السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا وسهل بها اليه وصولا. واشهد اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه على اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليهم ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا شرح الكتاب التاسع من المستوى الثاني من برنامج اصول العلم في سنته السادسة ثمان وثلاثين واربع مئة والف وتسع وثلاثين واربع مئة والد وهو كتاب قصيدة في السير الى الله والدار الاخرة. للعلامة عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله المتوفى سنة ست وسبعين وثلاث مئة والف. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا جميع المسلمين قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى في مصنفه قصيدة في السير الى الله والدار الاخرة بسم الله الرحمن الرحيم سعد الذين تجنبوا وسبل الردى وتيمموا لمنازل الرضوان. ابتدأ المصنف رحمه الله قصيدة بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية. في مراسلاته ثباته صلى الله عليه وسلم الى الملوك. والتصانيف تجري مجراها واستفتاح الشعر النافع بالبسملة كاستفتاح النثر النافع سواء بسواء واستفتاح الشعر النافع بالبسملة كاستفتاح النثر النافع سواء فلا وجه للمنع منه مع ارادة الذكر. فلا وجه للمنع منه مع ارادة الذكر فهو مستحب او جائز في اقل وجهيه فهو مستحب اب او جائز في اقل وجهيه. ثم شرع ينعت منازل الى الله. والسير الى الله هو سلوك الصراط المستقيم. والسير الى الله هو سلوك الصراط المستقيم. ذكره ابن رجب في المحجة في سير الدلجة ذكره ابن رجب في المحجة في سير الدلجة فاذا اطلق هذا اللفظ السير الى الله فالمراد به صراطه المستقيم. فان الله سبحانه وتعالى بعث الينا رسولا هو محمد صلى الله عليه وسلم وانزل عليه كتابا هو القرآن وجعل له دينا هو الاسلام. والوعاء الحاوي لهذا واسم الصراط المستقيم والوعاء الحاوي لهذا هو الصراط المستقيم. فاذا قيل السير الى الله فمرادهم سلوك صراطه المستقيم. اتباعا لمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقا بكتاب الله واخذا بدين الاسلام والصراط المستقيم له اضافتان احداهما اضافته الى سالكيه. اضافته الى سالكيه ومنه اخذ اسم السائرين الى الله. ومنه اخذ اسم السائرين الى الله وفيه قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم وفيه قوله تعالى صراط الذين انعمت عليه فجعل الصراط مضافا الى سالكه فجعل الصراط مضافا الى سالكه والاخر اضافته الى واضعه وهو الله. اضافته الى واضعه. وهو الله ومنه قوله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه. ومنه قوله تعالى وان هذا صراط قاضي مستقيما فاتبعوه الاية ذكر هاتين الاضافتين ابن تيمية الحفيد وصاحبه ابو عبدالله ابن القيم والفرق بين الاضافتين ان اضافة الصراط الى الله اضافة وضع وايجاد ان اضافة الصراط الى الله اضافة وضع وايجاد واضافته الى سالكيه اضافة سير واتباع. اضافة واتباع. فالله سبحانه وتعالى هو الذي شرعه. فوضعه وامرنا بسلوكه فمن اجاب داعي الله وسار فيه متبعا امره فهو سالكه وقد جعل المصنف رحمه الله مدار سعادة السائرين الى الله امرين فقد جعل المصنف مدار سعادة السائلين الى الله على امرين احدهما تجنب سبل الردى. تجنب سبل الردى. اي طرق الهلاك. اي فوق الهلاك والاخر تيمم منازل الرضوان. تيمم منازل الرضوان اي قصد المنازل المحققة رضا الله. اي قصد المنازل المحققة رضا الله. وهي انواع العبادة وهي انواع العبادة. كالاخلاص والتوكل والحب والرجاء والخوف سميت منازل باعتبار تعلقها بالطريق الذي هو الصراط المستقيم. سميت منازل باعتبار تعلقها الطريق الذي هو الصراط المستقيم. فهي فيه كالمواضع التي ينزلها المسافر في طريقه فهي فيه كالمواضع التي ينزلها المسافر في طريقه. فيتزود فيها بما يقويه فيتزود فيها بما يقويه ويعينه على سفره فشهرت انواع العبادة باسم منازل السائلين الى الله. فشهرت انواع عبادة باسم منازل السائرين الى الله. لما تقدم من اضافة الصراط المستقيم اليهم لما تقدم من اضافة الصراط المستقيم اليهم. لانهم يأخذون فيه ويجتهدون في الوصول الى الله بسلوكه لانهم يأخذون فيه ويجتهدون في الوصول الى الله بسلوكه وصنف فيها ابو اسماعيل الهروي كتابه منازل السائلين صنف فيها ابو اسماعيل اروي كتابه منازل السائرين. وشرحه ابو عبدالله ابن القيم شرحا نافعا. اسم مدارج السالكين ثم قفاهما المصنف فنظم هذه القصيدة المشتملة على شيء من منازل السير الى الله. ذاكرا بعض انواع العبادة التي اتى التي اذا لتحقق بها العبد كان منقلا قلبه في سيره الى الله عز وجل بما منها. فان خير السائلين الى الله يكون بالقلب لا بالبدن. ذكره ابن القيم في الفوائد ومجالس السالكين. وقال في الاول منهما فاعلم ان العبد انما يقطع طريق سيره الى الله بقلبه وهمته لا ببدنه فاعلم ان العبد انما يقطع طريق سيره الى الله بقلبه وهمته لا ببدنه. واليه اشار الشاعر بقوله قطع المسافة بالقلوب اليه الى بالسير فوق مقاعد الركبان. قطع المسافة بالقلوب اليه لا بالسير فوق مقاعد الركبان اذا علم هذا فان السعداء السائرين الى الله سبحانه وتعالى. جامعون بين امرين هما تجنب ما يردي وامتثال ما يرضي. تجنب ما يردي وامتثال ما يرضيه. فالاول في قوله سعد الذين تجنبوا سبل الردى سعد الذين تجنبوا سبل الردى. والثاني في قوله وتيمموا لمنازل الرضوان. وتيمموا لمنازل الرضوان وهذان الامران هما المشار اليهما باسم التخلية والتحلية وهذان الامران هما المشار اليهما باسم التخلية والتحلية. عند المتكلمين في باب رقائق والسلوك. فالتخلية تفريغ القلب من كل ما يضره ويهديه فالتخلية تفريغ القلب من كل ما يضره ويرديه. والتحلية ملئ القلب بكل ما ينفعه ويقويه. والتحلية ملء القلب بكل ما ينفعه ويقويه وهما المذكوران في بيت المصنف وهما المذكوران في بيت المصنف. فان التخلية تقع باجتناب كل ما يضر ويردي فان التخلية تقع باجتناب كل ما يضر ويرضيه. وتقع التحلية بامداد القلب بكل ما ينفعه ويقويه فاذا لاحظ العبد قلبه بنفي المرضيات عنه وملئه بالمقويات صار جامعا بين التخلية والتحلية فقوي قلبه وحصل له النفع والانتفاع والتخلية مرتبة تسبق التحلية والتخلية مرتبة تسبق التحلية. فانه لا يتأتى تحلية القلب بما يقويه ويزينه الا بعد تخليته فانه لا يتأتى تحلية القلب بما يقويه ويزنه الا بعد تخلية فالقلب بمنزلة الوعاء المتسخ فاذا غسل هذا الوعاء ثم ملأه صاحبه بما شاء من شراب طيب ساغ له الشراب. وان بادر الى جعل الشراب الطيب في الاناء المتسخ لم يلتذ به. فالتخلية مرتبة تسبق وهذا هو الذي دعا المصنف الى تقديمها. وهذا هو الذي جعل المصنف الى تقديمها فقدم اجتناب المردي ثم اتبعه قصد نعم. احسن الله اليكم فهم الذين قد اخلصوا في مشيهم متشرعين بشرعة الايمان. ذكر المصنف رحمه الله اول منازل اول منازل السائرين الى الله فقال فهم الذين قد اخلصوا في مشيهم متشرعين بشرعة الايمان ومراده بالمشي سيرهم الى الله. ومراده بالمشي سيرهم الى الله. واشار اليه بالمشي لانه الاصل في الحركة والانتقال. واشار اليه بالمشي لانه الاصل في الحركة والانتقال. اما الركوض فانه يكون بواسطة كركوب دابة ونحويها فالاصل في حركة العبد وانتقاله وقوعه بالمشي. وهو الوارد كثيرا في خطاب الشرع عند ذكر فعل العبادة حركة وانتقالا. والاخلاص او شرعا هو تصفية القلب من ارادة غير الله. تصفية القلب من ارادة غير الله والى هذا اشرت بقولي اخلاصنا لله صفي القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطن اخلاصنا لله صف القلب من ارادة سواه فاحذر يا فطيم. فسيروا اولئك سعداء واقع على وجه الاخلاص لله. فسير اولئك السعداء واقع على وجه الاخلاص لله فهم مخلصون له. وهم ايضا متمسكون بالشرعة الايمانية. وهم ايضا متمسكون بالشرعة الايمانية اي متبعون للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا البيت نظير قول ابن القيم في نونيته فلواحد كن واحدا في اعني طريق الحق والايمان فلواحد كن واحدا في واحد اعني طريق الحق والايمان فان البيتين المذكورين جامعان للاخلاص لله والاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم لم فان البيتين المذكورين جامعين جامعان للاخلاص لله والاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم وعليه ما يدور قبول العمل قال شيخ شيوخنا حافظ الحكمي في سلم الاصول شرط قبول السعي ان يجتمع فيه اصابة واخلاص مع شرط قبول السعي ان يجتمع فيه اصابة واخلاص مع ومعنى الاصابة موافقة الهدي النبوي ومعنى الاصابة موافقة الهدي النبوي. نعم وهم الذين بنوا منازل سيرهم بين الرجا والخوف للديان وهم الذين ملأ الاله قلوبهم بوداده ومحبة الرحمن. ذكر المصنف رحمه الله ثلاثة منازل اخر من منازل السير الى الله هي الرجاء والخوف والمحبة. هي الرجاء والخوف والرجاء والمحبة. وهؤلاء الثلاث من اجل منازل السائرين الى الله. وهؤلاء الثلاث من اجل منازل السائرين الى الله فقلوب السائرين اليه مملوءة برجائه وخوفه ومحبته. فقلوب السائلين اليه مملوءة برجائه وخوفه ومحبته. وحقيقة رجاء الله شرعا امل العبد بربه في حصول المقصود. امل العبد بربه في حصول المقصود. مع بذل الجهد وحسن مع بذل الجهد وحسن التوكل. فمدار الرجاء على امرين فمدار الرجاء على امرين احدهما وجود الامل بالله في قلب العبد. وجود الامل بالله في قلب العبد والاخر اقترانه ببذل الجهد وحسن التوكل على الله. اقترانه ببذل الجهد وحسن التوكل على الله. فانه اذا كان املا بلا بذل جهد وحسن توكل لم تصدق فيه هي حقيقة الرجاء فانه اذا كان املا بلا بذل جهد وحسن توكل لم تصدق عليه حقيقة رجاء وحقيقة الخوف من الله فرار قلب العبد الى الله. فزعا فرار القلب الى الله فزعا وذعرا. فمدار الخوف منه على امرين فمدار الخوف منه على امرين. احدهما فرار القلب اليه عز وجل فرار القلب اليه عز وجل فان طمأنينة القلب تكون باقباله على الله. فان طمأنينة القلب تكون اقباله على الله فهو يفر منه فهو يفر اليه ولا يفر منه. فهو يفر اليه ولا يفر منه. قال الله تعالى ففروا الى الله. قال الله تعالى ففروا الى الله قال بعض السلف من خاف شيئا فر منه ومن خاف الله فر اليه. من خاف شيئا فر منه ومن خاف الله فر اليه. والاخر كون ذلك الفرار واقعا فزعا وذعرا. كون ذلك الفرار واقعا فزعا وذعرا فان مهيجات القلب في الفرار مختلفة. فان مهيجات القلب في الفرار مختلفة ومنها الفزع والذعر ومنها الفزع والذعر. والفرق بينهما ان الفزع مبتدأ الخوف ان الفزع مبتدأ الخوف. والذعر نهايته. والذعر نهايته فان مبتدأ حركة القلب عند طروء الخوف ان يفزع فان مبتدأ القلب عند خوفه ان يفزع ثم اذا استمر هذا الوالد فيه صار ذعرا. ثم اذا استمر هذا الوارد فيه صار ذعرا ومحبة الله شرعا تعلق قلب العبد بالله. ودوام ملاحظته رضاه تعلق قلب العبد بالله. ودوام ملاحظته رضا. فمدار محبته على امرين فمدار محبته على امرين. احدهما تعلق القلب به سبحانه تعلق القلب به سبحانه. فيكون القلب قوي الصلة بالله فيكون القلب قوي الصلة بالله. تام الاقبال عليه. تام الاقبال عليه. قوي الانشغال به قويا الانشغال به. والاخر دوام ملاحظة رضا. دوام ملاحظة رضاء لان من احب شيئا لاحظ بعين عناية ما يرضيه. لان من احب شيئا لاحظ بعين العناية ما يرضيه. فالصادق بمحبة الله يديم النظر الى طلب ما يرضي الله ما يرضي الله سبحانه وتعالى. وهؤلاء المنازل الرجاء والخوف والمحبة هي اركان العبادة هي اركان العبادة فهي مشيدة على ثلاثة اركان. فهي مشيدة على ثلاثة اركان. اولها حب الله وثانيها رجاء الله. وثالثها خوف الله. فمن عبد الله بهذه الاركان الثلاثة استكمل حقيقة العبادة. فمن عبد الله بهذه الثلاثة تكمل عبادة الله. ومن عبده ببعضها لم يستكمل حقيقة العبادة لم يستكمل حقيقة العبادة. وهذا معنى قول بعض السلف من عبد الله بالخوف فهو حروري. ومن عبد الله بالرجاء فهو مرجئ ومن عبد الله بالمحبة فهو زنديق. ومن ان عبد الله بالرجاء والخوف والمحبة فهو عبد موحد فهو عبد موحد انتهى كلامه. والاشارة في هذه الاركان بالافراد التي ذكرها من وقع منهم الزيغ فيها. فان الذين عبدوا الله بملاحظة رجائه دون اعمال ما ينبغي من محبته وخوفه وقعوا في الارجاء. ومن عبدوه بالخوف دون ملاحظة رجائه ومحبته وقعوا في مذهب الحرورية وهم الخوارج. ومن عبدوه بملاحظة المحبة دون رجائه وخوفه والطعوف الزندقة اي في الانحلال من الدين فانهم تهتكوا فيما يفعلون من المحارم وهي طريقة جماعة من اباحية متصوفة بدعوة وانهم يحبون الله سبحانه وتعالى. ولا يخلص من هذه العوارض وامثالها الا من عبد الله بالرجاء والمحبة والخوف فانه يكون حينئذ عبدا موحدا لله سبحانه وتعالى وهذه الامور الثلاثة للعبد في منزلة الرأس والجناحين للطائر. وهذه الامور الثلاثة للعبد بمنزلة الرأس والجناحين للطائر. فالمحبة رأس والخوف والرجاء جناحان. فالمحبة رأس والخوف والرجاء جناحان. فاذا كان قلب العبد ترأسه المحبة قادته الى خيره. فاذا كان قلب العبد ترأسه المحبة قادته الى خير فانه فانها تسوقه الى الله سبحانه وتعالى بملاحظة رضاه. ويقوى القلب بوجود الخوف والرجاء. فيكون القلب بمنزلة الطائر. الذي يختار برأسه ما شاء من جهة. ثم يبلغه تلك الجهة لا حال. الخوف هو الرجاء. فاذا فقد شيئا من ذلك اضر ما فقد بعبوديته لله سبحانه تعالى والمطلوب من الرجاء ملأ العبد قلبه باحسان الظن بالله. والمطلوب من الرجاء من العبد قلبه باحسان الظن بالله. مقترنا ببذل الجهد وحسن التوكل. مقترنا ببذل الجهد وحسن التوكل. والمطلوب من الخوف ما حملك على اداء الفرائض واجتناب المحارم المطلوب من الخوف ما حملك على اداء الفرائض واجتناب المحارم ذكره ابو الفرج ابن رجب واما محبة الله فالمطلوب منها لا ينتهي الى حده. فالمطلوب منها لا الى حد فكلما استغرق العبد في محبة الله استغرق في الرفعة عنده. فكلما استغرق العبد في محبة الله استغرق في الرفعة عنده. فلا حد لها تحد به ولا منتهى ترد اليه بخلاف الخوف والرجاء. فان الخوف اذا تتايع به العبد وغلب على قلبه اوقعه في القنوط من رحمة الله. كما ان الرجاء اذا تتايع فيه العبد وزاد عن حده اوقعه في الامن من مكر الله. فهو محتاج الى حد رجائه وخوفه بما يحقق المطلوب الشرعي بما ذكرناه سابقا. واما المحبة الالهية لله سبحانه وتعالى فلا حد لها. فان قوة تعلق قلب العبد لا تنتهي الى شيء يمكن ان يقاس ويحد به الحب. لكن شرط تلك المحبة هو ان يكون العبد دائم الملاحظة لما يرضاه الله سبحانه وتعالى الا فاذا قويت هذه المحبة في قلب العبد حملته على الطاعات ومنعته من المعاصي. فاعظم شيء يسوق العبد الى موافقة حكم الله الشرعي هو استغراق القلب في محبته. واما الوالغ في المعاصي المتهتك فيها الزاعم حب الله كفعل جماعة من اباحية اهل التصوف الذين يقعون في المحرمات ويزعمون انهم يحبون هؤلاء كاذبون في دعواهم وفيهم قالت رابعة العدوية تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع. لو كان حبك صادقا لاطعته لاطعته ان المحب لمن يحب طيعوا نعم وهم الذين قد اكثروا من ذكره في السر والاعلان والاحيان. ذكر المصنف رحمه الله من منازل السائلين الى الله دوام اللهج بذكره. دوام اللهج بذكره وذكر الله شرعا هو اعظام هو اعظام الله وحظوره هو اعظام الله عبوره بالقلب واللسان او احدهما بالقلب واللسان او احدهما وذكر الله نوعان. احدهما ذكر الله المتعلق بالخبر. ذكر الله المتعلق بالخبر. والاخر ذكر الله المتعلق بالطلب. فذكر الله المتعلق الطلب وتفصيل هذه الجملة يطول. وسبق بيان شيء منه في شرح الزيادة الرجبية. عند الحديث الخمسين فينبغي الوقوف على ذلك لما فيها من البيان الوافي لحقيقة ذكر الله كما جاء في دلائل القرآن والسنة. وافصح عنه جماعة من المحققين منهم ابن تيمية الحفيد وصاحبهم ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابو الفرج ابن رجب فالمذكور هنا من منازل السير الى الله هو اللهج بذكره. المشار اليه بقوله وهم الذين قد اكثروا من ذكره. فهم مكثرون من ذكر الله سبحانه وتعالى الا وجميع اوقاتهم مملوءة به. وجميع اوقاتهم مملوءة به. كما اشار الى ذلك بقوله الاحيان اي الاوقات كما اشار الى ذلك بقوله الاحيان اي الاوقات ومنه ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يذكر الله في كل احيانه انه كان يذكر الله في كل احيانه. رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنه اي انه كان مديما ذكر الله في كل اوقاته. فالمقتدون به صلى الله عليه وسلم من السائلين الى الله يكثرون من ذكر الله. وصفة ذكرهم له في احيانهم السر والاعلان. وصفة ذكرهم له في احيانهم السر فهم ملازمون ذكر الله في الخفاء والعلن فهم ملازمون ذكر الله في والعلن وتقدم ان الاسرار هو اسماع العبد نفسه دون ارادة اسماع غيره وان سمع ان الاصرار هو اسماع العبد نفسه دون ارادة اسماع غيره وان سمع وان الجهر هو ارادة العبد اسماع نفسه وغيره وان لم يسمع ارادة العبد اسماع نفسه وغيره وان لم يسمع فهذا احسن ما دل عليه الوضع الشرعي واللغوي في حقيقة الاصرار والجهل في حقيقة الاصرار والجهر وهي من دقائق المسائل. حتى قال احد اذكياء الناس من اهل العلم وهو ابو الفتح ابن دقيق ابن دقيق العيد لا اعلم الفرق بين السر والجر. لا اعلم الفرق بين السر الجار انتهى كلامه اي لخفاء المأخذ ودقته اي لخفاء المأخذ ودقته. والاشبه ملاحظة انا الذي تقدم ذكره. فهؤلاء السائرون الى الله يذكرون الله في جميع الاحياء سرا وجهرا. لانهم يرون ان ذكر الله غذاء قلوبهم. ودواء فيستغنون بذكر الله عن ذكر الخلق. قال عبدالله بن عون ذكر الله هواء وذكر الناس داء. قال عبدالله ابن عون لذكر الناس دواء ذكر الله دواء وذكر الناس داء وقال مكحول الشامي ذكر الله شفاء وذكر الناس داء ذكر ذكر الله شفاء وذكر وذكر الناس داء. فالعبد بين ذكر ربه وذكر خلقه فان كان مقبلا على ذكر الله معتنيا به فقد اصاب الدواء المنتج للشفاء فقد اصاب الدواء المنتج للشفاء. وان كان منشغلا بذكر الخلق فقد اصاب جاء المنتج للشقاء. فقد اصاب الداء المنتج للشقاء. فمن ترقية القلب وتقويته دوام اللهج بذكر الله سبحانه وتعالى. والاعراض عن ذكر الناس لان ذكر الله سبحانه وتعالى يقوي القلب وينفعه ويمده باسباب القوة. واما ذكر الخلق فانه يسقي القلب. ويضعفه فينشغل به العبد عن الخلق ويصير محجوبا بالخلق عن الحق. فمن ادام ذكرى الخلق شغلوه عن ذكر الله سبحانه وتعالى. ومن ادام ذكر الله شغل به عن ذكر الخلق وهذا معنى قول ابي ادريس الخولاني رحمه الله اكثروا ذكر الله حتى يقال مجنون اكثروا ذكر الله حتى يقال مجنون. وروي في حديث مرفوع لا يصح اي ادينوا ذكر الله حتى يظن الناس ان بكم جنة. ان بكم جنة. لان من اكثر من ذكر الله غلبت عليه العزلة عن الخلق. لان من اكثر من ذكر الله غلبت عليه العزلة عن الخلق. وكره مخالطتهم وصار منفردا عنهم غالبا. فهم يظنونه لذلك بمنزلة المجنون. فهم يظنونه بذلك بمنزلة المجنون وهو العاقل حقا. وهو العاقل حقا. وضده هو المجنون صدقا فان الذي يشغل نفسه بذكر الخلق ويقلب احوالهم على لسانه تفضي هذه الاحوال الى قلبه فيفسد بما يذكره منها. هذا لو كان يهادون وقوع غيبة او غيرها من الاحوال المزرية لللسان. فكيف اذا كانت مع الغيبة والنميمة والحقد والحسد والغل فهي اعظم شرا واكبر خطرا على العبد من مجرد الذكر الذي يراد به الخبر. فاذا كان الذكر الذي يراد به الخبر حجاب يمنع قلب العبد مما ينفعه فان ما يشتمل على فساد من اقوال اللسان كالغيبة والنميمة او الحقد والحسد اشد افسادا للقلب من هذا. فينبغي للعبد ان يصون قلبه وان يرعاه ايضا من ذكر الناس على لسانه. وان يشغل لسانه بذكر الله سبحانه وتعالى من اشغل نفسه بالطاعة حجبته عن المعصية. ومن ترك نفسه للمعصية لم تزل هذه المعصية تجره شيئا فشيء حتى يقع في اكبر منها. نعم. احسن الله اليكم يتقربون الى الملك بفعلهم طاعاته والترك للعصيان فعل الفرائض والنوافل دأبهم مع رؤية التقصير والنقصان. ذكر المصنف رحمه الله من منازل السائلين الى الله ارادة التقرب اليه. ذكر المصنف رحمه الله من منازل السائرين الى الله ارادة التقرب اليه. فمحرك قلوبهم ووازع نفوسهم. وباعث ذو همم بالسير الى الله هو طلب القرب منه سبحانه. ويصدق طلب القرب امره ويصدق طلب القرب بموافقة امره. فمن اراد القرب من الله فليمتثل امره فمن اراد القرب من الله فليمتثل امره فانه اذا امتثل امره قربه الله منه وادناه اليه فانه اذا امتثل امره قربه الله منه وادناه اليه ومن اعرض عن امر الله اعرض الله عنه. ومن اعرض عن امر الله اعرض الله عنه فمن شغل السائلين الى الله سبحانه وتعالى ارادة التقرب الى الله سبحانه وتعالى لما فيه من صلاح قلوبهم وكمال احوالهم. فهم منصرفون الى هذا مائلون عن طلب التقرب الى الخلق. فان من الغبن المستبين والنقص المبين ان يغفل العبد عن طلب التقرب الى الله وينشغل بطلب التقرب الى خلق الله. فتكون همته وبغيته طلب التقرب الى رؤساء الناس من العلماء او الامراء مع تفريطه فيما ينبغي له من التقرب الى الله سبحانه وتعالى. فان الخلق من كانوا وحيث كانوا لا ينفعون ولا يضرون. ولا يزيدون ولا ينقصون. ولا يقلون ولا يكثرون فاذا اشتغل العبد بطلب القرب منهم غفل عن من بيده الامر كله وهو الله سبحانه وتعالى. فمفاتيح منافع العلوم بيد الله لا بيد العلماء ومفاتيح منافع الدنيا بيد الله لا بيد الامراء. وانما هؤلاء اسباب يجري الله وتعالى بهم ما شاء من ذلك من علم او مال. واما تدبير الامر كله فبيد الله وحده فينبغي ان يطلب العبد قربه من الله فان من طلب قرب الله اغناه عما ايواء قال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه. وقال تعالى اليس الله بكاف عبده بقراءة الثانية اليس الله بكاف عباده؟ فعلى قدر ما يحصل العبد من كمال العبودية بطلب التقرب الى الله تكون كفاية الله ورعايته له. فالعارفون بالله السائرون اليه يطلبون التقرب منه وحده سبحانه. وتقربهم يكون بما ذكره في قوله. بفعل طاعاته والترك للعصيان. فهم يطلبون القرب من الله سبحانه وتعالى ويسلكون امرين احدهما فعل الطاعات. فعل الطاعات والاخر ترك المعاصي والسيئات ترك المعاصي والسيئات ثم اشار رحمه الله الى تفصيل مجمل الطاعات فقال فعل الفرائض والنوافل فعل الفرائض والنوافل دأبهم. فان هذا الشطر تفصيل قوله بفعلهم طاعاتهم. فطاعة الله هي موافقة حكمه الشرعي. فطاعة الله هي موافقة حكمه الشرعي ولها نوعان. احدهما طاعة فريضة. طاعة فريضة والاخر طاعته نافلة. طاعة نافلة وهما المذكوران في الحديث الالهي الذي رواه البخاري من حديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله سبحانه وتعالى قال من عادى لي وليا حتى قال وما تقرب اي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احب الحديث. فذكر الله سبحانه وتعالى ان التقرب بالطاعات مداره على الفرائض والنوافل والفرائض اسم للشرائع اللازمة للعبد. والفرائض اسم للشرع اللازمة للعبد لزوما مجزوما به. لزوما مجزوما به. والنوافل اسم للشرائع اللازمة للعبد لزوما غير مجزوم به. اسم للشرائع اللازمة للعبد لزوما غير مجزوم به فهؤلاء السائرون الى الله المتقربون اليه بالطاعات يفعلون ما يفعلون من الفرائض والنوافل ويجمعون بينهما. فهي عادتهم اللازمة لهم الدأب هو العادة فهي عادتهم الملازمة لهم فالدأب هو العادة المستمرة. وهم فعلهم تلك الطاعات ينظرون الى انفسهم بعين النقص هم مع فعلهم تلك الطاعات ينظرون الى انفسهم بعين النقص والعيب كما قال مع رؤية والنقصان مع رؤية التقصير والنقصان. فهم لا ينظرون الى اعمالهم. بعين والاذلال على الله عز وجل. فلا يرون لانفسهم شيئا. وانما وفقوا الى هذه الطاعات بفضل الله سبحانه وتعالى. والفاعلون الطاعات عاملون بها لهم مع انفسهم مقامان. والفاعلون الطاعات العاملون بها لهم مع انفسهم قلنا نوعان مقامان احدهما مقام الافتقار والانكسار. مقام الافتقار والانكسار. والاخر مقام الاستكبار والاغتراب. مقام استكبار والاغترار. فمن الناس من اذا فعل الطاعة زاد انكساره لله وافتقاره له. فهو يرى ان تلك الطاعة بتوفيق الله له وانه لا يقدر على شيء منها الا بعون من الله. ومن الخلق من اذا فعل الطاعة اغتر بها استكبر على الله وعلى خلقه فهو دائم الادلاء بهذه الطاعة. واياه قصد ابن جبير في قوله ان الرجل ليعمل الحسنة يدخل بها النار. ان الرجل ليدخل الحسن ليعمل الحسنة يدخل بها النار. وتفسيره انه يعمل الحسنة فتكسبه استكبارا واغترارا انه يعمل الحسنة فتكسبه استكبارا واغترارا. فتكون سبب دخوله النار فاللائق بالعبد اذا وفق للطاعات ان ينكسر لله وان يطلب الزيادة منها شكرا لله على ما اسدى اليه من التوفيق للعبادة. فالطاعة التي يصيبها احدنا لا يستمد من ما له او من اصله او من لونه او من جاهه او من رئاسته. وانما يستمدها من توفيق الله سبحانه وتعالى له. فمن زاد انكساره لله وافتقاره له زاد مقامه في العبودية وارتفع اغتر بحسناته واستكبر بها على الخلق كانت تلك الحسنات سببا لشقاء وخسرانه وبواره. نعم. احسن الله اليك صبروا النفوس على المكار كلها شوقا الى ما فيه من احسان نزلوا بمنزلة الرضا فهموا بها قد اصبحوا في جنة وامان الخلائق فضله بالقلب والاقوال والاركان. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة ثلاثة منازل من منازل الى الله هي الصبر والرضا والشكر فذكر الصبر في قوله صبروا النفوس على المكاره كلها شوقا الى ما فيه من احسان وحقيقة الصبر شرعا حبس النفس على حكم الله. حبس النفس على حكم الله. وحكم والله نوعان احدهما حكم الله القدري. حكم الله القدري وحبس النفس عليه التجمل بالصبر وترك التسخط على الاقدار التجمل بالصبر وترك التسخط في الاقدار. والاخر حكم الله الشرعي حكم الله الشرعي. وحبس النفس عليه بتصديق الخبر وامتثال الطلب بتصديق الخبر وامتثال الطلب واعتقاد حل الحلال. واعتقاد حل الحلال فالصبر يتعلق بهذا وذاك. فيصبر العبد على حكم الله النازل به من جهة القدر متجملا للصبر مجتنبا التسخط والجزاء. ويصبر نفسه على حكم الله الشرعي حابسا نفسه عليه بتصديق خبره. وامتثال طلبه بان على المأمور ويترك المحظور مع اعتقاد حل الحلال. ثم ذكر منزلة فوق منزلة الصبر وهي منزلة الرضا. فقال نزلوا بمنزلة الرضا فهموا بها قد اصبحوا في جنة واماني. والرضا هو تلقي احكام الله بانشراح وسرور والرضا شرعا هو تلقي احكام الله بانشراح وسرور نفس. وهو فوق الصبر وهو فوق الصبر. لان منازعة حكم الله تضمحل مع الرضا لان منازعة حكم الله تضمحل مع الرضا. فالعبد يجد مع الصبر مرارة فالعبد يجد مع الصبر مرارة والما. ويفقدها مع الرضا ويفقدها مع الرضا فاذا رضي العبد لم يبق في نفسه ما يجذبها اذا الجزع والتلوم من الاقدار. ثم ذكر مقاما اعلى وهو منزلة الشكر فقال شكروا شكروا الذي اولى الخلائق فضله بالقلب والاقوال الاركان وحقيقة الشكر شرعا ظهور ثناء العبد على ربه ظهور ثناء العبد على ربه. في قلبه اقرارا. في قلبه اقرارا. وفي لسانه اعترافا في قلبه اقرارا وفي لسانه اعترافا. وفي جوارحه فعلا وتركا وفي جوارحه فعلا وتركا. ذكره ابن القيم في مدارج السالكين. وهذه المقامات الثلاثة الصبر والرضا والشكر هي مقامات القلوب في تلقي احكام الله مقامات القلوب في تلقي احكام الله. فالقلب له في تلقي احكام الله والقدرية واحد من هذه المقامة. فالقلب له في تلقي احكام الله الشرعية والقدرية. واحد من هذه المقامات. فاولها الصبر. وثانيها الرضا وثالثها الشكر. وهي مرتبة تعليا. وهي مرتبة تعليا فالصبر دون الرضا. والرضا اعلى منه. والرضا دون شكر والشكر اعلى منه. فمن الناس من يحبس نفسه على حكم الله القدري او الشرعي. ويجد في قلبه مرارة والما. فيكون صابرا. ومن الناس من يخلص قلبه من هذه المرارة فلا يجد الما لما تعلق به من حكم الله شرعا او قدرا ويتلقاه بسرور وانشراح صدر فيكون ممن نزل منزلة الرضا ومن الناس من يعلو فوق هؤلاء كلهم فيتلقى ما نزل به من حكم شرعي او قدري بشكر الله سبحانه وتعالى عليه فهو يشكر الله على ما نزل به من حكم شرعي او قدري لما يجده من عظيم منافع ما نزل به فهو كامل التفويض لله. لا ينازعه في شيء من امره سبحانه تعالى بل يحمله ذلك على ظهور ثناء الله سبحانه وتعالى على قلبه ولسانه وجواره والشاكرون اعلى مرتبة من اهل الرضا والرضا اعلى مرتبة من الصابرين وقد ذكر هذه المراتب الثلاث وافاض في بيانها جماعة من اهل العلم منهم ابن تيمية الحفيد في مواضع من كتبه وابو عبد الله ابن القيم في مدارج السالكين وغيره وابو الفرج ابن رجب في جامع العلوم والحكم وغيره. نعم. احسن الله اليكم صحبوا التوكل في جميع امورهم مع بذل جهد في رضا الرحمن عبد الاله على اعتقاد حضوره فتبوءا في منزل الاحسان. ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة منزلين من منازل السائلين الى الله هما التوكل والاحسان فهم يصحبون انفسهم التوكل على الله في جميع الامور صغيرها وكبيرها وحقيقة التوكل على الله شرعا اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه. اظهار العبد عزه لله واعتماده عليه. فمداره على امرين احدهما اظهار العجز احدهما اظهار العجز وهذه حقيقة الافتقار هذه حقيقة الافتقار. فمن اظهر ضعفه لله فمن اظهر ضعفه لله فهو مفتقر اليه والاخر الاعتماد على الله بتفويض الامر اليه. الاعتماد على الله بتفويض الامر اليك فهو يفوض امره الى ربه. فهو يفوض امره الى ربه وبهذا يكون التوكل صادقا. وبهذا يكون التوكل صادقا. فان هؤلاء توكلهم على الله صادق قوي. لا كذب دعي فهم يتوكلون على الله مفوضين امرهم اليه مع بذل الجهد في موافقة حكم الله. مع بذل الجهد في موافقة حكم الله تصديقا لما اخبر وفعلا لما امر واجتنابا لما نهى كما قال مع بذل جهد في رضا الرحمن. مع بذل جهد في رضا الرحمن. واما التارك الجهد فهو كاذب في دعوى توكله على الله سبحانه وتعالى. وهؤلاء هم يعبدون الله ايضا بملاحظة مقام الاحسان كما قال عبدوا الاله على اعتقاد بحضوره فتبوأوا في منزل الاحسان. وهذا المنزل هو المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم اعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. في حديث عمر عند مسلم في قصة جبريل المعروفة وفيه ان الاحسان له مرتبتان وفيه ان الاحسان كان له مرتبتان الاولى مرتبة المشاهدة مرتبة المشاهدة وهي المذكورة في قوله ان تعبد الله كانك تراه والثانية مرتبة المراقبة. مرتبة المراقبة وهي المذكورة في قوله فان لم تكن تراه انه يراك فان لم تكن تراه فانه يراك. وحقيقة مرتبة المشاهدة ان اعبد المرء ربه متخايلا انه يشاهده. ان يعبد المرء ربه متخايلا انه يشاهد ان يستحضر مشاهدته لله ايستحضر مشاهدة لله. وهذه المشاهدة لحقيقة ذاته ممتنعة. لحقيقة ذاته ممتنعة فان احدا لن يرى ربه سبحانه وتعالى في الدنيا لكنه يوقع العبادة مع حضور هذا المعنى في قلب لكنه يوقع هذه لكنه يوقع العبادة مع حضور هذا المعنى في قلبه ويقويه مشاهدة اثار صفات الله سبحانه وتعالى. ويقويه مشاهدة واثار صفات الله سبحانه وتعالى. وهي التي وقع الامر بها في مواضع كثيرة من القرآن في مواضع كثيرة من القرآن يدعى فيها الخلق الى مشاهدة اثار صفات الله كانزال المطر ذات الشجر واماتة الخلق وغير ذلك فان مشاهدة اثار الصفات تقوي هذه المرتبة في قلب العبد. واما مرتبة المراقبة فحقيقتها ان يعبد المرء ربه تحظرا اطلاع الله عليك. مستحضرا اطلاع الله عليه. فكأن الله سبحانه وتعالى مراقب له مطلع عليه. فكان الله سبحانه وتعالى مراقب له مطلع عليه. والمرتبة الاولى اعظم من الثانية. المرتبة الاولى وهي المشاهدة اعظم من وهي المراقبة. وهذه المرتبة وهي مرتبة هي اصل احوال القلوب وما تعلق بها من الرقائق والسلوك. وهي قسيمة الاسلام والايمان في حديث جبريل الطويل ففيه ان مراتب الدين ثلاث هي الاسلام والايمان والاحسان ومع جلالة هذه المرتبة فان العناية بها ضعيفة في الخلق. فالكلام فيما يتعلق بها من الاحوال والافات والعوارض قليل جدا. فمع شدة الحاجة اليها وان النفس لا تستقيموا الا بملاحظة الاحسان فتجد عناية الخلق بالاحسان طلبا اللين وتحققا وعملا قليلة. حتى صار ظاهرا في الناس ضعف علمهم بابواب الرقائق والسلوك بل اهمال ذلك بل نسبة هذه العناية الى غير طريقة اهل السنة والجماعة مع ان اصول هذه العلوم هي علوم اهل السنة والجماعة. فالكتب التي صنفها ائمة الهدى باسم الزهد كالزهد لاحمد او لابي داوود او لوكيع بن جراح او لهناد بن السري او غيرها من الكتب او تفاصيل جملها ككتب ابن ابي دنيا وغيره هي حقيقة ما تنبغي العناية به. لكن الظعف في هذا الامر قديم واستمر الى هذا اليوم حتى ان المرأة اذا اراد ان يقرر هذه المعاني في دروس علمية عد بعض الناس ان هذا من الاشتغال بما غيره او فعوض ان تذهب الى درس فيه شرح نونية ابن القيم لا تحتاج الى هذا فان هذه المعاني تعرف من غير حاجة الى حقائقها وهذا من الجهل البين. فان مقامات الاحوال وما يتعلق بها من الرقائق والسلوك من اعظم العلم الذي يحتاجه الناس. وكثر الفساد فيهم بسبب ضعف هذا العلم فيهم وهو علم الاحسان. فعلم الاحسان بفروعه وفصوله وما تعلق به صار ضعيفا في الناس. فنشأ فيهم من الموبقات والمهلكات ما ايقطعهم عن الوصول الى الله سبحانه وتعالى. طالب العلم ينبغي ان يعتني بهذا وان يكثر النظر فيه وان يقرأ في السلف التي صنفوها مما سمينا ويتفهم في ذلك ويستعين بما صنف فيه جماعة من محققي اهل السنة كابن تيمية وابن القيم وابي فرج ابن رجب رحمهم الله. نعم احسن الله اليكم نصحوا الخليقة في رضا محبوبهم بالعلم والارشاد والاحسان. صاحب الخلائق بالجسوم وانما ارواحهم في منزل فوقاني. بالله دعوات المشاهد كلها خوفا الايمان من نقصاني. عزفوا القلوب عن الشواغل كلها قد فرغوها من والرحمن حركاتهم وهمومهم وعزومهم نعم الرفيق لطالب السبل التي تفضي الى الخيرات والاحسان لما فرغ المصنف رحمه الله من ذكر حال اولئك السعداء من السائرين الى الله مع ربهم اتبعه بذكر حالهم مع الخلق. فهذه القصيدة مقسومة قسمين احدهما حال السعداء في معاملتهم في معاملتهم الله حال السعداء في معاملتهم الله والاخر حال السعداء في معاملتهم خلق الله. حال السعداء في معاملتهم خلق الله وهذا القسم الثاني هو المذكور في قوله نصحوا الخليقة في رضا محبوبهم الى اخر الابيات فهي في بيان حالهم مع الخلق. وانهم ناصحون لهم في رضا الله. اي فيما الى الله سبحانه وتعالى وهذه النصيحة تظهر في ثلاثة مسالك. وهذه النصيحة تظهر في ثلاثة مسالك. يتصرف بها مع الخلق يتصرفون بها مع الخلق. هي المذكورة في قوله بالعلم والارشاد والاحسان. هي المذكورة في قوله بالعلم والارشاد والاحسان. فالمسلك الاول انهم ينصحون الناس تعليمه انهم ينصحون الناس بتعليمهم. فيبلغونهم خطاب الشرع. فيبلغونهم خطاب الشرع والمسلك الثاني نصيحتهم بالارشاد. نصيحتهم بالارشاد وهم ينصحون لهم بدلالتهم وهدايتهم. فهم ينصحون لهم بدلالتهم وهدايتهم وحقيقة الارشاد هي جعل العلم عملا. فحقيقة الارشاد هي جعل العلم اما لا فهم يدلونهم الى ما يتحقق به العمل بالعلم فهم يدلونهم الى ما يتحقق به العمل العلم والمسلك الثالث الاحسان. المسلك الثالث نصيحتهم بالاحسان. فهم ينصحون للخلق بايصال ما ينفعهم اليه فهم ينصحون للخلق بايصال ما ينفعهم اليه. فكل امر ينفع الخلق في دينهم ودنياهم فانه يوصل اليهم. ثم ذكر المصنف انهم مصاحبون للخلائق بجسور انهم مصاحبون للخلائق بجسومهم. اما الارواح فغير واقفة مع رسوم الخلق اما الارواح فغير واقفة مع رسوم الخلق بل معلقة بالله سبحانه وتعالى فهم يراعون حقائق الايمان ومشاهد الاحسان في كل حين وان. خوفا على ايمانهم من النقصان كما قال بالله دعوات المشاهد كلها خوفا على الايمان من نقصان اي انهم فيما يعاملون به الخلق من المشاهد التي يجتمعون فيهم معهم فيها فانهم يلاحظون امر الله سبحانه وتعالى حفظا لايمانهم من النقص قال فلا تحجبهم تلك المشاهد عن ملاحظة ما لله سبحانه وتعالى من ثم قال عزفوا القلوب عن الشواغل كلها قد فرغوها من سوى الرحمن اي مما قويت به قلوبهم في ملاحظة الخالق دون المخلوق انهم فرغوا قلوب من كل ما يشغلها. ولم يبق فيها سوى ارادة محاب الله قاضي فلا شيء تتوجه اليه وتتعلق به الا ما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه كما قال حركاتهم وهمومهم وعزومهم لله لا للخلق والشيطان. وقد رحمه الله بهذا في هذا البيت الى ثلاثة مقامات قلبية. احدها الحركة وهي الارادة المجردة. الحركة وهي الارادة المجردة. وتانيها الهم وهي الارادة المقترنة بالجزم. وهي الارادة المقترنة بالجزم وثالثها العزم وهي الارادة المقترنة بالجزم مع تهيئ فعل اسباب المراد وهي هي الارادة المقترنة بالجزم مع تهيئ فعل اسباب المراد وهذه المقامات متفاوتة المرتبة. فالحركة دون الهم. والهم دون فالعزم اعلاهن رتبة ودونه الهم ثم دونه الحركة فكل توجه قلبي هو حركة. فكل توجه قلبي هو حركة. فاذا قوي صار هما. فاذا قوي صار هما. فاذا اشتدت قوته صار عزما فاذا اشتدت قوته صار عزما وربما يحصل توجه قلبي ثم ينحل من قلب العبد وهذا هو الخاطب. وربما يعرض توجه قلبي ثم ينحل من قلب العبد اي يضعف ويفارق العبد وهذا هو الخاطر. ثم ختم المصنف رحمه الله قصيدته بقوله نعم الرفيق لطالب السبل التي تفضي الى الخيرات والاحسان. اي ان هؤلاء السعداء الذين ذكرت صفتهم هم خير من ينبغي للعبد ان يجعله رفيقا يقارنه يوصله ذلك ليوصله ذلك الى ما تحمد عاقبته من الافضاء الى الخيرات والاحسان فاولى الخلق ان تطلب رفقته هو من اقبل على ربه سبحانه راغبا فيما عنده. مشتغلا بذكره مقبلا على ذنبه. راجيا اتى الله خائفا من عقوبته. فمتى وجدت عبدا بهذه الحلية؟ فاتخذه رفيقا فانه احق من يصحب واولى من يطلب فان المرأة على دين خليله فمن هؤلاء السعداء سعد جعلنا الله واياكم من السعداء. ومن رغب عن صحبتهم الى صحبة غيرهم من الاشقياء شقي فالمرء يسعد بقرينه او يشقى به والعاقل يلتمس من الرفقاء من يكون سببا لسعادته لا لشقائه. قال الحسن البصري رحمه الله لان تصحب قوما يخوفون النار حتى تلقى الله امنا خير لك من ان تصحب قوما يؤمنونك النار حتى تلقى الله خائفا اي ان العبد اذا صحب من يذكره حق الله ويحمله عليه فمهما وجد من مشقة صحبة فهو خير له فانه يرد على الله امنا. ومن ابتغى صحبة غيره ممن يغفل معه قلبه عن لا ويفرط في حقه فانه يرد على الله سبحانه وتعالى خائفا. بقي من تمام القول ان البيت الرابع قبل اخر القصيدة وهو قوله بالله دعوات المشاهد كلها مما اضطربت فيه النسخ واشبه شيء كان عندي هو هذا الضبط بالله دعوات المشاهد كلها. وهكذا قرأته على جماعة منهم محمد ابن سليمان ابن جراح عالم الكويت وصاحب الشيخ ابن سعدي ومنهم عبد الله ابن عبد العزيز ابن عقيل وهو ايضا من اصحاب الشيخ ابن سعدي رحمهما الله وشرح الناظم لا يوافق هذا فيما يظهر فان كلام الناظم نفسه في شرحه يتعلق بمنزلة يقال لها منزلة الرعاية وهي من المنازل التي ذكرها الهروي في منازل السائلين وشرحها ابن ابن القيم في في مدارج السالكين. كنت انبعث الى قلبي هذا الاشكال لما سمعت شرحا للشيخ عبد الرزاق العباس في تعليقه على شرح الناظر. فانه في الشريط السابع او الثامن ذكر انه متردد في في صحة هذا البيت. ثم اخبرني احد اصحابه انه يرى ان صوابه رعوا الحقائق والمشاهد كلها. رعوا الحقائق والمشاهد كلها. وهذا هو الصواب والله اعلم هو الصواب بعد النظر في اصل الكتاب وانه وقع فيه غلط في التقديم والتأخير الصواب ان هذا الشطر رعوا الحقائق والمشاهد كلها رعوا الحقائق والمشاهد كلها فهو يتعلق بمنزلة الرعاية فهو يتعلق بمنزلة وهي الحفظ والصيانة وهي الحفظ والصيانة. فهم يحفظون حقائق الايمان ومشاهد الاحسان فهم يحفظون حقائق الايمان ومشاهد الاحسان. ولابن القيم كلام نافع عن هذه المنزلة منزلة الرعاية ذكره في مدارج السالكين. وهذا اخر البيان على الكتاب بما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع. سمع علي جميع قصيدة في السير الى الله والدار الاخرة بقراءة غيره. صاحبنا يكتب اسمه تاما فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته. واجزت له روايته عني اجازة خاصة من ياللي معينين في معين بقراءة لها على عبد الله ابن عبد العزيز ابن عقيل بقراءة لها على عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل قال انشدنا المصنف. قال انشدنا المصنف والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك كتبه الصالح بن عبدالله بن حمد العصيمي يوم الجمعة الرابع عشر من شهر جمادى سنة تسع وثلاثين واربع مئة والف في مسجد مصعب بن عمير بمدينة الرياض. بمدينة الرياض. لقاءنا ان شاء الله تعالى بعد المغرب في كتابه الخلاصة الحسناء. وفق الله الجميع والحمد لله رب العالمين