والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه على اله وسلم ما عقدت مجالس التعليم. اما بعد فهذا الدرس الرابع في شرح الكتاب التاسع من برنامج التعليم المستمر في سنته الرابعة ثلاث وثلاثين بعد الاربعمائة والالف واربع وثلاثين بعد الاربعمائة هلال وهو كتاب ابطال التنديد للعلامة حمد بن علي بن عتيق رحمه الله ويليه الدرس الثاني من الكتاب العاشر وهو كتاب القواعد والاصول الجامعة للعلامة عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله وقد من البيان في الاول منهما الى قول المصنف باب الخوف من الشيك. نعم. احسن الله اليك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى باب الخوف من الشرك لما كان الشرك اعظم الذنوب واقبح القبائح لانه تنقص رب العالمين ولهذا رتب الله عليه من العقوبات ما لم يرتبه على غيره. كقوله من يشرك بالله لحرم الله عليهم جنة ومأواهن النار. ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه ينبغي للمؤمن ان ان يخاف منه ويعرف اسبابه ومبادئه لعل الله ان يعافيه من هذا الذنب العظيم. وقد روى البخاري عنه حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان اقع فيه ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان امام الدعوة غفر الله له عقد هذه الترجمة في كتاب التوحيد تنبيها للمؤمن ان خاف الشرك ويعرف اسبابه ومبادئه. ليحذرهم لعل الله ان يعافيه من هذا الذنب العظيم. فلا يقع فيه. وقام المصنف رحمه الله تعالى هذه المقدمة المنبئة عن اهمية هذه الترجمة بما عزاه الى البخاري وحده وهو عند مسلم ايضا فهو من المتفق عليه عن حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير. وكنت اسأله عن الشر مخافة اي ان يدركني هذا لفظ الصحيحين. وليس فيهما مخافة ان اقع فيه بل هي خالدهما والمحفوظ ما في الصحيحين مخافة ان يدركني اي ان يلحقني وبين الشارخ وهو الشيخ سليمان وجهه في تيسير العزيز الحميد فقال ما نصه ذلك ان من لم يعرف الا الخير قد يأتيه الشر. ولا يعرف انه شر وذلك ان من لم يعرف الا الخير قد يأتيه الشر. ولا يعرف انه والشر فاما ان يقع فيه واما الا ينكره كما ينكره الذي عرفه فاما ان يقع فيه واما الا ينكره كما ينكره الذي عرفه. انتهى كلامه فمخافة الجهل بالشر ناتجة من شيئين. احدهما الوقوع فيه اذا جهل الوقوع فيه اذا جهل والاخر عدم عليه اذا وقع عدم النكير عليه اذا وقع. كما ينكره الذي الذي يعرفه فيخاف على العبد هاتان الافأفتان اذا جهلا الشر فربما وقع فيه لجهله به او خف انكاره له لعدم احاطته علما في مآله وحقيقته. ومما ينبه اليه فيما يتعلق بمعرفة الشر امران احدهما ان معرفة الشر تطلب تابعة لمعرفة الخير. فلا يكون اصل بل يقدم العبد معرفة الخير. ثم يتبعها بمعرفة الشر مطلوب الملتمس شرعا من العبد معرفته بالخير اصلا. ثم تكون معرفته الشراء تابعة له والاخر ان معرفة الشر يطلب فيها ان تكون مجملة لا الصينية ان معرفة الشر تطلب فيها ان تكون مجملة لا تفصيلية ان الاجمال يكفي في حصول الحذر. لان الاجمال يكفي في حصول الحذر. واما تفصيل فيضيع العمر فيما غيره اولى منه. فيضيع العمر فيما غيره اولى منه. وهذه هي الجادة السوية. الواقية من الغلط في معرفة الشر فان مما فشى الغلط فيه باخرة تطلع قوم الى معرفة الشرور. بيد ان انهم يهملون معرفة الخير فيقل علمهم به او يطلبون معرفة الشر تفصيلا بما لا يحتاج اليه. وهاتان الابدتان اللتان وقع فيهما من وقع مخالفة للجادة الشرعية فان الذي ينبغي ان يفرغ العبد فيه وسعه ويجعل ويجعل نحوه جهل معرفة الخير تفصيلا. ثم ما يراد منه ان يعرفه من الشر لا يراد ان هنا تفصيلا لان التفصيل يورث الاشغال الذي اضعف القوى عن معرفة ما يلزم العبد من الخير. فتكفيه معرفة الشر تفصيلا. تكفيه معرفة الشر اجمالا. لا تفصيلا. ويعلم منه انه لا ترشحوا لمعرفة الشر الا من عرف الخير. واما من لم يعرف الخير فانه يختلط عليه الامر. فربما سلطات عنده الامر في المراتب الشرعية بين الخير والشر. فلم يميز مراتبهما. ويتولى من هذا الغلط في معرفة مراتب المصالح والمفاسد. لان حقيقة المفسدة انها خير. وحقيقة انها شر ولكل مرتبة. وكمال الفقه معرفة خير الخير وشر الشر. ذكره ابو ابن تيمية الحفيد ولا يطلع بذلك الا من ارتوى بعلوم الشرع. فانه هو الجديد بان ينزل كل شيء منزلته. فان فرغ العبد من علوم الشرع لم يكن له قدرة على وضع الخير في ولا وضع الشر في رتبته. نعم. احسن الله اليكم. قوله تعالى الله لا يغفر ان يشرك به. قال ابن كثير رحمه الله تعالى. اخبر تعالى انه لا يغفر ان يشرك به اي لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به. ويغفر ما دون ذلك اي من الذنوب لمن يشاء من عباده وفي الاية رد على الخوارج المكفرين بالذنوب. وعلى المعتزلة اصحاب المنزلة بين المنزلتين. ووجه ذلك ان الله جعل مغفرة ما دون الشرك معلقة بالمشيئة. ولا يجوز ان يحمل ذلك على التائب فانه لا فرق في حقه بين الشرك وغيره. كما قال تعالى في الآية الاخرى. فلا يجوز ان يحمل هذا على التائبين. ايوا. فانه لا فرق في حقه بين نعم عندنا في نسختنا ولا يجوز ان يحمل هذا على التأكيد فان التائب لا فرق. اصلحوها. ولا يجوز ان يحمل هذا على التأكيد فان التائب لا فرق في حقه. ولا يجوز ان يحمل هذا على التأكيد فان التائب لا فرق في حقه بين الشرك وغيره. كما قال تعالى في الاية الاخرى نعم احسن الله اليكم هم قاعد عادي وجه ذلك ان الله وجه ذلك ان الله جعل مغفرة ما دون الشرك معلقة بالمشيئة ولا يجوز ان يحمل هذا على التأكيد فإنه لا فرق في حقه بين الشرك وغيره كما قال تعالى في الاية الاخرى وعلى المعتزلة القائمة بان اصحاب الكبائر يدخلون اللهم استرنا ولابد ما هي عندكم نسخة بان اصحاب الكبائر يدخلون النار ولابد ابو عبد الرحمن يقول وعلى المعتزلة قبل في الاول وعلى المعتزلة القائلين بان اصحاب الكبائر يدخلون النار ولابد موجودة؟ ايش عندك اجل؟ وعلى المعتزلة؟ اصاب المنزلة بين المنزلتين لا ساقط عندكم صحيح هو وفي الاية رد على الخوارج المكفرين بالذنوب. وعلى المعتزلة القائلين بان اصحاب الكبائر يدخلون النار. وعلى المعتزلة القائلين بان اصحاب الكبائر يدخلون النار ولابد ولا يخرجون منها وهم واصحاب المنزلة بين المنزلتين. وان المعتزلة القائلين بان اصحاب الكبائر يدخلون النار ولابد ولا يخرجون منها وهم اصحاب المنزلة بين المنزلتين ووجه ذلك. اعد قراءة الجملة. هذه في النسخ الاخرى النسخة اللي عندك ايش؟ هذي عندك. ايه من معالي فيها الصف هذا ولا اصغر؟ نعم نعم. وفي الاية رد وفي الاية رد على الخوارج. نعم. وفي الاية رد على الخوارج القائلين بان اصحاب الكبائر يدخلون النار ولابد وهم اصحاب المنزلة وفي الآية رد على الخوارج المكفرين بالذنوب. ما هي بعندك؟ الا موجودة على الخوارج. وفي الاية رد على الخوارج المكفرين بالذنوب وعلى وعلى المعتزلة. القائلين بان اصحاب الكبائر يدخلون النار ولابد وهم اصحاب المنزلة ولا يخرجون منها. ولا يخرجون منها ولا يخرجون منها وهم اصحاب المنزلة بين المنزلتين. ووجه ذلك ان الله جعل مغفرة ما الشرك معلقة بالمشيئة ولا يجوز ان يحمل هذا على التأكيد فإنه لا فرق في حقه بين الشرك وغيره فإن التائب سم يا شيخ بعد كلمة على التأكيد فان التائب لا فرق في حقه. فان التائب لا فرق في حقه بين الشرك وغيره. فان التائب لا فرق في حقه بين بين الشرك وغيره كما قال تعالى. احسن الله اليك. هذا اذا تكرر عندكم مثل هذا نصف النصف لي ترجعون تأتون بنسخة هذه رمادي او من نسخة المعاني. ولذلك نحن اسقطنا نسخة ايش اصول الجامعة اسقطنا كل النسخ الا النسخ القديمة لذلك انا رأيت بعض الاخوان يحظرونها فلا يحظرونه لان فيها اغلاط كثيرة واول تعذيب العلم تصحيح الكتاب. فالرجاء من الاخوان ان يأتوا بالنسخة التي موجودة في المركز يصورونها يأتون بها فلا يحضرون اي نسخة. نعم. فان التائب لا فرق في حقه بين الشرك وغيره. كما قال تعالى وفي الاية الاخرى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا. فها هنا عمم واطلق. لان المراد به التائب. وهناك خص وعلم لان المراد به من لم يتب. قاله شيخ الاسلام. بين الشارح رحمه الله تعالى. ان قول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك مؤتلف مع قوله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. ووجب الائتلاف هو ان الاية الاولى تتعلق بمن مات ولم يتب. وان الاية الثانية تتعلق بمن تاب. فاما الاية الاولى وهي قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به فيغفر ما دون ذلك لمن يشاء اي من مات على ذنب من ذلك. فمن مات على الشرك فان الله لا يغفر له. واما من مات ما دون الشرك فهو على رجاء مغفرة من الله سبحانه وتعالى. والشرك الذي لا يغفره الله عز وجل اختلف فيه على قولين احدهما انه الشرك كله فلا يغفره الله عز وجل لا بين كبيره وصغيره. والاخر انه الشرك الاكبر انه الشرك الاكبر فهو الذي لا يغفره الله عز وجل. واصح القولين هو الاول ان الشرك لا يغفر كله لا فرق بين كبيره وصغيره. لان قول الله سبحانه وتعالى ان يشرك به فعل مضارع يسبك مصدرا تقديره شركا. فيكون سياق الكلام ان الله لا يغفر شركا به. وشرك كم نكرة في سياق النفي؟ والنكرات في سياق النفي تفيد العموم. فتدل الاية على امتناع مغفرة الشرك كله. صغيره وكبيره. وهو احد قولي ابي العباس ابن تيمية الحفيد واما الاية الثانية وهي قوله تعالى ان الله يغفر الذنوب جميعا اي لمن تاب منها. فمن تاب غفر الله سبحانه وتعالى له ذنوبه هذا الجمع المذكور من الائتلاف ذهب ابو العباس ابن تيمية فيما نقله الشارح ملخصا ثم زاد الشارع بيانا في قوله وفي الاية يعني الاولى ان الله لا يغفر ان يشرك به. رد على الخوارج المكفرين ذنوب اي مطلقا. فان الخوارج يكفرون بالذنوب الكبائر مطلقا. وعلى المعتزلة القائلين بان اصحاب الكبائر يدخلون النار ولابد ولا يخرجون منها. وهم اصحاب المنزلة بين المنزلتين اي المرتبة بين مرتبتين هما مرتبة الايمان ومرتبة الكفر فان الخوارج والمعتزلة يجتمعون في المآل في حق صاحب الكبيرة انه خالد في النار. واما في الدنيا فانهم يختلفون فتجعله الخوارج كافرا خارجا من الملة. واما المعتزلة فانهم يخرجونه من دائرة ايمان ولا يدخلونه دائرة الكفر. فجعلوه في برزخ بين الدائرتين سموه المنزلة بين المنزلتين وجعلوه اصلا من اصولهم الخمسة المعدودة عندهم. وكلا القولين قول مباين لما دل عليه الكتاب والسنة واجمع عليه الصحابة والسلف رحمهم الله تعالى من ان صاحب الكبيرة يكون فاسقا بكبيرته ولا يخرج من دائرة الايمان ببقاء اصل الايمان معه ثم قال المصنف ووجه ذلك ان الله جعل مغفرة ما دون الشرك معلقة بالمشيئة. فاذا كان ما دون الشرك معلق بمشيئة الله سبحانه وتعالى فهو على رجاء مغفرة. فيمتنع ان يسلب صاحبه الايمان بل يبقى معه اصل الايمان الذي يستحق به مغفرة من الله سبحانه وتعالى يتفضل بها الله وعليه لايمانه استحقاق تفضل وانعام منه سبحانه وتعالى جعله على نفسه. ولو كان صاحب في كبيرته خارجا من الملة لم يغفر الله سبحانه وتعالى له. نعم. احسن الله اليكم قوله واجنبني وبني اي اجعلني وبني في جانب عن عبادة الاصنام. وانما دعا بذلك لانه اكثر الناس افتتنوا بها لقوله افتتن بها. احسن الله اليك. لانه رأى اكثر الناس الناس افتتنوا بها لقول افتتن بها لقوله ربي انهن اضللن كثيرا من الناس. قال ابراهيم رحمه الله تعالى ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم رواه ابن جرير وابن أبي حاتم بين الشارح رحمه والله تعالى دلالة قول الله تعالى واجنبني وبني ان نعبد الاصنام على ما قصده امام دعوة من التخويف من الشرك بقوله مبينا معناها اي اجعلني وبني في جانب عن عبادة الاصنام بان يكون هو وبنوه في جانب وتكون الاصنام في جانب اخر. واذا كان كل في جانب وقعت المباعدة. وقاعدة الشرع في المنهيات الامر بتركها مع واعادة الاسباب الموصلة اليها. فما جاء في الشرع فيه ذكر الاجتناب تضمن شيئين احدهما النهي عنه والاخر النهي عن الاسباب منه احدهما النهي عنه والاخر النهي عن الاسباب المقربة منه كقوله تعالى اجتنبوا كثيرا من الظن فانه يتضمن النهي عن كثير من الظن ويتضمن ايضا النهي عن الاسباب المقربة منه. الموقعة فيه. هذا ابلغ ما يكون به النهي فانه ليس نهيا عن المحظور وحده بل هو نهي عنه وعما يقرب اليه من الاسباب الموصلة اليه. ثم بين المصنف رحمه الله تعالى سبب دعاء ابراهيم قوله وانما دعا بذلك لانه رأى اكثر الناس افتتن بها لقوله ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فهدن في زمنه كثير من الناس بالاصنام. وعبدوها من دون الله سبحانه وتعالى وختم المصنف بذكر قول ابراهيم التيمي ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم اي اذا كان ابراهيم عليه الصلاة والسلام الذي حطم الاصنام بيده يخاف الوقوع على الوقوع في الشرك على نفسه وبنيه فغيره احرى واولى ان يخاف الشرك على نفسه وبنيه وانما يترشح لتحقيق التوحيد من خاف الشرك. واما من ركن اليه وانس وانس به فانه يجر الى حبائله. قال سهل بن عبدالله تستلي ومحمد انه ادريس الشافعي رحمهم الله لا يعرف الرياء الا مخلص. اي ان الاحاطة بدسائس الرياء وبواقعه وغوائله لا تكون الا في قلب مخلص يخاف الرياء هو يتحرز منه بالاحاطة علما بمداخل الشيطان اليه في الرياء. وكذلك القول في سائر الشرك فان انواع الشرك لا يتحرز منها الا الحريص على حفظ توحيده وصيانته فمن حرص على حفظ توحيده واجتهد في صيانته خاف الشرك وفر ومنهم ومن لم يبالي بذلك ولا رفع له رأسا فان حاله مما يخاف عليها ان يفوته التوحيد. ومن عظم مخافة الوقوع في الشرك في قلبه عظم توحيده ومن وهن الخوف من الشرك في قلبه وهذا توحيده وهذا من العلل التي دبت في قلوب الناس اليوم لقولهم التوحيد فهمناه فإن من الناس من صار يرفع عقيرته بقوله التوحيد فهمناه. وبلادنا بلاد توحيد. فلا خوف علينا من الشرك. قال امام الدعوة بكشف الشبهات لما ذكر هذه المقالة وهذا من اكبر الجهل ومكائد الشيطان. انتهى كلامه لان من يعرف التوحيد حقيقة يخاف الشرك. اما الجاهل بالتوحيد فهو المهون منه شر الشرك المتسارع اليه. ومن مثلت تعريفته التوحيد وعظم امره في قلبه صار الامر اليسير الذي يخدش فيه بين عينيه كبيرة. فهو يتخوف ان يبدأ الشرك في الناس صغيرا حتى يعود كبيرا كما ابتدأ في الصدر الاول فان الناس بدأوا في الصدر الاول باشياء ايدت في قرون الامة حتى عبد من دون الله سبحانه وتعالى من عبد من الصالحين والاولياء فانه في زمن التابعين ابتدأ الناس في التمسح ببعض المقامات المعظمة كما جاء عن قتادة وغيره في قوله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى قال امروا ان اتخذوه مصلى وهم يتمسحون عنده. فذكر ان هذا الامر ابتدأ في عهدهم في زمن التابعين ثم تزايد الامر شيئا فشيئا حتى عبد الصالحون والاولياء من دون الله سبحانه وتعالى فمن عرف شر الشرك وخطره خافه. ومن هان عليه امر الشرك هون من قدره في قلوب الناس. والعالم الراسخ الكامل المعرفة بالقرآن والسنة. وما دعت اليه الانبياء وما كان عليه المشركون يشتد خوفه من الشرك. ان يعود في قلبه وفي قلوب الناس. وفي بلده وفي بلاد المسلمين فهو يطير به كل مطير. ويحذر منه صباحا ومساء. لانه يباين دعوة النبي صلى الله عليه وسلم. واما المفكرون والصحفيون والقصاص والمثقفون واشباههم فليس في قلوبهم من معرفة التوحيد ما يكون في قلب العالم الراسخ فيهون عليه اشياء يستحسنها ويزينها للناس هي من احاميل الشيطان التي يجر بها الناس الى العود الى ما كانوا عليه من الشرك. وانما يتنبه لمثل هذه الاحاديث العالم الراسخ الكامل المعرفة في توحيد الله سبحانه وتعالى. فهو يحيط علما بتفاصيل وما ينصبه الشيطان للخلق من الحبائل ما لا يكون في علم غيره. نعم احسن الله اليكم. قوله اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. الحديث رواه احمد وعن محمود ابن لبيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. قالوا يا رسول الله وما الشرك الاصغر وارقام الرياء يقول الله يوم القيامة اذا جاز الناس باعمالهم اذهبوا الى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟ واذا كان الاصغر مخوفا على الصحابة مع كمال ايمانهم ان تخاف من الاكبر من ضعف الايمان هذا وجه مطابقة الحديث للباب. وان كان يشمل النوعين المصنف رحمه الله تعالى طرفا من البيان المتعلق بما اورده امام الدعوة في قوله وفي الحديث اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر الحديث رواه احمد وغيره من حديث محمود ابن لبيب. والمحفوظ فيه ما رواه ابن خزيمة وغيره من حديث سعد ابن اسحاق ابن كعب ابن عجرة عن عاصم ابن عمر ابن قتادة عن محمود ابن لبيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم والشرك السرائر قالوا وما شرك السرائر يا رسول الله؟ قال ان الرجل فيصلي فيزين صلاته. فيما يرى من نظر رجل اليه. هذا هو المحفوظ في حديث محمود ابن لبيب باللفظ الذي اخرجه ابن خزيمة وغيره انه من شرك السرائر. واما الشرك الاصغر ففي احاديث من احسنها ما رواه الحاكم وغيره باسناد حسن عن شداد ابن اوس قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه من الشرك الاصغر. كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الاصغر ثم قال المصنف واذا كان الاصغر مخوفا على الصحابة مع كمال ايمانهم فينبغي لك ان تخاف من الاكبر لضعف الايمان اي في الازمان هذا وجه مطابقة الحديث للباب وان كان يشمل النوعين فيخاف من الاصغر والاكبر معا نعم. احسن الله اليكم. قوله من مات وهو يدعو لله ندا. قال ابن القيم رحمه الله تعالى الند الشبيه يقال فلان ند فلان وهو نديه وهو نديده اي شبيهه. ومثله قول هو من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة. قال القرطبي رحمه الله تعالى اي من لم يتخذ معه شريكا في الالهية ولا في الخلق ولا في العبادة ومن المعلوم من الشرع المجمع عليه عند اهل السنة ان من مات على ذلك فلابد له من دخول الجنة وان جرت عليه قبل ذلك انواع من العذاب والمحن والمحنة. وان من مات على الشرك لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة. ويخلد في النار ابد الاباد من غير انقطاع عذاب ولا تصرم آماد وقال غيره اقتصر على نفي الاشراك باستدعائه التوحيد بالاقتضاء. واستدعائه اثبات الرسالة باللزوم اذ من كذب رسول اذ من كذب رسول الله فقد كذب الله. ومن كذب الله فهو مشرك. بين المصنف رحمه الله تعالى فيما ختم به هذا الباب معنى قوله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو لله ندا ان ابن القيم قال اندوا الشبيه يقال فلان ند فلان وهو نديده او شبيهه. فتقدم ان الند لا يكون ندا في لسان العرب الا اذا جمع امرين. احدهما اهمية مهند ايش الشبه والموازنة الاخر الضد والمخالفة احدهما الشبه والمماثلة والاخر الضد والمخالفة. فاذا جمع الامرين صار ندا لنظيره. فان خلا من احدهما لم يكن صالحا للندية. ثم اورد نقلا عن القرطبي في معنى قوله صلى الله عليه وسلم من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة اي ان من لقي الله عز وجل ولم يجعل له شريكا في بشيء فانه يدخل الجنة. وان استحق دخول النار قبل فان من الموحدين من يدخل النار فيعذب فيها ثم يكون مآله الى الجنة. فمآل الموحد قطعا هو الجنة اما بالدخول فيها ابتداء واما بالمصير اليها بعد التطهير في النار. ثم نقل عن غيره قوله اقتصر. يعني النبي صلى الله عليه في قوله من لقي الله لا يشرك به شيئا على نفي الاشراف. لاستدعائه التوحيد بالاقتضاء. اي دلالته على التوحيد اقتضاء بالتضمن. فانه اذا كان لا يشرك بالله فهو موحد له فنفيوا الشرك يدل على التوحيد كما ان اثبات التوحيد يدل على نفي الشرك. ثم قال واستدعائه اثبات الرسالة باللزوم اي ان من لم يشرك بالله عز وجل فهو مثبت الرسالة لتوقف معرفة الشرك والتوحيد على الايمان برسول بعثه الله عز وجل الينا ثم قال اذ من كذب رسول الله فقد كذب الله ومن كذب الله فهو مشرك. والمشرك واقعة في كلام المنغول عنه موقع الكافر فان معنى قوله ومن كذب الله فهو مشرك اي كافر. فان الكفر والشرك بينهما فرق في الحقيقة الشرعية. فالكفر شرعا هو ايش ايش هو ستر الايمان هو ستر الايمان. اصله او كماله. هذه زيادة للبيان الا يكفي الاول الكفر شرعا هو ستر الايمان. فاذا قلنا اصله صار الكفر اكبر واذا قلنا كمال صار الكفر الاصغر فالحج هو ستر الايمان وهو نوعان ستر احدهما تتر اصله وهو الاكبر والاخر ستر كماله وهو الاصغر. واما الشرك شرعا ايش؟ ها ها يقع على معنيين احدهما عام وهو جعل شيء من حق الله لغيره. جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغيره. جعل شيء من العبادة لغيره وهذا الذي ذكره الاخوان في قولهم يعلو شيء من افعال العباد المتقرب بها لغير الله هو قيد لما اطلقه جماعة من قولهم ان الشرك هو جعل شيء من افعال العباد لغير الله. لان ان هذا الاطلاق ممتنع اذ من افعال العباد ما لا يقع عبادة كالاكل والشرب والنوم والسهر وغيره فلابد من قيد التقرب. ويغني عن هذا القيد اختصارا قولنا جعل شيء من العبادة لغير الله لانها لا تقع الا الرباع نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى باب الدعاء الى شهادة لا اله الا الله اراد رحمه الله اراد رحمه الله تعالى انك اذا عرفت التوحيد وفضله وعرفت عرفت من ضده فادعو الى وخفت من ضده. احسن الله اليك. اراد رحمه الله انك اذا عرفت التوحيد وفضله وخفت من ضده فادعوا الى التوحيد وانهى عن الشرك. كما هي طريقة المنعم عليهم. ذكرت الشارح رحمه الله تعالى صلة هذه الترجمة بالترجمة السابقة وانها مرتبة على ما تقدم فاذا عرف العبد التوحيد وفضله وخاف ضده وهو الشرك اما سبق ذكره في التراجم المتقدمة فانه يدعو الى التوحيد وينهى عن الشرك. كما هي طريقة المنعم عليهم الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في قوله صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الضالين فذكر الله عز وجل طريقهم بما يباين مخالفهم وهم اليهود والنصارى واليهود والنصارى واقعون في الشرك. فالمنعم عليهم مباينون لهم. فهم اهل التوحيد الداعون اليه الناهون عن الشرك نعم. احسن الله اليكم قوله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن تبعني اي قل يا محمد للناس هذه سبيلي اي طريقتي وسنتي. الدعوة الى الله على بصيرة هذه طريقة اتباعه صلى الله عليه وسلم. والبصيرة العلم والبرهان. وسبحان الله اي واعظم الله اجله وامجده وانزهه عن ان يكون له شريك في الهيته. وعبادته تعالى الله عن ذلك علوا وفي قوله ومن اتبعني وجهان احدهما ان يكون عطفا على الضمير المتصل في ادعو اي ادعو الى ومن اتبعني يدعو الى الله وثاني ان يكون عطفا على الضمير المنفصل وهو قوله انا قال الشارح قاله بين المصنف رحمه الله تعالى من طوى من المعاني في قوله تعالى قل هذه سبيلي الاية ما يناسب المقام فقال اي قل يا محمد وهذا التركيب المستعمل في الثاني جماعة من المفسرين مما يستحسن تركه. ويعبر عنه بقول قل يا رسول الله فان الخطاب في الكتاب وقع للنبي صلى الله عليه وسلم لكونه رسولا ارسله الله الاكمل ان يقال في هذا ونظيره قل يا رسول الله كذا وكذا. افاده عبد الحميد ابن باديس رحمه الله في رسالة له مفردة في الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ثم كان مما ذكره في ذلك قوله والبصيرة العلم والبرهان. والبصيرة فعيلة من البصر وهو العلم. والباء والصاد والظاء اصل يدل على المشاهدة والاطلاع. اصل يدل على المشاهدة والاطلاع. فان كان بالعين سمي بصرا. وان كان بالقلب سمي بصيرة. فان كان بالعين سمي وان كان بالقلب سمي بصيرة. فالبصيرة منسوبة الى معرفة القلب المبنية على الحجة والبرهان. فهي بينة واضحة. ثم ذكر رحمه الله تعالى الخلف في قوله تعالى ومن اتبعني وانه وجهان احدهم ان يكون عطفا على الضمير المتصل في ادعو اي ادعو الى الله ومن اتبعني يدعو الى الله. والثاني ان يكون عطفا على المنفصل وهو قوله انا اي انا على بصيرة ومن اتبعني على بصيرة. اي انا على بصيرة ومن اتبعني على بصيرة. قاله الشارح. واتمه الشارح بما اثباته اذ قال الشارح بعد والتحقيق ان العطف يتضمن المعنيين والتحقيق ان العطف يتضمن المعنيين. فاتباعه هم اهل البصيرة الذين يدعون الى الله فاتباعه هم اهل البصيرة الذين يدعون الى الله انتهى كلامه وهو من قول من كلام ابي عبد الله ابن القيم في الصواعق المرسلة حذو القذة بالقذة له فان ابا عبد الله ابن القيم عرض للخلف المذكور في الاية في كتاب الصواعق المرسلة ثم قال والتحقيق ان العطف يتضمن المعنيين المعنيين فاتباعه هم اهل البصيرة والذين يدعون الى الله فيكون الراجح في معنى الاية ما ذكره ابن القيم في الصواعق المرسلة وتبعه الشارح وهو سليمان ابن عبد الله في تيسير عزيز الحميد بما بيناه من وقوع التلازم بين المعنيين. وان الذين يدعون الى الله هم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وان دعوة اتباعه هي دعوة على بصيرة. قال ابن القيم رحمه الله تعالى كلام متفرق في تفسير هذه الاية بسطه بما فوق ما ذكره في الصواعق المرسلة ككلامه في مدارج السالكين وفي مفتاح دار السعادة وفي جلاء الافهام وآل به القول في كل الى فرجحه في الصواعق المرسلة فهما امران متلازمان فاتباع النبي صلى الله عليه وسلم يدعون الى الله ودعوتهم على بصيرة. فمن اراد ان يكون متبعا النبي صلى الله عليه وسلم فجدير به ان يكون داعيا الى الله على بصيرة. فلا تكفي الدعوة بلا بصيرة ولا البصيرة بلا دعوة. الكمال الاتباع ان تكون الى الله على بصيرة. فيجدر بطالب العلم ان يكون من نيته في العلم دعوة الخلق كافة الى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم على بصيرة فهو يتعلم العلم ليدعو الناس الى الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وهو يتخذ سبيلا الى ذلك بمعرفة تفاصيل دعوته صلى الله عليه وسلم وما كان عليه مع الخلق. فاذا كان هذا من همه اجر عليه فان العبد يثاب على العمل اذا نواه. ومن المخارج الشرعية لانفصام المزعوم بين الدعوة والعلم ان يعلم طالب العلم انه حال تزوده بالعلم ينوي ان يبلغه الى بس ونيته ذلك اجر عمل يثاب عليه بالأجر. فمن طلب العلم ينبغي ان يكون نيته فيه التماسه لنفع الناس. بهدايتهم الى الخير في مصالح الدين والدنيا. فيتحقق فيه كونه داعيا الى الله وتعالى بالنية حتى اذا ارتقى الى هداية الخلق بحسب ما انتهت اليه قواه فانه يبذل وسعه في هداية الناس ودلالتهم على الخير. واذا دعا العبد بغير بصيرة وقع في الضلال ومن الخلق من يكثر في كلامه الدعوة الى الدعوة لكنه لا يقرن ذلك بان تكون هذه الدعوة هي دعوة الى الله على بصيرة. فتستنزف قدر وقوى واموال في دعوة الى الله لكنها على غير بصيرة. فيقع الناس في الضلال. ولا يراد من علم ولا يراد من العلم ايقافك البصيرة فيما تدعو فقط بل يوقفك عن البصيرة فيما تدعو وكيف تدعو؟ فليس الشأن ان تدعو الى التوحيد او الى الصلاة او الى الزكاة او الى الصيام بل الشأن ايضا معرفة الطريق الذي تدعو به لئلا تقع في دعوة الخلق الى الحق بغير حق. وهذا ظاهر في الناس اليوم فان من الناس من يدعو الخلق الى الحق لكن بغير طريقة شرعية فيقعون في البدع وانما يحرز العبد نفسه ودينه اذا وعى العلم فعرف بالعلم الى ماذا يدعو؟ وكيف يدعو؟ ومما يعينه على ذلك صحبة العلماء الراسخين. فان العالم الراسخ تطلع من احواله على كيفية دعوة الناس فتعرف بطانه وحاله ما يدعو به. فان من تمكن من العلم ادرك الحالة التي تصنعه لدعوة هذا او دعوة ذاك. فيأمر هذا بما يصلح له ويأمر ذاك بما يصلح له. وينهى هذا عما يصلح له وينهى ذاك عما يصلح له لا بحسب ما يدعو اليه الهوى او الرأي. وان بحسب وانما بحسب ما تدعو اليه الشريعة. فتتمكن بهذه الصحبة المعرفة المتينة في دعوة الناس اصلاحه بلا واصلاحه. ومن مثل ذلك ان سائلا القى بين يدي شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى سؤالا قال فيه لا يخفى على سماحتكم ما يوجد في الجنادرية من الغناء فقطع عليه رحمه الله السؤال وقال الغناء منكر في اجنادية وفي غير الجنازية لئلا تتعلق النفوس بانكاره بحسب اهوائها في محل واحد هو المحل المذكور في سؤال السائل الذي ربما كان له غرض في سؤاله فخصه بالموضع المذكور. والعالم الراسخ يبين حكمه في المحل المذكور وغيره. وهكذا فان الانسان لا يستجر الى حصر احكام الشرع في باب واحد دون باب واحد لان هذا علامة الهوى واما علامة الهدى فهو ان يكون الحكم واحدا. فمثلا كما يحرم الاختلاط مع النساء على يحرم الاختلاط على النساء مع المتشرعين. فكما انه يحرم على هذا وذاك من اهل الشهوات اختلاطهم بالنساء يحرم على هذا وذاك من اهل الشبهات من المنتسبين للشريعة اختلاطهم بالنساء فالحكم الشرعي لا يتغير وانما يتغير اذا كان موجبه الهوى. واما الذي يلتزم الهدى فهو يرى ان دعوة هذا الى الحكم الشرعي واجبة. فكما يبذل النصيحة الى هذا بانكار الاختلاط عليه يبذل النصيحة الى ذاك باختناق عليه وعلى هذا فقس وهذه علامة الواصفين بالعلم في دعوتهم. فهم يرون الخلق مع الحق ولا يرون الحق مع الخلق بل يجعلون الحق حاكما على الناس كائنا من كانوا من صغير او كبير فبذلك تصح دعوتهم وتستقيم امورهم. نعم. احسن الله اليكم. قوله لما بعث معاذا الى اليمن قال ابن حجر رحمه الله تعالى كان بعث معاذ الى اليمن سنة عشر قبل حج النبي صلى الله عليه وسلم انتهى. قوله من اهل الكتاب اي اليهود والنصارى لانهم كانوا فيه اكثر واغلب من مشرك العرب. قوله وفي رواية الى ان يوحدوا الله اشار المصنف رحمه الله تعالى بإيراد هذه الرواية الى التنبيه على معنى لا اله الا الله معناها توحيد الله بالعبادة. قوله خمس صلوات فيه دليل على ان الوتر ليس بواجب. لان هذا كان اخر اخر الامر قوله كرائم جمع كريمة اي نفيسة. قوله اتق دعوة المظلوم. اي احذرها اجعل بينك وبينها وقاية قوله فانه ليس بينها وبين الله حجاب. اي اي ترفع الى الله. وروى احمد عن ابي هريرة مرفوعا دعوة المظلوم مستجابة. وان كان فاجرا ففجوره على نفسه. قاله قال الحافظ واسناده حسن ثم اعلم انه لم يذكر الصيام والحج في هذا الحديث ونحوه مع انه متأخر فاشكل ذلك على كثير من العلماء قال الشيخ فقي الدين اجاب بعضهم بان بعض بان بعض الرواة اختصر وليس كذلك لانه طعن في الرواية. ومثل هذا لا يقع في حديثين. فاما الواحد فربما وقع ذلك فيه عبد القيس حيث ذكر بعضهم الصيام وبعضهم لم يذكره. ولكن هذا ولكن عن هذا جوابان. احدهما ان هذا بحسب نزول الفرائض والثاني انه كان يذكر في كل مقام ما يناسبه في ذكر تارة الفرائض التي وقاتلوا عليها كالصلاة والزكاة وتارة يذكر الصلاة والصيام لمن ليس عليه زكاة اذا ذكر الصلاة والزكاة والصيام فاما ان يكون قبل فرض فاما ان يكون قبل فرض الحج كما في حديث عبد ونحوه واما ان يكون المخاطب لا حج عليه واما الصلاة والزكاة فلهما شأن ليس لسائر الفرائض ولهذا ذكر الله في كتابه القتال ولهذا ذكر الله في كتابه القتال عليهما لانهما عبادتان في قوله انما يعمر مساجد الله من امن بالله بخلاف الصوم فانه امر باطل وهو صلى الله عليه وسلم يذكر في الاعلام يذكر في الاعلام الاعمال التي التي يقاتل الناس ويصيرون مسلمين بفعلها كما في اية براءة. فانها نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس وكذلك لما بعث معاذا الى اليمن لم يذكر في حديثه الصيام لانه تبع وهو باطن. ولا ذكر الحج لان وجوبه خاص وليس بعام ولا يجب الا مرة واحدة في العمر. انتهى ملخصا لبعض تصرفه وفي الحديث من الفوائد قبول خبر الواحد ووجوب العمل به وان الكفار يدعون الى التوحيد قبل الفرائض توحيد افرض الفرائض. وانه يحرم وانه يحرم على الساعي اخذ كرائم الاموال بل الوسط وان الزكاة لا تدفع الى كافر وتحريم الظلم وانه ينبغي للامام ان يعظ ولاة ولاة ولاة ان يعظ ولاته ولاته. نسأل الله من ان يعظ ولاته قوله عيسى المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيان معاني حديث ابن عباس في بعث معاذ الى اليمن فكان مما ذكره فيه قوله وفي رواية الى ان يوحدوا الله. فقال اشار المصنف رحمه الله بايراد هذه الرواية الى التنبيه على معنى لا اله الا الله اذ معناها توحيد الله بالعبادة. فذكر هذه الرواية تفسير للرواية السابقة عليها في قوله شهادة ان لا اله الا الله. ففسر التوحيد بانه شهادة ان لا اله الا الله. واذا وقع في حديث وفي رواية فانه يدل ان المذكور قطعة من الحديث نفسه في بعض طرقه لا انه حديث مستقل باصله. فالحديث المستقل باصله لا يقال فيه وفي رواية. فمثلا للمتحدث ان يقول عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وليس له ان يقول عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية وكل محدث بدعة فان الجملة الثانية هي قطعة من حديث مستقل باصله وهذا من قواعد التخريج التي اشار اليها العلامة سليمان ابن عبد الله ابن محمد ابن عبد الوهاب في موضع من كتاب تيسير العزيز ثم بين رحمه الله تعالى ان قول النبي صلى الله عليه وسلم خمس صلوات فيه دليل على ان الوتر ليس بواجب خلافا لابي حنيفة. لان هذا كان اخر الامر منه صلى الله عليه وسلم. وذكرت لكم فيما ان من قديم القواعد الاصولية قول الزهري ايش انما يؤخذ من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاخر فالاخر. من رواه مسلم رواه مسلم في صحيحه. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى حديثا في التخويف من دعوة المظلوم وان كان فاجرا وهو حديث ابي هريرة مرفوعا دعوة المظلوم مستجابة وان كان فاجرا. الحديث. وقال الحافظ يعني ابن حجر اسناده حسن وحسنه ايضا المنذري في الترغيب والترهيب وليس الامر كذلك فانه رواية ابي معشر نجيح السندي عن سعيد المخبري عن ابي هريرة وابو معشر ضعيف الحديث وتفرد بهذا الحديث عن سعيد. وهذا علامة المنكر. فان علامة المنكر في حديث الرجل ان يعمد الى رجل كثير والاصحاب فيأتي عنه بما ليس عندهم. ذكره مسلم في مقدمته صحيحه. وروي في معناه حديث عن انس ابن مالك عند احمد ايضا ولا يصح ولا يقوي احدهما الاخر لبعد احتمال ذلك. الرواية في هذا الباب. في ذكر قيد الفجور او الكفر كما في حديث انس تثبت وانما يثبت استجابة دعوة المظلوم. ففي حديث عدي ابن حاتم في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم واتق كالمظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى. جوابا عما يشكل من ذكر الاحاديث التي فيها ذكر بعض فرائض الاسلام دون بعض. فاورد كلاما نافعا عن ابي العباس ان هذا بحسب ما يقتضيه المقام. فكان مما ذكره قوله وكذلك لما بعث معاذا الى اليمن لم يذكر في حديثه الصيام لانه تبع وهو باطن اي امر باطن ليس ظاهرا بخلاف الصلاة والزكاة فانها ظاهرة بينة فان الصوم سر بين العبد وربه. ولا ذكر الحج لان وجوبه خاص. بمن يستطيعه. وليس بعام ولا الا مرة واحدة في العمر فلاجل هذين الامرين لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم دينك الصيام والحج ثم اتبعه المصنف رحمه الله تعالى بذكر جملة من الفوائد المستنبطة من الحديث فكان مما قاله وانه يحرم على الساعي اي الذي يبعثه الامام في جمع الزكاة اي الذي يبعثه الامام في جمع الزكاة. نعم. احسن الله اليكم. قوله عن سهل سعد قال شيخ الاسلام هذا الحديث اصح ما روي لعلي رضي الله عنه من الفضائل قوله يحب الله ورسوله قال شيخ ثقيل رحمه الله ليس هذا الوصف مختصا بعلي فإن الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي فيلقين اذا كان هذا ليس من خصائص علي رضي الله عنه. فلما تمنى بعض الصحابة ان يكون له ذلك؟ اجاب شيخنا الاسلام بانه اذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمعين لشهادة او دعا له بدعاء احب كثير من الناس ان له مثل تلك الشهادة ومثل ذلك الدعاء. وان كان النبي صلى الله عليه وسلم يشهد بذلك لخلق كثير ويدعو لخلق كثير وكان تعيينه لذلك المعين من اعظم فضائله ومناقبه انتهى يشتكي عينيه اي من الرمل كما في صحيح مسلم فاتي به ارمد. قوله فارسلوا اليه بقطع الهمزة التي امرهم ان يرسلوا الى فارسلوا اليه بقطع الهمزة امرهم ان يرسلوا اليه. قول البصر اي تفل قوله فبرأ بفتح الراء والهمزة بوزن ضرب ويجوز الكسر بوزن علم اي عوفي الحال وعند الطبراني عن علي رضي الله عنه فما فما رمت ولا ولا صدعت من فما رمدت احسن الله اليكم. فما رمت ولا صدعت منذ دفع الي رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية. قوله ينفذ بضم فاء ورسلك بكسر الراء وسكون السين المهملة. اي انظر وجهك على رفقك ولين. ولين من غير من غير عجلة. وساحتهم ما حول ارضهم. قوله ثم ادعهم الى الاسلام. اي الذي هو معنى شهادة ان لا اله الا الله. ومن هذا الوجه طابق الحديث الترجمة. وفيه ان الدعوة الى شهادة الا لا اله الا الله المراد بها الدعوة الى الاخلاص فيه. وترك الشرك. والا فاليهود يقولونها ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة اليها بينهم. وبين من لا يقولها من مشركي العرب قولهم قولهم واخبرهم بما يجب قوله. قوله واخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه في الاسلام كالصلاة والزكاة وغيرهما. فان اجابوا الى ذلك فان اجابوا الى ذلك فقد اجابوا الى الاسلام وان امتنعوا عن شيء من ذلك فالقتال باق بحاله. فتبين ان النطق بالشهادتين دليل على العصمة لا انه عصمة او يقال هو العصمة لكن لشرط العمل قوله فوالله لا ان يهدي الله بفتح اللام والهمزة وحمر بضم الحاء المهملة وسكون الميم والنعم بفتح النون والعين المهملة. اي هداية رجل على يديك خير لك من ان يكون لك الابل الابل الابل الحمر. جميعها الحمر الحمر جميعها وهي انفس اموال الميم الحمر. نعم يا شيخ بسكون الميم من ان يكون لك الابل؟ ها؟ من ان يكون لك الابل الحمر جميعها وهي انفس اموال العرب وكانوا يضربون بها المثل ذكر المصنف رحمه الله الا في هذه الجملة طرفا من المعاني المذكورة في حديث سهل ابن سعد في بعد علي رضي الله عنه الى خيبر فكان مما ذكره ما نقله عن ابي العباس ابن تيمية في كتابه منهاج السنة في قوله ليس هذا الوصف مختصا بعلي فان الله ورسوله يحب كل مؤمن تقي. فمحبة المؤمنين الاتقياء ثابتة من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبهم فمن كان مؤمنا تقيا فان الله يحبه وان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه. وانما كانت الخصيصة المذكورة لعلي هو الشهادة له معينا. فان هذا الحكم ثابت اجمالا للمؤمنين الاتقياء واما افرادهم فان الحكم بثبوته لواحد منهم يفتقر الى دليل من الوحي وهو الذي فقال لعلي رضي الله عنه فشهد له النبي صلى الله عليه وسلم انه يحب الله ورسوله وان الله ورسوله يحب ان عليا فلاجل ما فيه من التعيين تشوف الصحابة متطلعين الى هذه المرتبة. وقوله فيه فارسلوا اليه ذكر المصنف انه بقطع الهمزة. سواء كان ذلك بفتح السين دخلوا او بكسرها فارسلوا اليه. والاول هو المشهور فارسلوا اليه اي عن امر النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ما رواه الطبراني عن علي رضي الله عنه انه قال فما رمت اي اصابني الرمد وهي العلة التي تكون في العين ولا صدعت بالم في رأسي منذ دفع الي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رأي الراية واسناده حسن وهو عند من هو اقدم منه كابي داوود الطيانيسي. ثم ذكر المصنف رحمه الله او تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم ثم ادعهم الى الاسلام اي الذي هو معنى شهادة ان لا اله الا الله لان حقيقة الاسلام هو اسلام الوجه لله واسلام الوجه لله يكون بالتوحيد. ومن هذا الوجه طابق الحديث الترجمة. ثم قال وفيه ان الدعوة الى شهادة ان لا اله الا الله المراد بها الدعوة الى الاخلاص فيها وترك الشرك والا فاليهود طولونها ولم يفرق النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة اليها بينهم وبين من لا يقولها من مشركي العرب. فاليهود يقولون لا اله الا الله لكنهم لا يخلصون توحيدهم فهم يقولون عزير ابن الله ويتخذون احبارهم ورهبانهم اولياء من دون الله فامروا بلا اله الا الله للتنبيه على وجوب الاخلاص فيها. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان النطق بالشهادتين دليل على العصمة لا انه عصمة. او يقال هو العصمة لكن بشرط العمل يعني العمل اللازم لهما. وتحقيق المقام ان يقال العصمة نوعان. احدهم هما عصمة الحال وتثبت بالنطق بالشهادتين. احدهما عصمة الحال تثبت بالنطق بالشهادتين. والآخر عصمة المآل. وتثبت بالتزام ما هل تتضمنه الشهادتان من العمل؟ وتثبت بالتزام ما تتضمنه الشهادتان من العمل فإذا قال العبد حال اسلامه لا اله الا الله ثبتت له عصمة الحال فان التزم فيما يستقبل ما تتضمنه الشهادتان من العمل ثبتت له عصمة المآل. فان قال لا اله الا الله ولم يأتي بما تتضمنه الشهادتان من العمل فانها لا تثبت له عصمة قال بل يرجع غير معصوم الدم والمال فلا تثبت عصمة العبد الكاملة الا بالتزام العمل الذي تتضمنه الشهادتان. ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى ببيان معنى قوله صلى الله عليه وسلم والله لا ان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم مبينا ان الحمر جمع احمر وهي الابل الحمراء نعم هي الابل. قال وهي انفس اموال العرب وكانوا يضربون بها المثل. ايش هي؟ الابل حمر تعرفون اللي بالحمر ولا ما تعرفونه؟ طيب وش رايكم هي من انفس المال ولا لا؟ هل هي انفس الابل ام لا هذا من ضمائن الابحاث. ودائما اقول لكم العهد النبوي معرفة العهد النبوي تعين على فهم النصوص. لانك اذا الناس اليوم وقلت لهم الابل الحمراء يعدونها في اي مرتبة. في المرتبة الثالثة في المرتبة الثالثة فاذا يكون هذا الحديث في اعتبار اهل الحجاز. يكون هذا الحديث باعتبار اهل الحجاز. فان الحجاز لا تكاد توجد فيه الا الابل الحمر. لا تكاد توجد فيه الا الابل الحمر فهي انفس الاموال في البلاد الحجازية. واما في غيرها فان هناك من الابل ما يفوقها عند اهلها. وهذا اخر بيان هذه الجملة من الكتاب