السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات آآ واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم كما عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس السادس في شرح الكتاب الرابع من برنامج التعليم المستمد في سنته الاولى سنة ثلاثين بعد الاربع مئة والالف والالف واحدى وثلاثين بعد الاربع مئة والالف. وهو كتاب تعليم الاحب حديث النووي وابن رجب بالعلامة فيصل بن عبد العزيز ال مبارك رحمه الله ويتلوه اعلام السنة المنشورة للعلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى ثم يتلوهما الدرس الثاني في شرح الكتاب السادس وهو كتاب قرة العين للعلامة ابن محمد الحطاب الرعيني رحمه الله تعالى ثم يتلوه الكتاب السابع وهو القول منير للعلامة اسماعيل ابن عثمان الزين رحمه الله تعالى. وقد انتهى من البيان في الكتاب الرابع الى قول المصنف رحمه الله تعالى الحديث الثالث عشر. احسن الله اليكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين. قال النووي رحمه الله تعالى الحديث الثالث عشر. عن ابي حمزة انس ابن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. رواه البخاري ومسلم. قال الشارح رحمه الله تعالى. قال ابن الصلاح وهذا قد يعد من الصعب الممتنع وليس كذلك. اذ معناه لا يكون ايمان احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب في الاسلام ايحب لنفسه والقيام بذلك يحصل بان يحب له حصولا مثل ذلك من جهة لا يزاحمه فيها. وذلك سهل على القلب السليم يعني من الغش والغل والحسد. اكتفى المصنف رحمه الله تعالى في ايضاح معنى هذا الحديث بالنقل المذكور عن ابن الصلاح. وهو في كتابه صيانة صحيح مسلم. واهل علمي رحمهم الله تعالى يدركون ان العلم من فروض الكفايات. فاذا قام قائم به سقط عنه البيان اللازم وهذا وجه اكتفاء المصنف رحمه الله تعالى بنقل كلام ابن الصلاح تبعا لغيره فان اما من الصلاح نقله جماعة من شراح هذا الحديث كالنووي في شرح مسلم والمناوي فيض القدير. وهذا الكلام كله لابن الصلاح. وينتهي الى قوله وذلك سهل على القلب السليم فالكلمات الخمس في اخره وهي قوله يعني من الغش والغل والحسد من تفسير المصنف رحمه الله تعالى. وقد المنوي في فيض القدير. فظن ان كلاما من الصلاح ينتهي الى قوله من الصعب الممتنع لانه نقله بواسطة النووي. وظن ان ما بعد ذلك استدراك على كلام ابن الصلاح وهو قوله وليس كذلك. والامر بخلاف ما توهمه المناوي في فيض القدير بل الكلام كله لابن الصلاحي في شرح هذا الحديث في صيانة صحيح مسلم. فينبغي ان يتنبه في هذا الوهم الواقع في فيض القدير. قد ذكر ابن الصلاحي رحمه الله تعالى ان المذكور في في حديث يعد من الصعب الممتنع اي مما يصعب على النفوس ويمتنع عليها فان امر المحبة شديد ومن المشقة ان يحب الانسان لغيره ما يحبه لنفسه. فان المرء مفطور على تقديم حظ نفسه على حظ غيره. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الامر لا يشتمل على منازعة تحصل بها الخصومة فليس المقصود ان يكون محب ان تكون محبته الخير لغيره موجبة نقصا له. هذا معنى كلامه. وانما توجب له كمالا وتوجب لغيره كمالا دون حدوث نقص وقد بين ذلك فقال اذ معناه لا يكمل ايمان احدكم فالايمان المنفي هنا هو الايمان الكامل التام ولا يقصد به نفي اصل الايمان. وهذا التركيب موضوع في السنة للدلالة على وجوب ما ذكر فيه كما ذكر هذا من وابن رجب احسنت قلنا وذكر هذا الاصل ابو العباس ابن تيمية في كتاب الايمان وحفيده التلمذة ابو الفرج ابن رجب في فتح الباري. فقوله صلى الله عليه وسلم هنا لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه دال على وجوب المذكور فيه. فيجب على العبد ان يحب لاخيه ما يحب لنفسه. واخوه هو المسلم كما وقع التصريح به عند النسائي وغيره. والمحبوب له هو الخير كما وقع ايضا في بعض طرق الحديث ما يحب لنفسه من الخير. وقد ذكر المصنف رحمه الله وقد ذكر ابن الصلاحي رحمه الله تعالى ان القيام بذلك يحصل بان يحب له حصول مثل ذلك من جهة لا يزاحم فيها اي يوجد له كمال من المحبوب كما يوجد لاخيه كمال من المحبوب. ولا يستلزم ذلك نقص ما يناله هو من الخير. ويفسر هذا تتمة كلامه ابن الصلاح. في هذا الموضع ولم حذفه فانه قال بعد قوله من جهة لا يزاحمه فيها قال بحيث لا تنقص النعمة على اخيه شيئا من النعمة عليه بحيث لا تنقص النعمة على اخيه شيئا من النعمة عليه. انتهى كلامه. فيكونان مستويان في باصابة حظهما من النعمة. ثم قال ابن الصلاح وذلك سهل على القلب السليم. ثم قال في اتمة كلامه وانما يعسر على القلب الدغل. والقلب الدغل هو المشتمل على الدغل والدغل اسم جامع لكل مفسد قلبي فيندرج في ذلك الغش والغل والحسد اللواتي ذكرهن المصنف رحمه الله تعالى. وهذا تفسير للقلب ببعض افراده. واحسن شيء ذكر في تفسير القلب السليم ما ذكره ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ان القلب السليم هو السالب من كل شبهة وشهوة ذلك ان الامراض التي تعتور القلوب هي امراض الشهوات والشبهات. فالقلب السالم منها هو القلب وتحصيل هذا الامر كما ذكر ابن الصلاحي سهل على من كان قلبه سليما على من كان قلبه دغلا. فان القلب السليم لا ينطوي على كراهة وصول الخير لغيره بخلاف القلب الدغل. فيحتاج العبد الى دوام النظر في طهارة قلبه. حتى يتحقق له الوفاء بهذا الواجب. وهذا امر يشق لان فيه منازعة لما طبعت عليه النفوس من محبة العلو في الارظ وكراهة وصول غيرها الى ما وصلت اليه كما قال الحسن البصري ما خلا جسد من حسد ولكن يبديه والكريم يخفيه. فالمرء محتاج لمكابدة هذه الجبلة الخلقية التي خلق فان الانسان طبع على الظلم والجهل كما قال تعالى في خلقته انه كان ظلوما جهولا ومن ظلمه وجهله انطواء نفسه على كراهة صبغ غيره له في المرادات المطلوبات فيحتاج المرء الى مجاهدة عظيمة ولما كان هذا هو اصل اسد فليس الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير. كما قاله من قاله في حده بل الحسد هو كراهية وصول النعمة الى الغير. ولو لم يتمنى زوالها. فمجرد كراهية ذلك هو حسد نعم احسن الله اليكم قال النووي رحمه الله تعالى الحديث الرابع عشر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم الا باحدى ثلاث. الثيب الزاني والنفس بالنفس. والتارك لدينه المفارق للجماعة رواه البخاري ومسلم. قال الشارح رحمه الله تعالى جاء في هذا الحديث جاء في هذا المعنى متعددة وفي حديث عثمان رضي الله عنه رجل كفر بعد اسلامه او زنا بعد احصانه او نفسا بغير نفس قوله والتارك لدينه المفارق للجماعة اي فارق جماعة المسلمين بالارتداد قال ابن رجب رحمه الله تعالى فلو سب الله تعالى او رسوله صلى الله عليه وسلم وهو مقر بالشهادتين ابيح دمه لانه قد ترك بذلك دينه وكذلك لو استهان بالمصحف والقاه في القاذورات او جحد ما يعلم من الدين بالضرورة كالصلاة وما ذلك انتهى. قال الامام احمد رحمه الله تعالى اذا ترك الصلاة كفر وقتل ولو لم يجحد وجوبها وقال الجمهور يقتل حدا لا كفرا. وقال القرطبي رحمه الله تعالى ظاهر قوله ظاهر قوله المفارق للجماعة انه نعت للتارك لدينه لانه اذا ترك دينه قد فارق جماعة المسلمين. غير انه يلتحق به كل من خرج عن جماعة المسلمين وان لم يرتد كمن يمتنع من اقامة الحد عليه اذا وجب. ويقاتل على ذلك كاهل البغي وقطاع الطريق والمحاربين من الخوارج وغيرهم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في بيان معنى هذا الحديث ان ما طمنه من حكم جاء معناه في احاديث متعددة ذكر منها حديث عثمان رضي الله عنه عند النسائي بسند صحيح. وفيه ذكر الثلاثة. وجاءت احاديث زائدة. دل على وجود اسباب اخرى يستباح بها دم العبد المسلم ومن ذلك ما تضمنه كلام ابن رجب رحمه الله تعالى. الا ان التحقيق في تلك الاحاديث مما صح منها هو ما انتهى اليه تحرير العلامة ابي الفرج ابن رجب رحمه الله تعالى ان الاسباب المبيحة لدم المسلم ارجعوا الى ثلاثة اصول الاول انتهاك الفرج الحرام والمذكور منه في هذا الحديث الثيب الزاني. والمراد بالثيب هو المحصن. وهو من وطئ وطأ كاملا في نكاح تام. والاصل الثاني سفك الدم الحرام والمذكور منه في هذا الحديث هو قتل النفس المكافئة فان شرط النفس التي تؤخذ بالقتل حدا ان تكون مكافئة لمن قتلها فلا يقتل مسلم بكافر وغير ذلك من احوال المكافأة المذكورة عند الفقهاء والاصل ثالث ترك الدين ومفارقة الجماعة. والمذكور منه في هذا الحديث هو الارتداد في قوله والتارك لدينه المفارق للجماعة. فان المراد به مفارقتها بالردة وهذا الجمع ينبئ عن كمال تحقيق علم الاولين. فان جماعة كثر من الفقهاء عددوا الاسباب المبيحة للدم. واوردوا الاحاديث المروية فيها. وما ثبت من الاحاديث اذ فيمكن رده الى هذه الاصول. والجمع والتقسيم من محاسن التعليم. كما سبق من كمال علم ابي الفرج في رجب لما وهم وهم من الاحاديث المروية ذكر انه يصح اشياء اخر ذكر ان ما صحة يرجع الى هذه الاصول الثلاثة. وان هذا الحديث اشتمل على الاشارة الى تلك الاصول بذكر بعض افرادها من تلك الافراد الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق الجماعة ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى كلام القرطبي في بيان المفارق للجماعة هو في كتابه المفتن في شرح صحيح مسلم والمنقول هنا مختصر تبعا لمن اختصره النووي وابن حجر وحاصل ما قرره القرطبي في المفهم ان كل من فارق الجماعة يصدق عليه انه بدل دينه. ان كل من فارق الجماعة يصدق عليه انه بدل دينه غير ان المرتد بدل كل الدين. واما من لم يرتد فانه بدل بعضه. فمثلا من ترك دين الاسلام وصار يهوديا او نصرانيا فهذا فارق الجماعة وبدل دينه كله. واما من جلس لقطع الطريق او كان من اهل البغي فهذا فارق ساعة وبدل بعض دينه لانه انحاز عن جماعة المسلمين وخرج عن لحمتهم فله حظ من التبديل. وهذا الحديث فيه تصديق لما ذكرت لكم بما سلف ان الاسم الموضوع للدلالة على المسلمين هو اسم الجماعة. وما عدا ذلك فهو القاب لهذا الاسم. فان امة الدعوة تنقسم الى ثلاثة اقسام. القسم الاول والقسم الثاني الفرقة والقسم الثالث الملة. فالجماعة هم المتمسكون هنا بالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. والفرقة هم من خرج عن الجماعة بغير مكفر الله هم من خرج عن الجماعة بمكفر. وحينئذ الاحاديث المروية في الطائفة المنصورة والفرقة الناجية وغيرها هي القاب للاسم الاصلي. الموضوع للمسلمين في الخطاب الشرعي وهو الجماعة. كما ان في هذا الحديث بالبيان الذي ذكره القرطبي يدرك منه ان مفارقة جماعة المسلمين والصيرورة الى اسم لا تختص بالبدع الاعتقادية. بل تكون بالافعال فان اهل البغي وقطاع الطريق مفترقون خارجون عن جماعة المسلمين. وهم لا تنطوي نفوسهم على بدعة اعتقادية. وانما لهم فعل خرجوا به عن جماعة المسلمين وبيان حقيقة الفرقة ومأخذ الافتراض فيه غموض عند المتكلمين في الاعتقاد لان اكثر من صنف في هذا هم غير اهل السنة والجماعة. بل يقطع المرء انه لا يوجد كتاب محرر لاهل السنة والجماعة في الفرق والملل وانما يعولون على كتابات اليافعي والشارستاني بحزم هم مختلفون في حظهم من القرب من السنة والبعد عنها. ومن اراد ان يتبين ان حقائق هذه المسائل فليعول على ما في السنة واثار السلف. وصعوبتها تدل على فليس لاحد ان يتجرأ في الكلام فيها دون خطام ولا زمام. وهو لم ترسخ قدمه في تعيين حقائق هذه اسماء ومعرفة المآخذ التي تدخل وتخرج من الفرق. فاليوم يوجد من ينسب الى فرقة ولا تصح نسبته اليها. ويوجد من هو حقيق بالنسبة الى فرقة. ولا توجد نسبته اليها. لان استبانة الحقائق الشرعية عند الناس في هذا الامر فيها ضعف لضعفهم في فهم مدرك الشرع في الجماعة والافتراء ولا ادل على ذلك من عدم عقل المعنى المفرق بين الجماعة والفرقة والملة واستحداث مصطلحات وليدة كالمنهج والفكري والحزبي والتيار طائفة والجماعة وغيرها على غير المعنى الشرعي لا تؤدي لهذه الحقائق. وهذا يبينك ان العلم عظيم وان امره ثقيل. وليس يستطيع ان يتكلم في دقائقه احاد الناس وافراد والطغاة والعمائر والعوام ومن ورائهم من المثقفين والمفكرين وانصاف المتعلمين. ولما صار العلم حمى مستباحا يتكلم فيه كل احد حصلت مثل هذه المقالات الفارغة ووقعت الفرقة والنفرة بين المسلمين امور يمكن لم الشيعة فيها ورأب الصدع. واهملت امور عظيمة هي موجبة للابطال وحقيقة بالانكار لاجل الجهل بهذه الحقائق. ولا يعدل السلامة شيء طالب العلم السلامة فليتحرى طالب العلم السلامة دائما. وليكل الامر اذا اهله اذا لم يبتلى بالافتاء والتصدر لجماعة المسلمين. فان يكون حرز بيته وحبيسا. امره خير له من ان يقع فيما يسأل عنه غدا ولا يكون له جواب مقنع. والامر كما ذكر ابن دقيق العيد في بالاقتراح قال اعراض المسلمين حفرة من حفر النار. وقع على شفيرها طائفتان الحكام والعلماء فينبغي ان يحذر الانسان هذا الامر اشد الحذر. نعم. احسن الله اليك قال النووي رحمه الله تعالى الحديث الخامس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. ومن كان بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه. رواه البخاري ومسلم. قال الشارح رحمه الله تعالى في هذا الحديث الحث على مكارم الاخلاق وفيه ان هذه الثلاثة من خصال الايمان. قوله من كان يؤمن بالله واليوم الاخر اي من كان يؤمن بالله من كان يؤمن الايمان الكامل المنجي من عذاب الله الموصل. الموصل الى رضوان الله وفي الحديث الامر بقول الخير او الصمت واكرام الضيف للجار والضيف ذكر المصنف رحمه الله تعالى في بيان معنى هذا الحديث ان هذا الحديث مشتمل على الحث على مكارم الاخلاق اي الحظ عليها والامر بها. ومكارم الاخلاق اي المنصوبة اي المنسوبة الى الكرم وهو العلو والرفعة. فان الشريعة جاءت بملاحظة مكارم الاخلاق. ومعاليها روى احمد بسند حسن من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق وهذا الحديث مشتمل على ثلاثة من خصال على ثلاث من خصال الايمان هي من مكارم الاخلاق. وهي من جملة ما يندرج في كمال الايمان ولذلك قال المصنف في شرحه من كان يؤمن الايمان الكامل فهي تتعلق بكمال الايمان لا باصله فمن اخل بها نقص ايمانه ولم ينتفي عنه بالكلية. فقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى في معنى هذا الحديث ان هذا الحديث فيه الامر بقول الخير او الصمت واكرام جاري والضيف. فهي ثلاث ايصال احداها قول الخير او الصمت وثانيها اكرام الجار وثالثها اكرام الضيف وهي من معاني وهي من معالي الاخلاق ومكارمها. وذكر اليوم الاخر دون اركان الايمان في هذا البناء من كان يؤمن بالله واليوم الاخر وهذا موجود كثيرا في القرآن اشارة الى الثواب والعقاب. فذكر اليوم الاخر مع ذكر الايمان بالله دون بقية افراد الايمان فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم من يكن يؤمن من كان يؤمن بالله والملائكة وانما قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر ذكر اليوم الاخر اشارة الى ما يجزى به العبد على هذه الاعمال من ثواب حسن او سيء قضوا عليه والاقتران والافراد له دلالات متنوعة كما سبق ذكره ومنها هذا بل ومنه قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر. فهم ذكروا ايمانا بالمجازي وهو الله وذكروا ايمانهم بمحل الجزاء وهو اليوم الاخر. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا. وتقدم ان الخير في الشرع اسم لكل ما رغب فيه شرعا. اسم لكل ما رغب فيه شرعا. وعلى هذا فالخير من القول هو كما قال ابن حجر في فتح الباري اسم لكل الاقوال المطلوبة فرضا او نفلا. اسم لكل الاقوال المطلوبة فرضا او نفلا فالانسان مأمور بان يقول الخير. فان لم يمكن له ان يقول الخير فانه مأمور بالصمت وليس المراد بالصمت هو ان لا يتكلم في الحرام لان الكلام في الحرام مفروغ من النهي عنه وانما المقصود في هذا الحديث الارشاد الى الامتناع عن المباح من الكلام. لانه لا يؤمن ان الى حرام وارشد الى ما يمنعه من الوقوع في الحرام في ارشاده الى الصمت ولماذا لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فليسكت وانما قال فليصمت؟ ما الجواب ها يا عبد الله طيب ما الجواب الصمت ابلغ من السكوت ما الدليل ها كف قدميك يا اخي رجليك ان لم تكن مريظا كفها ولابد تقولوا مثل هذا الاخ وهذه قاعدة كل لفظ اختارته الشريعة فهو اكمل من غيره. هذه قاعدة ينبغي ان تكون عندكم مقررة لا بد ان يكون عدول النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكر السكوت الى ذكر الصمت بمعنى مستكن في الصمت لا يوجد في السكوت طيب نقربه لكم يؤثر عن علي انه قال الصمت حكم والسكوت هذا ما يدل على شيء بل الصمت حكم والسكوت سلامة محمد الصمت عن روية وفكر. فهو ينقطع عن الكلام عن فكر وروية فيما ينبغي ان كلم او لا يتكلم فيه. اما السكوت فهو انقطاع مجرد عن الكلام. وهي لا يلزم ان يكون عن روية وفكر فالصمت اكمل فهو انقطاع عن الكلام بصمت وروية. ولذلك يقول البعلي صاحب بلوغ القاصد يقول اطل صمتا ولا تعجل بافتاء تهز فادري فكل العقل في صمت ونصف العلم لا ادري. فكل العقل في صمت ونصف العلم لا ادري. فهذا وجه اختيار النبي صلى الله عليه وسلم هذا اللفظ دون لفظ السكوت وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب وبالله التوفيق