السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقدت التعليم وعلى آله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا هو الدرس الاول من شرح الكتاب الرابع من برنامج تيسير العلم في سنة من برنامج التعليم المستمر في سنته الاولى وهو كتاب تعليم الاحب احاديث النووي وابن رجب للعلامة فيصل ابن عبد العزيز آل مبارك ويتلوه بإذن الله كلام السنة المنشورة للعلامة حافظ الحكمي رحمه الله الله تعالى نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والارض. قال النووي رحمه الله تعالى ان هذا الكلام النووي وبعد فئة الشرع. ولم يستفتح كتابه مقدمة قد ابتدأها هكذا في النسخة المطبوعة. قد بحثت عن نسخة مخطوطة لهذا الكتاب فلم اجد. في مكتبة الشيخ فيصل رحمه الله المحفوظة وهو مستغرب لكنه الكلام الاعلى هو للنووي وهو الكلام الذي باللون الاسود فيما يستقبل. وما بعده يقال قال الشاعر نعم احسن الله اليكم قال النووي رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والارضين مدبر الخلائق اجمعين صلواته وسلامه عليهم عليهم الى المكلفين. لهدايتهم وبيان شرائع الدين بالدلائل القطعية وواضحات البراهين. احمد على جميع نعمه واسأله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله الواحد القهار. الكريم الغفار. واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله افضل المخلوقين المكرم بالقرآن العزيز المعجزة المستمرة على تعاقب سنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين. صلوات صلوات الله وسلامه عليه وعلى وسائر النبيين والمرسلين وال كل وسائر الصالحين. قال الشارح رحمه الله تعالى ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز وعملا بحديث كل امر كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو ابتر اي ناقص المصنف رحمه الله تعالى هنا بيان مطلع ما صدر به النووي رحمه الله تعالى اربعين من الكشف عن علة الابتداء بسم الله الرحمن الرحيم. فقال ابتدأ المصنف رحمه الله تعالى كتابه بالبسملة الى اخره. وابانا عن الحامل لابتداء المصنف وغيره كتبهم بالبسملة. وان ذلك يرجع الى شيئين اثنين احدهما الاقتداء بالكتاب العزيز والثاني العمل بحديث كل امر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو ابتره. وهذان الامران الشائعان في التصانيف غدان فاما الامر الاول وهو الاقتداء بالكتاب العزيز فان الاقتداء بالكتاب العزيز اي القرآن اما ان اقتداء به في ابتداء تنزيله واما ان يكون اقتداء به في ابتداء تدوينه. فاما ابتداء تنزيل القرآن الكريم فان اول ما نزل منه هو صدر سورة العلق اقرأ باسم ربك الذي خلق. واما ابتداء فان القرآن الكريم لم ينزل مكتوبا على هذه الصفة ولا وقع جمعه كذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وانما وقع هذا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جمعا لتلك الصحف في عهد ابي بكر الله عنه ثم حتى ال الامر اذا جمع هذه المصاحف في عهد عثمان رضي الله عنه التعبير بهذا مختل لاجل ما ذكرنا. وكان الاولى ان يقال اقتداء بالصحابة في استفتاء كتابة المصاحف ببسم الله الرحمن الرحيم. فان الصحابة رحمهم الله تعالى هم الذين كتبوا المصحف على هذه الصفة وجعلوا صدره بسم الله الرحمن الرحيم. وقد يكون هذا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم باشارة من لكنها غير معلومة لنا فان رسم القرآن الكريم انما وقع بتوقيف لكن خفي علينا خبر التوقيف وانعقد اجماع الصحابة على رسمه تفصيلا وجملة على هذه الصورة التي بايدينا. كما قال ابن ما يابى في نظمه في رسم القرآن قال رسم الكتاب سنة متبعة كما نحى اهل المناحي الاربعة بانه اما بامر مصطفى او باجتماع الراشدين الخلفاء. فالدليل المعول عليه في الاقتداء انما هو الاقتداء بالصحابة في ابتداء كتاب للمصحف بسم الله الرحمن الرحيم. واما الامر الثاني وهو العمل بحديث كل امر ذيبان الى اخره. فان هذا الحديث فروي بهذا اللفظ عند الخطيب في الجامع والرهاوي في الاربعين واسناده ضعيف جدا. والمعروف فيه رواية ابي داوود وغيره كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله. وهذه الرواية المعروفة ايضا اسنادها ضعيف. لكنها ارجح رواية من الرواية التي فيها ذكر التسمية والحديث في التسمية والحمد بهذا اللفظ لا يصح لكن رواية البسملة شديدة الضعف ثم المصنف رحمه الله تعالى الابتر بقوله اي ناقص البركة. وهذا انما هو تفسير بلازم المعنى تفسيرا للفظ بمعناه بل الابكر هو المقطوع على غير تمام. ومنه يقال يد بتراء قطعت على غير تمام وما في معنى هذا. فقوله فهو ابتر اي مقطوع على غيره تمام. وما قطع على غير التمام نشأت عنه اثار منها نقص البركة. نعم. احسن الله اليكم. قوله بالقرآن العزيز المعجزة اي لانه واعجز الناس ان يأتوا بمثله او بسورة من مثله ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان جملة اخرى من كلام النووي وهي تفسير المعجزة في قوله بالقرآن العزيز المعجزة. ففسره بقوله اي لانه اعجز اعجز ان يأتوا بمثله او بسورة من مثله. والذي وقع في القرآن ثلاثة احوال من التحدي احداها التحدي ان يأتوا بمثله وثانيها تحدي ان يأتوا بعشر سور مثله والثالث التحدي ان يأتوا بسورة من مثله فلعل في كلام الشارح سقطا. فانه لم يذكر الا حالين اثنين ثمان لفظ الاعجاز والمراد به الخالق للعادة المقترن بدعوى النبوة السالم عن المعارضة من الالفاظ الدخيلة التي انتحلها المعتزلة لكثرة كلامهم في باب النبوة. ثم سرت الى تصانيف اهل السنة كما بين ذلك ابو عباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب النبوات. فان القرآن والسنة طافحان بالاشارة الى هذا المعنى بنحو الدلالة والبينة والحجة ولاجل هذا صنف متقدم رحمهم الله تعالى تأليفهم باسم دلائل النبوة كدلائل النبوة الفتيابي وابي نعيم الاصبهاني وابي بكر البيهقي رحمهم الله تعالى. فهو اولى من استعمال لفظ الاعجاز معجزة نعم احسن الله اليكم قوله والمخصوص بجوامع الكلم وسماحة الدين جوامع الكلم ان تجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل قال صلى الله عليه وسلم اعطيت الكلم واختصر لي الحديث اختصارا. وسماحة الدين سهولته. قال الله تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج. ذكر المصنف رحمه الله تعالى من معاني ما تضمنه كلام النووي تفسير قوله المخصوص بجوامع الدين والسماء جوامع الكلمة وسواه سماحة الدين. وجوامع الكلم هي ما قل لفظه وكثر معناه واورد المصنف رحمه الله تعالى دليلا على هذه الخصيصة النبوية حديث اعطيت جوامع الكلم هي الحديث اختصارا واختصر لي الحديث اختصارا. وهذا حديث رواه الدارفقي بهذا التمام باسناد ضعيف جدة وهو في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت بجوامع الكلم وجوامع الكلم التي بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان احدهما القرآن الكريم والثاني ما صدق عليه هذا الوصف من كلامه صلى الله عليه وسلم. كحديث الدين نصيحة رواه مسلم او حديث الحج عرفة واشباه هذه الاحاديث. ثم فسر ترى سماحة الدين بسهولته. كما قال تعالى وما جعل اليكم في الدين من حرج. ووصف الدين بالسماحة جاء في احاديث عدة يشد بعضها بعض ومنه حديث اني بعثت بحنيفية سمحة علقه البخاري ووصله احمد بسند حسنه الحافظ وفيه مقال الا انه يروى من غير وجه يشد بعضها بعضا كما بينه الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق. والمراد بالسماحة هي السهولة وقد قرنت بوصف الحنيفية غالبا كما في الحديث الانف. والمراد من ذلك كما بينه ابن القيم رحمه الله تعالى ثم العلامة سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد انها حنيفية بالتوحيد سمحة في العمل. اي في الشرائع. بخلاف غيرها. من نعم. قوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى وعلى سائر النبيين والمرسلين. في حديث ابي ذر الطويل عن النبي صلى الله عليه وسلم ان عدد الانبياء مئة الف واربعة وعشرون الفا والرسل منهم ثلاثمئة وثلاثة عشر لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى اعني النووي الصلاة والسلام على سائر النبيين والمرسلين اي بقية الانبياء والمرسلين سوى النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الشارح رحمه الله تعالى حديث ابي ذر في بيان عدتهم وهو وعند ابن حبان في صحيحه واسناده ضعيف بمرة وقد بالغ ابن الجوزي رحمه الله الله تعالى فجعله موضوعا والاشبه انه ضعيف بهذا التمام. ولا يثبت حديث في عدد الانبياء واما الرسل فقد ثبت فيهم حديث ابي امامة. الذي خرجه اخرجه الطبراني في المعجم الاوسط والدارمي وفي الرد على الجهمية في اخرين وفيه ان ابا امامة قال كم عدد الرسل؟ كم كان عدد الرسل؟ فقال صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وخمسة عشر. واختلفت الكتب الكتب نسخها في معدود المنسوب الى عشر ففي بعضها وبضعة عشر. لكن الرواية الثابتة وخمسة عشر. فهذا ثابت في عدد الرسل. انهم ثلاثمئة وخمسة عشر رسولا. اما الانبياء فلم يثبت في عدهم حديث. نعم. قوله والكل اقاربهم المؤمنين بهم. قوله اي اقاربهم المؤمنين بهم باعتبار الوضع اللغوي. فان ال الرجل هم اقاربهم اما باعتبار الوضع الشرعي فان ال محمد صلى الله عليه وسلم كما تقدم هم الذين حرمت عليهم الصدقة وهم مخصوصون بمن ببني هاشم وازواجه صلى الله عليه وسلم. نعم. قوله وسائر الصالحين اي القائمين بحقوق الله بعباده ذكر المصنف رحمه الله تعالى تفسير الصالحين بقوله اي القائمين بحقوق الله وحقوق عباده وهذا هو المعنى العام للصالح حيث اطلق. فان الصالح اذا اطلق اريد به هذا المعنى فيندرج فيه الانبياء فمن دونه وقد يكون قسيما غيره من الاجناس المحمودة. فقد يطلق الصالح ويراد به المتلبس بعمل غير الاعمال التي وصف بها من قبله. كما قال الله عز وجل مع النبيين الصديقين والشهداء والصالحين. فان الصالح ها هنا اما ان يكون من رد العام بعد الخاص ويكون المعنى اي القائم بحقوق الله وحقوق عباده او يكون له معنى خاص. وهو ما كان له عمل صالح من غير جنس الاعيان المتقدمة وكلاهما مستعمل في الشرع. نعم. احسن الله اليكم. قال النووي رحمه الله تعالى اما بعد فقد روينا عن علي ابن ابي طالب عبد الله ابن مسعود وابن معاذ ابن جبل وابي الدرداء ابن عمر وابن عباس وانس ابن مالك وابي هريرة وابي سعيد الخدري رضي الله عنه من طرق كثيرة بروايات متنوعات ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ على امتي اربعين حديثا من امر دينها بعثه الله الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. وفي رواية بعثه الله فقيها عالما. وفي رواية ابي الدرداء قلت له يوم القيامة وشهيدا. وفي رواية ابن مسعود قيل له ادخل من اي ابواب الجنة شئت. قال الشارح رحمه الله تعالى هذا الحديث يدل على فضل تعلم امر الدين وتعليمه. وفي الحديث الصحيح خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وفي الحديث الاخر نضر الله امرأ سمع قال كيف وعاها فاداها كما سمعها فينبغي لكل طالب علم ان يحفظ هذه الاحاديث لانها مشتملة لانها مشتملة على مسائل مهمة من اصول الدين وفروعه وادابه. وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين. والله يختص برحمته من يشاء والله من فضل عظيم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى ها هنا بيان ما ذكره النووي رحمه الله الا من الحامل على جمع اربعين وهو مقصود اكثر المصنفيه ومراد اتباع الحديث المذكور المروي من طرق عديدة من حفظ على امتي اربعين حديثا الى اخره. وهذا الحديث على فضل تعلم امر الدين وتعليمه لما فيه من مدح من حفظ على هذه الامة اربعين حديثا وهذا الحديث كما ذكر المصنف روي من طرق كما النويريا من طرق كثيرات الا ان اسانيده ضعيفة وقد نقل النووي رحمه الله تعالى في مقدمة الاربعين في ما لم يصبه المصنف من كلامه اتفاق اهل العلم على ضعف هذا الحديث وتبعه المناوي في فيض قدير. والاشبه والله اعلم انه قول جمهورهم وليست فان ظاهر كلام ابي طاهر السلفي في مقدمة الاربعين البلدانية له الميل الى ثبوت هذا الحديث والصحيح مذهب الجمهور ان هذا الحديث الذي اخرجه ابن علي في كامله والبيهقي في شعب الايمان وابي نعيم الاصبهاني في الحلية في اخرين انه حديث ضعيف لا يثبت وليس هذا الحديث هو الحامل للنووي رحمه الله تعالى على جمع هذه الاربعين بل مقصوده كما اشار في كلامه الذي لم يذكره الشارح وها هنا مقصوده تبليغ الدين الذي وردت فيه احاديث عدة منها حديث عثمان في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه ومنها حديث زيد ابن ثابت الذي رواه ابو داوود الترمذي بسند صحيح النبي صلى الله عليه وسلم قال نضر الله امرأ سمع مقالته فوعاها فاداها كما سمعها فهذا يدل على فضل الحفظ تبليغ العلم. ثم اشار المصنف رحمه الله تعالى الى عظيم منفعة هذه الاربعين. وما ينبغي ان يكون عليه طالب العلم ازاءها فقال فينبغي لكل طالب علم ان يحفظ هذه الاحاديث. وقد جعل الله عز وجل لها قبولا فصارت مفتاحا حفظ الحديث وفهمه في هذه الامة في قرونه الاخيرة في جميع بلدانها فان الاربعين النووية من الكتب التي خصت بالعناية في جميع البلدان الإسلامية او اكثرها مما عرف بالعلم. وعلل المصنف رحمه الله تعالى موجب العناية بحفظها وقال لانها مشتملة على مسائل مهمة من اصول الدين وفروعه وادابه. وهذا هو علم السلف. فان امل لتعيين هذه الاحاديث والاهتمام بها حفظا وفهما اشتمالها على مسائل مهمة من اصول الدين فلاجل جلالتها وجب الاهتمام بها حفظا وتفقها. وبه يعلم مناط العناية الذي ينبغي ملاحظة فيما تحفظه من الاحاديث وهو ان الاحاديث التي تجمع عليها نفسك الاحاديث التي تجمع المسائل المهمة في اصول دينه وفروعه وادابه. وقد كفاك اهل العلم المؤونة فصنفوا كتبا جامعة لهذا صنفه النووي رحمه الله تعالى الاربعين وصنف عبد الغني المقدسي رحمه الله تعالى العمدة في الاحكام وصنف ابو الفضل ابن حجر بلوغ المرام وصنف النووي رياض الصالحين وهذه الكتب الاربعة جامعة للاحاديث حديث التي تشتمل على المسائل المهمة من اصول الدين وفروعه وادابه. فالانصراف عنها الى ما يسمى بحفظ الصحيحين والزوائد خلاف طريقة اهل العلم. وليس مبنيا على مناط معتبر. فما الفائدة من معرفتك ان هذا الحديث زائد على وانت لا تعرف احاديث عند احمد تقوم عليها احكام شرعية ادخلها المصنفون رحمهم الله تعالى للاحاديث في كتبهم التي اعتنت بجمع الاحاديث المهمة كالكتب التي سميناها. وانما ينفع هذا بعد الاحاطة بالاحاديث التي تجمع اصول ولا ينبغي ان يشتغل الانسان بحفظ هذه الكتب المصنفة فيما يسمى بالصحيحين المتفق عليهما والزواج الا بعد ان يحفظ وهذه الكتب الاربع وان حفظ الانسان الصحيحين ولو حفظهما سندا ومثنى وان كان هذا مفقود مفقود في هذا الامر فانه يحيط بنصف ادلة الشرع واعتبر هذا في المقارنة بين الاحاديث التي خرجت عن الصحيحين في بلوغ المرام ورياض الصالحين ستجد انها كثيرة جدا. واذا التبس عليك امر في دينك فعليك بجادة من سبق. واعلموا ان متأخر الامة لن يسبق في علم متقدمة. المقصود بذلك المجموع اما الافراد فتلك هبات الله سبحانه وتعالى يجعلها لمن يشاء وقد ال الامر بهذا وقد ال الامر بهذه الحالة التي صار عليها الناس الى الاشتغال من الاستكثار بالحفظ دون فهم. كما قال لي احد طلبة العلم ان شابا سأله قال انا احفظ واشكل علي حديثا. كيف النبي صلى الله عليه وسلم يحب الدبان؟ ويتتبعها ثم ينهى صلى الله عليه وسلم عن الدب وهو لم يفهم ان الدباء هنا لها معنى وهنا لها معنى فالذي احبه هو القرع والذي نهى عنه هو النبيذ في هذا من القرع المنسوبة اليها في حديث النهي عن الدبان والمزفت والمقير في الصحيح. فينبغي ان يسلك الانسان مآخذ العلم التي درج عليها من سبق انظر الى تعليل الشارع رحمه الله تعالى علة الاهتمام بها فقال لانها مشتملة على مسائل مهمة لكن من اصول الدين وفروعه وادابه. فهذا هو الذي ينبغي ان تشتغل في حفظه وفهمه. وكل كتاب جاء على هذا المعنى فاعتن به وكل كتاب لم يأتي على هذا المعنى فاترك العناية به ولا سيما في المبادئ. ولهذا عظمت الكتب المصنفة كمتون تتلقى انها تشتمل على اصول العلم ومهماتها التي ينبغي ان يستفتح بها الانسان طريق تعلمه. فسر على من مضى ولا تغتر بما يحدثه الناس من احوال. فان الذي يبقى هو الاقوى والاتقى والاقوى والاتقى ما كان عليه من سبق فان المتأخرين لا يسبقون في علمهم مجموعا ولا في تقواهم ما كان عليه العلماء الاوائل نعم قال النووي رحمه الله تعالى الحديث الاول عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. رواه امام المحدثين ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل ابن ابراهيم ابن ابراهيم ابن المغيرة ابن بردزبة البخاري وابو الحسين. مسلم ابن الحجاج ابن مسلم القشيري النيسابوري في الذين هما اصح الكتب المصنفة. قال الشارح رحمه الله تعالى هذا حديث جليل متفق على صحته. وعظيم موقعه كثيرة فوائده وعظيم. وعظيم موقعه. وعظيم موقعه وكثرة فوائده. قال الشافعي الله تعالى هذا الحديث يدخل في سبعين بابا من الفقه. وقال الامام احمد رحمه الله تعالى يدخل فيه ثلث العلم. قال البيهقي رحمه الله تعالى وسبب ذلك ان كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه. واستحب العلماء ان تستفتح المصنفات بهذا الحديث هذا ليس من كامل بيهض كان ينبغي ان تجعل جملة جديدة. نعم واستحب العلماء ان تستفتح المصنفات بهذا الحديث تنبيها للطالب على تصحيح النية ذكر المصنف رحمه الله تعالى مبلغ هذا الحديث الذي استفتح به النووي رحمه الله تعالى كتابه فابانا ان هذا الحديث حديث جليل متفق على صحته وعظيم موقعه وكثرة فوائده. ثم اردف رحمه الله تعالى ما يصدق هذا المعنى بذكر مقالات عن الائمة استفتحها استفتحها بالمنقول عن الشافعي. فقال قال الشافعي هذا الحديث يدخل في سبعين بابا من الفقه. ما هي في هذه السبعون بابا او ما معنى هذه الكلمة هاه شوف احسنت يقال ان هذه اللفظة لا يراد بها حقيقة الحصر في العدد بل العرب تطلق السبعة وما تضعف منها عشرات ومئات والوفا للتعظيم. فيقولون سبع وسبعين وسبع مئة وسبعة الاف يريدون بها التعظيم تكثيف ومن لطائف ما اتفق في هذا الحديث الذي عظم بالتسبيح بقول الشافعي هذا حديث يدخل في سبعين بابا ان البخاري رحمه الله تعالى اخرجه في سبعة مواضع ووقوعه في سبعة مواضع موافق لما تريده العرب من التسبيح من التعظيم في ثم اردف ذلك بالنقد الثاني عن الامام احمد وهو قوله يدخل فيه ثلث العلم وهذه الكلمة مأثورة عن جماعة سواه منهم الشافعي في رواية البويطي عنه وابو داود والترمذي وقبلهم عبد ابن مهدي شيخ احمد ولعله اخذ هذا عنه ثم انتشرت في لسان الائمة ثم اتبع ذلك ببيان وجه هذا التثبيت بما نقله عن البيهقي فقال وسبب ذلك ان كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه والمعنى ان هذا الحديث متعلق بايدي الثلاثة؟ ايش؟ بالقلب فيكون دالا على الثلث فيبقى اللسان والجوارح فيهما ثلثان. هل في كلام البيهقي رحمه الله تعالى اشكال او محل استدراك اه ايوه حد له رأي ثاني انها قسمة الشرع قسما بينها نقول مثل ما ذكر الاخ هو ان الكسب ان اريد به المعنى اللغوي وهو ما يأتيه الانسان من اعماله قلبا ولسانا وجارحة كان هذا المعنى صحيحا. وان كان اطلاق البيهقي وهو المعروف منه على رحمه الله تعالى ما يريده الاشاعرة في مسألة خلق افعال العباد التي نبهنا عليها من انهم جعلوا لهم مصطلحا كما اعتقدوه بين القدرية والجبرية فلم يقولوا ان العبد مجبور على عمله ولم يقل ان الانسان يستأنف عمله ولا قدرة لله عليه فتوسطوا بينهما بمذهب سموه بالكسب واختلفوا في تفسيره على سبعة عشر قولا وهذا دليل غموضه عندهم لانهم رأوا التوسط ومعتقد اهل السنة ان العبد له مشيئة تابعة لمشيئة الله سبحانه وتعالى وان الله مخلوقة فينبغي ملاحظة هذا فاننا لا نجزم بان البيهقي اراد هذا لكن المعروف مما ينتحل رحمه الله تعالى في المعتقد هو ارادة هذا المعنى والكسب في الاصل هو الفعل كما جاء في القرآن الكريم في مواضع عدة نعم احسن الله اليكم قوله انما الاعمال بالنيات انما للحصر اي لا يعتد بالاعمال الشرعية بدون النية. وقال البخاري رحمه الله تعالى باب ما جاء ان الاعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى فدخل فيه الايمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج والصوم والاحكام. بين الشارع الله تعالى معنى الجملة الاولى من الحديث فقال انما للحصر. اي اداة دالة للحصر. والحصر هو الذي يسمونه في علم المعاني بالقصر والى تعريفه اشار الاخضر في الجوهر المكنون بقوله تخصيص امر مطلق بامر هو الذي بالقصر وله ادوات منها انما وهذا الحصر فسره الشارح بقوله اي لا يعتد بالاعمال الشرعية بدون النية. في الاعمال عهدية يراد بها الاعمال الشرعية لا كل الاعمال فمعنى الحديث انما الاعمال الشرعية كائنة بالنية فهي لا تكون معتدا بها الا بوجود النية. واورد ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى اشكالا على هذا المذهب الذي هو مذهب جمهور الشراح فذكر ان تخصيص الاعمال بالشرعية فيه نظر. اذ كل الاعمال لا تصدر الا عن نية فكل عمل من طاعة او معصية او مباح لا يصدر الا عن نية من فاعله فان حركة النفس الى مرادها انما تكون بباعث منها هو المشار اليه بالنية فشيخ الاسلام يرى كما في قاعدة المحبة وغيرها ان الحديث عام غير خاص بالاعمال الشرعية وعلله لان الاعمال كلها لا تكون الا بنية. وهذا المعنى الذي ذكره شيخ الاسلام صحيح اعتبار المعنى اللغوي للنية فان المعنى اللغوي للنية هو قصد القلب. وكل كل عمل لا يمكن ان يأتيه الانسان الا بقصد منه. وان اريد بالنية المعنى الشرعي فعذر حمله على العموم فان النية شرعا هي ايش؟ ارادة القلب العمل تقربا الى الله هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله. وهذا لا يكون الا اذا كانت الاعمال شرعية لان الذي يتقرب اليه انما الذي يتقرب الى الله به انما هو الاعمال الشرعية. فيكون معنى الحديث انما الاعمال الشرعية كائنة بالنيات الشرعية. فان النية شرعا ليس مطلق قصد القلب او ارادته العمل وانما لا بد ان يقترن به معنى التقرب الى الله سبحانه وتعالى. وابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى جعل النية هنا موضوعة على الوضع اللغوي فاذا كانت موضوعة عن الوضع اللغوي صارت الاعمال عامة. لكن النيات ها هنا لا يراد بها عموم المعنى اللغوي بل يراد بها نية مخصوصة. ومن المصنفين في العلم ولا سيما من تأخر من جعل النية لها معنى نووي فقط. وحمل ما جاء من الاحاديث وغيرها على هذا المعنى. وان النية هي القلب هذا ليس صحيحا بل النية شرعا لابد ان يقترن بها قصد التقرب. فالنية هي قصد قلبي العمل او ارادة القلب العمل تقربا الى الله عز وجل. فيكون كلام ابي العباس ابن تيمية متعذرا على معنى الحديث المراد به النيات الشرعية فلابد من حمل الاعمال على الشرعية. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى مما يبين هذا المعنى تبويب البخاري رحمه الله في قوله باب ما جاء ان الاعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى فدخل فيه الايمان والوضوء والصلاة والزكاة والحج هو الصوم والاحكام. وهذا من البخاري مصير الى ان الاعمال ها هنا المراد بها الاعمال الشرعية. كما هو مذهب الجمهور وليس كل عمل خلافا لابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وقوله والحسبة اي طلب الاجر وانما ادخل البخاري رحمه الله تعالى هذا في الترجمة التي ترجم بها على هذا الحديث في كتاب الايمان لانه اورد حديثا اخر ما اورد حديثا اخر وهو حديث ابي مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل اذا انفق على امرأته كانت له ثقة فلما اورده ادخله في الترجمة وليس المقصود مستنبطا من حديث انما الاعمال بالنيات نعم. احسن الله اليكم قوله وانما لكل امرئ ما نوى. قال ابو العباس القرطبي فيه تحقيق لاشتراط النية والاخلاص والاعمال. وقال ابن عبد السلام الجملة لبيان ما يعتبر من الاعمال والثانية لبيان ما يترتب عليها قوله فمن المصنف رحمه الله تعالى هنا تفسير الجملة الثانية في الحديث بما نقله عن ابي العباس القطبي انه قال فيه تحقيق لاشتراط النية والاخلاص في الاعمال. وسبق ان ذكرت لكم ان لها معنى والاخلاص له معنى ثان فان النية كما سلف شرعا هي ارادة القلب العمل تقربا الى الله واما الاخلاص فهو تصفية القلب من ارادة غير الله عز وجل. فالاخلاص معنى خاص من النية فالنية عامة والاخلاص موضع خاص من النية العامة. ثم اتبعه بما نقله عن ابي محمد ابن عبد السلام رحمه الله تعالى من قوله الجملة الاولى لبيان ما يعتبر من الاعمال يعني جملة انما الاعمال بالنيات ان يتوا ببيان ما يترتب يترتب عليها اي وانما لكل امرئ ما نوى. وابين من هذا فيما اراده ان يقال ان الجملة متعلقة بالعمل. والجملة الثانية متعلقة بالعامل. فالاولى قال فيها صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات والثانية بين حظ العامل فقال وانما لكل امرئ ما نوى. نعم. احسن الله اليكم. قوله فمن كانت هجرته الى الله رسوله فهجرته الى الله ورسوله اي من كانت هجرته الى الله ورسوله نية وقصدا فهجرة الى الله ورسوله حكما وشرعا قوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأته ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ذكره بالظمير تحقيرا له وليتناول ما ذكره من المرأة وغيرها وهذا الحديث له سبب. وهو ان رجل هاجر من مكة الى المدينة. ليتزوج امرأة يقال لها ام قيس لا يريد فضيلة الهجرة فكان يقال له مهاجر ام قيس ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان الجملتين الاخيرتين من الحديث وهما مضروبتان مثلا الجملتين المصدر بهما فذكر النبي صلى الله عليه وسلم عملا واحدا هو الهجرة اختلف ما يترتب عليه من ثواب وحكم واجر باعتبار اختلاف نية لصاحبه فقال في الجملة الاولى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله اي نية وقصدا. فموجب الهجرة الهجرة الى الله ورسوله تقربا فهجرته الى الله ورسوله حكما وشرعا اي وقعت على الوجه الشرعي ويترتب على ذلك الاجر والثواب ثم اتبعه بالجملة الثانية ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأته ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه. وذكر ما هاجر اليه بالظمير تحقيرا له لقوله لدنيا يصيبها ولم يبين ومن كانت هجرته ولم يبين ما يهاجر اليه بل ذكره مضمرا لان في الاظمار تحقيق. فان طي الشيء بمنزلة حذفه وقد طواه بالة معروفة في اللسان العربي وهي الاضمار. والمراد بهذا الاضمار تحقير هذا المراد من اعراض الدنيا واغراظها. وهو ذلك يتناول ما ذكر من المرأة وغيرها. وانما افردت المرأة عند بعض الشراح لاجل السبب الذي ذكروه وعند من لا يقول بهذا كما سيأتي انما افرزت المرأة لانها من اعظم المطالب النفسية من اعراض الدنيا فان من اعظم الشهوات التي تطلبها النفوس شهوة النساء فذكرت لاجل هذا. اما كونها ذكرت لانها سبب كما قال المصنف وهذا الحديث له سبب وهناء رجلا هاجر من مكة الى المدينة الى اخره فهذه القصة رواها سعيد ابن في سننه ومن طريقة الطبراني في المعجم الكبير باسناد صحيح. لكن لم يثبت انها وقعت سببا لحديث انما الاعمال بالنيات وانما وقعت هذه القصة جانبا وقال النبي صلى الله عليه وسلم حديث انما الاعمال بنيات جانبا اخر لا تلازما بينهما. وهذا اخر البيان المحتاج اليه في هذه الجملة من هذا الكتاب