يا طالبا للعلم يرجون نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم نحمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم للامام ابن جماعة الكناني الشافعي رحمة الله تعالى عليه وقد وصل بنا المسير احبتي الى الفصل الثالث من الباب الثالث الباب الثالث من ابواب هذا الكتاب المبارك يتحدث عن حياة طالب العلم وعن ادابه وعن سلوكياته علاقة طالب العلم بربه سبحانه وتعالى والادبيات العامة التي يجب ان ينتهجها في حياته. ثم الفصل الثاني يتكلم عن علاقة طالب العلم شيخه ابتداء من اغتيال الشيخ الى خدمته وتوقيره واجلاله وتعظيمه. وكيف يخاطبه ويحاوره ويمشي معه؟ ثم الى الفصل الثالث الذي بين ايدينا اليوم وهي حياة طالب العلم العلمية هذا الفصل الثالث عقده بن جماعة رحمة الله عليه ليتكلم عن ادب طالب العلم في دروسه في قراءته اه في الحلقة اه وسيتكلم من جماعة في ثنايا هذا الفصل احبتي عن امور مهمة جدا. تتعلق بمنهجية طالب العلم في طلب العلم. هذا الامر ربما توزع في كتابه من جماعة لكنه تركز هنا بشكل واضح كما سيظهر معنا باذن الله. ابن جماعة في هذا الفصل سيعلمك يا طالب العلم كيف تطلب العلم كيف تبدأ والى اين تنتقل؟ ومتى تنتقل؟ مهارات مهمة جدا في الحفظ في المراجعة في اختيار الكتاب المناسب. مهارات مهمة جدا في طريقة القراءة على الاشياخ. هذه المهارات المهمة في حياتنا العلمية. والتي هي مرتكز اساسي في بناء الشخصية العلمية لطالب العلم. ابن جماعة سيتطرق اليها الان باذن الله بالتفصيل. لذلك دعونا نشرع معه رحمة الله عليه في هذا الفصل الثالث حيث قال الفصل الثالث في ادابه في دروسه وقراءته في الحلقة. وما يعتمده فيها مع الشيخ والرفقة قال وهو ثلاثة عشر نوعا اذا ابن جماعة سيقسم هذا الفصل الثالث الى ثلاثة عشر نوعا. هناك ثلاثة عشر موضوعا سيتكلم عنها ابن جماعة في ثنايا هذا الفصل وكل موضوع منها مهم لك يا طالب العلم. فعليك ان تصغي وان تطبق وان تفهم وان تتعقل كيف كان علماؤنا الكبار يطلبون العلم حتى تدرك كيف وصلوا. وتعرف مواطن الخلل في حياتك العلمية تمام. يقول ابن جماعة رحمة الله عليه النوع الاول قال ان يبتدأ اولا بكتاب الله العزيز فيتقنه حفظا بدأ ابن جماعة احبتي الباب الاول او النوع الاول بموضوع مهم جدا جدا الا وهو ما هو الكتاب الذي ينبغي على طالب العلم ان يبتدأ به حياته العلمية. هل يبتدئ بحفظ آآ الاجرومية في النحو؟ هل يبتدئ بحفظ نظم الورقات او الورقات في اصول الفقه؟ هل يبتدأ بحفظ مختصر على مذهب معين هل يبتدأ بحفظ متن في الاعتقاد؟ كلا. ابن جماعة وضع لكم المنهج هنا احبتي قال اول شيء اول كتاب تنطلق منه في حياتك العلمية هو كتاب الله سبحانه وتعالى. وصدق رحمه الله. احبتي مما اتفق عليه العلماء ومما توارثناه عن المشايخ الكبار ومما قرأناه في بطون الكتب من سير الاوائل انهم جميعا بدأوا طريقهم في طلب العلم بحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى. فان كتاب الله هو بحر العلوم هو المنطلق هو المنهج. كتاب الله كتاب الله سبحانه وتعالى احبتي رسم لنا معالم رحلتنا في هذه الحياة الدنيا الى ربنا سبحانه وتعالى. كتاب الله سبحانه ضمنه قواعد هذا الدين. مقاصد هذا الدين. كليات هذا الدين هذه القواعد هذه المقاصد هذه الكليات. اذا لم تكن راسخة في ذهن طالب العلم في بداية طلبه للعلم فاعلم ان الطريق ان يكون واضحا امامه. واعلم ان بنيات الطريق ستأخذه يمينا وشمالا كل انسان بدأ بكتاب الله سبحانه وتعالى وتلقاه عن شيوخه سيجد البركة في حياته العلمية سيجد اثر كتاب الله سبحانه وتعالى في حياته يرشده وينوره ويبصره. سيجد دائما القواعد واضحة. المنهج واضح. الطريق واضح. سيجد كليات هذه الدين مفهوم كليات هذا مفهومة لدي لانه انطلق من المكان الصحيح في فهمها الا وهو كتاب الله سبحانه. احبتي كثير من طلبة العلم اليوم ربما يسألنا او نسأل غيرنا عن ماذا نبدأ في الحفظ؟ وكيف نشرع في طلب العلم؟ فاذا به قد شرع في حفظ كلام اهل العلم. وكلام اهل العلم جيد لكنه في النهاية كلام مخلوق يقبض الاصابة ويقبض الخطأ. واما القرآن احبتي فهو كلام الخالق سبحانه وتعالى. والانسان العاقل لا يفضل ولا يقدم كلام مخلوق على كلام خالق. كلام بشر يقبل الاصابة والخطأ على كلام اله مصون من الزلل والزيغ احبتي كل ما اخشاه على بعض طلبة العلم ان يكون انشغالهم بحفظ المطولات والالفيات والمتون وانصرافهم عن كتاب الله سبحانه وتعالى ان يكون ذلك امارة خذلان من الله سبحانه وتعالى. نعم كل ما اخشاه ان يكون ذلك من قلة التوفيق من الله سبحانه وتعالى من الله سبحانه وتعالى لهم فان من قرأ في سير الاوائل وجدهم يصدون طلبة العلم عن حفظ المنظومات وعن قراءة المصنفات قبل الانشغال بكتاب الله العزيز الامام الكبير الامام ابن جريج رحمة الله عليه جاء الى عطاء بن ابي رباح ليتعلم منه العلم فلقيه احد تلامذة عطاء انظروا هذا التلميذ كيف تعلم من شيخه؟ احد تلامذة عطاء؟ رأى ابن جريج ينتظر الدخول على عطاء فقال له يا ابن جريج ماذا تفعل هنا؟ فقال له بن جريج اريد ان ادخل على عطاء بن ابي رباح لاتعلم منه العلم. فقال له هل حفظت كتاب الله قال لا فقال له اذهب فاحفظ كتاب الله ثم تعال ابن جريج لم يعارض لم يتردد لم يقل ما في مشكلة احفظ كتاب الله في وقت لاحق والعمر طويل لكن الان اريد ان اخذ من عطاء كلا. ابن جريج التقط المعلومة عرف انها نصيحة صدوق اخذها وعاد الى منزله حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى في مدة قصيرة. ثم عاد مباشرة الى عطاء بن ابي رباح بعد ان حفظ كتاب الله. فلازم عطاء ثمانية ترى عاما انظروا العلم خرج لنا ابن جريج امام من ائمة الدنيا في الحديث نعم احبتي من جريج لم يكن ليكون من جريج لولا انه بدأ بالطريق الصحيح لولا انه وضع قدمه في المكان الموفق وهو انه انطلق من كتاب بالله سبحانه وتعالى. هذا الكتاب العظيم الذي يكون معك اينما ذهبت. اذا ابتليت في هذه الحياة الدنيا وجدت كتاب الله يؤنسك اذا كنت في ضيق في كرب في شدة في ضياع اذا ضعفت في ايمانك اذا ضعفت في مسيرك تجد الايات التي حفظتها تتردد على ذهنك وعلى خاطرك لتقودك الى الله سبحانه وتعالى. نعم احبتي صدقوني في لحظات الضيق وفي لحظات الكرب في هذه الحياة الدنيا نجد الا كتاب الله سبحانه وتعالى انيسا. لم نجد المتون على خيرها. لم نجدها في تلك اللحظات. في لحظات الكربات. وانما وجدنا ايات الله سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وجدنا من يؤمن بالله يهدي قلبه. وجدنا الذين اذا لاصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. هذه الايات وغيرها من ايات كتاب الله العظيم هي التي تخط لنا منهج الحياة. هي التي تثبت تقوينا تأزرنا تدفعنا للعمل للانتاج للعطاء للبذل. فعليكم ان تبدأوا بكتاب الله سبحانه. نصيحة ابن ونصيحة علماء الامة جميعا لكم كتاب الله سبحانه وتعالى لمن تفرغ له لا تظن انه يحتاج الى وقت طويل في حفظه من وفقه الله سبحانه وتعالى احبتي ووضع برنامجا رصينا في طلب العلم فانه يستطيع ان ينجز كتاب الله سبحانه وتعالى حفظا في ستة او سبعة اشهر وهناك من يحتاج الى اقل من ذلك وهناك من يزيد عن ذلك. لكنه لا يحتاج الى مدة طويلة لمن اتقن البرنامج. لمن وضع خطة علمية رصينة لحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى. ويبقى عليك التفهم. نعم. يبقى عليك التفهم. التدبر والنظر كما سيأتي معنا في كلام بني جماعة لانه ماذا قال بعد ان قال ان يبتدي اولا بكتاب الله العزيز فيتقنه حفظا؟ قال ويجتهد على اتقان تفسيره وسائر علومه فانه اصل العلوم وامها واهمها ابن جماعة هنا احبتي يقول ويجتهد على اتقان تفسيره. هل الانشغال بتفسير القرآن يكون بعد الحفظ المباشر لكتاب الله سبحانه؟ ام هناك علوم الات لا تنفك؟ عن طالب العلم يحتاج الى اتقانها اولا قبل ان يدخل في التفسير اقول احبتي هناك نوعان من التفسير ان كان ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه يقصد التفسير الاجمالي للنص القرآني فهذا نعم لابد وان تأخذ فيه بيداية حياتك العلمية كتابا مختصرا في تفسير القرآن الكريم. تبدأ تنظر فيه وتتفهم المعاني الجملية لايات الله سبحانه. حتى لا تجد سنوات طوال وانت تقرأ كلام الله سبحانه وتعالى من دون ان تعقله. فهذا التفسير الاجمالي لكتاب الله سبحانه لابد وان يكون ايضا من بداية واما التفسير المتخصص المتعمق لكتاب الله فهذا لا يكون الا لمن اتقن جل علوم الالات. لمن اتقن النحو ترفع والبلاغة واشدد على البلاغة واتقن الفقه واصول الفقه لان كتاب الله سبحانه وتعالى من يقرأ في كل كتب التفاسير المعمقة يجدها اما تفسير متعمق في علوم البيان واللغة والبلاغة او تفسير متعمق في جوانب الفقه وما يستنبط من الايات من احكام او تفسير يجمع كل هذه الامور مع الاحاديث النبوية فالامور في الحقيقة في الكتب المعمقة ليست بتلك الامور السهلة التي يمكن ان يقف عليها الانسان في بداية حياته العلمية. فعلوم التفسير نحن نصنفها من علوم قاصد التي يحتاج طالب العلم الى ان يقدم قبلها شيئا من علوم الالات ضبطا واتقانه حتى يتسنى له التخصص في تفسير كتاب الله لذلك كلامي من جماعة علينا ان نفهمه في سياقه قوله ويجتهد على اتقان تفسيره نقود التفسير المجمل. واما اذا قصد ابن جماعة التفسير المتخصص فهذا يمكن ان يكون في بداية حياة طالب العلم قبل ان يتقن كثيرا من علوم الالات. ربما الفترة الزمنية التي عاش فيها ابن جماعة يعني تختلف عن فترتنا الزمنية هذا امر اخر لكن المهم ان كل العلماء متفقون على ان بداية الطالب التخصصية في التفسير لا تكون الا بعد الاتقان لعلوم بعض الطلبة يأتيني يقول يا شيخ انا اريد اتخصص في التفسير في الجامعة في الماجستير او في الدكتوراه. اقول له يا شيخ ماذا درست في علوم الالات؟ فاذا هو ضعيف في النحو ضعيف في الصرف ضعيف في البلاغة لم يتقن مذاهب اهل العلم في الفقه. ليس لديه اطلاع على الاصول ما عنده دراية بعلم الرجال ومصطلح الحديث. اقول له كيف تتعمق وفي التفسير وكيف تتخصص في شيئا وانت تفقد كل الالاته ولا تملك شيئا منها. احبتي احذروا من التخصص الموهوم لانه يخرج لنا للاسف اساتذة ودكاترة واناس يتصدرون بنصف علم وبربع علم وبخمس علم. لا يخرج لنا عالما حقيقا مفسرا ربانيا يعني انظروا الان كم عدد الذين يتخرجون من تخصصات التفسير في جامعاتنا في هذه البلاد وفي غيرها كثر لكن من منهم تجده متقنا متفننا عاقلا لتفسير كلام الله متعمقا في معانيه لا تكاد تجد الا النذر اليسير اليسير اليسير والسبب في ذلك ان دراسة التفسير ليست هي مجرد مجرد علم مستقل منفك عن باقي العلوم الشرعية تستطيع ان تلج فيه وحدك. التفسير علم ينبني على كثير من علوم الالات فاياك ان يوهمك احد انه يمكنك ان تلد في علوم التفسير وتبدأ القراءة في تفسير الزمخشري وتتعمق في القرطبي وتدخل في ابن جرير الطبري وتقف على كلامه النسفي البغاوي وغيرهم من علماء التفسير الكبار قبل ان تكون متقنا لعلوم الالات بدرجة جيدة جدا. اذا ابن جماعة يقول القرآن اصل العلوم ام العلوم فعليك ان تبتدئ به في بداية رحلتك العلمية. اياك ان تنشغل عنه بسواه الانباء طلبة العلم يقول يا شيخ انا انسان تقدم بي العمر. وان تطلب مني ان احفظ الان القرآن ربما هناك ضعف في الذاكرة. قد يكون عمره في الاربعين او في الخمسين هذا لا يمنع من حفظ كتاب الله وكثيرا ما رأينا اناس في الستين وفي السبعين حفظوا لكن ربما هذا الشخص قصرت همته عن حفظ كتاب الله فيقول اذا يا شيخ لا اطلب العلم ابدا وابقى على جهلي اقول اذا مضى بك قافلة الحياة مرت بك قافلة الحياة وصارت بك مضاعفة قدرتك على الحفظ لكتاب الله سبحانه وتعالى في هذه الحالة لا نقول لك اياك ان تطلب العلم لكن نقول لك اياك ان تترك كتاب الله نعم قد تشرع في بعض العلوم الشرعية لتعرف فقه الحياة. فقه العبادة فقه الاعتقاد فقه الاخلاق. قد تشارك في بعض الدورات لكن حتى لو لم وعلى حفظ كتاب الله اياك ان تتركه في يوم من ايام الحياة فهو رفيق الدرب الى الله سبحانه وتعالى نعم يمكن بعض طالبة العلم عنده قدرة ان يجمع بين ورد قرآني يحفظه يقول للشيخ عن مثلا ان اعطي القرآن في اليوم ثلاث اربع ساعات احفظ واعطي مثلا ساعة او ساعتين لقراءة متون او حفظ متون مختصرة. اقول ايضا لا حرج في ذلك بشرط ان تعطي كتاب الله سبحانه وتعالى الحظ الاكبر من عمرك ومن وقتك وان لا يكون ذلك يعني الا يكون شروعك في حفظ المتون سببا لتقصيرك في حفظ كتاب الله. اي يوم تجد هناك تعارض بين حفظ كتاب الله وحفظ المتون اترك واذهب الى كتاب الله سبحانه وتعالى فهو اساس الطريق. هذه القضية اظن انها وضحت لكم احبتي. ثم اذا انتهى الطالب من حفظ كتاب بالله سبحانه وتعالى انتقل ابن جماعة معه من الخطوة الثانية بسم الله قال من جماعة عليه رحمة الله قال ثم يحفظ في في كل فن مختصرا يجمع فيه بين طرفيه اي في بين طرفي هذا المختصر من الحديث وعلومه والاصلين اي اصول الفقه واصول الدين الاعتقاد اصول الدين هي الاعتقاد والنحو والتصريف. المهم يقول لك ابن جماعة يعني هذا كلام مجمل انا سادخل في شيء من تفصيله. يقول اذا انتهيت من كتاب الله سبحانه وتعالى انتقل بعد ذلك الى رسم خطتك العلمية في التدرج المنهجي ابدأ في رسم هذه الخطة. هل انا طالب علم سارسمها؟ كلا اياك اذهب الى شيخ متقن متفنن خبير وقف على بطون الكتب وقرأ كثيرا من الفنون الشرعية وتضلع بها. اذهب الى هذا الشيخ وقل له يا شيخ اطلب منك ان المنهج الذي ساسير عليه في حياتي العلمية. الامام الزرنوجي احبتي في تعليم المتعلم طريقة التعلم يقول كان الطلبة قديما يذهبون الى اساتذتهم ليضعوا لهم الخطط والبرامج فيفلحون. واما في ايامنا ايام الزنوجي في القرن الثامن الهجري. فانهم يضعون الخطط والبرامج انفسهم فلا يفلحون. يعني كلام قريب من هذا. وهذا الكلام صحيح. في ايامنا احبتي من تعاملي مع كثير من طلبة العلم تجد طالب العلم يريد ان يسلك وحده هذا الطريق. ويختار المتون التي يحفظها او يشرع في دراستها على خاطره كيفما شاء ويظن من نفسه المقدرة على تحديد المتن الانفع. فيضيع العمر وتجد هذا الطالب ينتقل من كتاب الى كتاب ومن شيخ الى شيخ. ولا يضبط علما ولا يحصل فهم وتجده بعد خمس او ست سنوات يقول يا شيخ انا لم احصل من حياتي العلمية شيء. اقول السبب انك لم تأخذ بهذه النصيحة في حياتك العلمية اياك ان تسلك هذا الطريق وحدك. عليك ان تبحث عن شيخ متقن متفنن تقول له يا شيخ انت حفظت وقرأت ودرست واطلعت على العلوم واحذر لان هناك من يتظاهر بانه قرأ في العلوم او يتظاهر بانه عالم وهو ليس كذلك. وهو لم يفني ساعات العمر في القراءة والاطلاع. وهو لم يحرص الا على قراءته الجامعية حتى ترقى في درجات المناصب واصبح على كرسي لكنه لا خبرة له لا بالمتون ولا بحفظ الالفيات ولا بحفظ الاحاديث ولا بحفظ المختصرات ما اشتغل بكلام السلف ما وقف على كتب التراث فهذا اياك واياك ان تطلب منه النصيحة. هذا يمكن ان تسأله عن شيء من ثقافتك الشرعية. واما ان تسأله وضع خطة علمية فالخطة العلمية يجب ان تكون خطة موضوعة بعناية من قبل نحرير فاهم عاقل مدرك لطبيعة طلب العلم وما هو منهج؟ طلب العلم الصحيح. مدرك للمصنفات كيف الترقي بها؟ وكيف تبنى على بعضها؟ ومدرك لكيفية ارتباط العلوم لا يصلح ان يضع لك خطة علمية. شخص يقول لك انا لا اعرف الا في التفسير. لا يصلح ان يعطيك خطة علمية شخص يقول لك انا لا اعرف الا في الفقه. لابد الذي الخطة العلمية المتقنة التي ستسير عليها في حياتك شخص يقول لك انا اطلعت على هذا وهذا. قرأت في النحو والصرف والبلاغة ونظرت في المنطق في اصول الفقه. وقفت على الاعتقاد وعلى الفقه ودخلت في علوم التفسير. فعرفت مداركها وعرفت مصنفاتها وامهات الكتب التي تربى عليها العلماء فها انا اقدمها بين يديك وارتبها لك ترتيبا متقنا رصينا تسير عليها في حياتك. نعم هذا يمكن ان يضع لك شيئا به. واما من سواه فانه وهذا كثير ما وجدته في حياتي العلمية. كثير ما تستشير اناس يقول لك اقرأ هذا او افعل هذا فتجده بعد ذلك اخفاقا بسبب انك استشرت شخصا ليس مؤهلا لان يضع لك الكتاب المناسب بعض طلبة العلم يستشيرون اناس فيقولون لهم احفظوا الفية ابن مالك هذا الشخص الذي نصح بحفظه الفيت ابن مالك هو بنفسه لا يحفظ هذه الالفية. او يقول لك احفظ عقود الجمال للسيوطي او احفظ الفية العراق او اقرأ اه في كتاب كذا وكذا او اقرأ في كتاب كذا وكذا فاذا بك لو نظرت في حال هذا الناصح اذا هو نفسك لم يقرأ هذه الكتب ولم يعايشها ولم يعرف حقيقة ما فيها من المعلومات وما حوته آآ من المدركات فيضع هذا الكتاب بين يدي طالب علم مبتدأ فيهلكه. لان هذا طالب العلم المبتدئ ما زال غضا لا يقوى على قراءة الالفية ولا النظر في مطولات كتب العلم ولا يصلح له هذا المثل وانما هذا يسبقه متن اخر وعلم اخر عندما تكون هناك فوضى علمية في ذهن هذا الناصح فانها فانه سينقلها الى هذا الطالب المسكين. هذا الطالب المسكين لانه يحسن الظن في هذا الناصح سيتلقى هذه الفوضى العلمية من شيخه ويسير عليها. فيبقى طالب العلم يسير في دوامة مغلقة لا يصل الى شيء ويقول لك لماذا لم اصل الى شيء؟ الم استنصح شيخي؟ اقول لك لقد اخفقت في وضع الخطة العلمية واخفقت في اختيار الشخص المناسب المعايير صحيح انتبهوا لها لاننا في زمن فقدت فيه المعايير او تكاد تنطمس. وهذا ابلغكم به ومعذرة الى ربكم. انا ابين لاحبتي من طلبة العلم ان هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم احبتي نحن اليوم نعيش فوضى علمية نعيش تشتت معرفي نعيش ضياع نعيش اه عصر المتشبعين بما لم يعطوا. نعيش عصر للأسف كثير من طلبة العلم ظن ان العلم بالترقي في الدرجات والمناصب. وانما العلم بالجلوس بين يدي الاشياخ الكبار وحفظ المصنفات سهر الليالي ومعاناة كتب اهل العلم فهذه نصيحة اقدمها لكم الله الله في اختياركم للخطة العلمية. الله الله في اختياركم للمعلم الناصح. اتعبوا نعم اتعبوا واجتهدوا في البحث ولا تستعجلوا الانسان لو انه انفق جزءا كبيرا من وقته في البحث عن الشيخ الناصح الصالح المتفنن المتبحر حتى لو جلس معك الامر سنة في النهاية وفقت الى هذا الشخص المناسب صدقني سترتاح في حياتك العلمية وستنجز في وقت قصير. ومتى فقدت الشيخ الناصح المتبحر المتقن وذهبت الى فتات العلم تبحث عنه صدقني ستضيع عمرك وانت من هنا الى هنا ومن كتاب لا يصلح الى كتاب الله يصلح فهذه نصيحة اقدمها لاحبائي بعد كتاب الله تذهب الى شيخ ناصح صدوق فيضع لك برنامجا علميا متقنا في حفظ المختصرات والانتقال بينها والانتقال بينها بسم الله قال ثم يحفظ في كل فن مختصرة يجمع فيه من الحديث وعلومه والاصلين والنحو والصرف الكتب التي ستحفظها وستشرع فيها يا طالب العلم كتب متنوعة. في بداية طلبك للعلم لا يصلح في بداية طلبك ان تتعمق في النهاية او الى النهاية في فن من الفنون. لا يصلح ان تتعمق الى النهاية في الاعتقاد. لا يصلح ان تتعمق الى النهاية في الفقه. لا يصلح ان تتعمق الى النهاية في اصول الفقه الى النهاية في النحو كلا. لابد ان تبدأ بعملية تركيبية للعلوم الشرعية. مع بعضها البعض لتكتمل الصورة لديك لا بد تبدأ بعملية تركيبية متقنة للعلوم الشرعية والانتقال من مصنف الى المصنف المناسب بعده حتى تصل الى اكتمال لديك الى اكتمال البناء العلمي لديك ثم بعد ذلك تتخصص في شيء من علوم الشريعة فكل انسان منا في النهاية يميل اما الى فقه او الاعتقاد او الى اصول الفقه او الى تفسير لكن هذا الميل هي المرحلة النهائية في حياة طالب العلم وليس المرحلة الابتدائية في بدايته طلبك وحفظك للمختصرات ستبدأ في حفظ مختصر في النحو ثم تنتقل الى مختصر في الصرف حتى تتقن شيئا من العلوم اللغوية ثم تنتقل الى مختصر في اصول الفقه ومختصر في المنطق. لان المنطق دخل في كل كتب اهل العلم المتأخرة تقريبا. جل اهل العلم ممن كتب في الاعتقاد او التفسير او البلاغة اللغة العلمية اصبحت مدموجة بمصطلحات المناطق. فلابد من شيء فيه. لا يشترط ان تكون منطقيا لكن لابد من شيء فيه فتدرس كما قلنا متن مختصر في النحو ثم تبني عليه شيئا مختصرا في الصرف. ثم تبني شيئا مختصرا في المنطق مع شيء مختصر في اصول الفقه. ثم تبدأ في دراسة متن فقهي على مذهب معين. المذهب الذي كانت الظروف مواتية لدراسته كل مذهب من المذاهب الاربعة مذهب مقدر فيه خير ونفع وصلاح اخترت الحنفية او المالكية او الشافعية او الحنبلية كل هذه المذاهب بل حتى ظاهرية لمن اراد ان يقتحمها من اهل ديارها. المهم اذا اخذت كمذهبا من مذاهب اهل السنة التي وضحت اصولها واتبعته وانتقلت فيه خطوة خطوة ثم بعد ذلك اخذت شيئا في علوم التزكية والسلوك ثم انتقلت الى مستوى ثان فبدأت في مستوى اعلى في النحو ومستوى اعلن اه في اصول الفقه وبدأت تدرس متنا مختصرا في الاعتقاد ثم تضيف اليه سيرة محمد صلى الله عليه وسلم. فتبدأ القراءة والاطلاع فيها. ثم تعيد قراءة متن فقهي اخر. وهكذا خطوة بعدها خطوة خطوة بعدها خطوة. وفي كل مرحلة تسأل الشيخ يا شيخ انا اضع قدمي في الاتجاه الصحيح. قدمي وضعت في المكان الصحيح انتبه حتى لا تضع القدم في المكان الخاطئ فتزل. ويضيع جزء من وقتك. طبعا قضية القراءة العامة والمطولات هذه ساتطرق اليها في موضعها باذن الله قال ولا يشتغل بذلك كله. الان هو قال ثم يحفظ في كل فن مختصرا يجمع فيه من الحديث وعلومه والاصلين والنحو والصرف. لكن ابن جماعة انسان منتبه متيقن. يقول لك وانت تحفظ هذه المختصرات وهذه المتون. اياك ان تشغلك عن الكتاب الاول الذي حفظته الا وهو كتاب الله سبحانه فان رحلة الحياة مع هذا الكتاب يقول لك ابن جماعة ولا يشتغل بذلك كله عن دراسة القرآن تعهده تعاهد القرآن احبتي لا يقبل من طالب العلم ان يمر عليه يوم من دون ان يقرأ وردا له في كتاب الله سبحانه وتعالى. هذا غير مقبول ابدا الا في انشغالات الحياة القاهرة جدا جدا. يعني استثناءات ضرورة حياتية منعتك ان تقرأ هذا اليوم لكن البرنامج الدائم المستمر الذي لا محيد عنه ولا مناص منه وهو ان كل اليوم هناك جلسة او جلسة مع كتاب الله سبحانه. الجلسة مصدرها هي اول جلسة مصدر مرة. وانا افضل ان تكون جلسة. ان تكون هناك جلسة مع كتاب الله سبحانه وتعالى تنظر وتتأمل وتحفظ وتراجع او تقف على شيء من تفسيره المهم هناك رحلة يومية مع القرآن قال ولا يشتغل بذلك كله عن دراسة القرآن وتعهده وملازمة ورد منه كل يوم او ايام او جمعة. ظاهر عبارتي بالجماعة انه يسمح لك ان يكون وردك من القرآن كل مجموعة ايام او كل جمعة. ولا ادري ان هو فعلا يعني يريد ذلك ويحسن ذلك لكنني اقول لا يصلح لطالب العلم الا ان يقرأ القرآن في كل يوم في كل يوم في كل يوم قال كما تقدم وليحذر من نسيانه بعد حفظه الله الله الله في كتاب الله سبحانه وتعالى. احذروا احبتي من نسيانه بعد حفظه. لو نسيتم كل المتور وكل المطولات لا اشكال. لكن اياكم ان تنسوا كتاب الله سبحانه وتعالى. قال وليحذر من نسيانه بعد حفظه فقد ورد فيه احاديث تزجر عنه قال ويشتغل بشرح تلك المحفوظات على المشايخ بسم الله. يقول لكم ابن جماعة رحمة الله عليه بعد ان تحفظوا المختصرات في كل فن على يد شيخه بل هو ليس بعد ان تحفظه. هو في الحقيقة اثناء حفظ المختصرات. طيب الله اكبر الله اكبر نكمل بعد الاذان والصلاة باذن الواحد الاحد. فانتظرونا نعود احبتي لما شرعنا فيه من كلام ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه نعود احبتي للمبحث الذي شرعنا فيه من كلام ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه في النووي الاول من اداب طالب العلم في درسه وحلقته وصلنا الى كلام ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه عن كيفية التعامل مع المحفوظات وقال من جماعة اقرأ كلام من جماعة مرة اخرى ثم اعلق عليه قال ويشتغل بشرح تلك المحفوظات على المشايخ الان احبتي هذه المحفوظات التي حفظتها من المختصرات كل كتاب تحفظه عليك ان تستشرحه على شيخ متقن فانت مثلا حفظت في النحو الاجرومية ابتدأت بها عليك ان تستشرحها على شيخ متقن ودرست لهم المقصود في علم الصرف ايضا عليك ان تستشرحه وتعرضه على شيخ متقن. وقل ذلك في سائر المتون التي تدرسها من المتون المختصرة او المتون اولا فينبغي لطالب العلم ان يدرس ويقف على معاني كل ما يدرسه والمتون الاساسية التي تدرسها يا طالب العلم هي اساس العلم في حياتك العلمية هي الاساس الذي ستبني عليه لذلك دائما احث احبتي الطلبة على ضبط اساس العلم. اساس العلم هي المتون والكتب والمصنفات المختصرة التي ينطلق منها طالب العلم في بنائه المنهجي. ففي الاجرومية ففي النحو الاجرومية وفي المقصود وفي البلاغة مئة المعاني والبيان وفي الاعتقاد لمعة الاعتقاد وفي المذهب تختار متنا مختصرا حسب المذهب الذي تعتقد يعني تدرسه وفي اصول الفقه ايضا ربما النجم الصغير او النظم الورقات وفي المنطق السلم المنورة. وفي السيرة النبوية الارجوزة المائية وفي مصطلح الحديث نخبة الفكر. كل هذه المتون تسمى اساس البناء اساس البناء المنهجي لطالب العلم. هذه مدن تحفظ وتستشرح ويعيد الطالب المرور عليها. لذلك كان شيخنا صالح العصيمي حفظه الله تعالى اثناء اقامتنا في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما والى الان ما زال على هذه السنة التي اتبعها في كل اه اجازة فصلية يقوم بدورة تسمى دورة في اه المرور على مهمات العلم بكل سنة يمرر طلبة العلم على المتون الاساسية التي درسوها في بداية حياتهم العلمية. لا بد كل سنة تمر على هذه المتون اذا كنت طالب علم تمر عليها مراجعة وحفظا. واذا كنت مدرسا تستشرحها لطلابك. المهم ان تبقى على تواصل مع اساس العلم يا احبتي هذه المصنفات الاساسية هي التي تجعلك تصبح طالب علم متين في المستقبل. بعض طالبة العلم ربما يزهد في الاجرومية او النظم المقصود او النظم الصغير او بالورقات او دمعة الاعتقاد او نخبة الفكرة ويقول هذه متون مختصرة. صدقوني احبتي هذه المتون المختصرة هي التي ستبقى معكم في حياتكم العلمية راسخة في اذهانكم. اذا حفظتموها جيدا اذا استشرحتموها على شيخ متقن. وجلستم معها فترة مهمة وجيدة في حياتكم ستبقى وقودا لكم في بناء اي منهجية علمية في المستقبل. ستبنون عليها في النحو انت ستبني قطر الندى يعني الاجرومية وفي الصارف انت ستبني شافية من الحاجب ولا ميت الافعال على نظم المقصود. وفي اصول الفقه كل المتون والمصنفات المطولة ستبنيها على المبتدأ الذي شرعت فيه وقل ذلك في الفقه وفي السيرة وفي الاعتقاد الى كل يعني جميع العلوم هي تبنى بهذه الطريقة. هناك متون اساسية تسمى مأساس العلم يربطها الطالب يحكمها ثم ينتقل بعد ذلك الى المرحلة المتوسطة في دراسة العلوم ثم ينتقل بعد ذلك الى المرحلة الختامية فاذا بمن جماعة يقول ويشتغل بشرح تلك المحفوظات عن المشايخ. وليحذر من الاعتماد في ذلك على الكتب ابتداء. بعض طلبة العلم وبعض البرامج العلمية المطروحة الان في الساحة تعتمد ان يقرأ طالب العلم الشرح وحده على الكتاب. او على المتن الذي سيحفظه. وهذا خطأ علمي طالب العلم في فترة التأسيس لا يصلح ان يقرأ وحده الشرح على الكتاب والمصنف الذي حفظه. لابد الورقات تسمع شرحها على شيخ لابد الاجرومية تسمع شرحها على شيخ لابد من المقصود تسمع شرحه على شيخ وهكذا لا بد مائة المعاني تسمعها على شيخ. اياك ان تبتدئ في هذا الطريق وحدك وان تسمع عفوا وان تقرأ الشروح وحدك. الشيخ سواء كان شيخ حاضر بين يديك او على اليوتيوب او الوسائل الحديثة الشيخ يشرح الكلمة ويبسطها فتفهمها جيدا. انت اذا قرأت وعدك من الشروع قد تفهم الجملة بشكل خاطئ ولا تعي حيثيات فاياك ان تمتلئ وحدك هذا خطأ منهجي ستدفع ثمنه في مستقبل حياتك العلمية قال بل يعتمد في كل فن بل يعتمد في كل فن من هو احسن تعليما له واكثر تحقيقا فيه وتحصيلا منه. واخبرهم بالكتاب الذي قرأه وذاك بعد مراعاة الصفات المقدمة من الدين والصلاح والشفقة وغيرها. اي يقول لك ابن جماعة في كل كتاب تستشرح عليك ان تنظر من هو الشيخ المتقن في هذا الباب وفي هذا العلم ابدأ اقرأ هذا الشرح عليه واسمع الشرح منه بعد مراعاة الصفات المتقدمة من ان يكون هذا الشيخ من اهل الدين والصلاح وتقوى الله سبحانه وتعالى. فانت عليك ان تنظر في الشخص الذي ستقرأ الكتاب عليه ان يكون مؤهلا لشرح هذا الكتاب قال فان كان شيخه لا يجد من قراءته وشرحه على غيره معه فلا بأس بذلك والا راعى قلب شيخه ان كان ارجاهم نفعا يعني اذا كان الطالب والله اعلم الذي يريد من جماعة ان يقوله ان ان الطالب اذا استطاع ان يستشرح هذا المتن على عدة من الشيوخ المتقنين فلا بأس بذلك لكن عليه ان ينتبه ان يكون الشيخ الانفع الاعلم الذي تبناه لشرح هذا الكتاب لا ينزعج اذا عرف ان هذا الطالب يستشرح هذا على اكثر من شيخ لانه بعض الشيوخ يعني في النهاية هناك بعض الامور النفسية التي نقول يصعب ان يصل الشيخ فيها لدرجة الكمال. الانسان اذا شعر ان هذا الطالب معه ويقرأ عليه هذا الكتاب ثم عرف ان هذا الطالب في نفس الوقت يقرأ هذا الكتاب على شيخ اخر ربما يدخل نفس الشيخ يعني شيء وفي النهاية الشيخ بشر وانت لا تتعامل مع انسان وصل الى درجة الكمال. لا تظن فيه انه درجة الكمال المطلق. بل لربما يختلج نفسه ما يختلج نفوس يتضايق ينزعج لماذا هذا الطالب يفعل كذا؟ هل معقول اننا المعلومات التي امنحها اليه غير واضحة او يشعر بالضعف؟ المهم عليك ان تراعي قلب شيخ اذا وجدت شيخا متقنا فبدأتها تستشرح الكتاب عليه اهتم بهذا الشيخ ان كان الشيخ يسمح لك ان تقرأ هذا الكتاب على غيره اقرأ على غيره ان وجدت ان هذا الشيخ سينقبض قلبك في حال ان قرأت الكتاب على غيره تقتصر عليه فانه انفع لك وانفع لقلب الشيخ واخباره عليك. قال لان ذلك انفع له لان ذلك انفع له واجمع لقلبه علي انا اجمع لقلب الشيخ علي الشيخ اذا شعر انك اعطيته كليتك سيعطيه سيعطيك كل ما عنده. اذا شعر انك تتنقل ربما هذا يؤثر في اقباله عليك وفي اعطائه لك. قالوا بل يأخذ من الحفظ والشرح ما يمكنه ويطيقه حاله ويطيقه حاله وليأخذ من العبد والشرح ما يمكنه يضيقه حاله من غير اكثار يمل ولا تقصير يخل بجودة التحصيل هنا قاعدة جيدة يقول لك بالجماعة الحفظ والاستشراع على الشيوخ يكون معتدلا. خذ منه بقدر طاقتك. والناس تتفاوت في طاقتها في الاخذ هناك من يستطيع ان يحفظ الالفيات ويقتحم هذه الابواب. وهناك من طاقته ان يقف على اساس العلم ولا يستطيع ان يكمل المشوار. الظروف بيئة المهم قدراته العقلية قدراته الحفظية. فهنا يقول لك ابن جماعة خذ ما تطيق من الحفظ والشرح على الشيوخ من غير اكثار يمل يعني ما في داعي للاكثار الزائد عن حده لان بعض الطلبة تجده يحفظ في الفن الواحد من ثلاث الى اربع الفيات. وهذا في الحقيقة لو صرف جهده وطاقته في استشراح الكتب وقراءة المطولات افضل من ان يحفظ اكثر من منظومة تؤدي كلها نفس الغرض. فانت في اصول تستطيع ان تضبط اصول الفقه من خلال حفظ الفية واحدة كالكوكب الساطع. فما الفائدة من ان تحفظ الكوكب الساطع ومراق الصعود ومرتقى الوصول وغيرها اذا كان الكل يصب في اتجاه واحد ويعطي تقريبا معلومات متقاربة. انت تذهب الى المتن الاوسع الاشمل منها كالكوكب الساطع تحفظ واما الالفيات الاخرى الموازية له او الاقل من لا يوجد هناك مبرر في حفظها. بل الاصل ان تهتم اما بقراءة شرح عليها سريع حتى تعرف مقاصدها ثم تنتقل بعد ذلك الى المطولات والى الكتب الكبرى. ولا تستنزف طاقتك الذهنية في حفظ في اعادة حفظ محفوظ. وفي تكرار حفظ منظومات انت في الحقيقة تحفظها بكتاب اخر. فهذا امر مهم فالاكثار الذي لا معنى له. في الحقيقة قد يكون خطأ منهجيا الاكثار الذي لا داعي له قد يكون قطعا منهجيا. وفي نفس الوقت التقصير المخل يضيع عليك العلم. لان بعض طلبة العلم يظن انه لا داعي لحفظ آآ الالفيات في العلوم الشرعية لا داعي لحفظ الفية ابن ما لك. لا داعي لحفظ الفية في اصول الفقه. لا داعي لحفظ الفية مثلا في مصطلح الحديث او ومثلا في علوم البلاغة يعني ما هو الداعي لحفظ المطولات في العلوم الشرعية؟ بل اقول هناك داعي. هناك داعي لان هذه المطولات لك مسائل العلم في كتاب واحد. مسائل العلم التي ستمر بك في المستقبل. وانت تقرأ في مثلا ثنايا اصول الفقه. اي كتاب اصولي ستقرأ اذا كنت انت حفظت الفية في اصول الفقه تستطيع ان تقتحم كتب الاصول بكل جرأة وبكل قوة. اما طالب اقتصر فقط على حفظ نظم الورقات حينما يتعامل مع الكتب المطولة في اصول الفقه سيجد مشاكل وان هناك كثير من المسائل بعيدة عن الذهن وقل ذلك مثلا في النحو. الطالب الذي حفظ الفية ابن مالك وعرف مقاصدها يستطيع ان يتعامل مع كتب اهل العلم المطولة في النحو. لكن طالب اقتصر على الاجرومية سيجد فجوة كبيرة في بنائه ولن يستطيع ان يقتحم كتب اهل العلم الكبار في النحو وقل ذلك في سائر الابواب. فالحفظ يجب ان يكون نعم باعتدال لكن عليك ان تقتحم الكتب الكبار في الحفظ حتى يكون لك شأن في المستقبل باذن الله الان احبتي انتقل الى الموضوع الثاني. الموضوع الثاني الذي شرع فيه ابن جماعة رحمة الله عليه قال ان يحذر بابتدائي امره من الاشتغال في الاختلاف بين العلماء او بين الناس مطلقا في العقليات وفي السمعيات قال فانه يحير الذهن ويدهش العقل هنا في الحقيقة ابن جماعة تطرق الى موضوع خطير جدا وموضوع للاسف نعاني منه اليوم في الدراسات الاكاديمية وهو من اكبر مظاهر الفشل العلمي والفوضى العلمية في في كثير من الجامعات الاكاديمية والمعاهد التعليمية هذا الاخفاق وهذا الفشل يكون في ماذا؟ في شيء ذكره ابن جماعة ان الطالب المبتدأ يبدأ يدرس مسائل الخلاف سواء في الفقه وهذا ابرز ما وجدته في جامعاتنا المعاصرة انهم يبدأون مع الطالب المبتدئ الذي قرع باب العلم الان يبدأون معه بقرع ابواب الخلاف الفقهي. فاذا درسوه مسائل العبادات او مسائل المعاملات او المناكحات او الجنايات بدأوا معه بذكر الخلاف بين المذاهب. وقال الشافعية وقال الحنفية ثم المحاضر يبدأ يرجح لهم وينصب نفسه آآ منصب هؤلاء الائمة الكبار ليرجح بينهم وان كانوا وفي الحقيقة ليس مؤهلا لعملية الترجيح اصالة هذا احبتي صدقوني انه يدمر طالب العلم. انا لا اقول يضيع. اقول يدمر. يعني بعض الناس لو لم يطلب العلم ارجى وان فعله من لو دخل العلم بهذه المنهجية لانه بعض احبتنا يكون مثلا يصلي الصلاة على مذهب من المذاهب هو لا يعلمه. كان عاميا فيصلي على ما عرفه وتعلمه اذا دخل الى الماء جامعة وبدأ يدرس الدراسة الشرعية وجد المحاضر يعطيه اربعة او خمسة او ستة اقوال في المسألة الواحدة يبدأ هذا الطالب يفقد توازنه في كيفية الصلاة يبدأ يشعر بالشك في كل صلاة يصليها وفي كل وضوء يتوضأ وفي كل صيام يصومه لانه لا يعرف ما هي الاقوال آآ او ما هو القول الارجح من الاقوال وماذا يأخذ؟ واين ينتقل؟ فيضيع الطالب ويبدأ بشكوك ووساوس في حياته العلمية والعبادية. فلو بقي على عاميته لكان افضل له من اكبر المشاكل العلمية التي يجب ان يجتنبها طالب العلم في حياته طالب العلم المبتدئ انتبه ماذا اقول الان لك اذا وجدت شيخا يبدأ معك بذكر الخلاف الفقهي او يبدأ معك بذكر الخلاف العقدي العميق او يبدأ معك في النحو بكتب النحو التي تدرس مذاهب النحاة المختلفة. وكذلك يبدأ معك في اصول الفقه بتدريس اصول الفقه على المذاهب والاقوال المختلفة. فاحذره احذر هذا الشيخ واحذر هذا المنهج واذا اجبرت على السماع منه في الجامعة فما تسمعه من هنا حاول ان تنساه قدر الامكان كان واذهب الى شيخ يدرسك قولا واحدا اياك ستضيع حياتك العلمية. خد نصيحة مجربين خد نصيحة من مارس في اكثر من جامعة وفي اكثر من معهد وتعامل مع ورأى اخفاق الطلبة الذين يسيرون على هذا النهج صدقوني احبتي اي طالب بدأ حياته العلمية بفقه الخلاف اضاع نفسه وقد رأيت كثير من احبائنا ايام اقامتي في المدينة النبوية او في عمان او في غيرها من المناطق. كثير من طلبة العلم الذين تخرجوا من هذه الجامعات لم يتقنوا شيئا كانوا يدرسوننا في ايام الاقامة في المدينة المنورة في الجامعة الاسلامية بداية المجتهد وهذا كتاب بداية المجتهد لابن رشد كتاب يذكر الخلاف العالي بين الائمة الكبار في المسائل الفقهية فلا اذكر اني وجدت طالب علم في هذه الجامعة اتقن هذا الكتاب او خرج منه ضابطا لمسائل الفقه. كل من خرج وتعلم على هذا كتاب خرج مشتتا ضائعا تائها لا يعرف ما هو القول الذي يعتمده. فنحن كنا لا نعتمد ابدا على الجامعة في هذا ولم اكن ارعيه اهتمامي بل كنا نذهب الى مشايخنا ندرس مذهبا معينا. لاننا ندرك ان دراسة الخلاف في بداية التعلم اضاعة للعقل تشتيت للذهن تشتيت للخاطر ويذهب معك العلم ولا تضبط اي قول من هذه الاقوال. لذلك انظروا كيف كان السلف يتعلمون احبتي. هنا نقف على طلب العلم عند السلف الصالح. يقول لك ابن جماعة احذر من دراسة الخلاف في بداية طلبك للعلم فهذه قضية مهمة جدا احبتي في الدراسات الاكاديمية الجامعية نعم للاسف انها كثير سواء في هذا البلد وفي غيرها من البلدان يبدأون مع الطلبة بدراسة الخلافة فقه العقوبات بتدرسوا عالمذاهب الاربعة. فقه العبادات عن المذاهب الاربعة. او المعاملات وهذا لا يصلح ولا يربي طالب علم انت حينما تنهي الفصل الدراسي ستنسى كل ما اخذته. وستبدأ تضيع وتبقى ذكريات ان هناك قول لربما لفلان وقول لفلان وهذا ليس بعلم هذا التشكيك معرفي هذه فوضى علمية نحياها اليوم في جامعاتنا وفي معاهدنا وهي من اهم الاسباب في عدم اخراج جامعة علماء كبار عدم اخراج ائمة يقودون هذه الامة لانه عندنا ضعف علمي في مخرجاتنا العلمية. نحن لا نخرج طالب علم متقن نحن نخرج انسان مثقف انسان عنده معلومات مشتتة انسان يعاني من فوضى علمية. هذا ما تخرجه الجامعات. نحن نريد ان نخرج علماء وهذا لا يكون الا باتباع منهج السلف الصالح في التعلم. ابن جماعة يصرح بكل وضوح ان يحذر في ابتداء امره من الاشتغال في الاختلاف بين العلماء او بين الناس مطلقا سواء في مسائل العقليات او في مسائل السمعيات. العلوم العقلية او العلوم النقلية قال فانه يحير الذهن. اسمعوا ماذا يقول ايها الاحبة. قال فانه يحير الذهن يشبه فهمك تضيع بين هذه الاقوال انت مبتدئ ما زلت في خطواتك الاولى فاذا الشيخ يعطيك خمس الى ست اقوال في مسألة واحدة كيف تضبط العلم قال ويدهش العقل يعني تقف مدهوشا لا تعرف ماذا تفعل ازاء هذه الخلافات. قال بل يتقن اولا كتابا واحدا في فن واحد او كتبا في فنون ان كان يحتمل ذلك على طريقة واحدة يعني على قول واحد يرتضيها له شيخه. يعني اذا الطريقة الصحيحة في الطلب ان تأخذ الكتب التي تذكر لك قولا واحدا. ففي النحو تأخذ كتابا كالاجرومية. يذكر لك قولا واحدا في المسألة وفي اصول الفقه كذلك تأخذ كتابا واحدا يذكر لك قولا واحدا وفي الفقه وهنا احذر في الفقه اياك يا طالب العلم ان تتجاسر وتظن في نفسك انك تستطيع ان تقرأ كتب الخلاف العالي وتضبطها. هذا حمق طالب العلم العاقل يبتدأ بدراسة مذهب واما ما يسمى اليوم ان الطالب يذهب الى بلوغ المرار او كتب الاحاديث ويبدأ يقرأ كلام اهل العلم وفتاويهم ثم يأخذ منها الفتوى التي يختارها هذا حمق وسفه. ليست طريقة اهل العلم هكذا احبتي عبر القرون. لا يوجد شيء يسمى ان تذهب الى كتب وانت مبتدأ وتذهب تأخذ القول الراجح من اقوال اهل العلم فيها. اي قول راجح يا رجل هذه كتب كتب الترجيح وكتب شروح الاحاديث التي تذكر الاقوال الفقهية انما تحتاج في مرحلة متقدمة حينما تكون الفقه على مذهب معين ثم عرفت المذهب الاخر والثالث والرابع عرفت اقوال اهل العلم بشكل منضبط عرفت الادلة التي استدلوا بها بعد ذلك انتقل لكتب الترجيح ورجح كما شئت. اما وانت في بداية مسيرك اياك ان ترتكب هذه الخطوة التي قد تكون سبب في نهاية حياتك العلمية انك تذهب الى كتب الخلاف العالي وتبدأ بقراءتها. كما قال ابن جماعة اذا كان الله اتاك قدرة ذهنية جيدة اجمع بين اكثر من هذه مسألة يسأل عنها بعض طلبة العلم انه يا شيخ هل تنصح بان الطالب يدرس اكثر من فن او يدرس فنا واحدا في المرة الواحدة يعني هل اشرع في الاجرومية وانهيها ثم اشرع في الصرف وانهيه ثم ادرس مد كتابا بعد اخر او يمكن ان اجمع بين دراسة اكثر من فن في الواحدة. هنا اقول احبتي هذه مسألة تحتاج الى تفصيل اه الشيخ الماهر المتقن يضع لطلابه خطة يمكن ان يدرسوا فيها اكثر من فن في وقت واحد. لكن الفنون التي يدرسونها في وقت واحد لا ينبني بعضها على بعض ابتداء. كيف يعني؟ يعني مثلا يمكن ان يدرس الطالب متنا مبتدأ في النحو الهجرمية ومتنا مبتدأ في مثلا اه المنطق او متنا مبتدئا في مصطلح الحديث او متنا مبتدأ في السيرة. يمكن لانه لا يوجد بناء هنا ابتداء يتعلق بين هذا وهذا. فيمكن اذا الطالب ان يدرس اكثر من متن ابتداء واكثر من فن لكن بشرط ان تكون هذه الفنون غير متداخلة. وهذا لا يمنعه لك الا العالم المتقن الذي يدرك ما هي الكتب المتداخلة والتي تنبني على والكتب غير المتداخلة. فانتبهوا لهذه القضية رعاكم الله فالقضية اذا يمكن ادرس اكثر من فن يمكن اذا كان عندك قدرة. بعض طالبة العلم ضعيف ما عنده وقت او ضعيف قدرات الحفظ. هنا نقول له انتهي من متن واحد او كفن واحد اضبط الكتاب هذا ثم انتقل الى الكتاب الذي يليه. فهذا القضية تتعلق بشيخك. الشيخ هو الذي سيحدد مخدراتك على قراءة اكثر من كتاب وعدم قراءة اكثر من كتاب. لكن المهم والقاعدة التي لا تنخرم. اي فن ستشرع فيه تقرأ فيه كتاب من يمنحك قولا واحدا تحفظ هذا القول تتمناه ابتداء في المستقبل. اذا ظهر لك الخلاف خلاف هذا القول ما عندنا مشكلة لكن كعملية تعليمية منهجية دقيقة لا يجوز في بداية طلبك ان تقرأ كتابا يحتوي على اكثر من قول في المسألة تقرأ كتابا على قول واحد قول فان كانت قد اسمعوا الان ماذا يا ابن جماعة صارم في هذه القضية وانا مثل صارم وكل العلماء عندهم صرامة في هذه الجزئية. قال فان كانت طريقة شيخه نقل المذاهب والاختلاف ولم يكن له رأي واحد فان العلامة الغزالي ماذا قال؟ قال الغزالي فليحذر منه فان ضرره اكثر من نفعه. او فان ضرره اكثر من النفع به هذا ليس كلام هذا كلام الغزالي وهو من العلماء الكبار الذين جربوا العلوم وعاركوها في حياتهم. ماذا يقول لك الغزالي ان كان الشيخ ما عنده قول واحد بل دائما يطرح الخلاف المذهبي والاقوال الكثيرة قال لك الغزالي فليحذر منه فان ضرره اكثر من النفع به الغزالي يقول لك احذر من الشيخ الذي يعطيك اكثر من قول في المسألة ابتداء. الان احيانا بعض الشيوخ قد يعطي اقوال في المسألة عرضية ليست في صلب الدرس ما في مشكلة لكن الكلام عن الشيخ الذي ديدنه ان تكون مصنفاته التي يطرحها للطلبة هي المصنفات الخلافية. واذا ذكر للطلبة مسألة او سئل عنها يعطيهم خمسة اقوال. هذا الشيخ الغزالي يقول لكم احذروا منه. فان ضرره اكثر من نفقه. يا شيخ عنده علم حتى لو كان عنده علم. هو لا في الطريقة الصحيحة في التعامل مع هذا العلم. لا يستطيع ان يوصل العلم لك بالشكل الصحيح اللائق فلا يصلح ان يكون شيخا لك قال لن اطيل لكن اظن المعلومة وضحت لكم احبتي احذروا من الخلاف في بداية الطلب. قال وكذلك يحذر الان قضية اخرى في ابتداء طلبه من المطالعات في تفريق المصنفات مسألة اخرى في الحقيقة هذا فصل مهم جدا وغزير في قواعد طلب العلم ابن جماعة يقول لك ايضا مسألة يسألك عنها كثير من الطلبة. متى ابدأ يا شيخ في جرد المطولات كان بعض الطلبة الان اجده مشارك في برامج تهتم بجرد المطولات وهذا الطالب ما زال في بداية سيره. ما زال لم يتقن شيئا من علوم الالات في خطواته الاولى اقتحم برامج علمية على شبكات التواصل برامج جرد المطولات قراءة الكتب المطورة وهدف الحقيقة ليس نافعا لطالب العلم لان زهرة الشباب وعمر الشباب احبتي في العشرينات من اعماركم والثلاثينات. هذه هذه زهرة العمر يجب ان يستغلها طالب العلم في الاستكثار من الحفظ هو شرح ما يحفظ ويقف على اصول العلوم ويتقنها. ليس هذا زمن اه الجرد متى انهيت المصنفات العلمية المبتدئة في كل فن من الفنون وانتقلت الى مرحلة متوسطة ثم المرحلة المطولة التي يحددها لك شيخك بعد ذلك بعد ست سبع سنوات اصبحت تمتلك الات العلوم انتقل الى جردة مطولات اما الان في البداية ابن جماعة يحذرك يقول لك وكذلك يحذر في ابتداء طلبه من المطالعات في تفريق المصنفات يحذر من المطالعة في الكتب المطولة. هذه لا تصلح. قال فانه يضيع زمانه احبتي هذا المسالك دقيقة هذه مناهج اهل العلم الكبار يعطونكم زبدة اعمالهم يعطونكم ثمرة تجاربهم. اياكم ان تفوتكم هذه النصائح وان تعتمدوا على عقولكم فتخسرون الرهان قال فانه يضيع زمانه ويفرق ذهنه بل يعطي الكتاب الذي يقرأه او الفن الذي يأخذه كليته حتى يتقنه. اسمع ماذا قال؟ قال تعطي الكتاب الذي تقرأه او الفن الذي شرعت فيه. في النحو شرعت. ابدأ بالاجورمية. قطر الندى الالفية الالفية اقرأ عليه اكثر من شرح بعد ان تحكم هذه المراحل الثلاث نعم توسع في قراءتك وطالع ما احد يقول لك اخطأت الان. اما في بداية طلبك درست الاجومية ثم اذا انت تقرأ في شرح مفصل لمن يعيش وتقرأ في كتب مطولة في النحو وفي الخلاف العالي وعدت الى كتاب سيبوي صدقني ستضيع عمرك لم تستطيع ان تضبط عقلك لن يتحمل هذه الدقة المعرفية في المطولات لان عقلك لم يتمرس بعد ولم يأخذ بعد على هذا العلم. كيف يتمرس اقضي على هذا العلم من خلال التدرج المنهجي الذي يطرحه عليك شيخك قال بل يعطي الكتاب الذي يقرأه او الفن الذي يأخذه كليته حتى يتقنه. قال تحذير اخر. اذا انتهينا من مسألة جرد المطولات. هذه في مرحلة متأخرة من حياة طالب العلم. بعد ست الى سبع الى ثمان سنوات من طالب العلم بحفظ المنظومات الاساسية واستشراعها على الشيوخ بعدها ينتقل الى جرد المطولات بطريقة اه متقنة يعرضها له وشيوخه قال وكذلك يحذر من التنقل من كتاب الى كتاب من غير موجب فانه علامة الضجر وعدم الفلاح. قضية مهمة ايضا من اجل جهة اخرى اذا شرعت في كتاب اسمع ماذا اقول اذا شرعت في فن وبدأت تقرأ كتاب علي اياك ثم اياك ان تأخذ نصف الكتاب ثم تغادر وتنتقل الى كتاب اخر. هذه دلالة فشل معرفي. هكذا يقول لك ابن جماعة هذه دلالة فشل معرفي. دلالة كسل. دلالة عدم توفيق. اي كتاب اختاره لك الشيخ. طبعا نحن نتكلم تسلسل انت اخترت شيخا مناسبا. الشيخ وضع لك خطة. اختار لك كتابا تبدأ فيه. عليك ان تستمر في هذه الكتاب الى اخر انفاسك والى اخر انفاسه. اياك اذا انشغلت بشيء من امور الحياة الدنيا ثم الشيخ بعد ذلك عرض دورة اخرى او وجدت شيخ اخر يعلن عن كتاب اخر ان تترك هذا كتاب وتنتقل الى دورة اخرى. هذا خطأ علمي كبير. كثير من طلبة العلم سلك هذا المسلك. تجده يأخذ من هذا الكتاب ربعه. ومن هذا الكتاب نصفه. ومن هذا الكتاب سدسه. وهو متأثر في ذلك بالجامعات وبالدراسات الاكاديمية. تجد طلبة العلم في الجامعة يقولون يا شيخ نريد من هذا الكتاب ان تحذف لنا نصفه الاول او نصفه الاخير وثلثه وتبقي لنا الثلثين هذا ليس علما ماذا لعب الدراسة العلمية المحققة تقتضي ان الطالب يمر على الكتاب من اول كلمة الى اخر كلمة. ويقف عند سطر سطر ويستشرح هذا السطر. اما هذه طريقة الجامعة قوة الكتاب محذوف واخر الكتاب محفوظ محذوف والنصف يعني منهما هو محسوب ومنه ما هو غير محسوب هذه ليست طريقة طالب علم. يرجو ان يكون له شأن في المستقبل فاي كتاب تشرع فيه عليك ان تنهيه الى ختامه ثم تنتقل الى كتاب اخر والا ستفقد بركة العلم في حياتك قال اما اذا تحققت اهليته وتأكدت معرفته فالاولى الا يدع فنا من العلوم الشرعية الا نظر فيه. مسألة اخرى مسألة انا كطالب علم هل اشرع وهل ادخل في كل الفنون واتعمق بها ام اقتصر على اصولها؟ في الحقيقة هنا انظر في طالب العلم هناك طلبة علم الله سبحانه وتعالى منحهم ذكاء اعطاهم قدرة على الغوص في العلوم الشرعية المتنوعة فمثل هذا الطالب اذا رأى الشيخ في هذا الطالب على الغوص في شتى العلوم الشرعية. والوصول في كل علم الى درجة عليا منه فهذا نعم. الشيخ يوجه الى التفنن. تفنن في العلم لكن طالب علم مشغول جدا قدراته الاتكائية والعقلية محدودة. فهذا من الخطأ ان يقحمه الشيخ في التفنن في كل العلوم. بل الشيخ يلزمه. يقول انت يا فلان ما عندك وقت قدراتك الذهنية محددة كمن يعني وهذا لا حرج فيه. النبي صلى الله عليه وسلم لما آآ سأله ابو ذر الامارة النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي ذر انك رجل ضعيف وانها لامانة وانها يوم القيامة حسرة وندامة. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يجامل ابا ذر ما قالوا يا ابا ذر خلاص خذ هذه الامارة. قال يا ابا ذر انك رجل ضعيف واني احب لك ما احب لنفسي واني احب لك ما احب لنفسي لا تأمرن على اثنين او كما قال عليه الصلاة والسلام. فالنبي عليه الصلاة والسلام صارح ابا ذر بالحقيقة وان كانت ناعمة قد تكون فيها شيء من المرارة لكن المصالحة بالحقيقة افضل من السير على خطأ لانك يا ايها الشيخ اذا نصحت الطالب الضعيف ان اقتحم العلوم المعمقة لربما شتت ذهنه وحرفته عن منهج الاستقامة. ان هذا الطالب عقله لا يتحمل التفنن. لا يتحمل الغوص في دقائق الامور. اذا تحملت هذا العقل فوق طاقته اخشى ان تكون الامور لا تحمد عقباها. فانتبه ايها الشيخ انظر في حال طالبك هل هو ممن اتاه الله ذكاء وتنوعا ووقتا فوجهه للتفنن اذا لم يكن من من عنده هذا الذكاء او القدرة فاجعله يقتصر على قدرته من الفنون العلمية. قال اما اذا تحققت وتأكدت معرفته وهذا يدركه الشيخ من الطالب. فالاولى الا يدع فنا من العلوم الشرعية الا نظر فيه. قال فان ساعده الاقدار او فان القدر وطول العمر على التبحر فيه فتاك. يعني بعض طلبة العلم الله سبحانه وتعالى من رزقه ومن واسع فضله يعطيهم عمرا يعطيهم وقتا يرزقهم مالا لا يحتاجون معه الى العمل والانشغال. فهذا يتبحر ويقتحم هذه الابواب فان هذه البركة التي منحها الله سبحانه وتعالى له عليه الا يضيعها والا يهدرها وان ينتبه عليها فقد منحه الله سبحانه وتعالى شيئا يفقده كثيرون. ممن كانوا يطمحون ان يغوصوا في بحار العلم ولكن منعتهم ظروف الحياة من الاستمرار قال والا فقد استفاد منه ما ما يخرج به من عداوة ما يخرج به من عداوة الجهل بذلك العلم ويعتني من كل فن بالاهم فالاهم. يعني لا يعني اذا لم يكن لديه قدرة على النظر والتفنن في العلوم الشرعية والا فقد استفاد منه ما يخرج به من عداوة الجهل بذلك العلم. يعني بعض طالبة العلم يا شيخ طب اذا انا كنت في البداية ما عندي قدرة ان ادخل في اكثر من فن وان ابحر فيها. فلماذا اذا تأمرني ان احفظ متنا مختصرا في كل فن من الفنون. مثلا انا انسان ما عندي وقت كثير. اذا ساتخصص في التفسير مباشرة. اتخصص في الفقه مباشرة اتخصص في اصول الفقه مباشرة في الاعتقاد مباشرة اقول لا. هناك مشكلة احبتي ينبغي ان تعلموها ان تعلموها جميعا. هي قضية ان العلوم لا يمكن ان تتعمق في فن من الفنون او ان تتقن علما من العلوم الا بعد ان يكون لك شيء يسير من معرفة في العلوم الاخرى هذا يعني مستحيل العادات ان تتقن التفسير وانت ما عندك دراية بعلوم اللغة ابدا. ولم تقرأ كتابا مختصرا في اصول الفقه وليس لديك دراية بمتن فقهي واحد. صعب جدا ستبقى ضائعا مشتتا في هذا العلم ولربما تسمي نفسك متقنا وانت يعني تخدع هذه النفس طبيعة العلوم الشرعية ان التعمق والتفنن في فن واحد يتطلب منك ان تكون لديك ادنى معرفة بالفنون الاخرى فالان اذا كان عندنا كما قلنا طالب عنده قدرات عالية على التفنن في جميع العلوم. بارك الله له في علمه ووقته اذا كان الطالب ما عنده هذه القدرات العالية والشيخ قال له اقتصر على فن واحد وتبحر فيه لانه لا توجد لك قدرة على التبحر في الفنون الاخرى هذه النصيحة من الشيخ لا تعني ان هذا الطالب لن يقرأ اي كتاب ولن يحفظ اي مختصر في العلوم الاخرى. كلا بل الشيخ الشيخ سيقول لهذا الطالب انت نعم ستقتصر على علم التفسير او على علم الفقه او على اصول الفقه او ما شابه ذلك. لكن ساطلب منك ان تحفظ مختصرا في كل فن من الفنون الاخرى. لماذا يا شيخ اولا لان طبيعة العلم الشرعي انك لا تستطيع ان تتخصص في فن واحد الا بعد ان تحصل ادنى معرفة بالعلوم الاخرى لانها لابد وانها وردت في هذا الفن ولو على سبيل الاشارة. ثانيا قال والا ما ذكروا من جماعة ان تستفيد من ذلك ان تخرج من عداوة الجهل بذلك العلم يعني فعلا انت ستتخصص في التفسير لكن عليك ان تتخلص من عداوة الجهل بعلم النحو عليك ان تتخلص من الجهل باصول الفقه عليك ان تتخلص من الجهل بالفقه عليك ان تكون صداقة ولو صداقة محدودة بينك وبين العلوم الاخرى وان كنت متخصصا في التفسير قال ويعتني من كل فن بالاهم فالاهم. يعني هذا الطالب اللي سيقتصر على فن واحد. نقول له عليك بكل من كل فن بالاهم فالاهم ولا يغفلن عن العمل الذي هو المقصود بالعلم. قال ولا يغفلن عن العمل الذي هو المقصود بالعلم اياك يا طالب العلم ان عن العمل فان العمل هو المقصود نهاية بالعلم وهذه في الحقيقة نصيحة مهمة جدا من ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه يذكر الطلبة باننا حينما نحفظ المتون ونشرح وندخل في دورات وبرامج علمية ونشارك في ملتقيات وفي مؤتمرات وكل هذه الامور ما الهدف منها في النهاية الهدف منها في النهاية احبتي العمل بهذا العلم وهذا الذي نفقده في حياتنا اننا ربما نخرج الكثير من طلبة العلم ربما ندعي اننا طلبة علم واننا مؤهلون للتدريس لكننا لا نعمل بعلمنا هناك نقص هناك فجوة هناك فراغ بين العلم والعمل في حياتنا وهذا لم يكن عند السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم العلم عند السلف الصالح كان العلم الذي يورث على عمله. ولذلك قال ابن القيم رحمة الله عليه في مفتاح دار السعادة ان العلم الممدوح في نصوص الكتاب والسنة هو العلم الذي يورث العمل. هو العلم الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه انما يخشى الله من عباده العلماء. نعم العلم الذي يرث الخشية. الذي يرث الانابة الذي يورث قيام الليل. الذي يورث المحافظة على القرآن. الذي يوجد البكاء. من الله سبحانه وتعالى. الذي الابتعاد عن المعاصي الذي يورث حمل هم هذه الامة وحمل نهضتها وتاريخها ومجدها. العلم الذي يجعلنا نعمل ونضحي ونبذل اوقاتنا واعمارنا من اجل ان نخرج الناس من الظلمات الى النور. هم الدعوة هم العمل هم الجهاد في سبيل الله. نعم هذا هو العلم الذي نريده ونقصده وليس العلم الذي يقف عند حدود الاسطر وصفحات الكتب اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. وفي مجلس اخر من مجالس غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم