احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللمؤمنين. قال المؤلف رحمه الله تعالى العلي الاعلى اي الذين العلو المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات. فهو العلي بذاته قد استوى على العرش وعلى جميع الكائنات وبينه العلي بقدره وهو علو صفاته وعظمتها. فان صفاته عظيمة لا يماثلها ولا يقاربها صفة احد بل لا يطيق العباد ان يحيطوا بصفة واحدة من صفاته. العلي بقهره حيث قهر كل شيء ودانت له الكائنات باسرها. فجميع الخلق نواصي نواصيهم بيده فلا يتحرك منهم ولا يسكن ساكن الا باذنه. وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. والفرق بين العلي والاعلى ان العلي يدل على كثرة الصفات ومتعلقاتها وتنوعها واو. الواو تنفرد وحدها او تكون عاطفة حرف عطف ولا مبحرف عطف؟ ما الجواب؟ حرف عطف حقيقة العطف ان تكون ملازمة للكلمة التالية ام بعيدة لهما جميعا تكون الكلمة التالية. التالية. فالذي فعله المحقق جعلها مباعدة لهما جميعا هذا غلط باجماع اهل العربية. فلابد ان تتصل بالكلمة التالية فتكون في ضمنها العلي والاعلى واذا عسر ذلك بسبب الطباعة فانه ينبه في الحاشية ويقول في الاصل العلي الاعلى والصواب العلي والاعلى لعدم صحة الفصل بها على هذه الصورة نعم. احسن الله اليك. ما الفرق؟ والفرق بين العلي والاعلى ان العلي يدل على كثرة الصفات ومتعلق وتنوعها والاعلى يدل على عظمتها. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا اخرين من اسماء الله الحسنى الواردة في القرآن الكريم. فانه لا يزال يبين افرادا من الاسماء الحسنى المندرجة تحت النوع الثالث من القسم الاول الذي وضع له كتابه وهدان نسبان وهما العلي والاعلى من اسماء الله سبحانه وتعالى الواردة في القرآن. وقد بين رحمه الله تعالى ان معناهما اثبات العلو المطلق لله سبحانه وتعالى بجميع الوجوه عبارات وجعل رحمه الله تعالى هذه الوجوه ثلاثة تبعا لغيره. اولها علوه بذاته واشار اليه بقوله فهو العلي بذاته الى اخره. وتانيهما علوه بقدره واشار اليه بقوله العلي بقدره وهو علو صفاته وعظمتها. وثالثها علو بقهله واشار اليه بقوله العلي بقهره حيث قهر كل شيء الى اخره. وهذه الطريقة جماعة من المتكلمين على هذه الصفة من اهل السنة رحمهم الله تعالى. والتحقيق ان علو الله سبحانه وتعالى راجع الى وجهين اثنين. احدهما علو الذات فان الله وتعالى مستو على عرشه بائن من خلقه. والتالي علو الصفات. وهو وجلالة قدرها. واما علو القهر فانه مندرج في جملة علو الصفات. لان القهر فرض من افراد صفاته سبحانه وتعالى. فكما ان له العلو في صفاته جميعا فان من لافراد تلك الصفات قهره عز وجل كما قال الله عز وجل ولله المثل الاعلى. قال ابن عباس ولله وصف الاعلى اي له القدر الاعظم من كل صفة اتصف الله عز وجل بها والقهر صفة من صفاته يكون علوه فيها راجعا الى علو صفاته. وقد اشرت الى هذا بقول علو ربنا لدى الثقات علو ذاته مع الصفات. علو ربنا لدى الثقات علو ذاته مع صفات اما علو قهره فردوا لسابق اذ منه يستمد اما علو قهره فردوا لسابق اذ منه يستمد. اي ردوه الى علو الصفات لانه مستمد منه. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من دقائق المسائل المتعلقة باسماء ربنا سبحانه وتعالى التفريق بين اسمين يشتركان في اصل واحد. هما هنا العلي والاعلى ان العلي والاعلى يشتركان في اصل واحد اذ يدلان على علو الله عز وجل. لكن بينهما فرقا بينه بقوله والفرق بين علي والاعلى ان العلي يدل على كثرة الصفات ومتعلقاتها واو تنوعها. اي ثبوتها واستقرارها لله سبحانه وتعالى والاعلى يدل على عظمتها اي بلوغه سبحانه تعالى العظمة فيها. فالاعلى متعلق بالنظر الى غيره من المتصفين بهذه الصفة والعلي متعلق بذاته سبحانه وتعالى. لان هذا البناء وهو افعل موضوع للتفظيل الذي ينظر فيه للحكم بين اثنين فاكثر. ولذلك سماها النحات بباب افعل التفضيل اي الموضوعة للتفظيل بين شيئين فاكثر وهذه قاعدة في كل اسمين من اسماء الله عز وجل يرجعان الى اصل واحد. فانما كان موضوعا على بناء اي افعل فهو دال على عظمة اتصاف الله بتلك الصفة. وما لم يكن على هذا البناء فهو دال على ثبوت تلك الصفة لله سبحانه وتعالى ومنه الكريم والاكرم والواحد والاحد والعزيز والاعز فان البناء فيهن واحد. فالاول من كل دال على ثبوت تلك الصفة والثاني دال على عظمتها في حق ربنا سبحانه وتعالى. فالعزيز مثلا دال على اتصاف الله سبحانه وتعالى صفة العزة والاعز دال على عظمة اتصافه سبحانه وتعالى بها. نعم. احسن الله اليكم. الكبير العظيم وهو الذي له الكبرياء نعتا والعظمة وصفا. قال تعالى في الحديث القدسي الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني شيئا منه ما عذبته ومعاني الكبرياء والعظمة نوعان احدهما يرجع الى صفاته وان له جميع وان له جميع العظمة والجلال كالقوة والعزة وكمال القدرة وسعة العلم وكمال المجد وغيرها من اوصاف العظمة والكبرياء ومن عظمته ان السماوات والارض جميعها كخردلة في كف الرحمن كما قال ذلك ابن عباس رضي الله عنهما وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وقال تعالى ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا متى ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا. فله تعالى العظمة والكبر رياء الوصفان اللذان لا يقادرن اللذان لا يقادر قدرهما. ولا يبلغ العباد كنههما اللذان لا يقادر قدرهما ولا ولا يبلغ العباد كنههما الثاني انه لا يستحق احد التعظيم والتكبير والاجلال والتمجيد غيره. فيستحق على العباد ان يعظموا بقلوبهم السنتهم واعمالهم وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته والذل له والخوف منه. واعمال اللسان بذكره والثناء عليه وقيام الجوارح بشكره وعبوديته. ومن تعظيم ان يطاع فلا يوصى ويذكر فلا ينسى. اي يطاع فلا يوصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر. ومن تعظيمه واجلاله ان يخضع لاوامره وما شرعه وحكم به. والا يعترف على شيء من مخلوقاته او على شيء من شرعه ومن تعظيمه تعظيم ما عظمه واحترمه من زمان ومكان واشخاص والعبادة روحها تعظيم البارئ وتكبيره. ولهذا شرعت التكبيرات بالصلاة في افتتاحها وتنقلاتها ليستحظر العبد معنى تعظيمه في هذا في هذه العبادة التي هي اجل العبادات. وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولده ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا اسمين اخرين من اسماء الله الحسنى. هما الكبير والعظيم. وكان المصنف ان يقرن اسم الكبير اسم اخر يشاركه في الاصل وهو اسمه سبحانه وتعالى اذ فان المتكبر من اسماء الله الحسنى كما جاء في اخر سورة الحشر في قوله تعالى العزيز الجبار المتكبر وهذه الاسماء الثلاثة الكبير والمتكبر والعظيم دالة على اثبات الكبرياء عظمتي لله سبحانه وتعالى نعتا ووصفا كما قال المصنف وهو الذي له الكبرياء نعتا والعظمة وصفا فان النعت والوصف في الاصل موضوعان للدلالة على معنى واحد وقد يقعان على معنيين مفترقين كما بينه ابن في مدارج السالكين لكن ها هنا حيث اطلق النعت فالمراد به الصفة. وقد سمى النسائي رحمه الله تعالى الكتاب المتعلق باسماء الله وصفاته من كتاب السنن الكبرى بكتاب النعوت اي نعوت الله سبحانه وتعالى وهي بمعنى اوصاف واورد المصنف رحمه الله تعالى حديثا دالا على ذلك وهو الحديث القدسي الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني شيئا منهما عذبته وقد عزاه ناشر الكتاب الى احمد وابي داود ابن ماجة ولا يوجد في هذه الكتب ولا في غيرها بهذا اللفظ. وانما الموجود فيها الكبرياء ردائي والعظمة فمن نازعني شيئا منهما قذفته في النار وفي لفظ القيته في جهنم. وانما ورد هذا في حديث اخر في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما مقرونين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العز ازاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته. فذكر والتعذيب انما ورد في الحديث الذي اخرجه مسلم بهذا اللفظ. اما باللفظ المشهور عند ابي داوود وابن ماجة بسند صحيح الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نزعني شيئا منهما القيته في جهنم وفي رواية قذفته في النار ثم بين المصنف رحمه الله الله تعالى ان معاني الكبرياء والعظمة نوعان اثنان احدهما يرجع الى صفاته عز وجل وان له جميع معاني والجلال كالقوة والعزة والقدرة وسعة العلم والمجد ومن عظمته سبحانه ان السماوات والارض جميعها كخردلة في كف الرحمن كما قال ذلك ابن عباس فيما رواه ابن جرير بسند لا بأس به. ومعنى هذا النوع الله سبحانه وتعالى بالعظمة والكبرياء فهو العظيم والكبير. واما النوع الثاني فهو انه لا يستحق احد التعظيم والتكبير والاجلال والتمجيد غيره فهو الذي يستحق ذلك. فمعنى هذا النوع انه المعظم في علم بهذا التقرير ان معاني الكبرياء والعظمة نوعان اثنان احدهما انه الكبير العظيم له العظمة والكبرياء والثاني انه المعظم المكبر المستحق للتكبير والتعظيم سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى شيئا من تعظيم الله عز وجل الذي يستحقه على العباد فيستحق على العباد ان يعظموه بقلوبهم والسنتهم واعمالهم ببذل الجهد فيما معرفته ومحبته والذل له اي الخضوع له فانه المعروف بلسان الشرع واعمال اللسان بذكره والثناء عليه ومن جملة ذلك ان يطاع لا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر ومن تعظيمه الخضوع لامره وما شرعه سبحانه وتعالى والا يعترض في شيء من خلقه ولا شيء من امره لان الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويختار لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وقد ذكر اهل العلم رحمهم الله تعالى ان تعظيم الله عز وجل من اعظم اصول عبادته قد عاب الله عز وجل على خلقه ذلك واخبر ان سبب ما يأن اليه من الشرك والمعصية ترك التعظيم كما قال الله عز وجل وما فقد الله حق قدره. وقال تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا؟ صح عن ابن عباس عند ابن جرير وغيره انه قال ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته. وطلبا لهذا الاصل العظيم فان العبادات بنيت على التعظيم فعظمت تلك العبادات وعظمت ازمانها وعظمت محالها من الاماكن تعظيما للعبادة فان عظيم العبادة هو روحها اي قوامها الذي تقوم به فمعنى قول المصنف والعبادة روحها تعظيم اي قوامها الذي تقوم به تعظيم الله سبحانه وتعالى ولهذا شرعت التكبيرات في الصلاة في افتتاحها وتنقلاتها ليستحظر العبد مع تعظيم الله عز وجل في الصلاة فان الانسان اذا قال الله اكبر كان في ذلك تعظيم لله سبحانه وتعالى باختيار البداءة فيها هذا وكل قول او فعل من افعال الصلاة فانه مبني على التعظيم. فان الصلاة هي اجل صلة بين العبد وبين به فبنيت على التعظيم ابتغاء تحصيل هذا الاصل في نفوس الخلق. كما قال الامام احمد وقبله جماعة من السلف في ذكر وضع اليمين عن الشمال قالوا ذل بين يدي عزيز. وهذا الذل المقصود به التعظيم. فان الانسان لا يضع يده على هذه الصفة الا متذللا لربه سبحانه وتعالى. نعم. الجليل الجميل اما الجليل فهو الذي له معنى معاني الكبرياء والعظمة كما تقدم التنبيه عليها. واما الجميل فانه جميل بذاته جميل باسمائه بصفاته جميل بافعاله. فاسماء كلها حسنى وهي في غاية الحسن والجمال فلا يسمى الا باحسن الاسماء. واذا كان الاسم المدح وغيره وغيره لم يدخل في اسمائه كما كما يعلم من استقراء اسماءه الحسنى قال تعالى ولله الاسماء الحسنى وقال تعالى هل تعلم له سم يا؟ وذاته تعالى اكملوا الذوات واجمل من كل شيء ولا يمكن ان يعبر عن كل جماله. كما لا يمكن التعبير عن كره جلاله. حتى ان اهل الجنة مع ما هم فيه من من النعيم الذي لا يوصف والسرور مع ما هم فيه من النعيم الذي لا يوصف والسرور والافراح واللذات التي لا يقادر وقدرها اذا رأوا ربهم وتمتعوا بجماله نسوا ما هم فيه من النعيم وتلاشى ما هم فيه من الافراح وودوا ان لو تدوم لهم هذه الحال التي هي اعلى نعيم ولا اعلى نعيم اعلى نعيم ولذة واكتسوا من جماله جمالا الى هم فيه من الجمال وكانت قلوبهم دائما في شوق عظيم ونزوع شديد الى رؤية ربهم حتى انهم ليفرحون بيوم فرحا تكاد تطير له القلوب. مع ان هذه اللذة وان كانت تبعا لمعرفتهم بربهم ومحبته والشوق اليه. ولكن عند رؤيته ولكن عند رؤية محبوبهم ومشاهدة جماله وجلاله تتضاعف اللذة وتقوى المعرفة والحب وكذلك ذلك هو الجميل في صفاته فانها صفات حمد وثناء ومدح فهي اوسع الصفات واعمها واكثرها تعلقا خصوصا اوصاف الرحمة والبر والاحسان والجود والكرم. فانها من اثار جماله. ولذلك كانت افعاله كلها جميلة لانها دائرة بين افعال البر والاحسان التي يحمد عليها ويثنى عليها ويشكر عليها افعال العدل التي يحمد عليها لموافقتها الحكمة والحمد. فليس في افعاله عبث ولا سفه ولا ظلم. بل كل ورحمة وعدل ورشد. ان ربي على صراط مستقيم. فافعل كلها في غاية الحسن والجمال وشرعه كله رحمة ونور وهدى وجمال. وكل جمال في الدنيا وفي دار النعيم فانه اثر من اثار ما له وهو تعالى له المثل الاعلى. فمعطي الجمال احق بالجمال. وكيف يقدر وكيف يقدر احد ان يعبر عن جماله وقد قال اعرف الخلق به لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا اسمين اخرين من اسماء الله الحسنى الواردة في القرآن قال وهما الجليل والجميل وعده هذين الاسمين متعقب من جهتين ما هما نعم طيب يقول الاخ ان كلاهما لم يأتي في القرآن. والثانية من جهتين اولاهما ان كلاهما لم يأت ذكره في القرآن الكريم من اسماء الله الحسنى وثانيهما ان الجليل ليس من اسماء الله سبحانه وتعالى فلم يثبت من الادلة في القرآن ولا في السنة تسمية الله بالجليل. واما الجميل فانه من اسماء الله الحسنى التي صحت في السنة كما في صحيح مسلم من حديث عبدالله ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله جميل يحب الجمال فالجميل من اسماء الله عز وجل الواردة في السنة بخلاف الجليل فانه لم يرد في القرآن ولا في السنة الصحيحة وانما ورد في بعض الفاظ حديث عد اسماء الله الحسنى الطويل عند الترمذي وغيره وهو حديث ضعيف. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان دليلا هو الذي له معاني الكبرياء والعظمة فهو بمعنى الكبير والمتكبر والعظيم التي تقدم ذكرها وعلى ما تحرظ من انه وليس من اسماء الله الحسنى فانه يستغنى بتلك الاسماء الثابتة عن هذا الاسم. واما الجميل فبين المصنف رحمه الله تعالى حقيقته وان تسمية الله بالجميل تقتضي انه جميل بذاته جميل باسمائه جميل بصفاته جميل بافعاله فجمال الله عز وجل يرجع الى اربعة اصول هي جمال ذاته وثانيها جمال اسمائه وثالثها جمال صفاته ورابعها جمال افعاله. وقد عد هذه الانواع الاربعة ابن رحمه الله تعالى في النونية اذ قال فجماله بالذات والاوصاف افعال والاسماء بالبرهان وقد فصل المصنف رحمه الله تعالى معاني الجمال فيها فذكر ان جماله سبحانه وتعالى مائه هو في كون اسمائه سبحانه وتعالى كلها حسنى. اي في غاية الحسن والجمال. فلا يسمى الله عز وجل الا باحسن الاسماء. واذا كان الاسم محتملا للمدح وغيره لم يسمى الله سبحانه وتعالى به. بل الله عز وجل مسمم بالاسماء الحسنى كما قال الله عز وجل ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. فعلم ان اسماؤه سبحانه وتعالى تختص بهذا الوصف. واما جمال ذاته عز وجل فبينه المصنف بقوله وذاته اكمل الذوات واجمل من كل شيء ولا يمكن ان يعبر عن كونه جماله اي عن حقيقة جماله. وذلك لان كل جمال في الوجود مما تطرب له البصائر او الابصار فان جمال الله سبحانه وتعالى اعظم منه ولما كان اهل الجنة من اعظم الناس فوزا بلذات النفوس وقرة العيون وسرور الارواح فانهم مع ذلك اذا طلع عليهم ربهم سبحانه وتعالى فرأوه بابصارهم له بجماله سبحانه وتعالى عن غير ذلك من انواع اللذات التي هم مشتغلون بها. واما جمال صفاته فبينه بقوله وكذلك هو الجميل في صفاته. فان صفات عز وجل كلها صفات حمد وثناء ومدح. لا فرق بين اوصاف الرحمة والبر ولا من بين اوصاف العظمة والاجلال سبحانه وتعالى فان الله عز وجل ممدوح في صفاته جميعا واما جمال الافعال فذكره بقوله ولذلك كانت افعاله كلها جميلة لانها دائرة بين افعال البر والاحسان اي التي يوصل الله عز وجل فيها بره واحسانه وكرمه الى الخلق. وكذلك افعال العدل ومن جملتها انزال العقوبات فان الله عز وجل يحمد عليها لموافقتها مقتضى الحكمة والحمد فتكون جمالا في حقه سبحانه وتعالى فليس في افعاله عبث ولا سفه ولا ظلم فيجتمع لربنا سبحانه وتعالى من الجمال ما ليس لغيره كما قال تعالى هل تعلم سميا فله سبحانه وتعالى جمال الذات وجمال الافعال وجمال الاسماء وجمال الصفات فهو الجميل وهو بكل جميل سبحانه وتعالى وهذا اخر التقدير على هذا المجلس من هذا الكتاب وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين