السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل طلب العلم من اجل القربات وتعبدنا به طول الحياة الى الممات اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم ما عقد مجالس التعليم وعلى اله وصحبه الحائزين مراتب التقديم. اما بعد فهذا الدرس العاشر لشرح التاسع من برنامج التعليم المستمر في السنة الرابعة ثلاث وثلاثين بعد الاربع مئة والالف واربع وثلاثين بعدا اربع مئة القلب وهو كتاب ابطال التنديد للعلامة حمد بن علي بن عتيق رحمه الله. فاليه الدرس السابع بشرح الكتاب العاشر وهو القواعد والاصول الجامعة للعلامة عبدالرحمن ابن ناصر ابن سعدي رحمه الله فقد انتهى من البيان في الكتاب الاول منهما الى قوله باب قول الله تعالى حتى اذا خزع عن قلوبهم نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد احسن الله اليكم قال الشيخ حمد بن علي بن علي بن عتيق رحمه ابن عتيق رحمه الله تعالى في من كتابه ابطال التنديد باختصار شرح كتاب التوحيد باب قول الله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير. قال الشارح رحمه الله تعالى اراد المصنف رحمه الله بهذه بيان بيان حال الملائكة الذين هم اقوى واعظم من عبد من دون الله. فإذا كانت هذه هيبتهم من الله وخوفهم منه فكيف يدعوهم احد من دون الله؟ واذا كانوا لا يدعون فغيرهم اولى. واذا كانوا لا يدعون عون فغيرهم اولى. ففيه رد على جميع فرق المشركين الذين يدعون مع الله من لا يدان الملائكة. في صفة من صفاتهم تقدم ان امام الدعوة رحمه الله تعالى شرع قبيل بابين في مقصد اخر من مقاصد كتاب التوحيد وهو بيان التوحيد وكان البرهان المذكور في الباب السابق هو بيان قدرة الخالق وعجز المخلوق وتأتي الترجمة التي تلته موافقة له في المقصد فمقصود هذه الترجمة تأكيد قدرة الخالق وعجز المخلوق. لكن من وجه اخر وهو متعلق بالملائكة المقربين. فاذانة عجزهم واظهار قدرة الله عز وجل مقابلهم تعريف لاستحقاق الله عز وجل وحده العبادة. وانها لا تجعل لغيره مهما بلغت قدرته وعظمت رتبته فانه امام قدرة الله سبحانه وتعالى عاجز ضعيف والفرق بين الترجمة السابقة وهذه الترجمة مع اتحادهما في اقامة برهان قدرة الخالق وعجز المخلوق من وجهين. احدهما ان الترجمة تتعلق بمخلوق ارضي بين عجزه وهو النبي صلى الله عليه وسلم والاوثان المعبودة من دون الله. وهذه الترجمة تتعلق مخلوق سماوي وهم الملائكة والوجه الاخر ان الترجمة السابقة فيها بيان عجز مخلوق معظم عند المسلمين وهو محمد صلى الله عليه وسلم. ومخلوق معظم عند المشركين. وهي اوثانهم وهذه الترجمة تتعلق بمخلوق معظم عند الطائفتين. فان الملائكة مما يعظمه المسلمون والمشركون وكانت المشركين اناس يتخذون الملائكة المقربين الهة من دون الله سبحانه وتعالى بفرط تعظيمهم واجلالهم لهم. فاتفقت الترجمتان الترجمتان في نصب برهان من براهين التوحيد وهو بيان عجز المخلوق وقدرة الخالق وافترقتا في مولده على الوجه الذي تقدم انفا. وينطوي في ذلك ما ذكره الشايب وهو الشيخ سليمان من انه اذا بين حال الملائكة الذين هم اقوى واعظم من عبد من دون من دون الله وانهم يهابون الله ويخافونه فكيف يدعون من دونه؟ فغيرهم اولى الا يدعى من دون الله عز وجل ففيه رب على جميع المشركين الذين يدعون مع الله من لا يداني الملائكة بصفة من صفاتهم. نعم. احسن الله واليكم قوله فزع اي زال عنها الفزع قاله ابن عباس وابن عمر وابو عبدالرحمن السلمي والشعبي والحسن وغيره والمراد الملائكة كما اختارهم الجرير. قال ابن كثير وقال ابن كثير وهو الحق الذي لا مرية فيه هذا مقام رفيع في العظمة وهو انه تعالى اذا تكلم بالوحي فسمع اهل السماوات كلامه والعذب من الهيبة حتى مثل الغش الملخص. قوله خضعنا ذكر المصنف رحمه الله تعالى فيما سلف من قوله بيان ما يتعلق بالدليل الاول في هذه الترجمة وهو قوله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم الاية فذكر ان معنى فزع على من قرأ هذه القراءة فانزال عنها الفزع بعد هجومه عليها. قاله جماعة من الصحابة والتابعين منهم ابن عباس وابن عمر وابو عبدالرحمن السلمي والشعبي والحسن يعني البصري وغيرهم ثم ذكر ان هؤلاء الذين يفزع عن قلوبهم هم الملائكة كما اختاره ابن جرير في تفسيره ذهب اليه ابن كثير فقال وهو الحق الذي لا مرية فيه المقطوع به ان المذكورين في قوله تعالى حتى اذا فزع عن قلوبهم هم الملائكة وفيه اثبات القلوب لهم. ثم قال وهذا مقام رفيع في العظمة. وبين وجهه بقوله وهو انه تعالى اذا تكلم بالوحي فسمع اهل السماوات كلامه يعني من الملائكة ارعدوا من الهيبة اي اخذتهم هيبة الكلام فارتعدوا واضطربوا لجلالته. حتى يلحقهم مثل الغشي. اي حتى كأنما وقع بهم غشي ذهلوا به. فاذا ازل عنهم ذلك الفزع ارتفع عنهم ما لحقهم. فقوله ملخص اي هذا كلام ملخص فهو اشارة الى الاختصار فيما تقدم وهي من عادة اهل العلم فربما نقلوا كلاما ثم قالوا مختصر او ملخص يعنون ان المذكور انفا هو كلام مختصر عن من نقل عنه ويفعل النسائي هذا كثيرا في سننه فانه ما اسند حديثا ثم قال مختصر اي ان الحديث يروى اطول مما ذكر الا انه اختصر منه القدر الذي يحتاج اليه في الباب. نعم. احسن الله اليكم قوله خضعنا. قال الحافظ بفتحتين من وفي رواية بضم اوله وسكون ثانيه مصدر اي خاضعين لقول الله تعالى قوله ينفذهم ذلك بفتح التحتية بفتح التحتية وسكون النون وضم الفاء والذال المعجمة. اي يخلص ذلك القول ويمضي في قلوب الملائكة الملائكة قوله فيسمعها مفترق السمع وفي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها مرفوعة ان الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الامر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوصله الى الكهان كيف يكذبون معها مائة كذبة من عند انفسهم. قال الشارح رحمه الله تعالى فظاهر هذا انهم لا يسمعون كلام ان الملائكة الذين الذي الذين في السماء الدنيا وانما يسمعون كلام الملائكة الذين في السحاب انتهى وليس كما قال فان هذا الحديث انما دل على انهم يسمعون من الذين في السحاب وسماعهم منهم لا ينفي سماعه من الذين في السماء الدنيا بل سماعهم منها دل عليه دليل اخر وقد قال تعالى وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين. وقال الا من كيف المخطفة فاتبعه شهاب ثاقب. وقال تعالى اخبارا عنهم ما اسم السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا السمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا وصدى. والشهب انما يرمى بها من السماء لا من فالحق ان يقال انهم كما يسمعون من ملائكة السماء فكذلك يسمعون من ملائكة السحاب ولا بين الامرين قوله فحرفها بحاء مهملة وراء مشددة وبدد اي فرق وقوله فيكذب معها ان يكذب الكاهن او الساحر مع الكلمة او يكذب الشيطان مع الكلمة التي سرقها. وكذبة الكاف وسكون الذال قول فيقال فيقال اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا لفظ الحديث يوم كذا كذا وكذا قوله فيصدق بتلك الكلمة. قال المصنف وفيه قبول النفوس للباطل. كيف بواحدة ولا يعتبرون بمائة كذبة. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة البيان المناسب لمعاني الدليل الاخر من ادلة الباب وهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر في السماء الحديث رواه البخاري في صحيحه فكان مما ذكره قوله خضعانا قال الحافظ يعني ابن حجر العسقلاني فهو مصطلح على هذا المعنى في مقدمة كتابه انه اذا اطلق الحافظ فمراده به ابن حجر العصقلاني ومراده به ابن حجر العسقلاني وغلب هذا عند المتأخرين انهم اذا قالوا قال الحافظ يريدون ابن حجر رحمه الله الله تعالى فقال الحافظ في فتح الباري بفتحتين من الخضوع اي بفتحة على الخاء والظاء قد خضعان. وفي رواية بالضم اوله وسكون ثانيه مصدر اي خضعانا. فتكون فيه روايتان بالفتح للاول والثاني وبضم اوله وسكون ثانيه خضعان خضعانا ثم بين معناه فقال اي خاضعين لقول الله تعالى فهم متصفون خضوع والخضوع من العبادات التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها. واصل الخضوع في ام العربي تطامن الشيء؟ فقوله تعالى فلا تخضعن بالقول اي لا تتطامن به. فيطمع الذي في قلبه مرض وهو نوعان احدهما خضوع كوني قدري يعم كل مخلوق الاخر خضوع ديني شرعي يختص المؤمنين. فيقع عبادة الوجه الثاني دون الاول. وحقيقته شرعا الانقياد لله وطاعته. الانقياد لله وطاعته. وهذا انقياد مولده اصله اللغوي وهو التضامن. فان من انقاد لله فقد تطامن له وقوى تضامنه بطاعته سبحانه وتعالى. ثم بين الشارخ ان قوله ينفذهم ذلك بفتح التحتية يعني الياء وسكون النون وضم الفاء المعجمة اي يخلص ذلك القول ويمضي في قلب الملائكة اي يسري فيهم كما يسري الضياء في الغرفة المظلمة لذا دخل فيها. ثم بين رحمه الله تعالى محل استراق الجن للسمع واورد حديث عائشة مرفوعا ان الملائكة تنزل في العنان وهو الحديث وبنى عليه الشارح وهو الشيخ سليمان ان ظاهره انهم لا يسمعون كلام الملائكة الذين في السماء الدنيا وانما يسمعون كلام الملائكة الذين في السحاب. فاستراق السمع وفق ما اختاره العلامة سليمان ابن عبد الله يكون مما يجري من كلام الملائكة في السحاب وتعقبه المصنف رحمه الله تعالى فاحسن اذ قال وليس كما قال فان هذا الحديث انما دل على انهم يسمعون من الذين في السحاب وسماعهم منهم لا من الذين في السماء في السماء الدنيا بل سماعهم منها دل عليه دليل اخر حتى قال فالحق ان يقال انه كما يسمعون من ملائكة السماء فكذلك يسمعون من ملائكة السحاب ولا تنافي بين الامرين. انتهى كلامه وهو الحق الحقيقة ان استماع الجن للملائكة يكون لمن كان منهم في السحاب ولمن كان منهم في السماء الدنيا وهذا من المواضع التي تعقب فيها المصنف رحمه الله تعالى الشارح فلم يكن كتابه كما يتوهم اختصارا محضا بل كان له فيه رحمه الله تعالى صنعة حسنة بحسن ما اقتصر عليهم من الاختصار مع زيادات من جملتها ما تعقم به الشارع في مواضع هذا احدها وكتاب تيسير العزيز الحميد بمنزلة الاصل الذي اقيمت عليه شروح كتاب التوحيد ومن الموارد النافعة ان يعمد الى تعقبات كبار شراح كتاب التوحيد على الشيخ سليمان ابن عبد الله فتخص دراسة مفردة ومقدمهم في ذلك صاحب فتح المجيد ثم الشيخ حمد ابن عتيق ثم الشيخ عبدالرحمن ابن قاسم فعل هؤلاء الثلاثة يدور التعقب لمواضع في كتاب تيسير العزيز الحميد فلو جمعت في صعيد واحد مع ترتيبها ترتيبا زمنيا كما ذكرنا اذا كان في ذلك نفع عظيم ثم ذكر الشارف رحمه الله ان قوله فحرفها بحاء مهملة وراء مشددة وبدد اي فر ومعنى فحرفها يعني امالها. مبينا صفة كون الشياطين بعضهم فوق بعض. فلم يده قائمة هكذا وانما امال يده. ثم مع امالتها بدد بين اصابعه بمنزلة الدرج الذي يرقى عليه ومن لطائف الاشارات ما تقدم ذكره في بعض المجالس والمقامات ان ايقاع لافتراقه المستمع على هذه الصفة فيه اشارة الى بطلان حالهم. لان الباطل لا يكون الا مائلا. والحق هو الذي يكون مستقيما فلم يكن استراقه السمع بقيامهم بعضهم فوق بعض على صفة قائمة وانما وقعت على صفة مائلة اشارة الى الحال المناسبة للبطلان. ثم بين رحمه الله تعالى ان معنى يكذب معها اي يكذب الكاهن او الساحر مع الكلمة. التي استرقت من السماء او يكذب الشيطان مع الكلمة التي تراها فيجوز ان يكون الكاذب هو الكاهن ويجوز ان يكون الشيطان المبلغ له. ثم بين ان كذب بفتح الكاف وسكون الدال والمراد بها المرة لا الهيئة. لان فعله للمرة وفعله هيئة ثم بين ان قوله فيقال وليس لقد قال لنا يوم كذا وكذا لفظ الحديث يوم كذا وكذا كذا وكذا فان امام الدعوة رحمه الله تعالى بيض في هذا الموضع فالمثبت في نسخة بخطه فيقال اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا؟ ثم بياض ثم بعدها تمام الحديث فيصدق بتلك الكلمة. فوقع بياضا في النسخة التي وقف عليها الشيخ سليمان ابن عبد الله وشرحها ووقف تلميذه الشيخ عبد الرحمن ابن حسن على نسخة اخرى من كتاب التوحيد بخط المصنف اثبت فيها ذلك فيقال اليس قد قال لنا يوم كذا وكذا؟ كذا وكذا هكذا هو بخط المصنف نفسه في نسخة من كتاب التوحيد نقلها عنه تلميذه عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد. وسبق ان ذكرت في بعض المجالس ان من اراد ان يميز متن كتاب التوحيد فلا غنى له عن ملاحظة ثلاثة نقلوا عن نسخ من كتاب التوحيد بخط المصلي في نفسه. وهم الشيخ سليمان ابن عبد الله في تفسير العزيز الحميد والشيخ عبد ابن حسن في فتح المجيء والشيخ عثمان ابن منصور في فتح الحديد فهذه الشروح الثلاثة فيها اصحابها عن نسخ بخط المصنف الشيخ محمد بن عبد الوهاب فيقولون في نسخة بخط كذا وكذا. فيميز بها نص كتاب التوحيد ويحقق متنه. ومن هذا نسخة بخط ابن شحيم من تلاميذ تلاميذه فانه وقف على نسخة من كتاب التوحيد بخط المصنف فاثبت في في نسخته ما وقع بخط المصنف عما قال فنسخته التي نقلها عن شيخه عبدالرحمن بن حسن. وكانت نسخة بن شحيم محفوظة في مكتبة الرياظ العامة المسماة بمكتبة دخلة ثم صارت نسيا منسيا وفقدت الله اعلم اين زالت لكن يوجد منها نسخة مصورة. نعم. ثم قال قوله فيصدق بتلك الكلمة قال المصنف يعني صاحب كتاب التوحيد وفيه قبول النفوس للباطل. كيف يتعلقون بواحدة؟ اي بكلمة واحدة ولا يعتبرون بمائة كذبة اي كيف لا يكون لهم تمييز بين الحق والباطل فان الحق كلمة والباطل مائة كلمة وانما قبلت النفوس ذلك لجهلها فانه مع الجهل يروج الباطل على الخلق وفي وصية علي ابن ابي طالب لكمير ابن زياد عند ابي نعيم الاصبهاني وغيره باسناد لا بأس به انه قال الناس ثلاثة علموا رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج الرعاع اتباع قل لنا عقل فمن لم يكن عالما ولا متعلما على سبيل نجاة فانه يقبل الباطل وهؤلاء هم الهمج الرعاع وهم اكثر سواد اهل الارض وهم المسمون بالدهمان وانما سموا الدهماء لان اصل الدهم هو تغطية فاكثر من يغطي الارض هو الهمج الرعاع والعاقل في الناس قليل ولا يتم العقل الا بالعلم فلا ينجو من البعض الا من كان عالما ربانيا او كان متعلما على سبيل نجاة. واذا فقد العلم وقع الناس في الباطل وهذا مما يبين جلالة العلم وشدة حاجة الناس اليه. وانه لا يرتفع عنهم الباطل ولا الحق فيهم الحق الا اذا وجد فيهم العلم. واما اذا فقد فيهم العلم فان الباطل لا يتميز عن غيره. واعتبر هذا بحال المسلمين اليوم تجد صدق ذلك فان الناس صاروا يضربون في اودية من الباطل يظنون انها الحق يتعلقون بها بجهلهم بدين الله سبحانه وتعالى. فاذا جهل الناس دينهم راد عليهم الباطل. واشربت قلوبهم محبتهم ورضوا به وانما ينزع عنهم الباطل بنور العلم. فاذا اشرقت انوار العلم وملأت الاكوان اندفع البعض عن الناس وتقدم ما ذكرت لكم من قول الزهري رحمه الله تعالى احد التابعين انه قال كان من مضى من علمائنا يقولون التمسك بالسنة نجاة ونعش العلم ثبات وان العلم يقبض قبضا سريعا ونعش العلم بقاء الدين والدنيا وموت فقد العلم ذهاب ذلك كله فاذا فقد العلم انتشر الباطل وراد وذهب الدين والدنيا. وهذا ظاهر في حال اليوم في ذهاب دينهم ودنياهم لذهاب العلم منهم. واذا فقد العلم من من بلدة وترعرع فيها الجهل غلب على اهلها الباطل. وليس المقصود بالعلم القراءة والكتابة. وانما المقصود بالعلم ادراك خطاب الشرع. فان بعض الشرع وادراكه هو الذي يميز الناس به الحق من الباطل. واما ان يكون احدهم عارفا بالقراءة والكتابة فليس هذا مراد وكم من عارف بقراءة والكتابة يروج عليه الباطل ويدعو اليه وانما ينجو من ذلك من جعل الله له علما بما جاء في القرآن والسنة وقليل علم مع صلاح النيات يقيم الدين والدنيا وجهل بالعلم مع اعلى الشهادات يفسد الدين والدنيا فاذا كان الانسان موشحا بشهادة اكاديمية تبين سعة اطلاعه في علم دنيوي او منسوب الى الشريعة لكنه على الحقيقة جاهل بها فهذا لا ينفعه شيئا. ومثل هذا القول مما يشد به العبد عزمته في ابتغاء العلوم الموصلة الى الله سبحانه وتعالى. ليهتدي بها في صحراء التيل ويعينه الله بذلك على التمسك بدينه لانه اذا فقد صار نهبة للاهواء والاراء. فتطوح به تارة يمنة وتارة. شمالا العاقل لا يرضى بان يكون العوبة في ايدي ابناء الزمان. رفعة لنفسه ولا يمكنه ان يحفظ نفسه الا بالعلم فلا يزهدن احد في العلم. بل يتأكد اعظامه واجلاله والرغبة فيه في ازمنة فتن فلا يقي من الفتنة الا العلم. واول فتنة وقعت في الارض بفقد العلم. واخر فتنة تقع في الارض انما تدفع بالعلم فاول فتنة فتنة قوم نوح في المعظمين منهم. ففي حديث ابن بريج عن عطاء عن ابن عباس البخاري فلما نسخ العلم وفي رواية تشويهني فلما نسي العلم عبدوهم من دون الله. فوقعوا في الشرك لفقد العلم واخر فتنة وهي فتنة الدجال انما ينجي منها واعظم فتنة انما ينجي منها العلم ابي داوود من حديث عمار ابن ياسر باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا سمع احدكم بالدجال فلينأى عنه فان الرجل يأتيه يرد عليه فيتبعه لما يرى من الشبهات. فيفقد العلم الذي يمتنع به من معرفة الدجال فيتابعه وفي الصحيح في قصة الشاب الذي يشقه الدجال شقين ويمشي بينهما ويحييه فيقول مددت فيك الا يقينا انت الدجال الذي اخبر عنك الرسول صلى الله عليه وسلم فقوله ما ازددت فيك الا يقينا مع قوله انت الدجال الذي اخبر عنك الرسول صلى الله الله عليه وسلم فيه اعلام بان الذي انجاه من ذلك هو العلم. نعم. احسن الله اليكم قوله ابن سمعان بكسر السين قوله رجفة بالرفع اي اصابت السماوات منه رجفة قوله او قال رعدة شك هل قال النبي صلى الله عليه وسلم رجفة او رعدة. وهي بفتح الراء قوله صاعق وخر ان يقع ان يقع منهم الصعوق وهو الغشي الصعوب. ان يقع منهم الصعوق وهو الغشي وهو الغش والسجود. قوله فيكون اول من يرفع رأسه جبريل روى ابن جرير وابو الشيخ عن علي ابن الحسين قال اسم جبريل اسم جبريل عبدالله وفي الحديث العلوم واثبات الكلام. وان لله وان لله صوتا يسمعه من شاء من خلقه. يسمعه من شاء من القه خلافا للجهمية النفاة. الجهمية النافية. احسن الله اليكم. خلافا للجهمية النافية ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيان الدليل الثاني من ادلة الباب وهو حديث النواس رضي الله عنه رواه ابن ابي عاصم في كتاب السنة وغيره واسناده ضعيف. وفيه قوله ابن استمعان بكسر السين. وتفتح ايضا فيقال ابن سمعان وابن سمعان والفتح اشهر ثم قوله رشة للرفع اي حكمها الرفع ومعناها كما قال اي اصابت السماوات في اي اصابت السماوات منه رجفة. فترتجب السماء اي تهتز. قوله او قال رعدة شكها قال النبي صلى الله عليه وسلم رجبة او رعدة وهي بفتح الراء اليهما. والرجفة والرعدة كلاهما اضطراب الاضطراب والابتزاز موجب لمعنى الرجفة والرعدة. ثم بين ان قوله صعقوا وخروا اي يقع منهم وهو الغشي والسجود والسجود معنى زائد عن الصعب وانما متعلقه غرورهم بعد صعقهم الصعق هو الغشي اي كانما مسهم شيء لحقهم به الغشي. فخروا ساجدين لله سبحانه وتعالى. ثم قال فيكون اول من يرفع رأسه جبريل. روى ابن جرير صاحب التفسير المعروف وابو الشيخ وهو ابو الشيخ ابن حيان الاصبهاني وله تفسير ايضا عن علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب احد اعيان التابعين انه قال اسم جبريل عبدالله وتمام الاثر وسموم ميكائيل عبيد الله. واسم اسرافيل الرحمن واسم اسرافيل عبدالرحمن وكل شيء راجع الى ايل فهو معبد لله وكل شيء راجع الى قيل فهو معبد لله واسناده وهذا تفسير للغة السريانية ان جبريل واسرافيل وميكائيل تقع فيها على المعاني المذكورة. ومثل هذا لا يقال انه ضعيف لارساله لان له حكم الرفع ان هذا من تفسير اللغة. المعروف بالترجمة. فيكون استفاده من لسانهم. ثم ذكر الشارح ختما ان في الحديث اثبات العلو لله سبحانه وتعالى واثبات الكلام له عز وجل وهاتان الصفتان الاختياريتان المتعلقتان بمشيئة الله سبحانه وتعالى بقدرته من اكثر الصفات التي تتابعت الادلة القرآنية والحديثية على اثباتهما وكثير ممن تكلم في تأويل الصفات امتنع من تأويل هاتين الصفتين في ظهور دلالتهما في ظهور ثبوتهما من ادلة الكتاب والسنة. وقدماء المؤولة لا على تأويل جميع الصفات بل منهم من يثبت صفات نفاه المتأخرون كاثبات صفة العلو او اثبات صفة اليد او اثبات صفة الوجه او غير ذلك من الصفات. وفي اذكياء علماء الماتوردية اليوم رجل صنف كتابا كبيرا في اثبات العلو واليد والرد على الماتوريدية في تأويلهما مع ان التأويل هو الاصل الذي يتولاه ويعتد به الا ان اشهار المتعلقة بالصفتين المذكورتين في القرآن والسنة منعه من قبول قولهم في تأويلهما فهو يعد من محقق علم الاعتقاد وفق مذهب الماثوليدية. ثم قال وان لله صوتا يسمعه من شاء من خلقه خلافا للجهمية النافية الذين لا يثبتون الصوت لله عز وجل. ويقولون ان الله وتعالى يثبت له الكلام لكن على انه معنى قائم بنفسه سبحانه وتعالى لا بحرف ولا صوت وادلة اثبات الصوت في القرآن والسنة كثيرة. وقوله في حديث باب ضربت الملائكة باجنحتها خضعانا لقوله كانه سلسلة على صفوان الظمأ في قوله كانه يعني ايش؟ كلام الله سبحانه وتعالى والتشبيه متعلق بالسماع لا بالمسموع فهو تشبيه للسماع بالسماع لا للمسموع بالمسموع حديث جرير ابن عبد الله في الصحيحين حديث سعيد بن ابي خالد عن ابي حازم عن جرير بن عبدالله ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم ربكم كما ترون القمر فان التشبيه هنا تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرء المرء وكذلك في صوت الله عز وجل هو تشبيه للسماع بالسماع لا المسموع بالمسموع فهو تشبيه لما يقع في الاذن انه بمنزلة ما يسمعه الانسان على تلك الصفة. ووقع في بعض شروح كتاب التوحيد انه صوت الملائكة وهذا خطأ ممن اثبته بل قال الامام احمد رحمه الله تعالى من زعم انه صوت الملائكة فهو قول الجهمية. فهو قول الجهمية. يجينا واحد من الاخوان يقول معناه الجهمية يشرحوا كتاب التوحيد لان هذا وافق الجهمية هذا من الغلط. ليست الموافقة في شيء موجبة الحاقه به فقد يقع سهوا او غلطا او حتى اختيارا لكنه مفارق لاصول الجهمية او غيرهم من الفرق الضالة فلاجل موافقتهم في فرع من الفروع لا يلحق بهم وانما الشأن في الاصول العظيمة. فلو كان نافيا للصفات او مؤولا لهم ولو كان مستقيم القول في توحيد العبادة فانه مثلهم. اما من بدر منه قول في فرع من الفروع المتعلقة بامر من الامور فهذا لا بهؤلاء ولو كان اختيارا عن علم وعم. اما ما كان عن سهو وجهل فهذا احق بالعذر وباب الاعتقاد باب عظيم لا يكاد يخلو احد من الناس من الغلط فيه. ومن اراد ان يطلب عالما ليس له غلط في الاعتقاد انه لا يكاد يجده بعد القرون الفاضلة والائمة الكبار. بل ليس احد من القرون المتوسطة الى يومنا هذا الا ويوجد في كلامه غلط في هذه الابواب لان الكمال لله سبحانه وتعالى. نعم. احسن الله اليكم باب الشفاعة قوله وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم وقوله ليس لهم من دون نعم وبعدها اي بيان المثبت منها والمنفي. في نسختنا هذه اي بيان المثبت منها والمنفي. في احد مع نسخة غير نفس الصدمة هذي غيرها اين الصادمين القديمة ايه مثبت كذلك اي بيان مثبت منها انتم اثبتوا هذه الجملة باب الشفاعة اي بيان منها والمنفي اي بيان المثبت منها والمنفي. بعد الترجمة. احسن الله اليكم. قال رحمه الله امام الشفاعة اي باب المثبت المثبت اي بيانه اي بيان مثبت منها والمنفي. عقد المصنف رحمه الله تعالى ترجمة اخرى من التراجم التي قصد فيها بيان براهين التوحيد. فلا يزال القول موصولا عنده باقامة براهين التوحيد. ومن جملتها ان الشفاعة لله عز وجل. فانفراده بملك الشفاعة برهان من براهين توحيده سبحانه وتعالى. والشفاعة عند الله شرعا هي سؤال الشافع للمشفوع حصول نفع له. وسؤال قالوا الشافعي الله حصول نفع للمشفوع له. هو سؤال الشافع الله حصول نفع للمشفوع له. والنفع الحاصل نوعان. والنفع الحاصل نوعان. احدهما جلب خير الاخر دفع شر. احدهما جلب خير والاخر دفع شر. ومحل هذه الشفاعة هو الاخرة. وللشفاعة احكام في الدنيا يذكرها الفقهاء في كتبه لكن الشفاعة المذكورة في كتب الاعتقاد يراد بها الشفاعة التي تكون في الاخرة. وهي كما قال الشارح تنقسم الى نوعين الاول الشفاعة المثبتة وهي المقترنة باذن الله ورضاه الاول الشفاعة المثبتة. وهي المقترنة باذن الله ورضاه والنوع الثاني الشفاعة المنفية. الشفاعة المنفية وهي الخالية من الله ورضاه وهي الخالية من اذن الله ورضاه والاثبات والنفي متعلقه الشافع والمشفوع والاثبات والنفي متعلقه الشافع والمشفوع له معا كيف هالجملة هذي ما معناها ماشي ما حدا فاهم اجمالي ها يعني تثبت له يعني تثبت للشافع وتثبت مشهور وتنفى عن الشافع وتنفى عن المشفوع له يعني الاثبات والنفي يتطرق اليه جميعا مثلا شافع مثبت له الشفاعة مثل الرسول صلى الله عليه وسلم مشفوع له اثبتت له الشفاعة ايش ابن ابي عمه ابو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ابو طالب. او مثلا فعلت الكبائر من المسلمين. طيب شافع منفي عنه ايش؟ الالهة الباطلة الهة المشركين الباطلة مشفوع منفي عنه كافرين كفار فتنفى عنهم فالنبي والاثبات متعلقه هذا وهذا. نعم. احسن الله اليكم قوله وانذر به الذي اين يخافون ان يحشروا الى ربهم. وقوله ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. فقولوا وانذر يا محمد بالقرآن الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم. وقوله ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. قال الزجاج الموضع ليس نصب على الحال كأنه قال متخلين من ولي وشفيع. والعامل في يخافون وقال ابن كثير رحمه الله تعالى ليس له من دونه يومئذ شفيع من عذابه ان اراد ان اراد به لعلك لعلهم يتقون فيعملون في هذه الدار عملا ينجيهم من ينجيهم الله به من عذاب يوم القيامة ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة البيان المتعلق بالدليل الاول في الباب وهو قوله تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم. الاية فذكر رحمه الله تعالى في ابتداء بيانه قوله يقول تعالى وانذر يا محمد بالقرآن الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم فالمنذرون هم اولى الناس الانذار لكمال حالهم وهم المؤمنون بالله سبحانه وتعالى فهذه صفتهم فانهم يخافون يوما يرجعون فيه الى الله عز وجل. فقوله رحمه الله وانزل يا محمد تقدم ان هذه الجملة مما شاع وذاع في كلام المفسرين والاولى العدول عنها في مخاطبته صلى الله عليه وسلم بالرتبة الشرعية المجعولة له. وهي الرسالة. فيقال وانذر يا ايها ايها الرسول بالقرآن الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم. نبه الى هذا العلامة عبد الحميد ابن باديس في اخر تفسيره في جزء افرد منه يتعلق بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واعتذر عما بدر منه في اول تفسيره من متابعة المصنفين في التفسير. ثم بين ان قوله ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع. قال الزجاج احد علماء العربية موضع ليس نصب على الحال. اي ان جملة ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع جملة حالية فتقدير الكلام وانذر الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم حال كونهم حال كونهم لا ولي ولا شفيع لهم من دونه. وهذا معنى قوله كأنه قال متخلين من ولي ولا شفيع فهم يخافون ان يردوا على الله سبحانه وتعالى ولا ولي ولا شفيع لهم من دونه. لعلهم يتقون فيعملون في هذه الدار عملا ينجيهم الله به من عذابه يوم القيامة. فهم يخافون ان يلقوا الله سبحانه وتعالى فلا يجد وليا ولا شفيعا. نعم. احسن الله اليكم وقوله لله الشفاعة جميعا بعد قوله ام اتخذوا من دون الله شبعان قل اولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون انكر سبحانه وتعالى عليهم اتخاذ الشفعاء ثم امره ان يقول لله الشفاعة اي هو مالكها فليس لغيره فيها ملك. وله ملك السماوات والارض واليه ترجعون فتعلمون ان من من غير الله فهو خاسر السعي ولا تحصل له. ذكر المصنف رحمه الله تعالى بيان معنى الدليل الثاني من ادلة الباب وهو قوله تعالى قل لله الشفاعة جميعا بعد قوله ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل اولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. فبين بطلان الشفاعة التي يرجونها من شفعائهم بنفي الجهة عنهم اذ قال الله سبحانه وتعالى او لو كانوا لا يملكون شيئا. ثم اكد نفي الملك عنهم بحصد ملك الشفاعة فيه سبحانه وتعالى فقال قل لله الشفاعة جميعا وتقدير الكلام الشفاعة لله وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر فالشفاعة محصورة في الله سبحانه وتعالى لا تكون لغيره فملكها لله وحده وابكد هذا الملك في قوله سبحانه وتعالى جميعا. فنفي ملك الشفاعة عن المشركين في هذه الاية فنفي ملك الشفاعة عن الهة المشركين في هذه الاية وقع بثلاثة وجوه الوجه الاول التصريح بنفيها عنهم في الاية المتقدمة في قوله او لو كانوا لا يملكون ولا شيئا. والوجه الثاني في حصر الشفاعة ملكا في الله في حصر الشفاعة ملكا في الله لقوله لله الشفاعة وتقدير الكلام الشفاعة لله وتقدير الكلام الشفاعة لله. فتأخير ما حقه التقديم دال على الحصر. والوجه الثالث تأكيد ذلك بقوله جميعا. تأكيد ذلك بقوله جميع فاذا كانت لله وحده ولا ملك فيها لغيره فانها لا تطلب من غيره ومن طلبها من غيره فهو خاسر ضال. نعم احسن الله اليكم قوله من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه قال ابن جرير رحمه الله تعالى نزلت لما قال الكفار ما نعبد اوثاننا هذه الا ليقربونا الى الله زلفى. فقال الله تعالى لهما السماوات وما في الارض وتقرر في هذه الاية ان الله يأذن لمن يشاء بالشفاعة وهم الانبياء والعلماء وغيرهم والابن راجع الى الامر فيما نص عليه كمحمد صلى الله عليه وسلم اذا قيل له اشفع تشفع وقوله وكم من ملك في السماوات ذكر المصنف رحمه الله تعالى في الجملة المتقدمة من كلامه بيان معنى الدليل الثالث من ادلة الباب وهو قوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. ناقلا ذلك عن جرير في تفسيره انه قال نزلت اي هذه الاية لما قال الكفار ما نعبد اوثاننا هذه الا ليقربون الى الله زلفى فقال الله تعالى له ما في السماوات وما في الارض وقال سبحانه وتعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه على وجه الاستفهام الاستنكار. فانكر عليهم مقالتهم فيما يدعونه من الشفاعة لالهتهم بانه لا شفاعة لاحد عنده الا باذنه. كما قال تعالى ما من شفيع الا من بعدي اذنه فشفاعة متوقفة على اذن الله ثم قال المصنف وتقرر في هذه الاية ان الله يأذن لمن يشاء بالشفاعة وهم الانبياء والعلماء وغيرهم. والاذن راجع الى الامن فيما نص عليه كمحمد صلى الله عليه وسلم اذا قيل له تشفع فالله سبحانه وتعالى مالك الشفاعة ويجعلها لمن شاء فالانبياء يشفعون والعلماء يشفعون الشهداء يشفعون والافراط يشفعون كما ثبت في دلائل الاحاديث النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن اثبتت له الشفاعة ليس المراد اثبات ملكه لها. وانما اثبات حصوله على الاذن بها نبي والعالم والشهيد والفرط والقرآن لا يملك شيء منهم الشفاعة. وانما يخولون بها بالاذن الذي يجعله الله سبحانه وتعالى لهم. نعم. احسن الله اليكم وقوله وكم من ملك في لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى حيا وكم خبرية ومعناها التكفير وهي في موضع رفع بالابتداء والخبر. لا تغني واذا كانت من شفاعتهم الا بعد اذن الله ورضاه. ان يرضاه اهلا للشفاعة. فكيف تشفع الاصنام لمن عبد لها ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة بانه يتعلق بالدليل الرابع من ادلة الباب وهو قوله تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الاية ناقلا ذلك عن ابي حيانة يعني الاندلس في كتابه البحر المحيط. وهذا الكتاب من احسن كتب التفسير الا انه يستغلق كثيرا على من لم يمارس العربية فهو يستطرد في بيان النحو خاصة فربما انقبض فؤاد قارئه اذا لم يكن مشتغلا بالعربية والا ففيه تحقيق كثير. وكثير من اختيارات ابي العباس ابن تيمية الحفيد في التفسير يوافقه عليها ابو حيانة الاندلسي وكان ممن اجتمع به وله اخذ يسير عنه والمقصود ان كتابه من كتب التفسير النافعة وله فيها نفس يدل على تحقيق وفهم. فكان مما في هذه الاية انه قال كم خبرية ايراد بها الخبر ومعناها التكثير اي في المذكورين الملائكة فكثير من الملائكة وهذا المبتدأ لا تغني شفاعتهم شيئا وهذا الخبر فالملائكة المقربون من الله سبحانه وتعالى لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله. والتفسير هنا اريد به العموم لا يقصد تخلف بعض الافراد وان كثيرا من الملائكة لا تغني شفاعتهم وان منهم من تغني شفاعتهم من دون اذن الله عز وجل بل المقصود بالتكفير ارادة العموم وهذا يقع في القرآن الكثير يطلق ويراد به جميع. ثم قال واذا كانت الملائكة لا تغني شفاعتهم الا بعد اذن الله ورضاه. ان يرضاه اهلا فكيف تشفع الاصنام لمن عبدها؟ فاذا نفيت الشفاعة عن الملائكة المقربين وانهم لا يشفعون الا بعد باذن الله فليس لمن عظم وليس له حظ من التعظيم كالاصنام قدرة على الشفاعة من دون الله سبحانه وتعالى على نعم. احسن الله اليكم قوله قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة من في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما لهم. وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. قال بعض العلماء هذه الآية تقطع عروق شجرة من القلب لمن عقلها. وكلام ابي العباس شيخ الاسلام ابن تيمية الاتي في تفسيرها كاف في بيان مثبت من الشفاعة والمنفي منها. فرحمه الله وعفا عنه. قوله نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون اي في هذه الآية قوله فنفى الله ان يكون لغيره ملك. اي في قوله لا يملكون مثقال ذرة ذرة في السماوات ولا في الارض. قوله او قسطا او قسطا منه. اي من اي من الملك في وما لهم فيهما من شرك. قوله او يكون او يكون عونا لله. اي في اي في قول الله وما له منهم من ظهير. قال ابن القيم في الكلام على الاية وقد قطع الله الاسباب التي يتعلق بها المشركون جميعا قطع يعلم يعلم يعلم من تأمله وعرف انه من اتخذ من دون الله وعرف ان من اتخذ من دون الله وليا فمثله كمثل العنكبوت اتخذت بيتا. وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت انما يتخذ معبوده لما يحصل له به من النفع. والنفع لا يكون الا ممن فيه خصلة من هذه الاربع اما مالكا لما يريد عابده منه فإن لم يكن مالكا كان شريكا للمالك فإن لم يكن فإن لم يكن شريكا له ان كان معينا له وظهيرا فان لم يكن معينا له ولا ظهيرا كان شفيعا عنده. فنفى سبحانه الاربع نفيا مرتبا منتقلا من الاعلى الى ما دونه. فنفى الملك والشركة والمظاهرة مظاهرة والشفاعة التي يطلبها المشرك واثبت شفاعة واثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك وهي الشفاعة بإذنه فهو الذي يأذن للشافع والاذى عندك وهي الشفاعة باذنه. وهي الشفاعة باذنه واثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك الشفاعة باذنه. وهي صاحبة عند لحقوها. وهي الشفاعة باذنه نعم فهو الذي يأذن للشافعي وان لم يأذن له لم يتقدم بالشفاعة بين يديه انتهى قال شيخ الاسلام لما ذكر ايات الشفاعة وهذا الموضع افترق الناس فيه ثلاث فرق احسن الله اليكم الناس فيه ثلاث فرق طرفان ووسط طرفان ووسط. فالمشركون ومن وافقهم من مبتدعة اهل الكتاب ذلك النصارى ومبتدعة هذه الامة اثبتوا الشفاعة التي نفاها الله بالقرآن. والخوارج والمعتزلة انكروا شفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم في اهل الكبائر من امته. بل انكر طائفة من اهل البدع انتفاع الانسان بشفاعة غيره ودعائه. كما انكروا انتفاعه بصدقة غيره وصيامه. فانكروا الشفاعة بقوله قال من قبل ان يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة. وبقوله الظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. واما سلف الامة وائمتها ومن اتبعهم من اهل السنة والجماعة فاثبتوا ما جاءت به السنة. عن نبي الله صلى الله عليه وسلم من شفاعته لاهل الكبائر من امته غير ذلك من انواع شفاعته وشفاعة غيره من النبيين والملائكة وقالوا انه لا يخلد في النار من من اهل التوحيد وقالوا لا يخلد في النار من اهل التوحيد احد. واقروا بما جاءت به من انتفاع الانسان بدعاء غيره وشفاعته والصدقة عنه. بل والصوم عنه في اصح قوله العلماء. كما ثبتت هذه السنة الصحيحة الصريحة وما كان في معنى الصوم وقالوا لان الشفيع يطلب من الله لان الشفيع من الله ويسأله الى ان قال واما من علق قلبه باحد من المخلوقين يرجوه ويخافه وهذا من فهذا من ابعد الناس من الشفاعة. فشفاعة المخلوق عند المخلوق تكون باعانة الشافع للمشفوع له غير اذن المشفوع عنده. بل يشفع اما لحاجة المشفوع عنده واما لخوف منه. فيحتاج ان يقبل شفاعته والله غني عن العالمين كلهم. فما من شفيع الا من بعد اذنه. فهو الذي يأذن للشافع انتهى من الاقتضاء والحاصل ان الشفاعة المثبتة هي التي احسن الله اليكم حاصل ان الشفاعة ثابتة هي التي تطلب من الله بإذنه لمن رضي قوله وعمله والله لا يرضى الا التوحيد والمنفية هي التي تطلب من غير الله او بغير اذنه او لاهل الشرك به. ذكر المصنف رحمه الله تعالى في هذه الجملة بيان معنى الدليل الخامس من ادلة الباب فهو قوله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله الاية وابتدأ ذلك بقوله قال بعض العلماء هذه الاية تقطع عروق شجرة الشرك من القلب لمن عقلها اي تجتث شجرة الشرك من القلب فتقلع جذورها ولا تبقي فيه شيئا لمن عقلها اي لمن ادرك معناها ووجه هذا الاجتفاف ان الاية المذكورة اشتملت على نفي اربعة امور. اولها نفي ملك على وجه استقلاله عن غير الله. نفي ملك شيء على وجه الاستقلال عن غير الله. فقال تعالى لا يملكون مثل قال ذرة في السماوات ولا في الارض. والذرة هي النملة الصغيرة. والثاني نفي وجود شرك للملك لاحد مع الله. نهي وجود شرك في الملك لاحد مع الله فقال وما لهم فيهما من شرك والثالث نفي معاونة احد من الخلق بالله سبحانه وتعالى في الكامل التام نهي معاونة احد من من الخلق لله عز وجل في ملكه الكامل التام كما قال وما منهم من ظهير اي ناصر معين. والرابع نفي شفاعة احد عند الله عز وجل الا من بعد اذنه. نفي شفاعة احد عند الله عز وجل الا من بعد اذنه. فقال ولا الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فلما اجتمعت في هذه الاية نفي هذه الامور الاربعة صارت مجتثة للشرك من القلب فتقلع شجرة الشرك من جذورها ولا تدعها في قرار من القلب. ثم ذكر المصنف ان كلام ابي العباس الاتي بتفسيرها كاف في بيان المثبت من الشفاعة والمنفي منه. محيلا عليه. والعاقل من اهل العلم اذا وجد احدا يكفيه استغنى به وهذا كان دأب السلف رحمهم الله تعالى وعلى رأسهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يتدافعون الفتية والقول في العلم واذا تكلم احد منهم استغنوا بقوله لان المقصود هو براءة الذمة فاذا حصلت براءة الذمة ببيان الحق من متكلم به كان كافيا عن ان يتكلم كل احد وغاب هذا المعنى الشريف عن جمع غفير من الناس فصاروا لا يفهمون بيان الحق والانتصار له الا ان يتكلم كل متكلم من اهله. وهذا من الجهل البالغ بالدين. فان الشريعة جاءت اعظام كف اللسان ولزوم الصمت والاستغناء ببيان الحق في اهله فاذا تكلم احد منهم ولا سيما من خبرائهم كان كافيا عن غيرهم. واما طلب الكلام من كل احد فهذا مخالف الوضع الشرعي وما كان عليه السلف رحمهم الله تعالى فانهم كانوا يكرهون فضول الكلام كما يكرهون فضول النظر. ومن جملة فضول الكلام ان يتكلم الانسان في الحق اذا كان المقام مستغنيا بغيره. فاذا تكلم في ابانة الحق من يوثق بعلمه ويركن اليه كان عن ان يتكلم كل احد واما اللعنعة التي صارت تتجه بها السنة الناس ولا سيما عبر المواقع الحاسوبية في تويتر وفيس بوك فهذا من فتح باب شر عليهم فان من كثر كلامه كثر سخطه ومن كثر سخطه قل حياؤه ومن قل حياؤه ذهبت هيبته كما قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ينبغي ان يعي طالب العلم وملتمسه هذا الاصل وان يكل الامر الى اهله وان يسأل الله عز وجل التوفيق له ولهم وان لا يكون حريصا على الكلام فان السلامة الدينية عند الله سبحانه وتعالى لا يعدلها شيء. ومن الناس من ينسى ان من اكبر مهاوي الردى ان ينظر المرء الى حظه النفسي فان من المتكلمين بالحق من يحملهم على الكلام محبة رؤية انفسهم وان يكون لهم بين اهل العلم مكان مشهود ومقام محمود فيقعون في الرياء فيؤخذون به والعاقل ينأى بنفسه عن ان يكون مصيدا من صيد الشيطان يتلاعب به الشيطان ويزين له الكلام في الحق ليغره بنفسه. فيظن نفسه ناطق بالحق مبينا عنه. وانه اذا سكت ضاع الحق واذا تكلم مقام الحق فهذا من تلاعب الشيطان بالناس وهو كثير. واكثره في المتسرعة لانهم ركنوا الى الدنيا ومال اليها واحب ان يكون لهم فيها مقام. ومنهم من يطلب مقامه عند الحاكم ومنهم من يطلب مقامه عند المحكوم صاحب العلم العارف بالله سبحانه وتعالى لا يرضى بان يكون مائلا لهؤلاء ولا الى هؤلاء بل يدور مع حكمة الشرع ومقصده غايته كيفما دار. ووعي ذلك وادراكه يحتاج الى عمر مديد وعلم شديد. وتوفيق من الله سبحانه وتعالى العلم لا تنفع صاحبها ان لم يكن له عقل رشيد وتوفيق سديد من الله سبحانه وتعالى. فكم من كثير علم حمله على الردى فوقع فيه. وكم من كامل عقل غره عقله فاوقعه في شديد البلاء. فقد ذكر ابن رحمه الله تعالى جماعة من اذكياء الدنيا وعد منهم ابن الرواندي وهو الرجل الذي الف كتابا يعارض به القرآن سماه الدامغ للقرآن الكريم تعالى الله عما يقول ذلك الافاك الاديم. فهذا الرجل كان ذكيا من اذكياء الخلق. ولكن ذكاءه او له الردى وكم من انسان يكون عنده علم كثير لكن علمه يورثه الردى والبلا لاغتراره بنفسه وميله الى وفي الذكر والمنصب والرئاسة والجاه بين الناس حتى يوقعه ذلك في الرياء والتسميع. ومن تدبر حال ما كان عليه الناس من كمل الخلق في القرون السابقة القريبة ومن صار عليه الناس اليوم رأى البون الشاسع بين حالنا وحالهم خرجت مقامات من الكلام في العلم كان الاوائل يذمونها كما يسمونها الان بيان موقف الباحث او في النقد للباحث او الاعراب عن موقفه من قضية كذا وكذا. فكل هذه من المقامات التي كان الاوائل ينعون بانفسهم عنها ويتباعدون منها لانها من حبائل الشيطان ومكائده. واما اليوم فكم من رجل علقت رجله ويده وقلبه في تلك وصار العوبة للشيطان تحت اكذوبة ان يكون له صوت مسموع. وليس المطلوب ان يكون لك صوت مسموع مطلوب ان تكون هاديا الى الله سبحانه وتعالى مهتديا بنفسك؟ وكم من انسان يهدي باشارته؟ وكان محمد ابن واسع رحمه الله على اذا رؤي ذكر الله سبحانه وتعالى وطلبه كتيبة ابن مسلم يوما في معركة فسأل عنه فقال انه وفي ميمنة الصف فنظر اليه واذا هو يرفع سبابته الى السماء فقال لسبابة محمد ابن واسع احب الي من الف سيف لما كان عليه رحمه الله تعالى من كمال الحال فينبغي ان يعتني طالب العلم بتجريد طلبه ومعرفة مقامه بالنظر الى احوال السلف رحمهم الله الله تعالى ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى جملة مما انطوى عليه كلام ابي العباس ابن تيمية رحمه الله الله تعالى في تفسير الاية وهو راجع الى نفي الامور الاربعة المتقدمة من الملك والشرك والعون والشفاعة من دون الله عز وجل ثم نقل عن ابن القيم رحمه الله تعالى كلاما في هذا المعنى وفيه قوله وقد قطع الله الاسباب التي يتعلق بها المشركون جميعها قطعا يعلم من تأمله وعرفه ان من اتخذ من دون الله وليا فمثله كمثل كمثل العنكبوت. اتخذت بيتا وانا اوهن لبيت العنكبوت فالمشرك انما يتخذ معبوده بما يحصل الله به من النفع والنفع لا يكون الا ممن فيه خصلة من هذه الاربع اما مالكا لما يريد عابده منه فان لم يكن مالكا كان شريكا للمالك فان لم يكن شريكا له كان معينا له وظهيرا فان لم يكن له ولا ظهيرة كان شفيعا عنده فنفى سبحانه المراتب الاربع نفيا مرتبا منتقلا من الاعلى الى ما دونه فنفى الملك والشرك والمظاهرة الشفاعة التي يطلبها المشرك واثبت شفاعة لا نصيب فيها لمشرك وهي الشفاعة باذنه فهو الذي يأذن للشافعي وان لم يأذن له لم يتقدم بالشفاعة بين يديه انتهى كلامه. ثم نقل رحمه الله تعالى عن ابي العباس ابن تيمية كلاما من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم. مخالفة الجحيم وهو من احسن كتبه وضعا واكثرها نفعا وتتأكد الحاجة اليه في هذه الازمان التي غلبت فيها اعلام الجاهلية ارتفعت الويتها فكان مما ذكره رحمه الله تعالى ان بين ان الشفاعة مقام افترق فيه الناس ثلاث فرق طرفان ووسط المراد بالوسط العدل الخيار. فبين ان المشركون ومن وافقهم من مبتدعة اهل الكتاب كالنصارى ومبتدعة هذه الامة. اثبتوا الشفاعة التي نفاها الله بالقرآن ومراده بمبتدعة هذه الامة بعض من يتعلق بالمزارات والمشاهد والمقامات التي لا الشفاعة لاهلها ومنهم طائفة اخرى مقابلة لهم وهم الخوارج والمعتزلة الذين انكروا شفاعة نبينا صلى الله عليه في اهل الكبائر من امته بل انكر طائفة من اهل البدع انتفاع الانسان بشفاعة غيره ودعائه الى اخر ما ذكر وبين ان الطرف الاول في الشفاعة هم مثبتتها لمن نفاها الله عنه. والطرف الثاني هم نفاتها عمن اثبتها الله له والوسط بين الطرفين هم الذين يثبتون من اثبت الله له الشفاعة وينفون الشفاعة عمن نفى الله سبحانه وتعالى عنه الشفاعة ثم قال بعد ذلك واما من علق قلبه باحد من المخلوقين يرجوه ويخافه فهذا من ابعد الناس عن الشفاعة فشفاعة المخلوق عند المخلوق تكون باعانة الشافع المشهور له بغير اذن المشفوع عنده بل يشفع اما لحاجة المشفوع عنده ما لخوفه منه فيحتاج ان يقبل شفاعته والله غني عن العالمين كلهم فما من شفيع الا من بعد اذنه فهو الذي يأذن للشافع تقريرا للفارق بين شفاعة المخلوق وشفاعة الخالق. فالمخلوق انما ينفذ شفاعة غيره عنده باحتياجه اليه او محبته له او خوفه منه والله سبحانه وتعالى متنزه عن ذلك. فلا يرجو من احد شيئا ولا يخاف من احد شيئا ولا يحتاج من احد شيئا فانفاذه الشفاعة لمن اذن له كرم وتفضل منه سبحانه وتعالى ثم قال المصنف والحاصل ان الشفاعة الثابتة هي التي تطلب من الله باذنه لمن يرظى قوله وعمله. والله لا يرضى الا التوحيد والمنفية هي التي تطلب من غير الله او بغير اذن قول اهل الشرك به فهذا معنى ما تقدم ذكره من ان الشفاعة المثبتة هي المقترنة باذن الله ورضاه وان الشفاعة المنفية هي الخالية من اذن الله ورضاه. وان الاثبات والنفي يتعلق بالشافع والمشفوع مع نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى اذا تبين هذا فشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في القيامة ستة انواع الاول الشفاعة التي يتأخر عنها اولو العزم حتى تنتهي اليه للإراحة من الموقف. الثانية شفاعته لأهل الجنة في دخولها الثالثة شفاعته لقوم من العصاة من امته الا يدخلوا النار. الرابعة شفاعته في اخراج العصاة من اهل التوحيد من النار الخامسة الخامس شفاعته لقوم من اهل الجنة بزيادة ثوابهم ورفع درجاتهم السادس شفاعته في في تخفيف العذاب عن ابي طالب ملخص من الشرح انتهى الباب عندكم عندك ابناتك باقي انتهى لهذا من مكر التوحيد هذي اللي عندنا موضوعة خطأ من متن التوحيد وشفاعة الذين فعلوا القرآن هذا كلام ابن تيمية جاء هنا الباب ختم المصنف رحمه الله تعالى ببيان الشفاعات التي تكون للنبي صلى الله عليه وسلم في القيامة. وانها ستة انواع ولا تنحصروا فيها وانما مراده الانواع التي وقع الاتفاق عليها وان كان في بعضها خلاف كما سيأتي لكن ما يذكر في بعض تآليف الاعتقاد من انواع شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ستة اي باعتبار المتفق عليه. اما باعتبار ما جرى فيه الخلف فهناك انواع اخرى على ان من هذه الانواع نوع يأتي ذكره وقع فيه الخلاف. وهذه الشفاعات المذكورة من ما يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما يشركه فيها غيره فاولها الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها اولو العزم حتى ستنتهي اليه من الاراحة من الموقف اي لاقامة الحساب بين الخلق وانفاذه فيهم وهي شفاعته الكبرى التي يتأخر عنها الانبياء المعظمون كادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ثم يشفع فيها صلى الله عليه وسلم وقوله اولو العزم ان اراد تخصيص ذلك بالمعروف عند كثير من اهل العلم ففيه نظر لان من هؤلاء الذين منه الشفاعة ادم عليه الصلاة والسلام وليس من اولي العزم عند كثير من اهل العلم والصحيح كما سلف ان اولو ان اولي العزم هو وصف لجميع الانبياء لقوله تعالى فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل انه وصف لجميع الانبياء وهو قول عبد الرحمن ابن زيد ابن اسلم من التابعين واختاره علي بن مهدي الطبري من شيوخ الثعلب نقله عنه في تفسيره وهو الذي يدل عليه الدليل القرآني والوضع اللساني. واما حصرهم في الخمسة المشهورين نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام فلا عليه والثاني شفاعته لاهل الجنة في دخولها لما ثبت في صحيح مسلم من حديث انس ان النبي صلى الله عليه يكون اول من يأتي باب الجنة فيستفتحها. والثالث شفاعته لقوم من العصاة من امته الا يدخلوا النار. اي قوم استوجبوا النار الا يدخلوها ولما يدخلوها بعد فيشفع فيهم ان لا يدخلوها. وهذا النوع مما تنوزع فيه والصحيح عدم ثبوته بعدم انتهاض الادلة المذكورة للدلالة عليه وهو اختيار ابي عبدالله ابن القيم خلافا لشيخه ابي عباس ابن تيمية فان شيخه في الواسطية وغيرها ذهب الى اثباته وخالفه تلميذه ابن القيم وهو الصواب انه ليس من الادلة ما يدل على ذلك والرابع شفاعته في اخراج العصاة من اهل التوحيد من النار اي ممن دخلها ان يخرج منها والخامس شفاعته لقوم اهل الجنة ثوابهم ورفعة درجاتهم. والسادس شفاعته في تخفيف العذاب عن ابي طالب عمه. كما ثبت في الصحيحين ملخص اي هذه الانواع ملخصة من الشرح وهو اصل كتابه وهو كتاب تيسير العزيز الحميد للعلامة سليمان ابن عبد الله وهذا اخر البيان على هذه هي كتاب بالله التوفيق. نعم