احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين ان اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمسلمين. قال قال المؤلف رحمه الله تعالى شرح اسماء الله الحسنى الواردة في القرآن على وجه الايجاز غير المخل. هذا الاصل هو اعظم اصول التوحيد بل لا يقوم التوحيد ولا يتم ولا يكمن حتى ينبني على هذا الاصل. فان التوحيد يقوى بمعرفة الله ومعرفة الله اصلها معرفة اسمائه الحسنى تجتمع عليه من المعاني العظيمة والتعبد لله بذلك. وفي الحديث الصحيح ان لله تسعة وتسعين اسما. من احصاها دخل الجنة واحصاؤها تحصيل معانيها في القلب وامتلاء القلب من اثار هذه المعرفة. فان كل اسم له في القلب الخاضع لله المؤمن به اثر وحال لا يحصل. لا يحصل لا يحصل العبد في هذه الدار ولا في دار القرار جل واعظم منها فنسأل الله تعالى ان يمن علينا بمعرفته ومحبته والانابة اليه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة قسما ثانيا من ما يرجع الى النوع الاول من العلوم بالقرآن وهو علم العقائد. وهذا النوع وهو شرح اسماء الله الحسنى في القرآن على وجه الايجاز غير المخل. فاشترط رحمه الله تعالى فيما يذكره ها هنا شرطان اثنان احدهما ان تكون هذه الاسماء واردة في القرآن. وقد وقع في بعض المواضع خلاف هذا فادخل اسما ليس مذكورا في القرآن. والثاني ان يكون بيانها على وجه الاجابة ازيدونا اخلال وتقدم ان الاسم الالهي هو ما دل على الذات مع صفة كمال متعلقة بها والرحمن والرحيم الى اخره. واسماء الله سبحانه وتعالى حسنا. اي بالغة في الحسن غايته. وحسن اسمائه عز وجل نوعان. احدهما حسن مباني والثاني حسن معاني. والمراد بحسن المباني ان تكون موضوعة على اتم وجه في لسان العرب فان الله عز وجل مثلا من اسمائه الحكيم دون الحاكم والمحكم. واستغني باسم الحكيم عنهما لدلالته على المعنيين معا. فان فعيل يجوز ان يكون بمعنى فاعل اي حاكم او بمعنى المحكم وكذلك هي بالغة في المعاني غاية الحسن فلا تشتمل على الا على اكمل الكمال وذكر المصنف رحمه الله تعالى منزلة هذا الاصل بانه لا يقوم التوحيد ولا يتم ولا يكمل الا عليه فان التوحيد يقوى بمعرفة الله. ومعرفة الله مردها الى معرفة اسمائه وما تشتمل عليه من المعاني والتعبد لله بذلك. وفي ذلك جاء الحديث المخرج في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة فان الاحصاء يشمل ثلاثة امور اولها معرفة الفاظها والثاني ادراك معانيها والثالث اثم التعبد لله بها. ذكر هذا الغزالي في المقصد الاسمى في المفهم وابن قيم الزوجية في بدائع الفوائد. فما ذكره المصنف في قوله واحصاؤها تحصيل معانيها في القلب وامتلاء القلب من اثار المعرفة الى اخره هو بعظ ما يدخل في جملة الاحصاء المتقدم فان الاحصاء يرجع الى المعاني الثلاثة التي ذكرتها. نعم احسن الله اليكم قال المؤلف رحمه الله تعالى الله هذا الاسم الجليل الجميل هو اعظم الاسماء حسنى بل قيل انه الاسم الاعظم. وسيأتي التنبيه على الاسم الاعظم عن قريب ان شاء الله. ولهذا تظاف جميع الاسماء الحسنى الى الاسم ويوصف بها فيقال الرحمن الرحيم الخالق الرازق العزيز الحكيم الى اخرها من اسماء الله. ولا يقال الله من اسماء الرحمن الرحيم الى اخرها. فمعنى الله كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ذي الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين فجمع رضي الله عنه في هذا التفسير بين الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم الكريم. وهو الالوهية التي هي وصفه عليها لفظ الله وهي وهو الالوهية التي هي وصفه الدال عليها رفع الله. كما دل على العلم الذي هو وصوا له عليم. وكما دل على العزة التي هي وصفه له العزيز. وكما دل على الحكمة التي هي وصفه لفظ الحكيم وكما دل على الرحمة التي هي وصونه الرحيم. وغيرها من اسماء الدالة على ما قام بالذات من مدلول صفاتها. فكذلك الله هو ذو الالوهية والالوهية التي هي وصفه هي الوصف العظيم الذي استحق ان يكون به الها. بل استحق ان لا اشاركه في هذا الوصف العظيم مشارك بوجهه من الوجوه واوصاف الالوهية هي جميع اوصاف الكمال واوصاف الجلال والعظمة والجنة واوصاف الرحمة والبر والكرم والامتنان. فان هذه الصفات التي فان هذه الصفات هي التي يستحق ان يؤله ويعبد لاجلها. فيؤله لان له اوصاف العظمة والكبرياء. ويؤله لانه المتفرد قيومية والربوبية والملك والسلطان تسديد اولى يؤله احسنت احسن الله اليكم ويؤلف لانه متفرد بالقيومية والربوبية والملك والسلطان. ويؤله لانه متفرد بالرحمة وايصال النعم الظاهرة الباطنة الى جميع خلقه ويؤله لانه المحيط بكل شيء علما وحكما وحكمة واحسانا ورحمة وقدرة وعزة وقهرا ويؤله لانه متفرد بالغنى المطلق التام من جميع الوجوه. كما ان ما سواه مفتقر اليه على الدوام من جميع الوجوه مفتقر اليهم في ايجاده وتدبيره. مفتقر اليه في امداده ورزقه. مفتقر اليه في كلها مفتقر اليه في اعظم الحاجات واشد الضرورات. وهي افتقاره الى عبادة وحده والتألق وله وحده فالألوهية تتضمن جميعا الأسماء الحسنى والصفات العليا. وبهذا احتج من قال ان الله هو نسؤ ان الله هو الاسم الاعظم ومنهم من قال انه الصمد الذي تصمد اليه جميع المخلوقات بحاجتها لكمال سيادته وعظمته وسعت اوصافه ومنهم من قال ان الاسم لاعظمه هو الحي القيوم لوروده في بعض الاحاديث. ولان هذا الاسمين العظيمين يتضمنان جميع الاسماء الحسنى والصفات الكاملة. فان الصفات الذاتية ترجع الى الحي الذي قد كملت اتوب كملت صفاته وصفات الافعال ترجعون القيوم لانه الذي قام بنفسه وقام بغيره وافتقرت اليه الكائنات باسرها وقيل في تعيير الاسم الاعظم اقوال اخر. والتحقيق ان الاسم الاعظم اسم جنس لا يراد باسم ولا يراد باسم معين. فان اسماء الله تعالى نوعان احدهما ما دل على صفة واحدة او صفتين او تضمن اوصافا معدودة والثاني ما دل على جميع ما لله من صفات الكمال وتضمن ما له من نعوت العظمة الجلال والجمال فهذا النوع هو الاسم الاعظم لما دل عليه من المعاني التي هي اعظم المعاني واوسعها فالله اسم اعظم وكذلك الصمد وكذلك الحي القيوم وكذلك الحميد المجيد وكذلك الكبير العظيم وكذلك المحيط وهذا التحقيق هو الذي تدل عليه التسمية وهو مقتضى الحكمة. وبه ايضا تجتمع الاقوال الصحيحة كلها والله اعلم والمقصود ان هذا التفسير من ابن عباس رضي الله عنهما يدخل فيها وصفه بالالوهية التي نبهنا هذا التنبيه اللطيف على معنى الالوهية ويدخل فيها وصف العباد وهو العبودية. فالعباد يعبدونه ويألهونه العباد يعبدونه يعبدونه ويؤلهونه. قال الله تعالى وهو الذي في السماء له وفي الارض ارضي اله اي ايأ له اهل السماء واهل الارض طوعا وكرا. الكل خاضعون لعظمته منقادون ارادته ومشيئته يعانون لعزته وقيوميته. وعباد الرحمن يولهونه ويعبدون ويبذلون له مقدورهم بالتألق القلبي والروحي والقولي والفعلي بحسب مقاماتهم ومراتبهم فيعرفون من نعوت اوصافه ما تتسع قواهم لمعرفته. ويحبونه من كل قلوبهم محبة تتضاء جميع المحابلا فلا يعارض هذه المحبة في قلوبهم محبة الاولاد والوالدين وجميع محبوبات النفوس. بل خواصهم واجعلوا كل محبوبات النفوس الدينية والدنيوية العادية تبعا لهذه المحبة. فلما تمت محبة الله في قلوبهم احبوا ما احبه من اشخاص واعمال وازمنة وامكنة وصارت محبتهم وكراهتهم تبعا لالههم ومحبوبه ولما تمت محبة الله في قلوبهم التي هي اصل التأله والتعبد انابوا اليه فطلبوا قربة ورضوانه وتوسلوا الى ذلك والى ثواب. وكراهتهم تبعا لالههم. سيدهم ومحبوبهم محبوبهم احسن الله اليكم. فصارت محبتهم وكراهتهم فصارت محبتهم وكراهتهم تبعا لالههم وسيدهم ومحبوبه لانها متعلقة بقوله فلما تمت محبة الله في قلوبهم احبوا ما احبه. هي محبوبه نعم احسن الله اليكم. ولما تمت محبة الله في قلوبهم التي هي اصل التأله والتعبد انابوا اليه طلبوا قربه ورضوانه وتوسلوا الى ذلك والى ثوابه بالجد والاجتهاد في فعل ما امر الله به ورسوله. وفي ترك جميع ما نهى الله عنه ورسوله وبهذا صاروا محبين محبوبين له. وبذلك تحققت عبوديتهم والوهيتهم لربهم وبذلك استحقوا ان يكونوا بذلك استحقوا ان يكونوا عباده حقا. وان يضيفهم اليه بوصف الرحمة حيث قال عباد الرحمن ثم ذكر اوصافهم الجميلة التي انما نالوها برحمته وتبوأوا منازلها برحمته. وجازاهم بمحبته وقربه ورضوانه وثوابه وكرامته برحمته. وقد علم بهذا ان من بذل هذه المحبة التي هي رح التي خلق الخلق لها لغير الله فقد وضعها في غير موضعها ولقد ضيعها ايضا. ولقد ظلم نفسه اعظم الظلم حيث هضمها اعظم حقوقها. وبذلك استحق ان يكون الشرك هو الظلم ان يكون الشرك هو الظلم العظيم. وان يكون مخلدا في النار محروما دخول الجنة محرما عليه. لانها دار الطيبين الذين عبدوه حق عبادته اخلصوا له الدين وقد جمع الله هذين المعنيين في عدة مواضع مثله مثل قوله تعالى لموسى انني انا الله ان لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك امر رسوله الا نحيي الي انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال تعالى فاعبدوا واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا؟ اي مساميا مماثلا في صفات الالوهية. وكذلك كلمة الاخلاص وهي لا اله الا الله تتضمن لف الالوهية عن غير الله وانه لا يستحق احد من الخلق فيها مثقال فلا يصرف لغير الله فلا يصرف لغير الله شيء من العبادات الظاهرة والباطنة. وتقرر الامور وتقرر الالوهية كلا لله وحده. فهو الذي يستحق ان يؤله ان يؤله محبة ورغبة ورهبة وانابة وخضوعا وخشوعا له من جميع الوجوه والاعتبارات. فهو المألوه وحده المعبود المحمود المعظم الممجد ذو الجلال والاكرام. لما بين المصنف رحمه الله تعالى ان من الانواع عائدتي الى قسم العقائد شرح اسماء الله الحسنى شرع يفسر رحمه الله جملة من اسماء الحسنى واحدا واحدا وابتدأ باسم الله فان هذا الاسم هو اعظم اسماء الله الحسنى كما ذكر المصنف بان جميع الاسماء الحسنى تضاف اليه وتوصف به. فيقال الله هو الرحمن الرحيم الملك القدوس ولا يقال الله من اسماء الرحمن او الرحيم الى اخره. فلاجل كون جميع اسماء تابعة له موصوفا بها صار هو احق اسماء الله الحسنى بالتقديم وقد بين المصنف رحمه الله تعالى معناه بما نقله عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الله ذو والعبودية على خلقه اجمعين. وهذا الاثر اخرجه ابن جرير في تفسيره. وهو في النسخ المطبوعة منه وهي غير نسخة بلفظ الالوهية والمعبودية على خلقه اجمعين. ونقله جماعة عنه كالسيوطي في الدر المنثور وغيره بهذا اللفظ الذي اورده المصنف وهما بمعنى واحد فالعبودية والمعبودية واحد. وفي اسناده ضعف. لكن دلالة اللغة تصدقه فهو من جنس التفسير اللغوي الذي يتسامح فيه لان ابن عباس رضي الله عنهما كان من ائمة اللسان والمنقول عنه في تفسير كلام العرب كثير كما يعلم في قصته مع ابن الازرق وغير ذلك. قد بين المصنف رحمه الله تعالى ان معنى ما ذكره ابن عباس انه قد جمع في هذا التفسير بين الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم وهو الالوهية. وبين الوصف المناسب للخلق وهو والعبودية فان المرأة لم يسمى عبدا الا لانه يعظم الله ويؤلهه. والله عز وجل سمي بهذا الاسم لان القلوب تؤلهه. ومدار التأليه على الحب والخضوع. فان حقيقة تأليف القلب قيام هذين المعنيين فيه. الحب والخضوع. ولهذا قلنا كما تقدم ان العبادة في يتأله القلب بالحب والخضوع. فان كانت لله فهي توحيد وان كانت فهي تنديد وهذا امثل حد للعبادة. فاذا اردت ان تعرف العبادة باعتبار لفظ نفسه فتقول العبادة هي تأله القلب. بالحب والخضوع. وان اردت ان تعرف عبادة الله فان عبادة الله هي القلب لله بالحب والخضوع. ولم نقل بالحب والذل. لماذا ما الجواب؟ ما قلنا بالحب والذل في اختيار والذل لا يلزم منه ذلك. هذه من الوجوه التي ذكرها الاخوان لم نقل الذل لانه هل جاء في الشرع الامر بالذل جاء فيه ان يتعبد الله بالذل او جاء فيه بالحب والخضوع والخوف؟ ما الجواب؟ جاء بالخضوع. لم يأتي بالذل محال ان يكون عبادة او منزلة من منازل التعبد لله سبحانه وتعالى. هذا وجه انه لم يأتي في خطاب الشرع والثاني ان الذل ان الخضوع يشتمل على معنى اقبال القلب. والثالث ان ذل فيه احتقار وازرار. ولذلك قال الله عز وجل في عقاب الكافرين اولئك في اذلين. ولذلك لا العبادة فنقول العبادة هي تأله القلب لله بالحب والذل بل نقول بالحب والخضوع. ويكون قول ابن القيم عبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده متعقب بان الذل ليس من مراتب العبادة لله سبحانه وتعالى وانما الخضوع هو الذي من مراتب العبادة. ثم ذكر ان الالوهية التي هي وصف الله سبحانه وتعالى هي التي استحق بها ان هنا الها معظما. ثم فسر اوصاف الالوهية بانها جميع اوصاف الكمال. واوصاف الجلال والعظمة والجمال واوصاف الرحمة فاوصاف الالوهية هي جميع اوصاف الله سبحانه وتعالى. فانه لهذه الصفات استحق الله عز وجل لان يؤله ويعبد فيؤله لان له اوصاف العظمة ويؤله لانه المتفرد بالقيومية ويؤله لانه المتفرد بالغنى المطلق الى اخر المعاني التي ذكرها المصنف ثم قال فالالوهية تتضمن جميع الاسماء الحسنى والصفات العليا فلاجل هذا احتج بذلك من قال ان الله هو الاسم الاعظم. فقالوا الاسم الاعظم لله هو الله لانه يشتمل على جميع اوصاف التعظيم لله سبحانه وتعالى وهذا قول جماعة من القدماء كابي حنيفة وابن رحمهما الله. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى اقوالا اخرى في الاسم الاعظم. وهذه الاقوال قد ذكر الشوكاني وغيره انها تبلغ اربعين قولا. وصنف السيوطي وغيره رسالة مفردة فيها عد فيها السيوطي عشرين قولا منها ما هو ظاهر الضعف لعدم قيام دليل صحيح عليه ثم بين المصنف رحمه الله تعالى اختياره في الاسم الاعظم لقوله والتحقيق ان الاسم الاعظم الى اخره. فالاسم الاعظم عند مصنف هو ما صرح به في مجموع الفوائد بكلام افظل من كلامه هنا فقال الاسم الاعظم كل اسم مفرد او مقرون مع غيره. كل اسم مفرد يكتب هالفايدة هذي. كل مسلم مفرد او مقرون مع غيره اذا دل على جميع الصفات الذاتية والفعلية اذا دل على جميع الذاتية والفعلية او دل على معاني جميع الصفات او دل على جميع معاني الصفات فهو يرى ان ما كان من الاسماء من هذا الجنس فهو اسم اعظم. فلذلك يرى ان الله اسم اعظم والصمد اسم اعظم. والحي القيوم اسم فالاول مفرد الله اسم المفرد والصمد اسم مفرد والحي القيوم والحميد المجيد والكبير العظيم هذه اسماء مقرونة لكنها دالة على جميع صفات الذات والفعل لله فتكون ايضا اسما اعظم لله سبحانه وتعالى والصحيح ان الاسم الاعظم اسم جنس دال على جميع اسماء الله عز وجل فكما ان اسماء الله كلها حسنى فكذلك اسماء الله كلها ايش عظمى وليست عظيمة كلها عظمى لان اعظم مؤنثه عظمى فكل اسماء الله سبحانه وتعالى عظمى هذا هو الذي تجتمع به الادلة الواردة في الاحاديث التي اخبر بان الداعي دعا فيها بالاسم الاعظم وهي عدة احاديث. فالصحيح ان الاسم الاعظم هو جنس يطلق على جميع اسماء الله عز وجل فكما توصف اسماء الله جميعا بانها حسنى كذلك توصف بانها عظمى. وقد اختار هذا القول ابن جرير الطبري وشيخنا ابن باز رحمه الله تعالى. والى ذلك اشرت بقول لله اسم اعظم معرف لله اسم اعظم معرف. اسماؤه الحسنى توصف لله اسم اعظم معرف اسماؤه الحسنى به توصف فذا الذي تجتمع الادلة فذا الذي تجتمع الادلة في نصره واختاره الاجلة في نصره واختاره الاجلة. كابن جرير واقتفى البازي ما قاله وان انه القوي كابن جرير واقتفى البازي ما قاله وانه القوي. فالله اسم اعظم الرحمن اسم اعظم والكريم اسم اعظم والمجيد اسم اعظم والصمد اسم اعظم فكل اسم من اسماء الله عز وجل هو وموصوف بهذا الوصف. وانما ينتفع الانسان به في الدعاء اذا وافق الدعاء بحاله هو فان الاعظمية تتحقق ها هنا. فاذا كان الانسان يريد الرزق فالاسم الاعظم في حقه ان يدعو باسم الرزاق واذا اراد العفو يدعو باسم الله اعظم في حقه هنا وهو ايش؟ العفو. اما اذا دعا بما يخالف مقصده من الدعاء فان الاعظمية تتخلف باعتبار حال السائل. كأن يقول الانسان يا جبار اغفر لي ذنبي. فان الاعظمية متخلفة في حق السائل فاذا واطأ الاسم الدعاء والحال صار اعظم في حق السائل. فاذا قال السائل يا غفور اغفر لي مع انكسار القلب وافق هنا الاعظمية المذكورة. وبهذا يعلم السر في في الدعاء باسماء الله العظمى وعدم تحقق الدعاء لاجل مخالفة الاسم من مقتضى الدعاء او الحال على ما ذكرنا ثم بين بعد ذلك ان تفسير ابن عباس فيه تنبيه على ما يجب لله عز وجل من التأليف وعلى ما يجب على الخلق من العبودية. فالله عز وجل مستحق للتأليه والخلق مأمورون بعبوديته سبحانه عالم وهذا التأليه كما سلف يدور على المحبة والخضوع. ومن محبته عز وجل محبة ما احبه من اشخاص واعمال وازمنة واماكن. وبقدر تمام المحبة والخضوع في قلوب الخلق تكمل عبوديتهم لربهم عز وجل ومن كملت في قلبه عبودية الله عز وجل استحق ان يكون عبدا له فاضيف اليه كما قال تعالى وعباد فانه اضافهم اليه لتحقق عبوديتهم له. ثم كانت الاضافة باسم الرحمن لبيان استحقاقهم رحمة الله سبحانه وتعالى. ثم نبه المصنف ان هذه المحبة هي رح العبادة ومردها واصلها فمن وضعها في غير هذا الموضع وصرفها لغير الله عز وجل فقد ظلم نفسه واستحق ان يكون لها ظلما عظيما لوقوعه في الشرك. فان تأله القلب لله بالحب والخضوع عبادة وتألهه غير الله بالحب والخضوع شرك وتنديد. وقد بين الله عز وجل هذا الاصل في عدة مواضع يثبت فيها للالوهية ونفيها عن غيره كالاية التي ذكرها المصنف. بل كلمة الاخلاص لا اله الا الله جامعة لهذا فانها تتضمن نفي الالوهية عن غير الله وانه لا يستحقها سواه مع اثبات الالوهية له سبحانه وتعالى فهو المألوه وحده المعبود المحمود المعظم الممجد ذو الجلال والاكرام. ومعاني الاسماء والصفات اتى من مسائل العلم التي ينبغي ان يتحقق متلمسه بمعرفتها فانها دالة على الله عز وجل فمن عرف اسماء الله وصفاته عرفة ومن جهل اسماء الله وصفاته جهلة وانما تكمن العبادة في القلوب والتأليه والتعظيم لله بمثل هذه المعارف العظيمة. ومن ضمائن العلم المدخرة في هذا الكتاب عنايته رحمه الله ببيان معاني اسماء الله الحسنى وما يندرج فيها من الصفات. فينبغي ان ينفق طالب العلم من نفسه ووقته في تلمس معاني اسماء الله سبحانه وتعالى ومعرفة ما يترتب على عبدي لله بها. وهذا الاصل ضائع بين اهماله في علوم العقائد. وفي علوم الرقائق. فقل ان يعتنى به في في علوم العقائد وقل ان يعتنى به في علوم الرقائق. ومن انفس ما صنفه المتأخرون في هذا كتاب النهج الاسمى الاسماء الحسنى للشيخ محمد الحمود فانه اعتنى ببيان المعاني مع ذكر الاثار المترتبة على التعبد لله بها هذا كتاب نافع ينبغي ان يقرأه كل طالب علم بل كل مسلم لما فيه من التعريف بمعاني اسماء الله وما يترتب على التعبد لله سبحانه وتعالى بها وبهذا انتهى التقرير على هذا الكتاب والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين