سؤال لطيف جاء لليوم صباحا يقول لقد قرأت مقولة اذهلتني ان بعضا من ان بعض الناس يقولون هل تعلمون لماذا سمي نبينا بالنبي الامي يعلمون الناس في المدارس انه كان لا يقرأ ولا يكتب. ثم يقول وهذا خطأ فادح هذا خطأ فادح بل انه امي لانه بعث في ام القرى هو الذي بعث في الاميين رسولا يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ثم يقول لقد كان يقرأ ويكتب بثلاث وسبعين لسانا كان عنده تلاتة وسبعين لغة ليست العربية فقط. العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والالمانية وكل لغات العالم بهذه الصورة وانما سمي الامي لانه كان من اهل مكة ومكة من امهات القرى. ويطلق عليها ام القرى فسمي اميا نسبة الى ام القرى ولينذر ام القرى ومن حولها. واخونا يقول هذه المعلومة التي لا تقدم ضرب بثمن ارجو ان تساهموا في نشرها ويطلب مني تعليقا على هذا القول نقول يا رعاك الله قائل هذا القول احد رجلين اما عدو ماكر يريد نفي الامية عن النبي صلى الله عليه وسلم ليتذرع بذلك الى نفي نبوته والطعن في عصمة القرآن الكريم ليجدد قول ما من قالوا فيما قصه علينا القرآن الكريم وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افتراه هو اعانه عليه قوم اخرون فقد جاءوا ظلما وزورا وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا فاختار الله لنبيه ان يكون اميا لنفي هذه الشبهة عنه فالامية صفة كمال في حقه صلى الله عليه وسلم. لانها تأكيد لعصمة كتابه واثبات نبوته كما قال تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه وبيمينك اذا لارتاب المبطلون. بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون القول صديق الغافل ليس بالضرورة ان يكون قائل هذا عدوا ماكرا بل قد يكون صديقا غافلا وقالوا ان عدوا عاقلا خير من صديق غافل او جاهل صديق غافل نعم يريد ان ينفي بها في وهمه نقيصة الامية عن النبي صلى الله عليه وسلم غافلا عن ان الامية في حقه صلى الله عليه وسلم ليست بصفة نقص لانها السبيل الى تأكيد عصمته ونبوته ومصدرية الوحي الذي جاء به وانه من عند الله عز وجل. ايضا ان هذا منه ذهول عن النصوص القواطع التي تحتشد لاثبات امية النبي صلى الله عليه وسلم ومنها قوله تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل وتكاد تطبق مجامع اللغة وعلماؤها على ان الامي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب وارجعوا الى معاجم اللغة بين ايديكم تجدون فيها مصداق ما نقول الامام الواحدي يقول الذين يتبعون الرسول النبي الامي وهو الذي لا يكتب ولا يقرأ وكانت هذه الخلة مؤكدة لمعجزته في القرآن ايضا قوله تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون اية في غاية الوضوح لتقولوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان ينزل عليه القرآن لم تكن عنده المقدرة ان يقرأ كتابا ولا ان يكتبه ولو كانت عنده هذه المقدمة لارتاب المرتابون. ولتشكك المتشككون في القرآن وقالوا ان او من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم حيث نقله من الكتب السابقة التي قرأها واطلع عليها ايضا في حديث بدء الوحي الذي رواه البخاري عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم. فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب اليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل ان يرجع الى اهله ويتزود لذلك ثم يرجع الى خديجة فتزوده لمثلها. حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ فقال ما انا بقارئ اقرأ فقال ما انا بقارئ فاخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهل ثم ارسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان ان من علق فرجع بها ترجف بوادره. حتى دخل على امنا خديجة قال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه والحديث يظهر بما لا يدع مجالا للشك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقرأ ولا يكتب بدليل قوله لجبريل ما انا طارق اين يعرف القراءة ولا اجيدها فكيف اقرأ؟ ايضا في الباب حديث البراء ابن عازب عن صلح الحديبية الذي رواه الشيخان حيث قال ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اراد ان يعتمر ارسل الى اهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة فاشتاطوا عليه الا يقيم بها الا ثلاث ليال وكذا وكذا ثم اخذ يكتب الشرط بينهم علي بن ابي طالب. فكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول قولوا الله قالوا لو علمنا انك رسول الله لم لم نمنعك ولا بايعناك. لكن اكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبدالله فقال انا والله محمد بن عبدالله. وانا والله رسول الله فقال وكان لا يكتب فقال لعلي امح رسول الله. فقال علي والله لا امحاه ابدا نعم قال فارنيه فاراه بيده فاراه اياه فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده. ففي هذا الحديث تصريح رأى ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يكتب لهذا لما رفض علي ان يمحو كلمة رسول الله قال له النبي صلى الله عليه وسلم ارني مكانها. فاراه علي ابن ابي طالب مكانها فمحاه بيده ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ لنفسه كتابا يكتبون الوحي ولم يذكر التاريخ انه صلى الله عليه وسلم قام بكتابة الوحي بنفسه ولو لمرة واحدة ولو كان يجيد القراءة والكتابة لفعل ذلك ونقل عنه ومما يؤكد هذا ما رواه البراء رضي الله عنه يقول لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكى ابن ام مكتوم برارته كان رجلا ضريرا فنزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر. فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ويكتب لما بعث الى زيد لكي يأتي له ليكتب هذه الاية واخيرا الشهرة المستفيضة عند علماء الامة كافة ان نبينا كان اميا ويكاد ان يكون هذا اجماعا بينهم. فهل يعقل ان يكون هؤلاء جميعا قد خفيت عليهم والحقيقة وانه كانوا يعتقدون وهما وخيالا كاذبا حتى اتى هؤلاء المتشككون بعد هذه السنين المتطاولة ليصححوا خطأهم ويظهروا لهم ما خفي عنهم هل طمس الله بصائر الامة كلها سلفا وخلفا عبر القرون. بدءا من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين وائمة الفقه الحديث وائمة التفسير وائمة اللغة طمست بصائر هؤلاء جميعا فاجمعوا جميعا على فهم باطل وخطأ ايات ولاحاديث حتى جاء هؤلاء المجددون الجدد او المستنيرون الجدد ليصححوا خطيئة اجمعت الامة على خلافها عبر القرون لا تجتمع امة محمد على ضلالة ولا على باطل ابدا. لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم كذاب اسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد اللهم امين