بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمؤمنين. قال العلامة ابن السعدي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نزل الكتاب هدى وشفاء لما في الصدور. واودع فيه من اصناف المعارف وانواع العلوم ما تستقيم به الامور يسره للمتذكرين وبينه للمتدبرين وكشفه للمتفكرين واصلح به الظاهر والباطن والدنيا والدين وجعل من فظله وكرمه حاويا لعلوم الاولين والاخرين ومهيمنا على الكتب والمقالات واية للمستبصرين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في ملكه وسلطانه ولا مثيل له في بيوته واوصافه وكرمه واحسانه. ولا نديد له في الوهيته وحمضيته وعظمته وعظمة كبريائه وشأنه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المؤيد لاياته وبرهانه الهادي الى الى جنته ورضوانه. اللهم صل على محمد وعلى اله واصحابه واتباعه على الحق واعوانه وسلم تسليما ما قوله رحمه الله ولا مثيل له في نعوته واوصافه وكرمه واحسانه. النعوت عند جماعة من اهل العلم لفظ يطلق ويراد به اسماء الله الحسنى. وقد صنف جماعة من اهل العلم كتابا باسم كتاب النعوج تريدون به الاسماء الالهية منها كتاب ابي عبد الرحمن النسائي رحمه الله المسمى كتاب النعوت وهو قطعة من سننه الكبرى. والاولى اطلاق الاسماء الحسنى على ما سمى الله سبحانه وتعالى به نفسه فان الله قال ولله الاسماء الحسنى تسميتها اسماء حسنى اولى من التعبير بهذا او غيره نعم احسن الله اليكم. اما بعد فقد كتبت سابقا كتابا مطولا في تفسير القرآن فصار طوله من اكبر الدواء لهتور الهمم وملنها من الطول ثم اني بعد ذلك استخلصت منه ومن غيره قواعد تتعلق كلها باصول التفسير. وهي نعم وهي نعم العون للراغبين في علم التفسير الذي هو اصل العلوم كلها. فبلغت سبعين قاعدة ويسر المولى طبعها ونشرها ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه تقدم منه كتابة تفسير مطول وهو تفسيره معروف ثم لطوله لم يطبع هذا الكتاب في زمنه رحمه الله تعالى ثم طبع منه مجلد حالا حياته ثم طبع بعد ذلك وانتشر. وقبل استتمام طباعته في حياته رحمه الله تعالى قواعد تتعلق بالتفسير هي القواعد الحسان وطبعها رحمه الله تعالى في وهي تشتمل على سبعين قاعدة. وكتابه من احسن الكتب المتعلقة باصول تفسيره وقواعده. وجرى فيها رحمه الله على على المعنى العام للقاعدة دون ارادة المعنى الخاص للاصل او القاعدة الذي اصطلح عليه. فهو تارة قد يذكر شيء بان يعدوا من اصول التفسير وتارة قد يذكر شيئا يعد من قواعد التفسير. وكتابه رحمه الله تعالى كتاب نافع وها هنا تنبيه يتعلق بكتبه رحمه الله التي طبعها في حياته. فالكتب التي طبعها في حياته الطبعات المعتمدة منها هي تلك الطبعات التي كانت في حياتك. لانه رحمه الله تعالى كان يكتب الكتاب اولا بخطه. او يبيضه بعض تلاميذه ثم يرسله الى مصر فيصف فيها الكتاب صفا اوليا ثم يعاد اليه فيزيد وينقص ويغير ويبدل ثم يرسله مرة ثانية الى مصر فيطبع فيها فتكون النسخة الاخيرة التي صححها ودققها هي النسخة التي طبعت فاذا وجدت نسخة خطية من هذا الكتاب بعده لا يعول عليه لانه رحمه الله تعالى قد نسخها بما صنع ولما لم ينتبه بعض الناس لهذا الامر طبعوا للشيخ كتبا على نسخ خطية متقدمة اجرى الشيخ فيها قلم التغيير والتهويل عند ابان طباعتها. فصار الناس يظنون انها المعتمدة والمعتمد هو النسخ التي طبعت في حال حياته رحمه الله تعالى. ومن جملة ما حصل فيه التغيير والتبديل كثيرا كتاب القواعد والاصول الجامعة والفروق والتقاسيم النافعة فان هذا الكتاب طبع في حياته رحمه الله تعالى على الوصف الذي ذكرته لكم وقرأ عليه قبل موته باشهر يسيرة فالطبعة المعتمدة هي تلك الطبعة واما الطبعة الاخيرة التي حققها بعض اهل العلم في هذا الزمن فلا يعول وعليها لانها كانت من نسخة قطية قديمة اجرى الشيخ بعد ذلك عليها تحويلا وتبديلا تغييرا حتى استوت على هذه النسخة المطبوعة التي قرئت عليه رحمه الله تعالى فينبغي التعويل عليها وملاحظة هذا الامر في كتبه رحمه الله تعالى. نعم احسن الله اليكم. فتكرر علي الطلب في التفسير في فتكرر علي الطلب في السعي في نشر التفسير فاعتذرت بالعذر المذكور لكن لا زلت افكر في تلخيصه واختصاره فظهر لي ان الاولى والانفع افراد علوم التفسير كل نوع على حدته ولو لزم من ذلك وترك ترتيب التفسير بل لو نزل من ذلك ترك الكلام على كثير من الايات القرآنية. اذا تكلمنا على نظيرها وما يقاربها فان احاطة على جميع الايات القرآنية ليس من شروط علم التفسير. لان من خواص تيسير الله لمعالي كتابه انه جعله اصولا عند واسس اذا عرف العبد منها شيئا وموضعا عرف نظيره ومشابهه ومشابهه ومقاربه وفي كل المواضع فمعرفة بعضه يدعو الى معرفة باقيه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثانية ان الطلبة تكرر في نشر تفسيره فاعتذر بالعذر السابق من كونه مطولا والهمم قد فترت عن مثله ثم بقيت في نفسه فكرة تلخيصه واختصاره. وهذه الفكرة حاجته الى ملاحظة هذا الاصل في تأليف هذا الكتاب ولا صلة بهذه الفكرة بكتاب تيسير اللطيف المنان. فان تفسير اللطيف المنان ليس اختصارا تفسيره وانما هي معاني تبدت له اثناء قراءته للقرآن الكريم فكتبها على ذلك النحو. وانما هذه الفكرة التي كانت في ذهنها رحمه الله تعالى هي التي انتج منها هذا الكتاب العظيم. فانه رأى ان افراد علوم التفسير كل نوع على حدة ولو لزم منه ترك ترتيب التفسير ولو لزم منه ترك الكلام على كثير من الايات فهو او وانفع وما ذكره رحمه الله تعالى من ان علوم التفسير يمكن الافادة منها اذا ادرك الانسان مجامع المعاني القرآنية دون حاجة للوقوف على كل اية هذا حق و من يعتني بهذا الامر فان بعض الناس يظن ان التفسير لا يدرك الا بان يؤخذ القرآن اية اية. وهذا ليس من المنهج القوي في التلقين والتلقي بل المنهج القوي هو بيان الاصول والقواعد والكليات في قدر من القرآن بحيث لو لم يدرس الطالب الا اياه لاستطاع ان يعرف تفسير باقي القرآن. وهذا القدر هو في شيئين اثنين. احدهما المفصل قل من سورة قاف الى اخره والثاني سورة البقرة. فان الانسان اذا درس تفسير هذين القدرين من القرآن الكريم على تبين فيها الاصول والقواعد في الفهم والتفسير لكلام الله سبحانه وتعالى اكسبه ذلك قدرة على فهم باقي القرآن الكريم. كما ان المرء اذا درس اصول العربية في الاية الرامية او غيرها من المختصرات امكنه ان يدرك اكثر ابواب العربية فكذلك هذا المعنى الذي اشار اليه الشيخ رحمه الله تعالى. نعم احسن الله اليكم. ثم نظرت فاذا علوم التفسير كثيرة جدا وفي استيعابها يطول الكتاب جدا. فرأيت اهم من القرآن على الاطلاق ثلاثة علوم. علم التوحيد والعقائد الدينية وعلم الاخلاق والخصال المرظية وعلم الاحكام العبادات والمعاملات فرأيت الاقتصار على هذه الثلاثة اولى وانفع واحسن موقعا. وكل واحد من هذه الثلاثة يقتضي كتابا مطولا وخصوصا علم وخصوصا علم الاحكام ولكن اتينا بمقاصدها ونصوصها من الكتاب وجمعناها في فنها واختصرنا الكلام فيها اختصارا. لا بالمقصود ولا يغلق العبارات بل ولا يغلق العبارات بل اتينا بذلك بعبارات واضحة ليس فيها حشو ولا تعقيد ونسأل المولى تعالى ان يعيننا على ذلك وان يجعله خالصا لوجهه الكريم. وان ينفعنا به وسائر اخواننا المسلمين وان يعفو عن خطأنا وتقصيرنا واسرافنا في امرنا. انه جواد كريم. وسميته وسميته فتح الرحيم في علم العقائد والاخلاق والاحكام المستندة الى كتاب الله الكريم نصا واستنباطا وتنبيها وارشادا بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ان الطلبة تكرر عليه في اختصار التفسير و رأى رحمه الله ان الانفع علوم التفسير كل نوع على حدة ثم نظر فاذا علوم التفسير كثيرة جدا وفي استيعابها يطول الكتاب جدا. فرأى اهم علوم القرآن على الاطلاق انها ثلاثة علوم هي علم التوحيد والعقائد الدينية وعلم الاخلاق والخصال المرضية وعلم الاحكام للعبادات والمعاملات. وهذه الاظافة علوم القرآن تطلق ويراد بها معنيان اثنان. احدهما علوم القرآن المتعلقة به كالمكي والمدني والناسخ والمنسوخ والشتاء واشباهها. والثاني علوم القرآن المستنبطة منه وهي محل العناية في كلام المصنف رحمه الله تعالى. فليس مقصوده النوع الاول المفرد باسم فن علوم القرآن الذي صنف فيه الناس فاكثروا. وانما مراده بعلوم القرآن علوم المستنبطة منه. وها هنا لابد من رعاية امر عظيم وهو التفريق بين ما يستنبط من القرآن ويستخرج منه وبينما يحكم به على القرآن من خارج عنه. فان تطبيق قواعد العربية او الاصول او غيرها على القرآن هي من تسليط امر خارج عنه عليه لادراك فهمه المرتبة دون المرتبة الاسمى وهي النظر الى ما يستنبط ويستخرج من القرآن وهي هداية القرآن فان هداية القرآن هي العلم الذي يستخرج من القرآن الكريم. بخلاف ما يسلط عليه من العلوم وينتج تفسيرا. واكثر انما يعتني بهذا فيعتني بتسليط علوم الالة على اية القرآن الكريم ثم يفسر معاني القرآن بهذا ولا يلاحظ هداية القرآن وما ينتجه القرآن من المعاني اذا وصلت الايات بعضها ببعض وحمل بعضها على بعض وجمعت معانيها فانها تنتج فهما للقرآن هو المراد الاعظم. وفي هذا يقول عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى في محاضرة له يقول تخرجت من الزيتونة وقد درست فيها تفسير البيضاوي كله فلم افهم القرآن فلما نظرت في القرآن بعد ذلك عرفت ان القرآن كتاب هداية. فالهداية هي المقصود الاعظم مما يستنبط ويستخرج من القرآن الكريم وهي التي ينبغي ان يعتني بها طالب العلم اكثر من عنايته من مجرد تفسير فان الانسان قد يفسر المعاني ولكن لا يصل الى الهداية المطلوبة منها. فقد يفسر الانسان مثلا قوله تعالى الحمد لله لله رب العالمين بان الحمد هو الاخبار عن محاسن المحمود مع حبه وتعظيمه. لكنه تغشى بصيرته عن ملاحظة ان الحمد حيث ذكر في القرآن الكريم لم يأتي الا حمدا لله سبحانه وتعالى لم يأتي قط الحمد لشيء من المخاليق في القرآن الكريم. وفي هذا معنى من معاني الهداية. وكذلك حيث جاء الحمد في القرآن الكريم جاء معلقا بهذا الاسم الاحسن الله دون غيره من الاسماء. فلم يأتي الحمد للرحمن او الحمد للرحيم او الحمد للكريم. وفي هذا معنى مستكن من معاني الهداية. فهداية القرآن الكريم هي اعظم ما ينبغي العناية به. والمراد بها كما سبق ما يستنبط من القرآن لا ما يحكم به على القرآن الكريم. ومن جملة هذا ما عمد اليه المصنف رحمه الله تعالى فان المصنف اعتنى بما يستنبط من القرآن ويستخرج منه. ورتبه على هذه العلوم الثلاثة. وان كان هذا الترتيب ترتيب لبعض العلوم الثلاثة الاصلية فان العلوم الثلاثة الاصلية في القرآن الكريم هي التي ارشد اليها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المخرج في الصحيح وغيره في قوله صلى الله عليه وسلم قل هو الله احد ثلث القرآن فان هذا الحديث دال على تثليث علوم القرآن واصح ما قيل في التثبيت ان القرآن ثلاثة اتلاف اولها ثلث يتعلق بالخالق وهو التوحيد والثاني ثلث يتعلق بالمخلوق وهو القصص والجزاء والوعد والوعيد والثواب والعقاب والثالث ثلث يتعلق بالامر والنهي الذي خوطب به المخلوق في حق الخالق سبحانه وتعالى وهو الاحكام. فهذه الثلاثة الاثلاث هي علوم القرآن المستنبطة منه وقد صرح بهذا التدليس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وتلميذه ابن القيم وهو يرجع الى كلام من هو اقدم منهما وهو ابو العباس ابن سريج الشافعي رحمه الله تعالى. فعلوم القرآن ترجع الى هذه الثلاثة اما علوم تتعلق بالاحكام واما علوم تتعلق بالتوحيد واما علوم تتعلق بقصص المخلوق وجزائه ووعده ووعيده. ومن جملة هذه الثلاثة ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى. فان علم توحيد يرجع الى حق الخالق سبحانه وتعالى ثلث الخالق المذكور في القرآن. وعلم الاخلاق المرظية وعلم الاحكام من عبادات المعاناة كلها ترجع الى الثلث الذي يتعلق بالامر والنهي للمخلوق فيما يتعلق بحق الخالق سبحانه وتعالى. فان الاحكام من احكام العبادات والمعاملات دائرة مع الامن والنهي وكذلك الاخلاق هي من جملة الامر والنهي الذي خوطب به العباد. فاقتصر مصنف رحمه الله تعالى على هذه العلوم الثلاثة واحسن رحمه الله تعالى الاختصار فيها وبيان مقاصد القرآن الكريم في ايضاحها فهذا الكتاب من انفع الكتب في فهم القرآن ولو صح ان يسمى كتاب المدخل الى القرآن الكريم لكان هذا الكتاب هو المدخل الى القرآن الكريم فانه بين مجامع معانيه ومقاصد مبانيه في عبارة سهلة واضحة. وقد سمى المصنف رحمه الله تعالى كتابه ها هنا فقال وسميته فتح الرحيم العلام في علم العقائد والاخلاق والاحكام. وهذا الموضع يخالف ما اثبته هو على قرة كتابه. فكما ترون في الكتاب الخطية المدرجة في الصفحة الثامنة من هذه النشرة للكتاب اثبته بخطه فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد والتوحيد والاخلاق والاحكام. المستنبطة من القرآن وهذا الاسم يخالف الاسم الذي ذكره في اثناء كتابه. فايهما يقدم استنى اللي في الكتاب اللي ذكره يعني في اثناء المخطوطة اثناء خطه. طيب وغيره وكتبه على ظهر كتابه اثبت هذا الاسم وداخل كتابه قالوا سميته هكذا لا هو بخطه هو بخطه الاسم بخطه الذي هنا بخطه وكذلك في داخل الكتاب هذا كتاب بخطه قال وسميته لماذا عدل الجسم طيب كان يضرب على عليه التعديل هذا اي ايهما الملاحظ دائما محل العنوان؟ ما يكتب على الطرة او ما يكون في داخل الكتاب على اضطره فالمحل الاحرى بالتقديم هو هذا لانه هو المحل الذي جعل له مفردا فهو جعل هذا المحل مفردا بيان اسم كتابه. فالاولى ان يسمى الكتاب بما سماه به مصنفه في طرة كتابه وهو الذي طبع به الكتاب. ولكن ان الناشر لم يتنبه الى الاختلاف بين التسمية التي على ظهر الكتاب والتسمية الواردة في اثناء الكتاب. نعم احسن الله اليكم. النوع الاول من علوم القرآن علم العقائد واصول التوحيد وعلم العقائد واصول التوحيد. علم العقائد واصول التوحيد وهذا هو اشرف العلوم على الاطلاق وافضلها واكملها. وبيوت استقيم القلوب على العقائد الصحيحة وبه تزكو الاخلاق وتنمو به تصح الاعمال وتكمل وموضوع هذا العلم البحث عما يجب لله من من صفات الكمال ونور الجلال. وما ويستحيل عليه من اوصاف النقص والعيب والميثال وما يجوز عليه من ايجاد الكائنات وانه الفعال لما يريد. ما شاء وما لم يشأ لم يكن وكذلك البحث عما يجب الايمان به من الرسل وصفاتهم وما يجب لهم ويمتنعوا في حقهم ويجوز والايمان بالكتب المنزلة على الرسل والايمان بما اخبر الله به واخبرت به رسله عن الحوادث الماضية والمستقبلة الايمان باليوم الاخر والجزاء والثواب والعقاب والجنة والنار وما يتبع ذلك وما يتعلق به. فهذه مجملات هذا العلم الجليل والقرآن العظيم قد بين هذه الامور غاية التبيين. ووضحها توضيحا لا يقاربه شيء من المنزلة ولم يبقي منها اصلا الا بينه وجمع فيه بين البرهان وبين البيان والبرهان. بين المسائل المهمة الجليلة والبراهين القاطعة العقلية والنقلية والفطرية. وهذا النوع اقسام. اولها ومقدم علم التوحيد وهو العلم ما لله من جميع صفات الكمال وان الرب تفرد بها وان له الكمال مغلق الذي لا تقدر الذي لا تقدر القلوب ان تبلغكنها. ولا الالسن على التعبير عنه. ولا يقدر الخلق على الاحاطة ببعض صفاته عن جميعها وهذا العلم مبني على اعتقاد وعلم وعلى تأله وعمل. اما الاعتقاد والعلم فيه فان يعتقد يبدو ان جميع ما وصف الله به نفسه من الصفات الكاملة ثابت من الصفات الكاملة ثابتة ثابت لله على اكمل الوجوه وانه ليس لله في شيء من هذا الكمال مشارك. وانه منزه عن كل ما ينافي هذا الكمال ما ينافي هذا الكمال ويناقض مما نزه به نفسه او نزهه رسوله صلى الله عليه وسلم. واما التأله والعمل فان يتقرب العبد الى ربه باعماله الظاهرة والباطنة الى الله. ويخلصها لوجهه وينيب اليه ويتأله محبة وخوفا رجاء وطلبا وطمعا فيقصد فيقصد وجهه الاعلى بما يعتقد بما يعتقد من العقائد الصحيحة. وبما يقصد ويريده من ايرادات الصالحة والمقاصد الحسنة التابعة لاعمال القلوب. وبما يعمله من الاعمال الصالحة راجعة للقيام بحقوق الله وحقوق عباده. وبما يقوله ويتكلم به من ذكر الله والثناء عليه وقراءة كلامه وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام اهل العلم الذي يرجع الى ذلك. ومن الكلام الطيب والنصح والنصح للعباد في امور دينهم ودنياهم ومن ذلك تعلم العلوم النافعة وتعليمها فكل هذه الاشياء يجب اخلاصها لله وحده وبتمام الاخلاص يتم التوحيد والايمان. فبهذا التقرير يكون التوحيد يرجع الى امرين. توحيد الاسماء والصفات ويدخل هي توحيد الربوبية وهذا يرجع الى العلم والاعتقاد. وتوحيد اللهية والعبادة وهذا يرجع الى العمل والارادة. عمل القلوب وعمل الابدان كما تقدم ويسمى توحيد ويسمى توحيد الالوهية. لان ويسمى توحيد الالهية لان تعالى ويسمى توحيد العبادة ان العبادة وصف العبد وموحد المخلص لله في اقواله واعماله وجميع والقرآن العظيم يكاد كله ان يكون تقيرا لهذه الاصول العظيمة. ودفعا لما يناقضها ويضادها من التعطيل والتشبيه والتنقيص ومن الشرك الاكبر والاصغر والتنديد. بعد ان بين المصنف رحمه الله تعالى ان كتابه لانواع ثلاثة من علوم القرآن شرع يبين النوع الاول من علوم القرآن وهو علم العقائد واصول توحيد وذكر رحمه الله تعالى ان هذا العلم هو اشرف العلوم على الاطلاق وافضلها واكملها وبه تستقيم القلوب على العقائد الصحيحة وبه تزكو الاخلاق وتنمو وبه تصح الاعمال وتكمل. وانما كان علم الاعتقاد اشرف العلوم لامرين اثنين احدهما بالنظر الى متعلقه وهو العلم بالله سبحانه وتعالى فان العلم بالله اشرف من العلم بغيره. والثاني بالنظر الى الثمرة الناتجة منه فان ما يثمره هذا العلم من خشية الله سبحانه وتعالى ومحبته والاخبات له وطلب الزلفى يجعله مقدما على غيره من العلوم فلاجل عظم متعلقه وجلالة ثمرته صار علم الاعتقاد العلم المقدم على العلوم كافة. وموظوع هذا العلم هو حقوق الله سبحانه تعالى التي نشرها المصنف بقوله وموضوع هذا العلم البحث عما يجب لله من صفات الكمال ونعوث الجلال الى ان قال وكذلك البحث عما يجب الايمان به من الرسل الى ان قال فهذه مجملات مواضع هذا العلم والسمت حاوي ان يقال ان موضوع علم التوحيد هو حقوق الله تعالى. وما يندرج تبعا لها بها كحق الملائكة والرسل والكتب واشباهها من اصول الايمان فانها ترجع الى حق الله سبحانه وتعالى لان التوحيد كما سلف هو افراد الله بحقوقه. فيكون موضوع هذا العلم اصالة هو حقوق الله عز وجل ويلحق بها ما كان تابعا. فان بقية اصول الايمان تابعة للاصل الاعظم وهو الايمان بالله. فان الايمان بالله يتبعه الايمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. ثم بين ان اعظم علم العقائد العلم بالتوحيد والعقائد قد تطلق ويراد بها معنى عام وهو جميع الاعتقادات الباطلة سواء ما تعلق بالله مما يسمى توحيدا او ما تعلق بغيره. فيطلق علم التوحيد على ارادة بعض علم العقيدة ويكون علم العقيدة متعلقا بجميع انواع الاعتقادات الباطنة مما يختص بالله وبغيره مما جاءت به الاية والاحاديث. ويكون من افراد علم العقيدة العلم بتوحيد الله سبحانه وتعالى. وعرف رحمه الله تعالى علما بالتوحيد بقوله وهو العلم بما لله من جميع الصفات الكمال. وباعتبار النظر الى تعريف التوحيد بكونه قواعد يقال علم التوحيد هو قواعد تعرف بها حقوق الله هو قواعد تعرف بها حقوق الله. فان هذا تعريف للتوحيد باعتبار كونه علما. وتقدم ان العلوم تعرف باعتبار كونها قواعد فيقال في مصطلح الحديث هو قواعد يعرف بها حال الراوي والمروي الى اخره. ويقال في علم العربية اي النحو هو قواعد يعرف بها احوال واواخر الكلمات الى اخره. ويقال كذلك في علم التوحيد هو علم هو قواعد يعرف بها حقوق الله سبحانه وتعالى. ثم ذكر رحمه الله تعالى ان هذا العلم مبني على اعتقاد وعلم وعلى تأله وعمل وبعبارة وجيزة امر توحيد الله سبحانه وتعالى متعلق بشيئين اثنين احدهما معرفة واثبات والثاني قصد وطلب وارادة. فالاول وهو المعرفة والاثبات معرفة اسماء الله عز وجل وبصفاته وافعاله وكمالاته ويندرج في هذا توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات. واما الثاني وهو ما يتعلق بالارادة والطلب والقصد فهو ما يتعلق باعمال الخلق واخلاصها لله سبحانه وتعالى ويندرج فيه توحيد الالهية. فالتوحيد باعتبار ما يجب على العبد يقسم الى قسمين اثنين احدهما توحيد المعرفة والاثبات. والثاني توحيد الارادة والقصد والطلب. فتوحيد المعرفة والاثبات يراد به ان تعرف ما لله عز وجل من كمال في اسمائه وصفاته وافعاله وذاته والثاني وهو توحيد توحيد الارادة والقصد والطلب يراد به ان توحد الله سبحانه وتعالى فيما له من عبادة تتقرب بها اليه وان تخلص ذلك له سبحانه وتعالى. ومن يقسم التوحيد ثلاثة اقسام فيقول توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد الالوهية هذا تقسيم التوحيد باعتبار ما يجب لله عز وجل فالاول باعتبار ما يجب على العبد فانت يجب عليك ان توحد في المعرفة والاثبات وان توحد في الطلب والارادة والقصد. وباعتبار ما لله عز وجل من حق فانه يجب توحيده في ربوبيته ويجب توحيده في الوهيته ويجب توحيده في اسمائه وصفاته. فالتقسيمان يصدق احدهما الاخر لكن المناط الذي علق به التقسيم الثنائي هو باعتبار ما يجب على العبد والمناظر الذي علق به التقسيم قلت له هذه هو باعتبار ما يجب لله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم. وجوب تصديق الله ورسوله في كل خبر وتقديم ذلك على غيره. قال الله تعالى قل صدق الله وقال تعالى ومن اصدق من الله قيلا. وقال تعالى ومن اصدق من الله حديثا. وقال تعالى ولا ينبئك مثل خبير وقال تعالى قل انتم اعلم وملة. وقال تعالى قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله. وقال انا لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا وقال تعالى شهد الله اني لا اله الا هو والملائكة يولي الميقات قائمين بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. والايات في هذا المعنى العظيم كثيرة تدل اوضح دلالة على ان افرض الفروض على العباد ان يصدقوا الله تعالى في كل ما اخبر به عن نفسه. في كل ما اخبر به عن نفسه من صفات كما وما تنزه عنه من صفات النقص وانه اعلم بذلك من خلقه وشهادته على ذلك اكبر الشهادة. وخبروا عن نفسه وعن جميع ما به اعلى درجات الصدق وذلك يوجب العبد الا يدخل في قلبه ادنى ريب في اي خبر يخبر الله به وان ينزل ذلك من قلبه منزلة عقيدة راسخة منزلة العقيدة الراسخة التي لا يمكن ان يعرضها معارض ولا يعتريها شك على نعيما يقينيا انه لا يمكن ان يرد شيئا يرد شيئا يناقض خبر الله وخبر رسوله. وان كل ما عارض ذلك ونفاه من كان فانه باطل في نفسه وباطن في حكمه وانه محال ان يرد علمه ان يرد ان يرد احسن الله وانه ومحال ان يرد علم صحيح يناقض ما اخبر الله به. وتدل اكبر دينان وتدل اكبر دلالة على ان من بنى عقيدته على انا مجرد خبر الله وخبر رسوله فقد بنها على اساس متين. بل على اصل الاصول كلها ولو فرض ولو فرض وقدر معاراة اي معارض كان. فكيف ولا ادلة عقلية وفطرية افقية احسن فكيف والادلة العقلية والفطرية والافقية والافقية والنفسية كلها تؤيد خبر الله وخبر رسوله بصدق ذلك ومنفعتي. ولهذا مدح الله خواص خلقه واولي الالباب منهم حيث حيث بنوا. حيث بنوا ايمانهم على هذا الاصل في قوله ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا. وقال تعالى وقالوا سمعنا وقال تعالى الذين الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله اولئك هم من الباب. وعلم من ذلك ان ابتداع اهل الكتاب الباطل اقوال وعقائد ما انزل الله عليها من قال باقوال وعقائد ما انزل الله عليها من سلطان ولم تبنى على على الكتاب والسنة بل على عقول قد علم واصحابها وضلالهم انه من انه من ابطل الباطل واسفل السفه. حيث رغبوا عن خبر الله وخبر يوسف الى حيث سولت لهم نفوسهم الامارة بالسوء ودعتهم عقولهم التي لم تتزكى بحقائق الايمان. ولا تغذت بالايمان الصحيح واليقين يكفي هذا الاصل في رد جميع اقوال اهل الزيغ بقطع النظر بقطع النظر عن معرفة بطلانها على وجه التفصيل لانه متى علمنا مخالفتان القواطع الشرعية والبراهين السمعية علمنا بطلانها بان كل ما نافى الحق فهو باطل وما خالف وكاذب من علوم القرآن المتعلقة بعلم العقائد والتوحيد وجوب تصديق الله وتصديق رسوله صلى الله عليه وسلم في كل خبر وتقديم خبرهما على خبر غيرهما. وذكر المصنف رحمه الله تعالى اين عدة دالة على الاول. فقال قال تعالى قد صدق الله وقال ومن اصدق من الله قيل الى اخر الايات ولم يذكر رحمه الله تعالى ما يوجب تصديق خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاصل الجامع في تصديق خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين فان الله عز وجل نزه نفسه عما وصفه به المشركون ثم سلم على المرسلين لكمال خبرهم عن ربهم وتعالى وبخصوص النبي صلى الله عليه وسلم قال عز وجل لو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين اي لقطعنا منه الوتين وهو العرق المعروف في العنق فهذه الاية مع الاية التي ذكرها المصنف تدل على وجوب تصديق خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بتوحيد الله فان الله عز وجل اعلم بنفسه واصدق قيلا واحسن حديثا ورسوله صلى الله عليه وسلم انما يخبر بخبره فان الله عز وجل جعل قوله وحيا كما كان هذا وصفا لقوله سبحانه وتعالى فقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم ان هو الا وحي يوحى. فسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحي كما القرآن وحي. والى ذلك ترى العلامة حافظ الحكمي رحمه الله تعالى في قوله فسنة النبي وحي ثاني عليهما قل اطلق الوحيان فالقرآن والسنة كلاهما وحي من الله. فما تضمناه من الخبر اصدق واحسنوا واتموا واكملوا من خبر غيرهما. فالعلم الكامل المثمر للايمان الصادق فيما يتعلق بتوحيد الله سبحانه وتعالى هو ما كان منظوما في دلالات القرآن والسنة ولا يأتي خبر خارج خبر القرآن والسنة يخالف ما دل عليه القرآن والسنة من كمالات لله سبحانه وتعالى وبيان لحقه الا كان ذلك الخبر موؤودا مكدوبا فان ما في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم واف ببيان ما له سبحانه وتعالى من كمال وحق. ومن خرج عن هذه الطريقة وارتضى غير خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم لم يزل في حيرة وشك وتيه وضلالة. بخلاف من اخذ بخبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وبنى عليه ايمانه فانه يدل الى احسن الطرق. كما قال الله عز وجل في وصف المؤمنين في اخر ال عمران ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا في اية اخر في المعنى واذا عدل الانسان الى غير خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم كما فعل اهل الكلام والقياس والرأي فان ذلك يورثهم حيرة وشكا وضلالا كما عرظ لابي المعالي الجويني لما سأله الهمداني قد سمعه في مسألة علو الله سبحانه وتعالى. فقال له الهمداني دع ما تقول واخبرني عما يجده الانسان في نفسه من ضرورة علو الله سبحانه وتعالى اذا دعاه. فضرب رأسه وقال حيرني الهمداني حيرني وكلامهم كثير في بيان ما هم عليه من الشك والحيرة والشبهة. فالقرآن والسنة الترياق والدواء الشافي لمن التمس الهدى منهما فيما يتعلق بخبر بالخبر عن الله سبحانه وتعالى في صفاته وكمالاته وتوحيده او فيما يتعلق بغير ذلك من جميع الامور. فاصح العلوم هي العلوم التي ترجع الى القرآن والسنة. واكمل حالا من سلم امره لما في الكتاب والسنة. فان قدم الاسلام لا تثبت الا على ظهر التسليم والاستسلام. ومن حقيقة التسليم الاذعان لما جاء في كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم والعدول عن ذلك يوجب لاصحابه كما سلف حيرة وشكا وزيغا وهلاكا وربما خرجوا من الاسلام بسبب ما جروا اليه انفسهم كما قال الله عز وجل فليحذر الذين يخالفون عن امرهم ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. قال الامام احمد فيما رواه ابن بطة في كتاب الابانة. قال اتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك عله اذا رد بعض قوله ان يزيغ قلبه فيهلك. فاذا رد الانسان خبر الله او خبر الرسول صلى الله عليه وسلم اوجب ذلك في قلبه فهلك كما وقع لاهل الكتاب فانهم لما زاغوا ازاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين النظر في خبر الله وخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيه كمال العلم والعمل والحال والمقام في الدنيا والاخرى ولا ينبغي ان يحجب طالب العلم بل العباد كافة عن ما يستنبط من القرآن والسنة. ففيه من انواع الهداية واللطف والبيان ما في كلام غيرهم ولكن ذلك يحتاج الى الة تامة في كيفية الاستنباط من القرآن والسنة فانه لما صابت الناس العجمة وكثرت قلوبهم ومداركهم وعجزت عن الاحاطة بمدارك العلم ومقاصده والات استنباطه صارت التهم ضعيفة في فهم كلام الله وكلام النبي صلى الله عليه وسلم. وحجبوا بما صنف بعض الناس من بيان معاني القرآن والسنة. التي جعلها طازا وطلاسم تحول بين حقائق ما في القرآن والسنة من الشفاء وبينما يذكره هؤلاء من اعراب او تشبيه او وجه بلاغة او غير ذلك مع ترك ما يتمره القرآن والسنة من الحقائق الايمانية والكمالات انسانية في الدنيا والاخرة وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب وبالله التوفيق والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين