يا طالبا للعلم يرجون نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني. اخلص لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على نبينا وعلى قرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم في ادب العالم والمتعلم للامام ابن جماعة كنانية الشافعي عليه رحمة الله تعالى. وقد وصل بنا المسير احبتي في هذا الكتاب المبارك الى ادب المتعلم في نفسه كيف يرسم طالب العلم منهجا لحياته العلمية يسير عليه منهجا في التعامل مع العلائق منهجا في تجاوز العوائق منهجا في مأكله ومشربه ونومه منهجا في العزلة والتفرغ لطلب العلم يرسم آآ لنا ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه معالم طريقة السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم في طلب العلم. كيف كانوا يسوسون انفسهم ويديرون حياتهم؟ كيف كانوا يضعون برامج لانفسهم ويخططون لكل دقيقة ولكل اه لحظة من اعمارهم ومن ايامهم. اه في المجلس السابق احبتي وقفنا على كثير من المهارات التي تكلم عنها ابن جماعة كمهارتي اه الحفظ وكيف يتجاوز الانسان العوائق التي يمكن ان تقف امامه خاصة الرزق وعائق الزواج الى غير ذلك من الامور التي لفت انتباهنا اليها رحمة الله عليه. واليوم نكمل مسيرنا في اداب جديدة من الاداب التي ينبغي على طالب العلم ان يحكمها في حياته العملية اذا اراد ان ان يكتب له شيء في المستقبل باذن الله واراد ان يكون له او بصمة في تاريخ اه هذا العلم وفي ميادين العلماء. الادب السادس الذي انتقل اليه ابن جماعة عليه رحمة الله تعالى قال السادس من اعظم الاسباب المعينة على الاشتغال وركزوا احبتي في هذه القاعدة الجديدة. يقول من اعظم الاسباب المعينة على الاشتغال اي على الاشتغال بالعلم والفهم وعدم الملل قال اكل القدر اليسير من الحلال من اعظم الاسباب المعينة على الاشتغال والفهم وعدم المنال اكثر شيء او من اكثر الاشياء التي تعينك يا طالب العلم على ان تنشغل بالعلم بكليتك وعلى ان ترزق الفهم الجيد وان تدفع عنك السئامة والملل ما هو؟ قال الاكل اليسير من الحلال وهدان شرطان. الشرط الاول الاكل اليسير ان يكون من حلال ماله الان انظروا ماذا قال ونقل عن الشافعي. قال الشافعي رضي الله تعالى عنه ما شبعت منذ ستة عشر سنة او منذ ست عشرة سنة الامام الشافعي رحمة الله عليه يقول لكم ما شبعتم ما قال ما اكلته. الانسان يأكل لكن قال ما شبعت منذ ست عشرة سنة وهذا رسم لمنهج في حياة طالب العلم الشافعي حينما كان يطلب العلم ما كان يشبع لماذا ما كان يشفع؟ انظروا ماذا قال ابن جماعة رحمة الله عليه في ضرر الشبع على همة طالب العلم وعلى نشاطه. قال وسبب ذلك ان الاكل جالبة لكثرة الشرب وكثرته اي كثرة الشرب جالبة للنوم والبلادة وقصور الذهن وفتول الحواس وكسل الجسم هذا مع ما فيه من الكراهية الشرعية والتعرض لخطر الاسقام البدنية اذا احبتي كثرة الاكل تجذب كثرة الشرب وكثرة الاكل والشرب في الحقيقة هي جالبة للنوم. الانسان متى اشبع شهوة بطنه شعرها بالكسل واراد ان ينام واختبر هذا في نفسك. انظر حينما تتناول وجبة الغداء وتثقل فيها كيف تصبح الامام؟ كيف يصبح النشاط؟ يصبح لسانه كسولا. يرغب في النوم. يرغب في الاستجمام. ففيه كثرة الاكل. وهذا بالتجربة احبتي يعني نحن لا نحتاج الى اثبات علمي حتى نقف على صحة كلامي من جماعة عليه رحمة الله. هل هذا بالتجربة؟ الانسان اذا اكثر الاكل وشعر بالتخمة دب فيه النعاس والكسر والخمول واحب الاستجمام والراحة. وهذا يضيع وقتا كثيرا من حياة طالب العلم. خاصة اذا كان هناك عدة وجبات اليوم يعني بعض طلبة العلم يريد ان تكون هناك وجبة افطار ووجبة اه غداء ووجبة عشاء. وتكون كل الوجبات مشبعة فهذا يبقى كسولا كاملا في اه مدة هذا اليوم ولا يصلح للانسان ان يضيع عمره والانسان الذي يبحث عن الهمة الانسان اللي يبحث عن الانجاز الانسان اللي يبحث عن العلم لا ان يضيع ساعات العمر في تناول الطعام والشراب ثم النوم بعدها. يعني حتى لو لم يكن للشبع الا لو لم تكن له سيئة الا اضاعة الوقت في كثرة الاكل والشرب لكفى بها سيئة. فما بالك ان كثرة الاكل والشرب هي بحد ذاتها مضيعة للوقت وينتج عنها مضيعة للوقت في النوم والاسترخاء والاستجمام. فضلا عن الاسقام البدنية التي يشير اليها ابن جماعة ان من اكثر الاكل والشرب فاصبح سمينا عنده تقمة. هذا تدب فيه احبتي الاسقام البدنية التي يثبتها العلم الحديث فطالب العلم كلما كان خفيفا لطيفا في اكله وشربه كلما كان انشط على طلب العلم وكلما اه ازداد كان عنده وقود يكمل به المسيرة في يومه. واما اذا اكثر طعامه وشرابه هنا ثلاث ساعة من دمه. وركز في كلام ابن جماعة حينما قال اكل قدر اليسير من الحلال. لان اكل الحرام احبتي مانع من موانع بركة العلم. الله سبحانه وتعالى يمحق بركة العلم من الانسان الذي يأكل الحرام فلو اكل الانسان قدرا يسيرا من الحرام فان هذا ماحق لبركة العلم لا تجد هذا العلم يثمر اثره وينتج في حياتك ولا في حياة مجتمعك لانك بنيته من جسد غذي بالحرام فالنار اولى به اه ثم يكمل ابن جماعة رحمة الله عليه قال كما قيل فان الداء اكثر ما تراه يكون من الطعام او الشراب اكثر الادواء التي تحل بالانسان سببها كثرة الطعام والشراب ولذلك سئل احد اشهر اطباء العرب الحارثي بن كندا عن اه اه عن الطب فقال الطب الحمية الطب والحمية. ما هو الحمية؟ التقليل من الطعام والشراب فهذا يحافظ على جسدك نشيطا قويما مستقيما باذن الله تعالى. ثم يقول ابن جماعة ولم يرى احد من الاولياء والائمة العلماء يوصف بكثرة الاكل ولا حمد به وانما تحمد كثرة الاكل من الدواب التي لا تعقل بل هي مرصدة للعمل يقول ابن جماعة حينما نظرنا في سير الاولياء وفي سير الائمة العلماء الذين وصلوا الى مرتبة عليا واصابوا القدح المعلى وحازوا قصب في العلوم هؤلاء الائمة لم يعرف عن احد منهم انه كان مكثارا من الطعام والشراب وانما تحمد كثرة المأكل والمشرب من الدواب التي لا تعقل هي التي يحمد فيها كثرة الاكل والشرب فانت تذهب الى شاة سمينة تختارها لاضحيتك او لعقيقتك لان هذا الثمن هذا السمن فيها دليل على صحتها. دليل على صحتها. فضلا ان هذه الدواب كثيرة العمل. قال بل هي موصلة للعمل فهذا الطعام والشراب الذي تتناوله الدواب يذهب دائما او تحرقه دائما في مسيرها وفي عملها واشغالها. اما انت يا طالب العلم عملك هو والجلوس والعكوف على الكتب الشرعية وعلى المصنفات العلمية تقرأ وتحلل وتحفظ. فحينما تأكل وتشرب ولا يوجد هناك عمل حركي في الاقدام تحرق به اه هذا الطعام والشراب وانما تبقى جالسا على اريكتك تمسك الكتاب او تحفظ المتن هذا سبب في زيادة السمنة. هذا سبب في زيادة السمنة ودب الامراض والاسقام فيه. فعليك ان تكون عاقلا. كل واشرب والبس وتصدق من غير سلف ولا مخيلة. هذه وصية محمد صلى الله عليه وسلم ان يشرب الانسان باعتدال ان يأكل باعتدال حتى تبقى النفس نشيطة تساعدك وتسعفك في طالبك للعلم قال والذهن الصحيح اشرف من تبديده وتعطيله بالقدر الحقير من طعام يؤول امره الى ما قد علم. الانسان العاقل الذي يهتم بالفكر والانجاز والمطالعة والثقافة وبناء العلوم وصناعة النفس. هذا الانسان الشريف لا يبدل احبتي طاقته ولا لا يضيع عمره في قدر حقير من طعام بسبب شهوة طعام تؤول الى ما نعلم في دورات في الخلاء ودورات المياه يعني باسمها المعاصر فكل ما تأكله في النهاية يذهب قوتا للجسم. وما زاد من حاجتك فانه يذهب في الخلاء. فالانسان العاقل الشريف صاحب الهمة لا يضيع وقته ولا يبدل دينه ولا يشتت همه في مطعم ومشرب بل دائما يجعل هدفه وغايته ومقصده امامه ليقوده ذلك الى اه الشرف والعلياء باذن الله. قال ولو لم يكن من افات كثرة الطعام والشراب الا الحاجة الى كثرة دخول الخلاء لكان ينبغي عاقل اللبيب ان يصون نفسه عنه. يعني يقول ابن جماعة لو لم تكن هناك سلبية لكثرة تناول الطعام والشراب الا انك تحتاج الى دخول في الخلاء كثيرا والخلاء معروف. ومكان خبيث ليس بذاك المكان الطيب الطاهر. ندخله للحاجة ونخرج منه وهو مكان اجتماعي الشياطين والمخلوقات الضارة الى غير ذلك مما يذكره العلماء. فهذا المكان كثرة قصدك له تتناسب طرديا مع كثرة تناولك للطعام والشراب. من اكثر تناول الطعام والشراب اكثر قصده الى هذا المكان. والانسان صاحب النفس لا يود الجلوس والمكوث كثيرا في مثل هذه الاماكن ولا التردد اليها. فيقول ابن جماعة لو لم تكن من اضرار المطعم والمشرب الاكثار من المطعم المشرب الا كثرة زيارة هذه الاماكن الخبيثة لكفى بذلك ضررا على صاحب الهمة الشريفة ثم قال ومن رام الفلاح في العلم وتحصيل البغية منه مع كثرة الاكل والشرب والنوم فقد رام مستحيلا في العادة. هذه ضعوا تحتها قاعدة من رام الفلاح في العلم وتحصيل البغية منه مع كثرة الاكل والشرب والنوم فقد رمى مستحيلا في العادة. بعض طلبة العلم احبتي يضع لنفسه قاعدة غريبة في العلم. ومنهجا اه في الحقيقة يلفت النظر يرى انه ان من حقه ان يكثر المطعم والمشرب والنوم والملهى والانشغال مع الناس ثم في نفس الوقت يريد ان يكون عالما نحريرا محققا وحافظا علامة. وهذا لا يمكن ان يجتمع احبتي. انسان يكثر النوم ويكثر الاكل ويكثر الشرب ويكثر الجلوس مع الخلان والذهاب الى الاماكن العامة والملاهي والملاعب ثم بعد ذلك يقول اريد ان ان تكون طالب علم محقق وان اقف على بطون الكتب وان احررها فهذا احبتي لا يمكن ان يجتمع يعني هذا من المستحيلات. وان لم يكن مستحيلا عقليا فانه مستحيل في العادة كما ذكر لكم ابن جماعة. فيا طالب العلم اذا اذا اردت ان تنجز اذا اردت ان تحفظ اذا اردت ان تفهم اذا اردت ان اه تحقق تعلق تدقق عليك ان تستهلك العمر في هذا الميدان لا يصلح ان تستهلك ساعات العمر في المطاعم وفي المآكل وفي مجلس عند فلان وفي غداء عند فلان وفي نوم وثبات ثم بعد ذلك تقول لماذا لم احصل العلم؟ المشكلة في برنامجك المشكلة في طريقتك في المنهج الذي وضعته لنفسك في طلب العلم ان تضيع اغلب ساعات يومك في المآكل والمشارب والملاهي ومسائل التواصل ثم وفي النوم ثم بعد ذلك تقول لماذا لا احصل العلم؟ بالتأكيد لن تحصل هذا علم سهر عليه الائمة العظماء اسهروا ليلهم واضوأوا نهارهم وهجروا اهلهم وخلانهم. تعبوا وحصلوا وكدوا من اجل بان ترى هذه العلوم وهذه المصنفات بين ايدينا وانت تريد ذلك براحة الجسد. فاياك ان يخدعك الشيطان وان تسول لك النفس. واياك ان تظاهر بالعلم وان تتشدق به وانت لست اهلا له. وهذا اقوله خاصة لمن ارتفع في الدرجات الاكاديمية. اياك ان تصور نفسك امام بانك عالم كبير مع انك اضعت سنوات الدراسة في الجامعة في النوم والاكل والشرب والجلوس مع خلان والذهاب هنا وهناك. اياك ان تخدع نفسك وتقول انا حصلت الشهادة الشرعية معناها انا مؤهل. كلا. بينك وبين الله. تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبي زور فاياك ان تلبس ثياب الزور وانت في الحقيقة فارغ من الناحية العلمية قال من جماعة والاولى ان يكون اه اكثر ما يأخذه اه او ما يأخذ من الطعام ما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والاولى ان يكون اكثر ما يأخذ من الطعام ما ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. يعني الان ابن جماعة يقول ما هو الحد الاعلى من الطعام؟ اريد ان اكل يا شيخ باعتداء فهمك ما هو الحد الاعلى؟ الذي تمنحونه لي؟ نقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الحسن يقول ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطنه او من بطنه قال بحسب ابن ادم ثم قال صلى الله عليه وسلم بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه اي يكفيك لقيمات يقمن صلبه هذا يكفيك لقيمات تنهض بها الهمم ويسير بها الجسد تكفي. قال فان كان لا محالة يعني اذا كان الانسان لا يريد ان يقتصر على لقيمات وربما هذا حالنا يعني لا نريد ان نكون مثاليين نقول اننا نقتصر على لقيمات في حياتنا العملية في الحقيقة اكثرنا لا يأكل لكن ما هو هو المقياس قال فان كان لا محار يعني ان كنت لابد تريد ان تأكل قال فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه كما نقل الترمذي اذا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم من امور الله اثلاث اجعل الثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس. اما ان تكون جميع الاثلاث للطعام فهذا هو كسل وهذا هو الاسراف في الطعام وهذا هو المدعاة والمجلبة للكسل والنوم قال فاذا زاد على ذلك يعني من جماعة واضح يقول النبي عليه الصلاة والسلام وضع لنا المقياس ما هو اكثر حد مسموح به في الطعام؟ والا نتجاوز الى حد الاسراف. قال فان زاد على ذلك اي على الثلث فالزيادة اسراف خارج عن السنة. التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا قال بعض العلماء جمع الله بهذه الكلمات الطب كله. اي هذه الاية وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. هذه جمعت لنا الطب لماذا؟ لان صحة الانسان كما ان الانسان يضره ها انتبهوا بعض الطلبة انا رأيت عنده اجحاف يعني ايضا يعني هي قضية لا افراط ولا تفريط كما ان كثرة الطعام والشراب مضرة بالبدن كذلك التقليل من الطعام والشراب بحيث تتضرر صحة البدن ايضا لا يصلح دائما الاعتدال والقصد هو المطلوب. بعض الناس يعني يحمل نفسه ما لا تطيق من قلة الطعام والشراب. يصبح البدن هزيلا. يصبح الحفظ ضعيفا تضعف طاقته على التركيز في الحفظ والمراجعة وفي حضور مجالس العلماء وهذا ايضا مما لا ينبغي. فهذا المنهج هو منهج الاعتدال هكذا رسمه القرآن الكريم. كلوا واشربوا كلوا واشرب كلوا واشربوا ولا تسرفوا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث عمرو بن شعيب. عن ابيه عن جده كل واشرب والبس وتصدق من غير سرف ولا مخي له اذا انتهينا من هذا الموضوع السادس. موضوع كيف يتناول طالب العلم الغذاء انظر كيف يعني ابن جماعة رحمة الله عليه يصل الى هذه النواحي الدقيقة في حياة طالب العلم. ولا يتكلم فقط عن ادب طالب العلم مع شيخه او ان طالب العلم عليه ان يحفظ ويفهم بل يركز على ادق الامور في حياة طالب العلم. وهذا من اه عظمة هذا المصنف ومن اهمية هذا الكتاب. انه في الحقيقة تطرق الى مواضيع حساسة جدا في حياة طالب العلم ربما بعض طالبة العلم يظن انها مواضيع ثانوية لكنها مواضيع اساسية قد تكون هي السبب في الكسل وضعف الانتاج موضوع النوم موضوع الاكل والشرب موضوع تشتت الهم موضوع التفكير الدائم في الزواج. كل هذه المواضيع هي في الحقيقة هي العوائق. التي تقف حاجزا امام انجاز كثير من طلبة العلم في حياتنا العملية الان ننتقل الى موضوع جديد. الموضوع السابع الذي انتقل اليه ابن جماعة عليه رحمة الله. موضوع الورع موضوع حقيقة مهم جدا في حياة طلبة العلم بل في الحقيقة هو موضوع مهم في حياة حتى العلماء اليوم والدعاة وفي حياة المصلحين موضوع الورع احبتي في حياتهم ماذا يقول ابن جماعة ثم بعد ذلك نعلق تعليقا مختصرا؟ يقول ابن جماعة الادب السابع ان يأخذ نفسه بالورع في جميع شأنه ويتحرى الحلال في طعامه وشرابه ولباسه ومسكنه. وفي جميع ما يحتاج اليه هو وعياله ليستنير قلبه. ويصلح لقبول العلم ونوره به ولا يقنع وهذه قاعدة اكتب وعندها قاعدة هذا السطر الذي ساقرأه قاعدة مهمة جدا في حياة الدعاة والمصلحين وطلبة العلم. انظر ايش قال قال ولا يقنع لنفسه بظاهر الحل شرعا. مهما امكنه التورع ولم تلجه حاجة او يجعل حظه الجواز بل يطلب الرتبة العالية ويقتدي بمن سلف من العلماء الصالحين ايش يقول ابن جماعة هنا؟ خاصة في هذه القاعدة ولا يقنع ولا يقنع لنفسه بظاهر الحل شرعا مهما امكنه التورع الان احبتي هناك مسائل تبقى في دائرة الاشتباه عند العالم وعند طالب العلم يمكن ان تكون حلال يمكن ان تكون حرام لم يصل فيها الى شيء يطمئن له القلب والفؤاد فماذا يفعل طالب العلم والعالم والداعية مع هذه المسائل المسائل المشتبهة التي يمكن ان تكون حلالا ويمكن ان تكون حرام او بعض التصرفات والمواقف التي يمكن ان يدخلها شيء من الحرمة. ماذا يفعل طالب العلم والداعية؟ هل يلج في في هذه التصرفات ويقتحمها بكليته بحجة انها يمكن ان تكون حلالا ام يأخذ نفسه بالورع وتقوى الله سبحانه وتعالى ويمنع نفسه هواها حتى يربي هذه النفس على كبح جماحها وحتى يعودها على ان تكون وقافة عند حدود الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه فاذا موضوع الشبهات احبتي موضوع خطير في حياة طالب العلم يعني ربما العامة قد يعذرون في اقتحام الشبهات لانهم ليسوا في محل الاقتداء والقدوة ليسوا ائمة ينظر اليهم لكن العالم وطالب العلم هو في موطن القدوة. الناس ينظرون اليه كيف يتعامل مع المسائل الشرعية كيف يقف عند الشبهات ما هو منهجه ومسلكه بها؟ ومسلكه بها. فلا يصلح لطالب العلم ان يري الناس من نفسه اقتحاما لهذه الابواب لانه من حام حول الشبهات احبتي قد حام حول الحمى. ومن حام حول الحمى اوشك ان يقع فيه فهذه احبتي اماكن خطر كيف تضع تجد هناك لوحات موضوعة على بعض الاماكن مكان خطر. الشبهات اماكن خطر لو روعي او سمح العامي في المرور بها او المكوث بها فان العالم والداعية لا يصلح ان يمكث بها لا يصلح ان يمكث بها. حتى ولو كان هذا العام هذا العالم او طالب العلم رجح عنده جانب الحل وبقي هناك شوب حرمة فهو لو افتى بحل هذه المسألة فانه يجتنبها الناس ورعا وتقوى لربه. يقول هذه المسألة وان كان ظاهرها الحل لكنني لا اقتحمها واخذ نفسي بالسلامة لانك في النهاية قد تفتي بغلبة الظن او بالظن ان هذه المسألة حلال لكن بما ان هناك احتمال ولو واحد او اثنين او ثلاثة بالمية انه وهذه المسألة فيها حرمة انت يا طالب العلم وانت ايها العالم عليك ان تجتنبها اذا لم تدعو الحاجة الى اقتحامها هذه فكرة ايضا يعني في النهاية يا شيخ طب انا كطالب علم اه ظهر لي انها مسألة مبنية على الحل بقي هناك شائبة حرمة لكن الظن الظاهر انها على الحل فلا تجوز لي ان اقتحمها اقول اذا لم تكن هناك حاجة فلا تقتحم هذه الابواب اما اذا ظهرت هناك حاجة ملحة وضعف اه صبرك في هذه الحالة بما انك ترى ان ظاهر الحل في هذه المسألة هو الغالب على ظنك في هذه الحالة قمح يغتفر لك لكن الاصل العام انك تبتعد عن هذه الابواب خاصة مثلا في واقعنا المعاصر بعض المعاملات البنكية التي تمارسها البنوك الاسلامية. بعضها دخل فيها شيء من الدخن. ويختلط فيها الحلال بالحرام وفيها من الاشتباه. فيسأل بعض الناس مثلا عن المرابحة. وعن اه التورق او غيرها من المسائل. فقد يفتي العالم للناس بان هذه معاملات في الاصل جائزة والظاهر فيها الحل مع ما في هذه البنوك من الدخن بطبيعة النظام العالمي الذي يحكم هذه البنوك وقد يفتي العالم للناس بان الظاهر في هذه المعاملات اذا اجريت وفق شروط معينة كذا وكذا انها على الحل. لكنني لا افضل لكم اقتحام هذه الابواب اذا لم تكن هناك حاجة ملحة. وهذا العالم وان كان افتى للناس بحل هذه المعاملة تسهيلا لهم ورفقا بهم لعموم ولكن هو نفسه هذا العالم لا يقتحم هذه الابواب اذا لم تكن له حاجة لان بعض العلماء تجده يدخل في هذه الابواب باقدامه وبيديه يعني ما عنده اي مشكلة ويقتحمها بجرأة وبشراسة اه ليقنع نفسه وليقنع الناس بحلها. نقول ايها العالم انت تعرف ما ما من دخل في هذه الاماكن وفي هذه البنوك فحتى لو كانت هذه المعاملة في ظاهرها على الحل فانت عليك ان تجتنبها ما دام لك سعة في المال وفي الرزق ما في داعي ان ان تحصل على الترف بشراء دابة جديدة او شراء منزل جديد او ما شابه ذلك من خلال استخدام هذه الامور اذا لم تكن لك حاجة اذا كنت تستطيع ان تدبر نفسك من الرزق الذي رزقه الله سبحانه وتعالى لك. فتورعن عن المعاملات هذه البنوك تبرعا اه تبرع عن الدخول فيها واقتحامها. وهذا لا يعني انك متناقض. يعني بعض الناس يقول لا يا شيخ اذا انا افتيت ان هذه الامور ظاهرها الحل فيجب علي ان افعلها وان اري الناس اني افعلها حتى لا يقولوا انت تفتي بالحلفة لماذا لا تفعل؟ لا هناك فرق انت تفتي بالحلف بناء على غلبة الظن لكن في النهاية هذه البنوغ ضمن هذه النظام العالمي تبقى فيها شيء من الشبهات. فانا علي ان اتورع وان اخذ نفسي بالحزم والشدة. ولا ينبغي ان كما يخوض العوام فيها. فاذا رأى العامة من هذا الشيخ ومن هذا العالم تورعا وتقوى لله سبحانه وتعالى. وثقوا بعلمه وظهرت بركة علمه على طلبته وفي حياة الناس. اما اذا كان هذا العالم كما قلنا دائما يقتحم هذه الابواب من دون ان ينظر في الورع. ومن دون ان يكون له نصيب من مراقبة النفس فهذا العالم لا يصلح ان يكون قدوة يقتادون به خاصة في مزالق الامور. وهنا احب ان اشير الى قضية يعني يعني ربما وقفت عليها قبل ايام او في الايام التي مضت قضية اني وجدت بعض العلماء او بعض الدعاة يعني لا اريد بعض الدعاة يتبجحون على وسائل التواصل الاجتماعي باباحتهم للمعازف والموسيقى والغناء ويقولون لا يوجد دليل قطعي يدل على تحريمها وما شابه ذلك انا الان لم اناقش هذه الطائفة في تحريم المعازف والموسيقى وفساد وفساد القلب بسببها وما تؤول اليه الحال في من لا اريد ان اناقش في هذه الاضرار والمفاسد الظاهرة للعيان. لكن اريد ان اناقش هؤلاء الذين يتصدرون للدعوة والافتاء في دين الله يقولون بيحل المعازف والغناء اه والموسيقى اه اقول لهم انتم حتى لو افتيتم الناس بانه لا يوجد دليل قطعي على تحريم المعازف حتى لو افتيتم الناس واخترتم هذا المسلك الا ينبغي بكم كعقلاء الان اناقشكم كعقلاء الا ينبغي بكم ان تتورعوا عن استعمال هذه المعازف وهذه الموسيقى وهذا الغناء في برامجكم وفي حياتكم وفي المقاطع التي توريدونها على وسائل التواصل الان انت اخذتها بحلية هذه المعازف. اليس من اللائق بك ان تتورى يعني حتى لو كنت تعتقد انها حلال. اعتبر يا عمي الرأي المقابل فيه شبهة يعني الرأي المقابل هو الرأي الصواب الذي لا منزاعا لكن اريد ان اعتبر الرأي المقابل الذي ورأي جماهير العلماء من الاقدمين من السلف الصالح الا تعتبروا شبهة تجعلك ايها الداعية الذي تقول بحل الغناء والموسيقى الا يجعلك قول جماهير العلماء بتحريم المعازف؟ الا يجعلك تتوقف وتتورى عن استعمالها حتى لو افتيت بحلها لانه من العجب العجاب انك تجد هؤلاء القوم الذين يفتون بحل المعازف ويستعملونها في منصاتهم وفي اماكنهم وفي برامجهم ويقولون لا احد يناقشنا لاننا نرى ان الموسيقى والمعازف حلال اخي حتى لو كنت ترى ان الموسيقى والمعازف حلال انا لن اناقشك الان في رأيك لكن اليس من الورع الذي تعلمناه من مشايخنا ومن سلفنا الصالح ومن الائمة الكبار انك لو رأيت بحلها وهناك عدد كبير بل هم الاكثر يرون حرمتها. اليس من الورع ان تجتنبها لا تستعملها وان تري الناس ان ترك هذه الامور هو الافضل وهو الاورع وهو الاتقى وان لم يكن فيه دليل بالتحريم بناء على رأيك لماذا اذا كانت الموسيقى والمعازف حلال في وجهة نظرك ينبغي ان تستعملها في كل برامجك وان تظهر للناس انك جريء على اقتحام هذه الابواب. صدقني لن ينفعك هذا عند الله سبحانه وتعالى. كلا. ان تظن انك اذا اظهرت الجرأة في استعمال هذه المعازف وهذه الغناء وانك تري اني رأيت ان هذا الشيء حلال فانا افعله كما اشاء. ليس هذا هو المنهج السديد. ليس هذا هو العقل. ليس هذا هو الرشد. اخي باتفاق العقلاء من والمصلحين هذه المعازف وهذا الغناء وهذه الموسيقى فيها ضرر كبير على قلب الانسان. وعلى ايمانه ودينه. حتى ولو لم تقل بحرمتها هذا شأنك. لكن باتفاق العقلاء باتفاق الانفس الزكية التقية. ان هناك ضرر بهذه المعازف. ولو لم يكن هناك ضرر الا انها تعود الانسان الانصراف والانشغال عن ذكر الله وعن الصلاة لكفى بها ضررا. فما بالك في اضرارها الكبيرة في انها تنبت النفاق في القلب وتصرف الانسان عن الامور النافعة وتشغل القلب بدلا من ان يكون هذا القلب ممتلئا بذكر الله وبحفظ كتابه وبدراسة العلوم الشرعية بدراسة ما هو نافع لهذه الامة يكون القلب ممتلئا بالمعزوفات وكلام الفاجرين من المغنيين والمغنيات اليست كل هذه المفاسد حتى ولو لم تصل بك الى القول بالحرمة تجعلك تأخذ بالورع خذ كلامي من جماعة رحمة الله تعالى عليه بتأمل وتعقل حين قال ولا يقنع لنفسه بظاهر الحل شرعا. لا تقبع نفسك ايها الداعية حتى لو افتيت بحل شيء بظاهر هذا الحل شرعا. مهما امكنه التورع. الا يمكننا ان نتورع عن هذه المعازف؟ دعونا من هذه الحجج التي دائما تتحججون بها ان واقع الامة وواقع الناس وان الحاجة الدعوية اصبحت ملحة لاستخدام المعازف حتى نواكب اه القنوات الخليعة او نواكب اصحاب الدعوات الاخرى صدقوني لو كانت هناك همم من رجال وكان هناك عمل دؤوب مستمر قائم على تقوى الله سبحانه وتعالى لفقنا غيرنا. ولانجزنا وحققنا الكثير الكثير. لكن اننا دائما نتعلل ونبرر اه تجاوزنا لحدود الله سبحانه وتعالى. ونبرر اقتحامنا بالشهوات نبررها اننا نريد ان نواكب الاخر. نريد ان ان ننافس في هذا الميدان في ميدان الاعلام في ميدان التواصل الاجتماعي لا نريد ان نبقى متخلفين والناس تنظر الينا نظرة دونية بسبب رأي بتحريم المعازف وليس بذاك الرأي القطعي. هذه التبريرات والوقوف مع النفس دائما في هذه الزوايا الضيقة هو في الحقيقة من عجز النفس لو كان الانسان صاحب هم صاحب انجاز صاحب قيم صاحب افكار صاحب عقل لا تجده يبرر هذه التبريرات الباردة تجده يبدأ ويقتحم ابواب العلم والمعرفة وتعليم الناس وينزل المقاطع العلمية النافعة والله سبحانه وتعالى يصرف قلوب الناس اليك. يا اخي هذه القلوب الله سبحانه لا تظن ان المعازف والموسيقى سبب جعله الله سبحانه وتعالى لقبول دعوتك. وبارتفاع شعارك. بل هي صارفة ملهية من راقبها ومن راعاها ومن نظر فيها علم مفاسدها على قلوب الناس وعلى احوالهم. فاياك يعني هذه فقط نصيحة على الهامش اياك ايها الداعية الذي تتشدق بحل الغناء والمعازف ان يعني اياك ان تظهر نفسك في في مظهر الانسان المقتنع وانت هذه المعازف اياك ان تتظاهر انك انسان جريء وانسان عقلاني وانسان وصلت الى مرحلة عليا في فهم مقاصد الدين وانت تستعمل هذه المعازف والغنى اعلم انك تأخرت خطوة ضعفت لم تكن في القدر المرجو في حياة الناس نعم هذا افضل من ان تظهر نفسك في مقام الانسان المقتنع بما يفعل الانسان الواثق بطريقه ومسلكه فان هذا لا يرضي الرب سبحانه وتعالى اكمل المسيرة احبتي قال ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه قال ويقتدي بمن سلفه من العلماء الصالحين في التورع عن كثير مما كانوا يفتون بجوازه. يعني هل كان العلماء يفتون بجواز مسائل ويتورعون عنها؟ نعم هذا ابن جماعة يقول لكم ذلك العلماء في القدم علماء السلف الصالح رحمة الله تعالى عليهم كانوا يفتون بحل بعض المسائل لان الظاهر فيها الحل. ولا يريدون ان يضيقوا على العوام لكنهم لوجود شبهة ضعيفة بالحرمة يمنعون نفسهم من اقتحام هذه الابواب. وهذا هو العقل وهذا هو العقل الذي ينبغي علينا ان ننتهجه في حياتنا العلمية كطلبة علم قال واحق من اقتدي به في سيدنا واحق من ابتدي به في ذلك سيدنا رسول آآ رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث لم يأكل التمرة التي وجدها في الطريق خشية ان تكون من الصدقة مع بعد كونها منها. يعني انظر الى ورع محمد صلى الله عليه وسلم لما مر كما جاء في الحديث المتفق لما مر في طريقه على تمرة تمرة ملقية على الارض الان تبرم القية على الارض اي انسان فينا بل هذا يعني مما ينبغي ويحسن بنا اذا رأينا تمرة مرمية او ملقاة في طريقنا ان نأخذ هذه التمرة نميط عنها الاذى ونأكلها حتى لا تذهب. لكن النبي صلى الله عليه وسلم اخذ نفسه بالورع. خشي ان تكون هذه التمرة من تمر الصدقة فمنع نفسه منها خشي ان تكون هذه التمرة من تمر الصدقة قال يعني اه ابن جماعة مع بعد كونها منها يعني تمرة ملقية على الارض ما يدرينا انها من تمر الصدقة او من تمر الهدية. لكن النبي صلى الله عليه وسلم ارتقاء بنفسه. ولانه صلى الله عليه وسلم لا يبيح لها ان تأكل الصدقات وما كان لنبيا ان يأكل الصدقات فانما هي اوساخ الناس كما جاء في الحديث النبوي النبي صلى الله عليه وسلم اخذ لنفسه بالعزائم مع شدة جوعه مع شدة جوعه صلى الله عليه وسلم وقلة شبعه عليه الصلاة والسلام ما كان يشبع. وقل اه ان تجد عنده الطعام الكثير في منزله وكانت تمر عليه الاشهر ولا يوقد في بيته نار بابي هو وامي صلوات الله وسلامه عليهم اشدة جوعه وحاجته يمر على تمرة في الطريق يخشى ان تكون من الصدقة فيمنع نفسه من تناولها اخذا بالعزائم طبعا اكيد هذه التمرة اخذها غيره من الصحابة فان هذا الزمن كان زمن جوه زمن فقر. واي انسان وجد شيئا من هذا التمر فكأنما وقع على غنيمة لكنه صلى الله عليه وسلم كما قلنا اخذا للعزيمة بنفسه امتنع عن تناولها. قال ولان اهل العلم يقتدى بهم ويؤخذ عنهم فاذا لم يستعملوا الورع فمن يستعمله؟ انظر يقول لك ابن جماعة اهل العلم هم مكان القدوة محل نظر الناس. اذا اهل العلم لم يأخذوا بالورع ولم الناس الورع فمن يستعمل الورع؟ عوام الناس تريدون ان يتبرعوا وانت ايها العالم تخوض في المطاعم والمشارب والمآكل والملاهي والحياة الدنيا من دون ولا توقف عند حدود الله سبحانه وتعالى ولا اتقاء للشبهات. ثم تقول للعامة اتقوا الله قبل ان تقول للعامة اتقوا الله انت عليك ان تتقي لله سبحانه وتعالى وان تأخذ نفسك بالورع وبشدائد الامور وعزائمها. قال وينبغي له ان يستعمل الرخص في مواضعها عند اليها ووجود سببها ليقتدى به فيها. فان الله تعالى يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى عزائمه اناني بالجماعة رحمة الله عليه واضح انه معتدل في طرحه الادبي والمنهجي يقول كما ان العالم يأخذ نفسه بالورع فيما لم يتيقن مائة بالمائة من حله. في المقابل الرخص الشرعية التي اتى الله سبحانه وتعالى بها تخفيفا عن الناس الرخص الشرعية الثابتة بالنصوص التي اتى الله سبحانه وتعالى بها تخفيفا على الناس مصري والجمعي والفطري مثلا في رمضان. التخفيف من الصلوات في السفر. اه والمسح على الخفين وغير ذلك من الامور التي جاءت تخفيفا وتوسعة على الناس. هذه الامور ينبغي على العالم ان يقوم بها هذه الرخص ينبغي على العالم ان يقوم بها امام العامة. متى وجد سببها الشرعي متى وجد سببها الشرعي؟ ليقتدى به ايضا في هذا الباب لانني في الحقيقة رأيت بعض طلبة العلم ينتهش امام العوام منهج فيما يحسبه فيه نظر وهو انه يأخذ نفسه بالعزائم امام العوام دائما. في الرخص التي يباها الله سبحانه وتعالى واتى بها تسهيلا على هذه الامة. مثلا حينما يأتي مثلا شخص يعتقد مذهب جماهير الفقهاء بجواز الجمع مثلا بين المغرب والعشاء في الليلة المطيرة شديدة البرد فقط مثال انت تعتقد ان هذه رخصة من الله سبحانه وتعالى تؤمن بذلك فاذا كنتم من بذلك يا اخي الكريم فاذا جاء وقت المغرب والعشاء وقدمك الناس للامامة او كنت في الصف الاول والناس تنظر اليك ماذا ستفعل؟ حاول ان ان تأخذ بهذه الرخصة رخصة الجمع رخصة الجمع حاول ان تأخذ بها حتى تري الناس انك تترخص بالرخص التي انزلها الله سبحانه وتعالى. بعض طلبة العلم يقول لا يا شيخ انا اوخذ بالجلد واظهر للناس انه حتى لو وجد سبب الرخصة في المطر الشديد والبرد فاني اصلي في جماعة المسجد واتي في جميع الصلوات ولا اجمع بينها اخي الكريم كما قال لك ابن جماعة اذا وجدت الرخص التي رخص الله سبحانه وتعالى بها لعباده. قد وجد سببها فالعقل منك ان كنت في موطن القدوة. والناس تنظر اليه ان تأخذ بهذه الرخص لانه كما جاء في الحديث الصحيح ان الله تعالى يحب ان تؤتى رخصه كما يحب ان تؤتى عزائمه. فلا تظن ان اتيانك للرخص اقل مرتبة من اتيانك بالعزائم قال الله كما يحب ان تأتي العزائم يحب ان تأتي برخصه فعليك ان كنت موطن القدوة والناس تنظر اليك ووجد سبب الرخصة ان تأخذ بها. لتعلم الناس ان هذا الدين دين يسر. الدين فيه توسعة دين لا يأخذ الناس بالشدائد وان هذه الرخصة هذا هو المكان الصحيح لتطبيقها. لان الناس العوام احبتي ربما ترى الانسان العالم او مكان القدوة تراه لا الرخص في اماكن وجودها فتظن ان سبب الرخصة لم يوجد بعد. مع انه في الحقيقة وجد سبب الرخصة. وجد سبب الرخصة وحل موطنها. لكن العالم اراد ان يأخذ بالعزيمة لا يريد ان يأخذ بالرخصة فظهر في موطن الانسان الذي لم يترخص بسبب عدم وجود سبب الرخصة وان كان في الحقيقة سبب الرخصة قد وجد. وان كان سبب الرخصة قد وجد. فايها العالم يا طالب العلم ارحموا عقول العوام ارحموا عقول العوام خذوهم باليسر والرفق في دينهم قربوهم من هذا الدين وحببوهم بهذه الشعائر. اياكم ان تأخذوهم بالعزائم في اماكن الرخص. في اماكن الرخص الشرعية الثابتة. خذوهم بالرخص متى وجد سبب الرخصة حتى يأخذ الناس هذا الدين بكليته. وحتى نكون ميسرين لا معسرين. مبشرين لا منفرين فهذا هو منهج الائمة الاثبات رضوان الله تعالى عليهم. اما ان كان عندك رأي ان هذه الرخصة لم تثبت وان النصوص لا تدل عليها فهذا امر اخر فهذا امر اخر. واذا كان الرخصة ثابتة ولكن انت بتحقيق بتحقيقك للمناط وجدت ان هذه الرخصة لم يوجد سببها بعد فهنا بين للناس انا ابين للناس في الحقيقة اذا لم افعل الرخصة في موطن معين لاني لم اقتنع بوجود سببها ابين اذا سئلت اقول السبب اني لم اخذ بالرخصة ان هذا مثلا الجو صحو او الجو لا يوجد برد شديد او ان هذا الموتر خفيف جدا جدا لم يوجد في الحقيقة السبب الشرعي لرخصة الجمع. نعم وبين للناس حتى يفهموا يتبصروا في امور دينهم فهذا هو المنهج الوسط الذي سار عليه علماء اهل السنة والجماعة رضوان الله تعالى عليهم نذهب الان بعد ان انتهينا من موضوع الورع الى اه ادب جديد الادب الثامن اه الادب الثامن ربما له علاقة بالادب السادس موضوع الطعام والشراب لكن تطرق اليه من جماعة الان من زاوية اخرى. يقول ابن جماعة قال ان يقلل استعمال مطاعم التي هي اسباب البلادة وضعف الحواس. كالتفاح الحامض والباقلاء وشرب الخل. وكذلك ما يكثر استعماله البلغم المبلد للذهن المثقل للبدن ككثرة الالبان والسمك واشباه ذلك. الان في هذا الفصل ابن جماعة سينصح بترك مجموعة من الاطعمة وجد بتجربة العلماء انها سبب في الامراض والاسقام وفي النهاية هذا الفصل لهذا الفصل الثامن لا نستطيع ان نجزم بدقة المعلومات التي اوردها ابن جماعة ولا ايضا نجزم اه بخطأها. انه هناك فعلا بعض الامور التي اتى بها من التجارب فعلا ثبت ان لها ضرر. وبعض الامور التي اتى بها لا لربما كان هناك مبالغة من ابن جماعة رحمة الله عليه. او لامر ساد في في عصره ظن ان هذه الاطعمة فيها مثلا اسقام والعلم الحديث اثبت ان هذه لا بالعكس فيها فوائد الجسم او ما شابه ذلك. فهنا لا تثريب على ابن جماعة لانه تكلم بالمعطيات التي وجدت في عصره. ابن جماعة هذا الفصل الثامن حينما مدح طعاما او امر بتجنب طعام هو تكلم ضمن المعطيات الموجودة في عصره وما بلغ اليه علمهم. فاذا وجدنا في هذا العصر بعض المعلومات الخاطئة عند ابن جماعة فهذا لا تثريب عليه. فهذا ما بلغهم ورحمة الله تعالى عليهم فان قصدهم النصح مثلا ما هي المطاعم التي يقول ابن جماعة انها تسبب البلادة وضعف الحواس تضعف حواسها. قال التفاح الحامض لان هذه النصيحة لكم احبتي اذا اشتريتم تفاح من اماكن الفواكه والخضار لا تشتروا تفاحا حامضا. لان التفاح الحامض خالي سبب البلاء. قال والباقي لا الباقلة ايضا تسبب البلادة وضعف الحواس كما يقول. قال شرب الخل. مع انه في الحقيقة مثلا لو وجدنا اليوم هناك فوائد كثيرة للخل هناك فوائد كثيرة ينصح بها الاطباء لكن ربما يعني الاكثار لانه ابن جماعة ترى دقيق قال ان يقلل الاستعمال فربما الاكثار من شرب الخل قد يكون له مضار عند البدن هل يمكن ذلك؟ قال وكذلك ما يكثر ما يكثر وكذلك ما يكثر استعماله البلغم. هناك بعض اشياء اذا استعملها يكفر استعمالها كثرة استعمالها تكثر البلغم المبرد للذهن. البلغم يبلد الذهن ويثقل البدن. وانت تريد تتخلص من هذا البلغم. ما هي الامور التي تكثر البلغة الالبان. كثرة الالبان يقول اللبن ومشتقات الالبان. اه كالجبنة وما شابه ذلك. قالوا تسبب كثرة في البلغم. السمك واشبه ذلك من الاطعمة وكما قلنا هذه امور مبنية على يعني التجربة فيرجع فيها لما يقوله الاطباء اكثر مما يقوله العلماء. يعني هذا مجال طبي وليس مجال شرعي. قال وينبغي يستعمل ما جعله الله سبحانه وتعالى سببا لجودة الذهن. اه في المقابل اه هناك اطعمة ينصح بها العلماء في الحقيقة. ووجدوا بالتجربة انها هو الذكر اه اه الذاكرة وتقوي الحفظ وتساعد على الفهم وتنشط الانسان. مثل ايش؟ مثلا هذه الامور قال كمضغ اللبان. اللبان اظن معروف لديكم مضغ اللبان والمستكة على حسب العادة الحيكة هذي احنا بنسميها حنا نشتريها من العطارين نسميها المستكة. هذه ايضا قال العلماء مضغ اللبان والمستكة. هذا يسبب جودة الذهن وينشط الذاكرة قال على حسب العادة. طبعا احبتي حينما دعكم مثل هذه يعني التي تشبه العلك آآ عليك ان تحترز ان لا تظهر امام العامة بها اذا كنت عالم في مكان القدوة ان هذا فقط تنبيه على الهامش. اذا كنت عالم في مكان قدوة فلا ينبغي للعالم ان يظهر وهو يعني يعلك او يأكل المستكة اللبان امام العوام وامام طلبته ربما في مجلس خاص او في اه او ابناء اه في البيت مع الاسرة مع الاهل لا اشكال في ذلك. يتوسع في ذلك ولا يتوسع في غيره اما امام الناس تجد بعض طلبة العلم او بعض العلماء الذين يقتدى بهم او بعض الدعاة يتعمد اه اخذ اللبان والمستكة وعلكة بشكل في الحقيقة فلافت بشكل لافت. فنقول وحدك او امام اه البيت والاسرة ما في مشكلة لان هناك بيتوسع لكن امام العامة وامام الطلبة في الحقيقة ينبغي ان يأخذ نفسه بالمروءة وان يظهر بهيبة وجلال ووقار كما ذكر لنا سابقا ونحن ندرس اداب العالم وكما سيذكر الجماعة ايضا في اداب المتعلم. قال واكل الزبيب بكرة ان اكل الزبيب في الصباح وهذا كثير ما ينصح به فعلا العلماء كثير ما يصعب بها العلماء اكل الزبيب بكرة اي في الصباح قبل ان تبدأ برنامجك اليومي. قال والجلاب ايضا الجلاب وعصير الجلاب مما ينصح به للذاكرة ولجودة الذهن. قال ونحو ذلك ليس هذا موضع شرحي ولا يتعلق اصلا بالجماعة يعني هذا ليس تخصص ابن جماعة وانما هي من العادات والتجارب التي ثبتت في زمنه. قال وينبغي ان يجتنب ما يورث النسيان بالخاصية. اجانب الخاصية يعني هناك امور من خصائصها ومن انها تورث النسيان امور وافعال سيذكرها ابن جماعة الان من خصائصها انها تورث النسيان. وفي الحقيقة سنقرأ اشياء نستغربها الان ستقرأون لنا الامور تستغربون كيف ابن جماعة يعني اقتنع ان هذه الامور تورث النسيان ابن جماعة يقول التجربة طبعا لا دليل شرعي عليه وانما تجارب الناس تقول هذه الامور تورث النسيان ولكني انا في الحقيقة استغربت يعني كيف ابن جماعة يولد مثل هذه الامور على انها تولد النسيان. انظروا ايش قال؟ قال كاكل اثر سؤر الفأر كأكل اثر الفأر. ايش يعني؟ اذا جاء الفأر قال واكل من طعام تقول ابن جماعة مثلا انت واضع قطعة جبن على منضلة. جاء فاخ في منزلك اكل شيء من هذه قطعة الجبن يقول ابن جماعة لا تكمل باقي القطع لان هذه القطعة المتبقية اه اذا اكلتها فان ذلك يورث النسيان طيب من اين اتى بذلك نقول التجربة وهذا غريب يعني هل فعلا هذا شيء علمي ثابت اني اذا اكلت هذه القطعة التي بقيت اه بعد سؤل الفأر اه ستورثني نسيانا؟ هذا ربما من الاشياء التي اتوقف عندها. قال قراءة الواح القبور كان اذا دخلت مقبرة ان هناك القبور كل قبر تجد عنده لوح مكتوب عليه اسم المتوفى وتاريخ الوفاة. اليس كذلك؟ يقول ابن جماعة قراءة هذه الالواح تورث النسيان وهذا ايضا من الاشياء الغريبة التي نص عليها من جماعة. قال الدخول بين جملين مقطورين ايضا اعجب واعجب. يعني اذا كان جمل مربوط مع جمل مقطور باما بقربه او او خلفه. اياك ان تدخل بين جملين مقطورين. والظاهر انه يكون بقربه. يعني جمل ربط مع جمل اخر ويسيران بالقرب من بعضهما يقول لا تدخل بين الجملين لان هذا يورث النسيان وهذا ايضا من الامور العجيبة. قال والقاء القمل يعني اذا القيت القمل ولا ادري يعني يقصد القيته عن بدنك او عن مكان الى مكان اخر لا ادري ماذا يغسل قال القاء القمل يولد النسيان. قالوا نحو ذلك من المجربات فيه. وهذا في الحقيقة كما قلت لكم يعني يظهر ان فيه شيء يحتاج الى نظر فلا تقفوا كثيرا وانتقلوا بنا الى الادب التاسع في الادب التاسع احبتي من جماعة رحمة الله عليه سيناقش قضية اظن قضية مهمة في حياة طالب العلم وهي قضية النوم يعني ناقشنا قضية طعام الشراب قضية الرزق قضية النكاح. الان سيأتي الى قضية النوم سيناقش هذه القضية. اه وهي ضنها في حياة كثير من طلبة العلم من العوائق التي قد تدمر الانسان. فقد تدمر نعم طلبة علم. كثرة النوم من العوائق الخطيرة التي ينبغي ان يتجاوزها الانسان ربما احيانا يدبك مرض او داء يجبرك على كثرة النوم اه حتى تنتهي مدة اه النقاهة كما يقولون لكن ان يبقى الانسان نائما معتادا على كثرة النوم بالساعات الطوال فهذا مضيعة للاعمار. فهذا مضيعة للاعمار. لذلك من اداب المعلومة عند العلماء كما قال ابن جماعة ان يقلل نومه. ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه على هذا امر مهم. تقليل النوم ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه. يعني الامر يقول ابن جماعة باعتدال. لان بعض طلبة العلم حينما يأخذ ادبا من الاداب اما افراط او تفريط يا انسان يكثر النوم كثيرا يا انسان يقلل النوم بحيث يضعف بدنه وعقله. لانه ايضا تقليل النوم احبتي يؤثر على الدماغ وعلى العقل ويؤثر على البدن وقد رأيت انا في حياتي الشخصية بعض طلبة العلم اصابه داء وامراض عصبية بسبب تقليله للنوم. اكثر من القدر المعقول لا ينام الا ساعة او ساعتين وهذا في الحقيقة يهلك البدن مع الوقت ويضعف الاعصاب وقدرتك على الاستيعاب. الاعتدال دائم مطلوب في المآكل في المشارب في النوم. ابن جماعة دقيقة يقول ان يقلل نومه ما لم يلحقه ضرر في بدنه وذهنه. ولا يزيد في نومه في اليوم والليلة. شف ابن جماعة سيضع لنا ساعة يقول اياك ان تزيد على ثمان ساعات وهو ثلث الزمن يعني اليوم كم ساعة اليوم مقسم الى اربعة وعشرين ساعة صح ثلث الاربعة وعشرين كم ثمانية فيقول لك ابن جماعة الحد الاعلى المسموح لك به ان تنام ثمان ساعات بعد ذلك اياك ان تنام اكثر من ثلث اليوم اياك ان تنم لانك تضيع عمرك وتفوت فلاحك وتحصيلك اذا ابن جماعة ما قال لك نم فقط اربع ساعات او خمس ساعات ولا تزد اعطوك فسحة جيدة قال لك معك ثمان ساعات كحد اعلى يعني قال من استطاع ان يقلل خمس ست ساعات جيد وما تلاقيش شخص رايح لخالد يظن انه قال في الخطة البراقة ان الوقت المناسب خمس ساعات. لطالب العلم يعني يعود نفسه ان ينام من خمس الى ست ساعات فاقول من خمس الى ثمان ساعات يعني هذا المعدل من خمس الى ثمان ساعات هذا المعدل المعقول التقليد عن خمس ساعات الى اربع او ثلاث ساعات في المجمل يضعف البدن وليس شيئا جيدا من اتاه الله سبحانه وتعالى مواهب وكرامات هذا امر اخر. لكنني انا اخاطب العامة من طلبة العلم والمتوسط المجمل اننا ننام من خمس الى ثمان ساعات لا نقلل ولا نزيد على ذلك قال بالجماعة فان احتمل حاله اقل منها فعل. يعني من احتمل حاله ان يقلل عن الثمان ساعات فليقلل. سبعة ستة خمسة. والامر احبك في الحقيقة التعويض يأتي يأتي من خلال تعويد النفس. رويدا رويدا باذن الله تصل الى برنامج مستمر لكن كما قلنا ايام احيانا قد يدب الانسان مرض او يأخذ علاج يسبب له كثرة في النوم فهنا في هذه الحالة لا يكلف الله نفسا الا وسعها. قال ولا بأس لا ينتقل الى موضوع اخر بعد ان انتهى من معالجة موضوع النوم بشكل سريع قال ولا بأس ان يريح نفسه يعني موضوع الاسترخاء. موضوع استرخاء الجسم وان يطلب الجسم الراحة طلبة العلم يقول اياك ان تذهب الى فرجة اياك ان تخرج في رحلة مع اصدقائك اياك ان تتنزه وان تذهب تنظر في الاماكن الجميلة لان هذا مضيعة للوقت. في الحقيقة نعم الاصل في حياة طالب العلم الجدية. وانه لا يضيع وقته في النزهة والتفرج والرحلات والجلوس مع الاحباب والاصحاب. لكن قطع هذا الباب ايضا بالكلية ليس بصحيح لان هذه النفس اذا حملتها ما لا تطيق وارغمتها على القراءة طوال الوقت هذا في الحقيقة ايضا يضعف طاقتها على الانتاج والاستيعاب والفهم والتعليم. هذه النفس لابد من ان آآ ترزقها وان تمنعها شيئا من الاستجمام والراحة حتى تعينك ساعة الراحة على ساعة العمل. يعني انت تستعين بساعة بساعة الراحة وساعة الاستجمام عن العمل والانتاج المشكلة اذا كان العكس انه حياة طالب العلم اغلبها استجمام وراحة ولا يعطي العلم الا فتات العمر والزمن. هنا تأتي المشكلة الكبرى التي هي ويعيش اكثر طالبة علم في انه يعطي العلم فتات الوقت واذا سمع في اللوم المحاضرة من ساعة او من ساعتين ظن نفسه انه بلغ القدر العالي وانه وان هذه النفس لا تعطيه اكثر من ذلك مع ان نفسه تطيق عشر ساعات اكثر من ذلك في طلب العلم لكنه لا يريد ان يرغم نفسه وان يعودها على الجدية في حياته العلمية. الجدية مطلوبة وهي الاصل ولن تفلح من دون هذه الجدية ومن دون الثمن والعشر واحدعشر ساعة بطلب العلم لن تفلح. لكن اه اتكلم ان هذه الجدية ينبغي ان يتخللها شيء من الراحة واجمام النفس حتى تستطيع هذه الدابة النفس اعتبرها دابة حتى تستطيع ان تسير معك وان يكمل هذا البدن المسير عليك ان تأخذه آآ رويدا رويدا وكما قال ابن جماعة رحمة الله عليه ولا بأس ان يريح نفسه وقلبه وذهنه وبصره اه اذا كلا شيء من ذلك. يعني اذا ضعف شيء من ذلك فلا بأس ان يريح نفسه وقلبه ودينه وبصره. اه او ضعف كيف يريح نفسه وقلبه وذهنه وبصره اذا ضعف؟ قال بتنزه النزهة. قال وتفرج في المستنزهات الحدائق. شف النظر يقولون في الخضرة وفي وورود والازهار وعلى والبحار والانهار والمناظر الجميلة هذا يبعث السرور في النفس ويرزقها نشاط وطاقة ايجابية كما يقولون للعودة مرة اخرى للعمل. قال بحيث يعود الى حاله. قال ولا يضيء عليه زمانه. يعني عندما تذهب للفرجة في المتنزهات خلص انت تريد ان تريح هذه النفس لتعينها على ساعة العمل من جديد. لكن اياك ان تضيع الزمان في هذه الاماكن. قال ولا بأس بمعاناة المشي ورياضة البدن به المشي ورياضة البدن. في الحقيقة من الامور التي ينصح بها حتى العلماء الشريعة يعني ليس هذا من فن يعني الرياضيين كما يظن البعض بعض ان الشريعة تقول لك اياك ان تمارس الرياضة ونم في بيتك بل علماؤنا كانوا يمارسون الرياضة. المشي ولو انسان لعب شيء من الكرة او اه ركض او مارس السباحة والالعاب التي تقوي البدن. فهذا شيء ايجابي. نسأل الله ان يقدرنا على ذلك. فقد قيل انه ينعش الحرارة المشي فانه ينعش الحرارة ويذيب فضول الاخلاط وينشط البدن يذهب الاخلاط الفاسدة التي تكون في الدماغ هو في اه الامعاء وما شابه ذلك من مواطن الجسد. هذه الاخلاط الفاسدة ما الذي يذهبها؟ يذهبها المشي ورياضة البدن الان ذهب الى موضوع حساس يعني ربما في حياة طالب العلم موضوع الوطأ موضوع النكاح المعاشرة الزوجية باختصار. اه كيف يكون منهج طالب العلم في المعاشرة الزوجية؟ اذا كان متزوجا. اه اذا كان عزب نقول يا طالب بالعلم حافظ على عزوبيتك ما اتاك الله سبحانه حتى تنجز. لكن اذا كانوا متزوجا فما منهجه في المعاشرة الزوجية. قال ولا بأس بالوطء الحلال ولا بأس بالوطء الحلال اذا احتاج اليه. اه يعني ابن جماعة يقول الوطئ الحلال لا بأس به اذا احتاج اليه. قلد ذلك بالحاجة لكن في الحقيقة تقييد بالحاجة فقط يعني ارى انه يحتاج الى شيء من النظر واعادة الصياغة. لان الوقت المعاشرة الزوجية هذا ايضا حق للزوجة هذا ايضا حق للزوجة فانت عندما تنكح زوجها كما انك تريد ان تعف نفسك تريد ان تعفها فعملية المعاشرة الزوجية او الوطأ كما هو مطلب لك هو مطلب لزوجك. فحتى لو قلنا اه انك الان لا تحتاج الى الوطء او لا تشعر الان الان بالحاجة اليه فعليك الا تنسى حق زوجك عليك ان بعض طلبة العلم يأخذ نفسه واني لا احتاج للبطيء الان واريد ان ابذل جهدي في الطلب. اذا لا تتزوج اذا كنت لا تريد ان تلبي حاجة الطرف الاخر. فكما انت يحتاج الى هذا الامر احيانا لتخفف من وطأ الشهوة على نفسك. زوجتك تحتاج اليه. فتقيدي بالجماعة لا بأس بالوطء الحلال. اذا احتاج اليه نقول ليس فقط اذا احتاج اليه. وكذلك اذا احتاجت الزوجة اليه حتى ولو لم يحتج اليه. هكذا بنيت الحياة الزوجية. طيب دعونا نسمع الاذان ثم نكمل بعده ان شاء الله. اه اذا نعود احبتي الى موضوع اه الموضوع الاخير الذي تطرق اليه في هذا الفصل موضوع الوطء الحلال. ان الانسان المتزوج طالب علم يعاشر زوجه اذا احتاج اليها واذا احتاجت زوجته اليه فان هذا مما يديم العلاقة الزوجية اه بصفاء ود. وقد قال الأطباء يعني هو الآن يبرر لماذا نصح بعدم الإكثار من الوضع قال قاد الاطباء بانه يخفف او عفوا هو يبرر الان لماذا؟ ينصح بالوطء الحلال اذا احتاج اليه. قد قال الاطباء بانه يخفف الفضول وينشط ويصفي الذهن ان الانسان احبتي خاصة اذا مرت عليه فترة متزوج ولم يطأ آآ هذا قد يشغل ذهنه وعقله اولا وقد آآ اه يشتت ذهنه وتفكيره يشتت دينه وتفكيره والاطباء اذا نصحوا بالتالي بان الانسان عليه ان يطأ بشكل معتدل. الانسان المتزوج يطأ بشكل معتدل لان هذا الوطء سبحان الله. هذه من حكمة الشريعة الاسلامية انها جعلت حتى في الوطئ اه تقوية للذهن ونشاطا للبدر. لكن كل شيء باعتدال. كل شيء باعتدال. قال الاطباء يخفف الفضول يعني كما يقول ان الابخرة والاخلاط التي تكون في البدن يتخلص منها الانسان بالوطء. وكذلك ينشط ويصفي الذهن ينشط ويصفي الدهن ويجمع شتاته لان الانسان بطبيعة الفتن التي احيا بها في زمنه يكون ذهنه منشغلا فيجد سبحان الله في معاشرة الزوجية وفي العلاقة بينه وبين اهله سببا في التخفيف من هذا الشحن ومن هذا الاثارة ومن هذه الضوضاء العقلية التي يحياها. نقول بسبب هذه الشهوات اه قال اذا كان عند الحاجة فقد قال الاطباء بانه يخفف الفضول. الفضول كما قلنا الاشياء الزائدة على البدن. الاخلاط الرديئة الدهون الرديئة وما شابه ذلك وينشط ويصفي الذهن اذا كان عند الحاجة باعتدال. قال ويحذر كثرته حذر العدو. كلمة جريئة من ابن جماعة وقوية قال ويحذر كثرته حذر العدو ان يحذر من كثرة الوطء والانزال حذره من عدوه. قالوا لماذا؟ قال فانه كما قيل يعني من الحكم المعروفة عند الاقدمين ماء الحياء في الارحام يضعف السمع والبصر والعصب والحرارة والعضم وغير ذلك من الامراض الرديئة ماذا يقصدون بذلك؟ انه ما ينزل منك في الوطء وفي المعاشرة ما ينزل منك هذا الماء الذي ينزل هو ماء الحياة يعني هو شيء من بدنك انت تنزله في رحم زوجتك شيء من بدنك انت تنزله في رحم زوجتك فاذا كثر الانزال منه فانت في الحقيقة تستهلك قواك البدنية تستهلك سمعك وبصرك واعصابك وعظمك وعضلك فهكذا كان هكذا الحكمة القديمة وفي الحقيقة حتى الطب الحديث يقول الاكثار الاكثار والاسراف في هذا الباب لذلك تجد العلماء سبحان الله يمنعون ويحرمون اه ما يسمى بالاستمناء او العادة السرية بمصطلحها المعاصر. لما فيه من كثرة انزال هذا الماء واخراجه من البدن هذا يؤثر سلبا على سمع الانسان وبصره وقوته وعقله فيكون كما قال العلماء عجوزا في سن الشباب. يكون عجوزا في سن الشباب وفعلا هذا امر اشتهر بين الاطباء قديما وحديثا ان كثرة انزال الماء يضعف بدن الانسان وتخور قواه. فلذلك من جماعة ناصح حينما قال واحذر كثرته حذر العدو. قال والمحققون من الاطباء يعني هو اولا ذكر الرأي الطبي ابتداء لما قال انه مفيد عند الحاجة. لكن ذكر الان رأي اخر ولكن هذا الرأي الاخر في الحقيقة يعني يحتاج الى دراسة. قال من الاطباء يرون ان تركه اولى يعني ان ترك الوطئ اولى الا لضرورة او استشفاء يعني تتعامل مع الوقت والانزال تعاملك مع الضرورات. لا تقتحمها الا عند الضرورة القصوى او الاستشفاء والا فتركه اولى. وبالجملة قال فلا بأس ان يريح نفسه اذا خاف مللا. لان المهم انك عموما لا بأس بشيء من الوطء اولا كما قلنا هو حق الزوجية والترك الكامل له هذا في الحقيقة لا يصح ويحرم شرعا ان تمنع زوجتك منه لان هذا حقها الشرعي. ولا يمكن ان تأتي الشريعة بما فيه الضرر في اصله ان تأمرك الشريعة بالنكاح وان تأمرك بالمعاشرة الزوجية ويكون اصل المعاشرة الزوجية ضرر بالبدن لا يمكن. لكن الاسراف فيها وتجاوز الحد المعقول نعم هذا فيه اضرار هذا هو الذي فيه الضرر. وليس الجماع او الوطء برأسه ضررا. فهذا علينا ان ننتبه لان كلام ابن هنا قد يتفهم منه البعض انه خلص ينبغي ان اترك المعاشرة الزوجية وهذا خطأ هذا خلاف الدين هذا حرام. يعني هذا حق للزوجة عليك وحق لك ايضا. ولبدنك فعليك ان تراعي هذا الحق ولكن كما قالوا باعتدال حتى تحافظ على قواك. قال وكان بعض اكابر العلماء يجمع اصحابه في بعض اماكن التنزه في بعض ايام السنة ويتمازحون بما لا ضرر عليهم في دين ولا عرض. عاد الى قضية ان التنزه هو دأب العلماء. يعني العلماء كانوا يستجمون يستريحون في المتنزهات ويتمازحون بادب واعتدال. فهذا شاهد يريده الى الجماعة. الادب العاشر والاخير في ادب طالب العلم مع نفسه آآ قضية العشرة معاشرة الطالب لاصدقائه وللمجتمع حوله قال العاشر ان يترك العشرة ان يترك العشرة. هكذا اطلقها فان تركها من اهم ما ينبغي لطالب العلم. ولا سيما لغير الجنس بغير الجنس اي يقصد لمن لا يجانسك في الطباع والاخلاق والصفات والهمم لان هنا المعاشرة اذا كانت لطالب علم مثلك عنده همة عالية بالعكس المعاشرة هنا قد تكون ايجابية. لان هذا طالب علم جنسه من جنسك في الصفات والاخلاق والهمم والعمل. فمصاحبتك له تنشطك تدفعك للاستمرار في ميدان الطلب. لكن الكلام اذا كان الرفيق من غير جنسك اي من غير طبعك وصنفك وهمتك. فهنا ترك العشرة هو افضل قطعا بلا نزاع بل لا يمكن ان يفلح الانسان في ميدان طلب العلم ما دام يكثر معاشرة الناس الذين لا يتوافقون معه في الهدف والغاية لذلك قال ان يترك العشرة فان تركها من اهم ما ينبغي لطالب العلم ولا سيما لغير الجنس وخصوصا لمن كثر لعبه فكرته فان الطباع سراقة. يقول لك لا تعاشر من كثر لهوه ولعبه ومزاعه وآآ من كثر لعبه آآ يعني هواه فكره وتأمله ودراسته وعلمه. لان الطباع سراغ وكثير من طلبة العلم ذهب ماء وجوههم وذهبت همتهم وحماسهم للطلب لما عاشروا هذا الصنف من الناس وهذا شيء عشناه. ان الانسان متى عاشر انسان الى الفكر والعقل والذهن. كثيرا لعبوا باللهو والمزاح فانه يأخذ من طبعه وينطبع بسجيته واخلاقه. فالطباع سراقة فاذا اصبح طالب العلم كسولا خمولا يحب اللهو واللعب. فهنا لا يلومن الا نفسه لانه هو الذي اختار ان يعاشر هذا الصنف من الناس فسرق طباعهم وتخلق بها بدلا من ان يكون قدوة لهم هم الذين يستقون منه يكون هو الذي استاقى منهم قال وافة العشرة ضياع العمر بغير فائدة وذهاب المال والعرض. يعني حتى المال والعرض يذهب. لانك حينما تعاشر هؤلاء الناس للاسف تبذل ما لك في اطعامهم وشرابهم وفي لهوك معهم وفي التفرج والتنقل فيضيع مالك ويضيع عرضك بكثرة الكلام والخوض في الناس. ومن خاض الناس خاض الناس في عرضه. من اكثر الخوض في الناس؟ خاض الناس في عرضه فكما تدين تدان. قال وذهاب المال والعرض. ان كانت لغير اهل يعني العشرة تذهب بالمال والعرض خاصة اذا كانت لغير الاهل الشخص غير المؤهل لان تعاشره وذهاب الدين ان كانت لغير اهله. يعني ويذهب دينك ان كانت عشرتك لغير اهل الدين من اصحاب المجون والعياذ بالله. فانظروا افة العشرة معاشرة الناس طبعا هو يعني عندما نتكلم في اي فكرة دائما اياك ان يعني كما يقول ان تتطرف في فهمها. يعني لان بعض الاشخاص الان ماذا يقولون يا شيخ طب النبي صلى الله عليه وسلم يقول المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يستر على اذاهم. المراد بمخالطة الناس هنا التي امتدحها النبي صلى الله وعليه وسلم المخالطة العلمية الدعوية التي تثري بها فوائدك وتثري بها الناس من العلم والمعرفة وتوقفهم على الشرائع وعلى الاوامر والنواهي وتتحمل ما يصيبك نتيجة لدعوتك وامرك بالمعروف ونهيك عن المنكر. هذه هي العشرة المحمودة التي يريدها النبي صلى الله عليه وسلم. اما العشرة المذمومة التي ينهاك عن عنها ابن جماعة هي عشرة المزاح واللعب والضحك والتفرج والتنزه الذي لا حاجة لك به ويضيع عمرك. التي لا فائدة منها ترجى ولا تبني علما ولا صرحا ولا ترفع عقلا. هذه هي العشرة المذمومة التي يذمها العلماء. واما عشرة العلم وعشرة المعرفة والتعليم فهذه لا بد منها من لا ينبغي ان يتركها عالم او متعلم. اذا نافت العشرة ضياع العمر بغير فائدة. ذهاب المال وذهاب العرض وذهاب الدين كما ذكر ابن جماعة قالوا والذي ينبغي لطالب العلم الا يخالط يعني من الذين تخالطهم؟ قال الا يخالط الا من يفيده او يستفيد منه يعني لا تخالط الا شخص انت تفيده او شخص انت تستفيد منه لان هكذا تكون العشرة نافعة وفائدتها مرجوة ويكون فيها الخير والسعادة وتجتنب افة ضياع العمر وذهاب المال والعرض والدين لذلك روي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وان كان حديثا منكرا اهدوا عالما او متعلما ولا تكن الثالث فتهلك يعني ايه في حياتك اذهب اما عالم او متعلم عش عالما او متعلما ولا تكن الثالث. وهو العابث منهما الثالث هو العابث اللاهي. فلا تكن الثالثة الى العابث اللاه فتهلك. قال فان شارع اه او تعرض لصحبة من يضيع عمره معه ولا يفيده ولا يستفيد منه ولا يعينه على ما هو بصدده اي من طلب العلم وتحصيله يتلطف في قطع عشرته يعني ما تستمر اقطع عشرة هؤلاء الاشخاص. في اول الامر قبل تمكنها لان الامور في مبادئها سهلة. لكن اذا تمكنت صحبة بعد ذلك ستعود اصابع الندم. ويصعب عليك ان تنحل من هذا الرباط. فابدأ بقطعها من البداية فقال فان الامور اذا تمكنت عسرت ازالتها. ومن الجاري على السنة الفقهاء الدفع اسهل من الرفع. يعني ان تدفع قبل ان يستقر اسهل من ان ترفعه بعد ان يستقر فاذا دفعت صحبة هؤلاء الناس قبل ان تحكمها هذا يكون سهل عليك وتستطيع ان تخلص منهم بالسلام. لكن اذا صحبتهم ورافقتهم سنوات العمر ثم بعد قدح في دينك ان تتركهم هنا لن تسلم. وسيصعب عليك الفراق حينئذ. قال فان احتاج الى من يصحبه. بعض الناس يقول لك يا شيخ انا في الحقيقة فلا اعرف العزلة ان تقول لي اجلس وحدك اقرأ كتاب او يسمع درس ما بعرف احتاج الى شخص يلازمني في الطلب وينشطني. احتاج الى عشرة الناس. قال فان احتاج الى من يصحبه في هاي الحالة قال فليكن صاحبا صالحا دينا تقيا ورعا ذكيا كثير الخير قليل الشر. حسن المداراة قليل المماراة اي الجدل. ان نسي تذكره وان ذكر اعانه وان احتاج واساه وان ضجر صبره يعني شخص يملك الاخلاق العالية باختصار فصلها ابن جماعة وانت قاعد قراءتها وحدك يقول لك صاحب ورافق شخصان يمتلك الاخلاق الرفيعة الذي تجملك صحبته ولا تسوءك هذه هي الفكرة باختصار حتى لا نطيل. وذكر بعد ذلك ابيات علي بن ابي طالب يقول فيها فلا تصحب اخا الجهل واياك واياه. فكم من جاهل اردى حليما حين واخاه يقاس المرء بالمرء اذا ما هو ما شاه يعني انت تقاس بمن تختار رفيقا؟ ان اخترت انسانا راقيا رفيعا سمحا عالما متعلما. حينئذ تقاس به وان اخترت شخصا لاعبا لاهيا عابتا فانك ايضا ستقاس به. واخيرا قال ابن جماعة ايضا نقلا عن شاعر اخر وليس من كلامه يعني وقال غيره ان اخاك الصدق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن اذا ريب الزمان صدعك شتت شمل نفسه ليجمعك جميل هذه الابيات ان اخاك الصدق من كان معك. اخاك الصادق الذي يستحق ان يسمى صديقا هو من كان معك في لحظات الحياة في حلوها ومرها. ومن يضر نفسه لينفعك ومن اذا ريب الزمان صدعك يعني اذا حلت بك المصائب وحلت بك النكبات شتت شمل نفسه. يعني تحمل تشتيت نفسه وتكليفها الصعوبات ليجمعك. يعني يشتت شمله ليجمع شملك. والمراد منه انه انسان يفتديك ويقف معك الى اخر لحظة وقل ان يجود الزمان بمثلهم. وهذا نهاية المجلس. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله صحبه وسلم