يا طالبا للعلم يرجو نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. ومحجة سالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا ومربينا ومؤدبنا. محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم للامام ابن جماعة الكناني الشافعي رحمة الله تعالى عليه واليوم باذن الله نختم حديثنا في الفصل الاول في ادب العالم في نفسه. بعد هذه الجولة التي خضناها مع ابن جماعة وهو يتحدث عن العالم. كيف يدير علاقته مع ربه سبحانه وتعالى؟ كيف يدير همته؟ كيف ديروا اخلاقه ويتعاملوا مع مجتمعه. اخلاق مهمة بناها ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه في هذه الفصول لتكون منارا يهتدي به كل عالم وكل طالب علم وكل متصدر لتعليم الناس الخير. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على العمل اليوم علم ولكن غدا عمل. علينا ان نعمل وان نحاول وان نجاهد وان نكافح وان نبذل وسعنا من اجل التحني بهذه الاخلاق الرفيعة التي لا يمكن للانسان ان يتصدر وان ينفع الناس الا بعد التحلي بها ومن تصدر من دون التحلي بها او بجلها فانه يتصدر تصدرا مشوها يتصدر تصدر المشوها يخشى ان يكون ضرره على الامة اكثر من نفعه واليوم كما قلنا نتكلم في الادب الحادي عشر والثاني عشر ولا ادري اذا وسع الوقت ندخل في الفصل الثاني في ادب العالم في درسه فنقول مستعينين بالله قال الامام ابن جماعة عليه رحمة الله الحادي عشر من اداب العالم في نفسه قال الا يستنكف ان يستفيد ما لا يعلمه ممن هو دونه منصبا او نسبا او سنا بل يكون حريصا على الفائدة حيث كانت. والحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها هنا احبتي ابن جماعة يتكلم عن ادب مهم يكاد يكون مفقودا ليس عند اه العلماء في هذا الزمان. بل حتى عند المتصدرين من طلبة العلم حتى المتصدرين من طلبة العلم يعانون من هذه الاشكالية النفسية التي يطرحها ابن جماعة. وهي اشكالية اه ان اذا تصدر لتدريس شيء من العلوم يجد حاجزا يمنعه من ان يستفيد من طلبته وممن هو دونه في العلم وهذه الاشكالية انما سببها شيء من الكبر يخالط نفس هذا المتصدر فعليه ان ينتبه على هذا او على هذه الجزئية جزئية انك يا اخي الحبيب يا ايها العالم يا ايها المتصدر مهما بلغت من العلم ومهما وصلت عرفت امورا وغابت عنك اشياء فعليك ان تستزيد دائما حتى تدخل في قبرك وهذا هو كان ديدن العلماء رحمة الله تعالى عليهم. علماء السلف عليهم رحمة الله القدوات كانوا يستفيدون من الجميع حتى قال الامام محمد ابن اسماعيل البخاري عليه رحمة الله ماذا قال؟ قال لا ينبذ الرجل حتى يتعلم ممن هو مثله ودونه وفوقه لا يبذل الرجل لا تكتمل الته العلمية حتى يتعلم ممن؟ قال حتى يتعلم ممن هو مثله من الاقران من اصدقائك من زملاء الدراسة وممن هو دونه وهذه هي العقبة الكؤود التي تصعب على النفس البشرية ولا يوفق الله سبحانه وتعالى لها الا اهل التوفيق وهو ان يكون الانسان متواضعا في قلبه ونفسيته وشعوره الباطني بحيث تسعفه نفسه على اخذ الفوائد والتقاط الدولار حتى ممن هو دونك من طلبة العلم؟ نعم حتى ممن هو دوني. فلعل هذا الطالب وقف على كلام احد المصنفين وقف على فائدة شاردة يفيدك بها ايها العالم. تستزيد بها تستنير بها. فاياك ان تستكبر. وفي هذه اللحظة التي تبدأ بها بالاستكبار اعلم انك تخطو خطواتك الاولى نحو الجهل هذه اللحظة التي تستكبر فيها استقبال المعلومة من طلبتك وممن هو دونك. هذه الخطوة الاولى التي تخطوها نحو الجهل فحذاري واياك وابتعد يا ايها العالم يا ايها المتصدق عن الاستكبار عن العلم. كن متعلما حتى وقع تحت الثراء. هكذا كان العلماء وقصصنا عليكم في المحاضرة السابقة كيف كان احمد بن حنبل امام اهل السنة والجماعة يجري مع في ادراك المشيخة الذين يقدمون الى بغداد يستفيد منهم العلم. فقيل له يا احمد انت امام الدنيا وما زلت تجري مع الطلبة لاخذ العلم. فاخبر احمد بن حنبل انه يطلب العلم حتى يموت من المحبرة الى المقبرة وعندما يكون العلماء وعندما يكون المتصدرون للعلم يعايشون العلم بهذه الروح الطيبة والنفس الرائقة والهمة العالية تجد العلوم تنمو وتزداد والله سبحانه وتعالى يبارك بها ويبارك بجهود حامليها. لانهم لم يحملوا العلم استكبارا وعزة وانما طلبوه نفعا للعبيد. فلا يطلبون الفخر لانفسهم بل يطلبون وجه الله سبحانه وتعالى. هذه النية صالحة طلب العلم لوجه الله هي التي تساعد العالم والمتصدر للتدريس ان يقبل العلم ممن هو دونه. لانه في النهاية لما طرق العلم لم يطرقه من اجل ان يرفع على الاكف ولان آآ يشار اليه بالبنان وتصفق له الجماهير. انما طلبه لنفع الخلق طالبه بنفع الخلق. وهذه النية الصالحة تجعل صاحبها دائما طلابة للعلم. وهذا الوصف طلابه للعلم وصف به كثير من الائمة وكان يستخدمه الذهبي رحمة الله عليه كثيرا في سير اعلام النبلاء حينما يصف الائمة الاعلام يقول وكان كم طلاب اهل العلم جلالة شدة الطلب والحرص على طلب العلم والاستفادة والاستزادة. ابن الجوزي رحمة الله عليه الامام الحبر الكبير. يقولون بدأ في طلب علم القراءات في عمر الثمانية والستين الله اكبر. في العمر ثمانية وستين يجلس بين يدي اشياخ يتعلم. نعم. ثم بعد ذلك صنف سفرا كبيرا لانه يدرك ان قيمة الانسان ليست في مجلسه وليست في من يحفه وانما في العلم الذي يضعه وفي البصمة يتركها في هذه الحياة لهذه الامة ذخرا عند الله سبحانه وتعالى. اذا على العالم الا يستنكف. يستنكف يستكبر هذا معنى ان يستفيد ما لا يعلمه ممن هو دونه في المنصب. او حتى في النسب او حتى في السن. بل يكون حريصا على حيث كانت ولذلك عند علماء الحديث في انه مصطلح هناك ما يسمى برواية الاكابر عن الاصافر رواية الاكابر عن الاصاغر فكثير من الصحابة اخذوا من التابعين وكثير من التابعين اخذوا احاديث استفادوها من تابع التابعين فلا يمنعهم تقدمهم في شرف الصحبة او تقدمهم في السن او في المرتبة يجعلهم يأنفون من تعلم العلم ممن هو دونهم. لذلك نانسي البصري كان يقول اذا سئل فلا اذا سئل عن المسألة فلم يعرفها قال اسألوا ابن سيرين. فقد حفظ ونسينا. انظر الى التواضع. هكذا كانوا يحيون الحياة. علماء لكن يحيون الحياة بواقعيتها. لا يتشبعون بما لم يعطوا. انسان صادق. عنده شيء يفيد. عنده ميدان فدعا الله عز وجل به عليه يقتحم شيء لا يعرفه يكل علمه الى عالمه ويرشد الى اهل الخبرة والى اهل الدراية بهذا العلم ولا يألف من ان يقول والله فلان مني وادرى مني بهذا الباب. هذا خلق الكبار هذا خلق الكبار. فنسأل الله ان يوفقنا لهذه الاخلاق الرفيعة لذلك قال والحكمة ضالة المؤمن. فالانسان يستفيد الحكمة والمنفعة يحصلها اينما وجدت. بل حتى عند اعدائنا. اذا لوجدنا عندهم شيء من العلوم الصحيحة فاننا نأخذها رجاء الفائدة. وان كانت من عدونا. لذلك قالوا والحكمة المؤمن يلتقطها حيث وجدها. قال سعيد بن جبير هذا الامام المفسر الكبير تلميذ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما اجمعين وهو من التابعين وليس صحابيا. قال لا يزال الرجل عالما ما تعلم انظروا الى هذه المقولة الكبيرة وانظروا الى مدى تطبيقها في حياة كثير من المتصدرين اليوم للتدريس. كثير ممن يحملون شهادات الاكاديمية في الدكتوراه وما شابه ذلك حينما يظنون انهم بلغوا المرتبة العليا وهم ما زالوا في مدارج الطلب وفي بدايته يقول سعيد بن جبير لا يزال الرجل عالما ما تعلم متى توصف بانك عالم ايها العالم اذا كان عنده عالم انه انسان عالم. متى يبقى عالما؟ متى يبقى متصفا بهذه الصفة هذا العالم انما يبقى متصفا بهذه الصفة ما دام يقبل التعلم ويقبل الاستفادة من الاخرين قال فان ترك التعلم وظن انه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو اجهل ما يكون هذا كلام سعيد بن جبير اذا ظن العالم او المتصدر للتدريس او المحاضر الجامعي اذا ظن هؤلاء انهم اكتفوا من العلم واخذوا النصيب الذي لا يسبقهم فيه احد. وظنوا لمرحلة معينة انهم بلغوا المرتبة العليا التي لا تسبق ولا ينافس عليها اذا بدأ هذا الشعور يدخل الى وجدانهم فاستنكفوا واستكبروا من قبول العلم من غيرهم فهذه هي البداية الجهل وهذا هو الجهل بعينه. لذلك قال فهو اجهل ما يكون. وانا في الحقيقة عندي مشاهدات كثيرة لهذا النمط. من حملة شهادات من الذين نحاورهم وما شابه ذلك ممن يأنفوه من استقبال العلم ويظنون انهم انتهوا في هذا الميدان فلا يفتحون الكتب. احدهم احدهم ممن هو متصدر يقول منذ ان تخرجت وتعينت مدرسا في الجامعة لم افتح كتاب منذ خمس سنين هذا يقولها لما افتح كتاب منذ خمس سنين ايش هذا انت متصدر لتدريس الشريعة ولم تفتح كتاب من خمس سنين ما هو العلم الذي تحمله؟ ايش قيمة العلم في حياتك؟ اين عشقك؟ اين احترامك؟ اين ادبك؟ مع العلم هذا ادب قبل ان دون تحصين. ايش تظن انك بلغت المرتبة العليا لا تفتح كتاب منذ خمس سنين. لكن نسأل الله الا يخذلنا. دائما سلوا الله التوفيق الا يخذلكم احبتي فان الانسان قد يحصل الشهادات الدنيوية والمراتب العالية. لكن يصرف الله قلبه عن العلم وهذا وهذه القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. وانما سمي القلب قلبا لشدة تقلبه على العبد فعليك ان تكون متيقظا شديد الحرص الا يدخل الشيطان على هذا القلب فيخذله. ويبعده. وعن ميدان العلم ويجعله ينكب على هذه الحياة الدنيا. وينصرف عن العلم بعد ان قطع فيه شوطا كبيرا لا بأس به. لذلك قال بعد ذلك من جماعة وانشد بعض العرب وليس العمى طول السؤال وانما تمام العمى طول السكوت على الجهل هذا هو العمل الحقيقي. الانسان يسأل ما في مشكلة هذا ليس عامى. ان تكون تحب معرفة الاشياء وتسائل اهل العلم وتذاكرهم وتحاورهم هذا ليس عمى بل هذا هو الطريق الصحيح. ليس لعمى طول اسأل استفد فانك تبقى عالما ما دمت تتعلم وتستفيد وانما ما هو العمل الحقيقي وانما تمام العمى طول السكوت على الجهل. قال وكان جماعة من السلف يستفيدون من طلبتهم. من مين؟ من طلبتهم ما ليس عندهم. قال الحميدي وهو تلميذ الشافعي رحمة الله عليهما صحبت الشافعي من مكة الى مصر في رحلة من رحلات الحج عاد الشافعي مع الحميدي من مكة الى مصر. قال فكنت استفيد منه المسائل وكان يستفيد مني الحديث انظروا الامام الشافعي الذي ملأ الدنيا علما يأتي الى تلميذه الحميدي ليستفيد منه الحديث. فرحمة الله على تلك الهمم. كيف وصلت وكيف بلغت قال احمد بن حنبل قال لنا الشافعي انتم اعلم بالحديث مني فاذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى به فقولوا لنا حتى اخذ به الشافعي يأتي الى احمد بن حنبل احمد بن حنبل تلميذ الشافعي فيقول لاحمد انت ادرى مني بالحديث فاذا صح عندك الحديث يا احمد فاخبرني حتى اعمل به. اي تواضع هذا احبتي اي تواضع هذا الذي كان عند احمد بن حنبل وعند الشافعي وعند الحميدي وعند الائمة الكبار في تعاملهم مع العلم. آآ يعني اذكر في الحقيقة ومن قبيل المقارنات التي ما زالت تعيش في ذاكرتي حينما اقرأ هذا الكلام وانظر فيما مررت به من تجارب هذه الحياة. اذكر ان احد في الجامعة طرح اه قصة في السيرة ضعيفة تتعلق بالصحابي الجليل حسان ابن ثابت. وفيها شيء من الانتقاص من حسان بن ثابت كانت قصة في السيرة تتعلق في غزوة الخندق قصة حسان بن ثابت مع صفية بنت عبد المطلب لما كان حسان بن ثابت في الحصن عندما وضعه النبي صلى الله عليه وسلم معهم المهم قصة طويلة لا اريد ان ادخل فيها الان لكن المهم كان يطرحها هذا المحاضر كثيرا وكنت اشعر ان فيها انتقاصا من هذا الصحابي الجليل حسان ابن ثابت فذهبت حقيقة ابحث عن سند هذه القصة وايش اصلها وهي صحيحة او ضعيفة فوجدت كثير من المحققين ومن المدققين يقول ان هذه هي قصة ضعيفة ولا تصح عن حساب الى حساب ثابت ولا تصح روايتها لما فيها من انتقاص لهذا الصحابي الجليل فذهبت الى هذا المحاضر ومسكت له الكتاب وقلت له يعني اتيت بكتب المحققين من اهل العلم وقلت له استاذنا الجليل اهذا الحديث الذي ذكرته لا يصح وهذا اسناده وبدأت اطرح له الاسناد وما فيه من اشكاليات وكلام اهل العلم في ضعف هذه القصة وما فيها من حقن انه يرتبط هذا الصحابي الجليل فاستنكف واستكبر وقال ايش هؤلاء؟ ايش يعرفون؟ في العلم هؤلاء الذين يتابعون خلف هذه القصص يعني في الحقيقة ذاك الموقف انطبع في ذهني انه لماذا تزهد من هؤلاء الائمة الكبار اه اصحاب وانا ادري انه هذا المحاضر لا علم له بالرجال ولا بالاسانيد ولا بطرق التضعيف والتصحيح. انا ادرك ذلك تماما لكن الذي يعني يوقف الانسان يعني انت محاضر وكان كبيرا في السن وله منصب في الجامعة. استغرب يعني لماذا رفضت هذا العلم الذي اتاك قصة انت لا تعرف سندها وانا متأكد والان اوقفتك على ضعف هذه القصة وان سندها لا يصح. وهذا الصحابي انت تنتقص منه حينما تولد هذه القصة في حقه. ان لو كان لها صحيح ما عندي مشكلة او ردا خلص لها سند صحيح. لكن القصة ليس لها سند صحيح. سندها ضعيف. لا يقوم. وفيها انتقاص من صحابي من الصحابة الكرام فلماذا تريدها وانت جاهل باسنادها؟ طيب كنت جاهلا باسنادها عندما اوقفت على ضعف الاسناد بل ما الذي يجعلك تستنكف وتعترف انه فعلا ينبغي ان لا تذكر هذه القصة في المجالس العامة ولطلبة العلم؟ هذا نوع كبور هذا يعني هذا مشهد من مشاهد التكبر ان تأتي لمحاضر تبين له خطأه زلله في جزئية من الجزئيات يأنق ويبدأ يستنقص من اصحاب المصنفات ومن محققين من اهل العلم. يقول هؤلاء ايش يدرون ايش يعرفون؟ طب انت ايش تعرف ايش تدري؟ انت لا تعرف سبب القصة ابتداء. فهي مشكلة في الحقيقة نواجهها اليوم من بعض المتصدرين ومن بعض حملة الشهادات والمدرسين انه يشعر بشيء من الانفة من ان يقبل التعديل والتعقيب خلفه ولكن اهل العلم الكبار ما عندهم اشكال. متى عرفوا الحق يرجعون اليه ويتوبون الى الله سبحانه وتعالى كان في تقصير. ودائما يخضعون لسلطان الحجة. لذلك كان احدهم يقول لان اكون ذنبا في الباطل لان اكون ذنبا في الباطل خير من ان اكون رأسا لان اكون عفوا نعم لان اكون ذنبا في الحق خير من ان اكون رأسا في الباطل. خير من ان اكون رأسا في الباطل. انظروا الى تلك المنهجيات الخطوط العامة التي رسمها السلف رحمة الله عليهم كيفية تعامل العالم وطالب العلم والمتصدر مع العلوم الشرعية. نكمل ما ذكره ابن في هذا الفصل قال وصح رواية جماعة من الصحابة عن التابعين. اللي هو قلت لكم قبل قليل رواية الاكابر عن الاصاغر. هذا باب ابواب علم المصطلح الحديث. قال وابلغ من ذلك انظروا الى سيد ولد ادم صلى الله عليه وسلم كيف يزرع في هذه الامة وفي الاجيال اللاحقة هذا الادب ادب التواضع والتلاقي. النبي صلى الله عليه وسلم يتلقى من الملأ الاعلى يأتيه الوحي. مباشرة لا يحتاج الى احد من البشر في المعرفة ولكن صلى الله عليه وسلم بابي هو وامي لانه يريد ان يعلم هذه الامة الادب ادب التواضع للعلم والاستفادة من الجميع تروي لنا كتب السنن هذا الحديث عنه صلى الله عليه وسلم في تواضعه وفي سماعه القرآن من غيره. وفي سماعه القرآن من غيره او في قراءته القرآن على غيره. في قراءته القرآن صلى الله عليه وسلم على غيره. الحديث الشهير آآ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة البينة على ابي بن كعب تصوروا من الذي يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم يسمع سورة البينة لابي ابن كعب للصحابي الجليل. ما هذا الشرف يا ابي ما هذا الشرف الذي نلته يا ابي رضي الله تعالى عنك النبي صلى الله عليه وسلم يقول لابي امرني الله ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين البينة طبعا الحديث بطوله يعني ابي قال الله سماها دي لك يا رسول الله وبيتعجب الله ذكرني يا رسول الله؟ قال نعم ابي يعني اصيب باندهاش بتعجب. طبعا هي دهشة الفرحة من الذي امر محمد صلى الله عليه وسلم ان يقرأ البينة على ابي. الله سبحانه وتعالى من فوق سبع ساعات سماوات سبحانه عز وجل ما هذا الشرف؟ ما هذا العلو؟ ما هذه المكانة التي حازها ابي؟ فرضي الله تعالى عنه فهذه القصة طبعا ذكرها باختصار اه من جماعة ليدله اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يستكبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي يأتيه الوحي من جبريل يأتيه الوحي من السماء مباشرة وهو الذي يعلم الصحابة ويعلم الناس ويعلم الدنيا هو صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن يأمره ربه ان يقرأ سورة البينة على ابي فيقرأها عليه الصلاة والسلام وبكل قلب منشرح منفتح مسرور لانه صلى الله عليه وسلم يرسم ويرسخ معالم الادب التي ينبغي ان تكون عند العلماء ايها العالم اذا كان محمد صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن على ابي ويأمره الله بذلك فمن انت؟ حتى لا اطلب العلم ولا تأخذ العلم من هو دونك. من انت؟ في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم انت لا شيء. هذا هو الواقع قال العلماء في فوائد هذا الحديث قالوا من فوائده الا يمتنع الفاضل من الاخذ عن المفضول. هذه فوائد يعني ابن جماعة ونقلها عن العلماء المحققين في فضاء اه في فوائد حديث قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على ابي ابن كعب الان انتهينا من هذا الفصل من هذا الادب ننتقل للادب الثاني عشر والاخير وهي قضية اه الاشتغال بالتصنيف في هذا الفصل سيتكلم ابن جماعة عن قضية اشتغال العالم بالتصنيف والتأليف للكتب التي يعم نفعها ويبقى اثرها للعالم بعد موته. فماذا قال ابن جماعة في هذا الفصل؟ قال آآ الثاني عشر الاشتغال بالتصنيف والجمع والتأليف هذا ايضا من الاداب التي ينبغي ان يعتني بها العالم واعدها ادبا. وهي من العلم هي من نشر العلم وبسطه وجعلها ادبا من ادب العالم ان لا يكسل وينام ويترك الامة في فتنها وفي تموج بها موج الجبال هذه الفتن. بل عليك اذا علمت شيئا ان تدونه وان تسطره وان تنشره في الافاق حتى يصل هذا الخير لاخر الدنيا. نعم هذه وظيفة العالم احبتي. وظيفة العالم ان ينشغل بالتدريس ابتداء ومر معنا ان يشغل وينشأ ان يشتغل ويشغل الناس بالعلم الشرعي وفي نفس الوقت ايضا عليه ان يشتغل بالتصنيف والتدريس اه عفوا بالتصنيف والتأليف اه لان التصنيف والتأليف نفعه عميم يصل الى مناطق كثيرة قد لا يصلها صوت العالم بالتدريس. اه التصنيف والتأليف يبقى بعد العالم وقف الى يوم القيامة ينتفع الناس به وينهلون منه وانظروا الان احبتي لو ان العلماء لم يصنفوا المصنفات من اين لنا الوصول الى العلم فما هذا العلم الذي بين ايدينا اليوم ننهل منه الا من بركة المصنفات التي سطرها الاوائل رحمة الله تعالى عليهم فلو ان العالم اكتفى واعطاء المحاضرات والقائها لما وصلت العلوم الى الاجيال اللاحقة من هذه الامة. وهذا يدلل على اهمية هذه الوظيفة وهذا العمل وانه لا ينبغي للعالم ان يكسل وان يشعر بالملل والضجر من التصنيف والتأليف. وكم من كتاب صنفه العلماء لطلب الناس منهم؟ اقرأوا في مقدمات الكتب تجد ابن حجر تجد اه اه ابن جماعة تجد اه غيره من العلماء يذكرون وان هذا الكتاب انما صنفناه لما طلب منا الاحباب ان نصنف لهم كتابا جامعا في هذه المسألة او كتابا نشرح به تلك المسألة او او او كذا. فكان العلماء قديما كثيرا ما من قبل انفسهم في التأليف والتصنيف. وهناك مصنفات اه صنفت بسبب طلب الناس منهم الناس طلبوا منهم ان يصنفوا لهم فبادروا لانهم يعلمون اهمية نشر العلم وقيمة العلم. فيقول ابن جماعة الاشتغال بالتصنيف والجمع والتأليف لكن لكن هاي كلمة لكن دايما اه بتخوف شوي. في استدراك هناك استدراك لكن من الذي يؤلف ومن الذي يصنف واذكر شيخنا صالح الغنيمان حفظه الله سبحانه وتعالى في مجالس المسجد النبوي تكلم عن قضية آآ فشو القلم في اخر الزمان وان من علامات الساعة فشوء القلم. يعني كثرة التصنيف اه والكتابة وهذا يدلل ان يعني وهذا معنى فشغل القلم وكثرة التصنيف والتاريخ يدلل ان كثيرا من تلك المصنفات وممن يتصدر لهذا الباب لن يكون من اهل التصنيف والتأليف ولكنه سيتصدى لهذه الميادين حتى ينشر اسمه ويرفع ذكره مهما كان ما ذكر في هذه الكتب من خير من شر من صواب من خطأ لا يهم. المهم ان تسطر الاسماء على ويقال هذا الكتاب تحقيق فلان ابن فلان وصنفه وقدم له فلان وقرظ له فلان هذه الاهتمامات عند طائفة من المعاصرين ممن لم يبلغوا الاتقان العلمي. لكنهم استعجلوا في اظهار اسمائهم على المصنفات لينتشر ذكرهم. فهذا من فشو القلم الذي هو من علامات الساعة كما جاء في الاحاديث التي صححها طائفة من اهل العلم فعلينا ان ننتبه يا احبتي على هذه القضية التي سيستدرك فيها ابن جماعة حين قال لكن مع تمام الفضيلة وكمال الاهلية يقول الاشتغال بالتصنيف الجمع والتأليف لكن يعني من الذي يقوم بهذه المهمة؟ قال مع تمام الفضيلة وكمال الاهلية لابد يكون الذي يصنف ويكتب ويسطر ويقعد انسان اكتملت الته العلمية اشتملت اهليته وبلغ مرتبة عليا شهد له العلماء بانه اهل للتصنيف والتأليف. ليس طالب علم حظي بشيء من العلوم يعني مبادئ العلم فاذا هو يسطر المصنفات ويكتب الردود ويسقط فلان وهذا الرد على فلان وتبدأ مصنفات تظهر بالطعن والردود ومنها ما هو صائب ومنها ما هو خاطئ. ويدخل الغث بالسمين. لا هذا تشويه للعلم وهذا افساد للساحة العلمية الذي يكتب اولا عليه ان تكتمل فضيلته وتمام الفضيلة في الحقيقة يعني هذه الكلمة يعني كمال الاهلية فهمناها كمال الة العلم. لكن تمام الفضيلة يعني ان يكون المصنف شخصا فاضلا وهذا الفضل الذي يتحلى به ما فائدته؟ في الحقيقة الفضيلة هنا تعين الانسان ان يكتب كتابة مهذبة مؤدبة منصفة صادقة لان بعض الناس ممن قد يكون اشتملت فيه بعض جوانب الاهلية لكنه ليس فاضلا ليس فاضلا فعندما يصنف يكون سيء الادب في الكتابة يشتم الناس ويكدح في الاخرين. وهدفه الوقوف على العثرات والاصطياد في الماء العكر. ولا ينصف ويكذب في الاقتطاع. فهذا ولو كملت اهليته لكنه ليس فاضلا. فلا يستحق ان يصنف. فينبغي ان نجمع بين كمال الاهلية وفضيلة النفس وعفتها وشرفها يكون الانسان مع كمال اهليته صادق يكتب من اجل الخير من اجل نفع الناس من اجل نشر الفضيلة من اجل ايصال الدعوة الحق للاجيال اللاحقة. لا يكتب من اجل اسقاط الاخرين وان يكذب عليهم وان يشوههم لانهم من الطائفة الفلانية وليسوا من طائفته لانهم انصار فلان وفلان سبه يوما ما فيريد ان ينتقم يعني حظوظ النفس ينبغي الا تظهر في الكتابات. لان الكتابة شيء تسطره للاجيال اللاحقة. تريد ان تلقى به الرب سبحانه تعالى. فلماذا في كتابتك تعلم طلبة العلم القدح وعدم الانصاف والكذب والسرقات والغش وكل هذه الاخلاق للاسف تظهر في مصنفات بعض من يتصدر للكتابة فابن جماعة هنا كان دقيقا عندما قال لكن مع تمام الفضيلة وكمال الاهلية. فالاهلية مهمة وان يكون المصنف يقصد نفع الناس؟ قال فانه يطلع على حقائق الفنون ودقائق العلوم. يعني هو الان يذكر اهمية عدة التصنيف ليس فقط للناس ولاجيال اللاحقة بل حتى فائدة التصنيف لنفس العالم لذات العالم. في الحقيقة التصنيف لطالب العلم علم المتصدر الذي كملت اهليته وللعالم مهم جدا فعلا كما يقول ابن جماعة في اكمال ما غفل عنه العالم في علمه والسد بعض الثغرات في علمه. كيف ذلك الانسان لما يبدأ يصنف احبتي تصنيفه يدفعه الى التفتيش. واحضار المراجع العلمية. وينظر في كلام هذا العالم وفي كلام هذا يجمع وينسق ويرتب ويحاول دفع الشبه ويقف على بعض الثغرات العلمية عنده ويكتشف خطأ ربما علميا كان آآ تعلمه سابقا وبقي عليك فالتصنيف والتأليف يوقفك على كثير من الفوائد ايها العالم. ويجعلك تسد كثير من الثغرات. لذلك يقول لك ابن فانه اي فان التصنيف يطلع على حقائق الفنون. يعني يطلع العالم على الحقائق الفنون ودقائق العلوم المسائل الدقيقة التي يصعب ان تقف عليها بمجرد تحصيلك العلمي المسبق. بل تحتاج الى تصنيف وتأليف وتضع مراجع وتزاحمها حولك. وتقرأ من هذا ثم تجمع فهذا يوقفك على الحقائق والدقائق. قال لماذا؟ قال للاحتياج الى كثرة التفتيش. فالتصنيف يحوجك الى كثرة التفتيش. والمطالعة والتنقيب والمراجعة اه فلذلك بما انه في تنقيب ومراجعة وتفتيش فهذا يوقفك على المسائل الدقيقة والحقائق التي ربما فاتت بل ليس ربما ستفوتك حقائق في اثناء تحصيلك العلمي تحاول سد هذه الجوانب في اثناء عملية التأليف. لذلك يقول الامام النووي رحمة الله عليه صاحب المصلين الجليلة العظيمة التي تزخر بها المكتبة الاسلامية كثير من مصنفاته التي دونها دونها من اجل ان يكمل الته العلمية. وفي اثناء رحلته في طلب العلم كثير من المصنفات التي بين ايدينا للامام النووي صنفها عندما اصبح متقدما في العلم لكنه ما زال يحصل. فكان يكتب بعض المصنفات من اجل ان يضبط العلوم وان آآ يحوزها وان يقف على الدقائق. ثم هذه المصنفات التي كتبها في رحلة الطلب اصبحت بعد ذلك بين ايدينا تزخر فيها المكتبة الاسلامية فانظروا الى همة العلماء في التصنيف والتأليف وما دور التصنيف والتأليف في اكمال ملكة قالب العلم وقد وهو اي التصنيف كما قال الخطيب البغدادي الخطيب البغدادي يمدح التصنيف والتأليف. ايش يقول فيه وهو كما قال الخطيب البغدادي يثبت الحفظ محفوظاتك اللي درستها بتثبتها لذلك انا اقول لكثير من طلبة العلم من يطلب العلم هذا قضية التصنيف والتأليف ربما قضية متقدمة لكن حتى في اثناء تحصيلكم العلمي ينبغي ان تكتبوا بايديكم ينبغي ان تكتبوا بايديكم ما تسمعونه من المشايخ وتكون لكم دفاتر علمية دفتر تجمعون به اه شروح في الحديث دفتر شروح في الفقه ودفتر في البلاغة ودفتر في النحو ودفتر في الصرف ودفتر المنطق ودفتر في الاعتقال ودفتر في التفسير ووسائل الاعتقال تقسمونها. مسائل الاسماء والاحكام ومسائل اه الصفاء. الاسماء والصفات ومسائل القدر سائل اليوم الاخر. اه هذه الدفاتر التي تكتبونها بخط ايديكم وبكدكم وتعبكم ترسخ في اذهانكم وتبقى لكم زاد تدرسون منها في المستقبل اما الطالب الذي لا يريد ان يكتب بنفسه ويلخص بنفسه ويكون الفكر بنفسه. يريد ان يتلقاها جاهزة من الشيخ في كتاب. يقول يا شيخ اعطينا شرح جاهز ليه ؟ لانه ما بده يتعب ويكتب. بده كل شي جاهز امامه. ما بده يحفظ. فهذا في الحقيقة استغرب مني يعني هو كيف يفهم العلم انا لا علم تبنيه في نفسك وتريد ان تصنع من نفسك عالم وانت لا تجد في نفسك الدافع لكتابة الشرح بنفسك صدقوني احبتي حينما قرأنا على اشياخنا كتير من المصنفات وسمعناها منهم كنا نكتب شرح المصنفات بايدينا ولم يأتي العالم يضع لنا شرحا يقول اقرأوا هذا الشرح. لم ياتي يمارس هذا من اجمعنا. وهذا ما استفدنا منه. استفدنا حينما وضعنا الدفاتر والاقلام ولخصنا المصنفات بايدينا فوجدنا نفعل ذلك في المستقبل. لان المعلومة ثبتت واصبحنا نقارن بينما كتبناه وبينما نجده في مصنفاته العلماء نعرف اننا اخطأنا هنا واصبنا هنا وهنا نستطيع ان نزيد هنا نحتاج الى تقييد. هكذا ينمو العلم. فالقضية ليست فقط قضية تصنيف جمع وتأليف بل هي حتى في مرحلة دراستك العلمية عليك ان تتقن فالتلخيص والتهديد للشروحات التي تسمعها من المشايخ. هذا تعليق سريع. اذا قال الخطيب البغدادي عن التأليف يثبت الحفظ ويذكي قلب ويشحذ الطبع ويجيد البيان. هذه القضية ويجيد البيان مهمة. ان طالب العلم انا اقول هذه يا احبائي من طلبة العلم اه ان تتقن الكتاب والتعبير عن الافكار امر مهم جدا حتى تكون اهلا للتعليم فانني في الحقيقة عاشرت اناسا ممن اتقنوا وامتلكوا الات معرفية مميزة لكنهم ابتلوا بضعف البيع لا يستطيعون ان يبينوا بشكل واضح عن الافكار التي في داخلهم عن المعلومات التي حصلوها في طلبهم للعلم. مع انني متأكد ان عندهم معلومات غزيرة لكن اشكاليتهم انهم لا يجدون بيانا واضحا والسبب في ذلك انهم في فترة التحصيل لم يكن اعتناؤهم في كتابة الملخصات والتهذيب بخط ايديهم. وانما كان اعتماؤهم فقط بالتلقي المباشر وقراءة الشروح الجاهزة ينظرون فيها يقرأون يراجعون ثم يختبرون وهكذا هدفي الحقيقي يضعف قدرتك على البيان. غدا عندما تتصدر المهارة غدا عندما تتصدر المهارة تكون اه في قدرتك على ايصال المعلومة لطلبتك قد تكون بضاعتك متواضعة في العلم لكن عندك بيان جيد جدا فيستفيد الناس ببركة علمك وقدرتك على ايصال الافكار لهم وقد تكون صاحب حصيلة علمية غزيرة لكنك ضعيف البيان. لا تستطيع ان توصل اه الافكار بشكل واضح وتبنيها في الطلبة فلا يستفيد الناس منك ويبتعدون عنك وبالتالي ذهبت فائدة تحصيلك للعلم. فكيف اقوي بياني؟ تقوية البيان تكون بالتصنيف والتأليف وكتابة الابحاث المختصرة. واثناء طلبك للعلم ان تلخص الشروح التي تسمعها من الشيوخ وتهذبها بفكرك وتصوغها بلغتك فهذه يعني فوائد يجمعها الخطيب البغدادي للتأليف قال ويكسب جميل الذكر لانك بعد ان تموت الناس كلما نظرت الكتاب الذي صنفته ايها العالم يذكرون العالم كم من مشايخ فقدناهم احبتي في حياتنا ولكننا ما زلنا ننظر اثارا في مصنفاتهم التي تركوها خلفهم فنترحم عليهم ونذكرهم بالخير في مجالسنا فهذا جميل الذكر الذي يتكلم عنه الخطيب البغدادي وجزيل الاجر اي عند الله سبحانه. فجميل الذكر في الدنيا وجزيل الاجر عند الله سبحانه يوم نلقاه. وهذا اذا كان الكتاب انما بني على الاخلاص وكتب ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى ورجاء نفع الناس. واما اذا كان الكتاب رياء وسمعة وطلبا للشهرة والتصدر. فهذا فلينتظر الحساب عند الله سبحانه وليس جزيل الاجر. قال ويخلده الى اخر الدهر التصنيف يخلل ذكرك الى اخر الدهر كم بيننا وبين ابي حنيفة ومالك والشافعي واحمد سنوات مئات السنوات اليس كذلك؟ مئات السنوات بيننا وبين هؤلاء اه الائمة العظام. ما الذي يبقى ذكرهم الى هذه السنوات الطويلة مصنفاتهم واثارهم التي تركوها لمن خلفهم. وهكذا التصنيف والتأليف من فوائده ومن اثاره الجميلة انه يبقي اسم العالم خالد طبعا العالم في النهاية هو لا يطلب خلود اسمه وانما تكون بصمة جميلة لك تلقى بها الرب سبحانه وتعالى. اذا كنت صادقا تريد الناس تلقى الرب سبحانه وتعالى يوم القيامة مفتخر تجد في صحيفتك ان كتابتك التي كتبتها الكتب اللي كتبها الشافعي ومالك والمسند لاحمد ابن بن حنبل باذن الله نرجو من الله ان يجدوه يوم القيامة امامهم عند الله سبحانه وتعالى. يقول الرب سبحانه وتعالى لهم المصنفات التي وتعبتم وسهرتم من اجلها وصلت الى الاجيال اللاحقة وبقيت الاف السنوات بعدكم وهذا فائدة او هذه فائدة عظيمة حقيقة من فوائد التصنيف يعني فالاجر العظيم والثواب الكبير الذي ينتظره المصنف والمؤلف والجامع كبير كبير عليه ان يجتهد ويبذل ويتعب من اجل تحصيله من خلال التصنيف والتأليف حتى اه يقولون السيوطي رحمة الله عليه حينما سئل ايهما افضل التدريس؟ ام التصنيف؟ فضل التصنيف قال لان التصنيف يبقى ذكره. اما تدريس محاضرة وتنتهي. وفي الحقيقة لابد منك اليهما. في الحقيقة لابد من كليهما بل في هذا التدريس مهم جدا جدا. انه كثرة المصنفات مع عدم وجود القدرة على قراءتها هذا امر ليس جيد. فعلينا ان نصنع بيئة قادرة على القراءة من خلال التدريس وتكوين طلبة علم عندهم قدرات وملكات يستطيعون من خلالها الانتفاع من مهدي العلم من مصنفاتهم ثم بعد ذلك الفوا كما تشاؤون. فانا ارى ان التدريس وظيفة مهمة جدا جدا. لانه كثرة المؤلفات مع عدم وجود على قراءتها امر معيب وخطير. وظاهرة خطيرة في هذا الزمن لا اريد ان اطيل في هذه الفكرة. اه اشقل بعد ذلك ابن جماع؟ قال والاول ان يعتني بما يعم نفعه وتكثر الحاجة اليه. الان هذا ارشاد وتوجيه من ابن جماعة رحمة الله عليه لمن يريد ان يصنف فيقول لمن يريد ان يصنف اجعل تصنيفك في شيء يعم نفعه وتكثر حاجة الناس اليه مثل احبتي مسائل النوازل المستجدات التي بين ايدينا. يعني بعض المصنفين او بعض من يحاول ان يصنف تجده يصنف في مسائل ذهب عنها الزمن ولم تعد موجودة الان في زماننا غابت واندرست وهذا في الحقيقة جزاه الله خيرا. انا لا يعني لكن اجد انه ليس هذا هو الامر النافع الامر النافع ان يكون كتابك الناس بحاجة اليه. الناس عندهم نقص في هذا الجانب. في نوازل معاصرة مستجدات امور في حياة الناس حتى يأخذ الناس هذا الكتاب وينتفعوا ويستفيدون منه. وخاصة يعني الابواب المطروقة دائما ابواب الاعتقاد وابواب الفقه وابواب التفسير فهذه الابواب اللي هي علوم المقاصد امور مهمة جدا ينبغي للعالم وللمتصدر ان يأتي بها بالتصنيف فيها خاصة في النوازل ومواطن الشبهة وكذلك يعتني في اصول الفقه وبعلوم اللغة لكن يعتني بالجديد. وان يضيف شيئا جديدا وبصمة جديدة. اما اختصار المختصر وتهذيب المهذب وتحشية المحشاء فوالله تعبنا من هذا. يعني هناك كتب في المكتبة الاسلامية ارى انها زائدة انه بعض الناس هذه خاصة في المعاصرين عندهم قضية تهديم المهذب. واختصار المختصر والتحشية عن المحشاء. طب ايش الفائدة اذا ما اضفت شيء جديد كتاب مهذب وواضح. لماذا تعيد تهذيبه مرة اخرى؟ وانت لم تضف شيئا جديدا سوى التهديد. ولماذا تختصر المختصر وهذه محاولة الاعتصام للمصنفات الى اخر مرحلة. تجد الاجرمية اليوم في المكتبة الاسلامية كم شرع عليها؟ في الحقيقة كنت ادخل في المدينة النبوية على بعض المكتبات اجد الاجرومية لها اربعون وخمسون وستون شرحا او اجد لها اه اربعين وخمسين وستين شرحا وهذه اشكالية لكن الاجرمية هل تحتاج الى كل هذه الشروح؟ ولا القضية انه كل انسان عرف شيئا في النحو يحب ان يسطر في شرعه على الاجرومية هادي مشكلة اذا كان مقصدك انك تضع ان تسطر اسما لك انني شرحت الاجنوية وانني شرح تجدونه في المكتبات فهذا في الحقيقة اظن يعني معين في الانسان. انت الان اذا لم تكتب اذا لم تضف شيئا جديدا على الشروح السابقة للاجرومية فلماذا تكتب شرحا؟ ماذا ستفعل؟ هل ستفعل شيء جديد؟ وساتكلم الان ان شاء الله عن مقاصد التصنيف في نهاية حديثي في هذا الباب. ان التصنيف عند العلماء له مقاصد كما ذكر ذلك ابن حزم في التقريب وذكر كذلك ابن العربي رحمة الله عليه شيء من المقاصد يذكر العلماء مقاصد التصنيف. فيعيب بالانسان ان يصنف مصنفا لا فائدة منه هو فقط يبني على ما قاله السابق ولم يأت بشيء جديد. او يختصر مختصرات ويعتصرها. وهذا تضييع للجهود. فلا ينبغي للانسان ان يكون بهذا المنهج حتى لا يبتدي لنفسه. قال وليكن اجتناؤه ها بما لم يسبق الى تصنيفه. لاحظوا ايش قالوا من جماعة واذا كنا ائتنا ائتناه بماذا؟ بما لم يسبق يعني شيء جديد تضيفه على المكتبة الاسلامية. مش تكرير لماذا لم يسبق الى تصنيفه متحريا ايضاح العبارة في تأليفه معرضا عن التطويل الممل والايجاز المخل يكون تصنيفك معتدل ليس تطويلا يعني بعض مصنفات اهل العلم القديمة بلغت ثمانمئة مجلد ثمانمائة مجلد وهذا في الحقيقة تطويل كثير طبعا يعني انا في الحقيقة الاقدمون اشعر انهم يعني يكتبون الجميل يكتبون الجميل دوما. لكن ايضا تطوير ثمانمائة مجلد كتاب او حتى ثلاثمائة اربعمائة مجلد من سيقرأ؟ فيها كلفة وصعوبة يعني انتم بمجرد ان تسمح الاسم تقول هذا الكتاب دعوة لصاحبه لان النفس البشرية مجبولة على الاعتدال. فهي لا تحب الاكثار عليها والتضخيم بمصنفات ضخمة يعني تعجزها وتصعب عليها ان اقرأها كاملة لان النفس تحب اذا بدأت في شيء ان تصل الى نهايته طبعا فالمصنف المعتدل اه النفس تجد نشاطا على اتمامه ما من قراءته. لكن لما يكون المصنف كبير لذلك انظروا الان مثلا فتح الباري كتاب عظيم جليل الشأن لكن لانه كتاب فيه طول تجد لا يتصدر له الا الكبار اصحاب الايام العالية. كذلك مجموع الفتاوى نهاية المطلب مثلا الجبيني في الفقه الشافعي موسوعة ضخمة نهاية المطلب للجبين. موسوعة ضخمة لا يقوى عليها الا الكبار. فلذلك من اراد ان يكون كتابه منتشر عند الناس. الكل يقرأ فيه ويتأمل فيه نصيحة ابن جماعة ان يكون كتابه معتدل الحج. ليس طويلا مملا ولا ايضا قصير لانه احيانا القصير المخل الكتب القصيرة التي ايجازها فيه خلل. ايضا لا توضح الافكار بشكل جلي للناس فالناس تبتعد عنها ولا يزكى هذا الكتاب. فالاعتداد دائما هو خير الامور. اه مع اعطاء كل مصن اه مصنف ما يليق به ثم قال الان هذه كلها مهارات في التصنيف نستفيدها من ابن جماعة. قال ولا يخرج تصنيفه من يده قبل تهذيبه وتكرير النظر فيه وترتيبه. الانسان لا يستعجل في نشر ما كتب. هذه هي الفكرة اذا كتبت شيئا اعد النظر تأمل اه اجعل غيرك يقرأه باختصار اعطه فترة من التنقيح والاصلاح حتى اذا خرج شوف الشيء اذا خرج انتهى الامر. خرج من بين يديك. والانسان انما يعرف عقله على الناس فيما يكتبه عقلك انما تعرضه فيما تكتبه. فاذا كان رديئا المكتوب فحتى لو كنت جيد العقل الناس تاخذ انطباع عنك انك غير مرتب بضاعتك مسجات. واذا كان ما كتبته جيد متين الناس تأخذ عنك انطباع جيد حتى ولو كنت قليل البضاعة في الليل. قالوا ومن الناس الان هو يعني ينتقي الظاهرة في زمنه رحمة الله عليه. يقول من الناس من ينكر التصنيف والتأليف في هذا الزمان على من ظهر نيته وعرفت معرفته ولا وجه لهذا الانكار الا التنافس بين اهل الاعصار. يعني كانها مشكلة في زمانه ان بعض الناس خاصة في زمن طبعا زمن ابن جماعة. وما يعرف في كثير من المصنفات التي درست تاريخ التصنيف الاسلامي. يا رب عصر الجمود وعصر الجمود في الحقيقة لم يكن جامدا بهذه الصورة التي يطرحها البعض. انا ضد هذه التسمية لان هذا العصر كان فيه شيء من او فوائد كثيرة في ترتيب العلوم السابقة وتنقيحها ووضع المنظومات العلمية التي تساعد على حفظها وضبطها. وكان في جوانب سلبية في تحشيات معقدة عبارات مغلقة عند بعض العلماء في التصنيف. في جوانب ايجابية وفي جوانب سلبية. المهم في هذا العصر كثير من الدعوات خرجت بانه يجب ان يغلق باب الاجتهاد يجب ان يغلق باب الاجتهاد ونكتفي بالتقليد. كان هناك صيحات ودعوات من البعض باغلاق باب الاجتهاد. قابلها صرخات من علماء محققين انه لا يصح اغلاق باب الاجتهاد بل يبقى الاجتهاد قائم في هذه الامة كل انسان امتلك القدرة على الاجتهاد وامتلك الة الاجتهاد له ان ينظر في الادلة وبقريحته ويستنبط ويأصل المهم ان يكون متينا قويا مالكا للاله عنده دربة فابن جماعة كانه ينتقد هذا الصنف من اصحاب الجمود الذين يميلون الى التقليد ولا يريدون الشيء الجديد. فيقول هؤلاء انكارهم على المصنفين في زماننا انما هو التنافس. وحسد النفوس. فقال الا التنافس بين اهل الاعصاب والا فمن اذا تصرف في مداده وورقه بكتابة ما شاء من اشعار او حكايات مباحة او غير ذلك لا ينكر عليه فلما اذا تصرف اه فيه بتسويد ماء اه ينتفع به من علوم الشريعة ينكر ويستهجن ايش يريد ان يقول؟ هو يقول والا فمن اذا تصرف في مداده وورقه بكتابة ما شاء من اشعار او حكايات مباحة وغير ذلك لا ينكر عليه فلما؟ اذا تصرف فيه بتسويد ما ينتفع به من علوم الشريعة ينكر ويستهجن. يريد ان يقول يعني لماذا يواجه كثير من اهل زمانه. لماذا هذه الاوراق اذا سودت بالقصص المباحة وكلام الفارغ او بعض الاشعار يعني التي تتكلم عن لهو الحياة الدنيا ما فيها فائدة كبيرة لماذا اذا سودت وكتبت الصحف والاوراق اه تحترمونها وتقرونها. واما ان تسود هذه الاوراق البيضاء بالعلم النافع الذي يصلح الناس قلوبهم وعقولهم واديانهم وافكارهم تنكرون علينا فايش هذه المقارنة؟ هو انه يقول لهم يعني قصص حكاية جهنم تجد القصص الروايات كلامانة الحب. قصص الرومانسية قصص الروايات البوليسية. هذه تجد فيها وتأليف وتعقد لها مجالس وحفلات افتتاح ومعارض واليوم يوقع فلان عروايته وغدا يوقع فلان عروايته طبعا بعض الروايات فيها شيء نافع لكن انا اقصد في النهاية تبقى رواية تبقى عمل ادبي. لكن اذا جاءت المصنفات العلمية الرصينة الراسخة المحققة تجد الناس يزهدون بها. وينصرفون عنها ولا يعطون لها اي قيمة واي اعتبار. ايهما اعظم قدرا؟ تلك ذاك المصنف في او في الفقه الذي يصحح اديان الناس وتلك الرواية في الحب والغرام وكلام الناس والنساء وما شابه ذلك. بالله عليكم ايش المقارنة بين هذا المصنف وهذا المصنف في الذكر لكن هو عجيب الزمان كما يقولون. قال اما من لم يتأهل لذلك طبعا ابن جماعة منصت. بقول اما من لم تأهل لذاك يعني اذا كان الشخص غير متأهل لذلك فالانكار عليه متجه هذا انكاره عليه ليش يصنف انت انسان لسا ما اكتملت عائلتك العلمية لماذا تصنف وتسود اسمك على المصنفات والمغلفات؟ كتبه فضيلة العلامة الشيخ فلان الفلاني وانتم هزلت طالبا للعلم لم اكتمل الة العلمية في قضية اه التصنيف والتأليف عليها ان تخرج من الاهل ممن اكتملت فيه الاهلية والفضيلة كما ابتدأ ابن جماعة هذا الفصل. اما من لم يتأهل لذلك فالتصنيف والتأليف ونشر الكتب باسمه هذا بعض الوقت وعليه ان ينكر او يجب ان ينكر عليه. لماذا؟ لان هذا التصنيف حينما يخرج من شخص غير مؤهل قد يحتوي على ضلالات على بدع ولكن للاسف نحن في زمن يعظم فيه المبتدع اه تفتح له القنوات على وسائل التواصل لان هناك من يريد بهؤلاء الرويبضة ولانصاف المتعلمين وللمثقفين البعيدين عن منهج الاسلام يريد لهم ان ويريد لهم ان يتكلموا ويريد لهم ان يكتبوا لان السموم في كتاباتهم المشوهة تشوه الدين الاسلامي وتثير البلابل والقلاقل في الحقيقة لا احب اذكر اسماء الان في هذا المجلس لكن هناك اسماء تخرج على التلفاز يصنفون كتب في فهم القرآن وفي اعجاز القرآن وفي في التجديد في فهم القرآن والحداثة والفكر الحداثي. وهذه التفاهات التي تسمعونها وهذا المصنف لا يوجد عنده ابجديات اللغة العربية والبلاغة وقواعد فهم اللسان العربي. انت كيف تكتب في اعجاز القرآن وفي التجديد في فهم الخطاب القرآني؟ وانت لا تملك اساسيات البلاغة والصرف والنحو واساليب العرب لكن هو النفاق الذي نعيشه في هذا الزمان الايدي الخفية التي تحاول ان تصدر لكم على الاعلام وجوه مأجور تكتب كتابات مبعثرة ضعيفة ركيكة متآكلة هزيلة. يعني اي طالب علم جيد يرد عليها بادنى الطرق. لكن هناك من يرسم هناك من يخطط والاشكال حينما يكون اهل العلم الصادق نائمون او في غفلة او يكونون في استضعاف. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يفرج عن هذه الامة كربها. قال اما من لم يتأهل لذلك فالانكار عليه متجه لما يتضمنه اي تصنيفه من الجهل وتغرير من يقف على ذلك التصنيف به انت يعني اذا وقف على اوقف على هذا التصنيف كثير من طلبة العلم اليوم يزكي بعض الناس ويشير اليهم بالبنان لانه وجد اسمهم على غلاف كتاب وجود الاسماء احبتي على مغلفات الكتب ليس دليلا على كمال علم اصحابها ولا على رشدهم ولا على فضيلتهم اليوم في زمن الفتن عليكم ان تتيقظوا عليكم ان تنتبهوا فكم من مصنف قرأناه فوجدنا صاحبه ركيك البضاعة اذا جلست معه تجد العي في فهمه والضعف في عقله واذا تحدث او كتب تجد التخليط والكلام الفارغ الذي لا نستطيع ان نقرأه لشدة ركاكته وضعف بنائه. لكن بعض طلبة الان للاسف لا يقرأ. هو ينظر للاسم الموجود على مغلف الكتاب فيقول فلان نعم فلان له كتاب كذا وكذا وهو لا يعلم ان فلان لا يعرف شيئا. وانما سود اسمه على مصنف ليشهر نفسه لمقاصد اخرى في نفسه الله اعلم بها ففعلا وجود بعض الاسماء على مصنفات فيها تغيير بهذا الرجل وثناء عليه مبطن انه من اهل العلم وان لم يكن اه في هذا الميدان بشيء. فعلينا ان ننتبه لهذه القضية وننكر على كل انسان يبدأ يصنف ويتحدث في دين الله عموما وهو ليس من اه ارباب الصنعة. قال ولكونه ايضا يضيع زمانه وايضا الشفقة على هذا الانسان. يعني هذا الانسان الجاهل نقوله لماذا تصنف؟ انت تضيع زمنك؟ اذا كنت صادق اذا كنت مرائي منافقا شيء اخر. اما اذا كنت صادق فنحن ننصحك بدل ان تضيف ضيع زمنك في تصميم وفي تأليف ركيك وانت غير مكتمل الان اذهب اصرف هذا الزمن. في اكمال التك العلمية. فقال ولاؤه لكونه يبيع زمانه فيما لم يتقن تضيء زمنك في كتابه شيء لم تتقنه بعد. قال ويدع الاتقان الذي هو احرى به منه. ويدع بدل من ان يشتغل بالاتقان للعلم والتعلم يبدأ يصرف وقته في التصنيف والتأليف والرد على فلان وفلان. اختم هذه المحاضرة احبتي ذكر مقاصد التصنيف كما وعدتكم كما ذكرها ابن حزم الظاهري رحمة الله عليه في كتاب التقريب لحد المنطق يقول ابن حزم الظاهري بملخص كلامه مقاصد التصنيف عند العلماء قال سأضعها في ست نقاط ست نقاط واحد اما شيء لم يسبق الى استخراجه فيقوم باستخراجه شيء قال الاول نوع وهو اعلى الانواع. شيء لم تصبغ الى استخراجه فائدة جديدة انت وقفت عليها. طريقة ابداعية انت وقفت عليها في استنباط الافكار. المهم شيء جديد لم يسبقك احد في استخراجه انت استخرجته واستنبطته في علم الفقه في علم الاعتقاد في علم اللغة في علم اصول الفقه تضع هذا في مصنف وهذا المقصد اول مقصد واهم مقصد. اذا شيء لم يسبق الى استخراجه فيقوم باستخراجه المقصد الثاني قال واما شيء ناقص فيتمه يعني يأتي الى مصنف من مصنفات من سبقه فيه نقص فيتم هذا النقص مثال صغير تقي الدين السبكي بدأ في شرح المنهاج للبيضاوي بدأ في شرح المنهاج للبيضاوي. المنهاج كتاب اصولي للامام البيضاوي. جاء تقي الدين السبكي بدأ بشرح هذا الكتاب في الابهاج في كتاب سماه الابهاج في شرح المنهاج توفاه الله سبحانه وتعالى قبل ان يتم هذا الكتاب فاذا في نقص من الذي اتمه؟ ابنه. تاج الدين السبكي فتاج الدين السبكي ابن تقي الدين السبكي هو الذي اكمل المنهاج. فالمنهاج لذلك ستجدون بدايته لتقي الدين السبكي ثم بعد ذلك ستجدون في المصنفات بعد ذلك من كلام تاج الدين السبكي. فهذا عمل جليل من تاج الدين السبكي انه اكمل ناقصا. شيء كان ناقص فاتمه. قال واما مستغلق فيشرحه واما شيء مستغرق فيشرحه هذا المقصد الثالث وهذا ديدن العلماء في شرح المتون الالفيات العلمية الفية ابن مالك الفية العراقي عقود الجمال. اه ابن المرحل موطأة الفصيح اه في في الصرف اه نظم شافيت ابن الحاجب. اي مصنفات تجدونها اي الفيات اي متون ايضا نثرية. كثير من كتب الاصول التي شرحت هي كتب نثرية عبارتها مغلقة تحتاج الى من يفك هذه العبارات. فلذا يضع العلماء الشروح. فلذلك السبكي مش قلنا السبكي الكبير والسبكي الصغير شرح المنهاج لما وجدوا عبارات مغلقة تحتاج الى كشف وهذا هو ديدن العلماء في المتون التي عبارتها مغلقة انهم يضعون عليها الشروح يرفع عنها او يكشف ما فيها من استغباء قال والان المقصد الرابع. قال واما شيء طويل فيختصره لكن قال يختصره دون ان يحلف منه شيئا يخل حذفه اياه بغرضه من دون ان يحلف منه شيئا يقل حذفه اياه بغرضه انه بكون عندك كتاب مطول بتختصر لكن الذي يريد ان يختصر الكتب ينبغي ان يكون متقنا للاختصار. بحيث لا يختصر جزء من نص هذا الاختصار يؤدي الى خلل في فهم الفكرة العامة للنص. وهذا كثير اليوم احبتي لمن يتصدرون الاختصارات لكلام اهل العلم. يختصر ولكن لا يعرف ولا يحسن الاختصار. حينما تقتصر تختصر ولكن تعطي فكرة صحيحة متكاملة. تبين وجهة نظر الامام المتقدم ولا يجوز لك ان تقتصر بشكل مبتور بحيث تكون الفكرة اصبحت متآكلة او نصفها واضح ونصفها غير واضح. فابن حزم دقيق. قال اما شيء طويل. فيختصره دون ان يحذف منه شيئا يخل حذفه اياه غرضه يعني ما بتحدف اشي من كلام القديم اذا بدك تختصر ما يجوز لك ان تحذف شيئا من كلام القديم يسبب لك الحذف خللا في غرض المصنف القديم يسبب هذا الحادث خللا في مقصد المصنف القديم. فهذه علينا ان ننتبه عليه. قال واما شيء متفرق فيجمعه مسائل متفرقة والمقصد الخامس والسادس اذكرهما بعض يعني في نوع من التقارب قال اما شيء متفرق فيجمعه واما شيء مأثور فيرتبه. يعني اما شيء متفرق مسائل متفرقة هنا وهناك في كلام اهل العلم كتب فلان كذا وكتب فلان كذا تقوم بجمعها في مصنف واحد وهذا مقصد شريف فعلا يساعد على اختصار الاعمار الاجيال اللاحقة وقال واما شيء منثور فيرتبه. يعني شيء قد لا يكون متفرقا في كلام اهل العلم لا مثلا موجود في كلام عالم. واحد يعني في مصنف واحد هناك معلومات لكنها معلومات متناثرة يمين وشمال. تقوم انت بالذهاب الى هذا المصنف تعيد ترتيب هذه المعلومات وتخرجها في مصنف جديد. فجمع المتفرق هو جمع الكلام المتفرق لاهل العلم في مصنفات مختلفة. تجمعها في كتاب واحد. واما ترتيب المنثور فهذا قد يكون افكار مبعثرة في داخل كتاب واحد تقوم بالنظر في هذا الكتاب اعادة ترتيب افكاره ووضعها بشكل واضح للمتلقي. فهذه المقاصد الست التي ذكرها ابن حزم على المصنف المعاصر لا يخرج عن واحد منها اما شيء جديد تماما تسطر فيه واما شيء ناقص من كلام الاقدمين تتم عليه واما شيء مستغرب فتقوم بفتح ابوابه واما شيء طويل فتقوم باختصاره بما لا يخل بمقصد المصنف القديم واما شيء مفرق فتجمعه واما شيء منثور فترتبه احفظوها جيدا حتى تكتبوا وفقا لاحدها. والا فكتابتكم زائدة لا نحتاج اليها. وهذا نهاية المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم