السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة مات واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم اما عقدت مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس السابع في شرح الكتاب التاسع من برنامج التعليم المسلمي في سنته الرابعة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف واربع ثلاثين بعد الاربع مئة والالف وهو كتاب ابن طال التنديد للعلامة حمد ابن علي ابن عتيق رحمه الله ويليه الدرس الخامس من الكتاب من الكتاب العاشر وهو كتاب القواعد والاصول الجامعة للعلامة الرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله فقد انتهى من البيان في الاول منهما عند قول المصنف باب من تبرك بشجرة او حجر او نحوهما. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله تعالى باب من تبرك بشيء شجرة او حجر ونحوهما اي كقبة وغار وعين وقبر وغيرها اي ما حكمه هل يكون ام لا وتبرك اي طلب البركة ورجاها واعتقدها عقد المصنف رحمه الله تعالى ترجمة اخرى في كتاب التوحيد فقال باب من تبرك بشجرة او حجر ونحوهما وفسر الشارح رحمه الله تعالى ما يندرج في قوله ونحوهما فقال اي كبقعة يعني موضعا من الارض وغار وهو الشق العظيم في الجبل وعين وهي محل نبع الماء من الارض وقبر وغيرها. فكل هذه المذكورات وما في معناها تندرج في جملة المذكور في قول المصنف ونحوهما فلا يختص البيان المذكور فيه لمن تبرك بشجرة او حجر فقط. وعدل المصنف رحمه الله تعالى عن الاطلاق فلم يقل باب التبرك تنبيها للواقع في زمانه فان الاطلاق ربما اغفل المتلقي عن مراد فاذا بين المراد بذكره الواقع الشائع في زمانه صار معلوما عند المتلقي واكثر ما كان الناس وحينئذ يتبركون ما يكون بتبركهم ما يكون من تبركهم بالاشجار والاحجار ثم بين الشارح رحمه الله تعالى ان المقصود من الترجمة بيان حكمه فقال اي ما حكمه اليوم كونوا شركا ام لا؟ لان المصنف ادرج في كتابه فوق ما يتعلق بيان وجوب التوحيد وفضله ذكرى ما يناقضه من الشرك. كبيره وصغيره. ثم ذكر الشارك ان التبرك هو طلب البركة فقال وتبرك اي طلب البركة يعني التمسها ورجاها واعتقدها في شيء من الاشياء. والبركة الخير وكثرته. فاذا قيل هذا تبرك اي طلب للخير وكثرة نعم احسن الله اليكم قوله افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى. قال القرطبي رحمه الله تعالى ان فيها فانت تقديره افرأيتم هذه الالهة هل نفعت او ضرت؟ حتى تكون شركاء لله. وقال غيره الثالثة الاخرى المتأخرة الوضيعة المقدار انتهى. فاما اللات فقرأ بالتخفيف والتشديد. فعلى الاولى قال ابن كثير رحمه الله الله تعالى كانت صخرة بيضاء منقوشة عليها بيت بالطائف له استار وسندت وسدنة وحوله فناء عظيم عند اهل الطائف وهم تقف من تابعها يفتخرون به على من عاداهم من العرب بعد قريش. قال ابن هشام رحمه الله تعالى وكانت في موضع مسجد الطائف الايسر فلم يزل كذلك حتى اسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار. وعلى الثانية قال قال ابن عباس الله عنه كان رجل يلت السويق للحاج. فلما مات عكفوا على قبره. ذكره البخاري. وعن ابن عباس ايضا كان يبيع السويق والسمن عند الصخرة ويسلؤه عليها. فلما مات ذلك الرجل عبد الثقيف تلك الصخرة اعظاما لصاحب السويق. فاذا كانت عبادة الصخرة لاجل صاحب السويق فلا فلا تخالف ما بين القولين فمن قال انها صخرة او بنية لم ينكر ان يكون على القبر؟ واما العزى روى النسائي وابن مردويه عن ما كان الثلاث ثمرات عليها بيت بوادي نخلة. فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث اليها خالد بن الوليد. احسن الله اليكم عندك بالواو ولا بالراء لا بالراجح عندنا في نسختنا هذي بالواو ثلاث سماوات سمرات نعم احسن الله اليك. اما كانت ثلاث سبع مرات؟ سمرات. اما كانت ثلاث سمرات؟ بضم الميم شجرة المعروف احسن الله اليكم. عليها بيت بوادي نخلة فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث اليها خالد ابن الوليد. فقطع الشجرة وهدم البيت. فلما رجع الى الى النبي صلى الله عليه وسلم قال ارجع فانك لم تصنع شيئا. فلما رجع وجد امرأة عريانة شعرها تحت التراب على وجهها فقتلها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك العزى مختصر وقال ابن جرير رحمه الله تعالى كانت صخرة عليها بناء واستار بنخلة بين مكة. كانت وازكى كانت شجرة وصخرة قال شجرة عليه نعم كان شجرة عليها بناء واستار بنخلة بين مكة والطائف كانت قريش يعظمونها كما قال ابو سفيان كان يوم احد واما مناة فكانت بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة. وكانت خزاعة والاوس والخزرج تعظمها ويهلون للحج منها. قال ابن هشام رحمه الله تعالى فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهدمها يوم الفتح انتهى وقيل كانت اكمة ولا ولا يبعد ان يكون البناء فوقها وسميت مناكة من اسم الله المنان. وقيل لكثرة ما يملى عندها من الدماء او يراق. قال رحمه الله تعالى ووجه مطابقة الاية للترجمة. انه ان كان التبرك بالشجر والحجر والقبور من الشرك الاكبر واضح وان كان من الاصغر فالسلف يستدلون بما نزل في الاكبر على الاصغر انتهى. وقد وقع في هذه ازمان من عبادة او ثاني من القبور والاشجار والاحجار بنايا والتبرك. والتبرك بها وبالذبح عندها ما هو اعظم واكثر وافحش مما فعله المشركون. وانتشار هذا وظهوره وكثرته تغني عن تعداد لبعضه ولكن اكثر الناس لا يشعرون لا يشعرون بدخول الواقع تحت كلام الله ورسوله وقد حدثني من وقف على شجرة بخانوقة انه وجد عليها اربعة عندكم بجميع النسخ باثبات الالف وحقد حدثني من وقف على شجرة بخانوقة انه وجد عليها اربع عشر جلدا منشورة عليها. مما يذبح عندها مما ذبح. احسن الله اليك. مما ذبح عندها ووجد الخرق وغيرها معلقا عليها ووجد نرضى عندها يطلبون الشفاء. وهي ثمرة وهي سمرة كالعزى فقطعها. وكذا عبيد الريان هنا جبل كذا عبيد الريان وكذا عبيل الريان هناك جبل صغير يلقى عليه يلقي عليه جهلة بادية اللحم والاقط والسم يخاطب بحوائجهم وهو شبيه بمناه وما يفعله هؤلاء المشركون عند قبور الصالحين اعظم مما يفعل ذكر المصنف رحمه الله تعالى البيان المناسب للاية التي صدر بها امام الدعوة وفي هذا الباب وهي قوله تعالى افرأيتم اللات والعزى؟ ومناة الثالثة الاخرى. فنقل عن القرطبي ان فيها حذفا اي من الكلام تقديره افرأيتم هذه الالهة هل نفعت او ضرت حتى تكون شركاء لله فهي عيب للمشركين فيما اتخذوه من هذه الالهة ودم لهم فهو استنكار يراد به تقديح الفعل وذم اهله. ثم اردف النقل عن بنقله عمن ابهمه فقال وقال غيره والمبهم الواقع هنا ومواضع اخرى من الكتاب وعليه جرت عادة الشيخ سليمان ابن عبد الله صاحب الاصل في تيسير العزيز هو الزمخشري صاحب الكشاف كأنهم كرهوا الافصاح عنه لقبح مذهبه دليل المعروف فنقلوا عنه مع ابهام اسمه. لان المقصود من النقل عن المخالف لاهل السنة ما ذكره من علم يستفاد. وربما يكون بالتصريح ربما يكون في التصريح اسمه اغراء بكتابه. فيقع بعض من لا يعي العلم في البدعة من هذه الجهة. وهذا مسلك محمود يقصد منه وأد البدعة تحصين الناس من شررها من استروح النقل عن احد ممن مس ببدعة كان من المناسب عند خوف الاغترار به ان فيقول وقال بعضهم او وقال غيره. حتى يعلم ان هذا نقل عن احد ترك عمدا وهذا امر مشهور عند اهل السنة بحسب الداعي الذي يقتضيه وفي صحيح البخاري الابهام من اجل ضعف بعض الرواة الذين يذكرون تبعا للثقة في حديث فلما وجدت المصلحة في ابهام ابهم الراوي والابهام المتعلق بصيانة الاعتقاد اعلى من الابهام المتعلق بالرغبة عن الرواية عن راو من رواتب ضعفه فقال صاحب الكشاف الثالثة الاخرى المتأخرة الوضيعة المقدار فهي نسبت الى التأخير والوضع بذكر الاخرى. وانما ذهب هذا المذهب لان المشهور عند العربية ان الاخر والاخرى لا تكون الا للثاني. فلا يقال في التالت. الاخر الاخرى وهذا المذهب يرده ما ثبت في الصحيح في حديث ابي واقد الليث في الثلاثة نفر الذين وقفوا عند حلقة النبي صلى الله عليه وسلم. فاما احدهم فدخل فيها. واما الاخر فاستحيا فاستحيا الله منه واما الاخر فاعرض فاعرض الله عنه. فوقع في الثالث عده بقوله واما الاخر فكررها فيجوز ذلك في اصح قولي اهل العربية خلافا لجمهورهم. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان هذه الالهة المعظمة عند مشركي العرب اللاتي والعزى ومناه. وابتدأها ذكر اولها وهو اللام تبين انه يقرأ في التخفيف والتشديد. فيقال ان لا واللات اي بتشديد التاء وتخفيفها. ثم ذكر ان في تفسيره خلفا فقيلا انه صخرة بيضاء منقوشة. وقيل انه رجل كان يلت السويق للحاج. وهذا الثاني ثبت عند البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما فكان رجلا يلت السويق للحاج ويسلؤه على صخرة بيضاء ومعنى يسلؤه ان يصبه ليجعله ليجعله سبيلا لمن اراد ان يصيب منه شيئا قال الشيخ سليمان بن عبدالله الحميد ولا تخالف بين القولين فاما من قال انها صخرة لم فان من قال انها صخرة لم ينفي ان تكون صخرة على القبر او حواليه فعظمت وعبدت تبعا لا قصدا. فالعبادة انما انما ارادوا بها صاحب القبر فهو الذي عبدوه اصالة انتهى كلامه فيكون اثما لصاحب القبر واسما للصخرة الكبيرة التي كانت قريبة من قبره وكان يكرم الناس عندها. ثم ذكر تفسير العزة بما رواه النسائي وغيره باسناد حسن انها كانت ثلاث سمرات اي من شجر التمر وهي وهو شجر معروف عظيم عليها بيت بوادي نخلة فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث اليها خالد بن نويل فقطع الشجرة وهدم البيت فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم قال اذ جع فانك لم تصنع شيئا فلما رجع وجد امرأة عريانة ناشرة شعرها اي مفرقة له تحثوا التراب على وجهها فقتلها فقال النبي صلى الله عليه وسلم تلك العزى اي هي تلك المرأة الجنية التي كانت تسجن هذا الموضع وتقوم عليه وتغري الناس بعبادته. فلما قتلها خالد بن الوليد رضي الله عنه استأصل الشر من اصله. واما ما كان قبله فانه كان تغييبا لمعالم الشرك مع بقاء من يدعو اليه. ثم نقل كلاما عن ابن جرير رحمه الله تعالى في هذا المعنى ثم ذكر ان مناه كانت بالمشلل موضع عند قديب بين مكة والمدينة وكانت خزاعة والاوس والخزرج وهي من اكابر قبائل الحجاز تعظمها ويهلون للحج منها. قال ابن هشام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي فهدمها يوم الفتح. وقيل كانت حكمة ولا يبعد ان يكون البناء فوقها. والاكمة الموضع المرتفع من الارض دون الجبين فهو موضع يكون مرتفعا ارتفاعا يسيرا من الارض فيجوز ان يكون اسم مناه واقعا على تلك الاكمة التي جعل عليها البناء والاستار. ثم ذكر انها سميت مناه من اسم المنان اي اشتقاقا باسم المنان كما سيأتي في باب من جحد شيئا من الاسماء والصفات وفيه ذكر كلام ابن عباس اعمز في هذا وقيل لكثرة ما يمنع عندها من الدماء اي يراق عندها ويسال من الدماء. وبه سميت من فان اسم منى جاء من كثرة اراقة الدماء فيها. وقيل سميت مناه من قولهم من الله الشيء اذا قدره بنى الله الشيء اذا قدره ثم نقل المصنف رحمه الله تعالى عن وهو الشيخ سليمان ابن عبد الله في كتابه السيد العزيز الحميد انه قال ووجه مطابقة الاية الترجمة انه ان كان التبرك بالشجر والحجر والقبور من الشرك الاكبر فواضح. لانها تكون في مقامها. فهم كانوا يعبدون تلك الالهة اللات والعزى ومناه تأليها وتعظيما وخضوعا ومحبة. فان كان المتبرك يتبرك بالشجر والحجر والقبور ويكون تبركه اكبر فالحاقه بهن ظاهر وان كان من الاصغر فالسلف يستدلون ما زالت الاكبر على الاصغر وتقدم بيان هذا. والتحقيق ان التبرك له حالان. فالحال الاولى ان يتبرك بالشيء معتقدا استقلاله بالتأكيد. ان يتبرك بالشيء معتقدا استقلاله بالتأثير. وانه يمد بنفسه فهذا شرك اكبر والحال الثانية ان يتبرك به من غير اعتقاد استقلاله بالتأثير. بل يتخذه سببا يطلب منه دوام الخير وكثرته. فيكون شركا اصغرا لا يخرج به العبد من الملة. ولما ففرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان هذه الجملة المتقدمة نبه الى وقوع ما يضاهيها بالمتأخرين ترى انه وقع في هذه الازمان المتأخرة من عبادة الاوثان من القبور والاشجار والاحجار والبنايا والتبرك بها والذبح عندها ما هو اعظم واكثر وافحش مما فعله المشركون وانتشار هذا وظهوره وكثرته تغني عن تعداد بعضه ولكن ترى الناس لا يشعرون بدخول الواقع تحت كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وما ساقه المصنف من تلك الحال هو خبر ثقة عما عاينه. او اتصل به من نقل الثقة. فما يوجد اليوم من يزعم بها ان تلك المظاهر لم تكن معروفة في جزيرة العرب فهذه ضجة بلدية ظالمة لنفسها فان هؤلاء لا يعتمدون على كلام صحيح في ابطال ذلك بل المؤرخون الذين كتبوا في تلك الحقبة من عهد الامة في جزيرة العرب من الوالدين عليها او من اهلها ذكروا ذلك. ومن اتصل بهم هذا الامر من الثقات حدثوا به واحدا عن واحد. وقد من اقاربي من ادرك ذلك في بعض الجهات في بلادنا قبل ستين او سبعين سنة مما كان يعظم من الصخور التي يقصدها وبعض النساء فيصبون عليها العسل والسمن ويضعون عندها اليقطة ويصبون لها الحليب الذي يحلبونه من الابل وغيرها فهذا امر مشهور شائع. ولا يعني هذا ان البلد لم يكن فيه احد من اهل العلم بل كان فيه اناس من اهل العلم لهم مصنفات موجودة طبع بعضها وبعضها او اكثرها لم يطبع في قنون العلم وغالبها في الفقه او بعض المسائل الاعتقاد كرؤية الله سبحانه وتعالى في الاخرة او الصوت والكلام كرسائل ابن عطوة وابن دهنان وابن بسام وغيرهم من اهل العلم الا ان البلد كان كغيرهم بلاد المسلمين فيه مظاهر من مظاهر الشرك. ومنها ما ذكر المصنف هنا بقوله وقد حدثني من وقف اي من انتهى بوقوفه الى شجرة بخانوقة وخانوقة هي الموضع المسمى اليوم خلوقة بدون الف. فلعله كان معروفا فيما قبل بذلك او كان هذا خبرا عن غير اهله. فان اهله يسمونه وهو موضع موضع في وسط نجد قريب من مدينة الجادية الموجودة اليوم انه وجد عليها اربعة عشر منشورة عليها مما ذبح عندها ووجد الخرق وغيرها معلقا عليها. وجد المرضى عندها يطلبون الشفاء وهي سمرة كالعزى تقطعها اي الحقها بما كان سبق من فعل اهل التوحيد في العهد الاول من قطع تلك الاشجار ثم قال وكذا عبيد الريان والعبيد في اصطلاح اهل نجد يطلقونه على الحجارة البيضاء التي تكون كالعظام فاذا كان جبلا صغيرا ابيض يسمونه عبيد واذا كان كبيرا يسمونه عدل. هذا يوجد في بعض المواقع في نجد تجد جبلا ابيضا خالصا حجارته بيضاء هذا في عرفهم يسمونه عبل اذا كان كبيرا. واذا كان صغيرا يسمونه عبيلا. ولا يعرف بهذا المعنى في كلام لكنه من المواضعات الاصطلاحية المتأخرة. والريان لا يعرفه الناس اليوم. وهو على ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان واد في باطن نجد. فكأن هذا الجبل الصغير الابيض قريب منه. كانوا يعظمونه لاجل بياضه فوقع في قلوبهم تعظيمه واجلاله لاجل ما هو عليه فكانوا يصنعون عنده ما ذكر المصنف يلقي عليه جهلة البادية اللحم والاقط والسمن ويخاطبونه بحوائجهم وهو شبيه بمناه وما يفعله هؤلاء المشركون عند قبول الصالحين اعظم مما يفعل عند الله خذ محلت هذه المظاهر او اكثرها باخرة في هذه البلاد بسبب نشر العلم التوحيد فلما انتشر العلم والتوحيد زالت هذه المظاهر بحمد الله عز وجل فلم تزل بالسيف لان السيف لا يجدي شيئا وان كما يحتاج الى علم يبين له فاذا قارنه علم يبين له فان السيف ينفع في جلاء تلك الامور لكن لما ظهر تهجير البادية في المواضع التي هجروا فيها لاجل تعليمهم الدين ربما حلت هذه المظاهر من البادية والحاضرة على حد سواء واذا فقد هذا الاصل وهو العلم والتوحيد فان الشرك يعود مرة اخرى الى جزيرة العرب. وكذا القول في غيرها من البلدان. فمن اعظم الواجبات الاجتهاد في بث العلم ونشره لانه حياة الناس فيما يتعلق بدينهم فاذا بث العلم وشع في الناس حفظ والدين وحرص التوحيد. واذا اهمل هذا تسارعت هذه الاحوال الى الناس. وهذا هو المشاهد باخرة كثرت ابواق الشر وازدادت ابوابه. فلما صار النافخون في ابواق الشر كثر وفتحت اليوم ابواب متنوعة من التي صارت بايدي الناس عظم الجهل بتوحيد الله عز وجل فينبغي ان يجتهد طالب العلم في بث العلم ولا سيما علم التوحيد لانه اصل دين الله سبحانه وتعالى. واذا جهل الانسان شيئا من الاحكام الظاهرة في صلاته او صيامها او حجه ربما اغتفر له ذلك واما امر التوحيد فان امره عظيم وهو حق الله سبحانه وتعالى فلا يزهدك في العناية بالتوحيد ما صار عليه بعض الناس من زعمهم ان الناس صاروا بمدارك عقلية لا يتصور معها ان يقعوا في عبادة حجر او شجر فان هذه شبهة عقلية وامر الشرك ليس متعلق بالعقل وانما متعلقه الوجدان والقلب القلب وقد كان في بعض البلاد الاسلامية من يعد رأسا في العلوم العقلية وله تصانيف مشهورة في هذا الباب وكان سادنا على احد القبور المشهورة في بلاد معروفة فلم يبين له عقله ما ينبغي ان يكون عليه. وقد زاره احد يوما من الدهر فلما التمسه وجده في حلقة للذكر كما تسمى فيها طبل وزمر ورأس فلما استنكر عليه تلك الحال وهو من هو؟ قال انها عادة الاباء والاجداد. فلم تنفع العقل فلم ينفع العقل في من تلك السوة التي تلقاها عن ابائه واجداده وبقي ساجدا في هذا القبر حتى توفي على فلم ينفعه ذكاؤه وفطنته وتقدمه في علم من العلوم العقلية المشهورة ومشاركته في علوم اخرى من من الوقوع في الشرك. وكل زمن له شبهات تتكرر معه. فمن تلقف تلك الشبهات شرقة وبها وربما خرج من التوحيد فينبغي ان يحذر الانسان من الشبهات الواردة وان يتمسك بالدين الذي مات عليه النبي صلى الله عليه وسلم فانه الكامل ولا يجعل اذنه وعاء مفتوحا لكل احد يتكلم فيها بما يشاء يلقي في فؤاده من الشبهات والاغاليظ ما يخبط به دينه ولينظر حال من مظى ممن يقتدى بهم وليتمسك به ولا يغتر باحد من اهل الزمان مهما بلغ فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة هذا اذا كان مهتديا فكيف اذا كان متخبطا بين الشبهات اقتداء الانسان بما بمن سبق سلامة له ولا سيما في باب توحيد الله سبحانه وتعالى. نعم اسأل الله اليكم قوله ونحن حدثاء عهد بكفر. اي قريب عهدنا بكفر. ففيه دليل على ان غيرهم لا يجهل قاله المصنف اي من الذين تقدم اسلامهم قوله يلوطون بفتح الياء وضم النون ان يقول قوله فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط اي شجرة يعلق عليها سلاحنا ونعكف عندها ظنوا ان هذا محبوب الى الله فبين لهم صلى الله عليه وسلم ان هذا نظير قول بني اسرائيل اجعل الا اله كما لهم الهة. قوله الله اكبر. رواية الترمذي سبحان الله. اي انزه الله عنه عن ان يتقرب اليه بمثل هذا. والسنن الطرق. قوله لتركبن سنن من كان قبلكم تفعل هذه الامة ما فعلت الامم الماضية من الشرك فما دونه وتأتي الاحاديث الدالة على ذلك في باب ما جاء بعض هذه الامة يعبد الاوثان ان شاء الله وقد وقع كما اخبر ففيه الدلالة على انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الشارح رحمه الله تعالى بهذه الجملة بيان طرف ما تضمنه حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه وهو اصل في هذا الباب رواه الترمذي وغيره من حديث الزهري عن سنان ابن ابي عن ابي واقي اليك واسناده صحيح. فذكر طليعة ما افاد به ان قوله ونحن حدثاء عهد بكفر اي عهدنا بكفر فكانوا كفارا ثم اسلموا عن قريب ففيه دليل على ان غيرهم اي ممن تقدم اسلامه لا يجهل ذلك فهو متقرر في نفوسهم ثابت في قلوبهم انه لا يتبرك ولا يتعلق بشيء مما كان عليه اهل الجاهلية ثم بين ان معنى قوله ينوفون بفتح الياء وضم النون اي يعلقون. ثم بين ان قوله فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات انوار اي شجرة نعلق عليها سلاحنا ونعكف عندها وليس مراده هم مجرد التعليق فان هذا يقع عادة بالشجر وغيره وانما تعليق يراد منه منفعة وهذه المنفعة هي التي حملتهم على طلب التبرك ظنوا ان هذا محبوب الى الله فبين لهم ان هذا فبين له صلى الله عليه وسلم ان هذا نظير قول بني اسرائيل اجعل لنا الها كما الهم الهة. فهو نوع تأليه لما طلب من ذلك الحقيقة التالية ان ينضم القلب على المحبة والتعظيم. ويستكن في ذلك رجاء المنفعة وخوف المضرة فهم يرجون بذلك منفعة تسري في انفسهم وفي اسلحتهم التي يعلقون ثم قال الله اكبر سبحان الله اي ان الترمذي وقع فيه سبحان الله اي انزل الله عن ان يتقرب اليه بمثل هذا. والسنن الطرق واذا بالفتح فمعناها الطريق. السنن الطريق والحديث فيه اتان اللغتان في الموضعين. ثم ما ذكر ان قوله صلى الله عليه وسلم سنن من كان قبلكم اي ستفعل هذه الامة ما فعلت الامم الماضية من الشرك فما دونه وترك احاديث الدالة على ذلك في باب ما جاء ان بعض هذه الامة يعبد الاوثان ان شاء الله اي في الباب الذي يأتي وقد وقع كما اخبر ففيه على انه رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدق خبره فانه اخبر عن شيء فوقع مطابقا لما اخبر به صلى الله عليه وسلم من انه سيكون في هذه الامة في اخرها من يعبد الاوثان ويرجو منها ويتبرك متعلقا بشجر او حجر او نحوه. وهذا الذي بدر من حدثاء العهد بالكفر ممن كان مع النبي صلى الله عليه وسلم اختلف في مقداره اهوى شرك اكبر ام شرك اصغر على قولين هما لامام الدعوة رحمه الله تعالى فانه ذكر في كشف الشبهات انهم وقعوا في الشرك الاكبر وذكر في كتاب اذ انه انهم وقعوا في الشرك الاصغر. ولو قيل ان هذا وذاك موجودان اذا تعدد الافراد كان هذا متجها. فيكون في اولئك من تعلق قلبه بارادة التبرك باعتقاد كونه سببا مؤثرا فيكون قد طلب شيئا يتعلق بالشرك الاكبر ومنهم من لم يكن كذلك وانما التمسه سببا فيكون قد وقع في الشرك الاصغر فان لم يمكن التوفيق بما ذكرنا فان المتعين حينئذ حمله على الشرك الاصغر احسانا للظن بالصحابة رضي الله عنهم ولو قدر انه كان اكبر فانهم لم يكفوا لانهم لما طلبوا ذلك نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم فانتهوا والانسان اذا اراد ان يقع في شرك اكبر ثم نهي عنه فانتهى فانه لا يكون كافرا ذلك. وهذا الباب وهو باب التبرك باب عظمت به البلوى في المتأخرين. وكثر فيه استدلال المتعلقين بما لم يأذن به الشرع من انواع التضرر. وادلة هؤلاء بعد ادمان النظر في فيها لا تخرج من نوعين احدهما نوع صريح غير صحيح. والاخر نوع صريح نوع نوع صحيح غير صريح. فاما النوع الاول فهو الاخبار التي رويت في التبرك. مما لم يصح فيها شيء كحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث الى مظاهر المسلمين يرجو بركتهم فهذا الحديث حديث منكر سندا ومثنا ولا يصح وهو صريح في التبرك لو صح. ومن الثاني احاديث كثيرة تتعلق بها زعما انها من التبرك وليست كذلك كدعاء العباس رضي الله عنه في الاستسقاء لما امره عمر فان هذا انما كان استسقاء بدعائه لا تبركا بذاته رضي الله عنه وارضاه ومن محاسن كتاب تيسير العزيز الحميد انه ختم هذا الباب بتنبيه شريف نوه فيه في هذه المسألة فقال رحمه الله تنبيه ذكر بعض المتأخرين ان التبرك بآثار الصالحين مستحب كشرب سؤلهم التمسح بهم او بثيابهم وحمل المولود الى احد منهم ليحنكه بتمرة حتى يكون اول ما يدخل جوفه الصالحين والتبرك بعرقهم ونحو ذلك. وقد اكثر من ذلك ابو زكريا النووي في شرح مسلم في الاحاديث التي فيها ان الصحابة فعلوا شيئا من ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم وظن ان بقية الصالحين في ذلك كالنبي صلى الله عليه وسلم انما في ذلك وهذا خطأ صريح لوجوه. منها عدم المقاربة فضلا عن المساواة للنبي صلى الله عليه سلم بالفضل والبركة. ومنها عدم تحقق الصلاح فانه لا يتحقق الا بصلاح القلب هذا امر لا يمكن الاطلاع عليه الا بنص كالصحابة الذين اثنى الله عليهم ورسوله او ائمة التابعين او شهر بصلاح ودين كالائمة الاربعة او نحوهم من الذين تشهد لهم الامة بالصلاح وقد عدم اولئك اما غيرهم فغاية الامر ان نظن انهم صالحون فنرجو ومنها اننا لو ظننا صلاح شخص فلا نأمن ان يختم له بخاتمة سوء والاعمال بالخواتيم فلا يكون فيكون اهلا للتبرك باثاره. ومنها ان الصحابة لم يكونوا يفعلون ذلك مع غيره لا في حياته ولا بعد موته. ولو كان خيرا لسبقونا لا اليه فهلا فعلوه مع ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ونحوهم من الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وكذلك التابعون هلا فعلوه مع سعيد بن المسيب علي بن الحسين واويس القرني والحسن البصري ونحوه ممن يقطع بصلاحهم فدل ان ذلك مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم ومنها ان فعل هذا مع غيره صلى الله عليه وسلم لا ايأمن ان يفتنه وتعجبه نفسه فيورثه العجب والكبر والاياء فيكون هذا كالمرء بالوجه بل اعظم. انتهى كلامه فهذه خمسة وجوه تبين ان ما شاع عند المتأخرين. من الدعوة الى التبرك بالصالحين خلاف ما تقتضيه الادلة. وليس القول في هذه المسألة من مبتكرات التيمية او الوهابية. كما يزعمه بعض الناس بل من احسن العلماء نقدا لها العلامة الشاطبي في كتاب الاعتصام وهو عالم خالف اهل السنة في مسائل لكنه كان تباعا للحق. فنظره في الادلة اقتضى ان يزيف دعوى التبرج وكان يبين ان هذه من البدع التي انتشرت عند المتأخرين. فكلامه من احسن الكلام في ابطال التبرك الصالحين الذي شاع عند المتأخرين. وما يتعلق به بعض الناس من بعض الاثار التي وردت عن الصحابة او عن ائمة الهدى وضع لها في غير موضعها كما اشتهر باخرة وروج له بعض اهل هذه البلاد تهوينا المسألة من ان الامام احمد كان يتبرك بزمارة المنبر يعني بالموضع الذي يتكئ عليه من المنبر النبوي وهذا حق لان وجه التبرك حينئذ التبرك باثر من الاثار الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ان الزمارة توضع عليها اليد عادة. وكان يسري فيها ارق النبي صلى الله عليه وسلم. فكان فيها اثر من اثر النبي صلى الله عليه وسلم قد صار متشبعا بها فكان يتبرك بها من نقل عنه التبرك بها وهذا نظير ما كان عند ام سلمة رضي الله عنها في الصحيح وغيره شعرات من شعرات النبي صلى الله عليه وسلم كانت توضع في جلجل ويصب عليها الماء تشعر بانها من الاثار الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم. وقد زال هذا المنبر ولا وجود له اليوم وليس شيء من الاثار اليوم التي بايدي الناس مما يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تصدى لهذه الدعوة جماعة من المؤرخين من غير التيميين والوهابيين كما يقولون كالعلامة احمد تيمور باشا رحمه الله تعالى فان له رسالة في بيان ان من الاثار الموجودة بايدي الناس مما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولو ثبت شيء منها النبي صلى الله عليه وسلم فان العارف بشرفه صلى الله عليه وسلم وفضله يكون اول المتبركين به لان احق الناس التبرك باثاره صلى الله عليه وسلم هم المتبركون باتباعه على دينه وسنته صلى الله عليه وسلم. لكن لا سبيل الى تثبيت شيئا من ذلك ومن العجيب ان جماعة ممن يروج لهذه الدعوة يطعن في احاديث الثقة في البخاري مسلم بدعوى احتمال الخطأ والغلط عليهم وانهم بشر يقع منهم السهو والغفلة وانهم يحدثون باحاديث تخالف عندهم فيما يزعم القرآن ثم تجده بدم بارد يهون من مسائل التبرك ويروج لها ان هذا امر مشهور في الامة وان هذه الاثار مما تلقتها الامة بالقبول وانها معروفة انتقلت من البلاد الحجازية الى البلاد التركية وانها موجودة فيها اليوم. وكل هذا مما يبين اثر الهوى في افساد الهدى. فان الانسان اذا كان له هوى وعلق بقلبه خرج منه الهدى فصار يتكلم باعتبار هواه فتجده متناقضا واعتبر هذا في اهل الاهواء فان البينة في اهل الاهواء تناقضهم. لان الهدى واحد لا يتغير ولا يتلون. واما الهوى فانه يتعدد باعتبار ما يدعو صاحبه اليه فتجده تارة على قول وتارة على قول وتجده مع بعضهم على قول ومع بعضهم على قول وتجده يوم على قول وغدا على قوم وتجده مع ناس على قول ومع ناس على قول فصار الناس غالبا ممن يتكلموا في المسائل المتنازع فيها لا يخرج من التنافظ في المسائل واضرب على واضرب على هذا مثلا ما يروج له من دعوى الارجاء مع الحكام فان الذين هم اليوم ينسبون بعض الناس الى الارجاء من الحكام هم مرجئة مع الشعوب. فصار في الامة اليوم نوعان من الجاء احدهما الجاء مع الحكام كما ينسب الى قوم والاخر اذ جاءوا مع الشعوب فتجد احدهم يبالغ في التشديد على الحكام بحق او فاذا رأيت حاله مع الجمهور وجدته يجري وراءهم لاهتا في محبة تمييدهم اليه فهو يهون من القول معهم حتى انه اذا سئل عن مسألة لا يجرؤ ان يقول انها حرام. بل تجده متلكئا في فتواه فربما رأيت له اماكن كثيرة من الافتاء لا يقول فيها حرام. وانما يحاول ان يهون على من يستفيه بان هذا الامر ولا ينبغي وان باب التوبة مفتوح وان الانسان لا يخلو من الخطأ وقمين به ان ينظر بهذا الميزان ايضا للحاكم لكن وتجعل بعض الناس عبيدا للحكام وتجعل بعض الناس عبيدا للمحكومين والسعيد من كان عبدا لله وحده لا شريك له اسأله سبحانه وتعالى ان يخرج قلوبنا من عبادة العباد الى عبادته وحده ولا يجعل في قلوبنا حظا لاحد من المخلوقين كائنا من كان نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى باب باب ما جاء في دبح غير الله قال رحمه الله اي من الدلالة على انه حرام وشرك. قوله قل ان صلاتي ونسكي الاية. اي قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغيره. ان صلاتي ونسكي اي ذبحي ومحياي ومماتي اي مآتيهم في حياتي وما اموت عليه من الايمان والعمل الصالح لله رب العالمين لا شريك له اي في شيء من ذلك ولا في من انواع العبادة. فالصلاة اجل العبادات المدنية. والنسك اجل العبادات المالية. فمن صلى لله فقد اشرك ومن ذبح لغيره فقد اشرك. وقوله وانا اول المسلمين قال قتادة من هذه الامة المصنف رحمه الله تعالى ترجمة اخرى فقال باب ما جاء في الذبح لغير الله. قال الشارح اي من الدلالة على انه حرام وشرك فترجم المصنف بهذه الترجمة للابانة عن حكم الذبح لغير الله وانه حرام وشرك واستفيد هذا لا من الترجمة بل من الادلة التي ذكرها المصنف فيها وفاتحة تلك الادلة قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. وذكر المصنف عن الشارحة رحمه الله تعالى فقال قوله ان صلاتي ونسكي الاية اي قل يا محمد وتقدم ان الاكمل ان يقول قل ايها النبي او ايها الرسول ادبا مع مقام النبي صلى الله عليه وسلم. اشار الى ذلك عبد الحميد ابن باديس في موضع من تفسيره وهو الذي تقتضيه الادلة وتقتضيه الاجلة. قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغيره ان صلاتي ونسكي اي ذبحي فان النسك يطلق على معنيين احدهما عام وهو التعبد والاخر خاص وهو الذبح. ومحياي اماتي اي ما اتيه في حياتي وما اموت عليه من الايمان والعمل الصالح لله رب العالمين لا شريك له اي في شيء من ذلك ولا في غيره من انواع العبادات فهو خالص لله عز وجل ونبه الى اخلاصه بقوله لله ونبه الى براءته من الشرك بقوله لا شريك له فهو تأكيد للاخلاص بالبراءة من الشرك وذكر رب العالمين لبيان موجب الاخلاص. وان الذي حمل العبد على اخلاص ذبحه لله ان الله هو رب العالمين اي الذي يستحق ان يكون معبودا لهم سبحانه وتعالى. ثم ذكر المصنف ان الصلاة اجل العبادات البدنية اجل العبادات المالية. فمن صلى لغير الله فقد اشرك. ومن ذبح لغيره فقد اشرك. فالصلاة مأمور بها الله فيكون الذبح مأمورا به لله ومن صلى لغير الله اشرك فمن ذبح لغير الله فقد اشرك. وقوله وانا اول المسلمين قال قتادة من هذه الامة لان الانبياء قبله كانوا على دين الاسلام بالمعنى العام. واولى من هذا ان يقال في قوله وانا اول المسلمين اي المبادرين الى ذلك اسلاما لله فهو يعجل بذلك ويبادر اليه في هذه الامة قبل امتثالا لما امر الله سبحانه وتعالى به. ويشكل قول المصنف رحمه الله والنسك اجل العبادات المالية على ايش؟ الزكاة طيب كيف الجواب عن هذا الاشكال ما هو اجل العبادات المالية؟ هل هو النصح؟ اي الذبح؟ لان يتملك مذبوحا ثم يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به او ان ازكي الزكاة واجبة لكن الذبح هذا امر يعني نافع ومن هذه الجهة يكون افضل من زائد عن القدر الواجب طيب ها وغيره المال والاراقة التي هي اخراج الماء الزكاة ممكن لا تحتاج لا تحتاج الى نية قد تؤخذ يعني اما الذبح فلابد ان يكون خاصة طيب ها قد تخفى يعني تكون باطنة تكون باطنة. يعني النسك افضل من الزكاة لوجوه. افضل العبادات المالية للوجوب احدها ان الذبح في العادة يكون بارادة التقرب واما الزكاة فقد تؤخذ قصرا من قصرا من العبد لانها من باب التروف التي يطلب فيها ابراء الذمة. فربما خلت من قصد الامتثال. فتبرأ فيها مما دون حصول الاجر. فتبرأ بها الذمة دون حصول الاجر عبد الله احسنت ان الذبح يجتمع فيه عبادتان اخراج المال اراقة الدم اخراج المال واراقة الدم. واما الزكاة ففيها اخراج المال فقط والثالث ان الذبح امر ظاهر. واما الزكاة فمن الاموال اموال باطنة لا تظهر زكاتها كما هو معروف عند الفقهاء. فالذبح اجل العبادات المالية ان قيل الزكاة واجبة والذبح غير غير واجب. فما الجواب ابراهيم طيب لكن هل تسلم بان الذبح لا يكون واجبا؟ ها ليش؟ مثل الهدي مثل هدي الحاج الناسك اذا كان متمتعا او قارن هذا يجب عليه فعبادة الذبح فيها فرض ونفل وكذلك عبادة الزكاة فيها فرض ونهي. نعم. احسن الله اليكم قوله فصل لربك وانحر قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى امره الله ان يجمع بين هاتين العبادتين وهما الصلاة والنسك الدالتان على القرب والتواضع. والافتقار وحسن الظن وقوة اليقين وطمأنينة القلب الى الله والى عدته عكس حال اهل الكبر والنفرة واهل الغنى عن الله. الذين الذين لا حاجة لهم في صلاتهم الى ربهم. يسألونه اياها والذين لا ينحرون له خوفا من الفقر. ولهذا جمع بينهما في قوله ان صلاتي ونسكي. الآية نسك الذبيحة لله تعالى ابتغاء وجهه. فانهما اجل ما يتقرب به الى الله. فانه اتى فيهما الدالة على السبب لان فعل ذلك سبب للقيام بشكر ما اعطاه الله من الكوثر. وما يجتمع للعبد في الصلاة اذا يجتمع له في غيرها كما عرفه ارباب القلوب الحية. وما يجتمع له عند النحر اذا قارنه الايمان والاخلاص منه بقوة اليقين وحسن الظن امر عجيب. وكان صلى الله عليه وسلم كثير الصلاة كثير النحر. انتهى ذكر الشيخ رحمه الله تعالى البيان المتعلق بالدليل الثاني وهو قوله تعالى فصل لربك وانحر مكتفيا بنقل كلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وفيه ان الله امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يجمع بين هاتين العبادتين فهما الصلاة والنسك اي الذم لما فيهما من الدلالة على القرب والتواضع وحسن الظن وقوة اليقين وطمأنينة القلب الى والله والى عيدته اي ما وعد به عباده المخلصين عكس حال اهل الكبر والنفرة واهل الغنى عن الله الذي لا حاجة لهم في صلاتهم الى ربهم يسألونه اياها. والذين لا ينحرون له خوفا من الفقر. ولهذا جمع بينهما في قوله صلاتي ونسكي الاية ثم قال رحمه الله تعالى فانه اتى فيهما بالفاء الدالة على السبب لانها ثاء في قوله فصل لربك وانحر لان فعل ذلك سبب للقيام ما اعطاه الله من الكوثر وهو نهر في الجنة في اصح قولي اهل العلم وما يجتمع للعبد في الصلاة لا يجتمع له في غيرها كما عرفه ارباب القلوب الحية فان الصلاة دخول على الله سبحانه وتعالى يفضي فيها العبد الى ربه سبحانه وتعالى بسره ويخضع له بسؤاله يرجو رحمته ويظهر له من المسكنة والفاقة والفقر ما لا يكون في غيرها من العبادات. وكذلك له عند النحر من قوة اليقين وحسن الظن امر عجيب اذا قارنه الايمان والاخلاص ولهذا تجد في الاوائل من السرور بهذه العبادة ومحبتها والحرص عليها والمسارعة الى اظهارها ما ليس عند الناس اليوم لان من سبق كان فيهم كمال اقبال على الله سبحانه وتعالى ومحبة التقرب اليه بانواع ومن ومن جملتها النحر فكانوا يسعدون بها ويوجد في قلوبهم ونفوسهم من البهجة والسرور ما يجعل عيدهم عيدا واما اليوم فقد فقد هذا المعنى وغيب في ضمن منظومة من الشرائع التي تتلقى اليوم ضربات مؤلمة في تغيير تحت دعوى تسهيل الشريعة وتيسيرها على الناس. مما ظهر جليا في افتاء الجماعة بجواز دفع الى جهات تقوم بذبح تلك الاضاحي في بلاد بعيدة وتوزيعها على المحتاجين. ومع احساننا الظن بهؤلاء فان مدرك المسألة ومأخذها هو اظهار عبادة الذبح تقربا الى الله سبحانه وتعالى. اذ ليس المقصود منها الاضاحي والهدي وغيرها من انواع القربات بالذبح ليس المقصود منها اللحم. وانما المقصود منها اراقة الدم من بهائم الانعام تقربا الى الله سبحانه وتعالى فاذا وجد هذا المعنى حصلت هذه العبادة وكمالها ان يباشر الانسان وذلك بنفسه فان اداء هذه العبادة له ثلاث مراتب. فالمرتبة الاولى ان يباشر ذلك بنفسه. والمرتبة الثانية ان لا يباشره ولا يشهدوا فيكون حين الذبح واقفا عنده. والمرتبة الثالثة ان يكون ببلده بثقة ينوب عنه. فهذه المراتب هي المراتب التي تحصل بها عبادة الذبح. واما ما عليه الناس باخرة فلا تحصل به هذه العبادة. وانما يكون من جنس الصدقة التي يتصدق بها الى من؟ في عوز وحاجة. اما عبادة الدرع التي هي عبادة الذبح فهي ان يريق الانسان الدم بنفسه في بلده قربة الى الله سبحانه وتعالى. ثم يفعل باللحم ما شاء. والاكمل ان يجعله اثلاثا يطعم ويتصدق ويهدي يهدي منه ويطعم منه ويحفظ منه ما شاء. وما يقع خلاف ذلك فهو مما يضعف هذه العبادة في قلوب الناس وكما ذكرت هو واحد من الالوان التي غيبت فيها عدة من معالم الشريعة فصارت الفطر ايضا مبلغ مالي يدفع الى جهة تخرج تلك الزكاة عن الانسان وصارت الكفارات من هدى الجنس اموال تدفع الى بعض الجهات لتتبعها بذلك. ثم وضعت معان للعبادات الشرعية لم تأتي بها الشريعة تحتها هذه الذرية كقولهم اليوم كفالة اليتيم في من يدفع مالا الى جهة خيرية كمؤسسة او مدرسة او دار لتحفظ احدا من ايتام المسلمين وهذه ليست كفالة اليتيم وانما كفالة اليتيم ان يضمه اليه ويجعله من رعيته ويقوم على تأديبه وتعليمه هذه كفالة اليتيم التي حضت عليها الشريعة ورغبت فيها. واما ما يوجد اليوم لا يسمى كفالة يتيم وانما هي صدقة على يتيم. وينبغي ان ليس طلاب العلم على ابادة هذه الشرائع وان يمتثلوها وان يظهروها في الامة وان يدعوا الناس الى الحرص عليها لانه اذا خفيت هذه الشرائع من نسي دين الله عز وجل والامر قريب العهد ففي بلد من البلدان قبل سنين زرته في زمن قحط جذب فلما جاء ذكر صلاة الاستسقاء واذا بالقوم لا يدرون لها خبرا ولا يعرفون منها ذكرا وهذا امر ظاهر عندهم في البلد حتى كأن الجيل الذي فيها حينئذ لم يصلي صلاة الاستسقاء قط وهم في بلد اسلامي مشهور ولما اقيم قبل سنوات في بلاد صلاة الاستسقاء استنكر ذلك جماعة من عوام المسلمين بانهم لا يعرفون هذه الصلاة. والسبب هو عدم المبالاة باظهار الشرائع حتى غيبت عن الناس ويبدأ الامر صغيرا حتى يعود كبيرا. ويتأكد ابطال هذا الوات للشرائع في البلاد باعتبار العوالم التي تحيط بها. فمثلا هذه البلاد الفتوى فيها في الامر الظاهر موكولة الى ولي الامر. والمذهب المعتمد في نظام الحكم هو مذهب الامام احمد ابن حنبل رحمه الله تعالى ومخالفة ذلك مخالفة للامر المستقر الذي عقدت عليه الولاية فمن ينشر رسائل تحت ما يخالف مذهب الامام احمد في هذه البلاد يدعو فيها الناس الى امر ما مما يتعلق بهذه الشرائع ظاهرة لا يجوز لان حكم الحاكم يرفع الخلافة عند الاصوليين. وكثير ممن يبعث هذه الرسائل يقر بهذا ويستعمل هذا الدليل في المواضع التي فيها حسب حاجته فاذا جاءت امثال هذه المسائل غاب عنه هذه الاصل مما يفسد دين الناس ويجعلهم يتهاونون في هذه المسائل الشرعية رد على ذلك ان هذه الشرائع بحمد الله هي مما كان مشهورا منشورا وهو ميسور على الناس. فمع شهري ويستهي ينبغي ان ان يحافظ عليه الناس ولو كان الامر مجهولا او قليلا او كان فيهم حاجة وعوز لكان المقال مقالا اخرا. زد على ذلك ان بعض هذه المسائل تتعلق بها وصايا واوقات جعلت مصارفها ممن اوقفها واوصى بها حسب مورد معين فليس للانسان ان يغيرها فاذا اوصى موسى بوقف او مال او غير ذلك ان يضحى له سبع اضحيات عن فلان او فلان او فلان او وجب عليه ان يضحي على الحال الكامل لانها هي التي تبرأ بها ذمته. واما ما عدا ذلك فانه يخاف فيه التبع على الانسان فيما استؤمن عليه وعهد اليه من وصية او وقف او امانة. ومن لطيف ما يذكر ان رجلا كانت عنده وصايا عدة فيما يتعلق بالاضاحي فاخذته في سنة من السنوات فارقة الدعوة الى التبرع الى بعض الجهات لاخراجها في مواطن خارج البلد فقام ذلك الرجل بادائها على هذا النحو. ومع ادائه لها بقيت غصة في نفسه والما في قلبه وتلجلجا ان يكون الا يكون ادى ما عليه. من انه فعل هذا الفعل ولا يدري هل ذبحت هذه الاضاهر عن موتاه الذين اوصوا ام لم تذبح فالمخرج من مثل هذه المعضلات ان يتمسك الناس باظهار الشرائع كما امرت بها الشريعة وما ظاهر هذا تتعدد في الامة ولا تنحصر بما به من زكاة الفطر او صلاة الاستسقاء او الاضاحي لكن المقصود الحرص تنبيه الناس الى الحرص على اظهار الشعائر لان فيها تقوية للدين واعلاء له واستخارا به. واما زوال ذلك من نفوس الناس فهو ومؤذن بزوال ما هو فوقه من دين الله سبحانه وتعالى واذا تهون بشيء استرسل فيما بعده. قال عبد الله ابن مبارك من تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض. ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة اذا استهان الانسان بامور السنن تبعه ذلك الى ان يتهاون بالفرائض. فاذا تهاون في الفرائض حجبت عنه معرفة الله سبحانه وتعالى وخرجت من قلبه نعم احسن الله اليكم. قوله لعن الله من ذبح لغير الله. قال النووي رحمه الله تعالى واما الذبح لغير الله المراد به ان يذبح لغير اسم الله. كمن يذبح للصنم او للصليب او لعيسى او للكعبة ونحو ذلك. فكل هذا حرام ولا اتحل هذه الذبيحة؟ سواء كان هذا الذابح مسلما او نصرانيا او يهوديا نص عليه الشافعي. واتفق عليه اصحاب ابو نافع ان قصد مع ذلك تعظيم المذبوح له غير غير الله والعبادة له كان ذلك كفرا. فان كان الذابح مسلما قبل ذلك صار بالذبح مرتدا. وذكر الشيخ إبراهيم المروزي من اصحاب ذنوب. المبهوذي. احسن الله اليكم وذكر الشيخ إبراهيم المرؤذي من اصحابنا ان ما يوجد المروزي والمربوبي. المروزي نسبة الى والمروذي نسبة الى مرو الروظ فيقال المرغوذي نعم احسن الله اليكم وذكر الشيخ إبراهيم المروذي من اصحابنا ان ما يذبح عند استقبال السلطان تقربا اليه افتى اهل بخارى بتحريمه. لأنه مما لاهل به لغير الله تعالى انه علي شيخنا الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله تعالى وقال شيخ الاسلام في قوله تعالى وما اهل به غير الله ظاهره انه ظاهره انه ما ذبح لغير الله مثل ان يقول هذا ذبيحة لكذا؟ واذا كان هذا هو المقصود فسواء لفظ به او لم يلفظ وهذا اظهر من تحريم ما ذبحه للحم. وقال فيه باسم المسيح ونحوه. كما ان ما ذبحناه متقربين به الى الله كان ازكى واعظم مما ذبحناه للحم وقلنا عليه بسم الله. فإن عبادة الله بالصلاة والنسك له اعظم الاستعانة باسمه في فواتح الامور. فكذلك الشرك بالصلاة لغيره والنسك بغيره اعظم من الاستعانة باسم لغيره في فواتح الامور. فاذا حرم ما قيل فيه باسم المسيح والزهرة فلا ان يحرم ما قيل فيه لاجل المسيح ابو الزهرة لن يحرم. احسن الله اليكم. فلأن يحرم ما قيل فيه لأجل المسيح او الزهرة او قصد به ذلك او لا فإن العبادة لغير الله اعظم كفرا من الاستعانة بغير الله. وعلى هذا فلو ذبح لغير الله متقرب به اليه لا حرم وان قال فيه بسم الله. قوله لعن الله من لعن والديه. قال بعضهم ابى وامه وان عليا وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسب ابا الرجل. فيسب اباه ويسب امه فيسب امه قوله لعن الله من اوى محدثا او ضمه اليه وحماه يروى بفتح الدال وكسرها قوله الله من غير منار الارض قال المصنف رحمه الله يا المراسيم التي تفرق بين حقك وحق جارك فتغير بتقديم او تأخير وفيه جواز لعن انواع لعن انواع الفساق عموما. فاما لعن الفاسق المعين فقيل فقيل يجوز واختاره ابن فقيل يجوز واختاره ابن الجوزي. وقيل لا يجوز اختاره شيخ الاسلام ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيان المعاني التي تضمنها الدليل الثالث في الباب وهو حديث علي لعن الله من لغير الله وابتدأ بيانه بالنقل عن النووي من شرح مسلم مما املاه عليه شيخه عبدالرحمن ابن حسن. لان الكتب كانت قليلة عزيزة. فنقل باملاء شيخه ما سطره ها هنا وكان العلامة حمد بن علي بن عسير رحمه الله تعالى كالابن للشيخ عبدالرحمن بن حسن فانه فتى تجرد للعلم وتغرب فيه بعد وفاة ابيه. فكان الشيخ عبدالرحمن موأله وكهفه الذي ركن اليه. واصل بيتهم. كما اخبرني شيخنا عبدالعزيز ابن صالح ابن مرشد رحمه الله عن شيخه سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله عن ابيه رحمه الله تعالى انه كان من اهل الزلفي. ومات ابوه وهو صغير. فبقي عند امه وكان حريصا على الصلاة مقيما لشعائر الدين. فتغيب برهة من وجه النهار عن الصلاة في جماعة المسجد افتقده بعض صالحي اهل المسجد. فذهب الى بيتهم فسأل امه عنه فقالت لا يغيب عنك ما نحن فيه من ضيق ذات اليد وسوء الحال. وان حمدا يجهز نفسه للخروج الى الكويت. عله ان يصيب شيئا من الدنيا يسد حاجتنا. فقال ذلك الرجل الصالح قال مثله لا يذهب للدنيا ولكنه يذهب لطلب العلم. يذهب للرياض للشيخ عبد الرحمن بن حسن وانا كفيل بما يحتاجه للوصول اليه. وما تحتاجونه انتم وما تحتاجونه انتم فاني اسد حاجتكم فيه. فخرج حمد رحمه الله تعالى وكان فتى صغيرا الى الرياض من الزلفي ولازم الشيخ عبدالرحمن بن حسن وبلغ منه مبلغا عظيما وكان يخاطبه في رسائله اليه بعد انفصاله عنه بعد ان تولى القضاء الى الولد المحب حمد بن علي بن عسير. فكانت عنايته به رحمه الله على ان تجد عالما عظيما وكان ذلك الرجل الصالح الذي لا يعرف الناس اسمه سبب من اسباب انتفاعه بالعلم ونفع الناس بهذا العلم الذي نقرأ اليوم في كتاب من كتبه رحمهم الله تعالى جميعا. فذكر فيما املاه عليه شيخه عبدالرحمن بن الحسن من كلام النووي رحمه الله تعالى ان الذبح لغير الله عز وجل حارة يكون ذبحا لغير لغير الله عز وجل كمن يذبح للصنم او الصليب او عيسى باسمهم كأن يقول اسم عيسى او باسم الصليب ويجعلها ذبيحة لله. والحال الثانية ان يذبحها لغير الله سبحانه وتعالى فكلاهما والفرق بينهما ان الاول شرك في الربوبية والثاني شرك في الالوهية. فالذي يذبح لله فيقول باسم المسيح او باسم زهرة او غير ذلك يكون قد اشرك شركا في الربوبية. هو الذي يذبح اصالة لغير الله سبحانه وتعالى يذبح لصنم او غير ذلك يكون قد وقع في شرك الالوهية كما بينه المصنف فيما بعد ذلك من الكلام هذا وهذا كلاهما شرك اكبر. وذكر المصنف الذبح باسم الزهرة لان الزهرة كوكب يعظمه بعض اهل الافلاك. والفرق بين الامرين ايضا ان الاول شرك في الاستعانة والثاني شرك في العبادة ثم كان فيما نقله النووي رحمه الله تعالى فيما نقله الشيخ حمد عن شيخنا عبدالرحمن عن النووي انه قال وذكر ابراهيم المرهوذي من اصحابنا يعني الشافعية انما يذبح عند استقبال انتخبوا من اليه افتى اهل بخارى بتحريمه. اي اذا طلع السلطان وبان لهم فذبحوه حين اذ انه حرام بانه مما اهل لغير الله به. قال الشيخ سليمان ابن عبد الله في تيسير العزيز الحميد. وهي من بدائع افاداته قال قلت ان كانوا يذبحونه استبشارا كما ذكره الرافعي فلا تدخلوا في ذلك. وان كانوا يذبحونه تقربا اليه فهو داخل في الحديث. انتهى كلامه. فالذبح لطلعة السلطان ان كان فرحا بعودته من طول غيبة لمرض او نحوها فهذا لا يكون من هذا الجنس. وان كان يذبح تقربا اليه فهو مما يدخل في قوله لعن الله من لغير الله ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى تفسير قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من لعن والديه قال بعضهم اباه وامه وان وان علي يعني ارتفعا ولو جدا او جده فسره النبي صلى الله عليه وسلم بان يسب ابا الرجل فيسب اباه ويسب امه فيسب امه. وهذا البعض الذي ذكره هو المناوي ذكره في فيض القدير او في التيسير بشرح الجامع الصغير في احد كتابيه قال الشيخ بعد نقله ما تقدم فاذا كان هذا حال المتسبب. فما ظنك بحال المباشر؟ لان الذي يباشر باللعن لوالديه اعظم حالا ممن يتسبب في ذلك. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان قوله صلى الله عليه وسلم لعن الله من اوى محدثا اي ضمه اليه وحماه. يروى بفتح الدار وكسرها. فتكون الرواية لعن الله من آوى محدثا ولعن الله من آوى محدثا فكلاهما روايتان جاء بهما الحديث قال الشيخ سليمان ابن عبد الله رحمه الله تعالى في تيسير العزيز الحميد قلت الظاهر انه على الرواية الاولى يعم المعنيين. لان المحدث اعم من ان يكون بجناية يعني الكسر لان المحدث اعم من ان يكون بجناية او ببدعة في الدين بل المحدث بالبدعة في الدين شر من المحدث بالجناية. فايواؤه اعظم اثما. ولهذا عده ابن القيم في كتاب الكبائر هذا في هل هو احداث بالجناية او احداث البدعة في الدين؟ وذلك في رواية الكسر فذكر انه يعم المعنيين. ثم قالوا لهذا عده ابن القيم في كتاب الكبائر. وقال من اللي قال ابن القيم باي كتاب؟ الكبائر. هذه الكبيرة تختلف مراتبها باختلاف مراتب الحدث في نفسه فكلما كان الحدث في نفسه اكبر كانت الكبيرة اعظم انتهى كلامه. وكتاب الكبائر كتاب لا نعرف له خبرا اليوم وحدثني شيخنا محمد بن سليمان ابن جراح فقيه الكويت في زمانه انه رأى نسخة منه في من لديه في مكتبة شيخه عبد الله ابن خلف ابن يحيان الحربي رحمه الله المتوفى سنة تسعة واربعين ثلاث مئة بعد ثم فقد هذه النسخة بعد وفاة القيم على المكتبة بعد الشيخ عبد الله وهو ابن اخته الشيخ احمد الخميس رحمه الله تعالى فبقيت مدة مضيعة حتى جمع الله شتاتها بعد اكثر من عشرين عشرين سنة من القيم وبعد نحو سبعين سنة وستين سنة من وفاة صاحبها وضاعت بذلك كتب كان من انفسها هذا الكتاب كتاب الكبائر لابن القيم فانه كتاب نقل عنه جماعة منهم ابن النحاس بتنبيه الغافلين ومنهم المصنف ها هنا فان المصنف نقل بما يدل على ان النسخة كانت في نجد ثم نقلت نقلت الى الكويت عند الشيخ عبد الله بن خلف وهذا الاصل في كتب الشيخ عبد الله خلف انها جاءت من قبل نجد ثم ضاعت فيما ضاع من الكتب الا ان يأذن الله عز وجل اظهارها وحفظها وهو المرجو المؤمن من سبحانه وتعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان معنى لعن الله من غير منال الارض قال المصنف هي المراسيم التي تفرق بين حقك وحق جارك فتغيرها بتقديم او تأخير. المقصود من مراسيم المعالم. التي تبين حدود وكانوا يضعون في ذلك اوكادا او حبالا او صخرا متميزا من الارض او غير ذلك وهذا المعنى قد ضعف اليوم فيما صار عليه من تخطيط البلدان بالتخطيط البلدي الذي لا يحتاج الى هذه عادته فاذا وجد التخطيط البلدي في المخططات المحفوظة في الجهات الرسمية اغنى عن هذه المعالم ولم يكن من هذا القبيل الا ان ان يكون في بلد لم يخطط على هذا النمط فان الحكم باق. فلو غير احد المعالم اليوم في الرياض لم تكن العبرة بها لان التخطيط البلدي للمدينة متكامل وكل خطة فيها تعلم مواضع الاراضي وملاكها منها ثم ذكر الشارف رحمه الله تعالى ان فيه جواز على انواع الفساق عموما بذكر جنس ذنبه لعن الله من لعن والديه لعن الله من ذبح لغير الله فاما لعن الفاسق المعين المراد به المحدد المبين بذاته فقيل يجوز واقتربوا الجوز وقيل لا يجوز واختاره شيخ الاسلام وهو اصح القولين لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وانزال وانزال الله عليه ليس لك من الامر شيء. نعم. احسن الله اليكم قوله في ذباب اي من اجله بسببه قوله فدخل النار. قال المصنف رحمه الله تعالى وفيه ان الذي دخل النار مسلم. لانه لو كان كافرا لم يقل دخل النار في ذباب قوله فضربوا عنقه. قال المصنف رحمه الله وفيه معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين كيف صدر عن القتل ولم يوافقهم على طلبتهم؟ مع كونهم لم يطلبوا الا العمل الظاهر ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة فهي من يتعلق بالدليل الرابع وهو حديث الذباب المشهور وذكر ان قوله في ذباب اي من اجله وبسببه لان في تجيء سببية. ومن اشهر مواضعها في الحديث النبوي حديث الهرة في صحيحين وفيه دخلت النار دخلت امرأة النار في هرة يعني بسبب هرة حبستها الحديد ثم قال قوله دخل النار قال المصنف فيه ان الذي دخل النار مسلم لانه لو كان كافرا لم يقل دخل النار في ذباب الاصل نجاة المسلم من النار فلما عدل عن ان جاءه منها الى ادخاله فيها علم انه كان مسلما. قال قوله فضربوا عنقه. قال المصنف وفيه معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين كيف صبر على القتل ولم يوافقهم على طيبتهم؟ اي ما التمسوه منه؟ مع كونهم لم يطلبوا الا العمل الظاهر اي لم يطلبوا منه الا ذبابا فكان يمكنه ان يوافقهم بان يذبح ذلك الذباب مع بقاء قلبه مطمئنا بالايمان لكن انه اخذ بالعزيمة ولم يرضى بان يقدم شيئا مع اطمئنان قلبه بتوحيد الله سبحانه وتعالى. واما الاخر فانه اظهر الموافقة لهم. فانه لما قيل له قرب قال ليس عندي شيء اقرب. فقال له قرب ولو ذبابا فقرب ذبابا فخلوا سبيلهم فهو فعل ذلك الفعل لا على ارادة ان جاء نفسه من القتل بل وافقهم في ارادة التقرب الربا بذباب وهذا يبين منزلة الشرك في قلوب اهله فانهم يعرفون ان المقصود من الشرك حصول القربة القلبية والرغبة الى المعظم عندهم. فانهم لا ينتفعون من الذباب بشيء لا بلحم ولا بدم ولا بغيره. وانما عطف قلوب الخلق على تعظيم هذا الاله حتى يعظموه ويألفوا ثم يزيد بعد ذلك فيما يقدمونه من القرابين من القرابين له. وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب وبها نستكمل درس هذه الليلة ونرجو درس قواعد الاصول الجامعة الى الاسبوع القادم باذن الله تعالى