يا طالبا للعلم يرجون نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه. وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي في مجلس جديد نعقده في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم. في ادب العالم والمتعلم للامام ابن الكيناني الشافعي عليه رحمة الله تعالى. وقد بدأنا الحديث في المجلس السابق عن اداب طالب العلم في نفسه اخذنا ثلة من هذه الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها. منها ان يطهر باطنه من الادناس والارجاس حتى يكون هذا القلب مستعدا لقبول هذا الفيض الالهي وهذا العلم الرباني. ثم بعد ذلك ان يخلص النية لله سبحانه وتعالى ان يكون هدفه هو مقصده من طلب العلم رضا الله عز وجل وان يحيي شريعته وان يرفع لواءه وان يرفع الجهل عن نفسه وعن امته. ثم انتقلنا الى الثالث الذي يتحدث عن اهمية استغلال وقت الشباب. فاستغلال شرخ الشباب في طلب العلم وتحصيله وجمعه من اهم الامور التي ينبغي ان بها من كان يؤمن ويرسم ان يكون شيئا في المستقبل وان يكون له بصمة في تغيير تاريخ هذه الامة وان يكون اماما للمتقين الشباب هي الفترة العمرية التي ينبغي ان نستغلها وان نحرص على ساعاتها ودقائقها اشد الحرص. فاليوم الذي يشرق او تشرق شمسه لن يعود مرة اخرى. واليوم الذي تغيب شمسه طويت صفحته وانتقل الى الله سبحانه وتعالى ليكون شاهد لنا وشاهدا علينا. والانسان العاقل الذي يدرك انه سيسأل عن شبابه فيما افناه يعلم ان كل لحظة وكل دقيقة تذهب فانه لا عوض عنها ولا بدل لها كما قال ابن جماعة عليه رحمة الله. فصاحب الهمم يتأسف على كل لحظة تذهب منه هذا العمر. صاحب الهم وصاحب يحزن عندما تضيع ساعة من عمره في شيء لا ينفع او في مجلس له من او لعب لا يعينه على ساعة الطاعة. والانسان كلما كان يحاسب نفسه على اوقاته وعلى اعماله اين تذهب؟ وكيف يقضيها كل ما كان حجم الانجاز الذي ينجزه اكبر واكبر. لذلك احبتي موضوع استغلال الوقت وحسن ادارة الحياة. من اهم الامور ومن ابرز الامور التي تعين طالب العلم ان ينجز وان يتقدم وان يضع بصمة في في هذه الحياة. واما يا طالب العلم الذي يبدد زمنه امام وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجالس العامة وفي القيل والقال. ولا يحسب اليوم الذي يذهب وتغيب عليه الشمس ثم شمس ثم شمس وايام وشهور من دون ان يحفظ متنا او يراجع كتابا ثم يتذكر بعد ذلك حينما يأتي شخص يذكره بدوره اه ان يحضرها ثم بعد ذلك يتكاسل. يحيا هذه الحياة بفتور الهمم. هذا لا يمكن ان ينجز ولا يمكن ان يكون له شيء في تاريخ امته. لذلك اصحاب هم الذين يعرفون قدر اوقاتهم وقدر اعمالهم وقدر زمانهم. اليوم احبتي سيتكلم او سينتقل بنا ابن جماعة ايضا الى موضوع مهم من مواضيع طلب العلم. وهذا الموضوع وفي الحقيقة عائق امام كثير من طلبة العلم يعوقهم على الاستمرار في طلب العلم الا هو موضوع الرزق سيتكلم في الادب الرابع عن موضوع الرزق. كيف تكون نظرة طالب العلم المال وللرزق وكيف يحيا مع هذه القضية؟ قضية اساسية في الحياة اي انسان واي طالب علم يريد ان يكون عائلة واسرة ويريد ان يكون عنده شيء من المال يقضي به حوائجه ويكف به نفسه عن الناس. فالان ايش علاقة طالب العلم بالرزق؟ وكيف يحيى؟ وهل طالب العلم الناجح هو الذي غنيا او يكون فقيرا. هذه القضايا هي التي سيبدأ ابن جماعة رحمة الله عليه باثارتها. في الادب الرابع. فقال عليه رحمة الله تعالى الرابع ان يقنع من القوت بما تيسر وان كان يسيرا. ومن ومن اللباس بما يستر مثله وان كان خلقا اي رديئة. قال فبالصبر على ضيق العيش ينال سعة العلم. وبجمع شمل القلب عن الامال تتفجر منه ينابيع الحكم نعيد مرة اخرى قراءة النص ونركز فيه هل ان يقنع من القوت بما تيسر وان كان يسيرا. اذا النظرة الاولى التي يعطيها ابن جماعة يا طالب العلم ان عليك القناعة بما رزقك الله سبحانه وتعالى. ان تقنع من القوت بما تيسر. ما يسره الله له عز من القوت ومن الرزق عليك ان تقنع به حتى ولو كان يسيرا. لماذا؟ لان طالب العلم متى كان همه في هذه الحياة الدنيا جمع الاموال ورفع الارصدة البنكية وكنزها والحفاظ عليها وكان دائما همه وشغله الشاغل التفكير كيف وكيف يتاجر وكيف يصنع؟ لن يجتمع قلبه على العلم ابدا. وهذا العلم كما ذكرنا في المحاضرة السابقة يحتاج الى اجتماع قلب وحضور فلا يصلح لقلب مشتت في شعاب الحياة الدنيا يفكر في تجارة ثم يفكر في صناعة ثم يفكر اين يحفظ ماله ثم يفكر اين يستثمره متى كان قلب طالب العلم ودينه مشتتا في شعاب الحياة الدنيا في اموالها وكنوزها وقصورها وارزاقها ضاع هذا القلب وانفض عن سوق العلم. وانفض عن سوق العلم. لذلك الامر الاساسي في قضية طالب العلم وعلاقته بالرزق هذا هو الذي ينبغي ان ننطلق منه. ينبغي ان يكون طالب العلم الطامح صاحب الهدف صاحب الهمة الذي يريد ان يحصل ويحفظ الكتب ويستهلك الوقت في الحفظ والمطالعة والتحرير. ينبغي ان يكون قنوعا بما رزقه الله سبحانه وتعالى من المال. حتى ولو كان فالقناعة ايضا هي البداية. قال ان يقنع من القوت بما تيسر وان كان يسيرا. قال ومن اللباس بما يستر مثله وان كان خلقا هي نفس الفكرة ويقنع بما رزقه الله من اللباس. قال فبالصبر على ضيق العيش ينال ساعة العلم وربما في نسخة اخرى تنال ساعة العلم. وبجمع شمل القلب عن مفترقات الامال تتفجر منه ينابيع الحكم هذه من المقولات الجميلة التي سطرها من جماعة علي رحمة الله يقول بالصبر يعني لماذا على طالب العلم ان يقنع بما رزقه الله سبحانه ولا يكون هدفه وفي هذه الحياة الدنيا جمع الاموال وكنزها. قال بان بالصبر على ضيق العيش حتى ولو كان قوتك يسيرا يا طالب العلم فبالصبر على ضيق العين وتحمل ذلك يرزقك الله سبحانه وتعالى بسطة في العلم. وبجمع شوي القلب وهذا هو الاهم. وكلما جمعت شمل قلبك وجمعت ذهنك على العلم. ولو تسبب ذلك في قلة في الرزق. ولكن اريت الله سبحانه وتعالى منك وصبرا على طلب العلم وحفظ السنة ومدارستها ولو كما قلنا كان ذلك سببا في انشغالك عن الرزق وعدم تحصيلك الا كثير من فان الله سبحانه وتعالى ببركة هذا الصبر وببركة هذه الهمة وببركة سعيك في رضاه سبحانه وتعالى يجعل تتفجر من هذا القلب ومن هذا الذهن الذي تفرغ لخالقه ومولاه. الله سبحانه وتعالى احبتي اله كريم ما ترى من هذا ايثارا له عز وجل وتقديما لمرضاته وسعيا في احياء شريعته وحفظا لهدي محمد صلى الله عليه وسلم فان الله عز وجل لم يخيب هذا الطالب. لم يضيع تلك الجهود وتلك الساعات التي اشتغل فيها هذا الطالب بالعلم وبتحصيله مقابل الرزق. فالله سبحانه وتعالى يكافئه مقابل هذا الصبر. وهذا الجد. لا يشترط ان تكون المكافأة الالهية ان يرزقه الله سبحانه وتعالى كنوزا يجلس عليها بل يكفي ان يرزقه الله سبحانه وتعالى الحكمة. ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا. كما قال عز وجل فالله سبحانه وتعالى اذا كنت واثقا به يا طالب العلم لن يخيب سعيك. متى تفرغت لمرضاته ولطلب العلم ولاحياء شريعته فان الله سبحانه وتعالى اولا سيكفل لك الرزق. وكما قلت لك لا تشترط على ربك ان يكافئك بالمال. في الدنيا او سعة الرزق في الدنيا. ولكن كن واثقا ان الله سبحانه سيكافئك بجدك وباجتهادك في طلب العلم بتفجر ينابيع الحكمة منك كما قال ابن جماعة عليه رحمة الله. وهذه الكلمة التي قالها ابن جماعة ليست من بنات افكارهم. بل هذا كان ديدن واكثر علمائنا. فالان بالجماعة سيقص علينا قصص الائمة الكبار. ويأتي لك الامام الشافعي ومالك وابي حنيفة واحمد بن حنبل وغيرهم من ائمة الامة. كلهم عاشوا على الفقر. وطلبوا العلم في الفقر فرزقهم الله سبحانه وتعالى بركة واعلى ذكرهم وجعل حكمهم واقوالهم واثارهم موروثة في هذه الامة الى يوم القيامة هذه مصنفاتهم بين ايدينا نترحم عليهم ونذكرهم بالخير وندعو الله سبحانه وتعالى الرفعة لهم وكفاهم بذلك رزقا الرزق لا يشترط اذا لا يشترط في الغنى ان تكون غني اليد بالمال. بل الغنى الحقيقي ان تكون غني القلب. وان تكون انسانا منجزا مقدرا هذا هو الغذاء الحقيقي ان تكون انسانا لك بصمة في تاريخ هذه الامة تقدم شيئا تترك اثرا تغادر هذه الحياة والناس تدعو لك بالخير وتثني عليك بالخير لانك قدمت لانك بذلت لانك صنعت شيئا لم تكن رقما زائدا على هذه الحياة. تحيا كما تحيا البهائم وتموت كما تموت البهائم. هدفك ان تحصل طعامك وشرابك وملذات الحياة الدنيا. هذا هو الغنى الحقيقي الذي يبحث عنه اصحاب الهمم العالية. انظروا الى الامام الشافعي صاحب بالهمة الكبيرة. ماذا يقول؟ قال الشافعي رضي الله تعالى عنه لا يطلب احد هذا العلم بالملك وعز وعز النفس فيفلح. لا يطلب احد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح. ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء افلح مقولة واضحة للامام الشافعي يقول الذي يطلب هذا العلم بعز النفس والكبر والخيلاء وجمع المال هذا لا يفلح. طالب العلم لا يكون بعز النفس والحرص على الملابس الفاخرة على السيارات والدواب والبيوت والمنازل ثم يكون الانسان حرصه واهتمامه بهذه الامور ثم يزعم انه طالب علم. هذا هذا لا لا يطلب احد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح. انسان يبحث عن الملك ويبحث عن متاع الحياة الدنيا ويبحث عن الكبر وعز النفس ويأنف عن الجلوس بين يدي العلماء هذا لا يفلح. قال كيف يطلب العلم اذا يا امام؟ قال ولكن من طلبه بذل النفس ان تذل هذه النفس وان تجبرها على ضيق الحياة. نعم طالب العلم آآ يخرج مواصلات من بيته الى مجلس العلم. يدفع المال ويبذله من اجل حضور مجالس العلم. يدفع المال من اجل شراء الكتب حتى ولو ضاقت به الدنيا يشتري الكتب التي يحتاجها ويذكرها مع الشيخ. طالب العلم علم يبذل المال من اجل شراء مثلا حاسب الي لسماع الدورات والدروس الشرعية. هنا تبذل الاموال. هنا الانسان لا يحزن اذا دفع المال في هذه الامور لانها ترد عليه علما وعقلا وفهما وشيئا يقربه من مولاه. فالانسان يجب ان يذل نفسه ويذل ما له من اجل ان يحصل العلم. قال ولكن من طلبه النفس وضيق العيش وخدمة العلماء. تدل نفسك لمشايخك ولعلمائك. نعم. اذا لم نتذلل لعلمائنا ازا ما طبعا بالمذلة المهانة امام العلماء لكن المراد ان نخدم علمائنا وان نوقرهم وان نجلهم وان نلبي مطالبهم وان نقدم لهم كل ما نستطيع مقابل العلم الذي يمنحوننا اياه. نعم هذا العلم هو اعظم كنز يمكن ان في هذه الحياة الدنيا. فالعالم الذي يمنحك هذا العلم الرباني يمنحك كنزا عظيما. فيستحق منك ان تبجله وان تعظمه وان توقه وان تحترم شيبته وعلمه وفهمه. نعم هكذا يفلح الانسان لكن للاسف اليوم نرى الكثير من طلبة العلم اذا الشيخ قسى عليه او منعه من امر معين او نظر اليه بنظرة قاسية او قال له كلمة او انبه على غياب تجد طالب العلم يقول لن اعود الى هذا الشيخ مرة اخرى كلمني بطريقة قاسية عاملني باسلوب جاء فيه جفاء. اه قال لي كلمة احرجتني امام الزملاء. عن طلب العلم انت من ستخسر؟ اذا كنت من العلماء ان يحترموك فاعلم انك ستخسر من البداية. الطالب هو الذي يحترم العالم. نعم العالم عليه ان يوقر الطالب وان يحترمه وكما ذكرنا في ادب العلماء لكن في النهاية العالم قد يوفق طالبا قد يؤنب قد يخطئ العالم قد يخطئ اليس بشرا؟ قد تصدر منه كلمة جفاء وظيفتك يا طالب العلم ان تلزم غرزه وان تحترمه وان توقره وان تجله حتى ولو سمعت منه كلمة في غير موضعها او ربما كان في ضيق هذا العالم فتصرف بتصرف لا يليق عليك ان تعتذر للعلماء ان توقر العلماء ان تحترم العلماء وهكذا يرزقك الله سبحانه وتعالى بركة العلم. نعم بالصبر على جفاء العالم. بالصبر والتعب والجلوس. الساعات الطوال في انتظارهم والوقوف على ابوابهم والكد والتعب من اجل الوصول اليهم وسهر الليالي والايام. نعم هكذا تنادي العلم. بهذا النمط هكذا قال الامام الشافعي وعلى هذا صار العلماء. قال ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء افلح وقال الشافعي ايضا لا يصلح طلب العلم الا لمفلس. يقول لا يصلح طلب العلم الا لمفلس كاين ولا الغني المكفي؟ قال يا امام طيب اذا كان الرجل مش مفلس لكن غني عنده الكفاف فقط. ما بنفع هذا لطلب العلم قال ولا الغني المكفي. طبعا الامام الشافعي هل نريد فعلا حقيقة هذه المقولة؟ يعني يريد ان يقول طالب العلم يجب ان يكون فقيرا حتى يصح طلبه. وفي الحقيقة لا يريد ذلك وانما يريد ان يوصل رسالة لطالبة العلم في زمانه ان طالب العلم لا يهتم بجمع المال وكنزه. لا يجعل الرزق عائق يمنعه من طلب العلم واقتحام ابواب بل يرضى بالكفاف ويجعل همته وهدفه نصب عينيه رضا الله سبحانه وتعالى ورفع لواء الشريعة واحياء المعالم التي اندرست بطلبه للعلم. هذا هو الهدف الاسمى والاسمى الذي يسعى من اجله. ويبذل وقته وحياته وزهرة شبابه من اجل تحصيله. حتى ولو سبب ذلك قلة في المال حتى ولو سبب ذلك قلة في المال. ولكن في الحقيقة دعوني ايها الاحبة اقول كلاما عاما ان هذه المسألة قضية الرزق والمال تحتاج الى شيء من الاتزان. فكل يعني فكل انسان استطيع ان اقول يصلحه شيء لا يصلح الاخر. هناك انسان يصلحه الفقر العلم وهناك انسان لا يصلحه الفقر وطلب العلم بل يحتاج ان يكون غنيا مكفيا حتى يطلب العلم. فالناس على اصناف على اصناف. هناك صنف فعلا اذا امتلك المال شغله المال. وانصرف عن مجالس العلم. فهذا لا يصلح له العلم الا الفقر. وهناك قسم بالمقابل اذا كان فقيرا تفرق همه وتشتت. ولا يجتمع قلبه. واما اذا رزق مالا يكفيه اجتمع قلبه اهل العلم فهل فعلا يجب ان يكون طالب العلم فقيرا معدما حتى يطلب العلم؟ اقول لا. بل القضية ان الله سبحانه تعالى يعلم ما يصلح كل انسان. فاذا كان فقيرا اذا كان فقيرا فليشتغل بطلب العلم ولينظر في حاله. فلعل الفقر هو اصلح له في طلب العلم هو الاجمع لهم. ولقلبه ولخاطره لأن الله سبحانه وتعالى يعلم يا طالب العلم الفقير انك اذا اصبحت غنيا ستنصرف عن العلم وستنشغل بالدنيا. ووالله كم رأينا احبتي من اناس رأينا كانوا في قلة من الدنيا ولكنهم كانوا محبين للعلم. مجالسين للعلماء. فلما فتحت عليهم الدنيا بزهرتها تركوا مجالس واقبلوا على هذه الحياة وتجارتها. رأيناهم وكثر فلا تحزن يا طالب العلم الفقير على قلة مالك وقلة بضاعتك في هذه الحياة الدنيا فالبضاعة الحقيقية هي التي تتاجر فيها مع ربك. سبحانه وتعالى. هذه البضاعة التي فعلا يفتخر الانسان بالوصول اليها وامتلاكها وتحقيقها وليست اموال الدنيا الزائلة التي تنتقل الى الورثة. وفي المقابل كما قلنا رأينا بعض طلبة العلم اذا كان فقيرا او قل ماله زاد وانشغل وتشتت قلبه ولا يجتمع له. فاذا اتاه الكفاف ورزق شيئا من المال واصبح وضعه جيدا انصرف للعلم وكفاه الله سبحانه وتعالى لمونة التفكير في الرزق. فاظن ان القضية تحتاج الى شيء من الاتزان. لان بعض الناس حينما يقرأ مثل هذه المقولات للشافعي ومقولات مالك وابي حنيفة التي ستأتي معنا يظن ان طالب العلم يجب ان يكون فقيرا ولا يصلح الغناء لطالب العلم. ولا اظن ان هذه النظرة نظرة متكاملة للموضوع. لاني كما قلت لكم ارى ان بعض طلبة العلم الفقر يمنعه من الطلب. ولا يصلح له الا الغنى. فنقول وربك سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء ويختار هذه تقاسيم الله وعزاه. والانسان اسألوا الله ما يصلحه. والانسان يسأل الله سبحانه وتعالى ما يصلحه ويرضى بما قسمه الله له. النبي كان يدعو ربه سبحانه وتعالى اللهم اني اسألك علما عنه رزقا واسعا. كان يسعد رزقه الواسع ولكنه يرضى بما كتبه الله سبحانه وتعالى له. ويعلم ان الخير فيما اختاره سبحانه وتعالى. طيب نكمل نستهلك الوقت في هذا الموضوع. اه قال الامام ما لك لا يبلغ احد من هذا العلم ما يريد حتى يضربه الفقر ويؤثره على كل شيء هذا ايضا الامام مالك اذا قولته او مقولته متوافقة مع مقولة الامام الشافعي رحمة الله او متقاربة. انه لا يبلغ احد من هذا ما يريد حتى يضربه الفقر. يعني حتى يأكله الفقر. وحتى يؤثر العلم على كل شيء. وهذا هو المراد كما قلت لكم كلام الائمة. هم يقصدون في الحقيقة يعني هذا هو المقصد الذي علينا ان نركز عليه. ان اذا كان هناك شيء يشتت شملك العلم فاعرض عنه حتى تحصل العلم في هذه الفكرة. اي شيء يشتت عقلك وذهنك وقلبك في الحياة الدنيا فعليك ان تنقطع منه وان تقلل منه ولا تأخذ منه الا بقدر الحاجة وتعود الى العلم مرة اخرى. هذا الذي يريده العلماء فاذا المال والسعي في تجارات الحياة الدنيا. سيصرفك عن العلم فاعلم ان عليك ان تقلل من هذا السحر. اذا كنت تطمح ان تكون عالما عليك ان ترضى من قوت الحياة الدنيا بما يقيم عيشك. وتنصرف الى العلم مطالعة وقراءة وتحريرا. احبتي هذا العلم في الحقيقة اظن اننا في الوقت المعاصر ما زلنا لا نعرف حقيقة طلبه. اكثر الناس واكثر طلبة العلم بل اكثر من يحمل شهادات الدكتوراة والشهادات الجامعية العليا الى الان في من قابلتهم ورأيتهم لا يعلمون ما هي حقيقة طلب العلم صدقوني لا يعلمون ما هي حقيقة طلب العلم؟ يظنون ان العلم هي بالقراءة الساعة والساعتين او قراءة شيء من الكتب المعاصرة او بكتابة رسالة تقدمها لجامعة او لهيئة او ببعض المجالس العلمية التي يحضرها ولا يعلم ان العلم لا ينال براحة الاجساد وانما بسهر الليالي وظمأ الهواجر. لا يعلمون ان العلم بالسنوات الطوال. العلم احبتي يحتاج الى عشرة والعشرين ثلاثين من الاعوام هكذا طلب الائمة في العلم كان احدهم يبدأ في الحادي عشر من عمره ثم يتصدر في الاربعين يكون عالما يرحل في طلب العلم ثلاثين عاما يرحل في طلب العلم اربعين عاما عشرين عاما خمسة عشر عاما حتى يصبح عالما ربانيا يرضى ويسير في الصحاري وفي الغابات ويترك الاهل والخلان ويتعرض للاخطار من اجل ان يسمع حديثا او يقف على فائدة هكذا طلب العلم سهر الليالي وضمئ الهواجر وهجرة الاوطان والاهل والخلة. هكذا بذلوا وحصلوا وتعبوا في ضيق من العيش وصعوبة في الحياة فانالهم الله سبحانه وتعالى الرفعة وما كانوا يستعجلون للتصدر كما يحدث آآ مع احبائنا اليوم تجد احدهم اذا طلب العلم في سنة او سنتين او قراءة كتابا او كتابين او جالس شيخا او شيخين اذا هو الامام الكبير والنحير الذي لا يقبل ان يناقش واذا حصل على شهادة دنيوية او نال مرتبة او كرسيا يجلس عليه اصبح اماما اعظم لا يناقش وله الحق في الترجيح مع انه في سلم العلماء الاقدمين. في سلم العلماء الاقدمين ما زال في الخطوة الاولى في طلب العلم. في بعض الناس الذين قابلناهم او رأيناهم او عايشناهم يظن نفسه اماما كبيرا ولو وضع عند الاقدمين لوضعوه في مجالس المبتدئين في طلب العلم. لماذا احبتي؟ لاننا في هذا الزمن هناك ضياع. هناك تشتت في معنى حقيقة طلب العلم طلب العلم احبتي هي السنوات الطوال. اعيد واكرر هي ملازمة الاساتذة والشيوخ والعلماء. وصحبة لاستاذ وطول زمان كما قال الشافعي. هذه من اركان العلم التي لا تنخجل. لا يمكن للشخص يعني من كرامات العلم ان يفتح له العلم في سنة واحدة وينال الفقه والاصول والاعتقاد. العلماء اولياء الله سبحانه وتعالى المقربون من الله عز وجل بذلوا اعمارهم وسنوات الحياة من اجل العلم فلا تظن اخي الكريم اياك ان يخدعك الاعلام اياك ان تخدعك وسائل التواصل الاجتماعي اياك ان تخدع بالدراسات الاكاديمية عليك ان تعرف حقيقة العلم من هنا من كلام ابن جماعة ومن كلام غيره من الائمة الكبار عليك من ثنايا حروفهم ان تلتقط ما هو العلم الشرعي وان تعرف حقيقة ثقته وان تعرف الغثاء الكبير الذي تحياه الامة في هذا الوقت. نسأل الله السلامة والعافية. الامام ما لك عليه رحمة الله تعالى لما قال لا يبلغ احد من هذه العلم ما يريد حتى يضربه الفقر ويؤثره على كل شيء. هذه المقولة ليس مجرد تنظير من الامام مالك بلكان هذا واقع حياة الامام مالك. الامام مالك كما تروي كتب السير لما كان يطلب العلم اضطر ان يبيع سقف بيته. من اجل ان يطلب العلم هل تعلمون ذلك نعم الامام مالك امام دار الهجرة. احتاج لمال في اثناء الطلب. فلم يجد طريقا لتحصيل المال الا ان ينقض سقف بيته كان من جريد النخل او ما شابه ذلك باع سقف بيته من اجل ان يطلب العلم. احدنا اليوم احبتي يأنف من دفع شيء من المال يشتري كتابا يحضر به المجالس مع الشيخ. يجلس مدة الدورة كاملة. انا اعرف بعض الطلبة معنا يجلس مدة الدورة كاملة وليس معهم كتاب يا فلان لماذا لا تشتري كتابا؟ تسمع به الدرس وتنظر فيه يقول يا شيخ والله المشوار حتى اذهب الى المكتبة بعيد فانا اسمع ان شاء الله والخصه في المستقبل اشتري الكتاب. الله اكبر. الله اكبر لهذه الدرجة وصل عندنا الكسل. والبخل ببذل المال تجد وحدهم اذا اه اراد ان يأكل طعاما او يشرب شرابا ذهب الى اقاصي الديار من اجل ان يأتي بهذا الطعام او الشراب. واذا اراد ان يلهو وان ويعبث في هذه الاية يدفع الاموال ويسقى بها يسافر الى بلدان السياحة. واذا قيل له اشتري كتابا تحفظ منه المتن او تنظر اثناء شرح الشيخ تجد الشيطان يثبطه ويضعف عزيمته وهو يركن الى ابليس والى خطراته ووساوسه. فيا من دفع المال في هذه الامور. مع ان لديه ما من وافرا اقول لك الامام مالك نقض سقف بيته ليشتري الكتب والصحف من اجل ان يطلب العلم. وانت رزقك الله سبحانه وتعالى المال والحمد لله اليوم الكتب والطبوعات ووسائل التواصل فتحت كل كتب يعني وسائل الوصول على الكتب وتصويرها ونقلها والوصول اليها باسهل طرق. ولكن الكسل والشح بالمال. يمنعنا من طلب العلم. ابو حنيفة رحمة الله عليه يقول يستعان على الفقه بجمع الهم. انظروا الى كلام ابي حنيفة قال يستعان على الفقه بجمع الهم. يستعان على الفقه بماذا؟ بجمع الهم. كيف يعني؟ كما قلنا لكم ان الفقه في المسائل الشرعية سواء مسائل الاعتقاد او اصول الفقه او الحديث او شروح الاحاديث او مسائل التمذهب الفقهي. هذه المسائل تحتاج الى اجتماع الهم القلب عليها. قلب مشتت في شعاب الحياة الدنيا. يفكر في مآكلها ومشاربها وملذاتها وارزاقها. هذا لا يصلح لضبط الفقه ولفهمه لا يصلح الفقه في الدين يحتاج الى جمع الهم وجمع شتات القلب والانكباب على علوم الشريعة. نكمل قالوا يستعان على حذف العلائق العلائق الاجتماعية. قال باخذ اليسير عند الحاجة ولا يزد. قال ويستعان على حتى تتخلص من علائقك مع الناس. عليك ان ترضى من هذه الدنيا بماذا؟ باليسير. من كل شيء. لانك اذا كنت تبحث عن ما كثير ستزداد علائقك مع الناس تتاجر مع فلان وتتصل بفلان وفلان يكلمك وفلان يخبرك عن التجارة. اذا كنت انسان منشغل بالتجارة وبالاموال طبيعة الحياة الدراسية كل ديك علاءات كثيرة. ومصالح كثيرة منفتحة. وتحتاج ان تتابع هذه المصلحة وهذه المصلحة وهذه المصلحة. فاي قلب يجتمع على طلب العلم فكما قال الامام الشافعي يستعان على حذف العلائق يعني على تقليلها. والتقلل منها. قال باخذ اليسير عند الحاجة. ان تأخذ منها بقدر الحاجة. قال ولا يزيد قال فقال ابن جماعة بعد ان ذكر كلام الشافعي وكلام مالك وكلام ابي حنيفة يقول معلقا قال فهذه اقوال هذه فهذه اقوال هذه الائمة والذي يظهر ان هنا شيء في النص فهذه اقوال هؤلاء الائمة. فهذه اقوال هؤلاء الائمة. الذين لهم فيه القدر المعلى غير مدافع. وكانت هذه احوالهم رضي الله عنهم. يعني يقول هذه الاقوال التي نقلتها لكم من كلام ابي حنيفة ومن كلام ومن كلام الشافعي هذه اقوال الائمة الذين لهم القبح المعلى وحالوا قصب السبخ في هذا الميدان في ميدان العلم. انظروا ماذا قالوا لكم يعني انا اذا اردت ان اقتدي بانسان انا اقتدي بالائمة الكبار. الامام ما لك امام عظيم امام مالك امام دار الهجرة. الامام الشافعي امام ملء الدنيا علوما الامام ابو حنيفة الامام كبير جدا الامام احمد بن حنبل من الائمة الكبار وهؤلاء الائمة الكبار كلهم ينصون على ويركزون على واحدة في العلم الكل متفق عليها وهي ان هذا العلم يحتاج الى اجتماع القلب والهم. هذه القضية يا طالب العلم عليك ان تحفظها جيدا من الان العلم لا يصلح الا باجتماع القلب. فمتى تشتت القلب في شعاب الحياة الدنيا ضاع العلم حفظ احفظهم. هذا كلام سلفيك الصالح. كلام ائمتك الكبار. ليس كلام ليس هو كلام عبد فقير. بل هو كلام والائمة الكبار الكل متفق على ان هذا العلم انما تحصيله وجمعه والبروز فيه يكون بجمع القلب والهم على المطالعة والحفظ والمدارسة. والرضا بما يرزقك الله سبحانه وتعالى ولا يكون همك في الحياة الدنيا جمع الارصدة وتكفير الاموال وكنزها وين تكون كل يوم في مظهر جديد وفي لباس جديد وفي من كان هذا فليرضى بما قسمه الله له من العلم. ولا يطمح ان يكون شيئا. فكلامي الان مع اصحاب الهمم العالية الذين يقولون يا شيخ كيف نحقق وكيف ننجز كما انجز العلماء الكبار قال الخطيب البغدادي رحمة الله عليه انظروا هذه للعزاب. هذه الفكرة التي سيذكرها الخطيب البغدادي للعزاب ولمن ولمن لم تورط بعده بالزواج. واما من تورط بالزواج فقد قضى الله امرا كان مفعولا. يقول الخطيب البغدادي ويستحب للطالب ان طالب العلم ان يكون عزبا ما امكنه. لماذا؟ قال لان لا يقطعه الاشتغال بحق الزوجية. وطلب المعيشة عن اكمال الطلب وهذه ايضا من الحكم التي ينبغي ان تؤخذ باتزان. ان تؤخذ بماذا؟ باتزان. الخطيب البغدادي امام كبير وصاحب كتاب الجامعة الاخلاق الراوي والاداب السامع وهو من ائمة علم الحديث الكبار كما ذكرنا في شرحنا على مزة النظر. ماذا يقول لطالب العلم؟ قالوا يستحب للطالب ان يكون عزبا. الافضل في حق طالب العلم اذ استطاع ان يضبط شهوته بهذا الضعف. طالب العلم الذي لا تغلبه يستطيع ان يكبح جماعها وان يسيطر عليها وان ينشغل بهم العلم. غلب العلم على عقله وفكره فما عاد يفكر بالنساء هذا الطالب هذا النوعية من الطلاب نعم هذا نقول له لو اخرت الزواج فهو افضل في حقك. حتى لا تنقطع ولا تنشغل عن العلم بحق الزوجية اذا انك اذا تزوجت هناك حق شرعي حق الزوجية. ولا يحق لك ان تقصر في حق الزوجية في انك تطلب العلم. نعم تتفاهم مع زوجك انك طالب علم وانك تريد ان تتقدم في هذا المجال. وعليك ان تحسن اختيار الزوجة الصالحة التي تعينك على الاتمام في هذا الباب. ولكن في النهاية ولزوجك عليك حقا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو بن العاص ولزوجك عليك حقا. فقضية حق الزوجية هذا حق يشغل هذا لابد منه. وايضا ليس فقط حق الزوجية حق انت اذا تزوجت تحتاج الى كسب القوت من اجل ان تنفق على زوجك. وغدا سيصبح لك ابناء. وستحتاج ان تنفق على اب ابنائك وتبدأ تكون اسرة فيقول العلماء يستحب لطالب العلم اذا قدر على ضبط شهوته. ان يؤخر الزواج ولكن اذا كان طالب العلم مشغولا بهم الزواج وقد غلب هذا الهم على فكره فان قلبه تشتت وما عاد يشتبه عليه. فهنا يكون الاصلح في حقه الزواج اذا كان طالب العلم مشتت القلب بسبب شهوة النكاح. وحاول ان يكبع جماعها فما استطاع. فهذا الطالب ما هو الاحق في حاله الذي ننصحه به اذا كان لديه قدرة على الزواج فليتزوج هذا هو الاولى. خاصة في زمن مثل هذا الزمن احبتي انتشرت الشهوات. زمن انتشرت فيها الشهوات في كل مكان في الجامعات. وحتى رأيت تدرس الشريعة في صلب الجامعة تجد الشهوات امامك. تجد الفتن امامك فليس كل طالب او طالبة ذهبت الى المعاهد الشرعية تكون ملتزمة بالهدي الشرعي. وليس كل طالب يكون ملتزم بالهدي فطالبة العلم قد تفتن في المعاهد الشرعية وطالب العلم قد يفتن في المعاهد الشرعية بسبب من ضعف ايمانه ورك دينه ممن يحضر هذه المعاهد والجامعات بعمومها كثر فيها الاختلاط والفساد. وسائل التواصل كثر فيها الفحش. التلفاز الطرقات في بلدان الفواحش منتشرة نسأل الله السلامة والعافية وان يقينا المنكرات ما ظهر منها وما بطن. فطالب العلم يعيش اليوم في معركة مع شهوته وفي كبح جماحها. فاذا كان طالبا قادر على كبح الجماع ورزقه الله سبحانه وتعالى تفرغا اه في اماكن لا يرى فيها مثل هذه الشهوات ولا يتعرض فيها لمثل هذه المنكرات فهذا نقول له استمر في طلبك للعلم ودع الزواج الى ان ييسره الله سبحانه وتعالى. حتى تستطيع ان تحصل. لان بعض طلبة العلم هو الذي يفتح على نفسه الباب. والله يا احبتي رأينا بعض طلبة العلم ممن رزقهم الله سبحانه وتعالى التفرغ ولطلب العلم واتاهم الله سبحانه وتعالى ذكاء ولم نجد فيه ذاك يعني تلك الشهوة ولكن اصبح يفكر في الزواج في وقت مبكر. يعني هو الذي فتح على نفسه هذا الباب. اصبح يطمح الى الزواج ويفكر في فتح بيت ويقول الاستقرار وما شابه ذلك. ويقول هذا لن يؤثر على طلبي للعلم ثم اذا به بعد ان تزوج انقطع المجالس به بالكلية. انقطع عن مجالس العلم بالكلية مع انه كان في معزل عن ذلك ابتداء وكان في مؤمن من ذلك كان يستطيع ان يبقى على حاله في طلب العلم. ولم تكن في تلك يعني في تلك البلدان في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي المدينة النبوية او غيرها من المناطق التي قل فيها مثل هذه الشهوات لم يكن هناك حاجة داعية له الى هذا الامر. ولكن هو الذي يورط نفسه ويقحمها في هذه يعني نقول في هذه الابواب فيخسر كثيرا من عمره. نخسر كثيرا من عمره. ربما يقود الباطل يا شيخ ربما هو محتاج نحن نقول من كان محتاجا لطلب العلم فهذا حقه الزواج. قولا واحدا لا يخالف في ذلك احد. فان الابتعاد عن الفتن وعفة النفس اولى ما من طلب العلم في حقه. لكن نحن نقول من استطاع ان يكبح جماح شهوته. من استطاع ان يصبر ولم تكن هناك الشهوات او لم يكن متعرضا للشهوات ورزقه الله سبحانه وتعالى تفرغ في مواطن تقل فيها مثل هذه الامور. فلا يفتح على نفسه بابا مغلقا. بل يحاول ان يركز في طلب العلم قدر استطاعته. يحاول ان يركز في طلب العلم قدر استطاعته. حتى ينال شيئا. من هذا العلم ثم بعد ذلك ينكح ان شاء الله فهذه نصيحة من الخطيب البغدادي وسفيان الثوري رحمة الله عليه يقول من تزوج فقد ركب البحر. انظروا سفيان الثوري ماذا يقول؟ يقول من تزوج فقد ركب البحر يعني اذا تزوجت يا طالب العلم انت ركبت الامواج. فان ولد له ولد فقد كسر به. يعني اول قد يأتيك بعد الزواج اعرف ان هذه السفينة غرقت يعني غرقت في هموم الحياة الدنيا. لانك انت اولا ركبت اذا تزوجت بدأت تركب امواج. ها لم يكسر بك بعد. بدأت تركب امواج الحياة. فاذا ولد لك انكسرت السفينة. وبدأت في هموم الحياة تصارع من اجل قوت العيال. فهذه من الحكم ما الذي يعني تكلم بها بعض السلف رحمة الله عليه يعني بعض الناس الان نظرته لهذا الموضوع موضوع الزواج اما في الجانب الايمن تماما او في الجانب الايسر تماما ما عنده التزام. البعض يقول ما في داعي للزواج وتستطيع انك تكبح اه جماع شهوتك ولا تتزوج حتى تقطع في العلم مشوار. واي انسان يتزوج قبل لذلك هذا الاسم يصادف به طلب العلم. وهذا اظنه شيء من التكلف. وفيه شيء من الشدة. وفي الجانب الاخر هناك من يحثه الطلبة تزوجوا في وقت مبكر وادخلوا في وقت مبكر لطلبة العلم شف عموم الناس الذين ليسوا بطلبة علم هؤلاء نحثهم على الزواج المبكر في هذا الزمان. عموم الناس الذين يشتغلون باتجاه والصناعة وغيرها من امور الحياة متى رزق احدهم مالا فنحن نحثه على الزواج المبكر حتى يعف نفسه. لانه لا يوجد ما يشغله من العلم. فهذا عليه ان يعف نفسه في وقت مبكر لكن كذلك بالتحديد عن طالب العلم حتى لا يفهم كلامي بشكل خاطئ. ان بعض الناس يستعجل في دفع طلبة العلم الى الزواج ويحثهم على الزواج المبكر. ونحن نعلم مضائق الحياة الدنيا احبتي. يعني لا نغمض على انفسنا على اعيننا ونقول انك وتوكل على الله سبحانه وتعالى. نعم تزوج وتوكل على الله لكن ايضا علينا ان نأخذ بالاسباب. يا طالب العلم انظر في واقع حياتك خاصة في هذا البلد وفي غيره من البلدان تجد قضية تحصيل وظيفة او تحصيل حياة كريمة تستطيع ان تحيا بها بكرامة. شيء يحتاج الى جمع المال وتفرغ له. فما بالك انك اذا تزوجت واصبح عندك اطفال هموم الحياة تزداد ثم تزداد وهذه كل وهذه كلها مشاغل تصرفك عن مجالس العلم وتقلل من قدرتك على العطاء للعلم وعلى مدارسة الكتب وتحليلها والجلوس مع الاشياء. فنحن لا نتطرف اقصى اليمين ولا نتطرف اقصى الشمال. فلننظر بنظرة اعتدال ان نقول يا طالب العلم اذا رزقك الله سبحانه وتعالى قوة على كبح جماح شهوته بالصيام ورزقك انقطاعا عن مواطن الشهوات بعد ان رحلت مثلا الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقت فيها سنوات. وابتعد ولم يكن لك مباشرة للنساء في اعمالهم وفي وسائل التواصل وما شابه ذلك بحمد الله ان تكبح الجمع فتفرغ للعلم ولا تستعجل في اتخاذ القرار. فنعطي العلم وقتك وزهرة الحياة. ثم بعد ذلك ها ثم بعد ذلك ان شاء الله تتزوج. واما اذا غلبت عليك الشهوة وفقدت التركيز. ولم تعد تفكر الا بالزواج ولديك القدرة على الزواج فتوكل على الله هذا فرضك وان تعف نفسك اولى من ان تباشر العلم. ولعل الله ييسر لهذه الامة من يطلب العلم. لذلك يعني هذه السنة سنة او هذا نقول له هذا الادب هذه السنة هذا الادب تأخير الزواج لطلبة العلم هذا اتخذه كثير من العلماء. الامام احمد بن حنبل متى تزوج تزوج على الاربعين من عمره. تزوج على الاربعين من عمره لانه كان منشغلا بهم العلم والتفكر فيه. وسافر من اجله وارتحل حتى القاسم ابن محمد تلميذ الامام مالك بن انس كان متزوجا في مصر. فلما ظهر له طلب العلم واحبه وشرف به. اراد الرحيل الى ما لك ابن انس في المدينة. والاقامة عنده فماذا قال لزوجه؟ خيرها بين ان تبقى في عصمته وترضى بالبقاء في مصر وهو يبقى في المدينة مدة من الزمن يطلب العلم الان تعود الى بيت اهلها. يعني انظر كيف كانوا شديدين وحريصين على طلب العلم. ويدركون ان هذه الحياة لا يمكن فيها ان تجمع كل شيء. صعب. هكذا الحياة الدنيا ان كل شيء ياخذ وقت. فالامام طبعا هذا ليس سنة يعني يقول الطالب انا اخذ رأي القاسم ابن محمد الان يخلي زوجته. انا اقول لك انظر في كيف نظرتهم يدركون ان حق الزوجية حق؟ ولا ولا يصح ذا القاسم لمحمد ان يفرط في حق الزوجية من دون رضاها. اذا هي رضيت بالمقام معه مقابل ذهابه الى مالك بن انس سنوات فهي تنازلت عن حقها وان لم ترضى فليس له ان يبقيها وان يؤذيها. فحق الزوجية حق وقدام عليك ان تراعيه فاياك ان تتورط به وانت في بداية طلبك للعلم. مع قدرتك على كبح جماح شهوتك. لانك متى التزمت به عليك ان توفيه حقه؟ لا في هذا اكثر من ذلك قالوا بالجملة فترك التزويج. لاحظ الان القاعدة التي ذكرها ابن جبال. قال وبالجملة يعني عموما فترك التزويج لغير المحتاج اليه او غير القادر عليه اولى ترك التزويج لغير المحتاج اليه. هذا الضابط الذي ذكرناه. يعني انسان لم تغلبه شهوته. فترك التزويج لغير المحتاج اليه من طلبة العلم او غير القادر عليه انا طالب علم الان لا يملك قوت عيالي. قال اولى لا سيما للطالب الذي رأس ما له جمع الخاطر واجمام القلب واستعمال الفكر رأس مال طالب العلم وقته. متى ضاع هذا الوقت وذهب في شعاب الحياة الدنيا؟ في حق الزوجية وكسب المعيشة وكسب الرزق. والان ولد لك ولد هناك تبعات هناك مدارس هناك مصاريف هذا كله احبتي يشغل الانسان ولكن بعد كل هذا التعليق اقول حتى لو تزوجت يا طالب العلم حتى اصبح عندك اولاد لا تنقطع عن طلب العلم ابقي حبلا بينك وبين العلم الشرعي. ابكي مجالس العلم حاضرة في حياتك. حتى ولو بالقليل. فقليل دائم خير من كثير منقطع. اياك ان تقول والله انا تزوجت او كثرت علي هموم الحياة فلا استطيع ان اكمل العلم الشرعي. والله رأينا من النماذج المشرقة. من عنده اولاد خمسة وينشغل في وحقوقهم ويعمل من الصباح الى المساء وما زال يطلب معنا العلم هناك اصحاب همم عالية لا يمنعهم الزواج والنكاح والاطفال والابناء عن طلب العلم. هذه النماذج المشرقة هي التي ندعوا اليها في النهاية نعم الزواج سنة محمد صلى الله عليه وسلم وهديه صلى الله عليه وسلم. ومن تزوج فهذا لا يعني انتهاء الحياة العلمية. بل الانسان يستطيع ان تزوج وان يأتي بالعلم؟ نعم يستطيع. هي طبعا الزواج مشغلة مشغلة. وسيأخذ جزء من الوقت لا محالة. ونحن نقول لك اخر الزواج انت تستطيع ان تعطي وقتا اكثر من العلم. لكن في النهاية هل يعني اذا تزوجت اني انقطع عن العلم؟ اني لا احرص على حضور المجالس الشرعية وان اطلب العلم. بعض اهل العلم كابن عقيل الحنبلي رحمة الله عليه قال كان يقول واجد الهمة الثمانين اكثر من الهمة في العشرين وهذه ذكرناها كثيرا. يعني بعد ان واصبح عنده اولاد. وابن عقيدة الحنبلي على فكرة مات ابنه وهو صغير. وهو شاب يعني صغير في الثاء كان اظنه في الثامنة ولا شي من عمري. ابن عقيل كان له ابن من العلماء. لكن هذا الابن مات في الثامنة والعشرين من عمره. وبقي ابن عقيل يعني شوف هموم الحياة الدنيا مصائب الحياة الدنيا ما تبنه وكان متزوجا وله ابناء ويحتاج الى رزق يعني عنده هموم في الحياة الدنيا بعض طلبة العلم يظن ان العلماء ان علماء قديما كانوا متفرغين للعلم ولا يوجد لهم هموم لذلك افلحوا. كانوا متزوجين وكان عندهم ابناء وهموم وابتلاءات وضيق في شو افلحوا؟ الامام النسفي رحمة الله عليه كان يقول كنت يوما جالسا في منزلي افكر في هم اطفاله كان عنده عائلة واطفال قال لا اجد قوتا ولا اجد طعاما يكفيها. فجالس الامام النسبي مهموم ومحزون يفكر كيف يطعم هؤلاء الاطفال. قال فاذا بمسألة علمية ترد على ذهني وانقدح لي حلها. فقفزت مسرورا وذهب الحزن والهم الذي كنت به. انظروا كيف العلم الشرعي كان سببا في فك همه وحزنه. قل كنت مهموما افكر في قوت العيال من اين اتي لهم بالطعام فاذا مسألة شرعية كانت اشكلت علي فتحت لي في هذا المجلس. وهذه هدية من الله لكم. قال فكانت سببا في ذهاب همي فرحت وسررت جدا انها فتحت فالعلم دائما فيه بركة. حتى ولو كنت في ضيق من الحياء حتى ولو كثر عيالك وقل مالك. فالعلم بركة اياك ان تنقطعان نذهب الان الى الادب الخامس الادب الخامس احبتي بعد ان تكلمنا عن موضوع الرزق وعن قضية المال وقضية الزواج في حياة طالب العلم نذهب الى قضية الحفظ في حياة طالب العلم. في الحقيقة كتاب جميل من جماعة. انه يتكلم عن محاور عديدة وعن عوائق طبعا محن طلبة العلم يسألون عن حلها وكيف يقتحمونها؟ فلذلك اجد هذا الكتاب كتابا نافعا على طالب العلم ان يهتم بقراءته في بداية طلبه للعلم قال الخامس ان يقسم اوقات ليله ونهاره ويغتنم ما بقي من عمره. فان بقية العمر لا قيمة له. قضية تقسيم اوقات الليل والنهار في طلب العلم هي عود على قضية اغتنام الاوقات. لكنني انتقل الى الجملة التي تليها هي التي تهمني في هذا الادب الخامس. قال واجود الاوقات للحفظ الاسحار وللبحث الابكار وللكتابة وسط النهار وللمطالعة والمذاكرة الليل. ابن يقترح عليك برنامج يومي هذا اقتراح من ابن جماعة اقترح عليك يا طالب العلم برنامج يومي تملأ به وقتك وتضعه خطة في حياتك. ما اول برنامج اليومي الذي يقترحه ابن جماعة عليك. يقول ابن جماعة استيقظ قبل الفجر في وقت السحر واجعل هذا الوقت للحفظ نعم يا شيخ ما هذا وقت استغفار وقت قيام ليلة استغفر. واطلب العلم ايضا. العلم من اعظم العبادات التي تتقرب بها الى الله. انت وظيفتك طالب علم وصدقني ان طلبك للعلم في هذا الزمن وانشغالك به من افضل العبادات التي تتقرب بها الى رب الباريات. فاياك ان تقول الله سحر واطلب العلم لا هذا وقت قيام ليل واستغفار. اولا تستطيع ان تجمع. استغفر وصلي لله سبحانه وتعالى ثم اجلس واحفظ وردك من الفقه والاعتقاد او الاصول او ما شابه ذلك. المهم يقول وفي دعاء وقت السحر للحفظ. قال وللبحث الابكار. الان بعد الفجر من الفجر وحتى الساعة التاسعة يعني وقت الضحى وقت البكور قال هذا اجعله للبحث المراد بالبحث هنا اه عموما تستطيع ان تسمع فيه درسا. تعطل فيه مجلس علم. واذا كان هناك بحث مثلا انت لجامعة او لشيخ او تريد ان تكتب لا ليس الكتابة الكتابة دعوها. المهم هناك بحث عن مسألة اه بحث تريد ان تقدمه لجامعة اه كما وقلنا سماع محاضرة تلخيص محاضرة هذا كله جعلوه في وقت الابكار. لانه وقت صفاء الذهن الناس نيام. اغلب الناس عوام الناس تكون نيام في هذا الوقت او قد ذهبوا الى اعمالهم. فانت اجعل وقت البكور للبحث الدقيق. وقت صفاء راقي جدا فعلا للبحث العلمي. والنبي الله عليه وسلم قال بورك لامتي في بكورها واخفيه من البركات الشيء العظيم. ويفتح الله عز وجل فيه على العبد الخير العميم الكبير قال والكتابة وسط النهار. اذا كنت تريد ان تكتب مثلا كتابا او تصنيفا او عندك مثلا امور تحتاج الى كتابتها في ميدان الميادين فيقول لك ابن جماعة ادعو لها في وسط النهار. يعني بعد الظهيرة او قبل الظهيرة بحسب وقت القيلولة. قال واجعل للمطالعة والمذاكرة الليل القراءة المفتوحة قراءة المطالعة العامة والمذاكرة العامة مع الزملاء والاصحاب تكون متى؟ قال اجعلها في الليل. فالمطالعة والمذاكرة المطالع القراءة العامة. اريد ان اطالع كتاب مثلا في السير او كتاب في الاداب والاخلاق والتزكية. او كتاب مثلا في السير العظماء او ما شابه ذلك. هذا قال المطارع او اذاكر مع زملائي درس درسناه سابقا في الصباح مثلا مع الشيوخ. فالمطالعة والمذاكرة في الليل. هذا تقسيم ابن جماعة وهذا برنامج هذا ليس الزاميا. يقول لك نعيد البرنامج سريعا وقت السحر للحفظ. وقت البكور للبحث في المسائل وسماع الدروس وعطور مجالس العلم. وقت الظهيرة من بعد الظهيرة مثلا الى العصر او من بعد العصر مثلا الى قبيل المغرب هذا للكتابة والتأليف. والتصنيف او ربما تجعله لتلخيص مثلا الدروس التي سمعتها في الصباح وقال والليل تجعله للمطالعة والمذاكرة. ثم بعد ذلك تنام في وقت جيد حتى تستطيع ان تستيقظ السحر يعني اكيد في وقت للنوم. هو عندما يقول لك والمطالعة والمذاكرة الليل لا يقصد جميع الليل. ساعتين ثلاث اربع ثم مثلا تنام الساعة الواحدة والثانية عشر مثلا وتستيقظ عند السحر تمام؟ واذا استيقظت للصحراء وذكرت الله واستغفرت وقرأت شيئا في العلم ثم بعد ذلك صليت الفجر في جماعة الحاضرة وجلست للشروق وبحثت شيئا بعد الشروق للساعة التاسعة ثم تنام مرة اخرى تعطي هذا الجسم يحتاج الى راحة وزنات الى قضية النوم مع ابن جماعة. لابد يرتاح هذا الجسم لان بعض طالبة العلم يرهق نفسه بترك النوم فاذا بالامراض تأتي عليه. وهذا خطأ. هذه النفس عليك ان تحسن قيادها. فالانسان لا يكلف نفسه ما لا تطيق. وكل انسان ادرى بنفسه. هذه النفس عليها ان تأخذ قدرها في الراحة. حتى تساعدك على الاتمام. حتى تساعدك على اتمام المسير. الى الله سبحانه وتعالى ولكن ايضا لا تمنعها مرادها كما تشاء. يعني لا تأخذ وقتها دائما في الراحة والنوم بحجة ان هذا الجسم يحتاج الى راحة يبقى نائما. هذا لا لطالب العلم ولا يمكن ان يفلح بهذا النهج. اذا هذا البرنامج مقترح وفي الحقيقة اه طالب العلم ربما يكون ادرى بنفسه. ربما هناك بعض طلبة العلم يقولون يا شيخ تقول لي يحفظ عند السحرة انا لا استطيع الحفظ عند السحرة. انا والله وقت السحر يكون العقل مقفلا عن الحفظ. استطيع المطالعة والمذاكرة. طالع وذكر. احفظ بعد الفجر يا اخي ما في مشكلة. والله يا شيخ انا وقت الحفظ عندي عند الظهيرة او بعد العصر. ممتاز انت قسم برنامجك بالطريقة التي تراها مناسبة. هذا في النهاية برنامج مقترح صار عليه كثير من الائمة وربما كانت المدارس الشرعية في زمن من جماعة تسير على هذا النمط. لكن ربما في زمننا ظروف الحياة تغيرت استيقاظ الناس ونوم الناس تغير ان تنظر في وقتك وزمنك وقسمه تقسيما جيدا. المهم ان تقسمه تقسيما جيدا بحيث تنتفع بساعات يومك وليلك. هذا هو مهم الخطيب البغدادي يعطيه نصيحة يقول اجود اوقات لحفظ الاسحار. لذلك ابن جماعة قادرة تستغل وقت السحر في الحفظ. يعني بتجربة العلماء هاي بالتجربة اجود اوقات الحفظ ما هي؟ الاسحار. لكن في الحقيقة احبتي العلماء قديمة يعني في زمن الخطيب البغدادي او في زمن ابن جماعة. اه ما كان هذه الضوضاء التي في زمننا حقيقة ما كان في كهرباء ولا كان في انارة ولا كان في شيء مما يوقظ الانسان جبرا. تجد الانسان فعلا عند الغروب تغرب الشمس ما في انوار. هو هذا اه مشعل يكون في البيت او اه مصباح من الزيت يشغله او ما شابه ذلك. يعني انارة ضعيفة ثم سرعان ما تطفى هذه الانوار وينام الناس جميعا. فهناك امور تساعد الناس على الاستيقاظ في السحر. طالب العلم اليوم حتى ينفذ هذا البرنامج يحتاج الى عزيمة واصرار فعلا يكون الانسان ملك وقته اذا انتهى من العشاء يعود الى منزله يطالع يذاكر في ساعة او ساعتين ثم يجبر نفسه على النوم حتى يستيقظ مبكرا من اهل السحر. اما اذا هو بينام الساعة الثانية والثالثة وما بقي شيء على الصحراء. انت نمت وقت السحر. فكيف ستستيقظ على السحر؟ لا تستيقظ فهنا الامور تحتاج الى شيء من التعقل يعني يبقى طالب العلم على وسائل التواصل الاجتماعي وفي زيارة لفلان وعلان وفي سهر وفي لعب. ثم يقول اريد ان استيقظ على حتى احفظ يعني انت لا تضحك على نفسك كثيرا حاول ان تكون متزنا حاول ان تكون متزنا. ربما بعض الناس عندهم وقت الساحة لا يستطيع ان يستغله ابدا في طلب العلم. نقول له احرص على ان يكون لك فيه ورد من الاستغفار او قيام الليل في اقل حال واجعل برنامجك في النهار فانار قضية يعني وضع البرنامج هذا يعود الى همة طالب العلم والى ظروف الحياة التي تحكمها. اكثر من قضية ان نضع برنامجا معينا الخطيب البغدادي المهمة عودة للخطيب البغدادي يقول اجود اوقات لحفظ الاسحار. ثم وسط النهار يعني يقول البغدادي اذا ما استطعت ان تحفظ في السحر فاحفظ في وسط النهار بعد الظهيرة قال ثم الغداء يعني الغداء هي الصباح بعد الفجر الى الساعة الثامنة والتاسعة خطيب بغدادي يعطيك نصيحة يقول بالتجربة افضل اوقات الان في السحر قبل الفجر. فان لم تستطع فاجعل الحفظ وسط النهار عند الظهيرة. فان لم تستطع اجعله في الصباح بعد الفجر فوقت الفجر يعني وقت الغداء الخطيب البغدادي يجعله اخر الاوقات. يجعله اخر الاوقات المفضلة. وهذا غريب لانه كثير شيوخ اليوم ينصحون الطلبة بالحفظ بعد الفجر. لذلك نرى انه هذه الامور امور اجتهادية ليست امور الزامية قال الخطيب البغدادي وحفظ الليل انفع من حفظ النهار اذا الخطيب البغدادي يعود فيقول لنا اذا استطعت ان تحفظ في الليل فان حفظ الليل انثى من حفظ النهار. لماذا لانه في زمنهم احبتي كان الليل وقت السكون يعني كما قلت لكم بعد العشاء الناس خلص في بيوتها والانوار مطفئة والكل نائم فلحفظ الليل كان عنده في وقت السكون الوضوء ما فيه ضوضاء. لكن ربما في زمننا الناس لا تنام الا بعد الثانية عشر للاسف. الناس لا تنام الاضواء والكهرباء ووسائل التواصل والتلفاز واجتماع العائلات والزيارات. بالعكس تبدأ بعد العشاء في زمننا. فاظن هذه الامور يعني ربما تتغير بتغير الزمان والمكان. قال ووقت الجوع انفع من وقت الشفع. وهذا في الحقيقة امر مجرب. وانا شخصيا جربته وقت الجوع انفع من وقت الشبع في ايام اقامتنا في المدينة النبوية على ساكنيها افضل الصلاة واتم التسليم. ما كنا نفضل الاكل الا بعد ان ننهي دراستنا في اخر الليل يعني كان كنا نذهب الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصباح بعد ان ننهي الدوام المقرر علينا في الجامعة نذهب الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبقى الى ما بعد العشاء ما بين مراجعة وحفظ ومذاكرة ومجالسة للشيوخ ثم بعد ذلك بعد ان ننهي البرنامج اليومي نتناول وجبة العشاء ونحن عائدون الى مساكننا فيكون العشاء هو الذي نختم به الليل لماذا؟ لاننا كنا نجلب من انفسنا اننا اذا اكلنا وجبة الغداء في وسط النهار ثم ذهبنا الى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نشعر بان التخمة وان مقفل تماما نشعر بالتخمة وان العقل مقفل تماما. لا نشعر بالنشاط عن الحفظ والطلب والجلوس مع الشيوخ تشعر بالكسل. فعلا اذا الانسان وملأ بطنه يجلس بكسل والنفس تتثبط عن الحفظ والمراجعة. ولا يشعر بالنشاط والهمة. لكن عندما نكون جيعا ويكون المعدة فارغة تشعر فعلا بالنشاط والهمة والقدرة على العطاء. فهذه نصيحة مجربة مائة بالمائة ان وقت الجوع انفع من وقت الشبع. اه طبعا بعض طلبة العلم يقول يا شيخ اثبتت الدراسات الحديثة ان الاكل المتأخر في اخر الليل يعني له مضار في الصحة نقول نعم لربما يكون له شيء من المضار لكن الانسان يمارس الرياضة وما كان كسولا خمولا لربما هذا المضار يعني تزول. فاذا كان ممارسة للرياضة وحركة في اثناء الحفظ والمراجعة لا يبقى دائما جالسا يكون في حركة نشاط رياضي او شيء معين. اه او يذهب ويأتي الى المسجد على قدميه او ما شابه ذلك. لربما اه هذا الطعام المتأخر يذهب ضرره والله تعالى اعلم. قال واجود اماكن الحفظ الغرف وكل موضع بعيد عن الملهيات وليس بمحمود الحفظ بحضرة النبات والخضرة والانهار وقوارع الطرق وتجيج الاصوات لانها تمنع من خلو قلبي غالبا. يقول لك ابن جماعة نقلا عن الخطيب البغدادي اين تحفظ؟ ابن جماعة اذا ينقل عن الخطيب البغدادي. يقول لك اين تحفظ ما هو المكان المناسب؟ عرفنا الوقت كنا قبل قليل نتكلم عن وقت الحفظ. طب ما هو المكان المناسب للحفظ يقول لك احفظ في غرفة منعزلة عن الناس او في مكان انت بعيد فيه عن الملهيات والمشغلات. هي القاعدة العامة تدور حول ماذا؟ ان المكان الذي يجب ان تحفظ فيه يكون مكان لا يتشتت فيه عقلك ودينك بسبب ما فيه من المعالم والتصاوير والخضرة وما شابه ذلك. الخطيب البغدادي يقول الانسان اذا حافظ على قوارع الطرقات وفي اماكن الخضرة والاماكن المبهجة. هذا سيشغله ويبقى ينظر الى النهر والى الشجر والى العشب. والى ما حوله من الخضرة فيشغله ذلك عن التركيز في تمام؟ واما اذا جلس في غرفة منعزلة عن الناس وما فيها رسوم واشكال وضجيج واصوات وكلام وحديد وصور. هنا هذا تساعد على التركيز وانكباب العقل والذهن على الكتاب والمتن الذي بين يديه هذه هي الفكرة التي يريد ان يوصلها الخطيب البغدادي. اهمية اختيار مكان مناسب لا يشغل طالب العلم في اثناء حفظه. وهذا في الحقيقة امر مهم. لاننا لو وجدنا بعض طلبة العلم يعني يمسك الكتاب يريد ان يحفظ وهو جالس مع صديقه يحدثه. او امام اهله. والاهل يتحدثون وينظرون الى التلفاز وهو جالس معهم وهو يريد ان يحفظ من هذا يعني خداع للنفس في الحقيقة انت تضحك على نفسك يعني اياك ان تضيع عمرك بهذه الطريقة. لا يصلح ان تمسك ان تمسك كتاب العلم وتبدأ بالدراسة والحفظ والمذاكرة وانت امام الناس وفي مجالس الناس تضحك ثم تعود تنظر ثم تشتغل وتلتهي ثم تعود هذا ليس حفظا والحفظ يذهب ويضيء بهذه الصورة الحفظ يحتاج الى تركيز الى مكان مناسب بعيد عن الضوضاء واذكر يعني ان الشوكاني رحمة الله عليه في كتابه ذكر اه انه كان اذا اراد ان يحفظ وان يطالع ان ذهب الى سدة في فوق بيته جلس فيها واغلق عليه الباب. هكذا يطلب الانسان نعم كما فعل شكرا رحمة الله عليه وكما فعل غيره من العلماء. قبل ان ننتقل للادب السادس اتكلم عن قضية الحفظ بشكل عام يعني بعض المهارات التي يحتاجها الطالب لان كثير من الطلبة يسألوننا عن مهارة الحفظ كيف ننميها وكيف نحافظ على محفوظاتنا؟ اقول احبتي هناك مجموعة من المهارات عليها ان تنمو وفي حياة طالب العلم من مهارات الحفظ عليها ان تنمو في حياة طالب العلم اذا اراد آآ ان يستمسك العلوم. اولا اول قضية من قضايا الحفظ موضوع اثناء الحفظ هذي اول قضية قضية التكرار اكتبوها عندكم التكرار امر مهم جدا ومحوري في طلب العلم الشرعي واذكر يعني هذه من القصص التي اذكرها اه في ايام اقامتنا في المدينة النبوية كنا نجلس في الحرم نحفظ المتون والمنظومات فكنت ارى طالب علم من بلاد افريقية كنت ارى طالب علم البلاد الافريقية يبدأ يحفظ منه الفجر ويستمر الى الساعة العاشرة وهو يحفظ يبدأ من الفجر ويستمر الى الساعة العاشرة وهو يحفظ وانا استغرب من حاله فذهبت اليه مرة جلست معه وتحدثت له وزرنا الاصدقاء فسألته يعني انت كم مرة تعيد البيت حينما تحفظ فقال لي انا اعيد البيت ثلاث مئة مرة يعيد البيت الواحد من المنظومة ثلاث مئة مرة وسبحان الله تعجبت من حالي يعني انا كنا نكرر لكن لم نصل الى هذا النفس الذي وصل اليه هذا الاخ. يعيد البيت ثلاث مئة مرة يعني فقلت لماذا تصنع هذا؟ قال انا اذا اعدت به ثلاث مئة مرة كل بيت احفظه اعيده ثلاث مئة مرة. لا يحتاج الى ان اراجع المنظومة مرة اخرى في حياتي لماذا؟ لان المنظومة كررها فوق يعني البيت الواحد وكان له ثلاثمئة مرة والبيت الذي يليه ثلاث مئة مرة ثم يجمع بين البيتين لا ادري كم مرة مرات لكن بعدد كبير. فتكون المنظومة مر عليها مئات المرات عندما حفظها فترسخ في ذهنه. ربما يحتاج بعد خمس ست سبع سنوات الى ان يعيدها مرة اخرى. رسخت كالصخر هكذا الحفظ احبتي بالتكرار لا اريد ان يعني ان تصل الى هذه الدرجة فعلا هناك اناس قد يضبطون حفظهم باقل من هذا. يعني هذه قدرة هذا الاخ يقول انا اشعر ان الثلاث مئة مرة تجعلني لا انسى. هناك اناس رزقهم الله سبحانه وتعالى ذاكرة متينة جدا. ربما يستطيع ان يحفظ المنظومة والقصيدة باقل من ذلك ربما بتكرار عشرين او ثلاثين مرة يؤدي الغرض لديه. لكن المهم ان القاعدة العامة عند السواد الاعظم من طلبة العلم ان عليهم التكرار كثيرا لان بعض طلبة العلم احبتي ينخدع بالحفظ الأول. انت اذا حفظت البيت من اول مرة او حفظت الاية من اول مرة وسمعتها من دون اخطاء. لا تظن ان هذه الاية دخلت في عقلك الباطن. انت صحيح سمعتها او قرأتها من دون اخطاء لكن هذا حفظ اولي على القشور. سرعان ما يذهب فنحن نريد ان تدخل هذه المنظومة او هذه الابيات او هذه المتون الى العقل الباطن الى عقلك الباطن. وترسخ في القلب وفي داخل وهذا الرسوخ لا يكون الا بالتكرار. هذا حال السواد الاعظم من طلبة العلم. يعني اياك ان تقيس نفسك على الشافعي او او النوادر الشواذ الذين رزقهم الله سبحانه وتعالى ذاكرة حديدية. لا نحن نتكلم عن السواد الاعظم عن حالنا وحال طلبة العلم عموما ان التكرار هو الوسيلة الاساسية للحفظ من لا يكرر عشرين وثلاثين مرة البيت والاية هذا لا يمكن ان ترسخ عنده هذه الايات وهذه الابيات. سيبقى ينسى وستبقى هذه المنظومات والمتون تتفلت منه. ثم يعود اليها بعد مدة وهو يشعر بالنسيان فتتثاقل النفس عن المراجعة. فنحن نقول يا طالب العلم لماذا تضيع الجهد ابتداء احفظ المتن بشكل جيد ومتين عندما تعود اليه في المستقبل تجد المراجعة سلسة وسهلة. اما اذا حفظت البيت وشتات ذهنه سيبقى البيت ضعيفا فكلما تعود تشعر ان هذا البيت قد نسي تماما وان هذه الاية قد فقدت تماما. فالتكرار اذا قضية محورية اساسية في طلب العلم. ثانيا التدرج في الحفظ من المتون الصغيرة الى المتون الكبيرة. هذه ايضا من مهارات الحفظ. بعض طلبة العلم من المتحمسين يريد ان يقفز المراحل يقول يا شيخ انا لماذا احفظ مثلا الاجر ومية؟ وانا استطيع ان ادخل في الالفية مباشرة لماذا احفظ مثلا المقدمة الجزرية في التجويد وانا استطيع ان ادخل في الشاطئية؟ لماذا احفظ اه الورقات وانا استطيع ان احفظ لكوكب الساطع؟ لماذا حكومتنا المختصرة في الفقه مع اني استطيع ان احفظ المتن المطوف. نقول احبتي قدرات الانسان على الحفظ تحتاج الى تمرين وممارسة. يعني تستطيع ان تتخيل عملية الحفظ بانها عضلة. الذاكرة عبارة عن عضلة. هذه العضلة تحتاج الى ان تعودها على الحفظ رويدا رويدا واياك ان تكسرها مرة واحدة بان تحفظ شيئا لا تطيقه. هذا يرهقها ويحملها ما لا تطيق. فلا تعينك الان لو الانسان عنده عضلة متشنجة. ماذا يفعل حتى تفك هذه العضلة؟ يبدأ يمارس بيده الرياضة رويدا رويدا. حتى تفك هذه العضلة ثم تصبح نشي اليس كذلك؟ لو انهم مرة واحدة قال هذه عضلة متيبسة اريد ان اجعلها نشيطة. حمل شيئا ثقيلا ماذا سيحدث هذه العضلة ستتمزق وتخيل هذا الامر في الحفظ ايضا هذا العقل اذا لم يكن اذا لم يكن ممارسا للحفظ من الصغر للحفظ الكبير تبدأ معه مرة واحدة بحفظ الالفيات انت تحمله ما لا يطيق فتنقطع عن الطلب ويصبح بينه وبين العلم نفرة. اياك ان تنفر عقلك من العلم وذاكرتك من العلم. بينما اذا بدأت معه بالصغير فتعود المنظومات والمتون الصغيرة الاجرومية والورقات والمقدمة الجزائرية ومتر في الصرف. ما هو من مقصود والسلم المنورة في المنطق. امة مختصرة في الفقه اذا عودته ان يحفظ الصغير اه اصبح عنده دربة على الحفظ. حينئذ ينتقل معك الى المتوسط ثم الى الكبير فإياك يا طالب العلم ان تتكاسل وتقول لماذا يا شيخ نحفظ المتون الصغيرة؟ دعنا ندخل في المتون الكبيرة. كل طالب مشى على هذا النهر وجدته قد انقطع بعض طلبة العلم لا يسمع النصح يريد ان يسير على عقله. تقول يا اخي العلم لا يكون بهذه الطريقة. العلماء الربانيون هم الذين يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره. وهكذا وهذا الذي ذكره ابن عباس في تفسير قوله تعالى ولكن كونوا ربانيين. قال هم الذين يعلمون الناس صغار العلم قبل كباره. فتعلم صغار العلم اضبط المسائل الاساسية في منظومة قصيرة. تعود على الحفظ عود الذاكرة والعضلة العقل على الحفظ حينما تصبح مرنة تستطيع ان تحفظ الانسان احبتي بتجربتنا يبدأ حياته العلمية ربما بحفظ خمس ابيات او ست ابيات لا يستطيع ان يجاوز ذلك في المجلس الواحد وعليه ان يبقى على هذا لا يحمل العقل خمسين بيت في مجلس واحد وضاقته خمس ابيات فقط كما قلت انت تنفر نفسك عن العلم ابدأ بحفظ خمس ست ابيات لا تجاوز ذلك مع الوقت تستطيع في المجلس الواحد ان تحفظ عشرين وثلاثين وهذا شيء مجرب لكن عندما تنمي قدراتك في الحفف اما الانسان مرة واحدة يحفظ عشرين وثلاثين هذا في الحقيقة يفقد حفظه بشكل سريع. لانه هو يوهم نفسه ان حفظ الثلاثين والاربعين مع ان عضلة الذاكرة وعضلة العقل هي لا تطيق هذا الرقم فيكون كل ما جمعه في هذه الساعة مجددا ضائعا تائها. فنقول لطالب العلم تدرج في الحفظ. ودرج عضلة العقل والذاكرة على الحفظ حتى اعدك في المستقبل على ان تنهل العلوم الكثيرة في اوقات قليلة. يعني انا اعرف مقصدك انك تريد ان تحصل العلم الكثير. في وقت قليل اقول لك العلم لا يأتي هكذا عليك ان تبدأ بالقليل عندما تصبح العضلة قادرة على الجمع وعلى الحفظ تستطيع ان شاء الله ان تحصل عدد كبير من الابيات ومن النصوص في وقت قصير فهذه اهمية التدرج اه المراجعة. هذه الفكرة الثالثة قضية المراجعة احبتي قضية محورية في حياة طالب العلم واكثر طلبة العلم عندهم نفور منها طالب العلم اثر عليه او من اسهل الامور عليه ان يحفظ من اسهل الامور عليه ان يحفظ. كله يحفظ يحفظ يقول لك الشيخ انا احفظ احفظ لكن قل له عد الى المتن مرة اخرى لتراجع يقول لك لا يا شيخ انا اراجع هذا امر صعب النفس تطاوعه على الحفظ لان الحفظ الابتدائي كما قلت لكم سهل. ان نردهم في مجلس واحد احفظ مائة بيت ما عندي مشكلة هذا الحفظ الابتدائي لكن العودة للمراجعة هذا امر شاق على الناس. وانظر في نفسك انظر في نفسك تجدها تطاوعك على ربما حفظ آآ نصف المصحف وحفظ خمس صفحات اليوم لكن انظر اليها لو قلت لها عودي الى اجزاء قد سبقت تجدها تتثاقل ويصعب عليها الرجوع فالمراجعة امر صعب على النفس. مع انها اهم من الحفظ المراجعة في حياة طالب العلم اهمية الحفظ. وهي الاصعب على النفس فنجاح طالب العلم في حياته العملية يعتمد كثيرا على قدرته على مراجعة ما سبق والعودة اليه. وان يطوع نفسه على هذه العودة لان لان المنظومات التي حفظت سابقا في حياتك والنصوص التي حفظتها هي رأس مالك فبعض طلبة العلم لجهله يفرط في رأس المال ولا يهتم بالمحافظة عليه ويذهب الى كسب رأس مال جديد فهمتم المثل محفوظاتك السابقة هي رأس المال الذي عندك هي الذي تتاجر به في العلم تمام؟ عليك ان تحافظ على رأس المال. هل رأيتم رجل عنده رأس مال يضيع ويبدد ويذهب الى كسب الاسماء الجديد هذا يوصف بالسفه ما في انسان يضيع رأس المال الذي عنده من اجل ان يذهب الى رأس مال جديد. ويبحث عن رأس مال جديد قد يحصله وقد لا يحصله. الانسان العاقل يحافظ على رأس المال الذي بين يديه. يحافظ على محفوظاته وعلى المنظومات. التي حفظها فيما سبق. ثم ان كان هناك فسحة من الوقت بعد اكد المحفوظات رأس المال القديم يذهب الى رأس مال جديد. يضيف الى الربح الى القديم. المحفوظات الجديدة هي ربح تضيف على رأس المال القديم واما انسان يشتت ويبدد رأس المال القديم ويذهب ويبحث عن ربح جديد هذا سفه. فنقول لطلبة العلم دائما الله الله في المراجعة الله الله في الرجوع الى المحفوظات القديمة. ان تحفظ متنا واحدا متقنا افضل من ان تحفظ عشر نجوم وانت لا تتقنها افضل من ان تحفظ عشرة متون وانت لا تتقن منها شيئا. القليل الدائم خير من الكثير المنقطع دائما تذكروا احبتي قليل نافع تنفع به الناس خير من كثير مشتت ضائع اذا طلب منك ان تستحضره لا تستطيع ان تستحضره فدائما نهتم بقضية المراجعة قضية استغلال فترة الشباب بداية الاعمار بداية العمر الان نصيحة لكل اب ولكل ام تطمح ان يكون ابنها طالب علم او عالم من علماء الامة ابدأ مع ابنك منذ الصغر ابدأ الان معه من الصغر هذا الابن اعينه على حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى في وقت مبكر يستطيع ان يحفظ كتاب الله في سن السابعة الثانية التاسع العاشر يستطيع ان يحفظ بسهولة لكن اذا الله ابا حريصا واما حريصة ثم عوده على حفظ كلام اهل العلم من الصغر بدل من ان يحفظ الابن اسماء اللاعبين واسماء اه افلام الكرتون والعاب البلايستيشن وغيرها لماذا لا يكون هذا الابن معبأ عقله من كلام هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ومن كلام الصحابة والتابعين. ولماذا اه لا يحفظ شيئا من كلام العرب ومن المنظومات لماذا؟ يستطيع. فالحقيقة احبتي انا ارى اليوم بعض الاطفال لم يتجاوز السادسة والسابعة يستطيع ان يسمع لك كل الالعاب التي يلعبها واسماء من يلعب بهم والاعمار وآآ ومن اي اتوا وكيف اه يقوم بهذا وكيف يأتي بهذا؟ وكيف يمارس هذه اللعبة؟ وهو ما زال في سن السادسة والسابعة. عقله مليء. لكن للاسف مليء بغثاء مليء بامور غير نافعة. والناس يتحججون يقولون يا شيخ هذا العصر ماذا نفعل؟ يستسلمون مباشرة كلمة الاستسلام والخضوع دائما على اسئلة الناس. تقول له يا فلان ادرك ابنك ابنك الان في سن السابعة الثامنة التاسعة وهو يحفظ اسماء اللاعبين واسماء البرامج التلفزيونية واسماء واسماء ولا يحفظ شيء من كتاب الله سبحانه ولا يحفظ شيء من كلام العرب. ثم بعد ذلك يأتي هذا الرجل يتباكى على حال الامة. ويقول ان القدس محتلة وان الاعداء الامة تسلطوا علينا ويبدأ تسمع منه معزوفة كاملة في حال هذه الامة ويتباكى عليها. لو كنت صادقا لو كنت صادقا في همي في همك وانك تريد لهذه الامة الخير وانك تحمل هم هذا الدين لو كنت صادقا لبدأت بابنك وعلمته كيف يكون رجلا وكيف يحمل هم الدين في حياته؟ هنا الصدق يظهر. مللنا احبتي حقيقة من الشعارات الفارغة. مللنا من كثرة البكاء على حالها هذه الامة وندب حظها من اناس لا يريدون ان يعملوا. بل شغلهم الشاغل البكاء والعويل وانزال المنشورات والبوستات ونبكي ونتباكى نذهب ونعطي ثم بعد ذلك اذا نظرت في تربيته لابنائه فاذا ابناؤه امام التلفاز وامام وسائل التواصل وامام الملهيات. يا فلان لماذا ابنك لا تعلم العلم لماذا لا تربيه ان يكون مثقفا عاقلا قارئا؟ لماذا لا تربيه؟ يبدأ يتعذر وينشغل اذا لا تبكي على هذه الامة. ابكي على خطيئتك على ذنبك وعلى تقصيرك في حق هذه الامة. نعم هذا الشيء هو الذي تستطيع ان تقدمه لهذه الامة. انت تستطيع ان تربي ابنك ليكون خادما لهذا الدين هذا الرباط تستطيع ان تقدمه لا نريد منك ان تتباكى على وسائل التواصل. نشكرك. لا نريد منك ان تتفاعل كثيرا. نشكرك نحن نريد منك ان تربي عالما ان تنتج انسانا يحمل هم الدين ان تنتج خادما لدين الله سبحانه هذه وظيفته. صدقني على وسائل التواصل لن يفيد كثيرا. ولن يغير من واقع هذه الامة. فلا احد يسمعك. هل هناك احد يسمعك؟ ربما وجدت من يضع لك اعجاب او شيء من ذلك لكن انت تضحك على نفسك. هذه الساعات على وسائل التواصل نشكرك عليها. فرغها لابنائك فرغها لبناتك علم ابنتك العفاف والطهارة وعلمها مبادئ الدين لتكون زوجة صالحة في المستقبل. علم ابنك كيف يخدم دين الله سبحانه وتعالى. ليس شرطا ان يكون ابنك عالما لكن اقل القليل ان يكون عالما بما يصلح به دينه ودنياه. ان يكون مثقفا بسيرة محمد صلى الله عليه وسلم وبالاخلاق الحميدة. ما المانع يعني ان يكون مهندسا طبيبا اه محاسبا او ما شابه ذلك وفي نفس الوقت له دراية بدينه وباعتقاده وما يدين الله سبحانه وتعالى به ويحفظ كتاب الله. هل حفظ كتاب الله سبحانه هو حكى على طلبة العلم وعن العلماء الربانيين ام هو لكل شاب ولكل فتاة تريد ان تحيا هذه الحياة حياة المسلم النقي الطاهر العفيف. فهذا الامر انتبهوا عليه استغلال فترة الشباب وشرق العمر في طلب العلم اخيرا انا انا لا اريد ان انتقد الادب السادس في هذا اليوم. اخيرا احبتي قضية التفهم لما تحفظ. الحفظ يا شيخ ليس مقصودا لذاته. وآآ بعض سمعت استاذا في الجامعة قال لي عليك ان تفهم اكثر من ان تحفظ وهذا الحفظ هو عبارة عن نسخ جديدة تضيفونها. يعني انت نسخة جديدة من الفية ابن مالك وانت الذي تحفظ اه صحيح البخاري انت نسخة جديدة من البخاري ايش تفعلون بالحفظ؟ عليكم بالفهم اذكر آآ من نصائح الشيخ حمود بن عقلة الشعيبي رحمه الله تعالى وهو من المشايخ الكبار الذين قضوا في بلاد الحرمين انه كان يقول يعني هذه قصة قرأتها في سيرته كان يقول الشيخ حمود بن عقلا عليه رحمة الله قال كنا نعتمد على الحفظ في طلبنا للعلم قال حتى اتانا شيخ من مصر يعني عادي يا شيخ من مصر درس في المعاهد الشرعية في بلاد الحرمين. قد اتانا شيخ من مصر فزهدنا في الحفظ. وقال لنا عليكم بالتفهم بدع الحفظ قال فاخذنا بنصيحته فاضاع علينا علمنا انظروا ايش قال؟ قال فاضاع علينا علمنا. قال يعني كنا نشتغل بالحفظ نحفظ المتور والمنظومات العلمية. ونحاول ان نرسخ العلم من خلال حفظه فلما جاءهم هذا الشيخ الذي له نصيب من الجهل. قال زهدنا في الحفظ. وقال ايش تفعلون بالحفظ؟ عليكم بالفهم. قال فاخذنا بنصيحته ظن انها نصيحة في قال فاضاع علينا علمنا اي ذهبت بركة العلم فالعلم الشرعي له جناحان جناح الحفظ وجناح الفهم لا مجال لابد من الحفظ فاحفظ فكل حافظ امام كما قال الرحبي عليه رحمة الله فالحفظ هو ركن من اركان عملية التعلم كما ان الفهم ركن اخر من اركان عملية التعلم اي طالب علم فرط في احد الجانبين لا يوثق بعلمه. خذوها مني. اي طالب علم يفرط في احد الجانبين يعني لا يريد ان يحفظ يريد ان يفهم لا يوثق بعلمه. واي طالب علم يريد ان يحفظ ولا يريد ان يفهم لا يوثق بعلمه طالب العلم والعالم الرباني هو الذي يجمع بين الحفظ والفهم لان العلم الشرعي هو عبارة عن مسائل في الفقه. مسائل في الاعتقاد. الاف المسائل الفقهية. كثير من المسائل الاعتقادية. مسائل لغوية مسائل صرفية يبنى عليها العلم. اقوال المفسرين اقوال الاصوليين. هذه الاقوال اذا لم تكن مستحضرة في ذهن طالب العلم وفي ذهن وهو يفتي في دين الله. وكيف يكون استحضارها بالحفظ اذا لم تكن مستحضرا مع تفهم لها وتعقل لمدلولها انى له ان يفتي في دين الله سبحانه. كيف يفتي الانسان في دين الله وهو ولا يستحضر اقوال العلماء في المسألة احبتي هذه قضية لا اجامل فيه احدا لانني رأيت كثيرا للاسف ممن يتصدر اليوم للتعليم ويزهد طلبة العلم في الحفظ لان هذا الاستاذ الذي يتصدر للتعليم لم يحفظ شيئا في حياته ويريد ان يبرر نقصه وضعفه في ظهر للطلبة ان موضوع الحفظ ليس موضوعا اساسيا جوهريا وان المهم الفهم هو يريد ان يظهر نقصه في صورة كمال يريد ان يظهر ان عدم الحفظ لديه ليس لانه كان كسولا مهملا او لانه لم يدله احد على هذا الطريق بل لانه لم يرى الحفظ شيء جيد وانه كان يضيع وقته في حفظ منظومة لماذا تعيد الفية ابن مالك مئات المرات ولماذا تحفظ الكوكب الساطع؟ صدقوني احبتي اولا من تجربة شخصية في حياتي العلمية الكتب التي قرأناها عن المشايخ من دون ان نهتم بحفظها ضاع اكثرها من اذهاننا وما بقي منها الا رسوم عامة. نعود اليها في كل فترة واما الكتب والمنظومات والمتون التي اهتمنا بحفظها ورسوخها هي التي تشكل شخصيتنا العلمية وهي التي تعيننا على جمع المسائل العلمية مع بعضها البعض في مكان واحد. فان تدرس مسألة فقهية لها ارتباط باصول الفقه وباللغة العربية لا يكون ذلك الا اذا استحضرت المسألة الاصولية واللغوية والمنطقية هو ان تدرس المسألة الفقهية. وهذا لا يكون الا لمن حفظ لان المسائل العلمية كثيرة جدا بالالاف المؤلفة. والمنظومات والمتون تساعدك على حفظ الاصول ومن حفظ الاصول احبتي واحكمها استطاع ان يبني عليها وان يرتقي. اما من كانت الاصول عنده ضائعة مشتتة تائهة لا ان يستحضرها وان يأتي بها من ذاكرته انى له ان يفتي في دين الله سبحانه. والله هذه من النصائح التي اضاعت كثيرا من طلبة العلم وهي ليست نصيحة اصلا. ان تقول لطالب العلم لا تحفظ عليك بالفهم هذه ليست نصيحة. بل هذا من تلبيس ابليس وهذا ناجب عن الجهل بطرائق اهل العلم في تعلمهم الجبيني رحمة الله عليه يقول لم افتي حتى حفظت اثنتي عشرة الف صفحة من كلام الباقي اللاني. يتكلم عن كلامه في العقائد بغض النظر عن دقة هذا الرقم لكنه رقم عالي جدا صحيح؟ يقول حفظت اثنتي عشرة الف صفحة من كلام الباقي لله انا اظن الرقم مبالغ فيه في الحقيقة ليست بهذه الصورة لكنه يدل بالجملة على انه حفظ الاف الصفحات والاوراق واستعطرها في ذهنه قبل من يتكلم في دين الله سبحانه وتعالى آآ كل العلماء لو قرأت في سيرهم تجد اذهانهم مليئة بالحديث النبوي الشريف وبحفظ مسائل الفقه وبحفظ مسائل الاصول وباستحضار الشعر العربي وكلام الائمة وكلام المفسرين كلها موجودة ومطبوعة في الذهن وبهذا وعلى هذا صنفوا. واما اليوم حتى تعرفوا سبب تخلفنا العلمي وضعف البناء العلمي الشرعي في بلداننا وفي كثير من البلدان حولنا لما خرج لنا من يصدر لنا اهمية الفهم وعدم اهمية الحفظ وان الحفظ عبارة عن نسخ مكررة ولا نحتاج اليه وتضييع لوقت طالب العلم انظروا كيف اصبح حال العلم في في زماننا اصبح عندنا انصار متعلمين. اصبح عندنا عقول مهترئة متآكلة. اصبح هناك اندراس في معالم العلم الشرعي. لم نجد لا نجد الان من الفية ابن مالك ولا اصول الكوكب الساطع ولا جمع الجوامع ولا المشون العلمي الاصيلة الا ما ندر ما السبب في ذلك؟ السبب في ذلك العزوف عن حفظ المنظومات والتركيز في كلام الاوائل واصبحنا نقرأ كتب معاصرة نتفهمها ونقرأها سريعا ونزعم ان علماء بها. لذلك اياكم ان يخدعكم احد بقضية التفهم فقط. لكن الحفظ وحده ايضا والابتعاد عن الفهم منهج خاطئ انه بعض طلبة العلم يركز على الحفظ طب واذا قلت له طب هذه المنظومة التي حفظتها؟ هل استشرقتها؟ هل قرأت عليها كتابا؟ هل سمعت شرحا لا يعني؟ قال لا. طب ماذا تنتظر عليك ايضا ان تسمع الشرور وان تقف على معاني هذه الابيات لان المطلوب في النهاية في النهاية هو في الحقيقة النصر الى المعاني المحفوظات هي وسائل لابد من سلوكها للوصول الى المعاني. فاذا كنت تسلك الوسيلة ولكنك في النهاية لا تصل الى المعنى فانت كمن اخذ او استقل سيارة لكنها لم توصله لا مقصودة. فماذا استفدنا؟ فهذا لا يصلح احبتي. اي متن تحفظ عليك ان تستشرح ابياته كلمة الكلمة وحرفا حرفا حتى تكون جمعت بين الحفظ والفهم وهكذا ينمو العلم وتحصل الفائدة ونصنع عالما بهذه الامور. اظن اني اكثرت الكلام واردت عليكم الحديث في هذا المجلس. في المجلس القادم باذن الله لعلنا نمر على ما بقي من اداب طالب العلم في نفسه وننتقل بعد ذلك الى ادب طالب العلم مع شيوخه واساتذته صلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم