الحمد لله جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما استمرت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التكريم. اما بعد فهذا هو الدرس الاول من الكتاب الثاني من برنامج التعليم المستمر في سنته الاولى سنة وثلاثين واربع مئة بعد الالف وهو كتاب بلوغ القاصد جل المقاصد للعلامة عبد الرحمن ابن عبد الله البعلي رحمه الله. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقال العلامة الفقيه عبدالرحمن بن عبدالله البعلي الحنبلي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وعليه توكلي. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وامام المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين وعلى التابعين وتابعيهم باحسان الى يوم الدين وبعد فاني استخرت الله تعالى ان اشرح كتابي الموسوم ببداية العابد وكفاية الزاهد مقتصرا فيه على في شرح يظهر به غامضة ويلمع به وامضة. وسميته بلوغ القاصد جل المقاصد لشرح بداية العابد وكفاية والله ارجو ان يمن بالتوفيق الى اهوم طريق وان يجعله مقبولا لديه. وان يردنا ردا جميلا اليه. قوله الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين وامام المرسلين. فيه وصف النبي صلى الله عليه وسلم الاوصاف والاصل في اوصافه صلى الله عليه وسلم ومدحه الاذن والاباحة فانه يجوز للعبد ان يمدح النبي صلى الله عليه وسلم بما شاء من المدائح ما لم تقع مخالفة لما جاء به الشرح كما سبق بيانه في كتاب شرح كتاب التوحيد. وامثل المدائح هي المدائح التي اثرت عن الصحابة رضوان الله عنهم في وصف النبي صلى الله عليه وسلم. واجمع مما ذكره المصنف وغيره ما رواه ابن ماجة والطبراني بسند حسن. عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال اللهم ثم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وامام المتقين وخاتم النبيين الحديث فان هذا الحديث اسناده حسن وضعفه بعضهم توهما ان المسعودية حدث به قبل حدث به بعد اختلاطه. وهذا غلط فان احد الرواة عنه وهو ابو نعيم الفضل ابن ذكين رحمه الله ممن روى عنه قبل الاختلاط وقد اخرجه من طريقه الطبراني في المعجم الكبير وقوله رحمه الله وعلى التابعين وتابعيهم باحسان الى يوم الدين. التابعون باحسان لقب موضوع على معنيين اثنين. احدهما شرعي والاخر اصطلاحي فاما الشرعي فهو وصف للصحابة الذين اسلموا بعد صلح الحديبية في اصح قولي اهل العلم ويدل على هذا قول الله سبحانه وتعالى السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. فان سياق الاية دال على ان المراد بالتابعين باحسان كان هم بعض الصحابة فهؤلاء في اصح قولي اهل العلم هم الذين اسلموا بعد صلح الحديبية. اما الحديث الذي رواه احمد وفيه انهم الذين اسلموا بعد فتح مكة فانه حديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. واما اما الاصطلاحي فهو وصف لمن جاء بعد الصحابة سواء اريد به من جاء بعده مباشرة وهم التابعون او من بعدهم او من بعدهم الى يومنا هذا فيجوز ارادة المعنى الثاني به. والاولى حمله على المعنى المتقرر في الشرع وهو اطلاقه على الصحابة الذين اسلموا بعد صلح الحديبية. وقوله رحمه الله تعالى فاني استخرت الله اي طلبته الخيرة في امري كما سيبينه في شرح هذه الكلمة فيما يستقبل من كلامه. وسؤال الله الخيرة يكون لاحد شيئين اثنين. احدهما صلاة ودعاء مخصوص وهو المعروف بصلاة الاستخارة والثاني الدعاء فقط كان يقول الانسان اللهم اني اسألك الخيرة في امري كذا وكذا فهذا من الاستخارة الا انه استخارة بالدعاء فقط والاكمل هي الاستخارة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم المذكورة في باب صلاة التطوع عند الفقهاء رحمهم الله تعالى. وقوله رحمه الله تعالى ويلمع به الوامض هو ما خفي من البرق. فاراد بقوله ان ما ظهر من برق لامع يزداد لمعانا بهذا الشرح واهل العلم رحمهم الله تعالى مختلفون في تفضيل شرح متن ما فيكون الافضل ان يصنفه ام الافضل ان يشرحه غيره قولان اثنان والذين يقولون الافضل ان يشرحه تصنفه حملوا ذلك على انه ادرى بما فيه. وصاحب البيت ادرى بما فيه كما ذكر ذلك ابن ابن حجر العسقلاني في نزهة النظر في اوله. والذين يقولون ان الافضل ان يشرحه غيره يقولون لان المصنف لمتن ما في فن ما يكون له فربما قوى شيئا من المعاني لكمال تصوره لها. فيفتقر الناس من بعده الى اخر يبينه بيانا كاملا. ثم قال رحمه الله تعالى في دعائه وان يجعله مقبولا لديه والدعاء بالقبول هو الشائع في لسان المتأخرين. وليس هو الموجود في تصرف خطاب الشرع. وانما الموجود في تصرف خطاب الشرع كما في دعاء الانبياء هو الدعاء بالتقبل. والدعاء بالتقبل اكمل من الدعاء بالقبول. لان الدعاء بالقبول مقصور على طلب الاجر والثواب. اما الدعاء بالتقبل ففيه طلب الاجر والثواب. وزيادة على ذلك وهي رضا عن العامل ومحبته. فالقبول غير التقبل والتقبل اكمل من القبول. فينبغي ان يسأل الانسان ربه التقبل ولا يقتصر على سؤال القبول لانه اقل رتبة من انه نعم اقول بسم الله الرحمن الرحيم اقتداء بالكتاب العزيز وتبركا بذكر اسمه تعالى وعملا بحديث كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو ابشر اي ذاهب البركة والباء فيه للملابسة او مصاحبة متعلقة بمحبوب وتقديره فعلا اولى. والله علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد الرحمن ابلغ من الرحيم بين المصنف رحمه الله تعالى هنا شرح الجملة الاولى من كتابه وهي البسملة وابتدأ بيانه بذكر موجب الاستفتاح للبسملة. وقد جعله من ثلاثة وجوه اولها الاقتداء بالكتاب العزيز. وثانيها التبرك بذكر اسم الله تعالى ثالثها العمل بحديث كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو ابتر اي ذاهب البركة وهذه المعاني التي قصدها المصنف رحمه الله تعالى فيها تأمل اوله من جهة قوله اقتداء بالكتاب العزيز. فان هذا الاقتداء الذي يذكره كثير من المصنفين يرجع الى احد شيئين اثنين احدهما الاقتداء به في تنزيله والثاني الاقتداء به في تدوينه فاما تنزيل القرآن الكريم فانه لم يأتي اوله بسم الله الرحمن الرحيم. واما تدوير دينه فان القرآن الكريم لم يكتب على هذه الصفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة. فهذا الدليل لا يصح هذين الوجهين معا. وانما الصواب في ذلك ان يقال اقتداء بفعل الصحابة رضوان الله عنهم هم في كتابة القرآن الكريم. فان الصحابة رضي الله عنهم اتفقوا على كتابة القرآن الكريم مستفتحين له بسم الله الرحمن الرحيم. واما هذا الدليل العام وهو الاقتداء بالكتاب العزيز. فلا يسلم كما سلف ثم ما ذكره رحمه الله تعالى من التبرك بذكر اسم الله تعالى هذا معنى وهو المعنى المراد في كل ما يسكح ببسم الله الرحمن الرحيم. فان الباء للالصاق المشتمل على هذا المعنى كما سيأتي في بيان قوله والباء فيه الملابسة الى اخره. واما قوله رحمه الله وعملا بحديث كل امر ذي بال فهذا حديث اخرجه الخطيب البغدادي في الجامع وغيره واسناده ضعيف جدا جاء والمعتمد من الادلة مما ذكر انما هو التبرك باسم الله تعالى. وهذا التبرج الحامل عليه ان الباء فيه للملابسة او المصاحبة او الالصاق فان هذه الالفاظ الثلاثة تدل على معنى متقارب فان الالصاق والمصاحبة والملابسة تدل على معنى مشترك وهذا المعنى المشترك يجب ان تكون الباء لمعنى واحد. هو الانصاف. فان سيبويه كتاب لم يذكر الا هو. ورأى ان جميع المعاني التي ذكرت للباء راجعة اليه. وهذا حق فان من تأمل اما اهل العلم المصنفين في معاني الحروف المطولات كابن هشام في مغني اللبيب وغيره امكنه ورد كل هذه المعاني الى معنى الانصات وهو مشتمل على معنى الملابسة ومشتمل على معنى المصاحبة ومعنى قولنا ان الباء للانصاف اي يكون ذكر الله سبحانه وتعالى ومصاحبا وملابسا للفعل كله على وجه التبرك. فعندما يقول القارئ مثلا بسم الله الرحمن الرحيم اي اوصقوا واصحبوا ذكر الله سبحانه وتعالى في جميع قراءة على وجه التبرع. والتبرك هو تفعل من البركة وهي كثرة الخير ونماؤه وزيادته. ثم قال رحمه الله تعالى متعلقة بمحذوف وتقديره فعلا او لا؟ اي ان البسملة واولها بسم الله متعلقة بمحذوف لان الجار والمجرور لابد له من التعلق بفعل او ما فيه معنى الفعل. كما قال بعضهم لابد للجار من التعلق بالفعل او معناه نحو مرتقي. فالجار والمجرور في البسملة متعلقان دفن والصحيح انه فعل مؤخر خاص. انه فعل مؤخر خاص وبيان هذه الجملة في المطولات ان شاء الله تعالى. ثم ذكر ان الله علم على الذات الواجب والخبر عن الله بانه ذات واجبة الوجود لفظة رائجة في كلام ارباب باب علم الكلام. يقصدون به بيان كمال الله سبحانه وتعالى. لان الدواة غيره ذوات لان الذوات غيره هي جائزة الوجود. الله عز وجل مختص بهذا. فهي من باب الخبر الجائز ولو قال المصنف والله علم على ربنا عز وجل لاغناه ذلك عن التماس تعبير المتكلمين ثم قوله رحمه الله الرحمن ابلغ من الرحيم اي لمجيئها على زنة الثعلان ان فعلان انما جعلت في لسان العرب للدلالة على بلوغ الغاية من الصفة. كما يقال غضبان وشبعان وعطشان واشباه هذا. كما قال ابن عاصم في مرتقى الوصول ولا يقال صفاته الاشياء لانه فعلان للامتلاء. نعم الحمد لله اي الوصف بالجميل الاختياري على قصد التعظيم ثابت له تعالى وعرفا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث انه منعم على الحامد وغيره لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان معنى البسملة اتبعه ببيان معنى الحمد وعرف الحمد لغة بانه الوصف بالجميل الاختياري على قصد التعظيم ومرادهم بالوصف هنا الثناء باللسان. ويسمونه حمد القال لان حمد الحال عندهم من جملة العرفي. فالوصف ها هنا مختص بالثناء باللسان. ومعنى قولهم بالجميل الاختياري اي الصادر عن الله سبحانه وتعالى باختياره. فان الله عز وجل له مشيئة فان الله عز وجل له مشيئة واختيار وتقدم ان تعريف الحمد بانه ثناء مخالف لحديث ابي هريرة في صحيح مسلم وفيه ان الله سبحانه وتعالى يقول اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي فاذا قال الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي. فالحمد على المختار ما بينه ابو العباس ابن تيمية في مناظرته مع ابن المرحل وتلميذه ابن القيم هو الاخبار عن محاسن محمود مع حبه وتعظيمه. ثم قال وعرفا ما معنى عرفا مرت عليكم كثير هذي اكيد في الروظ وفي غيره نعم نتعرف عليه ايش قوله وعرفا اي في عرف اللغة المستعمل. كما ذكره الخفاجي في حاشيته على البيضاوي. ولم ارى هذا المعنى غيره فان هذا المعنى مما هو شائع عند اهل العلم وقد طووه لظهوره. ومرادهم بقولهم عرفا اي في عرف اللغة اعمل والفرق بين الاول والثاني ان الاول تعريف للحمد في اللغة باعتبار وضع اللغة نفسها والثاني تعريف للحمد باعتبار تصرف اهلها. فالاول مختص بالحمد اللساني وهو حمد القال. واما الثاني فيندرج فيه حمد القالي وحمد الحال. فصار من هذه الجهة اعم من المعنى اللغوي وقوله فعل المقصود بالفعل هنا الموجد سواء كان اعتقادا او قولا او عملا ثم قال من حيث انه منعم على الحامد وغيره. فجعل على متعلقه هو الانعام فقط. وهذه العبارة انتقدها بعض ائمة الدعوة رحمهم الله تعالى كما هو مذكور في حاشية الشيخ العنجري على الروض المربع ونسيت اسمه الان. ووجه الانتقاد ان الله سبحانه وتعالى يحمد على كماله كما يحمد على احسانه. فليس حمده عز وجل مخصوص بحمده على الانعام الواصل الى المخلوقين بل يحمد الله سبحانه وتعالى على انعامه على الخلق ويحمد ايضا على كماله وسبق ان ذكرت لكم ان حمد الله سبحانه وتعالى له موجبان. احدهما كماله الحاصل. والثاني احسانه الواصل الله يحمد لكماله ويحمد لاحسانه الذي يصله الى المخلوقين. وقد جعل رحمه الله تعالى هذا مبنيا على عقيدة الاشاعرة وفي النفس من ذلك شيء لان هؤلاء انما ذكروه في تعريف الحمد العرفي. الحمد اللغوي. فالحمد اللغوي عندهم يشمل هذا وهذا. فيكون نقصا في بيان معنى الحمد العرفي. لا في حقيقة الحمد عنده. فان حقيقة الحمد عند الاشاعرة ان الله يحمد على كماله كما يحمد على احسانه. وان اختلفوا مع اهل السنة والحديث في مال الله من كمال الا انهم يرون ان الله يحمد على هذا وعلى هذا. فالانتقاد متوجه الى الحد العرفي. لا الاعتقاد تائعي عندهم. نعم الذي فقه اي فهم في الدين وهو ما شرعه الله تعالى من الاحكام من شاء. اي اراد من العباد ووفق. والتوفيق خلق قدرة الطاعة في العبد مع الداعية اليها وتسهيل سبيل الخير اليه. وضده الخذلان وهو خلق قدرة المعصية في العبد مع الداعية اليها وتسهيل سبيل الشر اليه. اهل طاعته للعبادة والسداد. اي اي الصواب من القول والعمل. والصلاة من الله رحمة. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان البسملة والحمد انتقل الى بيان جملة اخرى متعلقة بحمد الله فانه قال الحمد لله الذي بدينه من شاء من العباد الى اخره. وبين المصنف ان الدين هو ما شرعه الله تعالى من الاحكام وهذا الذي ذكره احسن من قول غيره من المصنفين في الفقه الذين جعلوا الدين ما شرعه الله تعالى من احكام الخمسة الواجب والمندوب والمحرم والمكروه والمباح. فانهم يجعلون مخصوصا بهذا والدين اشمل من هذا المعنى الا ان ما ذكره سالم من الاعتراض لعدم بالاحكام الخمسة بل حذف متعلقه للدلالة على عمومه. والدين يطلق في الشرع على معنيين اثنين. احدهم معنى عام. وهو ما انزله الله على انبيائه لتحقيق عبادته. ما انزله الله على انبيائه بتحقيق عبادته. والثاني معنى خاص وهو توحيد وهو التوحيد ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان معنى التوفيق والخذلان قرأت الخذلان اي نعم هي الخذلان الكسب. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان معنى التوفيق والخذلان اذى المعنى الذي ذكره انما هو على عقيدة على عقيدة الاشاعرة في الكسب. والعقائد تتسلل الى المعاني حتى لا تحولها عن وجهها ومن جملة هذا ما ذكروه في التوفيق والخذلان. وقد تسري هذه المعاني الى تأليف اهل السنة والجماعة دون تدبر لحقائقها. ومن جملتها هذا المعنى المذكور في التوفيق فانه تسلل الى كتب جماعة من الاكابر كالشيخ سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابن عبد الوهاب في تيسير عزيزي الحميد في باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت وانما هذا الحد منسوج على اعتقادهم في الكسر فان الاشاعرة لم يجعلوا العبد مجبورا جبرا متحتما كما انتحلته الجبرية ولا جعلوه كذلك خالقا لفعله كما جعلته المعتزلة بل توسطوا بمذهب ركبوه ثم اختلفوا في بيانه على بضعة تسعة عشر قولا حتى قيل ان الكسب من الحقائق من المعاني التي لا تعرف حقيقتها كما قال الشاعر مما يقال قالوا ولا حقيقة تحته؟ معقولة تدنو الى الافهام الكسب عند الاشعر والحال عند البهشمي وطفرة النظام نعم اذن ارتمى الاشاعرة في هوة الكسب واقترن بذلك نفيهم واقترن بذلك نفيهم للعلل عن احكام الله سبحانه وتعالى وافعاله لجأوا الى مقالات رديئة فانهم قالوا في التوفيق خلق قدرة الطاعة. ولم يقولوا هي قدرة العبد على الطاعة بل قالوا خلق قدرة العبد على الطاعة فان العبد لا يطيع بنفسه. ولكن الله يخلق قدرة عند مباشرة العبد للطاعة تقع بها الطاعة. وهذا المعنى كما هو مبين في غير هذا المحل معنى مخالف للادلة من القرآن والسنة. فاذا اردنا ان نعرف التوفيق والخذلان تعريفا سالما من الاعتراض قلنا ايش؟ عرفون ان التوفيق والخذلان اعطيكم قاعدة تنتفعون بها. اذا اردتم ان تعرفوا شيئا فلا تفزعوا الى كلام الخلق. وانظروا في كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فانه يشتمل من الدلالات على بيان المعاني ما هو ابلغ من كلام غيرهما مثل التوفيق والخذلان. فان التوفيق هو التيسير لليسرى. والخذلان هو التيسير للعسر. كلكم تحفظون الاية في ذلك. فاولى ما يحمل عليه المعنى ان نقول التوفيق هو التيسير صراع والخذلان هو التوفيق للعسرى ومثل هذا نظير الكفر. الكفر ما هو تعريف الكفر بس تجيب الدليل طيب عطنا المعنى والدليل نجيبه احسنت وش يصير التعريف؟ انت ذهبت للدليل الله عز وجل قال ومن يكثر بالايمان فقد حبط عمله. يصير الكفر هو ستر اصل الايمان او كما الو لان هذا دلالة الكفر في اللغة هو الستر. فيكون الكفر المتعلق بالايمان اما كفر مناقض لاصله واما كفر مباين لكماله. فيكون شرعا هو ستر اصل الايمان او كماله. وهذا الحد لا يتأتى عليه الانتقاد بخلاف غيره فينبغي ان يمعن الانسان النظر دائما في الكتاب والسنة ليستنبط منهما بيان المعاني كما يستنبط منهما ادلة الاحكام نعم. اكمل والصلاة من الله رحمته ومن الملائكة باستغفار كف قدميك يا اخي اللي في الاخير كف قدميك نعم والصلاة من الله رحمته ومن الملائكة الاستغفار ومن غيرهم التضرع والدعاء بخير والسلام هو التحية او السلامة من النقائص والرذاذ على سيدنا والسيد من ساد في قومه محمد صلى الله عليه وسلم سمي به لكثرة خصاله الحميدة الهادي الى طريق الرشاد اي الصواب. وعلى اله هم اتباعه على دينه على الصحيح عندنا. وقيل مؤمن بني هاشم بني المطلب وقيل الى اهله وصحبه هو اسم جمع لصاحب بمعنى الصحابي وهو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم او رآه بعد البعثة من السيادة القادة اي المقتدى بهم الامجاد جمع ماجد والمجد نيل الشرف والكرم وعلى تابعيهم اي تابعي وصحبه باحسان في الاعتقاد والاقوال والافعال صلاة دائمة متصلة لا ينقطع مددها الى يوم المعاد اي القيامة. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان البسملة والحمدلة وما تعلق بها بين معنى الصلاة والسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فذكر ان الصلاة من الله رحمته ومن الملائكة الاستغفار ومن غيرهم التضرع والدعاء بخير. وهذا المعنى ذكره جماعة من القدماء كالازهريين فمن بعدهم. وسبق ان ذكرت لكم ان تصريف الفعل في معناه باختلاف متعلقه لا يعرف في لسان العرب فان العرب لا تجعل الفعل معنى باعتبار تعلقه بشيء ثم معنى اخر باعتبار تعلقه بشيء اخر. ثم معنى ثالث ثم معنى ثالثا تعلقهم بشيء اخر كما جعلوا في صلاة الله كما جعلوا في الصلاة فانهم جعلوا الصلاة لها معنى من الله ثم جعلوا لها معنى ثان من الملائكة ثم جعلوا لها معنى ثالث ثم جعلوا لها معنى ثالثا من بشر والصحيح كما سلف ان الصلاة معناها في اللغة ايش هذه مسألة تساوي سفرة ها ياسر الدعاء ما ذكرنا هذا. هذا القول مردودا عليه من اربعة وجوه من قال هذا اي انا ما ابيكم تعرفون ما قال صالح العصيمي اعرفوا ما قال العلماء ان هذه مظائق الانظار لا تحتملها العقول. وهذه المسألة ذكرتها ابان دروس قديمة فاستغربها بعض الناس يسار بها الى بعض العلماء. فسألوهم فقالوا نحن ما نعرف للصلاة الا معنى الدعاء وعلم هذا العالم ليس حجة على غيره. فمثل هذه المسائل لا تستفد مني ان تعرف اني قلت هذا. ولكن استفد مني اني ارجعك الى العلماء الاكارم الذين ذكروا هذا فممن ذكر هذا معناها العطف والحلو. فممن ذكر هذا ابو بكر غيري في نتائج الافكار ابن هشام في مغني اللبيب في اخره وابن قيم الجوزية في كتاب بدائع الفوائد خلافا لما في جلاء الافهام والملوي في شرح السلم المنورة في اخرين فهؤلاء من اعلام اهل العلم الذين بينوا ان العطف هو المعنى اللغوي للصلاة. وتلك الافراد التي يذكرها غيرهم رحمة والدعاء والثناء كلها ترجع الى هذا المعنى. من يذكر الابيات التي في هذه المسألة ما حدا يذكر طيب ما اللي سمعها مني؟ من اللي سبق سمع الابيات هذي محال الاخوان اللي قدامي يحفرون سمعوه واحد محمد وغيره ابو عبد الرحمن ما حضرت انا اقول لك بانك سمعتها مني ها اخذ العلم النسيان وحياته بالمذاكرة. ها يا محمد ابو عبد الرحمن طيب تذكروا انه ذكرناها ولا لا البقية ما اذكر لكن في غيره. انتم يا الاخوان الثلاثة وايضا تستنجدون بالبقية الاخرين يبحثون بها الدرس القادم. عشان نفيد الاخوان جزاكم الله خير ثم ذكر رحمه الله تعالى معنى السلام فقال السلام هو التحية او السلامة من النقائص الرذائل وهذا الحد الذي ذكره المصنف واخرون عليه اعتراضات ليس هذا محلها والاولى لا ان يقال ان السلام معنى جامع البراءة من النقائص والردائل هذا معنى كلام ابن فارس في مقاييس اللغة بسطه ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد وهو من غرر ما في كتابه من مسائل العلم ثم ذكر معنى السيد وان السيد من ساد في قومه ولو قال والسيد هو المقدم في قومه كان اسلم فانه لما قدم عليهم صار سيدا لهم. ثم بين معنى ان وعدد فيه اقوالا وقال فيها وعلى اله هم اتباعه على دينه على الصحيح عندنا اي عند الحنابلة في المذهب فان الصحيح في مذهب الحنابلة ان ال النبي صلى الله عليه وسلم هم اتباعه على دينه كما نص على هذا صاحب الانصاف وغيره. اين تذكر هالمسألة في المذهب في التشهد في التشهد بذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واله. وهذا المعنى خلاف راجح لما ثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الصدقة لا تحل لآل محمد فصار ال محمد هم من ايش هم الذين حرمت عليهم الصدقة ال محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة وهم بنو هاشم وازواجه وهم بنو هاشم وازواجه في اصح اقوال اهل العلم رحمهم الله تعالى. قد اشرت الى ذلك بقول ال النبي هم الذين حرمت عليهم زكاتنا وحصرهم ثبت في هاشم ومن له من الولد وكل زوج للنبي لم ترد. ما معنى لم ترد؟ يعني بقيت على ذمته حتى توفي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر معنى الصحب وان الصحب اسم جمع. لصاحب وانما كانت اسم جمع ولم تكن جمعا لان فعل ليس من اوزار الجموع. فان صحب وركب كلاهما على وزن فعل. لكن ليس هذا الوزن من اوزان الجموع. ولهذا لم تكن جمعا لا لانه لا مفرد لها من جنسها بل صحب وركب لها واحد من جنسها. فالواحد من الركب راكب ومن الصحب صاحب لكن لعدم وجود هذا الوزن في اوزان الجموع قيل هو اسم جمع ولم يقل يقال هو جمع ومن اهل العلم من يرى ان فعل من اوزان الجموع ويرى ان صحبا وركبا كلاهما جمع وليسا اسم جمع واختاره من المحققين المتأخرين شيخ شيوخنا العلامة محمد الامين الشنقيطي في تفسيره فهو ان صحب وركب جمع وليست اسم جمع. واوزان الجموع ليست محصورة. فيما ذكره بل مردودة الى تتبع العربية وتتبع العربية بحر لا ساحل له. وقد ذكر ابو عبد الله الشافعي وابن فارس وابن خزيمة رحمهم الله ان اللسان لا يحيط به الا نبي. فكلام لا يمكن حصره في مقالات جماعة من العارفين به من النحات او غيره. وهذا الذي ذكره الشيخ محمد الامين الشنقيطي فيه قوة ثم عرف الصحابية بانه من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم او بعد البعثة وهذا حد قاصر والصواب كما تقدم ان الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. زاد ابن حجر وغيره ولو تخللته ردة على الاصح. وهذه انما هي في بيان لحكم زائد في حق من ارتد ثم رجع. والاول كاف في بيان معنى الصحابي ان الصحابي شرعا هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك. وقيد البعثة لا منفعة له ها هنا. لان الايمان به صلى الله عليه وسلم رسولا انما وقع بعد البعثة فقبل البعثة لم يكن رسولا ولا نبيا صلى الله عليه وسلم. وانما ينفع هذا القيد في السنة. وقل من يذكره. فان السنة تختص بما جاء عن النبي صلى الله الله عليه وسلم بعد البعثة نص على هذا ابو العباس ابن تيمية الحفيد رحمه الله فلابد من زيادة هذا القيد عند ارادة السنة نعم لان ما قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ليس منها وان كان من دعبه وسيرته فتخليه في غار حراء وتفرده ليس من دينه ولا سنته صلى الله عليه وسلم لان هذا وقع قبل البعثة وكونه نبيا رسولا وليس في الشرع التعبد بالتخلي والتفرد والعزلة في الفلوات والصحاري وانما يخص هذا باوقات الفترات التي يضعف فيها الدين فليست عبودية مطلقة في كل في حين وآن. نعم اما بعد يؤتى بها للانتقال من اسلوب الى اخر استحبابا بالخطب والمكاتبات والاشهر بناؤها على الضم حيث حذف المضاف ونوي معناه وهي ظرف زمان وربما استعملت ظرف ما كان. واما حرف تفصيل ضمن معنى الشرط. فقد استخرت الله على اي طلبت منه الخيرة في امري في جمع مختصر وهو ما قل لفظه وكثر معناه مفيد مقتصرا فيه على بيان احكام العبادات ترغيبا للمريد وتقريبا للمستفيد في فقه مذهب الامام اي المقتدى الجليل المبجل اي المعظم ابي عبدالله احمد ابن محمد ابن حنبل الشيباني والصديق الثاني المروزي البغدادي حملت به امه بمروة وولدت ببغداد في ربيع الاولة سنة اربع وستين ومئة. وتوفي بها يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الاول سنة احد ثاني عشر ربيع الاول سنة سنة احدى واربعين ومئتين وله سبع وسبعون سنة واسلم يوم عشرون الفا من اليهود والنصارى والمجوس ومناقبه كثيرة لا تحصى وفضائله شهيرة لا تنكر رضي الله عنه وسميته اي هذا الكتاب بداية العابد وكفاية الزاهد. ومن الله تعالى لا من غيره ارتجله. اي لهذا الكتاب القبول والنفع لكل من اشتغل به من سائل ومسئول. انه تبارك وتعالى اكرم مأمول ذو بقاء لا يزول. لا يزال المصنف رحمه الله تعالى يبين معاني مقدمة كتابه فكان من بيانه قوله رحمه الله اما بعد يؤتى بها للانتقال من اسلوب الى اخر. ما معنى الاسلوب ما الجواب فمرت عليكم المسألة دائما تدرون في الشروع اما بعد انتقال من اسلوب الى اخر ما معنى الاسلوب يعني هذا هو الاسلوب من الديباجة الى المقصود. الشيخ محمد رحمة الله عليه الشرح الممتع اعترض على هذه الجملة قال وقول المصنفين اما بعد ليس بصحيح وانما ينتقل بها من المقدمة الى المقصود. وهذا الذي قاله رحمه الله على مبني على فهم معنى كلمة اسلوب ذكر العلامة الجمل في فتوحات الوهاب نقلا عن شيخه عطية ظهوري ان الاسلوب هو الفن من الكلام. اي الانتقال من نوع اذا اخر انتهى كلامه وهذا من ضمائر الذخائر المستكنة في الحواشي المهملة فهم اذا انتقلوا من نوع من الكلام يخاطب فيه احد الى الغيبة او الى التكلم ساغ ان يؤتى بهذه الكلمة اما بعد. ثم بين رحمه الله تعالى ان الاتيان بها مستحب في الخطب والمكاتبات. للادلة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ثم ذكر ان الاشهر بناؤها على الظم حيث كلف المضاف ونوي معناه. فان كلمة بعد ظرف يتصرف على الاعراب والبناء معا على احوال منها ان يبنى على الضم كما في هذه الجملة اما بعد وذلك اذا حذف المضاف لان المضاف هو اما بعد البسملة والحمدلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. فحذف هذا المضاف ونوي معناه فبنيت على الضم. ثم ذكر رحمه الله تعالى معنى المختصر فقال في جمع كسل وهو ما قل لفظه وكثر معناه. وهذا هو جمهور كلام المتقدمين بخلاف المتأخرين فان كلام المتقدمين قليل كثير البركة بخلاف كلام المتأخرين فانه كثير قليل البركة. نص على هذا المعنى ابن ابي العز في شرح الطحاوية وقبله ابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين. والمصنفون في بيان المتون في الفقه والعربية وغيرها يذكرون عند بيان مختصر يذكرون قول علي فيقولون المختصر ما قل لفظه وكثر معناه قال علي رضي الله عنه ايش؟ خير الكلام ما قل ودل ولم يطل فيمل. وهذا الذي ذكروه لا اعلم له اصلا مسندا عن علي رضي الله عنه. بل هو مما اثر في الكتب ولا يعلم ولا يعلم مسندا. وانما جاء نحوه عن اسحاق ابن محمد السمرقندي عند ابن السمعان في ادب الاملاء والاستملاء انه قال خير الكلام ما قل في الخطاب ودل على الصواب وقد اشرت الى هذه المسألة بقول ما قل لفظه والمعنى كثر مختصر لديهم وما ذكر خير الكلام عن علي لم اره في المسندات المشهرات ونحوه عن غيره قد اسنده في ادب الاملاء ونعم الفائدة ثم ذكر بعد ذلك ان هذا المختصر مقتصر على احكام العبادات وهي المنتهية الى الجهاد وهذا هو المراد بربع العبادات اذا اطلق عند الفقهاء رحمهم الله تعالى. وهذا المختصر ربع العبادات هو على مذهب الامام احمد ابن محمد ابن حنبل رحمه الله تعالى. وذكر طرفا من سيرته رحمه الله تعالى ليس منه ما يستنكر الا قوله واسلم يوم موته عشرون الفا من اليهود والنصارى والمجوس فان هذه الحكاية حكاية من كرة. كما ذكر الذهبي في سير اعلام النبلا وفي تاريخ الاسلام وزاد بيانا في تاريخ الاسلام ان من رويت عنه من جيران الامام احمد وهو محمد بن جعفر الوركاني مات قبل الامام احمد بمدة مديدة. فهي حكاية موضوعة وضعها رجل يقال له محمد ابن عباس وهذا المعنى الذي ذكره في تاريخ الاسلام مما زاده على سير اعلام النبلاء وفي تاريخ الاسلام اداة مفيدة على سير اعلام النبلا منها في هذا الموضع عند هذه الحكاية. ثم صرح بعد ذلك باسم الكتاب وهو من اداب التأليف فقال سميته اي هذا الكتاب بداية العبد وكفاية الزاهر. ثم رجع الى دعاء الله سبحانه وتعالى بالقبول. وسبق ان ذكرت لكم ان الاولى ان يدعو الانسان ربه بالتقبل. فيقول ربنا تقبل منا. فان القبول يختص الاجر والثواب اما التقبل فانه يزيد عليه الرضا ومحبة الله سبحانه وتعالى للعامل. ومما ينبغي ان ان يعتني به طالب العلم اول ما يعتني من فقه الاحكام العناية بالعبادات ات وهي الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد. وما تعلق بها من المقدمات فان هذه هي الشرائع فان هذه هي الشرائع اللازمة لكل احد. ولا ينبغي ان يضيع وقته في الابتداء في غيرها من انواع الفقه. فالذي يبتدي في الفقه دراسة البيوع او الاقضية او اشباه هذا قد ضيع ما وجب عليه واشتغل بما غيره اولى منه. والعلم عبادة فينبغي ان تلاحظ ما نحتاجه من العبادة مما يقوم دينك به. ومن جملة ذلك الشرائع اللازمة فانها هي القدر الواجب من علم كما ذكر ذلك ابن القيم في مفتاح دار السعادة وسبق ان ذكرناه. والمصنفون في الاحكام صنفوا على طرائق حدداء منها التصانيف المؤلفة في مذاهب الائمة الاربعة. الذين استقرت الامة على التفقه بمذاهبهم ابو حنيفة هو مالك والشافعي واحمد فينبغي ان يتفقه طالب العلم على مذهب من هذه المذاهب وهذه المذاهب افصلت على الدليل من كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم. ولم تدون على خلافه كما يتوهم بعض الناس حتى ولعوا بما يسمى بالراجح. فان الراجح الذي يذكره لك شيخك هو الراجح عنده. وذاك يذكر لك راجحا ثانيا وذاك اذكروا لك راجحا ثالثا وفي المبادئ لا ينفعك الترجيح وانما ينفعك التصحيح في ان تصحح عبادتك لا ان تبنيها على الراجح فان الراجح مختلف من فقيه الى اخر. فينبغي ان يدرس الطالب اول ما يدرس متنا في مذهبه المعمول به في بلده فالحنابلة يدرسون الفقه على مذهب احمد والشافعية يدرسون الفقه على مذهب الشافعي والمالكية يدرسون الفقه على مذهب مالك والحنفية يدرسون الفقه على مذهب ابي حنيفة. اما ما صار اليه الناس من دراسة الفقه على الدليل فهذا مذهب حادث الامة فانه ليس ثم شيء يسمى فقه الدليل. فكل هؤلاء الائمة هم فقهاء بالدليل وانما تختلف مآخذهم في الاستدلال ومن توهم ان هذه المذاهب منسوجة على خلاف ما دل عليه الدليل فقد توهم شيئا اجمع العقلاء على مباينته للحق فان هؤلاء العلماء اجلاء وهم جمهور الامة وليس واحدا او اثنين او ثلاثة حتى يتفوه المرء بهذا الكلام. لكننا صرنا بين نارين اثنتين. احداهما نار التعصب للمذاهب والجمود على المذهب. والثاني نار الفوضى والتخبط والتلفيق بين المذاهب. والسلامة من النارين هو ان يلتزم الانسان الدراسة على مذهب من المذاهب حتى اذا قوي عوده وكمل فهمه وصلب فقهه امكنه ان يتخير ما يترجح بالدليل بحسب ما يحتك به من دواعي الترجيح المعروفة عند اهل العلم فان الترجيح في الفتيا غير الترجيح في العلم غير الترجيح في العمل غير الترجيح في القضاء فان المرء قد يرجح شيئا باعتبار عمله هو لا باعتبار ما يعلمه او يفتي به فقد يرجح باعتبار ما يعلمه قد يرجح باعتبار ما يفتي به الناس وقد يرجح باعتبار ما يقضي به بين الناس ويكون عليه العمل عند ولي الامر. فلا بد من ملاحظة هذه الامور. ولما نشأ ناشئة لا يحفظون هذا الاصل تمزق الفقه اربا واعتاظ الناس عن كتب الائمة بكتب وضعها المتأخرون يزعمون انها مبنية على الدليل وكتب المذاهب انما تراد للتفقه كما نص على ذلك الشيخ سليمان ابن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في تيسير العزيز الحميد في باب من اطاع العلماء والامراء في تحليل ما حرم الله او تحرير او تحريم ما احل الله. ونحن ننشد على هذا المنوال باذن الله تعالى فسنشرح هذا الكتاب وفق مذهب الامام احمد فقط دون الخروج عنه فانه المناسب في حال التعليم الان فاذا ترقى المتعلمون ارتقي بهم فان السير على هذا اولى وانفع لهم من الخروج الى اقوال تارة عند هذا توافق الدليل وتارة عند ذاك توافق الدليل ولا يمكن ضبطها ويتعلم الانسان الفقه بان يدرس في المسألة سبعة اقوال او عشرة اقوال ثم يخرج من الفقه وهو لم يفهم قولا واحدا فهو لا يدري ما هو مذهب اهل بلده كالحنابلة هنا وهذا انما وقع عندنا في الازمنة الاخيرة ثم قوته الدراسات الجامعية الدنيا والعليا بالولع بما يسمى بالترجيح والراجح واظهار الشخصية العلمية كل هذا من الزيت الذي اضل الطلبة كما حدثني احد الاخوان انهم درسوا في ثلاثة محاضرات في ثلاث محاضرات حكم صلاة الجماعة وذكر فيها سبعة قالوا لو تسألني الان عن مذهب احمد لا اعرف مذهب احمد في في صلاة الجماعة وهذا السير على هذا الحال انفع للطالب فاذا ارتقى الطالب رقي الى ما هو فوقه. واقتصرنا اليوم على الكتابين حفظا لحق بلوغ القاصد. فان بلوغ القاصد اجل في الاسبوع قادم وكي نلج في مقصوده من الفقه مددنا القول حتى ختمنا بحمد الله سبحانه وتعالى ديباجته ان شاء الله تعالى الدرس على ما هو في هيئته في الاسبوع القادم وبعد العشاء كما اخبرتكم نواصل ان شاء الله تعالى ببرنامج تيسير العلم في مقدمة ابني الله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين