السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات. وتعبدنا به طول الحياة الى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا ذا الدرس السابع في شرح الكتاب الرابع من برنامج التعليم المستمر في سنته الاولى بعد الاربعمائة والالف واحدى وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو كتاب تعليم الاحب للعلامة فيصل ال مبارك رحمه الله ويتلوه الكتاب الخامس وهو اعلام السنة منشورة للعلامة حافظ ابن احمد الحكمي رحمه الله تعالى. ثم يتلوهما الدرس الثالث في شرح الكتاب السادس وهو قرة العين للعلامة محمد ابن محمد الحطاب الرعيني رحمه الله تعالى ثم الكتاب السابع وهو القول المنير للعلامة ابن عثمان الزين رحمه الله تعالى. وقد انتهى البيان في الكتاب الرابع لا يقول المصنف رحمه الله تعالى الحديث السادس عشر. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين. قال النووي رحمه الله تعالى الحديث السادس عشر عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم اوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب. رواه البخاري. قال الشارح رحمه الله تعالى هذه وصية وجيهة نافعة فان الغضب جماع الشر وباب من مداخل الشيطان والتحرز منه جماع للخير وطرد للشيطان قيل لابن المبارك اجمع لنا حسن الخلق في كلمة. قال ترك الغضب. وقال عمر بن عبدالعزيز قد افلح من عصم من الهوى والغضب والطمع. ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان الحديث السادس عشر الذي اورده النووي رحمه الله تعالى في اربعينه. واستفتح بيانه بذكر رتبته المنبئة عن شرفه وعلو قدره فقال هذه وصية وجيزة نافعة والوصية اسم في للعرب موظوع لما يعظم. وعلى هذا جرى نسق الخطاب الشرعي. فان اسم الوصية في كتاب الله سنة النبي صلى الله عليه وسلم انما يتعلق بالمعظمات. ولما كان هذا الحديث مشتملا على امر عظيم وصفه المصنف بقوله هذه وصية وجيزة نافعة والوصية تمدح بشيئين اثنين احدهما وجازتها فهي قصيرة غير طويلة. لان ما قل اجدروا ان يحفظ ويقبض دون ما كثر. والاخر النفع فان الكلام انما يرسل ويسبل غيثه ابتغاء وقوع نفعه. لا مجرد رصف حروفه حرفا الى اخر وهذان الوصفان مجتمعان في الوصايا الالهية والنبوية. فان ان ما اوصى به الله عز وجل في كتابه او اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه كله وجيز نافع وقد جمع جماعة من اهل العلم ما جاء في القرآن بمفرده او في السنة بمفردها في كتب مصندة مصنفة باسم الوصايا. قديما وحديثا. وهي من اعظم مآخذ العلم التي ينبغي ان يعتني بها طالبه. وقد بين المصنف رحمه الله تعالى وجه وجازتها ونفعها بقوله فان الغضب جماع الشر وباب من مداخل الشيطان. وقديما قيل في الغضب العطب اي الهلاك. فان المرء اذا علته سورة الغضب وتحكمت به جرته الى الوقوع في الشر وتسلط عليه الشيطان من هذا الباب. ومن تحرز منه فقد اجتمع له الخير واندفع عنه الشيطان ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى قولتين مأثورتين عن السلف في امر الغضب جواب ابن المبارك وهو عبد الله ابن المبارك المروزي لما قيل له اجمع لنا حسن الخلق في كلمة قال ترك الغضب وثانيهما قول عمر ابن عبد العزيز قد افلح من عصم من الهوى والغضب والطمع. وهذه الكلمة مأثورة مسندة عن عمر في كتابه المصنف لعبد الرزاق وقد اسندها ايضا عن جده من جهة امه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهي من وصايا العمرين عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز والوصية بترك الغضب تورث حسن الخلق كما ارشد اليه ابن مبارك لان من برئ من الغضب امكنه ان يحمل اقواله وافعاله مع الخلق على الاحسان. بخلاف الغضبان. فان الغضبان تزيغ به نفسه عن سواء السبيل فيحيد عن الاحسان مع الخلق في اقواله او افعاله. فالغضب رسول الشر وهو مورث للفساد الذي هو ضد الاحسان. ولهذا جعل ابن المبارك حسن خلق مرده الى ترك الغضب. فلا يمكن للمرء ان يحسن اقواله وافعاله الا بالبراءة منه وما في وصية العمرين من بيان طريق الفلاح في ترك امور مهلكة هي هوى والغضب هي الهوى والغضب والطمع. فان هؤلاء الثلاث من اعظم مداخل الشيطان فان المرء ربما حمله هواه وهو ميل قلبه ونفسه. الى الباطل ربما حمله على المحذور وهونه عليه. فان برأ من الهوى فان وراءه الغضب فان الغضب يحيد به عن الصراط. فان برأ فوراءه الطمع وهو طلب النفس حقها والتطلع اليه وعدم المسامحة فيه والبراءة من هذه الاخلاق الرديئة وهي الهوى والغضب والطمع تحتاج الى مجاهدة عظيمة للنفس لان النفس مائلة الى طلب حظوظها ومن اعظم ما تدرك به حظوظها هي هذه الامور الثلاثة الهوى والغظب والطمع فاذا برئت من ذلك نجت وافلحت. واذا تلطخت بقاذوراتها حصل لها من الخسران بقدر ما تتقدر به من تلك النجاسات. ونهيه صلى الله عليه وسلم عن الغضب يشمل شيئين اثنين. احدهما النهي عن تعاطي الاسباب المؤدية اليه التي متى فتحها العبد على نفسه جرته الى الغضب كالجلوس الى من بينه وبينه خصومة او من تنفر نفسه منه او اذا من يجهل حاله فان هذه موارد تفتح عليه باب الغضب وثانيهما النهي عن انفاذه فينهى العبد ان يمتثل ما تأمره به نفسه حال الغضب من العقوبة والانتقام فيكون نهيه صلى الله عليه وسلم عاما مستوعبا النوعين جميعا. ومحل هذا نهي فيما كان الغضب لحق النفس. دون ما كان لله سبحانه وتعالى فانه لا ينهى عنه. فيختص النهي بالغضب لحق النفس. ويكون قوله صلى الله عليه وسلم لا تغضب معلق بمقدر هو لنفسك. دون الغضب لله سبحانه وتعالى فان الغضب لله سبحانه وتعالى مأمور به وهو من دلائل كمال الايمان ومع تغير احوال الخلق في الدين فان الغضب لله سبحانه وتعالى تعتوره آفتان عظيمتان. اولاهما ان يقع الغضب لغيره ويلبس لبوس الغضب له سبحانه وتعالى فيغضب المرء لفوات حظه من مدح او منصب او رئاسة او جاه او دنيا ثم يجعل لبوس غضبه الحمية لله سبحانه وتعالى وهو عند التحقيق انما غضب لغيره ولكنه يلبي على نفسه بجهله او على غيره لمكره باظهار ذلك في لبوس الغضب لا فان الناس اذا اظهر لهم ان الغضب لله قبلوه. وعند المحققة يتبين ان الغضب هو لغير الله سبحانه وتعالى. ومن كانت له بصيرة نافذة فسبر احوال الناس وجد صدق هذا وتفرس في الاحوال القريبة فانك تجد الناس يغضبون لشيء يزعمون انه لله ثم يقعون في نظيره فلا تتحرك شفاهه قم ببنتي شفة كما يقال ولا تنبس بها ولا تضطرب نفوسهم عند وقوع نظيرها فيكون ذلك جهلا او مكرا. وطالب العلم ينبغي الا يخدع بهذا. فان الناس او مكرهم شبكة يصطاد بها من لا بصيرة له. واما البصير فهو الذي يميز ما هو لله مما هو لغيره. وانتم تذكرون كيف ان الناس ضجوا في منتدياتهم وملتقياتهم لما اريد ان يزور احد المنسوبين الى مذهب فكري حدثي جامعة شرعية وبعد فترة ليست بالبعيدة واذا بتلك المنتديات الظاهرة والباطنة لا تتحرك ابدا عندما استضافت قناة منسوبة الى الاسلام زنديقا من الزنادقة. فاين الغضب لله الذي يدعيه هؤلاء. وما هذا الا جهل محض او مكر لا يمر على من بصره الله سبحانه وتعالى وطالب العلم لا يجعل دينه العوبة للخلق بل يفرق بينما يكون الغضب حقيقة وبينما يلبس لبوس الغضب له وهو لغيره سبحانه وتعالى. والامر الثاني وهو الافة الثانية استعمال الطيش والسفه مضافة الى الغضب لله سبحانه وتعالى واسبال الشرعية عليها. تحت الاصل الكلي وهو الغضب لله عز وجل. والمؤمن انه اذا غضب لله سبحانه وتعالى فانه يغضب له كما امره الله سبحانه وتعالى فهو يستعمل الطريقة الشرعية في الحمية الدينية فاذا حملته حميته الدينية على الغضب عرف الطريقة الشرعية التي يظهر فيها غضبه وما خرج عنها هذه الطريقة الشرعية فانه ليس منها فمن يستعمل الطيش او السفه او يزين طرقا خلاف الطريقة الشرعية فانه لا يكون غاضبا لله عز وجل على الحقيقة. وانما هو غضب لله سبحانه وتعالى على ما املاه هواه لا ما على ما امر الله سبحانه وتعالى به ومن هذا الجنس الطرائق التي شهرت في الديموقراطية الغربية ثم استجرت للبلدان الاسلامية باسم المظاهرات والاعتصامات والاضرابات وغيرها. فان هذه المظاهر اذا سيقت في باب الغضب لله سبحانه وتعالى. وقد يكون اهلها مأجورون على اصل الغضب. الا ان هذه طرائق لم تأتي بها الشريعة لم تأتي بها الشريعة. فمن اراد ان يغضب لله عز وجل فانه يغضب له وفق ما امره الله عز وجل به فهاتان الافتان من الافات العظيمة التي استولت على قلوب الخلق حتى افسدت عليهم الغضب لله سبحانه وتعالى. وبذلك يعلم المرء فضيلة العلم. فان من جعل الله عز عز وجل له علما اوقع امر الله عز وجل على ما اذن الله سبحانه وتعالى به. وفرق بينما يكون امتثالا لله وبينما يكون المرء فيه تابعا لهواه. وهذا الامر لا يصل اليه العبد الا بالانقطاع الى الله سبحانه وتعالى. وصدق اللجاءة اليه. وكمال الانقياد بامره والدوران مع شرعه والبراءة من هوى النفس واغراضها. والسلامة من عللها وآفاتها. وهذا امر قد يفصح اللسان عنه الا ان تعاطيه يحتاج الى جهاد شديد. وطول مدة وزيادة تعبد وانكسار وخشوع بين يدي الله سبحانه وتعالى. فان الانسان اذا وكل الى نفسه في هذه المواضع خذل ورب امرئ افسد ايمانه بمثل هذه المواضع التي تفسد دينه وقد رأينا ذلك في احوال الخلق فان من الناس من يجعل غضبه لنفسه غضبا لله او يغضب على غير الوجه المشروع ثم يتمادى به ذلك حتى يشدد على نفسه ثم ينقلب على عقبيه بنقص الايمان الظاهر وربما قاربت بعض احوالهم الارتداد عن دين الله عز وجل وكل هذا من الخروج عن الجادة الشرعية والحيدة عن الامر الالهي نعم. احسن الله اليكم. قال النووي رحمه الله تعالى الحديث السابع عشر. عن ابي يعلى شداد ابن رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله كتب الاحسان على كل شيء فاذا قتلتم فاحسنوا واذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة. وليحد احدكم شفرته وليرح ذبيحته. رواه مسلم. قال الشارح رحمه الله الله تعالى هذا من هذا من الاحاديث الجامعة لقواعد كثيرة في الاصول والفقه ومعنى احسان القتلى الا اقصد التعذيب للمقتول واحسان الذبحة ان يرفق بالبهيمة عند الذبح. قال الامام احمد تقاد الى الذبح قودا رفيع ولا يظهر السكين الا عند الذبح. وقال ما ابهمت عليه البهائم فلم تبهم انها تعرف ربها وتعرف انها تموت. ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان معاني الحديث السابع عشر وابتدأه بالدلالة على شرفه فقال هذا من الاحاديث الجامعة لقواعد كثيرة في الاصول والفقه وقد يظهر للمتأمل انه عظم هذه العبارة. وانه لا يمكن استخراج قاعدة اصولية او فقهية ترجع الى هذا الحديث. لكن من امعن النظر استخرج من ذلك قواعد في الاصول او الفقه. مثل يستخرج من هذا الحديث قواعد اصولية او فقهية شايفين وش القاعدة اللي تستفيد منها بس ما هي من الالفاظ الاصولية من الالفاظ الموضوعة في لسان الشرع. والقاعدة الاولى ان من الالفاظ الموضوعة للدلالة على الامر في خطاب الشرع لهم ايش؟ كتب وما تصرف منه نص على هذا ابو العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في بدائع الفوائد وتلميذه الاخر ابن كثير في التفسير ومحمد ابن اسماعيل الصنعاء في شرح بغية الآمل. فالقاعدة الأولى ان كتب موضوعة في الشرع للدلالة على الوجوب الشرعي او القدري. القاعدة الثانية ما حكم ذبح المعتمر الواجد للهدي ما حكم هدي المعتمر الذي الحاج؟ ما حكم هدي الحاج؟ المتمتع ما حكم هدي الحاج المتمتع الذي يجده واجب. نعم واجب. يجب على من تمتع بالحج يجب عليه حج اذا كان يجد قيمته طيب وفي هذا الحديث ايش يتعلق بالهدي فاذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة. يصير قاعدة ما لا يتم الواجب به الا به فهو واجب. ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب. هذه ايضا ايش؟ قاعدة ثانية. ايضا من القواعد التي عدة قواعد وهي ما يتعلق بالاصل ترجع كلها الى قوله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على على كل شيء. اذا كانت الكتابة هنا الكتابة القدرية مثلا الشيخ ابن سعدي يقول والاصل في ايش؟ والاصل في مياهنا طهارة والارض والثياب والحجارة الى اخر الى اخر ذلك يعني ان الله قدر الحجارة على الطهارة وقدر المياه على الطهارة. فقاعدة الاصل في الاشياء ترجع الى قوله صلى الله عليه وسلم ان الله كتب الاحسان على كل شيء مثلا الاصل في عقد النكاح ايش؟ ايش الحل الا ما استثني والاصل في وطأ الفروج التحريم التحريم هذا مبني على الاحسان او غير مبني على الاحسان؟ مبني على الاحسان يعني على اكمل وجه الاصل في اللحوم ايش؟ الحل هذا يرجع الى قاعدة الى قوله صلى الله عليه ان الله كتب الاحسان على كل شيء. فهذا كله مما ينطوي في قول المصنف هذا من الاحاديث الجامعة بقواعد كثيرة في الاصول والفقه. ومن طرائق رياضة العقل. في اخذ العلم الاجتهاد في تفهم كلام المتكلمين في العلم. فاذا مر بك مثل هذا الموضع في كلامهم. مرن عقلك بادمان النظر والفكر في استخراج ما يرجع الى هذا وتطلبه من كتب الفن. فربما ما اخذت كتابا فيه قواعد الفقه فاستعذرت فاستعرضت تلك القواعد وحاولت ارجاعها الى هذا الحديث او اخذت كتابا في اصول الفقه وحاولت ارجاعها الى هذا الحديث. وبمثل هذه الرياضة تقوى ملكة الادراك عند المتعلم. وهذه الرياظة مما يقصر المتعلمون والمعلمون في والعناية بها في تقويتها والعناية بها. وقد تفنن المشتغلون بالابدان في طرائق تقويتها وبيان مسالك وبيان مسالك ذلك. ونعتي الاغذية والادوية النافعة. بخلاف في العلم فقل منهم من يعرب عن هذه الرياضة مع انها احدى الرياضات العظيمة كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية في الرد على المنطقيين فان الرياضة العقلية بالعلم هي اعظم رياضات وهي اكثر الرياضات التي تكلم فيها الفلاسفة. ثم وجد شواهدها في الشريعة وقد بوب البخاري رحمه الله تعالى في كتاب العلم ابوابا عدة ترجع الى رياضة العقل. ومن جملة ذلك ما ذكرت لك من ابتغاء اجتهادك في حل مثل هذه الجمل التي تمر عليك في كلام اهل العلم كي تقوى ملكتك فيه فان تقوية الملكة بالفهم والادراك والنظر والفكر. يصيرك اخذا للعلم باخذا حسنا واهمال ذلك يفوت انتفاعك بالعلم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى معنى احسان القيم واحسان الذبحة والتحقيق ان احسانهما هو ايقاعهما على الصفة الموافقة للشرع هو ايقاعهما على الصفة الموافقة للشرع. ومن جملة تلك الصفة ازهاق النفس على اسرع الوجوه واسهلها من غير زيادة في التعذيب. وهي المذكورة في الحديث ها هو هنا ومما يندرج فيها ما ذكره المصنف من كلام احمد قال تقاد الى الذبح قودا رفيقا لا يظهر السكين الا عند الذبح وقال اي احمد ايضا ما ابهمت عليه البهائم فلم تبهم انها تعرف ربها اي ما عمي وخفي على البهائم فانه لا يخفى عليها انها تعرف ربها وتعرف انها تموت ذكر هذين القولين ابن رجب في جامع العلوم والحكم. نعم. احسن الله اليكم قال النووي رحمه الله تعالى الحديث الثامن عشر عن ابي ذر جندب ابن جنادة وابي عبد الرحمن معاذ ابن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح قال الشارح رحمه الله تعالى هذه وصية عظيمة جامعة لحقوق الله تعالى وحقوق عباده. قال الله تعالى ولقد وصينا الذين قبل ما تقرا الشرع خلنا نمرن عقولكم الان قال المصنف رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح ما معنى الكلام من يشرح لي هالكلام محد يشرعه ابو عمر وفي بعضها حسن طيب يقول الاخ ان معنى انه ان الترمذي قال حديث حسن وفي بعض نسخ الترمذي قال حسن صحيح هذا جيد طيب كيف فاستطيع ان اعرف حقيقة هذا في نسخ الترمذي كيف اعرف هذا الان حديث حسن بعض النسخ حسنة صحيح كيف اعرف ان الكلام النووي هذا صحيح. ومن اين اتى به ما الجواب؟ ها يا احمد احسنت الرجوع الى تحفة الاشراف لان تحفة الاشراف للمد واحافظ كبير وقد اعتنى بنقل كلام في الغالب على الحديث. وهو يعول على نسخ معتمدة وثيقة. فيرجع الى كلام الحفاظ الناقلين عن الترمذي واكدهم ابو الحجاج المزي رحمه الله تعالى في كتاب تحفة الاشراف. طيب ما رأيكم بالرجوع الى النسخة دار الكتب العلمية ودار السلام والى اخر القائمة نرجع ولا ما نرجع؟ لماذا؟ لانها غير معتمدة. لا نجعل النسخ المطبوعة يقول في نسخة كذا وفي نسخة كذا وفي نسخة كذا لان هذه النسخ المطبوعة الموجودة بايدي الناس غير معتمدة فهي لم تصحح تصحيحا تاما اللهم النسخ التي صححت بايدي العلماء اذا وجدت مثل الترمذي نسخة الترمذي التي في تحفة الاحوذ او نسخة سنن ابي داوود في عون المعبود فهذا لا بأس به. فان صاحب عون المعبود رجع الى اكثر من اثني عشر نسخة من نسخ سني ابي داوود فمثل هذا نعم. نعم. احسن الله اليكم. قال الشارح رحمه الله تعالى هذه وصية عظيمة لحقوق الله تعالى وحقوق عباده. قال الله تعالى ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ان اتقوا الله وتقوى الله تعالى طاعته بامتثال امره واجتناب نهيه. وقال ابن المبارك حسن الخلق الوجه وبذل المعروف وكف الاذى وقد وصف الله وقد وصف الله المتقين في كتابه بمثل ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فقال عز وجل وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او وظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها هي الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في بيان هذا الحديث ان هذا الحديث وصية عظيمة جامعة لحقوق الله تعالى وحقوق عباده ثم اورد ما يصدق الامر بالتقوى من قول الله عز وجل فاورد قوله عز وجل ولقد الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله فهي وصية الله للاولين والاخرين وهذه من دلائل تعظيمها وجعلها وصية. وقد علمت فيما سلف ان الوصية اسم موضوع لما يعظم. ثم فسر المصنف رحمه الله تعالى تقوى الله بقوله طاعته بامتثال امره واجتناب نهيه. وهذا الحج مع قصوره الا انه لم يذكر فيه فعل التقوى فان فعل التقوى يتعلق باتخاذ وقاية. فان اصل التقوى راجع الى طلب ما يتقى به ويتحصن من ورائه فلو قال المصنف اتخاذ العبد وقاية من الله بطاعته ممتثلا امره مجتنبا نهيه لكان ذلك امرا قريبا لكنه اغفل اصلا التقوى وهو اتخاذ الوقاية. ثم انه ذكر اثر التقوى. وهو الحمل على امتثال الامن بالنهي وقد تقدم ان التقوى شرعا هي اتخاذ العبد وقاية ايش اتخاذ العبد وقاية بينه وبين شرايكم نقول عذاب الله وبين ايش بينما يخشاه. طب شو الفرق؟ اتخاذ لعبده وقاية بينه وبين ما يخشاه. والاخ يقول اتخاذ العبد وقاية بينه وبين عذاب الله الفرق بين القولين ما الجواب؟ فيا اخي وش الفرق بين قول الاخ بينه وبين ما يخشاه؟ وبين قول الاخ وبين عذاب الله احسنت يعني العذاب فرد من افراد ما ينبغي ان يتقى. الم يقل الله عز وجل واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله؟ الم يقل هل يدخل هذا في كلام الاخ؟ ما يدخل لانه حصره بالعذاب. فلم يذكر يوم القيامة فيه وكذلك الم يقل الله عز وجل يا ايها الناس اتقوا ربكم هل هذا يدخل في الحد الذي ذكره اخونا؟ ما الجواب؟ لا بخلاف قولنا فيما سبق اتخاذ لعبدي وقاية بينه وبين ما يخشاه فانه تندرج فيه جميع المخوفات من المعظمات التي ينبغي ان يخشاها العبد كالله سبحانه كالله سبحانه وتعالى ويوم القيامة والنار وغيرها مما جاء في القرآن والسنة طلب الوقاية منه. ثم بعد ذلك اتخاذ العبد وقاية بينه وبين ما يخشاه كيف يا اخي بامتثال ايش؟ طواف الشرع احسنت بامتثال خطاب الشرع طيب اذا قلنا بامتثال اوامره واجتناب نواهيه؟ ها محمد ايش يكون؟ يكون هذا مختصا بالخطاب الطلبي فقط من حكم الطلبي ولا يدخل فيه الحكم الخبري بخلاف اذا قلنا بامتثال خطاب الشرع دخل فيه الخطاب الخبري والخطاب الشرعي. مثلا قوله تعالى اتقوا يوما ترجعون فيه الى الله. هذا خبر ام شرعي؟ الجواب خبري. خبري لانه يقبل عن يوم القيامة كيف يكون امتثاله؟ بالتصديق فالخبر يمتثل بالتصديق. طيب واقيموا الصلاة هذا طلبي طلب امتثاله يكون بالفعل. قوله تعالى ولا تقربوا الزنا خبري ام طلب طلبي. امتثال يكون بالكف عنه بتركه والكف عنه. فلذلك يصير هذا عاما. فنقول اتخاذ العبد وقاية وبينما يخشاه بامتثال خطاب الشرع. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى قولا لابن المبارك ببيان حسن الخلق وهذا القول رواه عنه الترمذي عند هذا الحديث وقد جعل ابن المبارك حسن الخلق مردودا الى بسط الوجه وبذل المعروف وكف الاذى. وهذه من جملة الافراد ومن يذكر من السلف افرادا من العام فمقصوده الحصر ام التعظيم التعظيم هذا من الغلط في فهم كلام السلف. وقد اشار الى هذا ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في مقدمة اصول التفسير. ان السلف من الصحابة والتابعين فمن بعدهم قد يذكرون في تفسير كلمة شيئا من افرادها لا يريدون حصرها فيه وانما يذكرون انواعا ترجع الى تلك الكلمة هي من اعظم ما يندرج فيها. فالمذكور ها هنا من الوجه وبذل المعروف وكف الاذى هي من افراد ما يندرج في حسن الخلق. والمراد بالخلق هنا ما يكون بين العبد وبين غيره من الخلق في المعاملة ما يكون بين العبد وبين غيره من الخلق في المعاملة وحقيقة حسنه الاحسان الى الخلق في الاقوال والافعال فاذا قيل حسن الخلق فالمراد الاحسان الى الخلق في الاقوال والافعال ومنه شيء فرض واجب ومنه شيء نفل مستحب. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الله وصف المتقين في كتابه بمثل ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. ثم اورد قول الله عز وجل وسارعوا الى مغفرة من ربكم الى اخره وهؤلاء الايات جامعة لطرف من حقوق الله وحقوق عباده فمن حقوق الرب سبحانه وتعالى فيها والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا بذنوبهم الايات ومن حقوق الخلق فيها الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ الى اخر اية فالمتقي جامع بين الوفاء بما لله من حق وما للخلق من وهذا اخر البيان لهذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق