العلم الشرعي يزكي النفوس ويحملها على النظام ولا يوجد هذا المعنى في شيء كما يوجد في العلم الشرعي ولكن اين هم المدركون لحقيقة ذلك؟ ثم ختم رحمه الله تعالى بالادب الحادي عشر فقال قالوا الضرب اولى من الحك اي الضرب على الكلام الذي لا يراد بان تحط عليه خطا رفيقا دقيقا او لا من الحق اي حق الكتابة بسكين او الة تزيل تلك الكلمة الكلية ثم قال سيما بكتب الحديث لان فيه تهمة وجهالة فيما كان او كتب فان الذي يجري يده في كتب الحديث بالحج ربما اراد نفي شيء ووضع شيء فيكون مظنة تهمة له ان زمانه اكثر فيضيع فان الحق يأخذ مدة طويلة فيضيع فيه وقت طويل. وانظر هذه من الادب مع القلم في عنايتهم رحمهم الله تعالى بحفظ الوقت حتى انهم فضلوا الظرب على الكتاب على الحق لان الحق يحتاج الى جهد جهيد يضيع به وقت كثير وفعله اخطر لانه اذا حك ربما ثقب الورق وافسد لا ينفذ اليه فاضعفها فان كان ازالة نقطة او شتلة ونحو ذلك فالحق اولى اي اذا كان الامر يسيرا والخطب غير جلل فان الحق حين ذلك مستباح مسموح به ثم قال واذا صحح الكتاب على شيخ او في المقابلة علم على موضع وقوفه اي جعل علامة بلغ ويكتبها على يمين الصفحة كانت اليمنى وعلى يسارها اذا كانت اليسرى فلو قدر ان انسانا يقرأ على شيخه فاذا بلغ موضعا في من جهة اليمين فانه يكتبه على يمين الصفحة بلغ. واذا كان على صفحة اليسرى فانه يكتبه على يسارها بلغ او بلغت بلغت القراءة او المقابلة او بلغ العرض او غير ذلك مما يفيد معناه فان كان ذلك في سماع الحديث او العلم قاطبة كتب بلغ في الميعاد الاول او الثاني الى اخرها فيعين عددها. او يكتب عوض ذلك بلغ المجلس الاول او نهاية المجلس الاول ويكتب تاريخ ذلك فانه يعلم عند ختم الكتاب كم موعدا من المواعيد التي قرأ فيها الكتاب وكم مجلسا جلس فيه في قراءة هذا الكتاب وتقييد العلم له فن ينبغي ان يرعى ولي فيه مقيدات عسى ان ييسر الله عز وجل طبعها ينتفع منها طلاب العلم. فان طلاب العلم ولا مستكثرا يذهلون عن تقييد كثير من العلم ربما سمعوه لكنهم لا يعرفون طريق تقييده فيضيع عليهم علم كثير انه ربما سمع مرة في محاضرة مستفتيا يستفتي شيخا عن مسألة فسمع فيها جواب ذلك جاء الشيخ فلا يقيده ولو انه جعل عنده ضميمة خاصة تتعلق بضبط الفتاوى ثم اذا سمع قيدها في هذه المدونة فقال سئل الشيخ فلان عن كذا فقال كذا وكتب تاريخها فمثل سئل شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى في اثناء شرحه عن الواسطية هل اسم الصبور من اسماء الله؟ فقال لا فليس الكتاب والسنة ما يدل على ان الصبور اسم من اسماء الله عز وجل. ويظن الطالب انه اذا سمع هذه الفائدة ظبطها. والعلم يذهب مع الايام ولابد من تقييده بالكتابة والاثار في ذلك كثيرة معروفة لديكم. فيجعل عنده مدونة تتعلق بظبط الفتاوى ويجعل عنده مدونة اخرى تتعلق بظبط الافادات من الاشعار والحكايات فان الانسان ربما سمع خطيب ما او متكلم ما بيتا من الشيعة او كلمة جميلة فتكون حقيقة بالتقييد او قصة من عامي فيقيدها في ديوان الافادات والاشادات. ويحتاج الى مدونة اخرى يقيد فيها مقروءاته على الشيوخ فان الانسان مع طول الزمن والمدة وكثرة ما يقرأ اذا يسر له ذلك ربما اضاع مقروءاته فينبغي له ان يضبطها في ولد خاصة الى اخر جملة من هذه المآخذ في العلم نسأل الله عز وجل ان يهيئ نشرها ليستفيد طلاب العلم منها لانها تعين على ضبط علم كثير ضائع يسمعه الناس ثم يتساهلون في ضبطه او لا يعرفون طريق ضبط ثم يضيع عليهم وربما اذا ذكرتهم يوما من الدهر ذكر فانني اذكر ان بعض الاخوان حضروا معي على بعض الشيوخ قبل بضعة عشر سنة. فاذا سألته هل قرأت هذا الكتاب على الشيخ فلان؟ اجابك لا. لكن طيب يعرف انه سمعه على فلان واعرف كثيرين ليسوا من بالصيصية بل ممن عرفت احوالهم ربما زعموا شيئا من السماع خلاف الواقع او نفوا شيئا من السماع خلاف الواقع. ومن رأى في مقيدات المحدثين السابقين وجد من اهل علما له عناية بضبط مسموع علمه. وانظروا الى كتاب معجم السفر لابي طالب للسلف الحافظ. وكيف انه قال مرة سمعت جارا لنا ينشد ليلة وكتب بيتين من الشعر. فهو سمعه من وراء جداره ينشد بيتين من الشعر فضبطهما فالمقصود ان تعتنيا بضبط مسموعك من العلم على اختلاف فنونه وانواعه ثم ختم بقوله قال الخطيب يعني البغدادي فيما اذا اصبح شيئا ينشر المصلح بمحاتة وغيره من الخشب ويتقي التكريم ان يجعل على ما اصلحه مشارة وهي نحاتة من نوع من انواع الخشب وهو الساج وذلك اقوى للورق واحفظ له ويتقي يعني يتقي تكريم الكتاب ووضع التراب عليه فان بعض المعانين لصناعة الورق فيما كان عليه قبل هذه الاوراق الناعمة كانوا ربما كذبوه ليقوى ويمتن وربما طينوه في بعض نواحيه. لكن الاوفق كما قال المصنف هو ان عليه نحاتة من نحاتة الخشب ولم يعد ذلك محتاجا اليه اليوم بحمد الله بما هيأ الله عز وجل من انواع الورق الفاخرة التي يحفظ بها العلم وهذا اخر الليالي لهذه الجملة وبالله التوفيق