يا طالبا للعلم يرجو نفعه. اسمع نصيحت ناصح معواني لربك في امورك كلها. فالمخلصون هم اولو العرفان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. وصلي وسلم على حبيبنا وعلى قرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب تذكرة السامع والمتكلم بادب العالم والمتعلم للامام ابن جماعة الكناني الشافعي رحمة الله تعالى عليه وقد وصل بنا المسير احبتي الى الفصل الثاني من اداب طالب العلم وهذا الفصل خطير جد خطير لانه يتكلم عن امور محورية اساسية في حياة طالب العلم تتعلق ببنائه العلمي والمعرفي. وفي اختياره للشيخ وفي اختيار للبرنامج العلمي الذي سيسير عليه. وفي طريقة تعامله مع اشياخه واساتذته ويكاد يكون هذا الفن وهذا النوع من اداب طالب العلم درسا في هذا الزمان وانطمست معالمه الا عند القليل القليل ممن بقي على هذا الثغر يرابط ويناضل عنه. لذلك انا طالب العلم بان يقرأ هذا الفصل بعناية من كلام ابن جماعة رحمة الله عليه. وان يهتم بمراقبته ورعايته في حياته العلمية. لانه تملك النجاح باذن الله والفلاح في حياتك وفي مسيرتك واغفال هذا الفصل لربما يكون سبب كبير في اخفاقك في حياتك العلمية وفي انتاجك المعرفي يقول ابن جماعة رحمة الله عليه الفصل الثاني في ادابه اي اداب الطالب مع شيخه وقدوته الشيخ هو نفسه القدوة لكنه اراد ان يبين ان القدوة او ان الشيخ هو محط القدوة. ففصل بينهما ليبين ان الشيخ انه شيخ ومعلم هو ايضا قدوة لك يا طالب العلم في حياتك وفي مسيرتك في ادابه مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته. قال وهو ثلاثة عشر نوعا. سيتكلم اذا عن ثلاثة عشر موضوعا ابن جماعة رحمة الله عليه وكلها مواضيع في الحقيقة مهمة في غاية الاهمية كما سيتضح لكم باذن الله. نبدأ في الموضوع الاول بل وهو الموضوع الاخطر في الحقيقة موضوع اختيار الطالب للشيخ المناسب موضوع اختيار الطالب للشيخ المناسب. قال ابن جماعة عليه رحمة الله. الاول انه ينبغي للطالب ان يقدم النظر ويستخير الله سبحانه وتعالى في من يأخذ العلم منه اذا او في من يأخذ العلم عنه. اذا ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه يقول لك يا طالب العلم عليك ان تنظر ابتداء وان تستشير وان تتفكر في الشيخ الذي ستطلب العلم منه. اذا الموضوع ليس هو موضوع شيخ اعلن عن نفسه انه شرحا لكتاب فانا مباشرة التحق بهذا الشيخ من دون ان اعرف هل هو مؤهل؟ هل هو سليم الاعتقاد؟ حسن الخلق حسن المسلك والطريقة؟ لا ينبغي ان تعتني خاصة في هذا الزمن يا طالب العلم بالاسماء التي تظهر لك لا تطلب العلم ولا تتخذ شيخا ولا تلازم احدا ملازمة تنقطع بها عن الناس حتى تكون متأكد ان هذا الشخص او العالم او كلمة انقطعت له هو مؤهل لان يكون شيخا ولان يكون قدوة ولان يكون مربيا لك وعليك ان تستخير الله. يعني انظر حتى الموضوع فيه استخارة ربما هذه الاهداف الحقيقة نحن نغفل عنها في حياتنا العلمية. لكن السلف رحمة الله عليهم كانوا يحرصون عليها. يقول عليك ان تستخير الله سبحانه وتعالى انا في كل امورك ومن هذه الامور التي علم النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه الاستخارة فيها ان تستخير الله في اختيار الشيخ المعلم تصلي ركعتين ثم تقول بعد ذلك يا رب اللهم ان كنت تعلم ان في هذا المعلم خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة امري وعاجل امري واجله فيسره لي واقدره لي وان كنت تعلم ان فيه شرع لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة امري وعاجل امري واجله فاصرفه عني واصرفني عنه. واقدر لي الخير حيث كان. المهم انك تستخير الله سبحانه وتعالى في اختيارك للشيخ حتى يوفقك الله سبحانه وتعالى للشيخ الاولى والافضل في هذا الميدان لان الاختيار الخاطئ للشيء قد يكون سبب في انتهاء حياتك العلمية وفي مضيعة عمرك وتشتت اوقاتك وفي ربما آآ سلوكك لمناهج خاطئة في هذا الزمن خصوصا. لان بعض الاشياء الجهل بهم يقود بعض الطلبة الى ان يغتر برسومهم واشكالهم. فاذا هذا الشيخ مخالف للاستقامة ولمنهج اهل السنة ولطريقة السلف الصالحين الله تعالى عليهم في الاعتقاد والعلم. ولربما هو ايضا لم يطع شب من علوم الشريعة وانما هو ممن يتصنع العلم. فالطالب يختار به ويلازمه اذا هو لا يحصل الفائدة المرجوة ولربما كما قلنا زاغ عن المنهج الصحيح. منهج اهل السنة والجماعة. فالموضوع خطير. الموضوع يتعلق بحياتك العلمية الفكرية وفي علاقتك مع الله سبحانه وتعالى. الشيخ الموفق يوفقك باذن الله او يأخذ بيدك الى الخير. والشيخ آآ نقول المتصنع او الشيخ الذي لا يصلح ان يكون شيخا ولا يصلح ان يكون مربيا ربما يودي بك في المهالك. فالموضوع اذا خطير كما اه انا على ذلك منظر ابن جماعة رحمة الله عليه كيف يقول ينبغي على طالب العلم ان يقدم النظر ويستخير الله في من يأخذ العلم عنه ويكتسب حسن الاخلاق والاداب منه وليكن ان امكن قال وليكن ان امكن يعني الافضل ان يكون هذا الشيخ ممن كملت اهليته وتحقق وقد شفقته اي ممن اكتملت اهليته في تدريس العلوم. انسان مشارك في العلوم الشرعية وليس انسان آآ مقتصر على فن واحد وليس له دراية بالفنون الاخرى. لان الاشياخ الذين يقتصرون على فن واحد من الفنون وليس لديهم دراية بالفنون الشرعية الاخرى او المشاركة بها هذا سيسبب فجوة في العلم الذي هم متخصصون فيه لان العلوم الشرعية احبتي لا تنفك عن بعضها البعض يصعب ان تنفك كل علم يحتاج الى العلم الاخر في جانب من الجوانب. فالعلوم لا تنفك عن بعضها. فاذا كان العالم مؤهلا مكتمل الالة مكتمل الدراسة في هذا يعطيك فائدة متكاملة لكن العالم للاسف بطبيعة الدراسات الاكاديمية اليوم تجد بعض الاشخاص متخصص في جانب معين وجاهل تماما في ابواب اخرى يعني يعرف في علم الرجال في علم الحديث ولا يعرف في الفقه ولا في اصول الفقه ولا في اللغة ولا النحو ولا الصرف ولا الاعتقاد. فمثل هذا الانسان عنده قصور كبير في حياته وان كان متخصص في علم الحديث او شخص متخصص في علم الاعتقاد وضعيف جدا في اللغة وفي اصول الفقه وفي الفقه وفي البناء المعرفي. فالاولى والافضل ان كان ان كان هناك شيخ مكتمل الاهلية مشارك في العلوم الشرعية المتنوعة ان يكون هو المختار لديك بان الشيخ كما قلنا القاصر لن يعطيك صورة متكاملة ولن يعطيك فائدة منهجية تبنيها وتنطلق بها في حياتك ربما يعطيك فوائد في طبيعة تخصصه. الذي اختص به. لكن حتى في تخصصه لا يمكن ان تكون الصورة عنده واضحة خذها. خذها من الان لا يمكن ان تكون الصورة مكتملة عنده في تخصصه حتى يكون مشارك في علوم اخرى. لذلك قال وليكن ان امكن ممن كونت اهليته وتحققت شفقته ان يكون انسان عنده شفقة على طلبته حريص يتواصل معهم يسأل عن احوالهم ويعرف امورهم وشأنهم كما مر معنا في اداب العالم. عالم حريص فعلا يتقطع ويتفطر قلبه على اه تلميذ مفرط وعلى تلميذ مهمل يحاول ينصح دائما ويوجه ويحث ويرفع الهمم. هذا هو المعلم الناجح الذي فعلا تثق به باذن الله. لكن المعلم يعطي الدرس والمحاضرة ثم يغلق الكتاب ويخرج ولا ترى. ولا يسأل عنك ولا عن حالك ولا اين وصلت في بنائك العلمي. هذا لا يمكن ان اختاره شيخا وان يلازمه هم في حياتي العلمية لانه انسان غير مهتم بطلبته وليس هذا كان داء بالسلف رحمة الله عليهم الشيخ كان شيخا كان مربيا كان والدا لطلبته شفقة وحرصا ونصحا قال وظهرت مروءته اذا وليكن اذا ممن كملت اهليته وتحققت شفقته وظهرت مروءته وعرفت عفته واشتهرت صيانته وكان احسن تعليما واجود تفهيما ولا يرغب الطالب في زيادة العلم مع نقص في ورع او دين او عدم خلق جميل الطالب عليه ان يحاول ان يبحث عن الشخص الذي اجتمعت فيه هذه الصفات قدر الامكان. الكمال لله سبحانه وتعالى الكمال الكامل لكن نتكلم نحن الان عن الكمال البشري وهناك كما البشر هناك كمال الهي فان يوجد شخصية كمال البشير هذا منكر والنبي صلى الله عليه وسلم من فيه الكمال البشري بابي هو وامي. ما سوى مقام النبوة الكل يعصيه الكل يخطئ لكن انت تبحث عن الشيخ الذي فيه من درجات الكمال ما هو مستطاع ان بلغ درجة عالية من درجات الكمال البشري. فان يكون ممن كما قال لك تحققت اهليته وتحققت شفقته ومعروف بالمروءة ليس من يكثر اللعب واللهو والمزاح والضحك كذلك من عرف بالعفة وليس من عرف بمعاشرة النساء والخروج معهن والجلوس في الاماكن المشبوهة. قال واشتهرت صيانته العلم احتراما وتوقيرا فلا يجالس الظلمة ولا السلاطين. ولا يجالس اه سلاطين الجور نقصد ولا يجالس اه كذلك المنافقين واصحاب والفجور يصون علمه عن كل ما ينكر ان يشينه قالوا وكان احسن تعليما واجمل تفهيما. ايضا ينبغي ان تراهي في الشيخ الذي تريد اختياره ان يكون يحسن التعليم يحسن ايصال المعلومة لطالب العلم بشكل جهل بان بعض الناس ربما اتاه الله سبحانه وتعالى مقدار كبير من المعرفة العلمية. لكن لا يوجد عنده بيان لا يستطيع ان يوصل الفكرة الى ذهن الطالب يعني هذا عالم جزاه الله خيرا عنده علم لكن لا يصلح ان يكون معلما بعض الناس ربنا سبحانه وتعالى لم يؤتيهم القدرة على ايصال الافكار. ولا على صياغة المعلومات. فمثل هذا الشخص ربما تكون الفائدة التي تحصلها منه محدودة مع توقيرنا له ولعلمه فينبغي ان يكون المعلم ممن يحسن طرق التدريس وصياغة المعلومة وايصالها للطالب وان يكون اجود تفيما قال ولا يرغب الطالب في زيادة العلم مع نقص في ورع او دين او عدم خلق جميل. يعني يقول لك بالجماعة اذا كان الانسان ورأيته عنده علم اطلاع لكن رأيته يفقد الورع في دين الله. او رأيته يفقد الدين ما عنده ديانة. انسان يبيع دينه بعرض من الدنيا بخس. كما هو حال علماء السلاطين او يفقد الاخلاق في معشره وفي تعامله مع الناس فهذا لا ترغب كثيرا في في التزود منه. لا ترغب في التزود من الا اذا فقدت العالم تماما فالانسان هنا ينزل السقف سقف الطموح ينزل ويجد في هؤلاء المناصب الوحيدة الان في طلب العلم لكن الاصل ان يكون هؤلاء بعيدين عن التصدر لا يصدر امام الناس من يفقد الورع ويفقد الديانة ويفقد الاخلاق والسلوك الصحيح في التعامل مع الناس هذا لا ينبغي ان يصدر بل ينبغي ان ينبه حتى يتلاشى مثل هذه الامور ثم بعد ذلك يصدر نفسه على انه عالم مربي فابن جمعة رحمة الله عليه هنا صاغ لنا منظومة كاملة في طبيعة الشيخ الذي يصلح ان تختاره وان تنظر فيه. ابو حنيفة رحمة الله عليه كما ذكر الزنوجي في بتعليم المتعلم طريقة التعلم يقول كان ابو حنيفة ينظر في شيخه اه شهرين حتى يختار ابوك يعني بابو حنيفة رحمة الله عليه ما كان مباشرة يختار الشيخ الذي يلازمه. مباشرة من اول كلمة يسمعها منه. بل ينظر في حال هذا الشيخ مدة شهرين فاكثر حتى يتيقن تماما ان هذا الشيخ فعلا رجل مؤهل رجل حصل من العلم ما يجعله مؤهلا للتصدر يصلح ان يلازمه عنده من الادب ومن الاخلاق ومن حسن المعشر ما يجعله صالحا لان يكون مربيا واستاذا وشيخا. فهكذا كان السلف رحمة الله عليهم في تعبهم من من اجل وصول الى الاستاذ المناسب. لان هذا التعب القليل باذن الله سيريحك في المستقبل كثيرا لكن العجلة في هذا الباب واختيار الشيخ غير الموفق سيتعبك في المستقبل كثيرا. ويقول ابن جماعة رحمة الله عليه بعد ذلك قال فعن بعض السلف هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم يعني لماذا كل هذا الاحتياط من ابن جماعة رحمة الله عليه في موضوع اختيار الشيخ قال لان علماءنا علماء السلف الصالح رحمة الله عليهم كانوا يقولون ان ان هذا العلم دين هذا العلم العلم الشرعي دين نتعبد به ونتقرب به الى الله سبحانه. قال فانظروا عمن تأخذون دينكم فانظروا عن من تأخذون دينكم فلا يصلح للانسان احبتي ان يتعلم العلم عن شخص غير مؤهل في هذا الميدان لا يصلح له ان يتعلم من شخص عنده قلة في الديانة قلة في الورع عنده سوء في الخلق عنده آآ استهزاء بشعائر الدين عنده اه التزلف للسلاطين او ما شابه ذلك لا يصلح هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم. الانسان اذا طلب شيئا من الحياة الدنيا طلب آآ مصلحة في شيء او وظيفة تجده يسأل ويبحث بجد ويستفسر عن كل دقيقة من هذه الدقائق. فالعلم الشرعي اولى ان تستفسر وان تحتاط وان تكون منتبها له. لماذا في العلم الشرعي؟ نجد الناس يزهدون والطالب يأخذ من اي انسان من كل انسان متصدر يأخذ عنه. ولا يسأل ولا يفتش واذا اراد امرا من امور دنياه فتش بعناية وحرص وتدقيق هذا من قلة التوقير لدين الله سبحانه وتعالى فينبغي اذا التنبه على هذه القضية قضية اهمية اه النظر في الشيخ الذي يأخذ عنه. قال وليحذر من التقيد بالمشهورين وترك الاخذ من الخاملين فقد عد الغزالي وغيره ذلك من من الكبر على العلم وجعله عين الحماقة فقد عد الغزالي وغيره ذلك من الكبر على العلم وجعله عين الحماقة. قال لان الحكمة ضالة المؤمن. يلتقطها حيث وجدها ويغتنمها حيث بها ويتقلد المنة لمن ساقها اليه. فانه يهرب من مخافة الجهر كما يهرب من الاسد. والهارب من الاسد لا يأنف من دلالة من يدله وعلى الخلاص كائنا من كان احبتي هذا موضوع ايضا وفائدة مهمة واشار اليها من جماعة رحمة الله عليه. هذه الفائدة تتعلق بماذا؟ يقول لك من جماعة اياك ان تتقيد بالمشهورين الان هناك اناس تكتب لهم الشهرة في المجتمع فيتصدرون على انه فضيلة وسماحة وشيخ وما شابه ذلك. وهؤلاء الذين يتصدرون بعضهم فعلا يكون مؤهلا مؤهلا للتدريس في الحقيقة وبعضهم لا يكون مؤهلا ويكون متشبعا بما لم يعطى خاصة في هذا الزمن لان هناك من يصدر اناس معينين ليأخذوا زمام المبادرة في المجتمع ويريد ان ينحي وان يقصي الاخرين فانتبهوا على هذه الجزئية ليس كل انسان متصدر وعنده لقب سماحة وفضيلة وعنده درجة عالية في او منصب عالم ابدا هذا ليس مقياس خاصة في هذا الزمان بل اكثر اكثر الذين يتصدرون في هذا الزمان اكثرهم ممن ليس مؤهلا لتدريس العلوم الشرعية اما لضعف في التأصيل وهذا كثير غالب. واما بضعف في الديانة والورع وكثرة ملازمة لابواب الظلمة وسلاطين الجور فينبغي فينبغي عليك ان تنتبه ليس العبرة بالتلقي عن المشهورين اذا كان مشهور لكنه فعلا ممن ممن عرف باتقان العلم وصيانته فانعم به واكرم والزمه فان الله سبحانه وتعالى نحسب انه لم يشهر هذا الرجل مع شدة علمه وصيانة دينه الا لانه يريد بالناس الخير فالزمه والزم غرزه. لكن اياك تقتصر على المشهورين فقط لان بعض الطلبة وهذا انا شيء وجدته في حياتي العلمية عندما كنا في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كنا نجد بعض الطلبة يهتموا بمجانسة الاسماء اللامعة التي يحضر كراسيها عدد كبير من الطلبة مع ان الفائدة المرجوة وكنت نلاحظ ذلك. الفائدة المرجوة من مجلس هذا الشيخ. وان كان لامعا كبيرا فائدة محدودة جدا فائدة محدودة جدا لهذا الطالب لكن هذا الطالب ماذا يريد؟ هو يريد ان في المستقبل ان يقول لقد جلست في مجلس الشيخ العلامة فلان الفلاني وحضرت كذا وكذا متيقنون انه لم يستفد الا الشيء اليسير والنزر القليل جدا. مع انه كان بامكانه في تلك الفترة ان مشايخ لم يكونوا مشهورين ربما كانوا على السواري. ويعلمهم الله سبحانه وتعالى كانوا يدرسون وحدهم قل من يجلس حوله من طلبة العلم لقلة مالهم ولثيابهم الرثة وليسوا من اصحاب المناصب الكبيرة في الدولة او ما شابه ذلك. فكان طلاب يزهدون في مجالسة هؤلاء ظنا منهم ان العلم لا يكون الا ممن اشتهر صيته وعلى كعبه في المناصب وجلس على مخمل ولبس الثياب المرتفعة ويظن انذاك الشيخ الزاهد في ثيابه وفي مظهره لا يمكن ان يحتوي علما. وفي الحقيقة وجدنا البركة عند هؤلاء عند الأخفياء عند هؤلاء الأخفياء والله وجدنا البركة هؤلاء الذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. هؤلاء الذين انصرفوا عن الدنيا وعن اموالها وزهدوا ابتغاء مرضات الله سبحانه. لا يريدون مزاحمة اهل الدنيا في مناصبهم لا يريدون التعرض للسلاطين وللتزلف لهم. يريدون وجه الله سبحانه وتعالى فرضوا من هذه الحياة الدنيا بالقليل. والله زدنا البركة على ايديهم فكما قال لك ابن جماعة اياك ان تتقيد بالمشهورين وتترك الاخ من الخاملين. فهذا من الكبر والتعالي هذا الشيخ وان رث حاله وقل ماله لكن صدقني فيه من الخير الشيء العظيم وتجد فيه من الحرص على طلبته والشفقة عليهم السؤال في انحاء والهم. اكثر من ذاك الشيخ صاحب المنصب العالي حتى ولو كان ذاك الشيخ صاحب المنصب جيدا في علمه لكنه منشغل. بمنصبه عنك. اما هذا الشيخ الطيب الصالح كما نحسبه الذي يجلس ولا يعرفه الا الله سبحانه وتعالى ومن اختص به من طلبة العلم كنا نجد عنده حرص الاب وتوجيه الاب والتربية والنصيحة ويجد وقتا للسؤال عنا وللبحث عن احوالنا. ففعلا هذه نصيحة ينبغي يا طالب العلم ان تهتم بها. الشهرة ليست مقياسا للعلم العلم فعلا هو الانكباب على المصنفات. سهر الليالي والايام. من بلغ هذه الدرجة في الدراسة والتحصيل استحق ان يكون عالما ولو كان رث الثياب قليل المال نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على امتثال مثل هذه الحكم والا يكون مقصدنا في هذه الحياة التكاثر الهاكم التكاثر فعلا بعض طلبة العلم الهاهم التكاثر يريدون ان يتكاثروا امام الناس بالجلوس عند اصحاب المناصب. من اهل العلم. ولكن اياكم ان تضيعوا الاخفياء. فهؤلاء اولياء الله سبحانه وتعالى قال لادنى الحكمة ضالة المؤمن الحكمة ضالة المؤمن فعلا وان كان الحديث الوارد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف لكن اصل الفكرة صحيحة الحكمة يلتقطها الانسان من اي شخص كان غنيا او كان فقيرا كان صاحب منصب او كان رث الثياب. الحكمة هي التي تبحث عنها. والانسان احبتي كما انه تجد الانسان الخائف يهرب من الاسد الانسان الخائف اذا هرب من الاسد تمام فهو في اثناء هروبه يسأل اي شخص عن الطريق هل يسأل شخص معين يقول انا لا اسأل الا والله شرطي مرور او انسان صاحب منصب عن طريق الهروب من الاسد. لا يسأل اي شخص لانه يريد الهروب والخلاص من الاسد. قالوا فكذلك الجهل. الجهل هو اسد. يريد ان يفترسك وانت يا طالب العلم تهرب من هذا الاسد الذي يخيفك ويريد ان يفترسك. فعندما تهرب من الجهل انت تهرب الى طرق العلم. صحيح؟ اذا هربت الى طرق العلم لا يهمك. اعطاك هذا العلم صاحب منصب او وزير او اعطاك اياه انسان رث الهيئة لان مقصدك هو الهروب من بين مخالب الاسد. اسد الجهل الى فساحة العلم وامن العلم. وامن العلم تحصله عند اي شخص عالم بغض النظر عن منصبه وعن هيئته وعن موطنه وعن ماله. قال فان كان الخامل ممن ترجى بركته. انظر ايش قال؟ فان كان الخامل يعني الشيخ اي شيء غير المعروف الذي لم يشتهر صيته. فان كان الخامل ممن ترجى بركته كان النفع به اعم والتحصيل من جهته اتم وصدق رحمه الله والله كما قلت لكم ان البركة لتجدونها عند هؤلاء الاخفياء عند هؤلاء الاولياء النفع عندهم اعم والبركة عندهم اتم لانهم لم يلطخوا حياتهم بادران الحياة الدنيا واموالها والتزلف للظلمة لم لم يقذروا هذه القلوب ولم تتسخ ابدانهم وعقولهم باموال الحياة الدنيا. لم تتسخ وانما كانوا صادقين صابرين على مر الحياة لم يطلبوا الشهرة ولم يطلبوا الصيد بل طلبوا وجه الله سبحانه وتعالى فالنفع عندهم اعم باذن الله قال وهذه قاعدة انتبهوا لها. قال واذا صبرت احوال السلف والخلف لم تجد النفع يحصل غالبا والفلاح يدرك طالبا والفلاح يدرك طالبا الا اذا كان للشيخ من التقوى نصيب وافر وعلى شفقته ونصحه للطلبة دليل ظاهر قاعدة جميلة واعتمد فيها ايضا على شيء من السجع اعيدها مرة اخرى واذا صبرت يعني اذا اختبرت ونظرت وتأملت احوال السلف والخلف لم تجد النفع يحصل غالبا والفلاح يدرك طالبا الا متى؟ متى الفلاح يدركك يا طالب العلم؟ قال الا اذا كان للشيخ من التقوى نصيب وافر يعني اذا كان الشيخ نصيب عالي من تقوى الله سبحانه وتعالى وملازمة الطاعة والعبادة والتقرب من الله والبعد عن المعاصي. اما شيخ منهمك في المعاصي وفي معاونة الظالمين وفي الوقوف مع سلاطين الجور. هذا اي بركة ترجى من علمه؟ قال اذا من كان له من التقوى نصيب وافر على شفقته ونصحه للطلبة دليل ظاهر. اذا الشرط الاول ان يكون الشيخ على قدر عالي من التقوى. الشرط الثاني ان يكون الشيخ حريصا على طلبته وهنا اوجه رسالة للمدرسين الاكاديميين في الجامعات وفي المعاهد الشرعية. اتقوا الله سبحانه وتعالى في هؤلاء الطلبة. فان انكم مسؤولون عنهم امام الله. هذا الطالب الذي وضع ثقته فيك ايها الشيخ عليك ان تكون حريصا نصوحا مشفقا عليه اياك ان تهمله وان يكون مقصدك من الدخول في هذه الجامعات ان تحصل الراتب وتعود الى المنزل فهم الطالب او لم يفهم الطالب بعد عن العلم او اقترب لا يهمك. اياك ستسأل امام الله عن هذه الامانة التي قلدتها. انت مستأمن على هذا الدين بما انك اخترت ان تتنصب في منصب التعليم الديني فاعرف حقها هذا المنصب انت مستأمن ان تكون حريصا على طلبتك. موجها ابا مربيا صادقا في التعليم. تعطي ثمرة الوقت والحياة من اجل هؤلاء الطلبة لان عليهم المعول باذن الله في مستقبل هذه الامة. اما اذا بقي هم المدرس الاكاديمي ان يحصل المال والمناصب وان يترقى في درجة الاستاذة الدكتورة حتى يحصل مناصب عليا واذا نظرت في انتاجه العلمي والمعرفي وفي طلبته تجد خوال كما هو الحال للاسف في واقعنا المعاصر فهذه خيانة لهذه الرسالة التي وضعت في اعناقكم قال وكذلك اذا اعتبرت المصنفات وجدت الانتفاع بتنصيف بتصنيفه الاتقى والازهد اوفر والفلاح بالاشتغال به يقول يعني حتى الامر قسه على المصنفات عندك مصنفين او عندك عفوا مصنفان عندك مصنفة؟ مصنف لامام ومصنف لاخر سبحان الله تجد البركة في هذا المصنف تعلو البركة في هذا المصنف بالكثير. والسبب صاحب هذا المؤلف هذا العالم الذي كتب هذا الكتاب كانت التقوى عنده اعلى. فالله سبحانه وتعالى كتب البركة في كتابه. لربما كان كتابه اقل حجما اقل حجما لا يشترط ان تكون موسوعات كبيرة. لكن البركة التي وجدها العلماء في هذا او طلبة العلم في هذا الكتاب على قلة حجمه. اه قلة يعني من وضع فيه من المسائل تجد البركة فيه انفع بكثير من كتاب سطرت فيه الاف المسائل لكن لم تكن النية صافية في كتابته وكان هناك شيء من طلب الحياة الدنيا والثناء الناس فانتبهوا على هذه القضية انه كما ان البركة في الشيخ الاتقى والاحرص على طلبته كذلك البركة في المصنف تظهر اذا كنت ايها الكاتب وايها المؤلف اكثر وراء لله سبحانه وتعالى وتطلب الله عز وجل. لذلك في الحقيقة ارى يعني في واقعنا المعاصر ارى كثير من مصنفات المعاصرين لا ينكب الناس عليهم وصدقوني لا تجدوا فيها نفعا وكبيرة كثير منها. هناك كثير مصنفات نافعة لكن كثير من المصنفات المعاصرين لا تكاد تجد فيها من النفع والبركة والفائدة العلمية المتينة ما تجده في مصنفات اهل العلم من اهل الاقدمين وعلماء السلف الصالح لماذا احبتي؟ لماذا نجد البركة ونجد الزخم العلمي والمعرفي والتأصيل المنهجي كبير جدا في كتب السلف ونفقده في اكثر كتب المعاصرين. هناك كثير من العوامل لو اريد اتطرق اليها لكن منها هذا العامل قضية تقوى الله سبحانه وتعالى في التصنيف ان العالم في القدم كعلماء السلف كانت نيتهم في كتابة هذه الكتب نفع الامة وليست نيتهم اشهار النفس واظهار العنوان للعريض ان هذا مصنف من تأليف فلان ابن فلان ابن فلان. من جماعة فلان او من هذا البلد الفلاني او من كذا. ليس همه ان يوضع اسمه ان هذا الكتاب حققه فلان ودقق علي فلان انا لا يريدون ذلك. بل يضعون هذه المصنفات لتنتشر في الافاق. وليصل اليها طلبة العلم ولينتفع الناس بها حتى ولو لم يعرف الناس انها لهم. المهم ان هذا العلم يبقى ويحافظ عليه وينتقل للاجيال. بهذه النية وبهذا القصد كتب سلفنا الصالح فبقيت البركة في مصنفاتهم. لكن كثير من المعاصرين فقدنا فيهم هذه الميزة. ميزة تقوى الله سبحانه وتعالى وحسن القصد في التأليف والتصنيف من يريد وجه الله سبحانه وليس ان يوضع اسمي على كتاب ويقال فلان ما شاء الله فلان الف كذا وكذا وكذا وله مئة مؤلف وله مئة كذا هذا ليس مقصدا احبتي التكاثر من التصنيف والتأليف لربما ورقات يسيرة تكتبها بقلب صادق تكتب فيها الله عز وجل القبول والبركة افضل من الاف الاوراق ومن مجلدات تكتب بنية فاسدة فيمحق الله سبحانه وتعالى فتح فاما الزبد فيذهب جفاء. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض لا اريد ان اطيل في هذه الفكرة اسعى في ختامها قالوا وليجتهد على ان يكون الشيخ ممن له على العلوم الشرعية تمام اطلاع وله مع من يوثق به من مشايخ عصرته كثرة بحث وطول اجتماع لا ممن اخذ من بطون الاوراق ولم يعرف بصحبة المشايخ الحذاق. ايضا في الحقيقة هذا امر مهم جدا وهذا الكتاب كلما وقفت على قواعده ونظرت في منهجه اقف على ان ابن جماعة رحمة الله عليه امام كبير. كان فعلا اماما كبيرا ومربيا ناصحا ومؤدبا ناجحا يعرف من اين تؤكل الكتف. يعرف ما هي الاخطاء التي يمر بها طلبة العلم في حياتهم الدراسية والتعليمية. بعض طلبة العلم احبتي ينشغل في بداية تأصيله العلمي على بعض الاشياخ الذين ليس لديهم عناية بمختلف العلوم الشرعية. بل حصلوا شيئا يسيرا في علم معين فيريد الطالب ان ينكب على هذا الشيخ ويختار شيخا معلما واستاذا نحن نوجه الطالب ونقول له هذا الشيخ على ما فيه من الخير باذن الله والصلاح. لكن ضعف المام هذا الشيخ بالعلوم الشرعية الاخرى سيجعل هناك فجوة في بنائه العلمي قطعا ضعف اطلاع هذا الشيخ على العلوم الاخرى وعلى شتى العلوم الشرعية سيجعل هناك ضعف في بنائه العلمي والمعرفي ولابد فاياك يا طالب العلم ان كما يقولون تريخ رحالك عند هذا الشيخ وتبقى عنده السنوات. لان هذا الشيخ هو غير مطلع على علوم الشريعة هو عنده دراية بفن او لربما بفنين اتاخد منه حاجتك ان كانت مناسبة لك ثم تنتقل الى شيخ اخر والملازمة الطويلة انما تكون لمن علا كعبه في العلوم وكانت عنده مشاركة في جميع العلوم وكانت عنده مشاركة في جميع العلوم وانتبهوا على هذه النص. لماذا؟ لان العلوم الشرعية احبتي كما قلت لكم وكما اعيد مرارا وتكرارا لاحبتي وتكرارا لاحبتي العلوم الشرعية علوم تبنى مع بعضها البعض بناء دقيق علم يفتح علم اخر وكتاب تدخل به على كتاب اخر. فتنتقل من النحو الى الصرف ومن الصرف الى البلاغة. ومن البلاغة تدخل بعد ذلك آآ او تعود الى علم المنطق ومن علم المنطق لو بتدخلوا في اصول الفقه وبعد ذلك تدخلوا في الفقه ثم تنتقل الى التفسير وما هو الكتاب وكيف انتقم من علم الى اخر وما هو الكتاب الذي يدخل من هذا الى هذا هذا فن هذه مهارة هذا اتقان ولا يتقن اي شخص لا ينبغي ان يكون الشخص الذي تختاره انسان متفنن متقن لانه هو الذي يعلم الابواب كيف تفتح وكيف تدخل بعضها الى بعض اما انسان اقتصر على فن واحد مثلا انسان مهتم بالقراءات ما عنده اي دراية بعلوم اخرى. هذا لا يمكن ان يلازمه ليطلب منه الفقه واصول الفقه ولا يمكن ان استنصحه ليأخذ منه اللغة العربية وما شابه ذلك لانه ما عرف عنه الا الاشتغال بالقراءات. والله اذا كان منشغل بالقراءات وبفنون اخرى نعم انظر لكن اذا كان منكبا على علم وليس لديه نشاط على طلب علوم اخرى فلا يصلح هذا ان يكون محط ملازمة طالب العلم وانما تحصل منه بحاجتك وتنطلق بعد ذلك الى ما هو افضل. فهذه قضية مهمة ان يكون الشيخ ممن له على العلوم الشرعية تمام اطلاع. اه طب يا شيخ علي لابد يكون الشيخ الذي اختاره متقنا في كل العلوم. انا اقول ينبغي ان يكون مشاركا في كل العلوم لانه كما قال الذهبي ما من عالم الا وقد برز في علوم وقصر في علوم لكن العلماء جميعا يشاركون في العلوم. يعني هذا الفلان عالم مبرز في الاعتقاد هذا الفن الذي اتقنه او اعطاه موجة حياته. لكنه في النهاية لابد ان يكون مشاركا في العلوم الاخرى. عنده اطلاع جيد في النحو وفي وفي البلاغة وفي الفقه وفي اصول الفقه حتى يصل هذا الكعب اصلا في علوم الاعتقاد. او اذا كان عالما في التفسير ينبغي ان يكون له مشاركة قوية في علوم باللغة وعلوم اصول الفقه والفقه الى اول اعتقاد ولا كيف يكون المفسر فبالتأكيد هناك ما من عالم الا وهناك وتجد عنده بروز في فن وقصور في فم لكنه المهم انه مشارك ومطلع على كل الفنون وقطع شوطا طيبا في كل الفنون ثم بعد ذلك رغب في التوجه الى معين فجزاه الله خيرا. وكلنا ذاك الرجل في النهاية. الكل في النهاية يتوجه الى امور معينة ينشغل بها ويجد ان حاجة الامة ماسة فيها فينقطع لكن متى ينقطع لها بعد ان يشارك في كل العلوم ويكون عنده اطلاع جيد وبناء معرفي متكامل. لان العلوم علوم المقاصد خاصة وهي العقيدة والفقه والتفسير هذه لا يمكن ان ينالها انسان الا بامتلاكه لعلوم الالة. من النحو والصرف والبلاغة وشيء من المنطق وشيء من من اصول الفقه ويكون له معرفة في الفقه حينئذ يستطيع ان يتمكنوا ان يستحكم من علوم المقاصد قال واحذر من الشيوخ الذين يدرسون من بطون الاوراق. هناك بعض الناس احبتي ما درس على شيخ وما سمع من استاذ وانما كان تحصيله في حياته من القراءة الشخصية من اهتم بالقراءة الشخصية نعم ربما يحصل معلومات كثيرة ويحصل ثقافة لكنه في النهاية لا يوثق بعلمه الانسان الذي لم يجلس على سماع دروس الشيوخ وعلى ولم يتعود على ثناء الركب بين ايديهم. هذا لا يمكن ان يثق بعلمه لانه في النهاية هو يقرأ ونفسه وحده يحلل ما يقرأ. يمكن ان يحذر بشكل صحيح يمكن ان يحدد بشكل خاطئ. لكن الذي يأخذ من كلام الشيخ ومن فيه الشيخ مباشرة هذا يقف على المعلومة كما هي. ويستطيع ان يسأل الشيخ يحاولوا ان يتعلموا وان يستفسر منه. فلذلك الشافي رحمة الله تعالى يقول من تفقه من بطون الكتب ضيع الاحكام. انظر الامام الشافعي ايش يقول الانسان اذا اراد ان يبني فقهه في مطالعة بطون الكتب من دون ان يلازم الاشياخ ويقف على علمهم ويحاورهم ويناقشهم هذا اضاع الدين. فاحذروا من هؤلاء وكان بعضهم يقول من اعظم البرية تمشيخ الصحفية والنسخة التي بين يدي تمشق الصحيفة ويلي دابا تمشق الصحفية طبعا الصحفية من دون اياهم الذين يدرسون من الصحف. والصحيفة المراد بها ايضا التكنية عن الرجل الذي درس من الصحيفة اي من كتاب ولم يدرس على عالم ولم يلازم ولم يثني الركب بين ايدي العلماء. فقال من اعظم البلية تمشق هذا الصنف من الناس. هذا من اعظم البلاء لان آآ ضررهم اكثر من خيرهم اه اي الذين تعلموا من الصحف طيب الان انتهى من قضية من هذا المبحث الاول. لكن في الحقيقة اود في ختام هذا المبحث ان اسلط الضوء على موضوع دعوني احبتي اتكلم في موضوع كثر السؤال عنه من طلبة العلم وله علاقة بموضوع اختيار الشيخ وموضوع اختيار البرنامج العلمي المناسب فان الناظر في وسائل التواصل الان يجد ولله الحمد اه نشاطا ملحوظا بين اهل العلم في اقامة البرامج العلمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي هناك نشاط للحظو في هذه الفترة بين العديد من اهل العلم في اقامة برامج علمية متعددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكل شيخ يطرح بمنهجية معينة للطالب وهذا التنافس في الجملة محمود وفيه خير وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وهو مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته. فهذه الامة احبتي نعم تضعف قد تتعثر الخطوات لكنها لا تموت باذن الله. هذه الامة قد تضعف قد تتعثر في خطواتها لكنها لا تموت باذن الله ويبقى فيها الخير قائما. فامثال هؤلاء العلماء الذين يقومون بهذه البرامج العلمية جزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء هذا فيه دلالة على ان هذه الامة ما زالت تنبض بالحياة. وفيها من الخير الكثير من ابنائها ومن فلذات اكبادها. لكن النصيحة التي اريد ان اوجهها الى طلبة العلم الذين يسألون عن هذه البرامج. هذه البرامج ازدحمت في اذهان طلبة العلم وتداخلت عليهم وبعض طلبة العلم يقحم نفسه في ثلاثة او اربعة برامج تباطن يسأل هل من الصحيح ان ادخل في كل هذه البرامج طب ما هو البرنامج الانفع الاصلح ما هي علامات النجاح في البرنامج الذي اريد ان اختاره لبناء معرفي لان القضية بالنسبة لطالب العلم قضية محورية قضية اني ساختار برنامج واسير عليه سنوات من ثلاث الى اربع الى خمس الى ست الى سبع سنوات. فاريد ان اختار البرنامج الصحيح الذي يقوم على منهج السلف الصالح في طلب العلم. ولا اريد ان اضيع زهرة العمر في برامج لا تؤذي اكلها. فهنا ارسل رسائل على شكل نقاط لك يا طالب العلم حتى تترتب عندك اه الامور والافكار في هذا الباب اولا الان ساتكلم عن معايير اختيار البرنامج الصحيح معايير عامة لاختيار البرنامج الصحيح في طلب العلم. اولا عليك ان تلتجئ الى الله سبحانه وتعالى وان تسأله التوفيق والسداد والارشاد والهداية الى البرنامج الانفع لك في دينك ودنياك الموضوع يحتاج الى التجاء الى الله سبحانه وتعالى. وان تقرع باب السماء وان تذلل وجهك وان تخضع جبينك وجبهتك بين يدي مولاك تسأل ربك سبحانه وتعالى ان يأخذ بيدك الى البرنامج والى الشيخ النافع لك والاصلح لك. الشيخ القادر على ان يبنيك علميا ومعرفيا في هذا زمان وان يبعدك عن الشبهات وعن مزالق الطرقات بعض طلبة العلم احبتي جلس في بعض البرامج سنتين وثلاث واربع وخمس ولم يحصل ثمرة ولم يحصل ثمرة. وكانت الفائدة محدودة جدا جدا ففترت همته وبعضهم انقلب على عقبيه وترك طلب العلم في الكلية. لانه شعر انه لا فائدة مرجوة من طلبه للعلم. لم يشعر بالتقدم لم يشعر بالانجاز لم يشعر بفائدة واضحة. شعر انه مشتت الذهن فوقف عند نقطة معينة وعاد ادراجه. فالموضوع مائة بالمائة حق ان تلتجئ الى الله سبحانه وتعالى وان تقرع بابه وان تسأله التوفيق فهو اولا واخيرا هو الموفق. وهو الهادي وهو سيختار لك ان كنت ستصبح عالما ربانيا او ستبقى على حالك مع الناس. فالموضوع اذا لا تعتبره موضوع حياتي بحت حاجة ادعو الله سبحانه وتعالى في الصحابة كانوا يلتجئون الى الله في ابسط امور الحياة واهونها. وهذا الامر من الامور العظيمة في حياتك من الامور الخطيرة في هذه الحياة وليس من الامور آآ الثانوية التي يعني يمكن للانسان ان يقضيها بسرعة او ما شابه ذلك. فانتبه على هذا الموضوع القضية الثانية احبتي ينبغي ان تراعي في البرنامج وهذا النصيحة الثانية اخص بها من كان مبتدأ في طلب العلم اخص بها من كان مبتدأ في طلب العلم ماذا اقول له؟ اقول له في بداية طلبك للعلم في بداية طالبك للعلم عليك ان تختار برنامجا تأصيليا يبنيك بناء علمي صحيح برؤية شاملة واياك ان تختار في البداية برنامج متعمق في علم واحد من علوم الشريعة حفظت ماذا اقول؟ في بداية طلبك للعلم عليك ان تختار برنامجا تأصيليا يؤسس طالب العلم في مختلف العلوم الشرعية برؤية شاملة يجعلك مشاركا في مختلف العلوم للنحو والصرف والبلاغة وفي اصول الفقه وشيء من المنطق وفي اصول التفسير والسيرة وفي الادب والسلوك وفي الاخ اه ابو علوم الاعتقاد رويدا رويدا يعني يبنيك بناء منهجي متكامل بطريقة تبدأ من صغار العلم قبل كباره ومن مصنف الى بشكل مهندس رائق واياك ان تدخل برنامج يعمقك في موضوع واحد فقط من علوم الشريعة. وانت في بداية طلبك. هناك بعض البرامج تكون متخصصة بقوة قوة في دراسة الاعتقاد يدخلها بعض المبتدئين من طلبة العلم وليس لديهم اي دراية مسبقة بعلوم الالات الدخول في مثل هذه البرامج خلل منهجي لا نصلح هذه البرامج المتعمقة انما تصلح لطالب علم شارك في علوم الالات بنى نفسه منهجيا حينئذ يجد في هذه البرامج المتعمقة وحاجته. اما طالب علم ما زال في بنائه وفي تأصيله العلمي في بداية خطواته. اياك ان تقتحم البرامج المتعمقة. لانها كيف العقل ستضيع ثمرة او سيضيع جزء كبير من عمرك من دون انتاج ستشعر بالتشتيت ولن تحصل الفائدة المرجوة من تعمقك عندما تتعمق اكثر واكثر في المصنفات العليا ستجد انك لا تفهمها ولا تدرك مغزاها ولا تستطيع تحليل النصوص لماذا؟ لانك لم تمتلك الة الفهم. لم تدرس اللغة لم تدرس النحو ولا الصرف ولا البلاغة. ولم تقف على شيء من اصول والمنطق هذه العلوم الالاف هي اللغة التي كتبت بها العلوم هي اللغة التي كتب بها الاعتقاد والفقه والتفسير. فاياك ان تظن انك تستطيع ان تتعمق في الاعتقاد وانت ضعيف جدا في علوم الالات. او تتعمد في تفسير وانت ضعيف جدا في علوم الالات. هذا لا يمكن في العادة. لا يمكن فإذا هذه النصيحة انتبهوا لها البرنامج الذي يختار يجب ان يكون برنامج تأصيلي في مختلف العلوم الشرعية برؤية شاملة ولا ادخل برنامج متعمق في جانب معين من جوانب علوم الشريعة. لان هذا ليس وقت هذا التعمق وانما نحن الان في مرحلة التأصيل ثالثا احبتي النصيحة الثالثة التي ارسلها لاحبتي من طلبة العلم عليك ان تراعي في البرنامج الذي تريد اختياره ان يكون واضح هذا البرنامج ممن عرف بانشغاله بعلوم الشريعة وتفننه ومشاركته في مختلف العلوم. كما ذكر لكم ابن جماعة ينبعي ينبغي ان تراعي في البرنامج الذي تختاره ان يكون واضح هذا البرنامج ممن عرف بانشغاله بمختلف علوم الشريعة يعني نحن اتفقنا في النقطة السابقة ان يكون البرنامج برنامج تأصيلي برؤية شاملة. صحيح؟ حتى يكون البرنامج التأصيلي فعلا موضوع برؤية عليكم ان تراعوا هذه الجزئية. ان يكون واضع هذا البرنامج شخص عرف بتفننه في العلوم الشرعية وانشغاله ومشاركته فيها لانه الان هناك بعض البرامج التي توضع ويتصدر لوضعها من لا يعرف اصلا بانشغاله بعلوم الشريعة وانما هو مثقف بين قوسين. مثقف شرعي وليس عالما شرعيا او متفننا. والمثقف الشرعي لا يحق له ان يضع خطة علمية رصينة لطالب العلم. يسير عليها. الذي يضع الخطة العلمية والبرنامج العلمي يجب ان يكون شخص عنده تجربة شخصية بهذه الفنون جرب بنفسه ذاق حلوها ومرها عرف المصنفات التي توصل بالمصنفات التي لا توصل هو الشخص المؤهل لان يضع البرنامج العلمي اما المثقف او عنده اطلاع نوعا ما في بعض العلوم هذا لا يصلح لان يضع برنامجا علميا فانتبهوا على هذه الفكرة فان كثير من الاخطاء التي يخفيها بعض طلبة العلم ناجمة عن انهم يتبنون مناهج وبرامج معينة في طلب العلم يضعها اشخاص غير مؤهلين. فتكون المصنفات او الكتب التي وضعت بين ايدي الطلبة كتب غير محققة. غير مدققة. كتب لا توصل الطالب الى بغيته في هذا العلم. والسبب في ذلك ان من وضع الخطة شخص غير مؤهل. لم يمارس هذا العلم. لم يصل في هذا العلم الى درجة عليا تؤهله ان يضع خطة علمية وكما قلت لكم احرص على ان يكون الواضح انسان مشارك في مختلف العلوم. لان علوم الشريعة يدخل بعضها على بعض. فاذا كان واضع الخطة انسان اتقن في النحو والبلاغة وصار في علوم الشريعة بشكل مأصل على يد العلماء المؤصلين يمكن ان تمنح صورة متكاملة في المصنفات التي تدرسها. يستطيع ان ان يمنحك رؤية متكاملة يستطيع ان يمنحك رؤية متكاملة. لانها لان هذه الرؤية تكاملت عنده هو ابتداء على يد اشياخه. ثم هو ينقل ينقل هذه تجربة جيلا بعد جيل وهكذا العلم احبتي. العلم نقله العلماء جيلا بعد جيل. السلف ينقلون الى الخلف. التجارب الكاملة برؤية منهجية شاملة هكذا انتقلت الينا حتى وصلت الينا. ونحن ينبغي علينا ان نتعلم هذه المنهجيات الشاملة وان نتلقاها من اشياخنا وان نمنعها لتلاميذنا في المستقبل. هكذا نورث العلم للاجيال اللاحقة. اما ان يأتي شخص عنده دراية ببعض العلوم ومنقطعة عن العلوم الاخرى او مثقف شرعي او انسان قرأ بعض الكتب وليس عنده خبرة واحكام وحفظ مصنفات ومجالسة علماء وملازمة اهل العلم. ليضع خطة ويعلن عنها ويقول للطلبة اقتحموا هذه الخطة فهذا خطأ. خلل عليكم ان تحذروا منه حتى لا تضيع الاعمار تمام انتهينا من هذه الجزئية؟ طيب ننتقل الى الجزئية التي تليها. الجزئية الرابعة هناك مواصفات معينة يجب ان توجد في اي برنامج تريد الالتحاق به اي برنامج تريد الالتحاق به بعد ان تراعي اولا ان يكون هذا البرنامج برنامج تأصيلي برؤية شاملة كما ذكرنا. وان يكون واضح هذا البرنامج شخص مؤهل. متفنن في علوم الشريعة. الامر الرابع النقطة الرابعة ان يكون هذا البرنامج احبتي اشتمل على مجموعة من الميزات اشتمل على مجموعة من الميزات. الميزة الاولى طبعا هذا كله للطالب الذي هو يخطو خطواته الاولى في العلم. انا اخاطب هذا النوع من الطلبة لا اخاطب من اصبح مبرزا ومتقنا في الفنون. اخاطب من كان مبتدأ ويريد ان يضع خطة علمية البرنامج الذي تختاره يجب ان يكون اولا يشتمل على شروح من الشيوخ برنامج علمي يقتصر على ان الطالب هو الذي يقرأ وحده هذا لا يصلح والان نحن قرأنا كلام ابن جماعة انه لا يصلح ان نأخذ العلم من صحفه لا يصلح للانسان ان يطلب العلم من دون السماع من الاشياخ مباشرة فقضية ان البرنامج يجب ان يحتوي على دروس من الشيوخ حول المادة المطروحة هذا امر مهم جدا. اما ان اتي اضع لك برنامج اقول لك هذا برنامج هو ان تقرأ هذا الكتاب وهذا الكتاب وهذا الكتاب وهذا الكتاب ولا اشرح لك هذه الكتب فهذا خطأ علمي الطالب في بداية تعلمه يجب ان يتلقى من افواه اهل العلم. سواء مباشرة او عبر وسائل التواصل المهم تتلقى من العلماء وتسمع تكرهوا المعلومة لانهم يطرحونها بالشكل الصحيح. اما اذا قرأت وحدك ما الذي يضمن لي انك فهم صح وخطأ ولا تظن ان الشيخ دائما تستطيع تسأله على وسيلة التواصل يا شيخ انا قرأت هذه الفهمي صح او فهمي خطأ. انت تسأل ربما عن جزئية عن جزئيتين لكن هناك كثير من الجزئيات تظن انك فهمتها بشكل صحيح وتكون فهمتها بالشكل الخاطئ. لانك لم تسمع الشيوخ فالتعلم من لسان ومن افواه المشايخ هذا امر لا مناصحه. اياك ان تختار برنامج يعتمد على القراءة الشخصية هذا لا يصلح لطالب العلم الذي يخطو خطواته الاولى المنتهي المتقدم المتقن لو كان هناك برنامج بينه وبين اصدقائه او يطرحه بعض الشيوخ في قراءة او جرب بعض الكتب للمتقنين هذا امر سهل لأ مقبول وكلنا قد يدخل في مثل هذه البرامج. لكن مبتدأ او ما زال في بداية خطواته الاولى ولم يشارك في العلوم الشرعية ويبدأ بالبرامج المتقنين ادخل المنهجي سيضيع عليك عمرك وزهرة شبابك. بدلا من ان تطلب العلم بالشكل الصحيح. انت تضيع الوقت تقرأ من هنا ومن هنا ومن هنا. لكن لا تحصل فائدة متكاملة. اذا هذه الميزة الاولى في البرنامج. الشروح الشيوخ موجودة على الكتب المطروحة فيه ثانيا ان يكون للحفظ جزء كبير من هذا البرنامج احبتي خذوها قاعدة قاعدة اتفق عليها كل العلماء وكل طالب علم نجح لابد ان يكون مر على هذه القاعدة مستحيل العلم لا يأتي الا بجناحين بحفظ وبفهم واي انسان يستغني بالفهم عن الحفظ لا يوثق بعلمه نعم شيخ مبالغة ليست مبالغة اي انسان يستغني بالفهم عن الحفظ يقول انا لا احفظ. لا اريد احفظ لا في النحو ولا في الصرف ولا في البلاغ ولا احفظ في الفقه. متنا ولا كتابا ولا يحفظ في الاعتقاد. انا فقط افهم هذا ما يوثق بعلمه. وخذوا مني المسائل عنده عفوا ستكون مختلطة مع بعضها البعض تجدون المعلومات عنده شاردة يحاول ان يجمع من هنا ومن هناك وبعد ان يكبر في السن قليلا وتمضي به الحياة سينسى كل شيء. وسيبقى عنده شيء من الفتات. الحفظ كما قال الرحبي فاحفظ فكل حافظ امام. الحفظ عملية محورية خطيرة جدا في البناء المنهجي لطالب العلم. اياك يا طالب العلم ان يأتي انسان يزهدك في الحفظ. او يقول لك لماذا تحفظ؟ انت عبارة عن نسخة جديدة من حفية ابن مالك انت عبارة عن نسخة جديدة من الفية السيوفي. انت عبارة عن نسخة جديدة من هذا المتن في الفقه الشافعي او الحنبلي او المالكي. هؤلاء صدقني لو وقفوا على حقيقة العلم ولو شموا رائحته لما قالوا هذه الكلمات. لكن لضعف تأصيلهم وللنقص الذي يشعرونه في حياتهم يتكلمون بمثل هذه الكلمات العلم لا يكون الا بالحفظ فأي برنامج علمي تختاره يجب ان يرشدك الى ما تحفظ وينبهك على الكتب التي ينبغي حفظها لا يوجد برنامج علمي لا يوجد فيه حفظ يعتمد فقط على الشرح والفهم واما الحفظ فدعوها. لا يجوز لطالب علم ان يسير في برنامج علمي من دون حفظ. والا سيضيع عمره وعلى انه يستحيل في العادة ان ينشأ عالم من دون حفظ اه النقطة الثالثة في هذا البرنامج من شروط البرنامج قلنا اولا ان يكون هناك شروح من الشيوخ ثانيا ان يكون هناك مقدار من الحفظ جيد. ثالثا ان تكون المواد المطروحة احبتي في هذا البرنامج اه او المواد التي ستدرج في هذا البرنامج. هذه المواد تأخذ حظها الكبير من الدراسة والتحليل والمذاكرة وسؤال الاشياخ اياكم ان تذهبوا الى برامج تعطي وجبات سريعة للطلبة هناك بعض البرامج وقفنا عليها للاسف تعطي وجبات سريعة للطلبة. تقول لهم انا انهي لكم الاجرومية في اسبوع. وانهي لك مثلا المتن الفلاني في الفقه في شهر. وانهي لقدر الندى في اه ثلاثة اسابيع وانهي لك هي المسألة ليست عرض وطلب يعني ايهم اي برنامج يعطيني عرض افضل اذهب الى هذا البرنامج. الموضوع ليس احبتي هذا دين هذا دين فدين الله سبحانه وتعالى لا يتلاعب به. ولا يؤخذ باللهو واللعب. يجب ان يؤخذ بالجد والصدق فطالب العلم عندما يختار برنامج يأخذ برنامج يعطي المادة العلمية حقها في الشرح والتحليل والدراسة والمذاكرة. تأخذ وافرا من دون نقصان هكذا يحصل طالب العلم على الفائدة المرجوة ويبني نفسه. اما ان يضحك طالب العلم على نفسه يقول والله انا الحمد لله شرحت كذا وكذا وكذا وكذا من المتور في مدة قصيرة. فعندما نسأله ونقف على علمه نجده ضحلا لا يملك شيء وانما ما زالت مجرد رسوم يعني هذا الذي بقي في دينه مجرد رسوم من هذه المصنفات. واما التحليل لها وقراءتها فهو لم يقف على شيء يستحق احبتي الوجوه المبتدئة والتأصيلية يموتون يجب ان تأخذ حظها في التخمر وفي الاستقرار في قلب طالب العلم اجعل الاجومية تاخذ شهر واجعلها تاخذ شهرين وثلاثة واربع ما في مشكلة اجعل للبلاغة والمنطق واصول الفقه يأخذ وقته في التأصيل. اجعلها تتخمر في دينك يا طالب العلم. لا تستعجل لماذا تستعجل؟ نعم اجعل برنامجك مكثف صح لكن برنامج مكثف مع تعمق مع تحليل مع نظر مع اطالة النفس حتى يهضم هذا الكتاب هضما. فالبرامج التي تهتم الوجبات السريعة هذه لا تنتج شيئا. خامسا واخيرا مما انصح به احبتي من طلبة العلم من خطوات اختيار البرنامج. هاي النقطة الخامسة هي موضوع ان لا تشتت نفسك بين البرامج العلمية. هناك برامج علمية كما قلت لكم مطروحة الان في الميدان طالب العلم يقول اريد ان اشارك في هذا وفي هذا وفي هذا انا اقول لطالب العلم ان استخرت الله سبحانه وتعالى واخترت البرنامج التأصيلي الذي هو برؤية شاملة ورعيت ان يكون واضح هذا البرنامج شخص مؤهل متفنن وراعيت النقاط التي ذكرتها قبل قليل في برنامج العلم الناجح وجود شروع صوتية يعتمد على الحفظ ان تأخذ المواد وقتها في التدريس. اذا وجدت برنامج كامل في هذا الميدان او احصل لك ثمانين بالمئة ربما الكمال صعب لكن برنامجه يعطيك ثمانين بالمئة من هذه الشروط فالزم هذا البرنامج واعطيه حظه ووقتك باسره ولا تشتغل ببرامج اخرى تأصيلية. انه هذا سيشتت ذهنك. الشيخ الفلاني يطرح هذا الكتاب والشيخ الفلاني يطرح هذا الكتاب. انا ماذا ادرس؟ يسألك الطالب تجد بعض الطلبة يشارك في هذا وفي هذا هذا خطأ علمي لا يصلح ان تتأصل على يد هذا وهذا في نفس الوقت. انا اسمع الدروس على شيخي الذي تعلمت منه ووضع لي الخطة. بعد ان وثقت من علمه ومن برنامجه من رؤيته ومن خطته نعم اسير معه الى النهاية. اذا وجدت فسحة من الوقت في امور ثقافية امور فكرية امور على ما اسميه انا هامش البرنامج العلمي. نعطيه بعض البرامج لا تتعلق بالبناء التأصيلي. بعض البرامج تتكلم عن امور في التاريخ او تتكلم عن امور تربوية او تتكلم عن امور فكرية هذه لا تتعارض مع البرنامج التأصيلي العلمي فيمكن ان نشارك بها. اما برنامج مش تقصيبي وبرنامج تقصيري اخر وبرنامج تأصيلي ثالث. وانا اشارك في كل هذه البرامج هذا خطأ البرنامج التأصيلي واحد. الخطة العلمية واحدة. لكن اه قد اشارك في برامج كما قلت تتكلم عن امور توعوية وامور تربوية. امور فكرية نعم يمكن ان نشارك وهذا لا يتعارض مع برنامج التأصيلي العلمي. ويكون برنامج التأصيل العلمي له حظ اكبر من النظر له حد اكبر من النظر والبرامج الاخرى التي اشارك بها تكون راجفة ومغذية للبرنامج الاصيل الذي اخترته. اذا هذه نصائح احببت ان اوجهها لاحبتي الطلبة فيما يتعلق باختيار البرنامج العلمي نظرا لكثرة الاسئلة التي ترد حول هذه القضية. تمام دعوني انتقل الى الادب الثاني او الموضوع الثاني من مواضيع هذا الفصل. يقول ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه قال ان ينقاد لشيخه في اموره ولا يخرج عن رأيه وتدبيره بل يكون معه كالمريض مع الطبيب الماهر فيجاوره فيما يقصده ويتحرى رضاه ويتحرى رضاه فيما يعتمده ويبالغ في حرمته ويتقرب الى الله بخدمته ويعلم ان ذله لشيخه عز وخضوعه له فخر وتواضعه له رفعة. ويقال ان الشافعي رضي الله عنه عوتب على تواضعه العلماء فقال اهين لهم نفسي فهم يكرمونها ولن تكرم النفس التي لا تهينها هذا الهدف الثاني احبتي من الاداب التي طرحها ابن جماعة رحمة الله تعالى عليه لطالب العلم مع شيوخه وهو ان طالب العلم بعد ان يختار الشيخ المناسب. يعني هذا الادب الثاني ينبني على الادب الاول. انت اخترت الشيخ المناسب نعم وفقت اليه والحمد لله بما ان الله وفقك الى الشيخ المناسب عليك ان تشكر هذه النعمة الالهية في ان تعرف حق هذا الشيخ وان تعظم حرمته فان تعظيمك لحرمة هذا الشيخ من شكرك لنعمة الله عليك ومن توقيرك لهذه الشريعة. والله سبحانه وتعالى لا يبارك لطالب علم يقل ادبه به. يقل ادبه مع شيوخه اي طالب علم قليل ادب هذا لا يبارك له في علمه احبتي لا يبارك له في المطالب العلم لا ينال العلم الا بالادب مع الاشياخ. وان يذلل نفسه لهم وان يخدمهم وان يعظمهم وان يكرمهم وان يوقرهم ويعلم حرمتهم. هكذا الله سبحانه وتعالى يبارك في علمك اما طالب علم يرفع صوته على شيخه او يشتمه او يخاطبه كما يخاطب صديقه ولا يعرف قدره وحرمته هذا لا يبارك له في علمه. والامام الشافعي قال لكم اهين لهم نفسي فهم يكرمونها. انا اهين نفسي لشيوخي لماذا؟ لانهم هم الذين يكرمون نفسي. حينما يعطوني الفائدة والمعلومة والمعرفة التي تقربني من الله سبحانه وتعالى. فهذا داء السلف مناسبة العلماء بتوقير واجلال واحترام. بهذا الله سبحانه وتعالى يعطيك البركة. ويمنحك العلم والمعرفة. واما اذا كنت قليل الادب وهذا للاسف يعني هذا من الامور التي قلت في هذا الزمان. فالحقيقة وقل من ينشغل بهذا الادب من طلبة العلم. تجد طالب العلم يذهب الى الجامعة والى الذي يدرس على يديه يأخذ منه العلم ولا يعظمه ويستغيبه ويذكره بشر من خلفه. ولا يوقره ويتكلم عنه كما يتكلم عن صديقه فهذا اي علم يرجى منه واي نفع واي خير يرجى من هذا الطالب؟ طالب لا يعظم شيخه الذي اعطاه العلم المعرفة. كيف لهذا الطالب ان يفلح فهذا الادب اهتموا به احبتي ويحتاج الى مجاهدة النفس في اذلال النفس للاشياخ واحترامهم وتعلم ادب السؤال وادب النظر اليهم وادب التحدث معهم والجلوس بين ايديهم. فالامر ليس هكذا عبثا كما يظن بعض الناس اني اجلس كما شئت واكل مع الشيخ وامزح مع الشيخ واتكلم مع الشيخ باي طريقة كلا كلا الامر يحتاج الى ادب الاحترام الى اجلال فان اجلالك للشيخ من اجلالك لدين الله سبحانه قال واخذ ابن عباس رضي الله عنهما مع جلالته ونيته وهذه ربانيته فيها شيء يعني اظنها تحتاج الى نظر ربما يكون عندك شيء في النسخة مع جلالته ونيته ومرتبته. يعني ابن عباس مع جلاله في العلم ومرتبته في العلم اخذ بركاب الصحابي زيد بن ثابت الانصاري. وقال هكذا امرنا ان نفعل بعلمائنا. اخذ بزمام ناقته. وقال احمد بن حنبل لخلف الاحمر امام احمد بن حنبل تلميذ لخلف الاحمر. فقال لخلف الاحمر لا اقعد الا بين يديك. امرنا ان نتواضع لمن نتعلم منه. اليوم تجد طالب العلم في مجلس شيوخه يجلس ويعطي ظهره للشيخ ويمد بين يدي الشيخ الى اخر هذه الامور. ونسأل الله السلامة والعافية. وقال الغزالي لا ينال العلم الا بالتواضع. والقاء السمع يقول الغزالي لا ينادي العلم الا بالتواضع تتواضع الله سبحانه وتعالى يرفعك في العلم وتشغل المشايخ بالشكل الجيد الله سبحانه وتعالى يرفعك في العلم. اما تكبر وقلة ادب وسوء معشر اياك ان تظن انك تنادي العلم بهذا المنهج قالوا ما ما اشار عليه شيخه بطريق في التعلم فليقلده. وليدع رأيه. فخطأ مرشده انفع له من صوابه في نفسه. يعني الشيخ مع اينما وجهك قلد الشيخ الم تختر شيخا عالما متفننا متقنا مبدعا اليست هذه شروط الشيخ؟ اذا اخترت شيخ متفنن مبدع مبرز في العلوم الشرعية فلماذا تجادل في خطة العلمية او في البرنامج العلمي الذي يضعه لك. قال اقرأ هذا الكتاب اقرأ هذا الكتاب. لا تجادل ولا تناقش فيه شيء انت لم تسمع به. واياك ان تقول شيخك وهذا من سوء الادب. يا شيخ ترى في الشيخ فلاني وضع خطة علمية وضع فيها هذا الكتاب. اذا كان الشيخ وضع لك برنامج اياك ان تقترح عليه برنامج اخر اياك ان تدخل عليه برنامج من شيخ اخر لان هذا قد يوغر الصدر عليك والشيوخ في النهاية بشر الشيوخ ليسوا ملائكة بشر لهم قلوب لهم مشاعر قد تجرحهم عندما تقلل من شأنهم. فانت تتعامل مع بشر الله سبحانه وتعالى جعل فيه العلم فعليك ان تحترم مشاعره اذا وجدت برنامج انفع او وجدت مثلا نصيحة معينة تيقنت انها نصيحة نافعة جدا ربما غفل عنها الشيخ قد تفعلها من دون ان تعود الى الشيخ وتقول يا شيخ ترى فيه فلان من الشيوخ فعل كذا تريد ان تقول للشيخ ان فلان مثلا او تقارن بين الشيخ وبين الشيخ الاخر؟ هذا قد يوغر الصدر وهذا ليس بسديد ليس بسديد. فالشيخ اذا قال لك بعد ان تختاره متفننا مبدعا اذا قال لك خذ هذا الكتاب خذ هذا الكتاب من دون ان تناقش. وقلد الشيخ. طب ممكن يكون خطأ اختيار الشيخ؟ ايش قال لك من جماعة؟ قال خطأ الشيخ بارشاده انفع لك باذن الله من صوابك مع نفسك. يعني حتى لو كان الشيخ في خطأ في ارشاده وانت في رأيك الشخصي في صواب لكن الله سبحانه وتعالى يطرح لك البركة مع وجود خطأ في منهجية الشيخ يطرح لك البركة لانك اردت بتقليد الشيخ تعظيم دين الله سبحانه وتعالى وتوقير حملة الشريعة. تجد البركة يطرحها الله سبحانه وتعالى لانك خالفت هواك من اجل الله سبحانه وتعالى وتوقيرا لحرمة هذا الشيخ وشيبته قررت ان تتبع هذا الشيخ. مع انك غير مقتنع وهذا قل طبعا قل لكن لو نفرض هذا الفرض ان الشيخ المتفنن اخطأ في اختيار كتاب معين خطأ الشيخ في اختياري هذا الكتاب انفع من ايش؟ من صواب مع نفسك ولقد نبه الله سبحانه وتعالى على ذلك في قصة موسى والخضر عليهما السلام بقوله انك لن تستطيع معي صبرا. هذا مع علو قدر موسى في الرسالة والعلم حتى شرط عليه السكوت فقال فلا تسألني عن شيء حتى احدث لك منه ذكرا يعني الخضر ايش قال لموسى عليه السلام؟ الخضر قال لموسى انا اظن انك لن تطيق صبرا على تعليمي فموسى قال ستجدني ان شاء الله صابرا خلص موسى اختار الخضر معلما فقال له الخضر اذا من شرط التعليم ان لا تسألني عن شيء. الشيء الذي افعله واطلب منك تفعله من دون نقاش من دول نقاش ومجادلة ولماذا ولماذا؟ لكن يؤذي عليه السلام لم يصبر على ذلك المرة الاولى الثانية الثالثة قال له القدر انتهى المجلس. بما انه انت لا تستطيع ان تصبر بما انك لا تستطيع تصبر على تعليمي ساعطيك الاسرار لاحظوا كيف اه موسى عليه السلام لم يكن يعرف ما عنده الخضر من العلم صح والخاطر كل تصرفاته الثلاثي خرق السفينة وفي قتل الولد وفي اقامة الحائط من دون اخذ اجرة كلها كان فيها مقاصد جميلة رائعة يعلمها الله سبحانه وتعالى ومنحها للخطر ولم يعطها لموسى. الخضر كان يدرك ان موسى في هذه المرحلة لن يدرك الغرض والمغزى من هذه التصرفات فطلب من موسى الا يجادل وان يقلده فقط. لكن موسى ما صبر فضيع على نفسه عليه السلام كثير من الفوائد التي ممكن كان ان ينالها من الخاطر. المهم يعني هذه الفائدة التي يريد الجماعة ان يوصلها اليك ان شيخك انما يقول لك خذ هذا الكتاب واقرأه وانت في بادئ الامر قد لا تكون مقتنعا او قد ترى ان هناك خطأ في خطة الشيخ ولكن بالعكس قد يكون الشيخ هو الصواب وله مغزى معين وانت لجهلك ولقصورك لم تقف على هذا المغزى فظننت ان جوج اخطاء فلذلك لا تثق بعقلك احترم حرمة الشيخ احترم علم الشيخ بما انك اخترت شيخا متفننا متقنا فاعلم باذن الله ان الخير في توجيهاته وارشاداته حتى ولو لم تظهر لك في بادئ الامر طيب اذا اقف عند هذا القدر باذن الله في هذا المجلس ولعلنا في المجلس القادم باذن الله نكمل ما شرعنا فيه في شرح اداب الطالب مع شيخه وبعض القضايا المنهجية المهمة تطرحها من جماعة في هذا الباب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم