احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللمؤمنين. قال المؤلف رحمه الله تعالى اللطيف من اسمائه الحسنى له معنيان احدهما بمعنى الخبير وهو ان علمه دق ولطف حتى ادرك السرائر والضمائر والخفيات. والمعنى الثاني اللطيف الذي يوصل اولياءه وعباده المؤمنين الى الكرامات والخيرات بالطرق التي يعرفون والتي لا يعرفون والتي يريدون وما لا يريدون. وبالذي يحبون والذي وبالذي يحبون والذين يكرهون فينطوف باوليائه فييسرهم ليسرى ويجنبهم العسرى ويلطف لهم قدروا امورا خارجية عاقبتها تعود الى مصالحهم ومنافعهم. قال يوسف صلى الله عليه وسلم ان ربي لطيف بما يشاء. اي حيث قدر امورا كثيرة خارجية عادت عاقبتها الحميدة الى يوسف وابي وكانت في مبادئها مكروهة للنفوس ولكن صارت عواقبها احمدان احمد العواقب. وفوائدها اجل الفوائد لا يزال المصنف رحمه الله تعالى يذكر افرادا تندرج تحت القسم الثالث وهو شرح الاسماء الحسنى الواردة في القرآن. ومن جملة تلك الاسماء اسمه سبحانه وتعالى لطيف وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى تبعا لابن القيم وغيره ان اسم اللطيف له معنيان اثنان احدهما بمعنى الخبير وهو ان علمه دق ولطف حتى ادرك السرائر والضمائر والخفيات فهو بهذا المعنى يرجع الى اصل صفة العلم. لكن الخبرة فيها تختص بالاطلاع على الامور الخفية فيسمى الله سبحانه وتعالى خبيرا ويوصف بالخبرة للدلالة على كمال علم الذي عم حتى اطلع سبحانه وتعالى على ما دق ولطف من السرائر والضمائر والخفيات الثاني اللطيف الذي يوصل اولياءه وعباده المؤمنين الى الكرامات والخيرات بالطرق التي يعرفون والتي لا يعرفون والتي يريدون وما لا يريدون وبالذي يحبون والذي يكرهون فهو سبحانه وتعالى يعاملهم بما ما هو اقوم لهم وان لم يطلعوا على اسبابه. وهذا هو سر اللطف. فان الانسان يصرف في امور لا يعرف اسبابها وينقله الله سبحانه وتعالى من حال الى حال تكمل بها نفسه وترضاها كل ذلك خفاء ولطف لا يطلع الانسان عليه ولا يعرف عاقبته. كما قال الله سبحانه وتعالى كتب عليكم القتال وهو لكم فان النفوس تكره الموت. ثم قال الله سبحانه وتعالى وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. فان الله عز وجل يجري اللطف على عباده فيقدر لهم امورا هي في الظاهر مبغوضة لهم مرة العواقب ولكن الله عز وجل يجعل عواقبها حميدة. ومن تمسك بما امرت به الشريعة في كل امر الت به الى العاقبة الحميدة فمهما تراءى للانسان ان الصواب وقوام الامر في غير ما امرت به الشريعة ان علم الله سبحانه وتعالى احكم واتم وان ما امره الله عز وجل هو اولى بالامتثال وهو الذي به الحال فينبغي ان يعمله على نفسه وان يجري معه لانه يؤول به الى مآل حميد يعرف به حينئذ عاقبة الشريعة وان الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده ولا يضيع الله اجر من احسن عملا وكلام المصنف رحمه الله تعالى تبعا لابن القيم في هذين المعنيين للطيف مؤذن بان اللطيف بمعناه الاول عام للخلق جميعا. واما اللطيف بالمعنى الثاني فهو مختص باولياء الله من المؤمنين. فان الله عز يتكرم على عباده المؤمنين فيلطف بهم بايصالهم الى ما فيه الخير والكرامة بطرق خفية لا يطلعون عليها. نعم. احسن الله اليكم. المبدئ المعيد قال الله تعالى هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده. وقال تعالى كما بدأنا اول خلق نعيده. فهو تعالى الذي ابتدى خلق المكلف ثم يعيدون بعد موتهم ابتدأهم ليبلوهم ايهم احسن عملا. وليرسل اليهم الرسل وينزل عليهم الكتب ويأمرهم وينهون لم يخلقهم عبثا ولا سدى. ثم اذا انقضت هذه الدار وظهر الابرار من الفجار وتمت هذه الاعمار. اعادهم بعد ما اماتهم ليجزيهم الثواب على ايمانهم وطاعتهم والعقاب على كفرهم وعصيانهم. جزاء دائما بدوام الله واعادة خلقي اهون عليه من ابتدائه وذلك كله على الله يسير. وعموم ما دل عليه هذان الاسمان الكريمان يشمل كل ابداء عادة لهذه المخلوقات فالناس في هذه الدار في ابداع واعادة في نومهم ويقظتهم. كل يوم يعادون ويبدأون وهذه الارض وهذه الارض كل عام في ابداء واعادة. يحييها بالماء والامطار ثم يعود النبت هشيما والاخضر رميما. ثم هكذا ابدا ما داموا في هذه الدار رحمة بهم ومتاعا لهم ولانعامهم. وذلك كله تابع حكمته ورحمته. ذكر المصنف رحمه الله تعالى اسمين اخرين من اسماء الله سبحانه وتعالى الحسنى وهي على الشريطة التي اشترطها على نفسه واردة في القرآن. وهذان الاسمان بهذا البناء لم يرد في القرآن ولما ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاية الدالة على ذلك انما ذكر ايتين تضمنتا اثبات هذين الفعلين لله سبحانه وتعالى. اما ان يكون في القرآن شيء من الاية التي تضمنت الاسم صريحا اليس في القرآن شيء من ذلك ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في ذلك وجمهور اهل العلم بل يكاد يكون من المتقدمين عدم عد هذين الاسمين في اسماء الله الحسنى وانما اعدهما ابن الوزير اليماني ثم تبعه من تبعه من المتأخرين فهما ليسا من اسماء الله الحسنى على التحقيق وانما يثبت لله سبحانه وتعالى من ذلك الفعل وهو في اية عدة منها الايات التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى وليس كل فعل اثبت لله عز وجل منه اسم كما نبه على ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد وتبعه المصنف في كتب ففعل يمكر وفعل يشاء ومثله فعل يبدأ وفعل يعيد لا تستوجب ان يستخرج الانسان منها تسمية الله بالماكر او الشاء او المبدئ او المعيد فليست هذه من اسماء الله سبحانه وتعالى. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى معنى هذين الاسمين على ما ذكر هو واما على ما تحرر فانه البيان لمعنى هذين الفعلين. فاما فعل الابتداء فذلك بان الله عز وجل هو الذي ابتدأ خلق المكلفين واما فعل الاعادة فهو يعيدهم سبحانه وتعالى بعد موتهم. وهذان الاسمان الكريمان لو صح وعلى ما ذكرنا هذان الفعلان يتظمنان ان الله سبحانه وتعالى يبدأ ويعيد المخلوقات جميعا ان مما حكم الله عز وجل بخلقه وفنائه. وهذا امر ظاهر في ملكوت الله سبحانه وتعالى. ومن ما ينبه اليه ان هذا البيان لاسم المبدئ انما هو على رده الى الابتداء وذلك بالهمز واما على رده الى الابداء وذلك بالياء بان يقال المبدي فذلك بمعنى المظهر. فعلى من عد هذا انيس بسما فانه اما ان يكون مهموزا ويرجع الى الابتداء واما ان يكون غير مهموز ويرجع الى الابداع وهو الاظهار وهذا هو الفرق بينهما وهذان مذكوران في عدة نصوص من الاية والاحاديث ومنها حديث ابي هريرة في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بدأ الاسلام غريبا فانه يهمز ويكون معناه من الابتداء ولا يهمز ويكون معناه من البدو وهو الاظهار اي ظهر الاسلام غريبا فكلا المعنيين صحيح وكذلك هذان المعنيان في الاسم بهذين الظبطين صحيح على ما ذكرنا لو ثبت هذا الاسم على ما سبق نعم احسن الله اليكم. الفعال لما يريد وهذا من كمال قوته ونفوذ قدرته ان كل امر يريده فعله. لا عصى عليه شيء ولا يعارضه احد وليس له ظهير ولا عوين ولا مساعد ولا مساعد على اي امر يكون بل اذا اراد امرا قاله كن فيكون ومع انه الفعال لما يريد فلا يريد الا ما تقتضيه حكمته وحمده. فجميع افعاله تابعة لحكمة فهو موصوف من الكمال من الجهتين. من جهة كمال القدرة ونفوذ الارادة وان جميع الكائنات قد انقادت لمشيئته وارادته ومن جهة الحكمة فانه الحكيم في كل ما يصدر منه من قول وفعل. ان ربي على صراط مستقيم في اقواله وافعاله. ذكر المصنف رحمه الله تعالى اسما اخر من اسماء الله الحسنى عنده وهو الفعال لما يريد. ولم يأتي هذا اسما في القرآن الكريم. وتجافى عده اسما اكثر اهل العلم رحمهم الله تعالى والصحيح انه ليس من اسماء الله عز وجل بل يخبر عن الله عز وجل بانه فعال لما واصل هذا الاسم على البناء الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى راجع الى صفتين اثنتين احداهما صفة الفعل فان الله عز وجل يفعل والثاني صفة الارادة فان الله عز وجل موصوف بها. وقد ركب منها بعض اهل العلم هذا الاسم المتظمن لوصف الله سبحانه وتعالى بانه فعال لما يريد وهو دال على كمال قوة الله عز وجل ونفوذ قدرته بما تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى. نعم احسن الله اليكم. العفو الغفور الغفار التواب العفو العفو والمغفرة من لوازم ذاتها لا يكون الا كذلك. ولا تزال اثار ذلك متعلقاته تشمل الخليقة اناء الليل والنهار فعفو ومغفرته وسعت المخلوقات والذنوب والجرائم والتقصير الواقع من يقتضى العقوبات المتنوعة ولكن ولكن عفو الله ومغفرته تدفع هذه الموجبات والعقوبات. فلو اخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة وعفوه تعالى نوعان عفو العام عن جميع عن جميع المجرمين من الكفار وغيرهم بدفع العقوبات المنعقدة اسبابها والمقتضية لقطع النعم عنهم. فهم يؤذونه بالسب والشرك وغيرها من اصناف المخالفات وهو يعافيهم ويرزقهم ويدر عليهم النعم الظاهرة والباطنة ويبسط لهم الدنيا ويعطيهم من نعيمها ويمهلهم ولا يهملهم بعفوه وحلمه. والنوع الثاني عفوه الخاص ومغفرة خاصة للتائبين والمستغفرين. والداعين والعابدين والمصابين والمصابين بالمصائب المحتسبين. فكل من تاب اليه توبة نصوحا وهي الخالصة لوجه الله العامة الشاملة التي لا يصحبها تردد ولا اسراء فان الله يغفر له فان الله يغفر له من اي ذنب كان من كفر وفسوق وعصيان وكلها داخلة في قوله قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. وقد توارت وقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة في قبول توبة الله من من عباده من اي ذنب يكون وكذلك الاستغفار المجرد يحصل به من مغفرة الذنوب والسيئات بحسبه. وكذلك فعل الحسنات والاعمال الصالحة تكفر بها الخطايا. ان الحسنات يذهبن السيئات. وقد وردت احاديث كثيرة في تكفير كثير من الاعمال السيئات مع اقتضاءها لزيادة الحسنات والدرجات. كما وردت نصوص كثيرة في تكفير المصائب للسيئات خصوصا الذي يحتسب ثوابها ويقوم بوظيفة الصبر او الرضا فانه يحصل له التكفير من جهتين. من جهة نفس المصيبة والمها القلب والبدني ومن جهة مقابلة العبد لها بالصبر والرضا الذين هما من اعظم اعمال القلوب. فان اعمال القلوب في تكفيرها السيئات من اعمال الابدان واعلم ان توبة الله على عبده تتقدم وتوبته توبة منه عليه حيث اذن له ووفقه حرك دواعي قلبه لذلك حتى قام بالتوبة توفيقا من الله ثم لما تاب من فعله تاب الله عليه فقبل توبته عن خطاياه وذنوبه وكل الاعمال وكل الاعمال الصالحة بهذه المثابة. فالله هو الذي الهمها للعبد كدواعيه لفعلها وهيأ له اسبابها وصرف عنه موانعها والله تعالى هو الذي يتقبلها منه ويثيبه عليها افضل الثواب فعلى العبد ان يعلم ان الله هو الاول والاخر. ان الله هو الاول الاخر وانه بالاحسان والنعم المتفضل بالجود والكرم بالاسباب والمسببات بالوسائل والمقاصد. ومن اخص اسباب العفو والمغفرة ان الله يجازي عبده بما يفعله العبد مع عباد الله. فمن عفا عنهم عفا الله عنه. ومن غفر له من اتهم اليه وتغاضى عن هفواتهم نحوه غفر له غفر له. ومن سامحهم سامحه الله. ومن اسبابه التوسل الى الله بصفات عفوه ومغفرته كقول العبد. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. يا عين مغفرة اغفر لي. اللهم اغفر لي وارحمني انك انت العفو الغفور. ذكر المصنف رحمه الله تعالى اربعة من اسماء الله سبحانه وتعالى هي العفو والغفور والغفار والتواب والغفور والغفار يشتركان في ردهما الى اصل واحد لكنهما يفترقان في كون الغفور اسما لله عز وجل دالا على الى مغفرته لخلقه وان الغفار اسم على وصف الله عز وجل بالمبالغة بذلك فانه لا يزال قالوا يغفر لعباده اكثر فاكثر فان بناء فعال في لسان العرب موضوع للمبالغة. ثم ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى ان العفو والمغفرة من لوازم ذاته لا يكون الا كذلك فان من صفات ربنا سبحانه وتعالى الدالة على كماله بالعفو والمغفرة ولا تزال اثار ذلك ومتعلقاته تشمل الخليقة اناء الليل والنهار. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان عفو الله عز وجل عن خلقه نوعان اثنان اولهما عفوه العام عن جميع المجرمين من الكفار وغيرهم. كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس احد او ليس شيء اصبر على اذى يسمعه من الله. انهم ليدعون له الولد وانه ليرزق ويعافيهم اي ان اهل الشرك والكفران ينسبون الى الله عز وجل الولد ويشركون به وخيره مغدق عليهم واصل اليهم فهو سبحانه وتعالى يعفو عنهم ويوصل اليهم نعمه مع انهم يؤذونه بالسب والشتم وغير ذلك من النقائص التي ينسبونها اليه. واما النوع الثاني فهو عفوه سبحانه وتعالى الذي يختص باولياءه المؤمنين من التائبين والمستغفرين والداعين والعابدين والمصابين بالمصائب المحتسبين. فان الله عز وجل يفيض عليهم من انواع العفو والمغفرة واللطف التي تختص بهم ما لا يكون لغيرهم. ولذلك ذكر المصنف رحمه الله تعالى قول الله عز وجل قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. فهذه الاية العظيمة دالة على ان الله عز وجل يعامل عباده المؤمنين اذا اذنبوا فتابوا واستغفروا وانابوا الى ربهم سبحانه على بالمغفرة والتوبة عليهم. وقد قال الله عز وجل فيها قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم. وهذه اية جاء فيها النداء بقوله تعالى يا عباد ولم يأت قط في القرآن الكريم النداء بهذا الا في هذه الاية ولما جاء النداء بها اضيفوا الى الله سبحانه وتعالى فان الله عز وجل لم ينادي اولياءه الا بلقب مكرم وهو يا ايها الذين امنوا فلما عدل عنه ها هنا وقال الله قل يا عبادي لم يناديهم الله عز وجل بقوله قل يا عباد دون اظافة ولا بقوله قل يا عباد الله بل اضافهم اليه سبحانه وتعالى دلالة على كمال حالهم. فهو بمنزلة النداء بيا ايها الذين امنوا الذي فاض القرآن الكريم ثم ذكر بعد ذلك ان النصوص تواترت في قبول توبة الله عز وجل من عباده من اي ذنب كان فكل ذنب اذنبه العبد ثم تاب الى الله عز وجل فان الله يقبل توبته ثم استطرد المصنف فذكر جملة من مكفرات الذنوب كالاستغفار وفعل الحسنات والاعمال الصالحة والمصائب النازلة ولابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى قاعدة نافعة عدد فيها عشرة من التي تحصل بها مغفرة الذنوب من جملتها ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان المصيبة تكفر الذنب من جهتين اثنتين اولاهما من جهة المصيبة نفسها وما يحيط المرء من الم قلبي وبدني اذا حلت به وثانيهما من جهة مقابلة العبد لها بالصبر والرضا الذين هما من اعظم اعمال القلوب فاذا وجدت هاتان الجهتان كانتا موجبة ان تكون المصيبة النازلة على العبد مكفرة به ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك ان توبة الله على عبده تتقدمها توبة منه عليه. وهذا محصن ما شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وحفيده بالتلمذة ابن رجب ان توبة الله سبحانه وتعالى على عباده تشمل امرين اثنين احدهما توفيق الله عز وجل العبد الى التوبة وثانيهما قبول الله عز وجل التوبة منه فان الله عز وجل يتوب على عبده فيوفقه الى ان يتوب من ذنبه ثم يقبل الله سبحانه وتعالى هذه التوبة منه مصداق تسميته سبحانه وتعالى بالتواب. فانه تواب على خلقه لانه يوفقهم الى اسباب التوبة. ثم يقبلها سبحانه وتعالى منهم ثم بين المصنف رحمه الله تعالى طرفا من اسباب العفو والمغفرة فذكر ان من اخص اسباب العفو والمغفرة من الله ان الله يجازي عبده بما يفعله العبد مع عباده. فمن عفا عن خلق الله عفا الله عنه. ومن لهم غفر الله له ومن سامحهم سامحه الله. كما في قصة صاحب الدين الذي كان يتجاوز عن الناس في الصحيح جاوز الله سبحانه وتعالى عنهم فانه لما عفا عن خلق الله عز وجل استحق ان يعفو الله سبحانه وتعالى عنه فعفا الله عز وجل عنه وغفر له ثم ذكر من اسباب ذلك ان يتوسل العبد الى الله عز وجل بصفات عفوه ومغفرته بان يدعو الله بقوله انك عفو تحب العفو فاعف عني. او يقول يا واسع المغفرة اغفر لي او يقول اللهم اغفر لي وارحمني انك انت العفو غفور. فاذا توسل العبد الى الله سبحانه وتعالى بهذه الاسماء المتضمنة لصفات عفوه ومغفرة الله عز وجل. فان الله عز عز وجل يعفو عنه ويغفر له وهذا اخر التقرير في هذا المجلس وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين