يا طالبا للعلم يرجو نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم في ادب والمتعلم للامام ابن جماعة الكناني الشافعي رحمة الله تعالى عليه. وقد وصل بنا المسير احبتي في رحلتنا الى الادب الثالث من اداب طالب العلم في درسه وحلقته والمنهج طلبه. كنا في المجلس السابق تكلمنا عن مجموعة من القواعد المهمة جدا هي طلب العلم. القاعدة الاولى كانت مطالب العلم عليه ان يبتدأ طريقه في هذا الدرب بحفظ كتاب الله سبحانه وتعالى فهو اصل العلوم. اذا اتقنه ينتقل بعد ذلك الى حفظ المختصرات التي يحدد التي يحددها شيوخه من اهل العلم الكبار وترتب هذه المختصرات بشكل منظم وكل مختصر يستشرحه على شيخ متقن ثم تكلمنا عن قضية انه يجب اجتناب دراسة الخلاف بين العلماء في بداية الطلب. وان هذا المنهج من اكثر المناهج التي تضيع ثمرة هذا العلم وبداية الطلب وان على طالب العلم ان يجتنب القراءة في المطولات ومطالعة المصنفات الكبرى في بداية دربه بل عليه ان ابتداء على حفظ المختصرات واستشراحها على الشيوخ الكبار اليوم ما زلنا نعيش مع ابن جماعة في هذه الفوائد العظيمة. الثمينة التي صبرتها الايام والسنون وعاش عليها العلماء واجتهدوا وبذلوا وفق منوالها وعلى ضوئها فانتجوا واثمروا وخرجوا ودنا بمصنفات عظمى هذه القواعد التي ساروا عليها قواعد مجربة. حنكتها التجارب وليست قوم مجرد تمضير من انسان لم يجرب العلم ولم تختبره الايام ولم يعرف اه معاركة المصنفات بل هذه من ابن جماعة امام حبر كبير من ائمة السادة الشافعية رحمة الله تعالى عليهم وهي قواعد متفق عليها بل ابن جماعة تلقاها عن اشياخه واشياخه اخذوها ممن قبلهم سالفا عن سالف. اذا احبتي علينا ان نأخذ هذه القواعد ونتعامل معها بكل جدية اذا اردنا ان نصل الى ما وصل اليه علماؤنا رحمة الله تعالى عليهم او الى شيء من ذلك. او الى شيء من ذلك. اليوم موعدنا احبتي مع الثالثة يقول فيها ابن جماعة عليه رحمة الله قال ان يصحح ما يقرأه قبل حفظه تصحيحا متقنا اما على الشيخ او على غيره ممن يعينه يقول لك ابن جماعة هذه المختصرات التي تريد ان تحفظها وهذه المشون التي تريد ان تضبطها. عليك يا طالب العلم قبل ان تحفظ ان تعرض هذا المتن وهذا المختصر على شيخ متقن. قد ضبط الالفاظ او على زميل لك متقدم في العلم قد ضبط هذه الالفاظ حتى تحفظ هذه الالفاظ باحكام. حذرا من التصحيف والتحريف اثناء الحفظ وهذا لربما يعسر على كثير من الطلبة. فاذا كان الطالب ممن يقرأ جيدا واتاه الله سبحانه وتعالى ملكة التركيز اثناء قراءة فهذا قد يستعين بقدراته اذا لم يجد شيخا او صديقا يعينه. والافضل في الحقيقة احبتي ان الطالب قبل ان يحفظ يعرض وبعد ان يحفظ يعرض المتن. وخصوصا بعد ان يحفظ. يعني ربما لن تجد شخصا او قل ان تجد شخصا تعرض عليه المتن قبل حفظ لكن بعد الحفظ عليك ان تسمع لزميلك لصديقك لوالدتك لاخيك لابيك لشقيقتك حتى لو كان الانسان الذي تسمع له ليس من طلبة العلم ولم طالب علم نشيط ينشط معك في حفظ المتون. سمع هذا المتن لاي شخص حتى لو من العوام. لان الانسان قد يغتر بحفظه اذا كان يسمعه مع نفسه لكن اذا بدأ يسمع للاخرين واعطى الكتاب لشخص امامه وبدأ يقرأ لربما وجد خللا لربما وجد فجوة لربما ظن نفسه انه قد حفظ وهو كان ليس حافظا على وجه التحقيق. وانما كان يسترق النظر اثناء حفظه للكتاب فوجد نفسه يجد فجوة كبيرة في حفظه. المهم عليك ان تسمع وان تعرض المحفوظ على المشايخ وعلى اصدقائك من طلبة العلم فان لم لم تجد فاعرضه على العوام قال ثم يحفظ بعد ذلك حفظا محكما الحفظ يجب ان يكون باحكام. كما تحفظ كتاب الله باحكام عليك ان تحفظ هذه المتون المختصرة باحكام واياك ان تأخذها بالتقصير اه او تقول احفظ بالمعنى بعض طلبة العلم يقول انا احفظ بالمعنى هذا لا يصلح عليك ان تحفظها كما وردت امامك كما تحفظ اسمك. هكذا حفظ العلماء المتون. اما تقول ليحفظ بالمعنى هذا الذي تحفظه بالمعنى بعد ايام سينقرض وسينتهي ولن ان تعود تتذكر حتى هذه المعاني التي اردت ان تحفظها. فاحفظ النص كما هو يبقى معك في المستقبل. طب يا شيخ انا انسى حتى لو نسيت كثيرا لا اشكال. هذه المتون حينما تعيدها مرارا وتكرارا وتعيد النظر فيها حفظا ومراجعة وتدريسا تتخمر في ذهنك وتبقى في قلبك وتدخل في عقلك الباطن كما يقولون. فاحفظ فكل حافظ امام قال ثم يكرر عليه بعد حفظه تكرارا جيدا بعض طلبة العلم يقول يا شيخ آآ انا احفظ وانسى وحينما اراجعه واسأله كم مرة البيت او المتن يقول انا اعيد مرة او مرتين او ثلاث بمجرد ان اشعر اني حفظت. اقول هذا خطأ كبير التكرار احبتي هو اهم وسيلة من وسائل الحفظ. لا بد تكرر الكتاب الذي تقرأه مرة فوق الخمسة عشر مرة او عشرين مرة نعم كرر عشرة عشرين ثلاثين اربعين كرر فهذا التكرار هو الذي يرسخ الحفظ. واياك ان تغتر يا طالب العلم اه بالحفظ الاولي بعض طلبة العلم يقرأ المتن يعيده مرة او مرتين يجد نفسه حفظ ينتقل. وهذا خطأ وهذا آآ اه بشيء من الاغترار بالنفس. اخي يا طالب العلم اعلم ان الحفظ الاولي ما زال على قشرة الدماغ وعلى قشرة الذاكرة. ولم يدخل بعد فانت اليوم نعم قد تحفظ المتن بمرة او مرتين لكن بعد نصف ساعة وبعد ساعة تعال فراجع تجد ان هذا الذي حفظته وكنت تظن انك اتقنته قد ذهب لذلك السبيل الاصيل لضبط الحفظ في القوة الباطنة للذهن او كما يقولون في العقل الباطن لتسترده وقت ما تحتاج اليه ان تكرر وانا اذكر زملائي في الجامعة بعض الزملاء اتاه الله سبحانه وتعالى قوة ان يكرر البيت ثلاثمئة مرة يكرر البيت ثلاث مئة مرة وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على عبيده. فكلما كان عنده قدرة على على التكرار اكثر واكثر كلما كان حفظ ارساخ وارسخ قال ثم يتعاهده في اوقات يقررها لتكرار مواضيع. يعني طالب العلم حينما يكون عنده مجموعة من المحفوظات متون متنوعة عليه ان يضع جدول برنامج ليعود الى هذه المحفوظات في كل فترة. يعود يمر عليها مثلا كل شهر او كل شهرين حسب البرنامج يستشير في هذا اهل الخبرة من الشيوخ الكبار. قال ولا يحفظ شيئا قبل تصحيحه. يعني ابن جماعة يشدد في هذه النقطة. يقول لك اياك ان تحفظ شيئا قبل ان تعرضه على شيوخك. قال لانه يقع في التحريف او التصحيف. يعني التحريف اه في الحركات او التصحيف للنقاط. قال وقد تقدم ان العلم لا يؤخذ من الكتب فانه من اضر ما فانه من المفاسد فانه من اضر المفاسد. يعني هو يكرر يقول لك انا قدمت لك سابقا ان العلم يجب ان لا يؤخذ من الكتب بل من افواه الشيوخ. وحتى المتون عليك ان تسمعها من افواه الشيوخ العلم لا يؤخذ من بطون الكتب ابتداء بل العلم يؤخذ من افواه الشيوخ. لذلك يحرص ابن جماعة ان يقول لك حتى المتون التي تريد ان تحفظها خذها من افواه الشيوخ ثم قال بعد ذلك وينبغي ان يحضر معه الدواة والقلم والسكين للتصحيح. طبعا بعض طالبة العلم يقول السكين ماذا يفعل بها؟ من سيقاتل بها؟ لا هو هذه وسيلة قديمة كانت احبتي لاصلاح الاخطاء في الاوراق القديمة. الاوراق القديمة ليست مثل الان تستطيع بممحاة ما شاء الله جيدة ان تزيل كل الاخطاء والاوهام قد كانوا يحتاجون للسكين ومعالجتها وما شابه ذلك لازالة الاخطاء التي تكون في الاوراق او الجلود التي يكتبون عليها فلذلك يقول لك الجماعة اذا اتيت بالمتن حتى تعرضه على شيخك عليك ان تحضر معك الدواء اللي هي الحبر علبة آآ او زجاجة كانوا يضعون فيها الحبر وتأتي بالقلم والريشة وتأتي بالسكين لتمحو الاخطاء. فيقول لك الشيخ عدل هذه وهذه حركتها بالفتحة وهذه بالكسرة فتعدل وتكون لهذه العملية قال آآ ولضبط ما يصححه لغة واعرابا. والشيخ ايضا سيصحح لك اعراب هذه الكلمات. فتكون ادوات في الكتابة حاضرة بين يديك قال واذا رد الشيخ عليه لفظة وظن الطالب يعني وظن الطالب ان رده خلاف الصواب او عالمه يعني اوجزه. يعني انت الان تعرض على الشيخ المتن. الان من جماعة نتكلم عن دقائق حتى في عملية عرض المتون على الاشياء. يقول اذا عرضت المتن على شيخك حتى يصححه لك فالشيخ صوب شيئا وانت ظننت او جزعت بان الشيخ قد اخطأ في هذا التصويب لربما لغفلة منه او سهو فماذا تفعل في هذه الحالة؟ هل تقول لا يا شيخ اخطأت بهذه الطريقة؟ لا هذه قلة ادب. بل ماذا تفعل؟ بطريقة مؤدبة تكرر الجملة مرة اخرى لعل الشيخ يسمعها مرة اخرى فينتبه على سروه. قال كرر اللفظة مع ما قبلها لينتبه لها الشيخ قال او يأتي بلفظ الصواب على سبيل الاستفهام. حل اخر انك تقول اه يا شيخ هذه اللفظة هكذا تلفظ مع انه الشخص صوبها الان بشكل خاطئ كما جزمت انت. فانت تأتي بالوجه الصواب على وجه الاستفهام لتنظر عن الشيخ سيصوبك او يخطئك قال اذا او يأتي بلفظ الصواب على سبيل الاستفهام. فربما وقع ذلك سهوا او سبق لسان لغفلة من الشيخ ولا يخلو انسان من السهو احبتي ولا يقول يعني اياك ان تقول للشيخ بل هي كذا يا شيخ انظر بعض الطلاب لا يحسن التفاعل مع الشيخ بشكل ايجابي. يحبب الشيخ به. للاسف بعض الطلاب هو الذي يختار تنفير قلب الشيخ من من خلال الاجابة باساليب آآ فيها نوع من سوء الادب. نقول يعني اقول فيها نوع من سوء. الادب وتنفر الشيخ وتزعجه وتشعر بان هذا الطالب لم يرتق بعد في مدارج والسالكين مدارج السالكين لطلب العلم. فعليك يا اخي الكريم ان تحترم هذا الشيخ حتى لو اخطأ لو اخطأ حتى لو سهى حتى لو غفل فاعلم انك في يوم من الايام ستكون شيخا ولابد ان تخطئ من منا لا يخطئ؟ هل هناك شيخ معصوم من الخطأ؟ هذا لا يوجد احبتي لا يوجد هناك انسان معصوم الخطأ وارد على الجميع السهو وارد على الجميع. فكما تحب ان يعاملك طالبك عندما تصبح شيخا عامل الان شيوخك طيب قال فان لم ينتبه قال فهل يجوز فيها كذا ممكن انه الشيخ مثلا انت اعدت اللفظة او استفهمت لم ينتبه فقل له مرة اخرى هل يجوز يا شيخ فيها كذا هذه اللفظة ان تلفظ على هذا الوجه فان رجع الشيخ الى الصواب فلا كلام. يعني خلص اذا الشيخ انتبه. واصلح الامر وتذكر لا كلام. والا طب الشيخ ما انتبه؟ ومضى الطالب قد ترك تحقيقها الى مجلس اخر. اتركها الى مجلس اخر بتلطف تعرضها عليه في ذاك المجلس الاخر. الاحتمال في النهاية ان يكون الصواب مع شيخ يعني بعض الطلبة اصالة هو يظن او يجزم ان الشيخ اخطأ وسهى وغفل. فاذا نحن نجد الشيخ هو الذي اصاب الطالب هو الذي اخطأ. وايهما اقرب الى الصواب برأيكم. الشيخ الذي مر على هذا المتن مرات ومرارا وتكرارا وشرحه واستشرحه. ام هذا الطالب الجديد عليه؟ في في العادة في العادة الذي يكون اقرب الى الصواب الشيخ الذي عرض هذا المتن على شيوخه في الماضي وشرح هذا المتن واستشرحه على شيوخه وقرأه من مصنفات فالشيخ في العهد هو اقرب الى الصواب فلعلك انت تجزم بان الشيخ اخطأ. والمخطئ هو انت في الحقيقة. فانتبه على هذا. قل وكذلك اذا تحقق وخطأ الشيخ في جواب مسألة نفس القضية اذا تحققت ان الشيخ اخطأ في جواب مسألة من المسائل لا يفوت تحقيقه ولا يأسر تداركه يعني يمكن ان يتدارك في المستقبل ولا يعصر ان يحقق ذلك في المستقبل. فعليك اذا اخي الكريم ان تؤجل تعديلك وتصويبك للشيخ في اجابته الى مجلس اخر حتى لا تحرج الشيخ امام السائلين قال فان كان كذلك ايش يعني فان كان كذلك؟ اه يعني الان عندنا حالتان الحالة الاولى كشريخ سئل سؤال فاجاب بشكل خاطئ وانت كطالب تدرك تماما وتجزب تماما ان الشيخ اخطأ في هذا الجواب سهوا وغفلة منه في هذه الحالة ننظر ان كان يمكن تدارك اه هذا الامر في المستقبل بان لم يكن هناك حاجة الى تصحيح الشيخ الان يمكن مثلا بعد نهاية المجلس تقول للشيخ يا شيخ ترى انت اجبت فلان الفلاني بهذه الطريقة واظن ان هناك ربما شيء من السهو والغفلة وقع في جوابه فلعلك تنبهنا في الدرس القادم. اذا كان ما في مشكلة ويمكن تعديل فعلا الامر في الدرس القادم يؤجل الطالب الامر الى ما بعد مجلس العلم. لكن احيانا يكون لا يمكن ان يؤجل الموضوع. هناك مثلا سائل غريب عن مجلس العلم او عامي مر سريعا فسأل الشيخ سؤال والشيخ اخطأ في اجابته هذا العامي سيذهب ولن يعود مرة اخرى. فلا يوجد هناك مجال لتدارك الموضوع. في هذه الحالة ماذا نفعل هنا نقول للطالب لا تحقيقا لمصلحة هذا الدين. نعم حاول ان تصلح الشيخ وان تنبه الشيخ بالطف الاساليب الممكنة. بالطف الاساليب الممكنة لانه في النهاية هاي حرمة الدين اعظم من حرمة الشيخ. وظهور الحق والصواب اعظم من حرمة الشيخ. فاذا لم نستطع ان نجمع بين المصلحتين فنقدم حرمة الدين هنا الطالب يحاول ان يصوب الشيخ باسهل الطرق والطفها. قال فان كان كذلك اي ان كان في تأخير آآ التعديل فوات تحقيق مسألة او يعصر تدارك الحال هذا معنى فان كان كذلك قال كالكتابة في لقاء الاستفتاء وكون السائل غريبا او بعيد الدار مثال على احوال يعصر فيها التأخير قال احيانا الشيخ يكتب الفتيا في رقاع الاستفتاء وهذا قديما. الان اذا كتبت هذه الفتية في الرقعة ستثبت. ويصعب التعديل بعد في هاي الحالة لا ان تقول للشيخ قبل ان تكتب فتياها في رقعة الاستفتاء. انتظر يا شيخ هناك تعديل. او يكون السائل كما قلنا غريبا او بعيد الدار اه او مشنعا يعني احيانا قد يكون السائل يعني قد يشنع اذا عرف ان الشيخ اخطأ بعض يعني سأل عندهم قلة ادب عندهم قلة ادب. فاذا مثلا الشيخ سهى او اخطأ شنع على الشيخ في الافاق وقال انا سألت الشيخ الفلاني هذه المسألة واخطأ في اجابته لي وقال كذا وكذا. واستمر الامر على خطأه. بعض السائلين في عندهم هذه الاشكالية اشكالية قلة الادب ويشنع على الاشياء. فهنا تلميذ الشيخ عليه من بره لشيخه مباشرة ان يتدارك الموقف قال كيف يتدارك هذا الموقف؟ قال عليه تنبيه الشيخ على ذلك في الحال. اما باشارة يشير للشيخ اشارة او تصريح يا شيخ انتبه ترى هذا السائل غريب ولربما وقع سهم في اجابتك. في هاي الحالة نعم سنقف حرمة لدين الله سبحانه وتعالى. وايضا في ذلك حفاظا على حرمة الشيخ في المستقبل لئلا ينقل عن شيخ الفتاوى الغالطة قال فان ترك ذلك فان ترك ذلك خيانة للشيخ يعني عدم تصويبك للشيخ في هذا الخطأ خيانة ليس بالدين بل حتى للشيخ. نعم. طب يا شيخ انا لا اريد ان احرج الشيخ امام هذا السائل. خلص بتمشي الفتية لأ من الحفاظ على حرمة الشيخ وعلى حرمة الدين قبل ذلك ان تعدل فتوى الشيخ اذا كان لا يمكن التدارك قال فيجب نصحه آآ بتيقظه لذلك بما امكن من تلطف او غيره. يعني ما في مجال الا الان نوقن الشيخ على الامر او على السهو او على خطأ الذي وقع فيه قال واذا وقع على مكان اه كتب قبالته عفوا واذا وقع انا اقرأها واذا وقع ظاهر العين بدأت تذهب. قال واذا وقف على مكان كتب قبالته بلغ العرض. او التصحيح ما معنى واذا وقف على مكانه؟ يقول اثناء عرضك على الشيخ وانت تعرض المتن او الحديث على شيخك ليصححه لك المكان الذي تقف عليه في المجلس مثلا اليوم قرأت صفحتين وستقف على ذلك. المكان الذي تقف عنده من دأب العلماء انهم يكتبون عنده بلغ اي بلغ العرض الى هنا. حتى اذا جاء المجلس القادم وفتحت الكتاب لتعرض على الشيخ تعرف من اين انتهيت. اذا قال واذا وقف على مكان في عرضه للكتاب اذا وقفت على مكان الشيخ قال لك خلاص نكمل في المجلس القادم. كتب قبالة هذا المكان الذي وقف عنده بلغ العرض او التصحيح بلغ يعني العرض الى هنا او بلغ التصحيح الى هنا. للمقصد الذي ذكرناه تمام. اذا الادب الثالث كان يتكلم عن ادب عرض المتون عن الاشياخ قبل ان تحفظ خشية من وقوع الخطأ فيها بسم الله ننتقل الان احبتي الى الادب الرابع. الادب الرابع ماذا يقول فيه ابن جماعة عليه رحمة الله؟ قال ان يبكر بسماع الحديث ولا يهمل الاشتغال به ولا يهمل اه الاشتغال به وبعلومه والنظر في اسناده ورجاله ومعانيه واحكامه وفوائده ولغته وتواريخه. هنا بالجماعة يوجهنا وينبهنا على القضية في الحقيقة قل الانتباه اليها في هذا الزمان وفي الزمن الجميل الزمن السالم زمن السلف رحمة الله عليهم كانوا يهتمون بها جدا. ويبدأون بها مع طلبة العلم في عمر مبكر يعني الطالب يكون في الحادي عشر من عمره او الثاني عشر ويبدأ يعرض كتب الحديث على الاشياخ ويسمعها من الاشياخ سماعا محققا بالاسانيد ويقف على اسماء الرجال ويبدأ رويدا رويدا يأخذ آآ المعاني المجملة في هذه الاحاديث. واما في زماننا فلربما الطالب يصل الى الخمسين او الستين من عمره وهو لم البخاري مرة في دهره او مسلم او كتب السنن. وهذا في الحقيقة اعتبره من تقصير طالب العلم. من التقصير الفظيع والذي لا يقبل والذي لن يؤهلك لتكون عالما ربانيا. انسان يزهد في قراءة كتب السنة. والوقوف على معاني احاديث محمد صلى الله عليه وسلم. هذا انسان غير موفق اذا بقي طوال عمره على هذه السنة وهو ان يزهد في قراءة كتب الحديث ويهتم فقط بعلوم العلوم العقلية وبكلام المتكلمين بخوض الخائضين. ويغفل عن سنة محمد صلى الله عليه عليه وسلم عن هديه. هذا في الحقيقة اجده شيء من عدم التوفيق اخي الكريم العلم يقوم على الكتاب الكريم والسنة المطهرة فمن جماعة قال لك في بداية طلبك عليك ان تحفظ القرآن ثم بعد ذلك وفي بداية الطلب عليك ان تشتغل بالسنة. نعم انت تحفظ المختصرات في النحو والصرف بلاغة واصول الفقه والفقه والاعتقاد. لكن هناك برنامج مستقل اسمه برنامج عرض كتب السنة برنامج ما اسمه برنامج عرض كتب السنة تعرض فيه هذه الكتب على الشيوخ. يكون هناك مجلس دوري في كل اسبوع مع الشيخ تبدأون به من صحيح البخاري ثم مسلم ثم تنتقلون الى سائر كتب السنن والمسانيد تقفون على اسماء الرجال ليس عرض هدر يقرأ السند والمتن قراءة سريعة كما يحدث للاسف الان في بعض مجالس السماع يظن الطالب انه عرض البخاري ومسلم على الشيخ ويكون في الحقيقة قراءة سريعة جدا لم لم تسمع اسماء الرجال بالتحقيق ولم يوقف على المعنى الاجمالي للحديث. ولم يعرف الطالب ما هو الباب الذي ورد فيه الحديث لشدة او لسرعة القراءة. هذه ليست قراءة نافعة وليست هي القراءة التي يرجى منها البناء العلمي. نحن نريد قراءة ممنهجة اه تنفع طالب العلم في المستقبل. هذه القراءة تكون ان الطالب يقرأ السند باكمله. يعرف اسماء الرجال الذين وردوا في السند ثم يمر على الحديث ان كان المعنى واضحا مجملا يعني المعنى واضحا في الجملة ذهب الى الحديث الذي يليه وهكذا اقرأ على شيخ متقن يعرف اسماء الرجال ويعرف كيف يتعامل مع الاحاديث. حتى اذا ما وقع اشكال صوب الشيخ ونبه وهذا الامر كما قلنا ينبغي من بداية طلبك للعلم يكون هناك برنامج خاص اسمه برنامج عرض كتب السنة تعرض على شيخ متقن حديثا حديثا. خلال ثلاث اربع خمس سنوات تكون وقفت على البخاري ومسلم وكتب السنن وشيء من المسانيد. وعرفت كيف التعامل مع الرجال وهذا في الحقيقة من العلوم التي تكاد تندرس في هذا الزمان الا مجالس السماع السريعة للاسف والتي قل ان يعني يستفيد منها الطالب شيئا مثمرا. فلذلك من جماعة يقول عليك ان تبكر بسماع الحديث ولا يهمل الاشتغال به وبعلوم الحديث جملة. علم الرجال علم الحلل بين فقه الحديث قالوا ينظر في الاسناد وفي الرجال وفي المعاني وفي الاحكام المستفادة عموما وفي الفوائد وفي اللغة وفي التواريخ كل الامور لان في النهاية حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال عليه الصلاة والسلام يشمل الاعتقاد يشمل الفقه يشمل السيرة يشمل التفسير. فالنبي عليه الصلاة والسلام شرح لنا كل شيء لكن هنا انبه على قضية نبهت عليها في المجلس السابق ان قضية معرفة الاحكام التي تؤخذ من الحديث لا يكون في وقت مبكر في الحقيقة. الاحكام الفقهية التي استنبطت اكون في مرحلة متأخرة بعد ان يدرس الطالب مذهبا معينا مؤصلا. ويعرف ادلة هذا المذهب من كتب الاحاديث بعد ذلك في اقبل يستطيع ان يعود الى كتب شروح الاحاديث ويستنبط الاحكام من هاي الاحاديث. اما ابتداء تستنبط احكام الحديثية والله رأي بما فيه كذا ورأي الشافعية كذا ورأي المالكية كذا هذا لا يصلح آآ يعني كثيرا احبتي تمام قال ويأتني اولا بصحيحي البخاري ومسلم ثم ببقية الكتب الاعلام والاصول المعتمدة في هذا الشأن. كموطأ ما لك وسنن ابي داوود والنسائي وابن ماجة وجامع الترمذي ومسند الشافعي. ولا ينبغي ان يقتصر على اقل من ذلك. يعني لا نقبل منك ان تقتصر على اقل من هذا على البخاري ومسلم وكتب السنن ومسند الدارمي ومسند الشافعي ووضع مسند الشافعي. لكن لو وضع مسند الدارمي لكان اولى. يعني مسند الدارمي اولى من مسند الامام الشافعي فهو ادق واحكم في هذا الباب من غيره لا يقبل اقل من ذلك من طالب العلم. اما طالب علم احبتي يصدر نفسه للناس وللعوام. ولا يكون عنده قراءة واطلاع جيد على كتب السنة هذا تقصير فظيع يعني لماذا تصدر نفسك على انك عالم وانت لم تقرأ كتب الاحاديث ولم تمر عليها؟ الان قضية طب يا شيخ هل احفظ هذه الكتب؟ الان هذا يعود الى مطالب العلم والوقت الذي يجري طالب العلم. لكن في الجملة يجب ايضا ان يكون لك محفوظ في الاحاديث محمد صلى الله عليه وسلم. في الجملة يجب ان يكون لك محفوظ من احاديث محمد صلى الله عليه وسلم. وآآ انا في يعني في هذا المكان انصح الطالب ان يسلك مسلكيه بحسب فراغه هناك بعض الطلبة يسلك مسل حفظ احاديث الاحكام يعني ماذا يفعل؟ يقول احفظ الاربعين النووية ثم بعد ذلك احفظ عمدة الاحكام لعبدالغني المقدسي. ثم بعد ذلك احفظ بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني او التحرير لابن عبدالهادي ثم بعد ذلك اه احفظ المنتقى للمجد ابن تيمية وهو اربعة الاف حديث اذا يحفظ الطالب عمدة اه الاربعين النووية ثم عمدة الاحكام ثم بلوغ المرملي بن حجر العسقلاني او المحرر لابن عبدالهادي. ثم ينتقل بعد ذلك للمنطقة. كتاب اتقى للمجد ابن تيمية وهو يحتوي اربعة الاف حديث فيقف هكذا على احاديث الاحكام. ثم بعد ان انتهى من حفظ جملة في احاديث الاحكام يذهب يحفظ مثلا رياض الصالحين للامام النووي لياخذ شيء من احاديث التزكية. وثم يحفظ كتاب مثلا السنة لابن ابي عاصم حتى ياخذ شيء من احاديث الاعتقاد فيكون عنده صورة جيدة او مادة جيدة في حديث النبي عليه الصلاة والسلام تسير معه في حياته. هذا البرنامج للطالب الذي العلم على كبر يعني في المرحلة الجامعية فصاعدا لم يشتغل بعلوم الحديث قبل ذلك. قد يكون هذا البرنامج نافى له بقوة. او من مضى به العمر. اما الطالب الذي وفقه الله لان يبتدأ بطلب الحديث على صغر فهذا نعم نوجهه بعد حفظ الاربعين النووية وعمدة الاحكام الى البدء بكتب اه الطوال نبدأ بحفظ البخاري ثم مسلم ثم السنن على الترتيب الذي يختاره اهل العلم. فهذا طبعا لمن بدأ كما قلنا بطلب حفظ الحديث على صغر اما من حفظ الحديث على الكبر فاكثر الطلبة لا يجدون وقتا لحفظ الكتب المطولة عن حفظ البخاري ومسلم والسنن يقول لك يا شيخ انا ما عندي وقت وهناك العديد من المتون والمطولات والكتب تحتاجها. فهنا في الحقيقة نعم يعني هنا وجه الطالب الى ان يسلك هذا المسلك مسلك احاديث الاحكام لانها تقتصر عليه كثيرا من اعيد هذا المسلك سريعا مسلك حفظ احاديث الاحكام. ابدأ بالاربعين النووية ثم بعمدة الاحكام ثم بلوغ المراب او المحرر لابن عبدالهادي. ثم المنتقى للمجد ابن تيمية اربعة الاف حديث استوعب فيها جل احاديث الاحكام ثم بعد ذلك ننتقل اه الى قراءة او حفظ عفوا اه رياض الصالحين للامام النووي ليجمع جملة من احاديث الاخلاق والزهد ويحفظ السنة عاصم يجمع جملة من احاديث الاعتقاد بعد ذلك عليه ان يعود للكتب المطولة. البخاري ومسلم وكتب السنن يستعرضها على الشيوخ. نعم. هنا تبدأ عرض هذه الكتب حتى ما فاتك من الفوائد تستطيع ان تحصل بقدر المستطاع يعني في النهاية بالتأكيد من حفظ كل هذه الكتب ليس مثلا لم يحفظها لكن اه ما لا يدرك كله لا يترك ففي هذه الحالة الطالب يستطيع ان يعرض هذه الكتب على الشيوخ ويحصل ما فيها من الفوائد. وكثرة المرور على هذه الكتب وادامة النظر فيها باذن الله يجعلك تقف على كثير من فوائدها واحكامها اه فقهها تمام؟ فاذا وقفنا هنا على ما يتعلق بعلم الحديث وما زال ابن جماعة يكمل يقول ونعم المعين للفقيه كتاب السنن الكبير لابي بكر البيهقي يعني ينصحك ايضا ان لا تقف فقط عند كتب السنن البخاري ومسلم بل تمضي للكتب ايضا التي دونها العلماء في السنة فاذا كتب كثيرة. كتاب السنة الكبير لابي بكر البيهقي وشعب الايمان للبيهقي. اه وكذلك يذهب الى المسانيد كمسند احمد بن حنبل. ومسند ابن حميد ومسند البزار. قالوا بمعرفة صحيح الحديث وحسنه وضعيفه. ومسنده ومرسله. ايضا من الامور المهمة ان الطالب يكون عنده قدرة على معرفة الحديث الصحيح من الحسن من الضعيف الحديث المسند من المرسل انه في النهاية قد تحتج انت بحديث فاذا هو حديث ضعيف. وقد تحتاج وقد تترك الاحتجاج بحديث فاذا هو الحديث الصحيح الذي يجب الاحتجاج به فمعرفة الصحيح من الحسد من الضعيف من الامور المهمة جدا لطالب العلم حتى لا يكون وقافا مع الاحاديث الضعيفة للاحاديث الصحيحة من حيث لا يدري قال فانه احد جناحي العلم بالشريعة والمبين للكثير من الجناح الاخر وهو القرآن. اذا ابن جماعة يقول لك الشريعة لها جناحان القرآن والسنة. فمعرفتك بعلوم الاحاديث والوقوف على كتب السنن يعرفك باحد الجناحين وهو السنة المطهرة وايضا يوقفك على معاني الجناح الاخر. وهو القرآن لان المترجم للقرآن والمبين للقرآن والمفصل للقرآن. هي سنة محمد صلى الله واله وسلم فمحمد صلى الله عليه وسلم بسنته قولا وفعلا وتقريرا كان ترجمة فعلية لكتاب الله. فالسنة امر مهم جدا اياك ان تزهد بها اياك ان تنشغل بقراءة اه كتب المتأخرين عن الوقوف على كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. لان بعض طلبة العلم عنده حب وشغف في قراءة الكتب المتأخرين والوقوف على كلام الغزالي والرازي وبن تيمية وابن حزم وابن القيم وينشغل بها عمره. فاذا قلت له هل قرأت احاديث محمد صلى صلى الله عليه وسلم يقول لا يقول الشكوة ابن تيمية والغزالي او فلان او فلان اهم اقول لك احذر محمد صلى الله عليه وسلم كلامه وحي من السماء كيف تعرض عن هذا الوحي وعن هذا النور منشغلا بكلام العلماء؟ نعم قراءة كلام العلماء مهمة. لكن عليك ان تستقي من المنبع الاصيل. من محمد صلى الله عليه وسلم من السراج الذي نشره في هذه الامة فهو في النهاية المعصوم الذي علينا ان نتبعه. انت لم تتعبد لا بالغزل ولا بالرازي ولا بابن تيمية ولا بابن القيم ولا بغيرهم. انت متعبد بمحمد صلى الله عليه وسلم. هؤلاء يشرحون هديه منهم من اصاب منهم من اخطأ في النهاية انت تقف مع كلام محمد صلى الله عليه وسلم وتعتبره هو القدوة وهي وهو الصراط الذي يجب عليك ان تتمسك به الى نهاية الدرب قال ولا يقنع بمجرد السماع كغالب محدثي هذا الزمان. انظروا المشكلة نفسها تتكرر في اكثر من زمن. حتى في زمن ابن جماعة كان هناك من يقرأ الاحاديث قراءة هذر مذر من دون فائدة ترجى. ابن جماعة يقول اقرأ الاحاديث قراءة سريعة ما عندنا مشكلة لكن اياك ان تقتنع وتقنع يعني اياك ان تقتنع ان هذه الطريقة صحيحة في طلب العلم واياك ان تقنع بهذا القدر انا في الحقيقة لا اقتنع بهذه القراءة السريعة جدا للاحاديث والاسانيد التي لا تكاد تفهم منها شيئا. او لا تكاد تقف على رجال الاسناد فاذا القارئ وصل الى الصفحة الخامسة او السادسة. هذه القراءة انا لا احبذها ابدا لطالب العلم تستهلك جزء من الوقت. القراءة الصحيحة القراءة هادئة المتأنية التي تستخلص منها الفوائد وتسجل اه فيها المعلومات. قال ولا يقنع بمجرد السماع كغالب محدث هذا الزمان بل يعتني بالدراية اشد من اعتنائه بالرواية. قال الشافعي رضي الله عنه من نظر في الحديث قويت حجته. انظر الشافعي ايش يقول من نظر في الحديث وادمن النظر في كتب السنة قويت حجته لانه يطلع على احاديث يستدل بها على خصومه اي انسان يسألك في مسألة او ينكر عليك وانت عندك حديث من احاديث محمد صلى الله عليه وسلم تعتمد عليه تستطيع ان ترد وان تبين حجتك بكل قوة. قال لان الدراية في النهاية هي المقصود لنقل الحديث وتبليغه اذا نكمل بعد ذلك اه يعني ما بقي بعد الصلاة. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. نعود احبتي فنكمل اه ما نحن فيه من مواضيع هذا الكتاب المبارك قال ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه في الادب الخامس اذا شرح محفوظاته المختصرات فضبطها فيها من الاشكالات والفوائد المهمات انتقل الى بحث المبسوطات اي المطولات من الكتب مع المطالعة الدائمة وتعليق ما يمر به او يسمعه من الفوائد النفيسة. والمسائل الدقيقة والفروع الغريبة وحل المشكلات والفروق بين احكام المشابهات المشابهات من جميع انواع العلوم ولو كانت المتشابهات بدل المشابهات لكانت افضل وهي في نسخة من نسخ هذا الكتاب. انتقل ابن جماعة رحمة الله عليه الى خطوة جديدة في حياة طالب بالعلم بعد ان حفظ طالب العلم القرآن الكريم ثم انتقل بعد ذلك الى حفظ المختصرات في كل فن وعرضها على الاشياخ حفظا وشرحا الان بعد انتهاء هذه المرحلة وهذه المرحلة طبعا تأخذ من طالب العلم من خمس الى ست الى سبع سنوات حسب تفرغ طالب العلم بعد انتهاء هذه ينتقل الطالب كما قلنا الى مرحلة جرد المطولات وقراءة الكتب الموسوعية في العلم الشرعي في الفنون التي يريد ان يختص بها. ولذلك قال ابن جماعة اذا شرحت المحفوظات المختصرات ما فيها من الاشكالات بعد ذلك يحق لك ان تنتقل الى قراءة المبسوطات من كتب اهل العلم. واعطاك فن قراءة هذه مبسوطة فهذه المبسوطات لن تحفظ لكنك ستمر عليها بتركيز. ماذا تفعل؟ المطالعة الدائمة ادامة النظر فيها. تعليق ما يمر به اي فائدة او معلومة جديدة تمر عليك تعلقها على حاشية الكتاب او على الصفحة النهائية من الكتاب المهم على دفتر المهم تجعل مكان للتعليق اه قالوا او يعلق ما يسمعه من الفوائد النفيسة من الشيوخ على هذه الكتب اه كذلك يهتم بحل المشكلات والمعضلات العلمية. ويفرق بين الاحكام المتشابهات من خلال ادامة النظر ومعرفة الفروق. بين في جميع انواع العلوم يعني هذه العملية عليك ان تمارسها في جميع انواع العلوم. سواء قرأت المصنف المطولات في النحو وفي اصول الفقه او في الفقه او في الاعتقاد عليك ان تسلك هذا المسلك القراءة المركزة الجادة في كتب اهل العلم. قال ولا يستقل بفائدة يسمعها. يعني اياك ان تستقل وتقول هذه هينة او يمكن ان اجدها في مكان اخر فلا اذوا منها لا يصلح. اي فائدة تحصلها قيدها بالكتابة. قال ولا يستقل بفائدة يسمعها او يتهاون بقاعدة يضبطها. بل يبادر الى تعليقها وحفظها. ولتكن همته في طلب العلم عالية فلا نكتفي بقليل العلم مع امكان كثيره. ولا يقنع من ارث الانبياء. صلوات الله عليهم بيسيره ولا يؤخر تحصيل فائدة تمكن منها او يشغله الامر والتسويف عنها فان للتأخير افات ولانه اذا حصلها في الزمن الحاضر حصل في الزمن الثاني غيرها. ابن جماعة اذا يدعوك الان الى رفع مستوى الطموح الى رفع الهمة ولتكن همتك يا طالب العلم همة حثيثة جادة دائمة همة انسان لا يشبع وكما قال ابن عباس من همان لا يشبعان طالب علم وطالب مال. طالب العلم لا يشبع من القراءة من التصنيف من الجمع من التحصيل من اخذ من السنة الشيوخ ومن بطون الكتب. طالب العلم الذي يبحث عن العلم بحق تجده دائما مشغول الخاطر والذهن في مسائل العلم يحاول ان يصل الى فائدة الى حل معضلة يحاول ان يصل الى حكم شرعي او مسألة نحوية. هذا الذهن دائما في انشغال مستمر من اجل لتحصيل العلم والنهل منه. هكذا كانت همة الاوائل رحمة الله تعالى عليهم. فنالوا الكثير من العلوم. اما نحن لما فترت الهمم عندنا واصبحنا نكتفي بقراءة الكتاب والكتابين ثم نصدر انفسنا على اننا الائمة الكبار الذين لا يشق لنا غبار واصبحنا نزهد من سيرة السلف ومن كتب ونقول هذه كتب مضاجيلها وذهب وقتها واليوم نحتاج الى كتب جديدة الى فكر جديد. هم لا يحتاجون الى فكر جديد. هم تقاعسوا عن قراءة تلك بالكتب تكاسلوا عن طلبها فاصبحوا يهونون على انفسهم هذا الكسل ويقولون نحن نريد ان نجدد. ومن في الحقيقة يريدون ان يذهبوا بالامة لا تلقى عين قذر. نعم هؤلاء الذين يزهدون بقراءة المطولات والمصنفات الكبار. ويقولون دعوكم من هذا التخلف والرجوع الى الوراء. اعلموا اصحاب همم قاصرة اناس مفلسون لم يجدوا توفيقا من الله سبحانه وتعالى لهم فارادوا ان يبرروا تقصيرهم في حياتهم وتكاسلهم وعزهم ويظهروه في مظهر الانسان الكيس الفطن الذي يريد ان يجدد ويريد ان يأتي بالشيء الجديد. ودعونا نفكر في امور اخرى. قل عن نفسك كنت كسولا. قل عن نفسك لم اعطى توفيقا من الله سبحانه وتعالى لاقرأ هذه المصنفات. قل عن نفسك لم استطع ان ابذل جهدي وقف عند هذه النقطة هذا اولى من ان تخسر الدنيا والاخرة. نعم خسرت هذه الدنيا فلم تقف على كتب اهل العلم. لكن يرجى ببركة النية الصالحة ان الله سبحانه وتعالى يرفعك اذا حثت الجدد والجيل الصاعد من طلبة العلم على الرجوع الى كتب التراث التي لم تجد من يرشدك اليها. اما ان تفقد انت الرجوع الى كتب ثم تزهد طلبة العلم بها فهذا من الخذلان. نسأل الله سبحانه وتعالى الا يحرمنا من فضله قال واياك من التسويف. فعلا التسويف وتأخير الاعمال الى الاوقات من رعونات النفس. كما قال السكندري في حكمه ان تأخير الاعمال الى اوقات الفراغ من رعونات النفس. لماذا؟ لان كثيرا من الناس يأخذ هذه السياسة. سياسة التصوير. هذا الشرح وهذا الدرس غدا اسمعه. وهذه المحاضرة لعلي في المساء افعله وهذا الشيء غدا. طب ماذا تفعل الان؟ تجده اما في ملهى. يعني من ملاهي الحياة الدنيا او مأكل او مشرب او يريد ان يخرج زيارة مع اصدقائه او يريد ان يخرج في رحلة او فرجة هذا همه يخشى ان تفوته الفرج والجلسات والسهرات والاجتماعات ولا يخشى ان يفوته مجلس علم او سماع محاضرة او قراءة كتاب. هذا احبتي دلالة على قلة التوفيق. ولو وفق الله سبحانه وتعالى الانسان لوفق الله سبحانه وتعالى طالب العلم اما عالية ستجد هذا الطالب يزهد في كل اللقاءات وفي كل حقوق الاجتماعات وفي كل اه المتنزهات وهمه وشغفه وعقله منشغل ومرتبط من كتب العلم لربما يخرج الى فرجة ينزه بها عن نفسه في كل شهر لكن ان يخرج في كل يوم وفي كل اسبوع فهذه دلالة ضعف في الهمم نسأل الله ان يقينا ضعف العزائم. فكلنا معرض لهذا الفتور. قال ويغتنموا وقت فراغه ونشاطه وزمن عافيته وشرخ شبابه يعني اوائل الشباب ونباهة خاطره وقلة شواغله قبل عوارض البطالة او موانع الرياسة. هنا يحثك بالجماعة يا طالب العلم قبل ان تأخذك الدنيا وقبل ان تنشغل بالوظائف وقبل ان تنشغل بالزواج وتكاليف الابناء قبل ان تخوض في بحار هذه الحياة الدنيا استغل فترة الشباب وشرخ الشباب استغل اوقات الفراغ اوقات العافية. هذه الغنيمة استغلها في طلب العلم. غدا لن تستطيع ان تحفظ هو ان تقرأ وان تطالع كما تستطيع انت اليوم. حينما تأتيك الشواغل ستعد اصابع الندم على كل ساعة فاتت من عمرك. كنت بامكانك ان تشغلها بالعلم فاذا انت اشغلتها وسائل التواصل الاجتماعي تعلق وتضحك وتبتسم وتنشر صورة لك وصورة لاصدقائك. في الحقيقة اتعجب من بعض طلبة العلم. الان هم يزعمون انهم طلبة علم وفي اوقات الفراغ واذا هم يستغلون هذه الاوقات امام وسائل التواصل. هذا يعبر عن احساسه وهذا يعبر عن شعوره وهذا يعبر عن خواطره. اخي الكريم حافظ على مشاعرك حافظ على خواطرك. اجعلها كلها في العلم. حافظ على هذه الازمان وهذه الدقائق وهذه الانفاس. صدقني غدا حينما اشعر بالافلاس العلمي وانك لم تضبط شيء من العلوم. ستعض اصابع الندم على كل ساعة كان بامكانك ان ان تكون فيها طالب علم. فكنت فيها طالب دنيا او طالب ولا لذلك ابن جماعة هنا نصيحة للشباب. نصيحة لمن كان في بوادر العمر. استغلوا الحياة. استغلوا العافية. استغلوا هذه الفترة قبل ان تفوتكم قال او موانع الرياسة عوارض البطالة او موانع الرياسة. استغلوا قبل ان تصبحوا رؤساء قبل ان تتولوا رئاسة عمل علمي او رئاسة مشروع او رئاسة مركز او ما شابه استغلوا احبتي فترة الشباب. بعض الشباب يبادر الى التصدر. يبادر الى ان يكون مسؤولا او رئيسا في منطقة او محل او مشروع علمي او او دنيوي. ابن جماعة يقول لكم ايها الشباب قبل ان تنشغلوا بالترأس ويكون النهم عندكم ان تصبحوا رؤساء يصفق لكم ويشار اليكم بالتعلم فان الانسان اذا اصبح مسؤولا عن عمل ضاع وقته في هذه الاعمال. وهنا اوجه نصيحة للشباب الذين يعملون في العمل الاسلامي. عليكم احبتي الا تخدعوا عليكم ان لا تغتروا بمن يقول لكم تصدروا في اماكن العمل واذهبوا واعملوا في هنا وهنا وهنا وكونوا على آآ اوائل الصفوف يريدون ان يضعوكم في الصدارة ويريدون ان يقحموكم في مزالق الحياة الدنيا والفتن والشبهات قبل ان اه تنضج الثمرة قبل ان تصبحوا مؤهلين علميا وفكريا وثقافيا وشرعيا لتولي هذه المناصب وللتصدر في هذه الاماكن. اياكم ان يغركم بعض المتعجلين لقطف الثمار. ويقول لكم يا فلان انت ما شاء الله تحسن الكلام. اذهب تصدع وانت يا فلان قرأت كتابين او ثلاث وتحسن نصف الجمل. اذهب وتكلم وقل هذه الصفوف وهذه الجماهير احبتي هذا من تلبيس ابليس وصدقوني لو انه هذا الناصح لو كان حكيما لقال لك اجلس في بيتك اذهب تعلم انت انسان نبي انت انسان للنبي ليس مكانك ان تقف الان في الصف الاول. مكانك ان تجلس وتتعلم لتكون عالما لهذه الامة. هكذا الانسان الذكي الحصيف ينصح طلبة العلم ينصح من يرجى فيه الخير لهذه الامة. اما الانسان العجول الانسان المستهتر الانسان الذي لم يعرف طبيعة هذا الدين وحركة التاريخ وكيفية النهضة الصحيحة فانه يتعجل بإذهاب الشباب الى محارق لا يعرفون منتهاها قال عمر رضي الله تعالى عنه تفقهوا قبل ان تسودوا. وقال الشافعي رضي الله عنه تفقه قبل ان ترأس. هؤلاء الائمة الكبار ينصحونكم هذه النصائح فاذا رئست فلا سبيل الى الفقه وليحذر هو يقول لك اذا رئست فلا سبيل الى الفقه انتهى كل شيء. نعم. والا وليحذر من نظره اه نفسه بعين الكمال والاستغناء عن المشايخ. هذه نصيحة لمن تقدم في طلبة العلم. انصح بها نفسي واحبتي ممن لديهم باع جيد في قراءة المصنفات العلمية اياكم للحظة واحدة ان تتوهموا انكم تستغنون عن المشايخ واهل العلم. اياكم ان تظنوا في انفسكم الكمال وانكم الان علماء وانتم ما زلتم في مدارج الطلب. بعض طلبة العلم اذا وجد جمهورا يصفق له ووجد الناس يجتمعون حوله ووجد اقبالا على صفحته على وسائل التواصل او حضور بعض طلبة العلم في مجالسه ظن بنفسه انه اصبح عالما كبيرا تحريرا لا يحتاج الى مراجعة الاشياخ ولا يحب ان يظهر امام طلبته جالسا في مجلس عالم. حتى لا يقال فلان الذي يدرسنا ها هو في مجلس العلم. صدقوني احبتي رأينا من يخشى ان ينظر في مجالس العلم. ممن تصدر للتعليم يخشى ان يرقبه الطلاب في مجالس العلم. وهذا من الخذلان نسأل الله العافية. من كان صادقا لله سبحانه ومن كان مخلصا فانه لا يستحي من ان يرى في مجالس العلم حتى لو تصدر. هكذا كان العلماء الكبار يجلس العالم مع من هو اعلم منه سنوات ويستفيد منه. احمد ابن حنبل وهو في كبره وهو يعلم الناس ويتصدر لتدريسه اسمع ان عالما قدم من منطقة من مناطق الارض فيذهب ويحمل محبرته يركض مع الطلبة. فرآه بعض الناس وقالوا الى متى يا احمد تركض مع الطلاب قالت ان من المقبرة الى المحبرة. هكذا كان العلماء لا يوجد شيء يسمى انا اصبحت عالما استغني عن الجلوس بين يدي المشايخ. هذه النظرة العليا النفس هي دلالة وامارة نفاق ورياء عليك ان تتخلص منه. لا اجامل في مثل هذه الامور لانها امور مفصلية في حياتك. اخي طالب العلم احذر من تلبيس ابليس قال فان ذلك عين الجهل. وقلة المعرفة وما يفوته اكثر مما يحصله. كلما مضيت اكثر في طريق العلم كلما عرفت انك اجهل وانك تفقد الكثير من المعلومات وكلما قل سيرك في العلم وقلت معرفتك ظننت نفسك اعلم. هذه قاعدة منعكسة هذه قاعدة منعكسة فصار في طريق العلم عرف انه اجهل. ومن قل مسيره في العلم ظن نفسه اعظم الا وقد تقدم قول سعيد بن جبير لا يزال الرجل عالما ما تعلم فاذا ترك التعلم وظن انه قد استغنى فهو اجهل ما يكون قال واذا كملت اهليته وظهرت فضيلته ومر على اكثر كتب الفن او المشهورة منها بعثا ومراجعة ومطالعة حينئذ اشتغل بالتصنيف. وليس كما يحدث الان طالب العلم يقرأ كتاب او كتابين في الفن. فاذا هناك شروح اه في المكتبات مطبوعة باسمه وهناك واسمه مرقوم على صفحات الوسائل التواصل الاجتماعي. احبتي من يريد ان يصنف هذا الرجل يكون قتل هذا العلم بحثا ونظرا ودراية وليس طالب اخذ كتابا او كتابين. القضية ليس المهم ان تجد اسمك مرصوف على اسماء الكتب. وفي المكتبات الناس تقول ما شاء الله فلان له تأليف كذا وكذا وفلان ما شاء الله له مئة مصنف وهذا له مئة تحقيق. احبتي ما تكتبون سيشهد عليكم يوم القيامة. ان كتبتموه من غير اتقان ستقفون بين يدي الله سبحانه هل هذا مما كتبت ايديكم عن علم ونظر؟ هل قلتم علي بما لا تعلمون؟ فاعدوا جوابا امام الله سبحانه قال وبالنظر في مذاهب العلماء سالكا طريق الانصاف فيما يفعله من الخلاف. قالوا بالنظر في مذاهب العلماء. يتكلم عن مسألة الترجيح. من الذي يحق له يرجح هل الذي يرجح طالب علم ما زال على مستوى الاجرومية ونظم الورقات وحفظ عمدة الاحكام هل هذا هو الذي يرجح؟ هل هل طالب العلم الذي يرجح هو الطالب الذي يذهب الى فتح الباري ابن حجر ويبدأ يتصفح وينظر فيقول والله هذا القول اجده يتوافق مع عقلي وهواي واو يتوافق والله اعلم مع مذاهب اهل العلم فاختاره وافتي به. هل هذا الذي يرجح نحن الان اخواني نعاني من ازمة في هذا الموضوع. موضوع الترجيح الدكتور الجامعي يرجح ويقول انا دكتور جامعي احبتي كلمة دكتور جامعي ليست من عند اهل العلم من اه اهليات الترجيح. ابدا لا تعني شيئا في باب الترجيح الذي يرجح هو العالم النحرير الذي ضبط النحو واللغة والاصول ووقف على علم الحديث وعرف الصحيح والضعيف ووقف على مذاهب العلماء فعرف مذهب فمذهب به ودرج عليه ثم انتقل الى المذاهب الاخرى دراية ومعرفة ثم بعد ذلك رجح. عرف مقاصد الشريعة ودرسها وضبطها واحكم مداخل العلوم ومخارجها بعد ذلك يرجح وليس الشخص الذي يعني صعد في مراتب الدراسات الاكاديمية او اه حصل على كتاب او كتابين او اجازة من الشيوخ او شهادات اعتماد من بعض البرامج هو الذي يرجح ليس الطالب الذي وجد جمهورا يصفق له ووجد الناس يحبون كلامه هو الذي يرجح الذي يرجح هو العالم النحرير. وهذا امر ستقف بين يدي الله ايها المرجح. اذا كنت تعلم نفسك لست عالما وهذا انت تدركه من نفسك. فاياك ان ترجح قف على المذهب الذي تمذهبت به واما ان ترجح وان تنصب نفسك امام الناس مرجحا وانت لا تضبط مذهبا واحدا من مذاهب العلماء فهذه قلة ديانة هذه قلة ديانة وهذا كلام اوجهه للمتصدرين في المعاهد الشرعية وفي الدراسات الاكاديمية وفي الجامعات وعلى مراتب الشيوخ وعلى وسائل التواصل اذا رجحت وانت تعلم من نفسك انك لم لم تصل الى مرتبة الترجيح فهذه قلة ديانة. ستسأل عنها امام الله غررت الناس غررت العوام واوهمتهم انك اهل لهذا المرء لهذه المرتبة وانك قرأت كتب اهل العلم ووقفت على المطولات وانت في الحقيقة لم تمر على اكثر من مجلد او مجلدين في الفقه وغيره من العلوم. اتق الله سبحانه وتعالى فان تقوى الله عز وجل هي الخطوة والاولى للنهضة بهذه الامة ان يكون عندنا علماء يتقون ربهم سبحانه ويعرفون ان تقوى الله عز وجل اهم من الجمهور ومن الثناء ومن الناس حينئذ نستطيع ان نقول اننا بدأنا بحركة نهضة علمية حقيقية لنصنع واقعا جديدا لامتنا اذهب الى الادب السادس قال ان يلزم حلقة شيخه في التدريس والاقراء. بل وجميع مجالسه اذا امكن فانه لا يزيده الا خيرا او تحصيلا وادبا وتفضيلا. كما قال علي رضي الله عنه في حديث متقدم ولا تشبع من طول صحبته انما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء نعم احبتي طالب العلم علي ان ان يحرص على ملازمة الشيخ هذه القضية بدأ فيها من جماعة في الموضوع السادس موضوع ملازمة الشيوخ على طالب العلم ان يحرص على ملازمة الشيوخ السنوات الطوال. العلم لا بيوم ولا بيومين صدقوني احبتي في اقامتنا للمدينة النبوية جلسنا على ايدي شيوخ كبار شيوخ كبار في اعمارهم في الخامسة والاربعين والسادس والاربعين وكانوا يقولون لنا نحن الان هم في هذا عمر يلازمون الشيوخ الكبار لهم الذين علموهم وهم طلبة علم. اذكر شيخنا عبد الله البالغ يمتعه الله بالصحة والعافية. وهو من الدكاترة الكبار كان في الجامعة الاسلامية في المدينة النبوية. كنا نلازمه ونحفر بين يديه في الجامعة وفي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان كبيرا في السن لكنه قال انا الى الان ما زلت الازم شيخي عبدالوهاب الشنقيطي حفظه الله الشيخ عبدالله البارح وهو يدرسنا وهو في سن فوق الاربعين لا يستحي بل يفتخر ان يقول انا الان اجالس الشيخ عبدالوهاب الشنقيطي وما زلت ملازما له ولازمته عشرة اعوام هكذا اصبح عالما. هذا الرجل اه عبد الله البارق متعه الله بالصحة والعافية. رأيته رجلا موسوعيا في اصول الفقه وفي العلوم جملة لا تكاد تسمع باسم كتاب الا وقد وقف عليه وقرأه ونظر فيه. فعرفت انه لم يؤتى هذا النهم في العلم الا بجد في ملازمة العلماء متابعة لهمساتهم وكلماتهم وتأدب على ايديهم فرزقه الله سبحانه وتعالى النهم لطلب العلم. فيتفرغ في مكتبته في بيته الساعات الطوالية اكثر من عشر ساعات يوميا في القراءة اسأل الله سبحانه وتعالى ان يجزيهم عنا خير الجزاء على تربيتهم وتأديبهم وتعليمهم قال ويجتهد على مواظبة خدمه والمسارعة اليها. فان ذلك يكسبه شرفا وتبجيلا. خدمة الشيوخ هذه فكرة تكررت مع ابن جماعة في اكثر من موضع ولا يقتصر في الحلقة على سماع درسه فقط اذا امكنه فان ذلك علامة قصور. يعني اذا كنت في حلقة الشيخ لا تقتصر فقط على سماع درسك. بل حاول ان تسمع كل الدروس التي يعطيها الشيخ. لكن هذا متى احبتي؟ كما قلنا اذا كنت تستطيع ان تجمع بين اكثر من فن فاجلس في حلقة الشيخ في اكثر من فن. يعني مثلا الشيخ درس بعد الظهر النحو وبعد العصر الفقه. هكذا كان الاشياخ قديما يدرسون في اكثر من علم في اوقات مختلفة. ابن جماعة يقول لك يا طالب العلم لازم هذا الشيخ في جميع الدروس والحلقات قال اذا كنت ممن يستطيع الملازمة. اذا كنت تستطيع ان تحضر اكثر من فن. اما اذا كانت طاقتك لا تستوعب اكثر من فن لا اقتصر على فن واحد. فهو يحثك اذا باختصار على ملازمة الشيخ في حلقاته. قال بل يعتني بسائر الدروس المشروحة ضبطا وتعليقا ونقلا ان احتمل ذهنه ذلك ويشارك واصحابه حتى كأن كل درس منها له. يعني يقول لك حاول ان تشارك في جميع الدروس. اذا كان الدرس مكرر او دروس مثلا في كتاب انت حتى هنا عم شارك فيها لكن اذا كان فن جديد انت لم تشرع فيه فهذا يتوقف على البرنامج العلمي والشيخ هو خير ناصح لك في هذا؟ قال ولعمري ان الامر لك كذلك للحريص فان عجز عن ضبط جميعها اهتنى بالاهم فالاهم منها. اذا كان ابن جماعة عاد فتدارك. قال ان هذا الامر حضور جميع مجالس الشيخ خالد الانسان الحريص الذي يستطيع ذنبه ان يستوعب اما من لا يستطيع ذهنه استيعاب جميع الدروس فعليه ان يهتني بالاهم فالاهم منها. قالوا ينبغي ان يتذاكر مواظبوا مجلس الشيخ ما وقع فيه من الفوائد والضوابط والقواعد وغير ذلك. وان يعيدوا كلام الشيخ ما بينهم. فان في المذاكرة نفعا عظيما وينبغي المذاكرة في ذلك عند القيام من مجلسه قبل تفرق اذهانهم وتشتت خواطرهم وشذوذ بعض ما سمعوه عن افهاههم عن افهامهم ثم يتذاكرونه في بعض الاوقات. يعني من جماعة ننتقل ايضا الى موضوع مهم موضوع المذاكرة. والمذاكرة تكون بين طلبة العلم وبين الاقراف الطلب. وهكذا كان دأب العلماء العالم في اثناء طلبه كان متخذا قرينا من اصحاب الخير وليس قرن سوء. هذا القرين يذاكر معهم هذا العالم جميع او طالب العلم جميع الدروس التي سمعها من شيخه. هي رحلة الطلب. لابد للانسان ان يتخذ فيها رفيقا يعاونه على اتمام هذه الرحلة. ويقول لك ابن جماعة عليك ان تتذاكر المسائل التي طرحها الشيخ مباشرة بعد ان قام الشيخ من مجلسه تبدأون المذاكرة حتى لا تنسى هذه المسائل. ثم تعيدون فتتذاكرون هذه المسائل في وقت اخر ايضا لا اشكال. لكن ركز على اهمية المذاكرة في في بداية او بعد انتهاء الدرس مباشرة قال الخطيب البغدادي وافضل المذاكرة مذاكرة الليل هذا وقت الخطيب البغدادي هكذا يرى يرى ان المذاكرة بالليل افضل وهذه المسائل العبثية حقيقة تختلف باختلاف حال طالب العلم. لذلك لا نلزم طالب العلم بوقت معين الوقت الذي تجد فيه نفسك منشرح للمذاكرة. رتب فيه موعدا مع اصدقائك وكان جماعة من السلف يبدأون في المذاكرة من العشاء. فربما لم يقوموا حتى يسمعوا اذان الصبح وما اجمل هذه الجلسات العلمية اذا وفقك الله الى صحبة اناس يعشقون العلم. صدقني ستجد رحلة العلم اجمل رحلة تعيشها في الحياة اذا وفقك الله سبحانه وتعالى لرفقة هؤلاء الصالحين الانقياء الاتقياء. هم الواحد فيهم ان يضبط مسألة او يقف على شرح هؤلاء هم زينة الحياة الدنيا اسأل الله الا يحرمنا من مجالسهم قال فاذا لم يجد الطالب من يذاكره ذكر نفسه بنفسه خاصة في زمن غربة العلم كهذا الزمن. وكرر معنى ما سمعه ولفظه. آآ على قلبه ليعلق ذلك على خاطره في ان تكرار المعنى على القلب كتكرار اللفظ على اللسان سواء بسواء. يقول لك ابن جماعة اذا لم تجد رفيقا في رحلة الحياة وكثير من الطلبة يشكو من هذا الامر فاتخذ نفسك رفيقا. بل بعض اهل العلم يقول كنت اسمي ومحفوظي للجدران وللبهائم عجيب حالهم كنت اسمي محفوظي للجدران وللبهائم. اتوهم ان هناك شخص يجلس امامه يبدأ يتذاكر معه العلم ويسمى معه. انه يجلس امام بهيمة او دابة او امام هذه الجدران. لكن هذا يدل على اهمية ان الانسان يتذاكر العلم ويمرر المعلومات التي اخذها من الشيخ اكثر من مرة على قلبه. فهو يشبهها كما ان الحفظ يحتاج الى تكرار كذلك ضبط المسائل الدقيقة احبتي لا يكون الا بتكرار امرارها على القلب. قال وقل ان يفلح اقتصر على الفكر والتعقل بحضرة الشيخ خاصة ثم يتركه ويقوم ولا يعاوده. يعني لا يفلح في علمه من كان طلبه للعلم واستحضاره المسائل والتفننه فيها فقط في مجالس العلم. فاذا انفض المجلس وعاد الى بيته اشتغل بوسائل التواصل والتهب التلفاز ومع الاهل والخلان هذا قل ان يفلح لان العلم الشرعي يجب ان يبقى على ذهن الطالب يمر معه في كل ايامه وفي كل ساعاته ودقائقه ما وجد لذلك سبيلا فلذلك يقول لك ابن جماعة لابد من المذاكرة. اما ان تحضر المجلس ثم تغلق الكتاب كما يفعل طلبتنا اليوم. ثم لا يفتح الكتاب الا في الدورة القادمة او في المجلس القادم. هذا يمكن ان يفلح وهذه اظنها مشكلة احبتي من اكبر المشاكل التي يعاني منها طلبة علم اليوم. عدم المراجعة. ان الطالب لا يمر على الكتب لا يمر على المسائل بعد ان يأخذها من الشيخ يغلق الكتاب في مجلس العلم ثم في المحاضرة القادمة يبدأ يفتح الكتاب ويحاول ان يتذكره يلملم وهذا لا يصلح احبتي طلب العلم عملية جدية مستمرة هي رحلة حياة عليكم ان تعشقوا هذه الرحلة. عليكم ان تحبوا العلم عليكم ان تتعاملوا معه كما تتعاملون مع معشوق نعم هذا معشوق عليك ان تتعامل معه وهذا اجمل عشق. هذا اطهر عشق هذا اروع عشق ان يرزقك الله سبحانه وتعالى عشق العلم طيب نكمل ذهب الوقت والان سيتكلم عن مسألة يعني ناخذ شيء من الادب السابع قال اذا حضر مجلس الشيخ سلم على الحاضرين بصوت يسمعه جميعهم وخص الشيخ بزيادة تحية واكرام وهذا مر معنا سابقا. وكذلك يسلم اذا انصرف. السلام اذا دخلت على حلقة العلم والسلام اذا خرج وعد بعضهم حلقة العلم في حال اخذهم فيه من المواضع التي لا يسلم فيها. يعني بعض العلماء وقد ذكر هذا الحنابل والله من اهل العلم يقولون اذا دخلت على تسعين فهذا ليس موضع سلام. فنجلس مباشرة من دون ان تطرح التحية حتى لا تشغل الشيخ والطلبة. لكن اه ابن جماعة له رأي اخر. يقول وهذا خلاف ما عليه العرف والعمل يعني يقول الاصل ان السلام ايضا يكون في حلقة العلم وهذا الرأي لبعض اهل العلم مرجوح. هذا هو رأيي بالجماعة يرى ان هذا ايضا من المجالس العامة مجلس العلم من المجالس التي ينبغي ان يطرح فيها السلف. لكن استثنى قال لكن يتجه ذلك في شخص واحد مشتغل بحفظ درسه وتكراره. يعني دخلت المسجد او حلقة او مكتبة فوجدت شخص مشغول بالمراجعة والتكرار لا تقطع حبل افكاره بالسلام. نعم هذا هو الافضل وهذا استحبه كثير من اهل العلم وهذا من جماعة يرجح هذا طيب قال واذا سلم عليه فلا يتخطى رقاب الحاضرين. يقول اذا دخلت على مجلس العلم وسلمت قال لا تتخطى رقاب الحاضرين وتتجاوزهم الى قرب الشيخ قال فلا يتخطى رقاب الحاضرين الى قرب الشيخ من لم يكن منزلته كذلك. ان بعض طالبة العلم ربما الشيخ هو اصلا يقدمه لامر معين ما هو القارئ او المستملي او الشيخ يريد لانه يضبط له شيئا في الكتاب فمرتبته ان يكون بقرب الشيخ فحتى لو جاء متأخرا لهذا اما غيرهم ممن ليس منزلتهم بقرب الشيخ فهذا يجلس حيث انتهى به المجلس. قال بل يجلس حيث انتهى به المجلس كما ورد في الحديث فان صرع له الشيخ والحاضر بالتقدم او كانت منزلته يعني التقدم او كان يعلم ايثار الشيخ والجماعة. لذلك فلا بأس يعني لا بأس ان تتقدم اذا كان يعني المجال والظروف متاحة لذلك باختصار قال ولا يقيم احدا من مجلسه او ولا يقيم احدا من مجلسه او يزاحمه قصدا. فان اثره الغير بمجلسه لم يقبل الا ان يكون في ذلك مصلحة يعني اذا اتيت الى مجلس العلم اياك ان تقيم رجل من مجلسه وتجلس فيه فلست انت باحق بذلك من من هو صاحب الاحقية لانه سبقك اليه. الان هو قال لك وقد اجلس فالاصل ايضا لا تقبل وتتمنى فان هذا لا يليق بك. ودلالة تكبر وانك ترى نفسك احق من هذا المكان منه. فقبلت مباشرة لكن اذا كان هناك مصلحة في جلوسك في هذا المكان فدائما اه المصالح تقدر بقدرها اه قال الا ان يكون في ذلك مصلحة يعرفها القوم وينتفعون بها من بحثه مثلا مع الشيخ لقربه منه او لكونه كبير في السن مثلا يحتاج ان نتكأ على حائط او كثير الفضيلة والصلاح قال ولا ينبغي لاحد ان يؤثر بقربه من الشيخ الا لمن هو اولى بذلك لسنه او علمه او صلاحه. يعني الطالب النبيه المجلس هو فارغ فيجلس في اخر المجلس بل يتقدم الى قرب الشيخ ولا تؤثر بذلك احدا فالايثار لا يكون في الطاعات وفي القرى هذه قاعدة عامة في باب العبادات بل الايثار يكون في امور الدنيا قال بل يحرص على القرب من الشيخ اذا لم يرتفع في المجلس على من هو افضل منه. اذا كان هناك افضل لا ارجع. ما في افضل كن انت متقدما وحريصا على هذا هذه المنزلة. قال واذا كان الشيخ في صدر مكان فافضل الجماعة احق بما على يمينه ويساره. يعني اذا كان الشيخ تصدر في مكان معين افضل القوم الناس اصحاب الصلاح والعلم اين يجلسون نعم اصحاب الصراع والعلم المفضلون يجلسون عن يمين ويسار الشيخ. هذا مكان التفضيل. قالوا وان كان الشيخ على طرف صفة او نحوها يعني دكة مرتفعة عن الارض قال فالمبجلون مع الحائط او مع طرفها قبالته. فيكون اهل الصلاح والفضل اه على الحائط متكئون على الحائط قبالة شيخ وليس في المنتصف لا يركون على شيء. هذا طبعا يتعلق باهل الفضل والصلاح قال وينبغي للرفقاء في درس واحد او دروس ان يجتمعوا في جهة واحدة ليكون نظر الشيخ اليهم جميعا عند الشرح. ولا يخص بعضهم اه في ذلك دون بعض. يعني من كان يأخذ على الشيخ علم معين فهؤلاء الرفقة الذين يأخذون علم معين يكونون في مكان واحد. ليس احدهم هنا والاخر في الجهة الاخرى كيف اضطر ان يفرق النظر هنا وهناك؟ حتى يسمع هذا ويسمع هذا لا انتم تأخذون درسا واحدا مشتركون في سماع هذه المادة. والشيخ يسمعكم في واحد يشتركون في زاوية واحدة. وهذا لربما يتعلق يعني بطريقة طلب العلم في الزمن الغابر قال وقد جرت العادة في مجالس التدريس بجلوس متميزين قبالة وجه المدرس او المبجلين من معيد او زائل عن يمينه او يساره. يقول هذه العادة التي سار عليها العلماء ان المتميزين او المبجلين هم الذين يأخذون حظوة والمكانة العليا في المجلس سواء كان عن يمين او يسار الشيخ او في قربه طيب الان هل نكمل الادب الثامن؟ ارى ان نقف عند الادب الثامن حتى لا نطيل المجلس. وفي المحاضرة القادمة باذن الله احبتي نكمل مسيرتنا الجميلة الرائعة مع ابن جماعة يعرفنا على مسالك الطلب ومناهج الادب عند علمائنا الاوائل وهذا نهاية المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم