السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقدت مجالس التعليم وعلى آله وصحبه الحاجزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا المجلس الاول لشرح الكتاب التاسع. من برنامج التعليم المستمر في سنته الرابعة ثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف واربع وثلاثين بعد الاربعمائة والالف وهو كتاب سلطان التنديد للعلامة حمد بن علي بن عتيق. رحمه الله. ويليه الدرس الاول من الكتاب العاشر وهو والقواعد والاصول الجامعة للعلامة عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي رحمه الله تعالى. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم قال قال المصنف رحمه الله تعالى الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على وعلى اله وصحبه. هذا تعليق على كتاب التوحيد تصنيف الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب. اجزل الله له من ثوابه وادخله الجنة بغير حساب. واكثر ما فيه من المنقولات وغالب الاحاديث احاديث المنسوبات من حفيده سليمان بن عبدالله رحمه الله وعفا عنه. فلهذا سميت هذا التعليق ابطال التنديد باختصار شرحه توحيده وقد انتهت مبيضة الشارح الى باب من هزل بشيء فيه ذكر الله. ووجدت من مسودته الى باب منكر قدر ووجد نقل عن نسخة له من الاصل فيما بعد ذلك. ويسر الله تمام باقيه فلله الحمد والمنة ذكر المصنف رحمه الله تعالى في ديباجة كتابه ان هذا التأليف تعليق على كتاب التوحيد للامام نجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. وكلمة التعليق في عرف اهل العلم دون الشرح التام الذي يقصد منه بيان جميع تفاصيل الجمل فالتعليق انباه الى جوامع القول المحتاج اليها في بيان ما يلزم من مقاصد الكتاب. وهو الموافق وضع المصنف فان المصنف لم يقصد الى شرح كل لفظة لفظة من الكتاب. وانما قام بيان جوامعه وجمله الكلية ثم هو عالة في كتابه هذا على الشرح الاول لكتاب التوحيد وهو تيسير العزيز الحميد للعليم علامة سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب. واصل شروح كتاب التوحيد كلها مستمد من كتاب الحفيد سليمان رحمه الله. فاشهرها وهو المجيد صرح مصنفه انه اختصر كتاب تيسير العزيز الحميد وميز زياداته عليه بقوله قلت وكان اسم فتح المجيد قديما التهذيب والتجريد لشرح كتاب التوحيد ثم غير اسمه في اخر عمره فسماه فتح المجيد. والاسم الاول معلن انه اختصار للشرح الاول وهو تيسير العزيز الحميد فهو صنف لكتاب بابطال التنديد فكلاهما مختصر بتيسير العزيز الحميد مع الزيادات. والزيادات في فتح المجيد اكثر ومن هنا صار فتح المجيد غرة الشروح المتقدمة لكتاب التوحيد لاحسان مصنفه تهذيبا تيسير العزيز الحميد وتجريده مما لا حاجة له في بيان المقصد الاعظم وهو التوحيد ملحقا به زيادات لازمة تتعلق بتوحيد الله سبحانه وتعالى وهذا الكتاب المسمى بابطال التنديد هو كما ذكر معول على تيسير العزيز الحميد. الا انه ظفر رحمه الله تعالى بما لم يظفر به غيره اذ وقف على نسخة من كتاب التوحيد علق عليها الشيخ سليمان ابن عبدالله افادات رجاء نقلها بعد ذلك الى شرحه فاختارته المنية قبل وفاء مقصوده. ويعلم مما ذكره المصنف تيسير العزيز الحميد الذي بايدينا قسمان احدهما قسم حرره الشيخ سليمان وهو المنتهي الى باب من هزل بشيء فيه ذكر الله. وهذا الباب داخل في هذه الجملة فهذه الجملة مما كتبه الشيخ سليمان تحريرا وهو الذي عناه المصنف لقوله قد انتهت مبيضة الشارع اي محراته. والقسم الثاني ما لم يحرره الشيخ سليمان ولا تم له تنقيحه وهو ما بعد ذلك الى باب منكري القدر فهذا القدر من الكتاب وهو نحو ستة ابواب او سبعة لم يحرره تحريرا الغم وطبع مع مبيضته وما وراء ذلك الى اخر الكتاب لم يكتب عليه الشيخ سليمان تسويدا ولا تبييضا. لكن ظفر المصنف رحمه الله بنسخة من كتاب التوحيد علق عليها الشيخ سليمان فوائد نقلها عنه المصنف ها هنا فمن خصائص كتاب ابطال التمديد اشتماله على كلام للشيخ سليمان ابن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب لا يوجد في تيسير العزيز الحميد وهو الكلام الذي علقه على ما بقي بعد باب منكر القدر الى اخر الكتاب فيما ما وجد على نسخة من كتاب التوحيد بخط الشيخ سليمان ابن عبد الله الله تعالى وهذه الخصيصة من خصائص ابطال التنديد مما عظم بها قدر الكتاب فان عن مثل الشارع الاول في مواطن لم يغفر له فيها بشيء ذخيرة نافعة في المواضع التي علق عليها الشيخ سليمان من تمام كتاب التوحيد. نعم. احسن الله اليكم قوله بسم الله معنى الله الاله. قال ابن عباس الله بالالوهية قوله بسم الله. عندكم ما كتبه بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله مكتوبة عندكم بسم الله الرحمن الرحيم قولوا بسم الله اقرأها بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب التوحيد. قوله بسم الله. معنى الله الاله. قال ابن عباس الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. ذكره ابن جرير عنه. قال بعضهم وذكر في القرآن في الفين وثلاثمائة وستين موضعا الرحمن الرحيم. قال ابن عباس اسمان دامان رقيقان احدهما رب من الاخر اي اوسع اوسع رحمة. قال ابن القيم رحمه الله تعالى الرحمن دال على الصفة القائمة به والرحم دال على تعلقها بالمرحوم. فكان للوصف والثاني للفعل فالافضل دال على ان الرحمة صفته. والثاني دال على انه يرحم خلقه انه يرحم خلقه برحمته تتمة غيظ بعض غلط بعض المتأخرين في تفسير الرحمن بكمال الانعام رحيم بما دون الكمال وبارادة الانعام. فان ذلك مذهب اهل التأويل الباطل من الجهمية المبتدعة. ذكر معناه الشيخ عبدالرحمن بن حسن حميد المصنف. قوله رحمه الله معنى الله الاله اي المألوف فهو فعال بمعنى مفعول. ومعنى قولنا المألوف اي الذي تألهه القلوب. فالقلوب تأله الله تعظيما له لما ترجوه منه سبحانه وتعالى. ونقل المصنف في بيان معنى هذه الالهية كلام ابن عباس اذا قال الله بالالوهية والعبودية على خلقه اجمعين اي الذي له الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. فهو الذي تأله له قلوبهم فتتوجه اليه تعظيما واجلالا. وكلام ابن عباس عزاه المصنف الى ابن جرير يعني في تفسيره فاطلاق العزو اليه يحول الى تفسيره المسمى بجامع البيان واستقر اصطلاح المتأخرين ان الحديث المعزو الى كتاب مسند لا يقال فيه ذكره. وانما يقال فيه رواه او اخرجه اما ان عزي الحديث الى كتاب غير مسند فيجوز ان يقال حينئذ ذكره فلان ابن فلان. فمثلا اذا عزوت حديثا الى البخاري رواه باسناده فانك تقول اخرجه او رواه البخاري. ولا تقل ذكره البخاري. فان عزوت حديثا ما الى رياض الصالحين فانك تقول فيه ذكره النووي في رياض الصالحين لافتقاد الاسناد فيها فهو لا يسند الاحاديث فيه. فيكون قول المصنف ذكره واقع الموقع اخرجه او رواه في معناه. واما باعتبار الاصطلاح فيجتنب. فهذا الاثر رواه ابن جرير في تفسيره باسناد ضعيف جدا. ومعناه صحيح. وعلل ابن سعدي في تفسيره بقوله لما اتصف به من صفات الالوهية التي هي صفات الكمال لما اتصف به من صفات الالوهية التي هي صفات الكمال. انتهى كلامه. فالله عز وجل له العبودية والالوهية على خلقه لكماله الناشئ من اتصافه سبحانه وتعالى من صفاته الكمال. ثم اورد المصنف رحمه الله في تفسير الرحمن الرحيم قول ابن عباس قول ابن عباس اسمان دالان رقيقان احدهما ارق من الاخر اي اوسع رحمة. وهذا الاثر عن ابن عباس رواه البيهقي في الاسماء والصفات موقوفا. باسناد ضعيف جدا وروي جملة في ضمن حديث طويل عند البيهقي نفسه في شعب الايمان واسناد المرفوع ضعيف جدا. ايضا فلا تثبت هذه الجملة مرفوعة ولا موقوفة وهو بالوقف اشبه الا انه لا يصح واعترض الخطابي في شأن الدعاء على هذه الجملة المنقولة عن ابن عباس بان الرقة لا مدخل لها في صفات الله. بان الرقة لا مدخل لها في الله اي انها لم تروى في الصفات الالهية. وهذا الاعتراض الذي ذكره الخطابي في شأن الدعاء حمل البيهقي وغيره الى القول بان الراوي وهما فيه فصحته. وان صوابه اسمان دالان رفيقان احدهما ارفق من الاخر. واحتج البيهقي وغيره على وقوع التصحيف بان الوارد هو الرفق وذلك في حديث ان الله رفيق يحب الرفق. في الصحيح وفي معناه احاديث اخر ويمنع القول ان الحديث مروي على هذا الوجه جزما رفعا ووقفا لكن ينشأ من الاعتراض عليه وجه الرواية من ان الرواية لم تثبت بذلك ولو ثبتت الرواية بذلك لامكن حمله على قواعد اهل السنة والجماعة. لكن الرواية لم تثبت فاندفع الايراد المذكور. على ان ابا المظفر السمعاني على ان ابليت السمرقندية حمله على ارادة الرحمة فقال ان المراد بذلك بيان رحمة الله سبحانه وتعالى وليس المراد الرقة. وهذا الوجه انما يحتاج اليه لو ثبت الحديث مع ما يرد عليه من الاعتراظ في اثبات الرقة. ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى كلاما لابن القيم في بيان الفرق بين الرحمن والرحيم هو في بدائع الفوائد. بذكر ان الفرق بينهما ان الرحمن دال على الصفة القائمة به اي دال على صفة الرحمة حال تعلقها بالله وان الرحيم دال على تعلقها بالمرحوم اي دال على صفة الرحمة حال تعلقها في المخلوق الذي وقعت عليه فالرحمة لها موردان. رحمة متعلقة بالله سبحانه وتعالى قائمة به وهي صفته سمي بها رحمانا والاخر رحمة منه متعلقة بالمخلوق الذي وقعت عليه وهو المرحوم سمي بها رحيما. ولذلك يجيء في الخطاب الشرعي عند ذكر اسم الرحيم بيان تعلق الصفة بالمرحوم. قال الله تعالى ان الله بالناس لرؤوف رحيم في اية اخرى بهذا المعنى. واشرت الى ضبط هذا الفرق بقول رحمة لله مهما علقت. بذاته فالاسم رحمن ثبت ورحمة لله مهما علقت بذاته فالاسم رحمن ثبت. او علقت خلقه الذي رحم فسمه الرحيم فاز من سلم. او علقت بخلقه الذي رحم بسمه الرحيم فاز من سلم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تتمة في بيان غلط بعض المتأخرين في تفسير الرحمن لكمال الانعام والرحيم بما دون الكمال او بارادة الانعام وبين وجه الغلط بقوله فان ذلك مذهب اهل التأويل الباطل من الجهمية المبتدعة ذكر شيخه الشيخ عبدالرحمن بن حسن حفيد المصنف والمراد بالتأويل هنا صرف اللفظ عن معناه المتبادر الى معنى اخر. دون دليل. صرف اللفظ عن معناه المتبادل الى معنى اخر دون دليل وهو المعنى المشهور التأويل عند المتكلمين في ابواب الصفات. والجادة السوية فيه ما ذكره الطحاوي في عقيدة اذ قال وكل تأويل يضاف الى معنى الربوبية فتأويله بترك التأويل فيه. ولزوم التسليم وعليه دين مسلمين انتهى كلامه. فالجادة الواقية من العاطف هذا الباب ترك سلوك مهيع التأويل بصرف الفاظ عن معانيها المتبادرة مما تعرفه العرب في لسانها. ولزوم التسليم لله سبحانه وتعالى مع اعتقاد تنزه الله عز وجل عن ما لا يليق به من النفي والتشبيه. نعم. احسن الله اليكم. قوله كتاب التوحيد يسمى دين توحيد لان مبناه على ان الله واحد في ملكه وافعاله لا شريك له. واحد في ذاته وصفاته لا نظير له واحد في الهيته وعبادته لا للدناء. والى هذه الانواع الثلاثة ينقسم توحيد الانبياء والمرسلين. الذي جاؤوا به من عند الله وهي متلازمة كل نوع منها لا ينفك عن الاخر. فمن اتى بنوع منها ولم يأت بالاخر ومع ذلك الا لانه لم يأت به على وجه الكمال المطلوب. وان شئت قلت التوحيد نوعان. توحيد في المعرفة والاثبات هو توحيد الربوبية والاسماء والصفات وتوحيد في الطلب والقصد وهو توحيد الهية والعبادة ذكره شيخ الاسلام ابن ذكره شيخ الاسلام وابن القيم رحمهما الله فاما توحيد الربوبية والمنكب بان الله رب كل شيء ومليكه وخالقه ورازقه. وانه يحيي المميت النافع الضار المتفرد باجابة الدعاء الاضطراب الذي له الامر كله وبيده الخير كله ويدخل فيه الايمان بالقدر. واما توحيد الاسماء والصفات الاقرار بان الله على كل شيء قدير. وبكل شيء عليم وانه سميع بصير. وانه الحي يطيره الذي لا تأخذه سنة ولا نوم. والزمار بما جاء في الكتاب والسنة من الاسماء والصفات واعتقاد على الحقيقة فيوصف الرب تعالى بذلك من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل الله تعالى لا يشبهه شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في افعاله. فاما فقد اقر به المشركون كما قال تعالى يخرج الحج من الميت. ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر. فسيقولون فكن افلا تتقون؟ وغير ذلك من الايات. وان الثاني فانهم يقرون بجنسهم وان انكر بعضهم بعضا جهلا او عنادا. واما الثالث وهو توحيد الهية على اخلاص التأله من المحبة والخوف والرجاء والتوكل والدعاء. وجميع العبادات ظاهرها وباطنها. وان لا يجعل فيها شيء لغيره لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما. وهذا التوحيد هو اول واجب عليك وقد اوصى القرآن به كل الافصاح وابدى فيه واعاد وضرب لذلك الامثال بحيث ان كل سورة القرآن في هدي لهلة على هذا النوع. وذلك لانه الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل والامم كما دل القرآن ذلك وهو الذي قصد المصنف رحمه الله تعالى بيانه وان كان كتابه مشتملا على الثلاثة قال ابن القيم رحمه الله هذا وثاني نوع التوحيد توحيد العبادة منكد الرحمن اما تكون لغيره عبدا ولا تعبده بغير شريعة ايمان. فتقوم بالاسلام والايمان والاحسان في سر وفي اعلام والصدق والاخلاص ركن ذلك التوحيد كالركن البنيان. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في فاتحة بيان كلام امام الدعوة في قوله كتاب التوحيد ان دين اسلامي يسمى توحيدا. والاسماء الدينية نوعان. احدهما اسماء دينية للشرع الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كالاسلام والتوحيد والايمان والاخر اسماء دينية بتقول للمتبعين له صلى الله عليه وسلم كالمسلمين والمؤمنين وعباد الله فمن الاسماء الدينية المتعلقة بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم تسمية لدينه دين التوحيد. ووجهه ان مبنى هذا الدين على وحدانية الله عز وجل فهو واحد في ملكه وافعاله. وواحد في ذاته وصفاته. وواحد في الهيته وعبادته فلما دارت الوحدانية على هذه المقاصد الثلاثة سمي الدين المشتمل عليها توحيدا والى هذه الانواع الثلاثة ينقسم توحيد الانبياء والمرسلين الذي جاءوا به من عند الله وفيه اعلام بان التوحيد لا يختص كونه اسما للدين بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بل اديان الانبياء جميعا كلها تسمى توحيدا. لان دين الانبياء واحد وليس دينهم متعددا. ومن الخطأ الفاحش ما يجري على السنة بعضهم من قولهم الاديان السماوية يشيرون الى الاديان الالهية. وما جاء من عند الله عز وجل انما هو دين واحد وفي الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الانبياء اخوة لعلات. دينهم واحد اخوة لعلات هم الاخوة الذين لهم اب واحد من امهات متعددة. فدين الانبياء جميعا هو التوحيد وهو مشتمل على هذه الانواع الثلاثة. لان هذه الانواع الثلاثة بيان لما يجب على العبد من التوحيد وما يجب لله عز وجل من التوحيد. كما سيأتي فيما المستقبل ثم بين المصنف انها متلازمة وثيقة الصلة بعضها ببعض فكل واحد منها ملازم الاخر ملازم للاخر لا ينفك عنه. فمن اتى بنوع منها لم يأت بالاخر فما ذاك الا لانه لم يأتي بالتوحيد على وجه الكمال المطلوب. ثم قال المصنف وان شئت قلت التوحيد نوعان توحيد في المعرفة والاثبات. وهو توحيد الربوبية والاسماء والصفات وتوحيد في الطلب والقصد وهو توحيد الالهية والعبادة ذكره شيخ الاسلام وابن القيم رحمهما الله. وتقسيم التوحيد له مآخذ عدة من اشهرها القسمة الثلاثية والقسمة الثنائية. فاما القسمة الثلاثية وهي كونه منقسما الى توحيد الربوبية والالهية والاسماء والصفات فهي باعتبار ما يجب لله. والقسمة الثنائية وهي توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في الطلب والقصد فهي باعتبار ما يجب على العبد وسبق ان ذكرت لكم ان قال في مسألة من المسائل اختلاف عبارات لاختلاف اعتبارات. اختلاف عبارات لاختلاف انتهى كلامه. وهذه المسألة واحدة من المثل المبينة لكلامه. فان القسمة الثلاثية والثنائية غير مضطربتين بل احداهما تصدق الاخرى لكن جماعة نظروا الى ما يجب على العبد من التوحيد فقسموه الى قسمين. توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في الطلب والقصد. وقوم النظر الى ما يجب لله من التوحيد فقسموه الى ثلاثة اقسام توحيد في الربوبية وتوحيد في الالوهية وتوحيد في الاسماء صفات ثم بين المصنف رحمه الله تعالى حقائق هذه الانواع فبين ان توحيد الربوبية والملك هو الاقرار بان الله رب كل شيء. الى اخر ما ذكر. ويلخص هذه الجملة بان نقول فان توحيد الربوبية شرعا هو ايش؟ افراد الله في في ذاته وافعاله هو افراد الله في ذاته وافعاله. ثم بين توحيد والصفات بما ملخصه بان نقول ان توحيد الاسماء والصفات هو افراد الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى. وبين في اثناء كلامه ان الايمان بالاسماء اي واصفات يقترن باعتقاد ان ذلك على الحقيقة. اي انها مجازا وقد نقل ابو عمر ابن عبدالبر الاجماع على ذلك. فقال اهل السنة مجمعون على الايمان مجمعون على الاقرار بالصفات الواردة في الكتاب الكتاب والسنة والايمان بها وحملها عن الحقيقة لا المجاز انتهى كلامه. وهذا من ضمائن الاجماع في مسائل الصفات فان الناقل لها رجل مالكي. كان في القرون المتقدمة. وقد نقل اجماع اهل السنة قاطبة ان الصفات يؤمن بها يؤمن بها باعتقاد انها عن الحقيقة. وليست مجازا والمراد بالحقيقة ما تعرفه العرب في اوضاع كلامها في معاني الصفات. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك معنى توحيد الالهية بقوله فهو مبني على اخلاص التأله لله الى اخر ما ذكر وملخصه ان توحيد الالهية هو افراد الله ايش؟ بافعال العباد يعني العبادات افراد افراد الله بالعبادة. قلنا افعال العباد قيدناها بقيد افعال العبادة المتقرب به والمتقرب بها يعبر عنها بالعبادة. فتوحيد الالهية هو افراد الله بالعبادة. ثم ذكر المصنف قبل ان الاول وهو توحيد الربوبية وهو توحيد الربوبية قد اقر به المشركون واما الثاني وهو توحيد الاسماء والصفات فانهم يقرون بجنسه وان انكر بعضهم بعضا جهلا او عنادا فهم يقرون باسماء باسماء واوصاف لله وقعت في كلامه وينكرون بعضها كانكارهم للرحمن. والاقرار المذكور عن في توحيد الربوبية او توحيد الاسماء والصفات لا يراد به اقرار يضاهي اقرار الموحدين وانما يراد به اصل الاقرار. وهذا معنى قول المصنف فانهم يقرون بجنسه. اي بالمعنى الكلي وان وجد في تفاصيل ذلك ما لا يؤمنون به. وقبل ذكرت ان ما وقع من اثبات الاقرار للمشركين في هذا الباب يتنبه فيه الى امرين احدهما ان اقرارهم ليس اقرارا عاما. وانما يقر هنا ببعض ذلك. والثاني ان ما وقع منهم من اقرار في بعض الابواب لا يسلم مما يباين عقائد المقرين من الموحدين. فربما يؤمنون باصل لكنهم يخالفون في جمل من تفاصيله. واما توحيد الالهية فكما ذكر المصنف ان الخصومة كانت فيه بين الرسل والامم فهو الذي عظم فيه انكار مشركين وهذا التوحيد وهو توحيد الالوهية هو اول واجب على المكلف. يعني العبد والمكلف عند الاصوليين والفقهاء من اتصف بوصفين هما البلوغ والعقل. وتقدم ان التكليف مصطلح حادث. والحقيقة الشرعية له اسم العبد. فالاوفق ان قال هو اول واجب على العبد. وقد افصح القرآن به كل الافصاح وابدى فيه واعاد وضرب له الامثال. فكل سورة في القرآن قال فيها دلائل مختلفة على هذا النوع لجلالته وعظمته وكون الخصومة بين الرسل واممهم وفيه ثم قال الشارح وهو يعني توحيدا الالهية الذي قصد المصنف رحمه الله بيانه فقول المصنف كتاب التوحيد يعني توحيد الالهية وان كان كتابه مشتملا على الثلاث ففي كتاب التوحيد ابواب تتعلق بالربوبية وابواب تتعلق بالاسماء والصفات. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من ابيات الشافية الكافية لابن القيم لما ذكر توحيد العبادة قوله ان لا لغيره عبدا ولا تعبد بغير شريعة الايمان فلا يتعبد الانسان بغير شريعتي التوحيد والاسلام لله عز وجل. ولا يكون عبدا لغير الله عز وجل. فلا يكون عبدا لنفسه ولا للشيطان. كما قال ابن القيم في موضع اخر من النونية هربوا من الرق الذي اي خلقوا له وغلو برق النفس والشيطان. ثم ذكر ابن القيم ان توحيد الالهية يقوم على اثنين احدهما الصدق والاخر الاخلاص. فاركان توحيد الالهية اثنان الاول الصدق وهو توحيد الارادة. والثاني الاخلاص. وهو توحيد المراد وبهذين الحدين يتبين الفرق بينهما وهما مذكوران في كلام ابي عبد ابن القيم الاخلاص فالصدق ان توحد ارادتك فتتوجه بكليتك على مقصودك بالعبادة والاخلاص ان توحد مرادك فلا يكن في قلبك مراد سوى الله سبحانه وتعالى نعم. احسن الله اليكم. وقول الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قوله وقول الله تعالى قال الشارع يجوز في قول الله انت تقرا من لا لا تقرا المتن يقر بالشرع قوله وقول الله تعالى لان اصل الكتاب ما فيه متن اصل الاصل الشرع هذه من افات طبع المتون مع مع الشروع يطبع كما وضعه المصنف حتى يكون قوله وقول الله تعالى. نعم. احسن الله اليكم. قال الشارف يجوز في قول الله الرفع والجر وهذا حكم ما يمر بك من هذا الباب قوله وما خلقه لمن؟ الشيخ سليمان ابن عبد الله نعم قولوا وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيرها هذه الاية ومعنى الاية ان الله خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له. فمن اطاعه جازه احسن الجزاء. ومن من عصاه عذبه واخبر انه غير محتاج اليهم. قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الا لامرهم ان يعبدوني وادعوهم الى عبادة وقال مجاهد الا لامرهم وانهاهم. واختاره شيخ الاسلام قالوا ويدل عليه قوله اي الانسان ان يترك سدى. قال الشافعي رحمه الله تعالى لا يؤمر ولا ينهى. وقوله لا يعبأ بكم ربي لولا دعائكم. اي لولا عبادتكم اياه. وقال في القرآن في غير اعبدوا ربكم اتقوا الله فقد امر بما خلقوا له وارسل الرسل وارسل الرسل الى الجن والانس لذلك وهذا المعنى هو الذي قصد بالاية قطعا. وهو هو الذي وهو الذي يفهم جماهير المسلمين ويحتجون عليه ويقرون ان الله انما خلقهم يعبدون. وان الله انما خلقهم ليعبدون عبادة شرعية وهي طاعته وطاعته رسله لا يضيعون حقه الذي خلقهم له. وقال ايضا العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله من الاقوال والاعمال الباطلة والظاهرة. وقال ابن القيم مدارها على خمس عشرة قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية وبيان ذلك ان العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح الاحكام التي للعبودية خمسة واجب ومستحب وحرام ومكروه ومباح. وهذا لكل واحد من القلب واللسان قال المصنف وفي الاية الحكمة في خلق الجن والانس. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في بيان معنى قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. كلام ابن كثير رحمه الله في تفسير الاية وان معناها ان الله خلق الخلق ليعبدوه وحده. فالحكمة من خلقهم هي عبادة الله سبحانه وتعالى ثم ذكر قول علي رضي الله عنه الا ليعبدون الا لامرهم ان يعبدوني وادعوهم الى عبادي وقال مجاهد الا لامرهم وانهاهم. واختاره شيخ الاسلام ابن تيمية. وقبله الزجاج من علماء العربية واستدلوا عليه بقول الله تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى يعني هملا. وهذا معنى قول الشافعي لا يؤمر ولا ينهى. فاذا كان الانسان لا يترك هملا مهملا فلابد ان يتوجه اليه خطاب الامر والنهي. وهذا الخطاب المتوجه اليه هو حقيقة العبادة. ثم اورد قول الله تعالى قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم اي لا يأبه بكم ولا يكترث الله سبحانه وتعالى بحالكم لولا عبادتكم اياه سبحانه وتعالى. ثم ذكر من كلام ابن عباس ابن تيمية ان في القرآن في غير موضع اعبدوا ربكم واتقوا الله ربكم وهي وهما في الامر بالعبادة التي خلق الناس لها وذكر البغوي في تفسيره عند هذه الاية ان ابن عباس قال كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناها التوحيد كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد ولم اجده موصولا باسناده عن ابن عباس. الا ان معناه صحيح. فكل امر بالعبادة هو امر بتوحيد الله عز وجل فاول امر في القرآن يا ايها الناس اعبدوا ربكم اي وحدوا ربكم وجاء هذا عن في تفسير اية البقرة عند ابن ابي حاتم وابن جرير بسند فيه مقال ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى كلاما لابي العباس ابن تيمية في رسالته في العبودية في بيان حقيقة العبادة وانه قال العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله من الاقبال من الاقوال والاعمال الباطنة طاهرة واعترض بعض العصيين على هذا الحد لابي العباس ابن تيمية وغلطوا في اعتراضهم لانهم لم يفرقوا بين ارادة المفعول والفعل. وابو العباس ابن تيمية لما ذكر هذا الحد اراد العبادة المفعولة التي تطلب شرعا. فالعبادة المفعولة التي تطلب شرعا هي كل ما يحبه الله من والاعمال الباطنة والظاهرة. واما تعريف العبادة بالنظر الى كونها فعلا فهو ما تقدم من قولنا ان العبادة هي تألق القلب المقترن بالحب والتعظيم. تألف المقترن بالحب والتعظيم. والمراد بتألف القلب هو تعظيمه واجلاله ان كان هذا التأله لله فهو عبادة توحيدية. وان كان لغير الله فهو عبادة شركية فحينئذ اذا قيل ما تعرف العبادة؟ قيل هي تألف القلب المقترن بالحب والخضوع وهذا يشمل ما يكون لله وما يكون لغيره فهو الحد الجامع. وما ذكره ابو عباس ابن تيمية لا يقال انه غلط بل يقال ان له مأخذا معتدا به وهو ارادة العبادة المفعولة اي من جهة كونها مفعولا مطلوبا من العبد. فيكون كلام صحيحا وما غبظ معناه من كلام الاوائل لا يتجرأ عليه وانما يلتمس له مخرج فان غمض مخرجه على المتكلم فان التقوى له ان يلزم نفسه بعدم التعرض لهم. ومن تبين له ما ذكرنا من التفريق بين العبادة المفعولة وبين العبادة التي هي فعل العبد رأى ان لكلام ابي العباس ابن تيمية مأخذا هو الذي ذكرناه ثم مما ينبغي ان يتنبه اليه مما يحتاج الى فهمه في هذا الموضع ان العبادة والعبودية بينهما اجتماع وافتراء. فان العبودية تنقسم الى قسمين. احدهما العبودية الكونية وهي تشمل كل مخلوق. من بر وفاجر ومسلم وكافر. فكلهم عبيد مقهورون لله. والاخر العبودية الشرعية. وهي التي تختص مسلمين دون غيرهم. ويقارنوها تألف القلب لله بالحب والخضوع وهي التي تسمى العبادة. فالعبادة تختص الشرعية دون الكونية. اشار الى هذا العلامة عبدالله ابا بطين في جواب سؤال رفع اليه مذكور في الدرر السنية. ويبين الفرق بينهما ان تعلم ان العبد يطلق على معنيين احدهم عبد بمعنى معبد. اي مدلل. والاخر عبد بمعنى عابد. اي متقرب بالعبادة لله. فالاول كل شيء والثاني يختص بالمسلمين المؤمنين ذكره ابو العباس ابن الحفيد في قاعدته في العبودية. ثم نقل المصنف كلام ابن القيم في مدارج السالكين ان مدار العبادة على خمس عشرة قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية وبيان ذلك ان منقسمة على القلب واللسان والجوارح. فلها ثلاث موارد احدها عبادة قلبية. وثانيها عبادة لسانية وهو ثالثها عبادة بالجوارح. والاحكام التي للعبودية خمسة. واجبة واجب ومستحب وحرام ومكروه ومباح. فاذا ضربت هذه الخمسة بالثلاثة فانها حينئذ تكون خمس عشرة قاعدة. منها ما يتعلق بالامر ومنها ما يتعلق بالنهي ومنها ما لا يتعلق به امر ولا نهي. وقول ابن القيم رحمه الله تعالى والاحكام للعبودية تعريض باصطلاح الاصوليين الذين يسمونها الاحكام التكليفية لان ابا عبد الله ابن القيم وشيخه ابا العباس ابن تيمية يريان ان هذا التعبير المذكورة في كلام الاصوليين واصطلاح دخيل نشأ من قول الاشاعرة في نفي الحكمة والتعليم عن افعال الله عز وجل على ما بيناه سابقا. فالاوفق ان يقال احكام العبودية عوضا عن الاحكام التكليفية نعم. احسن الله اليكم. قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة اخبر تعالى انه بعث في كل امة اي في كل طائفة وقرن من الناس رسولا بهذه الكلمة ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. اي اعبدوا الله وحده واتركوا عبادة ما سواه. فلهذا فلهذا الخليقة فلهذا خلقت الخليقة وارسلت الرسل وانزلت الكتب. كما قال تعالى وما ارسلنا منكم قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا. انه لا اله الا انا تعبدون وهذه الاية هي وهذه الاية هي اول واجب على المكلفين معرفتها وهي معنى لا اله الا الله فانها تضمنت الاثبات كما تضمنت لا اله الا الله. ففي قوله اعبدوا الله الاثبات وقوله اجتنبوا الطاغوت النفي. قال الشارق رحمه الله قاله الشارق رحمه الله. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى وطريقة القرآن في مثل هذا ان يقرن النفي بالاثبات فينفي عبادة ما سوى الله ويثبت عبادته وهذا هو حقيقة توحيد والنفي المحض ليس بتوحيد وكذلك الاثبات بدون النفي بدون النفي فلا يكون التوحيد الا والاثبات. وهذا حقيقة لا اله الا الله انتهى. قال المصنف رحمه الله تعالى وفيها الحكمة بارسال الرسل وان الرسالة عمت كل امة وان دين الانبياء واحد ويأتي معنى الطاغوت في باب السحر عند كلام عند كلام عمر وجابر رضي الله عنهما. قول المصنف رحمه الله وهذه نقلا عن سليمان وهذه الاية هي اول واجب على المكلفين معرفتها اي اول واجب على العبد على طريقة اهل السنة والجماعة فان اول واجب على العبد عند اهل السنة والجماعة هو قول لا اله الا الله خلافا للاشاعرة وغيرهم. وهذه الكلمة التي اشتملت عليها الاية متظمنة للنفي والاثبات. بل اثبات هو اثبات الالوهية لله عز وجل. والنفي هو نفيها عما سواه سبحانه وتعالى وبيان النفي والاثبات يقع بطرائق متعددة. فقوله لا اله الا الله فيها نفي واتباع فالنفي في قوله لا اله والاثبات في قوله الا الله. وقوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا بين النفي والاثبات فالاثبات في قوله واعبدوا الله والنفي في قوله ولا تشركوا به شيئا. وقوله تعالى اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت جامع بين النفي والاثبات فالاثبات في قوله واعبدوا الله والنفي في قوله واجتنبوا الطاغوت ونقل المصنف رحمه الله تعالى من كلام ابن القيم ان طريقة القرآن في مثل هذا ان يقرن النفي اثبات فينفي عبادة ما سوى الله ويثبت عبادته وهذا هو حقيقة التوحيد. وانما لزم القرن بينهما لان كمال المعنى لا يكون الا بهذه الدلالة. فلو ذكر الاثبات وحده تطرق اليه احتمال النفي. واذا ذكر النفي وحده تطرق اليه احتمال الاثبات. بان ينفى معنى الالوهية او بعضه عن الله او تثبت الالوهية او بعض معناها لغير الله عز وجل فاذا قرن الاثبات والنفي امتنع كل احتمال فلم تكن العبادة المثبتة الا لله. وكان النفي لها شاملا لكل سوى الله سبحانه وتعالى. ومن بدائع المسالك القرآنية في ايضاح الحقائق الدينية دلالة الاقتران وهذا واقع في موارد عدة منها القرن بين النفي والاثبات في التوحيد. ومنها القرن بين حق الله وحق الوالد ومنها النفي بين الوعد بالنعيم والوعيد بالجحيم. وهذه الانواع من دلالة اخوة تيران من مسالك الكمال في ايضاح الحقائق الدينية. فاذا رأيت مسلكا من هذه المسالك روعي في القرآن فاعلم انه من اعظم موارد بيان هذه الحقيقة فمن اعظم موارد بيان حقيقة التوحيد الجمع بين النفي والاثبات. فاذا اريد بيان التوحيد جمع في ذلك بين النفي والاثبات واذا اريد بيان حق الوالدين كان من احسن المسالك في ايضاحه الاعراب عما وقع في القرآن من اقتران حق الوالد بحق الله. واذا اريد بيان الوعد قرن بالوعيد كما جاء في القرآن الكريم. ثم ذكر المصنف رحمه والله تعالى من تمام كلام ابن القيم من ان النفي المحض ليس بتوحيد. وكذلك الاثبات بدون فلا يكون التوحيد الا متضمنا لللف والاثبات. نعم. احسن الله اليكم. وقوله ربك الا تعبدوا الا اياه بالسحر. التوحيد باب السحر ولا باب ما جاء بالسحر فيكون هذا ايش؟ ذكر على المعنى يعني ذكره على معنى لم يذكره بالافظل يعني قال باب السحر الذكر على المعنى وهذا هذا من تصرفات اهل العلم التي تخفى على العصريين للاسف لانهم لا يتلقون العلم من المشايخ. يتلقونه من الكتب. فلذلك تجد بعضهم يقف على نقل لاحد العلماء يقول قال فلان ثم يقول النص ليس بتمامه في كتاب. وهو نقل على المعنى. والنقل على المعنى سار ولا سيما عند الاوائل لانهم يكتبون من حفظهم. والذي يكتب من الحفظ يتوسع في هذا. فربما يكتب على المعنى. نعم الله اليكم من قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. الاية قال مجاهد القضاء يعني وصى وكذا قرأ ابي ابن كعب وابن مسعود وابن عباس وغيرهم. وقال ابن عباس لعني امر رواه ابن جرير قوله الا تعبدوا الا اياه. اي ان تعبدوه ولا تعبدوا غيره مما لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا هذه الاية هي معنى لا اله الا الله. فان قوله الا تعبدوا هو معنى لا اله وقوله الا اياه ومعنى ان الله وبالوالدين احسانا. اي وقضى ان تحسنوا بالوالدين احسانا كما قضى بعبادته وحده لا ملك له وعطف حقهما على حق وعطف حقهم وعطف حقهما على حق الله دليل على تأكيد وانه اوجب اوجب الحق وانه اوجب الحقوق بعد حق الله. وهذا كثير في القرآن يقرن حقه تعالى بحق الوالدين كقوله ان اشكر لي ولوالديك ولم يخصت على نوع من انواع الاحسان جميع انواع الاحسان وقد تواترت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالامر ببر الوالدين وتحريم في عقوقهم هذا في البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قلت يا رسول الله اي الاعمال احب الى الله؟ قال الصلاة وقتها قلت ثم اي؟ قال بر والديه قلت ثم اي؟ قالوا الجهاد في سبيل الله. حدثني بهن ولو ولو لزادني. وفي الصحيحين عن ابي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم هم باكبر الكمائر. قلنا بلى يا رسول الله. قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس قال الا وقول الزور انا وشهادة الزور. فما زال يكررها حتى قل ناديتهم سكتوا. وفي الترمذي عن ابن عمر قال عمي. وفي الترمذي عن عبد الله ابن عمرو رضي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رضا الرب في رضا الوالدين. وسخطه في سخط الوالدين. صححه ابن الحاكم قال الشيخ تقي الدين تجب طاعتهما فيما فيه نفع لهما ولو شق عليه. ذكر المصنف رحمه الله تعالى انا في تفسير قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه قول مجاهد قضى يعني وصى فتفسيرها الوصية بالمذكور معها. وقول المصنف وكذا قرأوا بين ابن كعب وابن مسعود وابن عباس وغيرهم اي وقعت في قراءتهم ووصى ربك الا تعبدوا الا اياه. وهذه قراءة قرآنية قديمة. كانت قبل رسم المصحف على ما كتبه عليه عثمان بن عفان رضي الله عنه. وما وقع كذلك فهو صحيح النسبة اليهم انهم قرأوا به. واما بعد اجماع الصحابة على مصحف عثمان فان شرط ثبوت القراءة ان تكون موافقة رسم المصحف الذي كتبه عثمان بن عفان الذي امر بكتابته عثمان بن عفان رضي الله عنه قال ابن الجزري في الطيبة وكل ما وافق وجه نحوه وكان للرسم احتمالا يحوي وصح اسنادا هو القرآن فهذه الثلاثة الاركان ورسم وصى غير موافق ما في مصحف عثمان في المصحف العثماني وقضاء ربك الا تعبد اياه. وما كان من هذا الجنس ينتفع به في تفسير معاني القرآن ولهذا يسميه بعضهم القراءة التفسيرية. يعني التي وقعت تفسيرا وهو كثير في كلام وهو كثير في قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وكان بعض التابعين يقول لو قرأت قراءة ابن مسعود لم احتج مجاهد يقول لو قرأت قراءة ابن مسعود لما احتجت ان اسأل ابن عباس عن كثير مما كنت اسأله من القرآن لابانتها عن المعاني المرادة في الايات. ثم ذكر عن ابن عباس في تفسير الاية ان قضى يعني امر رواه ابن جرير وهذا القضاء الذي يؤمر به هو القضاء الشرعي. لان قضاء الله عز وجل نوعان احدهما قضاء كوني قدري. ومنه قوله تعالى الى بني اسرائيل معناها اننا حكمنا بذلك قدرا. لتفسدن في الارض مرتين والثاني قضاء شرعي ديني. ومنه هذه الاية والمراد به فيما امر الله عز وجل به شرعا. ومن جملته قوله الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. فهو مما امر الله عز وجل به وقوله الا تعبدوا الا اياه نفي واثبات. فقوله الا تعبدوا وقوله الا الله اثبات. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى ان تفسير قوله تعالى وبالوالدين احسانا اي وقضى ربكم ان تحسنوا الى الوالدين احسانا. ثم بين ما سبق ذكره من دلالة اقتران حق الله حق الوالدين تعظيما لحقهما. واورد المصنف رحمه الله تعالى ثلاثة احاديث في بيان عظم شأن للوالدين وتحريم عقوقهما واخرها وهو حديث عبدالله بن عمرو مما اختلف في وقفه ورفعه والصواب انه موقوف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ويشبه ان يكون له حكم الرفع لماذا؟ لماذا يشبه ان يكون له حكم الرفع؟ رضا الرب في رضا الوالدين سخطوا في سخطهما. ها يا عمر؟ لانه لا يقال من قبل الرأي. ولماذا لا يقال من قبل الرأي لانه خبر عن غيب. وان رضا الله يقع في رضا الوالدين. وان سخط الله يقع بسخط الوالدين والى ذلك اشرت بقولي وما اتى عن صاحب بحيث لا يقال رأيا حكمه الرفع فالرأي اه ايش؟ فالباب غيب واصطحاب اعظم من قولة على الاله تعظم يعني ان مقام الصحابة ارفع من ان يقولوا في جناب الله شيئا برأيهم. ثم اورد قول الشيخ تقي الدين واذا اطلق الشيخ تقيي الدين عند الحنابلة فالمراد به ابو العباس ابن تيمية وكان يكره ذلك. ويقول ان اهلي لقبوني به يعني فغلب علي. ووجه كراهته ما تقدم من ايش؟ كراهة الاسماء المضافة للدين لما فيها من تزكية لما فيها من التزكية. فكان كثير من المشهورين بها يكرهونها. والنووي يعرف في الدين وكان يقول لا اجعل في حل من سماني محي الدين. فلا ينبغي للانسان ان من هذه الاسماء عند ذكر الاوائل من يذكرون بالاسماء السالمة من المؤاخذة الشرعية؟ نعم احسن الله اليكم قوله واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. قال ابن كثير رحمه الله تعالى يأمر تعالى عباده بعبادة وحده لا شريك له فانه الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه في جميع الحالات. فهو المستحق منهم ان ولا يشركوا به شيئا من مخلوقاته. قوله يقول تعالوا قال ابن كثير يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله وحرموا ما رزقهم الله. وقتلوا اولادهم وكل ذلك فعلوه بارائهم الفاسدة. وتسويد الشيطان لهم تعالى ويهدموا واقبلوا اتلوا. اي اقص عليكم واخبركم بما حرم بما حرم ربكم عليكم حقا لا تخرصا ولا ظنا بل وحي منك وامر من عنده الا تشركوا به شيئا وكأن في الكلام محذوف دل عليه السياق تقديره. وصاكم او لا تشركوا به شيئا. ولهذا قالوا في اخر الاية ذلكم وصاكم به انتهى. قال شيخنا المعنى حرم عليكم هذا الذي نهاكم عنه الاشراك ذكر المصنف رحمه الله في تفسير قوله قل تعالوا واتوا ما حرم عليكم ربكم وربكم عليكم كلام ابن لكثير رحمه الله تعالى وفيه قوله قل يا محمد والايات التي فيها النبي صلى الله عليه وسلم او يؤمر او ينهى مما جرى كثير من المفسرين على ذكره صلى الله عليه وسلم بالاسم المجرد وهذا غير مناسب لتعظيمه. والاكمل ان يعبر عنه بما سماه به الله عز وجل فيقال قل يا رسول الله او اتقي يا رسول الله او اقم يا رسول الله فان هذا اعظم من ذكره بالاسم المجرد اشار الى هذا الشيخ عبد الحميد باديس رحمه الله تعالى في موضع من اواخر تفسيره واعتذر عن ان هذا المعنى خفي عليه في المواضع المتقدمة فكان يذكره كغيره من المفسرين بالاسم المجرد. والمناسب للتعظيم ان يذكر بوصفه صلى الله عليه وسلم. وفي هذه الاية قل تعالى وكل ما حرم ربكم عليكم نهي عن الشرك. لان فيها قوله تعالى الا تشركوا به شيئا ومعنى الاية تعالوا اتوا ما وصاكم به ربكم الا تشركوا بالله شيئا. ودل على هذا المعنى قوله تعالى في الاية ذلكم وصاكم به. ففي الاية تقديم وتأخير يبين معناها وقول المصنف قال شيخنا المراد به من عبد الرحمن بن حسن فصار من اصطلاحات المصنف التي مرت معنا ثلاث اصطلاحات احدها الشارح وهو شيخ سليمان ابن عبد الله وثانيها شيخنا وهو عبد ابن حسن وثالثها المصنف وهو ايش؟ الشيخ محمد بن عبد الوهاب وربما يذكره باسم وربما يذكره باسم الشيخ. نعم. احسن الله اليكم قوله. قال ابن مسعود رضي الله عنه قال قال بعضهم ما معناه اي من اراد ان ينظر الى الوصية التي كانها كتبت وختم عليها ثم طويت فلم تغير ولم تبدل وليس المراد ان وليس المراد ان النبي صلى الله عليه وسلم كتبها وختم عليها. قال الشارح وهذا الاثر والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن ابي حاتم والطبراني بنحوه. وقد روى عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ايكم يبايعوني على هؤلاء الايات الثلاث. ثم تلا قوله تعالى قل تعالوا اتلوا ما حرم ربكم عليكم. حتى من الايادي الثلاث ثم قال من وفى بهن فاجره على الله ومن انتقص منهن شيئا فادركه الله في الدنيا كانت ومن اخره الى الاخرة كان امره الى الله ان شاء اخذه وان شاء عفا عنه. رواه ابن ابي حاتم والحاكم وصحح ذكر المصنف رحمه الله تعالى في معنى قول ابن مسعود من اراد ان ان ينظر الى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه ان ذلك بمنزلة الوصية التي كتبت عليها فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يوصي بشيء خاص. واخبر اصحابه رضي الله عنهم بانه اوصى باشياء متنوعة كلها ترجع الى القرآن. فيكون خبرهم جميعا خبر صادق. فكل احد منهم اخبر عن بعظ ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم. والجامع لما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم هو ما جاء في الصحيحين عن عبد الله ابن ابي اوفى رضي الله عنه انه قال اوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فيكون ما ذكره ابن مسعود بعض تلك الوصية وما ذكره غيره من الصحابة بعض تلك الوصية ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثا في بيان فضل تلك الايات وهو حديث ضعيف لا يصح. نعم. احسن الله اليكم قوله على حمار. قال المصنف رحمه الله تعالى فيه تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار مع الارداف وجواز الارداف على الدابة اذا كانت مطيقة. قوله رحمه الله قال المصنف يعني شيخ محمد بن عبد الوهاب فيه تواضعه صلى الله عليه وسلم من وجهين ركوبه صلى الله عليه وسلم على الحمار. فلم يأنف ذلك بل ركب صلى الله عليه سلم الحمار والاخر في اردافه غيره معه. اي حمله احدا وراءه على ثمار والمتكبر يستقل بالمركب الذي يركبه. ثم قوله وجواز الارداف على الدابة اذا كانت مضيقة يعني مستطيعة وعليه بوب البخاري في صحيحه. نعم. احسن الله اليكم قوله اتدري اخرج السؤال بصيغة الاستفهام ليكون اوقع في النفس وابلغ في فهم المتعلم. قال شيخ الاسلام كون المطيع يستحق الجزاء انعام وفضل ليس هو استحقاق مقابلة. كما يستحق المخلوق على المخلوق. قوله رحمه الله نقلا عن شيخ الاسلام ابن تيمية كون المطيع اي لله يستحق الجزاء على الله هو استحقاق انعام وفضل اي من الله فالله عز وجل ينعم عليه ويتفضل بالجزاء الحسن وليس هو استحقاق مقابلة يعني ان يقع مقابلا لعمله كما يستحق المخلوق عن المخلوق. فان المخلوق اذا عمل عملا لمخلوق مثله استحق عليه اجرا يستوفيه منه. واما ما يستحقه العبد على ربه فهو استحقاق فاق جعله الله تفضلا وانعاما منه سبحانه وتعالى. فيكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم وحق العباد على الله ان لا يعذب من لا يشرك به شيئا اي حق العباد على الله تفضلا منه سبحانه وتعالى وانعاما عليهم. وليس هو استحقاق مقابلة للشيء بالشيء. نعم احسن الله اليكم قوله فقلت الله ورسوله اعلم فيه الادب للمتعلم وانه ينبغي لمن سئل عما لا يعلم ان يكون ذلك بخلاف المتكلفين. قوله رحمه الله وانه ينبغي لمن سئل عما لا يعلم ان يقول ذلك اي ان يقول الله ورسوله اعلم. هذا عام في حال حياته وبعد اذ ثبت ذلك عن جماعة من السلف كعطاء ابن ابي رباح وغيره ومحله الشرعيات لا القدريات فاذا سئل احد عن مسألة شرعية ولو نازلة جاز ان يقول الله ورسوله اعلم فان كانت قدرية حرم ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم للقطع غموض الغيب عليه فلو سئل احد عن حكم صلاة الوتر؟ فقال الله ورسوله اعلم كان صحيحا. واذا سئل عمك يطلع نجم سهيل فقال الله ورسوله اعلم كان ذلك محرما. لان الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات فلا علم له بالقدريات وانما علمه صلى الله عليه وسلم بالشرعيات. ولو كانت المسألة الشرعية نازلة بعده للقطع بان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه شيء من دين الله. فان الذي بعثه اكمل له الدين فاذا قيل ما حكم كذا وكذا وذكرت معاملة مالية حادثة او واقعة تتعلق ما يسمى باحكام الاسرة فقال فيها المسؤول الله ورسوله اعلم جاز ذلك للقطع بان النبي صلى الله وسلم يعلم الشرعيات اذ بعثه ربه سبحانه وتعالى بدين كامل. نعم. احسن الله اليكم قوله ان يعبدوه اي يفردوه بالعباد بالعبادة ولا يجعل لهم شريكا شريكا في نوع منها وان قل قال بعض المحققين في قوله ان يعبدوه يتضمن جميع انواع التكاليف الشرعية وقوله ولا اشركوا به شيئا يشمل قسمه الشرك الجلي والخفي. قوله افلا ابشر الناس فيه استحباب بشارة المسلم ما يسره المصلي كونه لا تبشرهم فيتكلوا. وفي رواية اني اخاف ان يتكلوا ان يعتمدوا على ذلك فيتركوا التنافس الاعمال الصالحة. وفي رواية فاخبر بها معاذ عند موته تأثما. اي تحرجا من الاثم. قوله رحمه الله قال بعض المحققين اي الذين بلغوا في العلم غايته. فان تحقيق العلم هو بلوغ غايته وهي مرتبة الراسخين في العلم. واستضعف هذا اللقب عند المتأخرين فجعل على من على من يشتغل بصناعة التأليف القديمة بمقابلة نسخها المخطوطة والتعليق عليها فصار وعمله يسمى تحقيقا وهو يسمى محققا. وليس المحقق كذلك وانما المحقق هو الراسخ في علمه الذي بلغ غور علمه ووعاه. وقوله فيه ان يعبدوه يتضمنوا جميع انواع الشرعية يعني الاحكام الشرعية على ما سلف. اندراجها جميعا في معنى العبادة. وقوله ولا تشركوا به شيئا يشمل قسمي الشرك الجلي والخفي. لان شيئا نكرة في سياق النهي والنكرة في سياق النهي تفيد العموم فهو نهي عن الشرك كله. جليه وخفيه. والشرك يقسم باعتبارات متعددة منها قسمته باعتبار الظهور والخفاء. فينقسم الى قسمين احدهما شرك جلي ظاهر والاخر شرك خفي باطن. وكل واحد منهما قد يكون مخرجا من الملة اكبر وقد يكون اصغر. فمثلا من الشرك الاكبر الجلي ان يذبح العبد لغير الله عز وجل. ومن الشرك الاكبر الخفي ان يتوكل العبد توكلا كاملا على غير الله سبحانه وتعالى. ويعلم منه حينئذ ان هذه القسمة لا تخالف من قسم الشرك الى اكبر واصغر. لان الى اكبر واصغر باعتبار قدره. باعتبار قدره. واما قسمته الى جلي وخفيف باعتبار ظهوره وقوله وفي رواية فاخبر بها معاذ عند معاذ عند موته تاتما اي تحرج من الاذن يعني مخافة من الاثم اذا كتم ذكر الفضل مخافة من الاثم اذا ذكر الفضل نعم. احسن الله اليكم تتمة. روى احمد والترمذي وحسنه وابن ماجة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ابن ادم تفرغ لعبادتي املأ صدرك غناء ان يضع الله ابن ادم. احسن الله يا ابن ادم يعني تقديرا. احسن الله اليك. ابن ادم تفرغ لعبادته املأ صدرك غنى تفرغ ام لا؟ احسن الله تفرغ لعبادته املأ صدرك غنى واسد فقرك والا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم اسد فقرك. وعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله الله تعالى اني والجن والانس في نبأ عظيم. اخلق ويعبد ويعبد غيري وارزق ويشكر سواي. رواه الطبراني في مسند الشامي والحاكم في تاريخه والبيهقي في شعب الايمان. ختم المصنف رحمه الله تعالى ايضاح معاني هذا الباب بايراد حديثين لا يخلوان من مقال فكلاهما ضعيف. اراد بذكرهما بيان استحقاق الله عز وجل للعبادة. لكمال ربوبيته. فهو المتفضل وعلى عباده في اغنائهم وفي خلقهم ورزقهم. ومن مسالك تقرير توحيد الالوهية الاستدلال بالربوبية. وهي المذكورة في هذين الحديثين. وهذا المسلك ثابت بالقرآن السنة الصحيحة في مثل كثيرة من اوضحها ان اول امر في القرآن الكريم واول نهي جاء لتقرير وحدانية الله وعبوديته اقترن بدليل الربوبية في قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. لا تمام الاية التي بعدها والتي بعدها في النهي عن جعل الانداد والاستدلال على ذلك كله بان الله عز وجل هو الرب لذكر افعاله كالخلق والرزق وانزال المطر الى غير ذلك مما جاء في ايات سورة البقرة. وبثمم هذه الجملة نكون قد فرغنا من الباب الاول من ابطال التنديد وبه نكتفي هذه الليلة لانني حديث عهد بسفر واجد مس تعبه فلا اريد ان نقتحم الاخر الا بنشاط في الاسبوع المقبل. وانبه الى امرين احدهما بان برنامج السد المجرد سيكون ان شاء الله تعالى يوم الخميس والجمعة الحادي عشر والثاني عشر من شهر ذي القعدة كما في الجدول الذي وزع عليه وهذا البرنامج يحتاج الى تسجيل فيه. وقد اعلن هذا التسجيل في الموقع في شبكة الانترنت وقل المسجلون من الطلبة الملازمين. ورب لاكتفائهم عالم الشهادة عن عالم الغيب. لكن هذا اضطرنا الى ان يحضر الاخ المسؤول عن التسجيل نماذج الاستمارات الالكترونية فجعلها ورقية فالذي يريد ان يشارك في هذا البرنامج للاجازة اما الحضور الحضور مفتوح واما الاجازة فلها شرطها فهو يملأ هذه الاستمارة يأتي بها في اقرب موعد اذا امكن ان يعبيها هنا الليلة ثم ينصرف هذا اولى لان التسديد ينتهي فجر غدا كما في الاعلان الذي قبل اسبوعين موجود في الانترنت فمن اراد ان ان يسجل يملأ الاستمارة ويعطيها الاخ مهند والتنبيه الثاني ان شاء الله تعالى يوم السبت ان شاء الله تعالى الدروس مستمرة سواء الدرس الذي في هذا المسجد وهو برنامج الدرس واحد الحادي عشر وهذا اسبوع الدرس الثالث منه او في الدرس الذي في جامع ابن سعدي وهو درس برنامج العلم في القسم الثاني من ثلاثة الاصول. وسيوزع في المسجد يوم السبت في هذا المسجد. يوم السبت بعد الدرس الواحد كتاب المدنية في تفسير الايات القرآنية لمن لم يصب نسخة منه في المدينة النبوية وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والحمد لله رب صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين