السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما عقد مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس العشرون في شرح الكتاب الرابع من برنامج التعليم المستمر في سنته الثانية احدى وثلاثين بعد الاربع والقلب واثنتين وثلاثين بعد الاربعمائة والالف. وهو تعليم الاحب احاديث النووي وابن رجب في العلامة فيصل ابن عبد ال مبارك رحمه الله ثم يليه الدرس التاسع عشر في كتابي الخامس وهو اعلام السنة المنشورة للعلامة حافظ ابن احمد الحكمي ثم يليه درس الخامس عشر في شرح الكتاب السادس وهو قرة العين في شرح ورقات امام الحرمين للعلامة الحطاب الرعيني رحمه الله وقد انتهى بنا البيان في الكتاب الاول من هذه الكتب الثلاثة الى الحديث السادس والاربعين نعم. احسن الله اليكم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فقال ابن رجب رحمه الله تعالى الحديث السادس والاربعون عن ابي بردة عن ابيه عن ابي موسى الاشعري الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم باعثه الى اليمن فسأله عن الاشربة تصنع بها فقال وما هي؟ قال البتع والمزر ابي بردة ما البتر؟ قال نبيذ العسل والمزر نبيذ الشعير. فقال كل مسك حرام اخرجه البخاري. قال الشيخ فيصل ال مبارك رحمه الله هذا الحديث اصل في تحريم جميع المسكرات المغطية للعقل. وفي الحديث الاخر كل مسكر حرام وما اسكر منه الفرق فملئ الكف منه حرام. وفي الحديث الاخر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفسر. وقد اختلف العلماء في التمباك ونحوه فقال بعضهم يكره وحرمه بعضهم وهو الصواب لانه من الخبائث ومفاسده كثيرة. بين المصنف رحمه الله الله تعالى معاني الحديث السادس والاربعين من الاحاديث الخمسين وهي وهو من جملة زيادات ابن رجب رحمه الله على كتاب الاربعين للنووي. فذكر مقدم بيانه ان هذا الحديث له مرتبة جليلة في بيان الاحكام. افصح عنها بقوله هذا الحديث اصل في تحريم جميع المسهرات للعقل وجوامع الابواب من اصول الاحاديث تعين على فهم جملة الباب فانه قل ان يوجد باب من ابواب الاحكام الا وفيه حديث او حديثان نبويان هما اصله ثم تصلح بقية الاحاديث شرحا له. فمثلا حديث عثمان رضي الله عنه في الصحيح بصفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم هو اصل باب الوضوء ثم بقية الاحاديث تكون شرحا وحديث عبادة ابن الصامت في صفة الصلاة وكذلك حديث مالك ابن الحويرث فيها هما اصل الباب. وحديث انس في الزكاة في الصحيح ايضا هو اصل الباب. وحديث في حجة النبي صلى الله عليه وسلم هو اصل الباب. وهلم جر والاعتناء بهذا يهون وذلك الاحكام في ابواب الديانة لمن رام ادراكها من الاحاديث النبوية فيجعل حديثا او حديثين اصلا في الباب ثم يصير بقية الاحاديث مفسرة مبينة له وهذا هو اللائق بجمع الشريعة. فان الشريعة تجمع الاحكام في اصول كليات. وهو مقتضى كمالها فمن لاحظ هذا نفعه ذلك. وللمنذري رحمه الله تعالى كتاب اسمه كتاب الاربعين صنفه في احاديث الاحكام المتعلقة ببيان الحلال والحرام. اعتنى فيه بيان جمل اصول الابواب في الاحكام الفقهية فذكر طرفا حسنا من تلك الاحاديث وهو من اجود الاربعينيات في نفع الطالبين وعسى ان يهيأ الله سبحانه وتعالى شرحا له في محله اللائق به ومن جملة الاحاديث النبوية التي تعد اصلا هذا الحديث فانه اصل في تحريم جميع المسكرات. اذ قال النبي صلى الله عليه وسلم كل مسكر حرام. وهذه كلية لا يخرج عنها شيء وقد بين المصنف رحمه الله تعالى اثر المسكرات بقوله المغطية للعقل. وهذا الوصف كان وصفا للمسكرات فيما ثلاث. فان المسكرات كانت تغطي العقل. فاصله باق لا يزول بها ولكنها تستره لما طرأ على الانسان من تغير مزاجه باثر ما تناوله من مسكر فاذا فرغ اثر هذا المسكر رجع اليه عقله بالظهور. واما اليوم فصار من المسكرات ما يؤول الى ازالة العقل وسلبه بالكلية. فانه يأخذ صاحبه شيئا فشيئا حتى يزول عقله منه فصار بعضها مغطيا في الابتداء مزيلا في الانتهاء بخلاف ما سبق من المسكرات التي يذكرها فانها تغطي ولا تزيد. اما اليوم فصار منها ما يزيل بالكلية. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثا اخر قرأ يبين هذا المعنى وهو حديث عائشة عند ابي داوود والترمذي مرفوعا كل مسكر حرام وما منه الفرق فملئ الكف منه حرام. والفرق هو اناء يسع ثلاثة اصع والمراد ان ما منه الكثير فان القليل منه يسكر. وصح في هذا معنى احاديث سوى هذا الحديث. واما هذا الحديث فالصحيح فيه انه موقوف من كلام عائشة كما رجحه الدار قطني خلافا لابن حبان ومن تبعه. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى حديثا اخر فقال وفي الحديث الاخر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر. وهذا الحديث رواه ابو داوود من حديث امي سلمة وام سلمة هذه هي اسماء بنت يزيد لان الراوي عنها شهر ابن او شب وشهر ابن حوشب اذا حدث عن ام سلمة فلا يريد ام المؤمنين. وانما يريد اسماء بنت يزيد رضي الله عنها وهذا الحديث صححه العراقي وحسنه ابن حجر الا ان له علة اشار اليها الحافظ صالح ابن محمد المعروف بصالح جزرة. فانه ذكر ان لفظة مفتش لا تعرف في الاحاديث النبوية الا في هذا الحديث. ومثل هذا التفرد لا يقبل من مثل شهر ابن حوشب فان شهر ابن حوشب في اعدل الاقوال حسن الحديث ما لم يتفرد بشيء او طالب ومن جملة ذلك هذا الموضع وهذا من دقائق فهم معلم الاخبار من الحفاظ الاوائل رحمهم الله تعالى ثم ذكر رحمه الله تعالى اختلاف العلماء في التمباك ونحوه من ما جرى مجراه مما حدث باخرة. فذكر ان بعض اهل العلم قالوا يكره وحرمه بعضهم. ولا يقتصر الخلاف على هذين القولين بل جرى في كلامهم ذكر الاحكام الفقهية الخمسة فيه وجوبا واستحبابا واباحة وحرمة وكراهة لان الدخان نازلة من النوازل التي وقعت عند المتأخرين. فتكلموا فيها وجرى فيها الخلف على الاقوال الخمسة المتقدمة. والصواب منها التحريم كما ذكره المصنف بقوله لانه من الخبائث ومفاسده كثيرة مقطوع بها. ومن سبق علل بعضهم تراها في ظن المفسدة واطلق بعضهم الاباحة لان مفسدة مضمونة غير متحققة واما فقد صارت عند اهل الطب مقطوعا بها فللقطع كون التنباك وهو الدخان المعروف يضر الانسان ويحصل له به علل كثيرة فانه حرام لا يجوز تناوله فلاجل هذا صار محرما. واما الاستدلال بالحديث السابق في تحريمه كما جرى عليه جماعة وادخلوه في المفتر فانا المفتر لا يحفظ فيه حديث يدل على كونه ممنوعا. نوعان. احدهما ما فتر الانسان حتى خامره السكر. ما فتر الانسان حتى خامره السكر بتغطية عقله. فهذا محرم والثاني ما فكر الانسان دون تغطية عقله فمثله مكروه وان وجدت الحاجة ارتفعت الكراهة. مثل ايش ايش؟ لا البنت يقولون هذا لاجل الضرورة مو الحاجة. بعض النباتات فيها خاصية الهضم. النباتات التي يشربها الناس فيها خاصية الهضم. مثل الذي صار باخرة انواع من النباتات التي توضع في قوالب الشاي المعلقة هذه وهي انواع عدة. فمثل هذه بعضها الاطباء القدامى لا يقطعون بانه مفتر يعني يحصل للجسم به برود. مثل البابونج. تعرفون البابونج؟ هذا يحصل به الجسم تفتير تحصل به برودة للانسان ولكنه نافع في امور اخرى فمثل هذا اذا وجدت حاجة الانتفاع به ارتفعت الكراهة. نعم. احسن الله اليكم. قال ابن رجب رحمه الله تعالى الحديث السابع والاربعون عن المقدام ابن معدي يكذب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ ما ملأ ابن ادم وعاء شرا ولذلك مسألة السوبيا السوبيا تعرفون السوبيا قبل ان تتأخروا عن وقتها وتكون خمرة تكون مفترة فهي بحسب الحاج الداعي اليها فاذا تناولها الانسان في حاج حاجة اليها انتفع بها. واذا كان بدون حاجة ربما اضرته. نعم. احسن الله اليكم. ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه اعد اعد احسن الله اليكم. الحديث السابع والاربعون عن المقدام ابن معدي يكذب. قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم معدية مقدام ابن مع ذي كذب ابن معدي كذب صنطقوا فتكتب موصولة وتنطق مفصولة ليس معدي يكرب انما معدي كذب. طيب لماذا لماذا تكتب موصولة؟ وتنطق مفصولة. مفصولة معدي كريم اسم مركب. التركيب مجدي لكن لماذا؟ لماذا ما كتبوه مفصولا لماذا لم يكتب مفصولا؟ ففهمتم الاشكال؟ لماذا ما كنتي مفصول؟ وهو ينطق ما ينطق موصول ما تقول بعدي يكذب انما معدي كذب. سألت احد المشايخ من حذاق العربية مد الله في عمره كان حيا ورحمه كان ميتا من خارج البلاد فقال لي قال انهم كما يقصدون معنى في الايضاح يقصدون معنى في الاغماظ وهذا من طلاق اهل العلم انهم كما يقصدون كما يجعلون الشيء واضح لمقصد فكذلك يجعلونه غامض لمقصد هذا المعنى ذكره بان يعيش في شرح مفصل لكن جواب ذلك كما يستفاد من كلام ابن جني رحمه الله تعالى انهم كتبوه على صورة الوصل مع نطقهم به على صورة الفصل لئلا يظن انه على وجه الاظافة انك اذا فصلته ربما كان مضافا مضاف ومضاف اليه. معد شرب او معدي كذبة على القولين فيه. وهذا المذهب ليس هو الراجح. ليس الراجح انه اضافة وانما الراجح انه مركب تركيبا مزجيا فلاجل هذا كتبوه على هذه الصورة لغلق باب توهم كونه مضافا هذه العلة لغلق باب توهم كونه مضافا وبيان انه مركب تركيبا مزجيا. نعم. احسن الله اليكم. عن المقدام ابن معدي كذب كذب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه ان كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. رواه الامام احمد والترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن قال الشيخ فيصل وال مبارك رحمه الله هذا الحديث اصلا جامع لاصول الطب كلها. قال الحارث ابن كلدة طبيب العرب رأس الدواء والبطنة رأس الداء. قال محمد بن واسع من قل طعامه فهم وافهم. وقال ما لك بن دينار لا ينبغي لمؤمن ان ليس حمية رأس الدواء بس حمية. نعم. الحمية رأس الدواء والبطنة رأس الداء قال محمد بن واسع من قل طعامه فهم وافهم وقال مالك بن دينار لا ينبغي لمؤمن ان يكون بطنه اكبر همه وان تكون شهوته هي الغالبة. وقد قال الله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا. وفي مسند وغيره عن فاطمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شرار امتي الذين غذوا بالنعم يأكلون الوان الطعام الوان الثياب ويتشدقون في الكلام. ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان معاني الحديث السابع والاربعين وهو من الزيادات الرجبية مبتدأ ببيان قدره فقال هذا الحديث اصل جامع باصول الطب كلها. واصول الطبي ترجع الى ثلاثة اشياء. ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد الاول الحمية والثاني حفظ الصحة والثالث استفراغ المادة الفاسدة من البدن وذكر المصنف رحمه الله تعالى في تصديق معناه ما كان من كلام الحارث بن كندة احد اطباء العرب في الجاهلية قبل الاسلام فانه ذكر ان الحمية رأس الدواء اي ترك بعض ما يضر البدن في حال دون حال. والبطنة رأس الداء اي التوسع والمؤدي الى السمنة في مأكل ومشرب فانه يبتدأ علل الانسان ويعظمها ثم ذكر قول محمد ابن واسع احد التابعين انه قال من قل طعامه فهم وافهم لان فراغ البطن يثمر فراغ القلب وصلاحيته للفهم والتفهيم. كما ان ملأ البطن يغطي القلب فان الانسان اذا شبع تصاعدت من معدته ابخرة تضر بالدماغ. فاضعفت مبتدأ مبتدأ الادراك وهو ما يكون من في الدماغ واثر ذلك في منتهى العقل الذي يكون في القلب وهو الارادة والاقبال فيضعف الانسان فيضعف الانسان عن الفهم والافهام. وقل ان يفلح من كان كثيرا لان ذلك يضر بفهمه. ولاجل هذا المعنى قررت الشريعة الصيام فرضا ونفذا استصلاحا للابدان لان دوام البطنة يؤدي الانسان الى مهالك في بدنه وكان الشافعي رحمه الله تعالى يقول ما افلح سمين قط الا محمد بن الحسن يعني الشيباني وهذا على المبالغة في بيان سبق محمد الحسن مع كونه سمينا والا فان جماعة ممن تقدمه وجاء بعده وصفوا بالسمن وافلحوا في العلم. لكن الغالب ان اقبال الانسان على الطعام والشراب الذي يعظم به بدنه يضر بفهمه. ثم قال وقال مالك بن دينار لا ينبغي لمؤمن ان يكون بطنه اكبر همه وان تكون شهوته وان تكون شهوته هي الغالبة. وصدق ذلك بقوله تعالى فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف رون غيا واتباع الشهوة هي في جعلها حاكمة على الانسان مدبرة له وليس اتباع الشهوة هو التمتع بما اباحه الله سبحانه وتعالى. فان الله قال زين للناس حب من النساء والبنين الاية فثم مرتبتان مذكورتان في القرآن احداهما حب الشهوة والاخرى اتباع الشهوة. الاول جبلي طبعي مأذون فيه. واما الثاني فهو اختياري مذموم يؤدي بالانسان الى الشروط وذلك فاذا جعل شهوته حاكمة عليه مدبرة له فيكون مؤتما بها محتكما اليها. ثم ختم ما قصده من بيان معانيه بحديث فاطمة الذي عزاه الى البزار. والحديث في مسند البزار من رواية ابي هريرة رضي الله عنه لا من حديث فاطمة وانما رواه من حديث فاطمة ابن بالدنيا في كتاب الجوع وكتاب الصمت والبيهقي في شعب الايمان وفاطمة هذه هي فاطمة الصغرى وهي فاطمة بنت الحسين ابن علي ابن الحسين وحديثها مرسل فانها ليست صحابية والحديث بطريقيه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومعنى الوان اي انواع فهم يأكلون انواع الطعام المختلفة ويلبسون أنواع الثياب المختلفة ثم يتشدقون في الكلام التشدق اسم لما لا يحمد من التوسع في الكلام. وجاءت في ذمه احاديث واثار استوعبها ابن ابي الدنيا في كتاب الصمت نعم. احسن الله اليكم. قال ابن رجب رحمه الله تعالى الحديث الثامن والاربع عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اربع من سن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت في خصلة من النفاق حتى يدعها اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا خاصم فجر واذا عاهد غدر اخرجه البخاري ومسلم قال الشيخ فيصل وال مبارك رحمه الله النفاق هو اظهار الخير واصرار الشر وهو نوعان اعتقادي وعملي وفي الحديث الاخر اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان وان صلى وصام وزعم انه مسلم. رواه مسلم. في الاعتقادي هو النفاق الاكبر وصاحبه مع الكفار مخلد في النار. قال الله تعالى المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم. هي حسبهم حسبهم. احسن الله فحسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم. وقال تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. مدبذبين بين ذلك لا اله اولئك ولا الى هؤلاء. ومن يضلل الله فلا سمع على الله. يا اخوان هذا التصرف القرآني الذي دائم اذكره لكم سيكون لنا فيه ان شاء الله تعالى دروس انظروا وصف المنافقين قال ايش؟ مدبذبين بين ذلك ايش؟ لا الى هؤلاء ولا الى اشير الى هذا المعنى حتى في رسم الحروف. شوفوا كلمة لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. كم بينها من؟ من باعوا ولذلك يعني حذاق من يفهم القرآن كابي العباس ابن تيمية وابن القيم رحمه الله تعالى ابن القيم كلام نافع في هذا في الافهام وفي غيره يذكرون ان التصرف بالحرف في بناء الكلمة له اثر في المعنى. سبق ان ذكرنا لكم ايش مثل قوله تعالى ان يمسسكم قرح قرح مع ان الله قال والجروح قصاص فالجرح غير القرح فالقاف اقوى من واثر ذلك في المعنى. واضح انتم الان تعرفون عندنا بلسان العامية والعامية عندنا مبنية على اصول العربية وان خالفت في بعض الفاظها تعرفون نعم؟ وتعرفون المش المش تعرفونه؟ يقول مش يدك ايش معنى بلطف ولا بشدة؟ بشدة. فالشين اقوى تفشيا. هنا السين. فاثرت في يعني معنى الكلمة. نعم احسن الله اليكم. ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا. يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمن اتريدون ان تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا. ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار لهم نصيرا الا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين وسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما. والنفاق العملي هو النفاق الاصغر وهو من اكبر الذنوب. ذكر المصنف رحمه الله الله تعالى بيان معاني الحديث الثامن والاربعين وهو من الزيادات الرجبية وهو حديث عبدالله ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اربع منكن فيه كان منافقا خالصا ولم يشر رحمه الله تعالى الى مقام هذا الحديث وهذا الحديث هو اكمل حديث جاء فيه عد صفات المنافقين وما سواه من الاحاديث الى صفات اقل منه في حديث ابي هريرة الذي ذكره المصنف بعد. فهذا الحديث اجمع الاحاديث التروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفات المنافقين. فكما ان سورة التوبة بينت النفاق في القرآن فان هذا الحديث بين النفاق من الاحاديث النبوية. وذكر المصنف رحمه الله تعالى حقيقة النفاق والمراد بها الحقيقة الشرعية دون اللغوية فان الاصل فيما يتعاطاه المتكلمون في بيان الفاظ الخطاب الشرعي من القرآن والسنة ارادتهم المعاني الشرعية فالنفاق شرعا هو اظهار الخير واصرار الشر. على ما ذكره المصنف واولى منه ان بين المراد بالخير والمراد بالشر فيقال نفاق هو اظهار ايش اظهار الايمان طيب واصرار؟ او ابطال ظهار الاسلام وابطال الكفر ها؟ الكفر النفاق متعلقة الايمان او متعلقة الاسلام ما الجواب؟ ها؟ الاسلام طيب وغيره؟ سم لماذا طيب الاسلام ضد الكفر والايمان ضده؟ لماذا احسنت الاسلام والايمان كلاهما اذا اخرج يدل على ايش؟ الاخر لكن غالبا الاسلام يتعلق بالامور الظاهرة من شرائعه والايمان يتعلق باعتقادات الباطلة. النفاق ايهما انسب له؟ الباطل ام الظاهر الباطل لانه امر باطنيا. فحين اذ يكون النفاق شرعا هو ابطال ايش ايش؟ الكفر. يعني مقابل الايمان الكفر ابطال الكفر كفر واظهار ايش؟ الايمان واظهار الايمان ابطال الكفر واظهار الايمان ابطال الكفر واظهار الايمان. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى تبع عن جماعة من اهل العلم ان النفاق نوعان. احدهما اعتقادي وعملي ثم قال وفي الحديث الاخر اية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان وان صلى قام وزعم انه مسلم رواه مسلم. المذكور في هذا الحديث من اعتقاد ام من العمل من العمل ها وش رايكم؟ من العمل يمنع اعتقادي من العمل طيب حدث كذب يكون بماذا؟ باللسان ولا باللسان طيب اللسان يسمى فعله قولا والجوارح يسمى فعله عملا صح؟ الايمان ماذا يقول اهل السنة؟ اعتقاد بالجنان وقول بلسان عمل بالجوارح والاركان وهذا يشكل على المذكور. لكن ينبغي ان يعلم ان المراد بالعمل ملي هنا سوى الاعتقاد سواء كان قولا او عملا. يراد بالعملي هنا سوى الاعتقادي. سواء كان قولا او عملا. طيب الاعتقادي ما هو ها؟ ايش؟ يعني دور الاعتقادي ما هو يا اخوان؟ فهو اصل اصل الاندفاق هو الاعتقاد الذي هو اتقان الكفر هو اظهار الايمان. طيب هذا كيف يقع؟ كيف يكون اعتقادي يعني اضرب لكم مثلا الان الحياء شعبة من شعب؟ ايمان معنى هذا ان عدم الحياء شعبة من شعب؟ النفاق لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكرهما متقابلتان فقال في صحيح حديث انس اية الايمان حب انصار واية نفاقه غضو الانصار فشعب الايمان تقابلها شعب النفاق. حينئذ عدم الحياء فاضي ولا قولي ولا عملي؟ والجواب من عمل القلب الاعتقاد هنا من المراد به. الذي هو؟ احسنت. المراد اعتقادي هنا هو قول القلب وهو اقراره وتصديقه واعتقاده. المراد بالاعتقادي هنا ما تعلق بقول القلب وهو اقراره وتصديقه واعتقاده واضح؟ يعني عدم الحياء نفاق عملي ولا نفاق اعتقادي؟ عملي نفاق عملي وليس نفاق اعتقادي واهل العلم رحمهم الله تعالى لهم في الحقائق التي يضعونها تصرفات فانهم ربما وضعوا الاعتقاد والعمل في باب اخر على غير هذا المعنى لكن انه في هذا الباب يعنون ما ذكرت لك. فالنفاق الاعتقادي هو النفاق المتعلق بقول القلب وهو اقراره وتصديقه واعتقاده. فما تعلق بذلك سمي نفاقا اعتقاديا. وما فانه يسمى نفاقا عمليا. سواء كان بالقلب او باللسان او بالجوارح. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان نفاق الاعتقادية يسمى بالاكبر. وان النفاق العملي يسمى بالاصغر وسبق ان ظبطنا الفرق بين الشرك الاصغر والاكبر بتعلقهما بماذا؟ باصل الايمان وكماله. فان تعلق باصل الايمان فهو اكبر وان تعلق بكماله فهو اصغر. وكذلك النفاق ان تعلق باصل الايمان فهو نفاق اكبر وصاحبه مقلد في النار وان تعلق بكمال الايمان فهو اصغر وهو من اكبر الذنوب واعظمها. وذكر المصنف رحمه الله تعالى ايات من كتاب الله سبحانه وتعالى في بيان احوال المنافقين ومن اجمع الكتب المصنفة في النفاق كتاب حافظ الفرياب. وهو كتاب النفاق وصفات المنافقين. فان هذا كتاب عظيم النفع ومن احسن ما كتبه المتأخرون كتاب النفاق للشيخ عبد الرحمن الدوسري رحمه الله احسن الله اليكم قال ابن رجب رحمه الله تعالى الحديث التاسع والاربعون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ترضوا تغدو خماصا وتروح بطانا. رواه الامام احمد والترمذي والنسائي وابن ماجه. وقال الترمذي حسن صحيح. قال الشيخ فيصل ال مبارك رحمه الله هذا الحديث اصل عظيم في التوكل. وقد قال الله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. ان الله بالغ امره الله لكل شيء قدره. وحقيقة التوكل هو الاعتماد على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار. وقال سعيد بن جبير دماء الايمان واعلم ان التوكل لا ينافي السعي في الاسباب فان الطير تغدو في طلب رزقها وقد قال الله تعالى في الارض الا على الله رزقها. قال يوسف بن اسباط كان يقال اعمل عمل رجل لا ينجيه الا عمله. وتوكل رجل لا يصيبه الا ما كتب له. وفي حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها. فاتقوا الله واجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم. وقال معاوية بن قرة لقي عمر بن الخطاب ناسا من اهل اليمن فقال من قالوا نحن المتوكلون. قال بل انتم المتأكلون. انما المتوكل الذي يلقي حده في الارض ويتوكل على الله. وقال ابن عباس كان اهل اليمن يحجون ولا يتزودون. فاذا قدموا مكة سألوا الناس فانزل الله هذه الاية وتزودوا فان خير زاد التقوى. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف. وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فان لو تفتح عمل الشيطان. ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان معاني الحديث التاسع والاربعين وهو من الزيادات الرجبية مبتدأا ذلك ببيان قدره فقال هذا الحديث اصل عظيم في التوكل. ثم ذكر ما معناه من اي الكتاب الكريم بان الله سبحانه وتعالى يكفي من توكل عليه ثم رحمه الله تعالى حقيقة التوكل الشرعية وانها الاعتماد على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضى وتقدم ان على الله شرعا هو اظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه واظهار العبد عجزه لله واعتماده عليه. ثم ذكر رحمه الله تعالى نتفا من كلام السلف في ذلك. فقال وقال سعيد بن الزبير توكل جماع الايمان اي الاصل الكبير الذي يجمعه فان من توكل على الله فوض امره اليه ومقتضى تفويض امره اليه كمال ايمانه بالله سبحانه وتعالى. ثم ذكر ان التوكل لا ينافي السعي في بل الانسان مأمور بان يتوكل على الله ويتعاطى الاسباب. كما ان الطير تغدو في طلب رزقها فهي في تدبير الله سبحانه وتعالى وهو متكفل برزقها ومع تكفله سبحانه وتعالى به لم يكن من قدرا ان تترك تعاطي سبب حصول تعاطي سبب حصول رزقها وهو خروجها من اوكارها قدوة في طلب ما تتقوى به من القوت والطعام ثم ذكر قول يوسف ابن الاسباب الذي رواه ابو نعيم في الحلية انه قال في الحلية انه قال كان يقال اعمل عمل رجل لا ينجيه الا عمله. وتوكل توكل رجل لا يصيبه الا ما كتب له. اي يعتقد ان الامر كله لله سبحانه وتعالى. فهو قد وكل امره اليه ثم ذكر رحمه الله حديث جابر رضي الله عنه والذي اخرجه ابن ماجة في سننه وفي اسناده ضعف لكن يروى في هذا المعنى احاديث عدة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقضي مجموعها تحسين الحديث وفيه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب اي لا توغلوا في تفاصيله خذوا ما حل ودعوا ما حرم او ما حرم ضبطان صحيح ان ثم معه باثر مروي عن عمر ابن الخطاب رواه ابن ابي الدنيا في كتاب التوكل ولا يصح ثم اتبعه باثر اخر عن ابن عباس اخرجه البخاري في صحيحه قال كان اهل اليمن يحجون ولا يتزودون فاذا قدموا مكة سألوا الناس فانزل الله هذه الاية وتزودوا فان خير الزاد التقوى. ثم ختم رحمه الله تعالى بحديث ابي هريرة عند مسلم وهو من الاحاديث العظيمة وسبق بيان شيء من معانيه في التقرير على شرح على كتاب تعظيم العلم وكذلك في كتاب التوحيد ولابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في التحفة العراقية والاستقامة ولتلميذه ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين كتاب كلام عظيم في بيان حقيقة التوكل فيحسن ان رآهما طالب العلم لفهم حقيقة هذه العبادة. نعم. احسن الله اليكم قال ابن رجب رحمه الله تعالى الحديث الخمسون عن عبد الله ابن مسلم رضي الله عنه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت عليه فباب نتمسك به جامع قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله اخرجه الامام احمد بهذا اللفظ قال الشيخ فيصل وال مبارك رحمه الله هذا الحديث موافق لقوله تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ربنا ما خلقت هذا باقلا سبحانك فقنا عذاب النار. الايات وقد قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا. قال كعب من اكثر ذكر الله برئ من النفاق وقال حسن احب عباد الله الى الله اكثرهم له ذكرا واتقاهم قلبا. وكان ابو مسلم الخولاني كثير الذكر. فرآه بعض الناس حالة فقال لاصحابه امجنون صاحبكم فسمعه ابو مسلم فقال لا يا اخي ولكن هذا دواء الجنون. وقد قال الله الا ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما. وعموم هذه الاية يجمع معنى ما تقدم من الاحاديث والله اعلم اعلم ختم ابن رجب رحمه الله تعالى زياداته بهذا الحديث المكمل خمسين للاربعين النووية وهو حديث عبد الله بن بسي قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فالحديث وعزاه رحمه الله على الى الامام احمد في مسنده وهو عند الترمذي وابن ماجه والعزم اليهما اولى لكن حفاظ الحنابلة يلاحظون العزو الى امام مذهبهم فان الاحاديث التي تقدمت من الزيادات الرجبية ما سوى مما كان في سوى الصحيحين تقدم ابن رجب رحمه الله تعالى قبل ذكر المخرجين الامام احمد رحمه الله الله تعالى كما قال في الحديث المتقدم قبل هذا رواه الامام احمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وقال نظير ذلك في الاحاديث المماثلة له. وهذا امر ينبغي دركه لان بعض الناس يعيب على حفاظ الحنابلة ذكرهم للامام احمد ويقولون ان العزوة الى الكتب المشهورة او لا؟ وهذا حق باعتبار الحديث لكن باعتبار تصرف اتباع الامام في المذهب فانهم يرون حقا عليهم ان يعزوا هذا الحديث اليه اذا كان في كتابه المسند ومن هنا ارتضى ابو البركات المجد ابن تيمية رحمه الله تعالى ان يجعل اسم المتفق عليه في كتاب المنتقى في الاحكام بما اخرجه البخاري ومسلم واحمد. واختص رحمه الله تعالى الاصطلاح عن بقية كتب احاديث الاحكام. فاذا وجدت حديثا عند المجد ابن تيمية في كتاب الملتقى. اخرجه بقوله عزاه بقوله متفق عليه فاعلم انه يريد ثلاثة هم الامام احمد والبخاري ومسلم. وهذا الحديث الذي ختم به ابن رجب زياداته ذكر الشارح رحمه الله تعالى تصديقه من كتاب الله سبحانه وتعالى في مدح الذكر وبيان فضيلته وملازمته كما في قول الله عز وجل الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم اي في كل حال كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل احياء ثم اورد المصنف بعد ذلك الاية الامرة به في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا الاية ثم اردف ذلك باثار عن السلف فقال قال كعب واذا اطلق القول منسوبا الى كعب فهو وكعب الاحبار احد التابعين من مؤمن اهل الكتاب رحمه الله وله كلمات نورانية مقتبسة من ما في كتب اهل الكتاب منها قوله من اكثر ذكر الله بريء من النفاق لان الذاكر لله عز وجل محب له وحبه له يقتضي ايمانه وبراءته من النفاق ثم قال وقال الحسن وهو البصر احب عباد الله الى الله اكثرهم له ذكرا واتقاهم قلبا. ثم ذكر الخبر المشهور في اخبار ابي مسلم الخولاني انه كان كثير الذكر فرآه بعض الناس فانكر حاله فقال لاصحابه امجنون صاحبكم فسمعه ابو مسلم الخولاني احد التابعين فقال لا يا ابن اخي ولكن هذا دواء الجنون يعني ذكر الله سبحانه وتعالى روي عند احمد وغيره من حديث ابي سعيد رضي الله عنه مرفوعا اكثروا من ذكر الله حتى يقال مجنون واسناده ضعيف لا يصح. ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى بهذه الاية الجامعة ان المسلمين والمسلمات مات الى تمامها ثم قال الشارف وعموم هذه الاية يجمع معنى ما تقدم من الاحاديث والله اعلم فجميع الاحاديث المتقدمة من الاربعين النووية وزياداتها محلها الى هذه الاية. فان فيها تحقيقا لهذه الصفات من صفات الكمال من الاسلام والايمان والقنوت والصدق والصبر والخشوع والتصدق والصوم وحفظ وذكر الله سبحانه وتعالى كثيرا. وهذا هو الذي ينبغي الانتفاع به عند امعان النظر بمعاني هذه الاحاديث ان تثمر فينا العمل بما جاء فيها من المعاني. فان احاديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تقرأ لمجرد الفاظها فقط بل ينبغي ان يعمل بها الانسان. وكان من وصية جماعة من السلف الثوري وعبد الرحمن ابن مهدي واحمد ابن واحمد ابن حنبل رحمهم الله الامر بالعمل بالحديث ولو مرة واحدة فلا ينبغي ان يوصل الانسان التشاغل بالعمل بالاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فان ذلك مما يميز صدق محبته للنبي صلى الله عليه وسلم فان محب النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الاقتداء به في جميع احواله واله ويهتدي به في جميع اموره سكناته وحركاته. فينبغي ان يجتهد طالب العلم في امتثال معاني الاحاديث كما اجتهد في فهم تلك المعاني فيجتهد في العمل كما اجتهد في العلم يعلم انه بعمله يحفظ علمه وانه يفوته من العلم بقدر ما يفوته من العمل وهذا من الامور التي يغفل عنها بعض الناس ولا تدخل في مدارك الفهم فانه ليس من مدارك الفهم عند الطبائعيين العمل بالشيء انهم يرون ان العمل عرظ جوهر منفصل لا تعلق له بالعلم القائم بالذات لكن في الحقيقة الشرعية كلما زاد الانسان عملا كلما فتح الله عز وجل له مدارك العلم وانار بصيرته. وبهذا يكمل بحمد الله وتوفيقه اقراء هذا الكتاب