غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية يقدم شرح لمعة الاعتقاد للشيخ ابراهيم رفيق الطويل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين اصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده في شرح كتاب لمعة الاعتقاد للامام موفق الدين ابن قدامة المقدسي الصالحي رحمة الله تعالى عليه وقد شرعنا في المحاضرة السابقة احبتي في باب القضاء والقدر. وعرفنا ابتداء الفرق بين هذين المفهومين. فقلنا القدر هو ما قدره الله سبحانه وتعالى في الازل انه كائن ما قدره الله سبحانه وتعالى في الازل انه كائن بعلمه السابق بالاشياء قبل كونها وبكتابته لها قبل ايجادها فهذا هو القدر يتعلق بعلم الله السابق وبكتابته السابقة واما القضاء فهو وقوع المقدور فهو وقوع المقدور بان يشاء الله عز وجل ان يقع هذا الشيء المقدور في هذه اللحظة وان يخلقه سبحانه وتعالى. فوقوع المقدور يتعلق مشيئة الالهية وبخلق الله سبحانه وتعالى له. فالقدر يتعلق بالعلم السابق والكتابة السابقة. والقضاء يتعلق بالمشيئة الانية بان يوجد هذا المقدور وان يخلق في الخارج. هذا اذا استعملنا القدر والقضاء في في سياق واحد. واما اذا استعملنا القدر وحده او وردت كلمة القدر وحدها في السياق وفي كلام اهل العلم. فان القدر حينئذ يطلق على كما يشمل القضاء وكذلك اذا استعمل القضاء وحده. فقيل باب القضاء مثلا او علينا ان نؤمن بالقضاء. حينئذ يكون مفهوم القضاء يشمل القدر ايضا. فاذا هذان المفهومان اذا اجتمعا في سياق واحد اختلف مدلولهما. واما اذا افترقا فذكرا كل منهما في سياقه منفصلا عن الاخر اتحد مدلولهما. والتفريق كما قلنا بين القدر والقضاء بهذه المصطلحات بهذه التعريفات التي ذكرناها هو تفريق واضح سلس لذلك ذكرناه. لكن هناك انظار اخرى لاهل العلم في هذه التعاريف. نعم وهي مسألة اجتهادية لا مشاحة فيها اذا صح المعنى اه ثم بعد ان ذكرنا تعريف القدر وتعريف القضاء وما الفرق بينهما في حال اجتماعهما انتقلنا لندلل على اهمية الايمان اه بباب القضاء وبالقدر وذكرنا ادلة هذا من الكتاب ومن السنة ومن اجماع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم واكدنا على ان القدر ركن ركين من اركان الايمان اذا انتفى عند المسلم انتفى الايمان الايمان بالقدر متى انتفى عند الانسان؟ انتفى ايمانه بالله سبحانه وتعالى فهو الركن السادس من اركان الايمان وكما قال ابن عباس القدر هو نظام التوحيد فاذا قطعت هذا النظام هذا الحبل ان فرط عقد التوحيد. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا الايمان بالقدر. وان تظهر تجلي هذا الايمان في حياتنا فان مسائل القضاء والقدر ليست مجرد احبتي امور نظرية نعارك فيها الفرق الكلامية ونحاول ان نقرر مسائلها واذا نظرنا في حياة المسلم الذي يسير على منهج اهل السنة والجماعة فاذا هو غير متأقلم مع هذا الباب في حياته غير مسلم له في العمل في الحياة فتراه دائما ساخطا على اقدار الله عز وجل. معاندا لربه مكابرا له معترضا على اقضيته التي يقضيها له. باب القضاء والقدر باب عظيم جليل ايها الانسان المسلم. عليك ان تتلبس به وان تشعر بايمانياته وان تشعر آآ بالانسجام التام معه وانت تتحرك وتصول وتجول في هذه الحياة الدنيا وتلاحظ اقدار الله سبحانه وتعالى التي يقدرها لك وانت تلاحظ اقدار الله الذي يقدرها لك عليك دائما ان تستحضر المعاني التي نتدارسها في هذه المدارس المباركة ان هذه الاقدار بعلم سابق وبكتابة سابقة فلا يحزن الانسان على ما يصاب به من بلاء الحياة الدنيا بما ان الله عز وجل هو الذي علم هو الذي كتب هو الذي شاء هو الذي خلق. هو اللطيف سبحانه وتعالى وكل ما يقدره لعبده هو خير باذن الله. ما دام هذا العبد يحسن الظن بمولاه سبحانه وتعالى. انتقلنا بعد ذلك احبتي للحديث عن مراتب آآ باب القضاء والقدر. هذه المراتب او سميها اركان القضاء القدر بمجموعها يتحصل ايمانك بهذا الباب بمجموعها هذه المراتب بمجموعها يتحصل ايمانك بهذا الباب. ما هي هذه المراتب التي ينبغي ان يؤمن المسلم بجميعها ليكون محققا لباب القضاء والقدر. عرفنا ان اهل العلم اختلفوا في طريقة تعدادها. والذي صرنا عليه واخترناه انها اربعة هي التي توضح هذه المسائل وهذه المكونات على الوجه التفصيلي. المكون الاول او المرتبة الاولى كانت مرتبة العلم. وهي التي تحدثنا عنها في المحاضرة السابقة وعرفنا ان علم الله سبحانه وتعالى على نوعين هناك علم ازلي قديم يعلم الله عز وجل به الاشياء قبل كونها. وهناك علم متجدد حادث يتعلق بالاشياء بعد كونها وحصولها علم الله سبحانه وتعالى يتعلق بالاشياء على على نوعين او على شكلين هناك العلم الازلي القديم ان الله في الازل سبحانه وتعالى يعلم كل ما سيكون. يعلم كما قلنا تفاصيل التفاصيل وجزء ايات الجزئيات ولا يخفى عنه شيء في الارض ولا في السماء سبحانه وتعالى ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. قلها في علمه سبحانه قال علم بها علم عدد اوراق الاشجار علم عدد آآ الرمال التي ستكون على هذه الارض. علم عدد قطرات البحار وكم سينزل من السماء من الامطار علم الرياح التي ستهب علم كل شيء كلما فكرت وذهب ذهنك في ملكوت الله سبحانه وتعالى وعلمت ان كل هذا بعلم الله السابق ايقنت انك تتعامل مع اله عظيم جل علمه سبحانه وتعالى وجل شأنه. فهذا هو العلم الازلي اه القديم. فالله سبحانه وتعالى لا يجوز بشكل من الاشكال ان يوصف ومن وصف ربه بالجهل فقد كفر. الله عز وجل ليس جاهلا باي شيء. سبحانه وتعالى. بل هو كامل العلم. هذا اذا هو العلم الازلي القديم. هناك شكل اخر من اشكال العلم وهو العلم المتجدد الحادث الذي يكون متعلقا بالاشياء بعد وقوعها فالله عز وجل يعلم الاشياء قبل وقوعها هذا علم. ويعلم الاشياء بعد وقوعها هذا علم اخر. وهذا العلم الثاني الاخر الذي يتعلق بالاشياء بعد وقوعها هو الذي ينبني عليه الحساب والثواب والعقاب. الله عز وجل لا يعاقب العبد ولا يثيب العبد على علمه السابق سبحانه بل يثيبه على ما علمه منه حاصلا. لذلك كثيرا ما يرد هذا الشكل الثاني من اشكال العلم الالهي معلقا في كتاب الله عز وجل بحروف الغايات ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين. هنا يستشكل الانسان كيف الله سبحانه وتعالى يقول ولنبلونكم حتى نعلم اليس الله عز وجل يعلم ذلك مسبقا نقول عليك ان تفرق ايها العبد بين علمين. هناك علم سابق ازلي هذا ليس هو المراد هنا. وهناك علم حادث متجدد يكون بعد وقوع الاشياء هذا هو المطلوب والمراد حصوله. وانما اريد حصوله حتى ينبني عليه الحساب. والثواب والعقاب وليس لان الله سبحانه وتعالى من دون هذا العلم جاهل باعمالك وبمستقبلك وبما سيكون منك. حاشاه سبحانه. فاثبات العلم المتجدد هذا من قضية اهل السنة والجماعة وبه ينسجم فهمنا لكتاب الله سبحانه وتعالى. كيف الله عز وجل يقول ام حسبتم ان تدخلوا الجنة؟ ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين. كيف ينفى العلم عن الله سبحانه وتعالى في هذه الاية؟ كيف نتعامل مع اثبات العلم لله؟ مع نفي العلم في بعض السياقات او تعليق العلم حرف الغاية حتى نعم اذا عرفت طريقة اهل السنة والجماعة تصل الى اليقين الذي يطمئن اليه القلب. ان علم الله على نوعين علم سابق ازلي وعلم متجدد يقع بعد الوقوع واثبات العلم المتجدد هذا ليس نقصا يعني بعض احد الطلبة سألني بعد المحاضرة انا يا شيخة لا يوجد لك نقص في اثبات العلم المتجدد كلا اخي الكريم لا يوجد نقص متى يكون اثبات لابنه المتجدد فيه نقص لو كان مسبوقا بالجهل. اما نحن فنقول اهل السنة والجماعة ان علم الله المتجدد الحادث ليس ليس مسبوقا بالجهل. ما المسبوق بعلم ازلي قديم. والعلم الحاجز المتجدد اذا ما فائدته ان يرتبط بها الحساب والثواب والعقاب. فالله عز وجل سيسألك يوم القيامة عما علمه منك حاصلا. ولن يسألك عن ما علمه منك قبل ان تفعله. عرفتم القضية احبتي؟ تمام. دعونا اذا اليوم نكمل مشوارنا في الكلام عن مراتب القضاء والقدر وموعدنا مع المرتبة الثانية المرتبة الاولى مرتبة العلم. المرتبة الثانية بعد العلم مرتبة الكتابة. وهذه المراتب احبتي مرتبة من البداية الى ما بعدها. اولا مرتبة ثم بعد ذلك تأتي مرتبة الكتابة ثم تأتي مرتبة المشيئة ثم المرتبة النهائية مرتبة الخلق. هكذا يأتي القدر. هكذا يأتي القدر. علم وكتابة ثم مشيئة ثم خلق. فنقول الكتابة. ما هي الكتابة؟ علينا ان نؤمن بان الله وتعالى كتب ما هو كائن الى يوم القيامة. ركزوا في التعريف. ما هي الكتابة المقصودة هنا؟ الكتابة التي عليك ان تؤمن يا ايها الانسان عليك ان تؤمن بان الله كتب كل ما هو كائن في هذا الكون الى يوم القيامة كلمة الى يوم القيامة مهمة لان هنا انتهاء الكتابة كما سيأتي معنا ان شاء الله في التفصيل اذا المرتبة الثانية مرتبة الكتابة يقصد بها ان الله سبحانه وتعالى كتب كل ما هو كائن في هذا الكون الى يوم ما الدليل على ان الله سبحانه وتعالى كتب كل شيء كائن في هذا الكون الى يوم القيامة. هناك كثير من الادلة في الكتاب والسنة واثار الصحابة لكنني ساقتصر على النذر اليسير بما يتلائم مع هذا الشرح المختصر والا فالادلة كثيرة مستفيضة. الدليل على هذه المرتبة قال سبحانه وتعالى الم تعلموا ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب لاحظ قوله تعالى ان ذلك في كتاب اي كل ما في السماء والارض مما هو كائن قد كتب في كتاب عند الله سبحانه وتعالى ان ذلك في كتاب فهذه الاية تثبت وجود الكتابة لما هو كائن في السماوات والارض اه الاية الثانية قوله سبحانه وتعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء في سورة الانعام ما فرطنا في الكتاب من شيء. طبعا اختلف اهل العلم في معنى الكتاب هنا هل هو القرآن الكريم او الكتاب الذي كتبت فيه المقادير والاكثر على انه الكتاب الذي كتبت فيه المقادير. فقوله سبحانه وتعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء. سياق الاية يدل على ان المراد بالكتاب هنا الكتاب الذي كتبت فيه مقادير الخلائق. فالله سبحانه وتعالى لم يفرط فيه كاين شيء لا يوجد شيء خارج الحسابات. لا يوجد شيء خارج الكتابات الانفاس مكتوبة الخطرات مكتوبة الخطوات مكتوبة كل شيء مكتوب احبتي تخيلوا الانفاس التي اتنفسها انا وانت مكتوبة خطواتك في هذه الحياة خطراتك التي ستأتي على خاطرك. كل شيء مكتوب هيمنة الهية لا يوجد شيء خرج خارج الحسابات. ما فرطنا في الكتاب من شيء سبحانك ربي ما اجلك وما اعظمك وقال صلى الله عليه وسلم اول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال اي القلم وما اكتب فقال عز وجل اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. وهذا الحديث مهم جدا ان فيه بعض تفاصيل الكتابة. اول ما خلق الله القلم تقع فقال له اكتب فقال اي القلم وما اكتب؟ فقال الله عز وجل اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. وفي هذا اثبات لكلام حقيقي لله سبحانه وتعالى واثبات ايضا هناك يعني حقيقة شيء جميل في هذا الحديث اثبات الكلام للقلم. وان القلم استطاع ان يتكلم من دون وجود اسنان ولسان له. اليس كذلك؟ وهذا فيه رد على المتكلمين الذين يقولون ان اثبات الكلام لله سبحانه وتعالى يعني اثبات واللسان وما شابه ذلك. نقول لهم ابدا هذه كلها لوازم الكلام في الانسان. واما الكلام كما ان القلم تكلم مع الله سبحانه وتعالى من دون وجود لسان واسنان مخارج حروف كما هي في المخلوق. الله سبحانه وتعالى قدر ان يجعله يتكلم من دون وجود كل هذه الامور وكذلك النار لما تكلمت هل من مزيد؟ تكلمت من من دون وجود لسان ولا اسنان وما شابه ذلك. فاذا تصور ان الكلام لابد فيه من اسنان ومن لسان ما شابه ذلك هذا مجرد توهم كلامي بعيد عن المنطق السليم وليس مجرد بعيد عن الشرع هو بعيد عن المنطق السليم وعن المنطق العقلي الذي ينبغي او الذي كان ينبغي ان يسيروا عليه. المهم فهذا الحديث ايضا يثبت قضية الكتاب وانا اتيت بهذا الحديث لاستدل على ان آآ الله سبحانه وتعالى كتب ما هو كائن الى يوم القيامة. اذا عرفنا ما الكتابة وعرفنا ادلة هذه المرتبة. دعونا نتكلم عن بعض القضايا التي تتعلق بمسألة الكتابة. القضية الاولى ما هي الة الكتابة؟ ما هي الالة التي تمت بها الكتابة. الحديث السابق آآ يدل على ان الالة التي تمت بها الكتابة هي القلم وهذا يدل على اهمية القلم في العلم يعني لو اخدنا اشارة وفكرة بعيدة بعيدة اهمية القلم في حياة الامة اهمية العلم في حياة الامة. فاول ما خلق الله قل قلم فقال له اكتب فكتب القلم كل ما هو كائن الى يوم القيامة. اذا الة الكتابة هي القلم. هذه المسألة الاولى. طيب مكان الكتابة اين تمت هذه الكتابة المعروف احبتي ان كتابة مقادير الخلائق تمت في اللوح المحفوظ وان كنا لا نملك اية صريحة في ذلك. ولا نملك حديث صحيح صريح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك في ان كان الذي كتبت فيه مقادير الخلائق اللي هو المحفوظ الا ان هذا نقل عن بعض الصحابة وعن بعض التابعين والسلف الصالح ان الكتاب ان ما دونت في اللوح المحفوظ ثم نقل الاجماع بعد ذلك على هذه القضية. اذا كتابة مقادير الخلائق اين تمت؟ في اللوح المحفوظ. هذا هو المشهور هل عندكم اية صريحة تدل على ذلك؟ في الحقيقة لا يوجد. هل يوجد حديث صريح صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الكتابة للمقادير تمت في اللوح المحفوظ ايضا لا نجد دليلا صريحا. صحيحا في ذلك. وانما كما قلنا عندنا اقوال للصحابة وللسلف الصالح فسروا فيها بانها كانت في اللوح المحفوظ وهذه الامور كما قلنا ليست من امور الاجتهاد. والله تعالى اعلى وانما لابد وان الصحابة الذين خاضوا في لهم اثارة من علم في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك اعتمد هذا القول. ولذلك اعتمد هذا القول واصبح مشهورا عند اهل السنة والجماعة. ان مكان الكتابة هو في اللوح المحفوظ. اذا عرفنا الة الكتابة وهي القلم. وعرفنا مكان الكتابة وهو اللوح المحفوظ. ثالثا موضوع الكتابة ما الذي كتب بالضبط ما الذي كتب بالضبط؟ ظاهر ايضا الحديث السابق لما قال الله عز وجل للقلم اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. ظاهر ذلك الحديث ان المكتوب في هذا الكتاب اللي هو اللوح المحفوظ هل الصحيح عند اهل السنة والجماعة ان المكتوب كل ما هو كائن الى يوم القيامة واما ما سيكون من بعد يوم القيامة فصاعدا فظاهر الاحاديث انه لم يكتب في اللوح المحفوظ المكتوب في اللوح المحفوظ كل ما سيحدث في الحياة الدنيا باختصار. كل ما سيحدث في هذه الحياة الدنيا. واما ما سيكون في يوم القيامة فصاعدا الى ان يدخل الناس الجنة او النار فهذه التفاصيل الذي يظهر من الاحاديث الصحيحة الصريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك انها لم تكتب. والله تعالى اعلم تم نذهب الان الى انواع الكتابة. تكلمنا عن الية الكتابة ومكان الكتابة وموضوع الكتابة. دعونا نذهب الان الى انواعها. اختلف اهل العلم في عد انواع الكتابة هل الله عز وجل كتب مقادير الخلائق مرة واحدة وانتهى الامر؟ ام ان المقادير كتبت اكثر من مرة؟ هذه مسألة وقع فيها نقاش بعض اهل العلم ذكر ان هناك خمس مرات للكتابة. اي المقادير كتبت خمس مرات. البعض جعلها على اربع مرات. والبعض جعلها اقل من ذلك والذي يظهر لنا من خلال الاحصاء ان اه مرات الكتابة عدد مرات الكتابة والبعض يسميها اشكاد الكتابة. البعض يقول انواع الكتابة. المهم يعني كلياتها مفهوم واحد عدد مرات الكتابة للمقادير هي ثلاث مرات عدد مرات الكتابة للمقادير هي ثلاث مرات والله تعالى اعلم. ما هي هذه المرات الثلاث الكتابة الاولى نبدأ بها تسلسليا. المرة الاولى التي كتبت فيها مقادير الخلائق هي كتابة عامة لمقادير جميع الخلائق. الكتابة تسمى الكتابة العامة كتبت فيها مقادير جميع الخلائق من الانسان والحيوان والنبات والجماد والاجرام. كل ما في هذا الكون هذا يسمى الكتاب العامة كتب فيها مقادير الخلائق جميعا. هذه الكتابة العامة ما دليلها؟ دليلها حديث عبدالله بن عمرو بن نعاس رضي الله تعالى عنه حيث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فهذا الحديث الصحيح عند مسلم يدل على ان الكتابة الاولى الكتابة العامة لمقادير الخلائق في هذا الكون متى كانت كانت قبل ان يخلق الله السماوات والارض بخمسين الف سنة طيب ننتقل الان للكتابة الثانية. الكتابة الثانية هي كتابة خاصة لمقادير البشر كتابة خاصة بمقادير البشر هكذا جاء الدليل فيها انها لمقادير البشر ولم يأتي الدليل على انها تكون للحيوانات وللنباتات وللجمادات لا. هذه الكتابة الثانية الدليل اتى انها خاصة بمقادير البشر وهي التي جاء في حديث ابن مسعود المتفق عليه حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما من دون نطفة. هاي زيادة نطفة ليست صحيحة. ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث اليه الملك. فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات ويؤمر باربع كلمات بكتابة رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد فالملك يؤمر باربع كلمات يكتبها يكتب اجل هذا الانسان ورزق هذا الانسان والعمل الذي سيعمله هذا الانسان في هذه الحياة الدنيا وما هي نهاية هذا الانسان من حيث الشقاء او بالسعادة؟ هذه اربع اشياء اه او اربعة اشياء سيكتبها الملك حينما يأتي اليك وانت جنين في بطن والدتك يأمره الله عز وجل ان ينفخ فيك الروح وان يكتب اربعة اشياء يكتب اجلك رزقك عملك الذي ستعمله في هذه الحياة الدنيا؟ وهل انت من اهل الشقاء او من اهل السعادة؟ وركزوا في تفاصيل هذه الاشياء المكتوبة، سيكتب الاجل تارك كل شيء منتهي ابتداء. الساعة التي ستموت فيها اخي الكريم والله ستموت. والله لو جمعت كل اطباء الدنيا يؤخر هذه الساعة لحظة واحدة لن يستطيعوا ان يؤخروها ووالله لو خطة الغمار وقارعت الابطال والشجعان في ميادين المعارك. وركبت الاهوال فانك لن تتقدم ساعة واحدة في اجلك. لن تستطيع ان تؤخر ساعة ولن تستطيع ان تقدم ساعة لانها كتبت وانت جنين في بطن امك. كذلك الرزق الرزق مكتوب تماما لن تستطيع ان تزيد في رزقك دينارا واحدا لم يكتب لك وهذا في الحقيقة امر يبعث في الانسان الراحة والطمأنينة. ويجعله لا يتعلق بهذه الدنيا ولا يصارع عليها. فكل شيء مكتوب. الوظيفة المطلوبة ان تبذل الاسباب ثم تنتظر بعد ذلك الرزق من رب العباد. سبحانه وتعالى. ان كان كتب لك شيء في هذا العمل ستحصله. وان لم يكتب لك شيء والله لن تحصله فلا تتعب على هذه الحياة الدنيا لا تحزن على ما فات. ولا تتعلق بما هو ات اجعل الدنيا بيدك واقنع بما كتبه الله سبحانه وتعالى لك. كذلك كتب الله سبحانه وتعالى عملك فكل ما ستعمله في هذه الحياة الدنيا مكتوب وكتب الله عز وجل ايضا لك الشقاء او السعادة هل انت ممن سيختم له بديوان السعادة؟ وسيكتب من اهل السعادة فوالله لتعملن بعمل اهل السعادة. بارادتك وباختيارك ولا انت من اهل الشقاء ومن كتبك الله من اهل الشقاء وحينئذ ستعمل بعمل اهل الشقاء واعلموا احبتي ان من عجيب قدرة الله سبحانه وتعالى انه مع انه كتب عليك هذه الامور كتب عملك كتب انك من اهل الشقاء ومن اهل السعادة من عظمة الله سبحانه وتعالى ومن حكيم صنعته ومن عظيم قدرته في الخلق اننا ونحن نسير وفي هذه الحياة الدنيا نشعر اننا احرار عندنا قدرة الاختيار لافعالنا يعني انتم حاولوا ان تجمعوا بين المشهدين لان آآ اختلاط الرؤية بين المشهدين سبب ضلالا لفئام كثيرة من الخلق. الجمع بين مشهد القدر ومشهد اختيار الانسان لافعاله. نحن قلنا ان افعال الانسان مكتوبة كتبها الملك وانت جنين وكتبت قبل ذلك في التقدير العام قبل قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فبعض الناس يقول ويشكك اذا كانت اعمالي مكتوبة قبل خمسين الف سنة من خلق السماوات والارض واذا كانت اعمالي مكتوبة وانا جنين. ففيما العمل النبي صلى الله عليه وسلم سئل هذا السؤال فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له احبتي كما قلت لكم قبل قليل فانه سبحانه وتعالى مع انه كتب اعمالك التي ستعملها الا انك وانت تسير في هذه الحياة الدنيا لا تشعر ان هناك شيء يجبر اعضاءك وعقلك على ان يسير باتجاه معين فطرتنا وضرورتنا العقلية تمنحاننا القدرة على اختيار تصرفاتنا وافعالنا. وهذا شيء وانا من نفسي وتجده انت من نفسك ويجده كل عاقل من نفسه. لا يوجد عاقل يقول انا مجبر الان ان اذهب الى النوم. انا مجبر الان ان اذهب الى الجامعة. انا مجبر الان ان اشرب كأس الماء. فطرتنا وضرورتنا العقلية الله سبحانه وتعالى بصورة تمنحنا القدرة على اختيار افعالنا وتحركاتنا. لذلك نحن نخطط ونرسم الاهداف للمستقبل ونفكر كيف ننمي التجارة وكيف ننمي المال وكيف نسير وكيف ندرس الجامعة وكيف ننجح في الاختبار. انت لا تخطط لكل خطوة تخطوها في حياتك او ترسم الاهداف؟ لولا انك تشعر بهذه الحرية في اختيارك لتصرفاتك ولمستقبلك ولاهدافك. لولا انك تشعر بهذه الحرية لما فكرت في التخطيط ولا في رسم الاهداف ولا في اي شيء من ذلك فمن حكيم خلق الله سبحانه وتعالى انه قدر وعلم وكتب ما سنفعل بل شاء وخلق كما سيأتي في المرتبة والرابعة لكن مع كل هذه المراتب الاربع العلم والكتابة والخلق والمشيئة لكن مع ذلك سبحانه وتعالى خلق الانسان على صورة يستشعر بها الانسان حريته في اختيار افعاله. وانه لا يوجد هناك شيء يقهر العضلات والعظام والعقل على شكل معين من اشكال التصرف. وهذا يقر به كل عاقل. دعوكم من هؤلاء الجبرية الذين اختلطت عندهم الرؤيا وانتكست عندهم العقول. احبتي لو ان انسانا اعتدى على مالك لو ان انسان اعتدى على ما لك فانك ستحاسبه وتضربه وتأخذه الى مركز الامن وتقول لهم هذا سرق مالي. لو قال لك هذا السارق لماذا تحاسبني وتعاقبني؟ الست مجبرا على فعلي والله علم اني سافعل وكتب اني سافعل. وشاء اني سافعل. وخلق اني سافعل. اذا لماذا تحاسبني على القدر هل ستقبل منه هذه الحجة؟ لا لن تقبل منه هذه الحجة ولا يوجد عاقل يقبل هذه الحجة ستقول له لكن انت في النهاية اية من سرت بقدميك باتجاه بيتي وسرقت. هل يوجد هناك شيء مفروض على عظامك وعلى اقدامك وعلى يديك جعلك تمتد الى ولا انت باختيارك ايها الانسان فعلت ذلك؟ لو ان انسانا اعتدى على عرضك فانك تتهجم عليه وتحل به غضبك تقتله اشد قتلة لماذا طبعا قتلة اقصد الضرب وليس القتل الحسم؟ لماذا ستفعل هذا به لو انه احتج عليك بالقدر وقال لك ما فعلته من الاعتداء على عرضك؟ هذا شيء علمه الله وكتبه وخلقه وشاءه. ستقول له لكن انت الذي فعلت باختيارك لا تتحجج بقدر الله. لانك ايها الانسان لا تعلم ماذا كتب لك عند الله سبحانه وتعالى. وقديما لما احتج المشركون بشركهم آآ لما احتج المشركون على شركهم بقدر الله سبحانه وتعالى فقالوا آآ وقالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء هذا الله عز وجل ذكر هذا الحجاج الشركي الذي احتج به الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم انه لو شاء الله ولو قدر الله لما اشتكنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء فالله سبحانه وتعالى ماذا رد على هؤلاء قال كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا. قل قل لهم يا محمد هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون. يعني هل عندكم علم بان الله عز وجل كتب عليكم الشرك وان الله عز وجل شاء لكم ان تشركوا هل عندكم علم بذلك ان كان عندكم علم بذلك مسبق اخرجوه لنا حتى نقول والله فعلا انكم مجبرون. وهذا في الحقيقة لن يكون. لانه لا احد يطلع على ما هو في بعلم الله الازلي ولا احد يطلع له مكتوب له عند الله. فلذلك الله عز وجل ابطل هذه الحجة من القدم. واخبر محمد صلى الله عليه وسلم ان يجيب هؤلاء الذين يحتجون بالقدر. هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ اياك ان آآ تعتذر عن تقصيرك بان هذا قدر عليك. اياك ان تعتذر عن معصيتك بان هذا قدر عليك. عليك ان تتوب الى ربك سبحانه وتعالى. وتعلم ان هذا مما جنت يداك. فانت من سار بقدميك الى المعاصي وانت من سيسير بقدميك الى الجنة. اذا كتب الله عز وجل لك ذلك. لكن اعلم ان في النهاية الامر يتعلق بالاختيارات الانسانية ويتعلق بما توجهاتك التي ستختارها مع ان يعني لاحظوا هذا المشهد مع هذا المشهد لابد يكون حاضر هناك اختيارات انسانية خلق الله عز وجل الانسان مختارا. خلقه على هذه الهيئة على هذه الطبيعة على هذه الفطرة. خلقه مختارا يختار ويرسم الاهداف ويخطط ويسير ويتحرك بل لا يوجد فينا انسان احبتي كما قلنا يستشعر وهو يعمل العمل ان هناك شيء يجبر عليه هذه فطرة خلقنا عليها لكن المشهد الاخر ينبغي ان يكون حاضرا وهو ان هناك علم سابق الهي وكتابة سابقة الهية ومشيئة الهية وخلق الهي. فاذا احبتي النبي صلى الله عليه وسلم جمع ذلك في مقولة واحدة اعملوا فكل ميسر لما خلق له. يعني اعمل لا تنظر الى القدر الان. اعمل وانظر امامك وخطط آآ واستعمل عقلك. واتجه بالاتجاه الصحيح باتجاه الجنة. اعمل بعمل اهل نفكر بالاشياء الصحيحة. لا تبقى تنظر الى القدر ولكن ثق في النهاية ان كل ما ستختاره وكل ما ستتجه اليه وكل شيء ستخطط وتهدف اليه كله مكتوب معلوم سابقا عند الله. فاجتماع المشهدين هما اللذان يريحان الانسان في هذه الحياة الدنيا. واما النظر الى احد المشهدين سيقودانك الى انحراف عن طريقة اهل السنة والجماعة. وهذا اخذنا اليه المرتبة الثانية مرتبة اه او الشكل الثاني من اشكال الكتابة او المرة الثانية من مرات الكتابة. وهي كتابة مقادير البشر. وهم اجنة في بطون امهاتهم. نذهب الان الى الشكل الثالث او المرة الثالثة من مرات الكتابة وهي الكتابة السنوية وهذي انتبهوا اليها ان كثير من طلبة العلم لا يعرفها. قضية الكتابة ان الله في كل سنة في ليلة القدر يكتب احداث العام المقبل والذي يظهر من الاثار انه يكتب احداث العام المقبل عموما سواء فيما يتعلق بالانسان او بالجماد او بالحيوان او باحداث هذا العالم عموما هذه كتابة سنوية في كل ليلة قدر يكتب الله عز وجل ما سيحدث في العام القادم من احداث. والدليل على هذا الشكل من اشكال الكتاب قوله تعالى في سورة الدخان فيها يفرق كل امر حكيم فيها يفرق كل امر حكيم. فسر بعض الصحابة باسانيد صحيحة وبعض التابعين باسانيد صحيحة ان الذي يفرق في ليلة القدر هو كتابة مقادير العام القادم. وهذا ثبت عن الصحابة وعن التابعين باسانيد صحيحة. مما يغلب على الظن انهم تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لان الصحابة تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس هذا من امور الاجتهاد وانما لابد فيه من توقيف. والذي يوقفهم على مثل هذه القضايا هو النبي عليه الصلاة والسلام فهو في حكم المرفوع فهو في حكم المرفوع. اذا في ليلة القدر الله سبحانه وتعالى يكتب مقادير العام القادم. وهذه كتابة في كل سنة. لذلك سميت كتابة سنوية اذا ثلاث مرات للكتابة وانظروا احتفاء الشريعة بموضوع الكتابة. واهتمامها بقضية الكتابة تكتب المقادير ثلاث مرات ايها الانسان. ومقاديرك انت خاصة ايها الانسان ستكتب المرة الاولى قبل ان يخلق الله السماوات والارض بخمسين الف سنة. والمرة الثانية تعاد كتابتها وانت جنين في بطن امك. والمرة الثالثة تكتب المقادير في ليلة القدر وهذا الاحتفاء بقضية الكتابة في الشريعة في الحقيقة يسترعي انتباه الانسان. لماذا الشارع الحكيم كتب هذه بالمقادير اكثر من مرة. الا تكفي كتابة واحدة؟ في الحقيقة هذا الاحتفاء بموضوع الكتابة له حكم ومقاصد. يعلمها الله سبحانه وتعالى. والانسان يعني مجرد محاولة لتلمس فهم هذا الموضوع. مجرد محاولة تلمس فهم هذا الموضوع نقول فيها ان هذا الاحتفاء بموضوع الكتابة وتكرارها يدل احبتي على هيمنة الله الشاملة واحاطته الكاملة وعظمته سبحانه وتعالى هناك هيمنة شاملة على هذا الكون. احاطة عظمى على هذا الكون. عظمة لهذا الاله العظيم. عظمة كبيرة كل شيء كتب وليس مرة بل مرات كل شيء كتب مرات ليدلل هذا على ان مفاصل هذا الكون. كل الأنفاس كل التحركات للطير وللدواب وللانسان وللاجرام وللنجوم وللبحار الرياح وللامطار كل شيء لم يكتب مرة بل كتب مرات لا يوجد شيء خارج الحسابات. اقولها مرة اخرى لا يوجد شيء خارج الحسابات فاطمة ايها الانسان اطمئنوا ايها البشر. هذا الكون يسير باحاطة وبعناية وبتدبير الهي. من الله سبحانه وتعالى ولم يكتب مرة هذا التدبير بل كتب مرات تلو المرات ليدلل على عظمة هذا التدبير وعلى عظمة هذه الهيمنة وعلى جلالة الله سبحانه وتعالى وان كان الله عز وجل كان قادرا اصالة على عدم الكتابة وان يكتفي بعلمه سبحانه لكن الله عز وجل اراد ذلك لحكمة عظمى نحن نحاول ان نتلمس طرفا منها وان كانت عقولنا قاصرة على ان ندرك جميع الحكم والمقاصد من آآ تكرارها هذه الكتابات لذلك نحن قلنا في بداية محاضراتنا في القدر من منطلقات التفكير في مسائل القضاء والقدر ان يعترف الانسان بعجز العقل عن الوصول الى مفاصل القضاء والقدر بتمامها. وانما كشف لنا طرف من هذا الباب. وشيء من هذا السر بما يتلائم مع عقولنا ومع قدراتنا. وتبقى الكثير الكثير من اسرار هذا الباب مخبأة. علينا ان نتعامل معها بالتسليم والتبجيل والاقرار لهذا الاله العظيم. ايضا احبتي ان تكرار موضوع الكتابات مما يوحي به للانسان المسلم انك ايها الانسان بل حتى للانسان عموما ليس فقط المسلم مما يوحي به ان ايها الانسان ستبقى عبدا لله سبحانه وتعالى. ووالله لن تخرج عن عبوديتك. فانت عبد والله عبد بهذا الاله العظيم. ايها الانسان الذي كتب كل شيء يتعلق بك. ولن تستطيع ان تخرج مقدار انملة عن شيء كتبه الله ولن ولن تؤخر اعلم انك عبد ولن تخرج عن عبوديتك. فعليك ان تستحضر مشهد العبودية لهذا الاله. حينما نتعامل ونقرأ بمسائل الكتابة الالهية عليك ان تستحضر مشهد العبودية لله. واذا كنت انا كانسان مكتوب علي كل شيء وليس مرة بل مرات تلو المرات. اذا فانا عبد لهذا الاله. وعلي ان اذلل رقبتي له. وان اخضع بين يديه وان اعلن له الطاعة والانقياد. على ماذا اتجبر؟ على على ماذا اتكبر؟ اه على ماذا اشكك في وجوده؟ على ماذا اعترض عليه؟ ولماذا اه تجاهره بالمعاصي والذنوب وانا عبد ضعيف مفتقر لاله احكم كل شيء في مفاصل حياته. احكم انفاسي وخطراتي وافكاري دافي وافعالي واعمالي. على ماذا اتكبر؟ على ماذا استعلي؟ ولماذا اجاهر هذا الاله بالمعصية والاعتراض على اقداره وقدره. احبتي نحن نتكلم عن اله عظيم. ومهما جلنا في مناحي هذه العظمة. ومهما جالت العقول ان تصل الى طرف منها فانها ستقف منبهرة امام عظمة الرب سبحانه وتعالى. الذي علم الذي كتب الذي شاء الذي خلق الذي دبر الذي احاط بكل شيء علما. سبحانك اللهم ما عبدناك حق عبادتك دعونا احبتي حتى لا نطيل الكلام في هذه الجزئية نكمل وننتقل الى فكرة اخرى بعد ان انتهينا من انواع الكتابة وعرفنا انها كتابة عامة قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كتابة خاصة بالانسان حينما يكون جنينا في بطن امه دل عليه حديث ابن مسعود وكتابة سنوية وهي التي تكون في ليلة القدر من كل عام نقول احبتي هنا تنبيه ان انبه عليه في موضوع الكتابة انه ينبغي ان نفرق بين كتابة اقدار الانسان وهي التي تكون قبل قيام الانسان بالعمل وهناك شكل اخر من اشكال الكتابة دلت عليه النصوص وهي التي تسمى الكتابة الاحصائية التي يكتبها الملكان عن اليمين وعن الشمال كل انسان منا كما دلت على ذلك الاحاديث والايات. هناك ملك عن يمينه يكتب الحسنات وملك عن يساره يكتب السيئات. هذه كتابة لا تسمى كتابة قدرية ليس لها علاقة بالقدر وانما هي كتابة احصائية انك اذا فعلت اذا قلت ملك الحسنات يكتب ان كانت حسنة وان كانت سيئة ملك السيئات يكتب فهذه تابع احصائية بناء عليها سيتم الثواب والعقاب. بناء عليها يتم الثواب والعقاب. فعلينا اذا ان نفرق بين شكلين من اشكال الكتابة. الكتابة القدرية وهي الاشكال الثلاثة التي سبقت وهو الموضوع الذي نتحدث عنه وكتابة اخرى تسمى كتابة احصائية وهذه الكتابة الاحصائية هذه تكون بعد العمل ليست كتابة تقديرية. هذه كتابة تكون بعد العمل الملكي يسجل عليك ما كتبت وهذه الكتابة الاحصائية هي التي يكون عليها كما قلنا الثواب والعقاب عند الله سبحانه وتعالى. وقد جمع الله عز وجل بين الكتابة الاحصائية والكتابة القدرية في اية واحدة من كتابه سبحانه وتعالى حين قال انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم هذا المعنى ونكتب او معنى هذه الاية ونكتب ما قدموا واثارهم قالوا علماء التفسير هي الكتاب الاحصائية التي تكون بعد العمل. ثم قال وكل شيء قصيناه في امام مبين. وكل شيء احصيناه اي سابقا. في امام مبين. قال العلماء الامام المبين هو اللوح المحفوظ الذي كتبت فيه المقادير سابقا. فهذا الجزء من الاية يتعلق بالكتابة القدرية. فاذا في سورة ياسين في الصفحة الاولى منها انا نحن نحيي الموتى يقول سبحانه وتعالى ونكتب ما قدموا واثارهم هذه الكتابة احصائية ونكتب ما قدموا يعني اللي بتقدمه واللي بتعمله يكتب هاي احصائية وكل شيء عصيناه في امام مبين هذه كتابة قدرية. فاذا هذه الاية جمعت بين الكتابتين. طيب بقي علينا مسألة واحدة في موضوع الكتابة وهي مسألة المحو والاثبات. مسألة المحو والاثبات. من اهم المسائل التي تبحث في موضوع الكتابة مسألة المحو والاثبات. وقد جاءت عدة نصوص في هذه المسألة ظاهرها التعارض. يعني هل ما كتب يمحى او لا يمحى ما كتبه الله عز وجل على الانسان من اقدار. هل تمحى؟ هل تقبل المحو وان يكتب شيء اخر مكانها؟ ام لا لا تقبل المحو وكل شيء ثابت وانتهى الامر. هذه تسمى مسألة المحو والاثبات. تعيد تصويرها مرة اخرى. ما كتبه الله عز وجل على هذا الانسان ما كتبه الله عز وجل من الاقدار عموما هل هناك ما يقبل المحو وان يكتب قدر اخر بدل منه ام ما تم كتابته فهو ثابت لا يمحى ابدا. هذه مسألة تسمى مسألة المحو والاثبات نقول هناك نصوص دلت على ان المكتوب لا يمحى ابدا كقوله صلى الله عليه وسلم رفعت الاقلام وجفت الصحف كما جاء في الاحاديث الصحيحة. ان هذا النص ظاهره انه ما في معه كل شيء كتب انتهى الامر رفعت الاقلام وجفت الصحف لن يمحى شيء. لكن في المقابل هناك نصوص يدل ظاهرها على ان هناك محو واثبات اقدار اخرى. كقوله سبحانه وتعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت. وعنده ام الكتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. هذه الاية تدل على انه في قضية محو اثبات طيب فما هو الحق في هذه المسألة؟ نقول بناء على وجود نصوص ظاهرها التعارض ظاهرها وليس في حقيقتها. وبناء على وجود هذه النصوص مختلفة في هذا الباب اختلف العلماء في هذه المسألة. بناء على اختلاف النصوص في هذا الباب اختلف العلماء في تقرير هذه المسألة وهي مسألة اجتهادية واكرر هذا قبل ان اخوض فيها ان هذه المسألة في النهاية مسألة اجتهادية. من اتجه الى عدم المحو هذا رأي ومن اتجه الى المحو والاثبات هذا رأي اخر. ولا يجوز ان يبدل احد الطرفين لانها مسألة من فروع مسائل الاعتقاد الاجتهادية وهذا يؤكد كما وقلنا في بداية هذه الدورة ليس كل مسائل الاعتقاد قطعية. اصول مسائل الاعتقاد هي القطعية. الاصول الكبرى. لكن فروع مسائل الاعتقاد منها ما هو قطعي ها منها ما هو قطعي دلت عليه النصوص صراحة ومن الفروع ما ليس قطعيا يبقى مجال اجتهاد بين اهل العلم من هذه الفروع الاجتهادية مسألة المحو والاثبات. ونقول ذهبت طائفة اه الى ان المكتوب لا يتغير. هذا القول الاول ان المكتوب ما كتبه الله على الانسان وعلى او في مقادير الخلائق عموما المكتوب لا غيروا ابدا. وما طيب كيف يتعامل هذا التيار مع النصوص التي تدل على المحو والاثبات؟ قالوا وما دل من النصوص على المحو والاثبات او المحو والتغيير فنحملها على معان مجازية او على محو واثبات في غير باب القدر اصالة حمل بعضهم الاية السابقة يمحو الله ما يشاء ويثبت على الناسخ والمنسوخ في القرآن. البعض قال المراد يمحو الله ما يشاء ويثبت ليس محو الاقدار لأ محو الاثبات هنا هو الناسخ والمنسوخ ان الله عز وجل كما هو معلوم ينسخ بعض الايات وياتي بايات اخرى على ما تقتضيه حكمته سبحانه وتعالى. فالمحو والاثبات ليس له علاقة بباب القدر بناء على هذا الفهم. وانما يتعلق بابواب اخرى مثل ابواب الناسق والمنسوب في القرآن الكريم وما شابه. اذا الفريق الاول يرى ان كل ما كتب انتهى ولا يمكن ان يمحى شيء. وكل النصوص التي دلت على قضية المحو طبعا ما في نصوص نقول قطعية على مسائل المحو وانما هناك نصوص ظاهرها يدل على المحو. فهؤلاء اولوا هذا الظاهر اولوا هذا الظاهر وصرفوه الى آآ معاني المجازية والى ناسخ ومنسوخ او ما شابه ذلك. طبعا تأويلهم هذا الظاهر ليس بالهوى. اعتمادا على ان هناك نصوص في وجهة نظرهم واضحة تدل على ان المكتوب لا يمكن محوه. فما دل على انه يمحى لا بد ان يؤول. فهذا رأي طائفة من اهل العلم. الطائفة الاخرى وهم جماهير اهل العلم في الواقع ذهبوا الى وقوع المحو والاثبات. هناك طرف اخر من العلماء يرى امكانية المحو والاثبات. اذا القول الثاني اقر بوقوع المحو والاثبات وهذا عليه جماهير العلماء لكن هؤلاء الذين اقروا بوقوع المحو والاثبات اتفقوا على ان المحو والاثبات لا يكون في اللوح المحفوظ وانما يكون المحو والاثبات في صحف اخرى وهي صحف الملائكة صحف الملائكة او ما يكتب في التقدير السنوي اي ما يكتبه الله في ليلة القدر لم يكن هناك تقدير سنوي هو الذي يقبل المحو اثبات. واما ما كتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فهذا لا يمحى فالذين اقروا بوقوع المحو والاثبات قالوا المحو والاثبات لا يكون لما كتب في اللوح المحفوظ. وانما بالمحو والاثبات يكون لصحف اخرى. اما صحف بين يدي الملائكة لان الملائكة في يدها صحف مكتوب فيها مقادير هذا العالم وهم يسيرون هذه المقادير وفق ارادة الله سبحانه وتعالى. فهناك ملك موكل بالسحاب والقطر وهناك ملك موكل بالارواح وهؤلاء في ايديهم صحف فيها المقادير. هذه المقادير الموجودة في صحف الملائكة قال العلماء هي التي تقبل والاثبات والبعض رأى ان المحو والاثبات يكون في التقدير السنوي. وليس في التقدير اه الكوني الذي يكون قبل خلق السماوات والارض. تقدير الذي يكون في ليلة القدر البعض قال هو الذي يقبل المحو والاثبات. واما ما كان في اللوح المحفوظ فلا يقبل المحو والاثبات. وعليه حمل هؤلاء قوله صلى الله عليه عليه وسلم رفعت الاقلام وجفت الصحف. ان رفع الاقلام وجف الصحف انما هو لما في اللوح المحفوظ. هنا نعم كل شيء انتهى. واما ما فدون اللوع المحفوظ فهذا يقبل المحو والاثبات. وعليه ذهب كثير من العلماء الى قولهم ان كيف ان الدعاء يغير الاقدار لما ذكروا ان الدعاء كيف يؤثر في الاقدار ويغير الاقدار؟ اولا الدعاء هو من القدر. هذا اول شيء. ثانيا طب كيف الدعاء يمكن ان يرد القدر كما قلنا الدعاء يستطيع ان يغير الاقدار المكتوبة في صحف الملائكة او المكتوبة في ليلة القدر في كل عام ولكنه لا يغير القدر الذي في اللوح المحفوظ كيف ذلك يا شيخ؟ الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ في ما هو عنده يعلم انك ستدعو وكتب انك ستدعو والله عز وجل في اللوح المحفوظ كتب انك بعد ان تدعو سيكون لك كذا وكذا بناء على الدعاء. لكن الصحف التي في ايدي الملائكة نعم فيها اقدار ظاهرة للملائكة بين ايدي الملائكة لا يوجد فيها انك ستدعو. فانت حينما تدعو الله عز وجل يأمر الملائكة بان تغير هذا القدر الى قدر اخر تلبية لدعائك واستجابة لدعائك. والملائكة قد لا تعلم. قد لا تعلم ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ. لان الله عز وجل كما قلنا هو الم وكتب سابقا في لوحه المحفوظ انك ستدعو. وان دعاءك سيترتب عليه كذا وكذا من الخير لك في الدنيا او في الاخرة فهذا مكتوب في اللوع المحفوظ ومنتهي منه فاي عملية دعاء تقوم بها مكتوبة في اللوحة المحفوظ. طيب كيف اذا الدعاء يرد القدر كما يقول؟ وكما جاء في في بعض الاثار كيف الدعاء اذا له علاقة بالاقدار؟ نقول الدعاء بناء على رأي جماهير اهل العلم انما يرد القدر بمعنى انه يغير الاقدار المكتوبة في صحف الملائكة فهذه الاقدار المكتوبة في صحف الملائكة او التي كتبت في ليلة القدر بناء على رأي الجمهور تقبل المحو والاثبات فاذا مثلا مثلا كتب في صحف الملائكة انك ستتعرض لحادث. سير لا قدر الله فدعوت الله عز وجل في صبيحة هذا اليوم ان يحفظك ويحفظ عيالك كذا ونفسك. فبسبب هذا الدعاء الذي دعوته في صبيحة اليوم امر الله عز وجل الملائكة ان تغير ما هو مكتوب لك في صحفها التي بين ايديها. انك ستخرج روحك وتقبض الى امدوا في عمر عبدي لكن الله سبحانه فيما عنده في اللوح المحفوظ يعلم انك ستدعو في صبيحة هذا اليوم وانها بسبب دعائك سيرد عنك هذا الحادث وهو سبحانه يعلم انه سيأمر الملائكة ان تغير ما في الصحف التي بين ايديها. فالصحف التي في ايدي الملائكة مكتوب فيها قدر هذا القدر يمحى ويكتب بسبب دعائك قدر اخر لكن هل دعائك يؤثر فيما هو في اللوح المحفوظ؟ كلا لماذا؟ لان دعاءك مكتوب في اللوح المحفوظ اصالة فلا تقلق طيب الان احبتي بعد ان انتهينا من هذه المسألة مسألة المحو والاثبات ننتقل الى المرتبة الثالثة مرتبة المشيئة انتهينا مسألة مرتبة العلم ثم المرتبة التي تليها مرتبة الكتابة انا انتقل للمرتبة الثالثة مرتبة المشية بسم الله ما المراد بمرتبة المشيئة الحمد لله المقصود بمرتبة المشيئة ان الله سبحانه وتعالى شاء كل شيء مما وقع ومما سيقع انه لا يقع شيء في الوجود الا بمشيئته وارادته وانه لا يخرج شيء من الموجودات عن ارادته اعيد هذه المرتبة مرة اخرى. المقصود بمرتبة المشيئة ان الله شاء كل شيء مما وقع وسيقع. وانه لا يقع شيء في الوجود الا بمشيئته وارادته وانه لا يخرج شيء من الموجودات عن ارادته. طبعا هذا التعريف لمرتبة المشيئة هو قربوا امس المشيئة الكونية القدرية التي اه سنأتي اليها الان. لكن هناك نوع اخر من المشيئة يسمى المشيئة الشرعية سنفصل بعد قليل. المشيئة على نوعين هناك مشيئة قدرية كونية هي التي عرفتها الان بهذا التعريف. واما المشيئة الشرعية تطرق اليها باذن الله بعد ان نعرف المشيئة الكونية القذرية. اذا مرتبة المشيئة اه هي المرتبة الثالثة من مراتب القدر. فمراتب القدر علم وكتابة ومشيئة ثم خلق والمشيئة اذا ندخل مباشرة في التفصيل الذي سنذكره المشيئة على نوعين لما نتكلم عن مشيئة الله فنقول اهل السنة والجماعة وهذا مما امتاز به اهل السنة والجماعة عن غيرهم من الفرق الكلامية انه هذا موطن اشكال كبير بين اهل السنة والمتكلمين. اهل السنة والجماعة يقسمون المجيء الالهية الى نوعين وقالوا النصوص الشرعية من الكتاب ومن السنة تدل على وجود هذين النوعين. فليست المشيئة واحدة بل هناك نوعان للمشيئة الالهية بالاستقراء لنصوص الكتاب هو السنة وليس من الاهواء والعقول. تؤخذ هذه المسائل طيب ما هي وهو الشكل الاول من اشكال المشيئة الالهية؟ الشكل الاول هي المشيئة الكونية القدرية المشيئة الكونية القدرية تسمى المشيئة كونية وتسمى الارادة الكونية. يجوز ان تسميها مشيئة كونية ويجوز ان تسميها ارادة كونية. هذا جائز وهذا جائز. مشيئة كونية تساوي ارادة كونية. ما معناها؟ معناها ما ذكرناه قبل قليل وهو انه لا يحدث شيء في هذا العالم. لاحظوا العظمة الالهية. لا يحدث شيء في هذا العالم الا وقد شاءه الله سواء كان محبوبا له كالايمان وانتصار المؤمنين او مبغوضا له كوقوع الكفر وانتصار الكافرين لا يحدث شيء في هذا العالم الا بمشيئة الله سواء كان هذا الشيء الواقع بالمشيئة الكونية محبوب له سبحانه يحبه الله كانتصار المؤمنين واسلام الناس ودخولهم في دين الله افواجا. او كان هذا الشيء الواقع بمشيئة الله الكونية مبغوضا له سبحانه وتعالى كانتصار الكافرين على المؤمنين في بعض الوقائع وكفر بعض الناس. فهذا مبغوض له لكنه شاءه كونا وقدرا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى تمام. وهذا طبعا يدل على القضية التي سنقررها الان كثيرا. وهي ان المشيئة الكونية لا تعني ولا تستلزم ان الله سبحانه وتعالى يحب ما وقع اذا شاء الله وقوع شيء كونا فهذا لا يستلزم عند اهل السنة والجماعة ان الله يحب ما وقع. فالله شاعر كما قلنا ان ينتصر الكفار على المؤمنين في بعض المشاهد لكن هل هو يحب ذلك وهل يسره ذلك؟ لا والله عز وجل شاء انتصار المؤمنين على الكافرين وشاء ان يدخل كثير من الناس في هذا الدين. فهو شاء ذلك قدرا وهو يحبه ايضا سبحانه وتعالى. ويريده شرعا كما سيأتي معنا. الان ما هو الدليل على المشيئة الكونية؟ هناك ايات كثيرة واحاديث كثيرة لو جمعناها يطول بنا المقام. دعوني على اي واحدة فقط به يصل المعنى. قال سبحانه وتعالى ولا ساذكر ايتين لان هنا دونت ايتين الاية الاولى قال سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. يعني اذا اراد لاحظ المصطلح الارادة اذا اراد الله ارادة هناك كونية اذا اراد الله ان يقع شيء فقط كن يقول سبحانه كن فيكون لا يحتاج الى اكثر من ذلك انما امره ويخبرنا سبحانه وتعالى عن نفسه. انما امره اذا اراد شيئا يعني اذا اراد الله ارادة كونية قدرية بان يقع شيء فقط يقول سبحانه كن فيكون هذا الشيء حاصلا واقعا. ومن الايات على ذلك او الدالة من الايات الدالة على هذان قوله سبحانه ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. ولاحظوا هنا الجمع بين المشيئة والارادة في واحدة الجمع بين المشيئة والارادة في اية واحدة. ولو شاء الله ما اقتتلوا اي لو شاء الله الا يقتتلوا لما اقتتلوا لو شاء الله ان هؤلاء لا يقتتلوا لما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد. والارادة هنا ارادة كونية. والمشيئة في الاية مشيئة كونية. فهذه الاية اثبتت المشيئة بلفظ المشيئة واثبتت الارادة بلفظ الارادة. فهناك اذا مشيئة كونية وارادة كونية لا ارتباط لها بالحب والبغض الالهي. لا المشيئة الكونية ان يقع الحدث بمشيئة الله كونا. سواء كان يحبه الله او يبغضه الله سبحانه. لكنه شاءه عز وجل قدرا وكونا. الشكل الثاني من كان المشيئة هو المشيئة الشرعية التي قلنا سنتحدث عنها. المشيئة الشرعية والارادة الشرعية. وننبه بعض الطلبة قد يظن انه آآ لا يصح تعمل لفظ المشيئة الشرعية لا بل يصح استعمال هذا اللفظ. تقول المشيئة الشرعية وتقول الارادة الشرعية. كما قلنا المشيئة الكونية والارادة الكونية. فنقول اذا الثاني من اشكال المشيئة المشيئة الشرعية وهي ايضا الارادة الشرعية هذا مثل هذا ما معناها؟ المشيئة الشرعية والارادة الشرعية احبتي هذه متعلقة بالامر والنهي متعلقة باوامر الله ونواهيه. وما معناها؟ ان ما احبه الله سبحانه وتعالى وطلب منا ان نقوم به وامرنا به فقد شاءه شرعا او قل اراده شرعا وما يبغضه الله سبحانه وتعالى من الاعمال. ونهانا عنه وزجرنا عن فعله فهو لا يشاؤه شرعا ولا يريده شرعا. اعيد مرة اخرى ما يحبه الله سبحانه وتعالى من الاعمال. مثل الصلاة والزكاة والصيام وقيام الليل وقراءة القرآن والتسبيح. هذه الاعمال يحبها الله. فما يحبه الله من الاعمال وطلب منا ان نقوم به وامرنا به فهذا هذه الاعمال نقول يشاؤها شرعا يريدها سبحانه وتعالى شرعا يريدها منا شرعا. هذه ارادة شرعية ايبغضه سبحانه وتعالى من الاعمال ونهانا عنه من الفواحش والمحرمات والغيبة والنميمة. فهذا النوع لم يرده شرعا ولم يشأه شرعا لابد تقول ولم يشأه شرعا. كلمة شرعا هنا مهمة تمام احبتي؟ فنقول فهو يشاء سبحانه الايمان والطاعة والعبادة يشاء سبحانه الايمان والطاعة والعبادة. ما معنى ان الله يشاء الايمان والطاعة والعبادة هنا؟ بمعنى انه يحبها. هذا معنى ان الله يشاء الايمان ان الله يشاء الطاعة او يريد منا الايمان. يريد منا الطاعة. ما معنى المشيئة هنا؟ ما معنى الارادة هنا؟ هنا ليس معناها القدر. لا هنا معناها المحبة والرغبة والرضا عن هذا الفعل. وفي المقابل لا يشاء الله الكفر. لما تقول الله لا يشاء الكفر لا يشاء النفاق. ما معنى نفي المشيئة هنا؟ يعني نفي المشيئة ان الله لا يحب الكفر. لا اه يرضى عن الكفر فر تمام؟ اذا اه ولا يشاء الكفر والنفاق بمعنى انه يبغضها ولا يريدها من العبيد شرعا. ولا يريدها من العبيد شرعا. لكن ركزوا الان هنا دقيقة مهمة لكن هذا النوع من المشيئة والارادة اللي هي المشيئة الشرعية والارادة الشرعية ليس له علاقة بالمشيئة الكونية والارادة الكونية. يعني بما يقع قدرا وكونه. فهو سبحانه وتعالى يشاء شرعا ويريد شرعا بمعنى انه يحب ويرضى. يريد شرعا ويشاء شرعا من ابي جهل ومن ابي لهب الاسلام هذه مشيئة شرعية لكنه لم يردها ولم ولم يشأها قدرا وكونا. فهو مع انه يريد شرعا من من ابي جهل الاسلام لكنه لم يرد ان يقع منه ذلك قدرا وكونا. طيب لماذا؟ لحكمة ارادها سبحانه قد يفتح لنا طرف من فهم هذه الحكم وخبئ عنا الكثير من اسرار هذا الباب لكننا ننطلق من منطلقاتنا في التفكير في القضاء والقدر اننا نؤمن بحكمة الله البالغة ادركناها فتح لنا منها طرف او اغلقت علينا المهم اننا نؤمن بحكمة الله البالغة فنقول الله سبحانه وتعالى اراد شرعا من ابي جهل الاسلام واراد شرعا من ابي لهب الاسلام لكنه لم يرد ولم يشأ ذلك كونا وقدرا فهناك انفصال بين الارادتين وبين المشيئتين طيب يا شيخ نريد دليل على ان هناك نوع من الارادة والمشيئة اسمها الارادة الشرعية. من اين اتيت لنا بها؟ نقول هناك ادلة كثيرة حفيظة على هذا النوع من الارادة. الارادة الشرعية يقول سبحانه وتعالى والله يريد ان يتوب عليكم والله يريد ان يتوب عليكم. ما معنى الارادة هنا الارادة هنا هي الارادة الشرعية. يعني الله يحب ويريد شرعا ان يتوب عليكم. الله يرضى ويحب هذا الامر. لكن اقبلوا عليه سبحانه وتعالى وتوبوا اليه. تجدون ربا محبا للتوبة. مريدا ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما. ثم قال يريد الله ان يخفف عنكم الله يريد هنا يحب هنا الايات لا تتكلم عن ارادة كونية. تتكلم عن ارادة شرعية. ما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه لعبيده. والله يريد ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيف او يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا. وقال سبحانه وتعالى في اية اخرى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر يريد الله بكم اليسر ولا يريد. لاحظوا اثبات للارادة ونفي للارادة الارادة المثبتة والارادة المنفية هي الارادة الشرعية. يعني يريد الله ويحب لكم اليسر ويرضاه لكم. ولا يريد اي لا يحب ويبغض العسر لكم فاذا هناك ارادة ايضا شرعية دلت عليها النصوص المستفيضة في الكتاب والسنة. اذا عرفت ذلك فنقول ان العلاقة انتبهوا على هذه الخلاصة ان العلاقة بين المشيئة الكونية والمشيئة الشرعية هي علاقة العموم والخصوص الوجهي. كيف ذلك؟ نقول هناك اذا اربع اشكال من يعني هناك اربع احتمالات نقول عقلية اذا عرفتم ما هي المشية الشرعية وما هي المشيئة الكونية؟ نقول هناك اربع احتمالات في العقل بناء على ذلك. الاحتمال الاول ان يكون الشيء مرادا شرعا لله وفي نفس الوقت هو مراد كونا لله ان يكون الشيء مرادا شرعا لله ومرادا قولا لله. مثال ذلك ايمان ابي بكر الصديق ايمان ابي بكر الصديق يريده الله شرعا ان يحبه ويرضاه هذا معنى يريده شرعا. وفي نفس الوقت اراده سبحانه وتعالى قدرا وكونه. فابو بكر الصديق كان من الناحية القدرية الكونية ايضا مؤمن. فهنا اجتمعت الارادتان في فعل واحد تمام تقول فهذا جيل اراده الله شرعا بمعنى انه يحبه ويريده من ابي بكر وهو مراد كونا ايضا بمعنى انه قدره سبحانه. الحالة الثانية ان يكون الشيء مرادا شرعا لله لكنه لم يرده كونا ومثلنا على ذلك بايمان ابي جهل. ايمان ابو جهل هل الله عز وجل كان يريده شرعا؟ يعني يحبه ويرضاه بالتأكيد. لكن ان لم يرده ولم يشأه كونا وقدرا لم يرده ولم يشأه كونا وقدرا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى. الحالة الثالثة ان يكون الشيء مرادا كون يعني هذه عكس الحالة الثانية. الحالة الثالثة ان يكون الشيء مرادا كونا لكنه غير مراد شرعا ان يريد الله وقوع شيء في الكون لكنه سبحانه وتعالى لا يحبه ولا يرضاه ومثال ذلك كفر الكافرين عموما كفر الكافرين كفر ابو جهل كفر ابي جهل وكفر ابي لهب. وغيرهم ممن ماتوا على الكفر. هذا شيء اراده الله كونه وشاءه الله كونه لكنه لم يشأه شرعا ولم يرده شرعا يعني لا يحبه ولا يرضاه الصورة الرابعة والاخيرة وهو ان يكون الشيء غير مراد شرعا ولا قدرا ولا كونا يعني ان يكون الشيء غير مراد لا شرعا ولا قدرا وكون آآ كفر من مات على الايمان الان شخص مات على الايمان مثل اه ابي بكر الصديق كفره كفر ابو بكر الصديق هذا شيء لم يرده الله كونا اي لم يقدره الله في الكون والقدر. وكذلك لم يرده شرعا فهو لا يحبه سبحانه وتعالى. فهذا مثال على شيء لم يرده الله لا كونا ولا قدرا. اذا هكذا يفهم اهل السنة والجماعة المشيئة الالهية بتقسيمها الى نوعين مشيئة شرعية ومشيئة كونية. ولا تلازم ولا ارتباط بين هذين النوعين اذا فهمتم بالباب بهذه الصورة تستريحون وتتضح عندكم كثير من الاشكاليات اعوصت على ائمة الكلام ائمة الكرام اخطأوا فيها وتاهوا فيها. لكن من يأخذ عقيدته من الكتاب والسنة يصل الى الراحة التامة والى ما ينسجم مع العقل السليم ما ينسجم مع العقل السليم. يعني ليس فقط دلالات الكتاب والسنة دلالات خبرية غير معقولة. بل الدلالات القرآنية والنبوية هي التي تنسجم مع العقل السليم ومع الواقع فدعونا احبتي الان ننظر اين اخطأت الفرق الكلامية في فهم المشيئة الالهية. اين اخطأت الفرق الكلامية في فهم المشيئة الالهية؟ نقول احبتي وقد اخطأت اكثر الفرق الكلامية في فهم الارادتين. بسم الله الحمد لله الان سابين الفرق التي حادت عن منهج اهل السنة والجماعة واخطأت في فهم باب المشيئة او مرتبة المشيئة. نقول وقد اخطأت اكثر الفرق الكلامية في فهم الارادتين فذهبت طائفة من المتكلمين لاثبات الارادة الكونية فقط يعني هناك طائفة من المتكلمين قالوا الارادة نوع واحد. وهي ارادة كونية او المشيئة الكونية. ولا يوجد هناك ما يسمى المشيئة الشرعية او بالارادة الشرعية هذا تيار كبير من المتكلمين وعلى رأسهم الاشاعرة ذهبوا الى هذا المنحى. ونفوا وجود الارادة الشرعية لله. وهؤلاء يسمون في العقائد كتب العقائد يسمون الفرق الجبرية الفرق الجبرية لان كما سيتضح معناها لماذا سموا بالجبرين انهم يقولوا ان العبد مجبر على عمله؟ المهم الطائفة الاولى هي التي تقول الله عز وجل له ارادة واحدة فقط هي ارادة كونية. لا توجد ارادة تسمى ارادة شرعية. والفرق التي تتبنى هذه النظرة هي الفرق او التي تسمى كتب العقائد بالفرق الجبرية الفرق الجبرية وسنعرف حقيقة هذا الاسم. فهؤلاء زعموا ان كل ما يحدث في الكون من الكفر والمعاصي قد شاءه الله سبحانه وتعالى واراده وبالتالي هو يحبه ويرضاه. وانظروا فداحة هذا القول انظروا هذا القول كيف يقرر هذه المسائل بطريقة منحرفة ومشوهة تماما. وفيه نسبة للنقص لله سبحانه وتعالى. تعالى الله عز وجل عما يقول واهل البدع علوا كبيرا يقولون الله سبحانه وتعالى كل ما يحدث في هذا الكون حتى من الكفر والذنوب والمعاصي فقد شاءه كونا وهو ويحبه ويرضاه ولولا انه يحبه ويرضاه لما شاءه كونه فهؤلاء ما عندهم انفصال وانفكاك بين الارادة الشرعية والارادة الكونية قالوا لا. بما ان الله اراد الشيء كونه فاراد كفر ابي جهل وكفر ابي لهب. بما انه اراده كونا اذا هو رضيه واحبه واختاره واصطفاه وهذا قول كما قلنا شنيع فيه نسبة النقص الى الله سبحانه وتعالى وان كان اربابه الذين يقولون به كما قلنا سابقا وقلنا باب القدر الفرق عموما ارادت فيه تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الظلم ووصف الله بالعدل. لكنهم تاهوا في تحقيق العدل الالهي تاهوا في تحقيق العدل الالهي ونسبوا الظلم والنقص لله عز وجل من حيث يشعرون او لا يشعرون. حينما تقول الله عز وجل احب ورضى لكفر الكافرين لانه شاءه كونا. اليس هذا فيه نسبة للنقص الى الرب سبحانه؟ قضية تحتاج الى اعادة تفكير من الكلاميين في مآلات هذا الكلام وفي فداحته. نسأل الله السلامة والعافية. وقولهم في المشيئة هذا القول الذي قالوه في المشيئة هو متعلق لقولهم بان العبد متعلق بقولهم ايش؟ العبد مجبور على فعله. لاحظوا الارتباط الان من بين الاقوال العقدية. هم قالوا الله سبحانه وتعالى مشيئته كونية فقط فما شاءه كونا اذا هو احبه ورضي به هذا القول متعلق ومرتبط بماذا بقول الفرق الجبرية بان العبد مجبور على فعله مقهور عليه ولا توجد عنده ارادة واختيار لافعاله وهذا قول غريب يعني هذا القول انا اعتبره انتكاسة في الفطر ومخالفة للضرورة العقلية ان تقول ان الله سبحانه وتعالى اجبر العبد على فعله فالعبد لا يملك اي اختيار على التصرفات التي يقوم بها. اذا قول هذه الفرق في المشيئة هو متعلق بقولهم بان العبد مجبور على فعله. ومن هنا سميت هذه الفرق بالجبرية. فقالوا ان العبد لاحظوا ما معنى الجبر الجبر معناه ان العبد لا قدرة له على فعله. فهو مسلوب الارادة تماما. ولا يملك اي اختيار ابدا حركات العباد من الصلاة والزكاة والبيع والشراء والنكاح الى غيرها هي تشبه حركات الاشجار حينما تهب عليها الرياح. لما تهب الرياح على الشجر فتتحرك الاغصان. تحرك الاغصان هنا تحرك قهري. ليس بارادة هذه الاغصان وانما بسبب هبوب الرياح عليها فكذلك العبد تحركاته في هذه الحياة الدنيا كتحركات اغصان الاشجار حينما تهب عليها الرياح وبما ان العبد لاحظوا ماذا سيكمل؟ اذا العبد لا قدرته له على فعله. وهو مسلوب الارادة والاختيار تماما. فحركات العباد تشبه حركات الاشجار او اغصاني الاشجار حينما تهب عليها الرياح. وبما ان العبد لا يصدر منه اي اختيار لافعاله لا يملك لا تملك ان ان تختار فعلك بالتالي قالوا لا معنى لاثبات ارادة ومشيئة شرعية منفصلة عن الارادة الكونية بالتالي اذا لا معنى لاثبات ارادة شرعية ومشيئة شرعية منفصلة عن الارادة الكونية. يعني لا معنى لان تقول هناك شيء يحب الله طه من عبده ان يفعله. ويطلب منه القيام به. لماذا؟ لماذا في وجهة نظرهم لا معنى لاثبات ارادة شرعية منفصلة عن الارادة الكونية. لان العبد لا يستطيع ان يختار بنفسه المرادات الشرعية وما يحبه الله وما يطلبه الله منه. لان العبد في وجهة نظرهم هو مجبور مقهور على رفاته التي يقوم بها كيف انسان ماسك انسان ويوجهه يمينا وشمالا هكذا العبد عندهم. كانسان مسك انسانا وهو يوجهه يمينا وشمالا الانسان الممسوك مسلم تماما لا يستطيع ان يدافع. هكذا العبد عند الفرق الجبرية. ليس له اي اختيار اي ارادة لافعاله بما انه ليس له اي ارادة اي اختيار لافعاله وانما هو مجبور مقهور عليها. بالتالي لا معنى لان نخاطبه بارادة شرعية ونقول له ان الله يريد منك شرعا اي يحب منك شرعا ان تفعل كذا وان تعطي الفقراء وان تحفظ القرآن وان وان تفعل. لا معنى لان تقول له ذلك ان الله يحب يريد منك يشاء منك شرعا. لماذا؟ لانه ليس له قدرة على ان يلبي هذه المحبة. ليس له قدرة على ان يختار مراداة الله شرعا فهو مجبور مقهور على المرادات الكونية. فلا معنى لاثبات ارادة شرعية بناء على ذلك. انظروا كيف قولهم في الجبر اداهم الى نفي الارادة الشرعية لله سبحانه وتعالى فبما ان العبد لا يستطيع ان يختار ما يحبه الله بل هو مجبر على كل شيء يصدر منه فمن العبث اذا ان يريد الله منه شيئا شرعا ليقوم به من العبث بما انه هذا العبد مجبر من العبث اذا ان يريد بمعنى ان يحب ان يريد شرعنا ان يحبه وان يرضى منه سبحانه ويطلب منه ان يفعل شيئا لانه في النهاية هو مجبر على كل افعاله. فباختصار الجبري الذين قالوا ان العبد مجبر على فعله ولا اختيار له تماما. وبالتالي خالفوا الضرورة العقلية احبتي نحن العقلية وبفطارنا النقية ندرك ان عندنا اختيار واننا نخطط لاهدافنا ونسعى في حياتنا ونذهب الى المطاعم والمشارب المدارس والمحاضرات هذا كله باختيارنا. فهذا القول قول الجبرية كما قلت هو مخالف للضرورة العقلية ولحقائق الوجود لكن سبحان الله الفتن حينما اه تأتي على عقول علماء الكلام لا يستطيعون ردها. والشبه حينما ترد عليهم من منابع اخرى من منابع الفلاسفة الضالين المنحرفين عن منهج الشرع وعن منهج الاله للاسف يسلمون لهذه المناهج الضالة المبتدعة ويقرون بها ويعرضون عن العقل السليم وعن جليات الفطر وعن الدلائل والبراهين الواضحة في الكتاب والسنة. لذلك انا اؤكد على اهمية مصدرية قرآن والسنة ليس فقط من اجل البركة ومن اجل اننا مؤمنون بل لانها تحفظ عقولنا من الخطل ومن الزلل ومن الابتعاد عن فهم بحقائق هذه الحياة. وعن فهم مركزية الانسان في هذا الوجود. وعن علاقة الانسان بالله سبحانه وتعالى. انظروا احبتي الفرق الكلامية لما اخذت من الفلسفة الاغريقية كيف فهمت علاقة الانسان بربه علاقة مشوهة علاقة في الحقيقة لو اتينا نقول ليست علاقة جبر بل علاقة جائرة ان هذا الانسان مجبر وفي نفس الوقت سيحاسب عند الله سبحانه وتعالى. اليس هذا فيه نسبة الظلم لله؟ وان كنتم تسمون انفسكم انكم كم ترفون عنه الظلم؟ هذا هو الظلم بعينه. ان يكون الانسان مجبر لا اختيار له بشكل من الاشكال ثم يحاسب على ما هو مجبر مكره عليه فهذا مخالف كما قلنا لما ندركه من انفسنا ولما دل عليه كتاب ربنا ولما دلت عليه سنة نبينا صلى الله عليه وسلم تمام الان هناك صنف من الجبرية وهم الاشاعرة يعني الاشاعرة في الحقيقة هم شكل من اشكال الجبرية وقولهم هو قول يؤول الى لكنهم حاولوا ان يزينوه وان يخففوا من وطأته ماذا قال الاشاعرة في موضوع افعال العباد؟ وكيف ان العبد مجبور عندهم على طرائقهم؟ نقول هناك صنف شكل من اشكال الجبرية يقولون ان افعال العباد مخلوقة لله سبحانه وتعالى وهذا يقوله اهل السنة العباد افعال العباد مخلوقة لله وسنقرر ذلك ان شاء الله. وللعبد قدرة هؤلاء هذا الشكل من الجبرية وهم الاشاعرة يقولون ان افعال العباد مخلوقة لله والعبد له قدرة عليها لكنها قدرة غير مؤثرة يعني الاشاعرة لما رأوا قبح كلام الجبرية او غلاة الجبرية غلاة الجبرية قالوا العبد ليس له اي قدرة. الان الاشاعرة لما رأوا هذا القول فيه شيء كبير من القبح ومخالفة للواقع ارادوا ان يخففوا من وطأة هذا القول. الاشاعرة يتجهون نحو الجبر ويريدون ان يقولوا بالجبر. لكن انهم ما استطاعوا ان يقولوا العبد لا قدرة له لان هذا يخالف الواقع. لكنهم وصلوا الى قول غلاة الجبرية بطريق التفافية فماذا قالوا؟ قالوا افعال العباد هي خلق الله. وهذا نتفق فيه مع الاشاعرة لكنهم ثم ماذا قالوا بعد ذلك؟ قالوا افعال العباد مخلوقة لله وللعبد قدرة عليها لكنها قدرة غير مؤثرة لكنها قدرة غير مؤثرة. فقال هناك قدرة للعبد لكنها قدرة غير مؤثرة. طبعا كيف قدرة لكنها غير مؤثرة؟ هم انفسهم اظنهم لا يعقلون ما يقولون هذا يعرف عند الاشاعر احبتي معروف في كتب العقائد باسما نظرية الكسب عند الاشعري. يسمونها نظرية الكسب. لان الاشاعرة يقولون افعال العباد هي كسب للعباد. لكنها خلق لله سبحانه وتعالى. ويقصدون بالكسب ماذا يقصرون بالكسب؟ ان العباد لهم قدرة على افعالهم لكنها قدرة غير مؤثرة يعني قدرة لا اعتبار لها. قدرة لا اعتبار لها تمام آآ ونكمل ونعلق على قول الاشاعرة ونقول وهذه النظرية نظرية الكسب هي من النظريات العقائدية المشكلة التي عدها العلماء من العقدية التي لا حقيقة لها في المنطق. ما في الها حقيقة في المنطق السليم. هناك ثلاث مسائل يقول العلماء لا حقيقة لها في المنطق ابدا طفرة النظام له مسألة عقدية اسمها الطفرة. وهذه نتطرق لها ان شاء الله في المطولات. واحوال ابي هاشم مسائل الاحوال وهي مسائل تتعلق صفات الله سبحانه واحوال ابي هاشم هذه فكرة في باب العقائد اتى بها ابو هاشم اه المعتزلة ثم تابعوا عليها كثير من فرق متكلمة. المهم طفرة النظارة فكرة الطفرة التي اتى بها النظام وفكرة الاحوال التي اتى بها ابو هاشم في العقائد وكسب الاشعري فكرة فكرة الكسب التي اتى بها ابو الحسن الاشعري في باب العقائد هذه الافكار الثلاث لا حقيقة لها وغير مفهومة ولا تتلائم مع المنطق السوي. يعني قد نتحاور مع المتكلمين في انكارهم لصفات الله سبحانه وتعالى. ونفهم ماذا يريدون ونخطئهم عليه. يعني كلام المعتزلة كلام الاشاعرة في نفي الصفات الالهية نحن نفهمه يعني نعقل ماذا يقولون ونحكم عليه بالبطلان. لكن نظرية الكسب نحن وهم لا نعرف ما هي حقيقة الكسب. ما هي صورتها؟ كيف يكون للعبد قدرة على فعله لكنها قدرة ملغية غير مؤثرة. اذا ما فائدة هذه القدرة؟ الغي هذه القدرة تماما وقل العبد مجبور كما يقول غلاة الجبرية انا انت فقط خففت من حدة قول غلاة الجبرية. ولذلك كما قلت لكم طفرة النظام واحوال ابي هاشم وكسب الاشعري هذه الامور الثلاث مخالفة للعقل والمنطق. مخالفة للعقل والمنطق ولا وجود لها في الواقع وانما هي امور نحاول ان نتفهم ماذا يريدون منها وان كانت لا حقيقة لها. وان كانت لا حقيقة لها حتى في المنطق والضرورات العقلية اذ لا معنى لوجود قدرة غير مؤثرة الا انه هو الجبر. لكنهم ليخففوا من حدة القول بالجبر. تصوروا امكانية وجود قدرة لكنها نظرة غير مؤثرة. لذلك الجرجاني لاحظ من اقول يعني انا لم اقل ابن تيمية ولم اقل ابن القيم بل العلماء اصالة غير اللي ابن تيمية وغير ابن القيم وجاني في كتابه المعروف التعريفات لما اتى لنظرية الكسب عند الاشاعرة ادخلها ضمن دائرة الجبر. انظر ماذا قال الجرجاني؟ يقول الجبرية اثنتا هذا كلام الجرجاني. يقول الجبرية اثنتان جبرية متوسطة يعني خفيفة وهي التي تثبت للعبد كسبا كالاشعرية. هكذا قال كالاشعرية. فنظرية الكسب عند هي شكل من اشكال الجبر لكنها يعني شكل مطور او عبارة اخف اما هي في الواقع جبر جبر. وخالصة لا تثبته كالجهمية. يقول اذا الجرجاني الجبرية اثنتان متوسطة تثبت للعبد يعني جبرية خفيفة شوية اخف حال من الغلاة. وهي التي تثبت للعبد كسبا وهم الاشعرية. وخالصة لا تثبت للعبد اي كسب وهذه الجبرية غناة الجبرية هم الجهمية اتباع الجهم ابن صفوان تمام. الطائفة الثانية الان انتهينا من الطائفة الاولى التي تقول ان ارادة الله فقط هي ارادة كونية ولا يوجد هناك شيء يسمى ارادة شرعية اه بمعنى ان الله يحب ويرضى ويطلب. يحب ويرضى ويطلب. الارادة الشرعية ركزوا على هذه المصطلحات الثلاث يحب ويرضى ويطلب يعني هو امرنا لما يأمرك الله بشيء اذا هو يحب هذا الشيء. امرنا بالايمان امرنا بالصلاة امرنا بالزكاة. اذا امره لنا دلالة محبة ورضا لكن الجبرية لا يقرون بهذا الشكل. لا يؤمنون بهذا الشكل وينظرون فقط الى وجود ارادة كونية واذا اراد الله شيئا كونا عندهم فهو يحبه ويرضاه تعالى الله عما يقولون. طب نذهب الان الى الطائفة الثانية وذهبت طائفة لاثبات الارادة الشرعية ونفي الارادة الكونية. الطائف الثاني هي التي ذهبت الى الاتجاه المعاكس تماما. قالت ارادة شرعية فقط يثبت الارادة الشرعية ان الله يحب اشياء لذلك طلبها منا ويبغض اشياء يعني لم يردها شرعا لذلك نهانا عنها. ولا توجد ارادة كونية قدرية وهؤلاء خطير جدا لانه هنا دخلنا في مسائل القدر انهم نفوا ان الله له مشيئة كونية يشاء الاشياء في القدر نفوا وجود مشيئة كونية قدرية لله سبحانه وتعالى. فهؤلاء خطأهم شنيع في باب القدر. وان كانت الفرقة السابقة ايضا خطاها شنيع في باب الجبر لكن هؤلاء الذين نفوا آآ الارادة القدرية واثبتوا فقط ارادة شرعية يعني ارادة امر ونهي هناك امور يطلبها الله منا يحب منا ان نفعلها. وهناك امور لا يحبها الله فينهانا عن فعلها. لكن ما يحدث بعد ذلك في الكون فلا يحدث بمشيئة الله عندهم تعالى الله عما يقولون. نقول وذهبت طائفة لاثبات الارادة الشرعية ونفي الارادة الكونية نفوا وهؤلاء يسمون القدرية. فالقدرية في علم العقائد مقابلة للجبرية الفرق القدرية القدرية هذا مش اسم فرقة معينة لأ يعني هذا معتقد معتقد اسمه القدرية الذين يعني كل الفرق تنفي الارادة الكونية تسمى قدرية وتقول ان العبد يفعل فعله من دون مشيئة الله. يعني هناك ارتباط بين هذين القولين. هؤلاء تسمى الفرق القدرية. واما الفرق التي تقول الارادة فقط ارادة والعبد مجبر على فعله هاي تسمى فراق جبرية. فالجبرية مقابلها القدرية. لابد نضبط هذه المصطلحات حتى نفهم كلام اهل العلم. فنقول احبتي وذهبت طائفة الاثبات لارادة الشرعية ونفي الارادة الكونية وهؤلاء يسمون القدرية. فزعموا ان كل ما يحدث في هذا الكون ويحدث لاحظوا خطورة هذا القول. زعموا ان كل ما يحدث في هذا الكون في هذا العالم يحدث من دون مشيئة الله. وانما مشيئة الالهية فقط مشيئة شرعية. انه يحب شيء ويرضاه شاءه شرعا. ويبغض شيء وينهى عنه لا يريده شرعا لكن هل ما يحدث في هذا الكون ومن اعمال العباد هل هو بمشيئة كونية ارادها الله كونا؟ لا. هذا في وجهة نظر القدم وعلى رأسهم المعتزلة. يعني ابرز فرق القدرية هي المعتزلة فعندما يكفر الكافر عندهم فهذا شيء لم يقدره الله كونا وهو مبغوض له سبحانه. يعني الله يبغض الكفر من الكافرين. وحينما يقع الكافر في الكفر فهذا شيء لم يرده الله كونا عندهم وكذلك عندما يؤمن الانسان في العكس يعني عندما يؤمن الانسان فهذا شيء يحبه الله سبحانه لكنه ايضا لم يشأه قدرا ولم يرده قدرا. وانما هذا الانسان باختياره من دون مشيئة الله القدرية. هو الذي اختار ان يتجه الى ايمان او يتجه الى الكفر. وقولهم في المشيئة الالهية متعلق ومرتبط ارتباطا وثيقا بماذا؟ بقوله ان العبد يملك الحرية المطلقة في اختيار فعله لاحظوا ارتباط هذا بهذا. قالوا لا توجد مشيئة كونية هذا القول مرتبط بقول اخر لهم وهو ان العبد هو الذي يختار فعله بحرية مطلقة بحرية مطلقة واختيار مطلق ولا علاقة لمشيئة الله سبحانه وتعالى بما يختاره العبد ويذهب اليه فافعاله اي افعال العبد تحدث بمشيئة العبد المطلقة. ولا دخل للمشيئة الالهية فيها. وانما الله سبحانه وتعالى هو فقط يخبر العبد يا عبدي انا احب كذا وكذا من الاعمال واطلب منك ان تفعلها. وابغض كذا وكذا من الاعمال واطلب منك ان تجتنبها هذه هي الارادة الشرعية. واما ما سيقع من العبد بعد ذلك فهذا عندهم بارادة العبد وبمشيئته. والله سبحانه وتعالى لا له. لا مشيئة له ولا ارادة له كونية تفرض على العبد شيئا في ذلك تمام. وانما الله سبحانه عندهم يخبر العبد ما يحبه وما يبغضه. والعبد بعد ذلك يفعل من دون تدخل من المشيئة الالهية من دون تدخل من المشيئة الالهية. طبعا وترتب على هذا بما ان العبد هو الذي يختار فعله تماما من دون تدخل للمشيئة الالهية الكونية نتج عن هذا قول اخر عندهم وهو ان العبد هو الذي يخلق فعله بنفسه. ليس الافعال من خلق الله عند القدرية بل العبد يخلق فعله بنفسه. فانظروا تلازم هذه الاقوال الثلاث نفى هؤلاء الارادة الكونية وهذا مرتبط بان العبد له الاختيار المطلق والمشيئة المطلقة في اختيار تصرفاته ثالثا العبد هو الذي يخلق التصرفات والافعال والله لا يخلق شيئا. فنوفل المشيئة ونفوا الخلق هذه الثلاثة اقوال مرتبطة مع بعضها البعض. كما ان الجبرية قالوا بالعكس المشيئة فقط مشيئة كونية والعبد مجبر على افعاله وليس له اي مشيئة ولا توجد اي مشيئة للعبد واي اختيار يستطيع ان يمارسه هذه الثلاثة اقوال تقابل هذه الثلاثة اقوال وهدى الله اهل السنة والجماعة للحق وما تشاؤون الا ان يشاء الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله. في اخر سورة التكبير بكل بساطة صورة مكية علمها النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وهم في مكة. يعلمهم مساجد القدر بكل وضوح هناك مشيئة لك ايها العبد لكنها لا تخرج عن مشيئة الله. فهناك مشيئة شرعية ومشيئة كونية له اختيار لكن مشيئة العبد واختيار العبد لا تخرج عن مشيئة الله واختيار الله له كونا وقدرا. فاذا اهل السنة والجماعة جمعوا وبين العقل والنقل واما الفرق الكلامية التي اتجهت نحو العقل. وزعمت ان العقل هو الذي سيرشدهم في باب القضاء والقدر. انظروا الى نتائج العقول اين قادتهم؟ فنسأل الله ان يهدينا دائما الى الصواب والحق هكذا انتهينا من تفصيل المرتبة الثالثة مرتبة المشيئة. ودعوني احبتي انتقل للمرتبة الرابعة والاخيرة. لعلنا ننهي باب في هذا اليوم فنقول المرتبة الرابعة هي مرتبة الخلق نقول احبتي في المرتبة الرابعة مرتبة الخلق. اولا آآ علينا ان نستحضر هذا التدرج في مراتب القضاء والقدر. فابتدأنا اولا بمرتبة العلم ثم انتقلنا بعد ذلك الى مرتبة الكتابة ثم انتقلنا الى مرتبة المشيئة ثم انتقلنا الى مرتبة الخلق فهذه المكونات الاربع هي التي ينبني عليها باب القدر عند اهل السنة والجماعة فلابد ان تؤمن بعلم الله بنوعيه. العلم السابق الازلي والعلم المتجدد المتعلق بالاشياء بعد وقوعها. لابد ان تؤمن بالكتابة بانواعها لابد ان تؤمن بالمشيئة بنوعيها. والان ننتقل الى المرتبة الاخيرة وهي مرتبة الخلق لكل شيء في هذا الكون ما هو المقصود اولا بهذه المرتبة؟ المقصود بهذه المرتبة هو ان يؤمن الانسان بان الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء فهو خالق كل عامل وعمله فهو خالق كل عامل وما عمله هذا العامل وهو خالق كل متحرك وحركته. وهو خالق كل ساكن وسكونه اذا هذه مرتبة ان تؤمن بان الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء منفصل عن ذاته ان الله خلق كل شيء منفصل عن ذاته سبحانه وتعالى. فهو سبحانه الذي اوجده من العدم والدليل على هذه المرتبة هناك ادلة كثيرة مستفيضة متواترة في الكتاب والسنة تدل عليها. وانا هنا فقط في كل مرتبة اشير الى دليل او مما يؤدي الغرض معنا. قال سبحانه وتعالى الله خالق كل شيء الله خالق كل شيء سبحانه وتعالى. وقال تعالى والله خلقكم وما تعملون. اي خلقكم واعمالكم رأي طائفة من المفسرين. وقال عليه الصلاة والسلام ان الله خالق كل صانع وصنعته. ان الله خالق كل صانع وصنعته يعني الانسان وما يصنعه. ونلاحظ هنا التركيز على موضوعين على خلق الانسان والكائنات وخلق اعمال الانسان اعمال الكائنات فكلاهما مخلوق لله سبحانه وتعالى. وهذا التركيز بسبب ان كثير من الطوائف الكلامية ظلت في هذا الباب فنقول اذا اهل السنة والجماعة يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء منفصل عنه في هذا العالم الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء في هذا العالم. والله سبحانه وتعالى خلق الكائنات وخلق اعمال الكائنات. خلق الكائنات وخلق اعمال الكائنات ونخصص اكثر الكلام فنقول والله سبحانه وتعالى خلق انسان وخلق اعمال الانسان فاعمالنا مخلوقة لله سبحانه وتعالى. اعمالنا مخلوقة لله سبحانه وتعالى. وسنعلق على قضية خلق افعال العباد عند اهل السنة بعد ان ننهي ذكر المناهج التي ضلت في هذا الباب. فنقول احبتي من الذي ضل في هذا الباب؟ هل هناك احد انكر ان يكون الله عز وجل هو الخالق المتفرد بالخلق في هذا العالم. نقول نعم للاسف بعض الطوائف الكلامية من اهل الملة انحرفت في هذا الباب كما قلنا فلسفية جعلتها تحيد عن الصواب. ظل في هذا الباب طائفتان. الطائفة الاولى طائفة زعمت ان الله لم يخلق شيئا من افعال العباد وهذا هو المشكلة. المشكلة التاريخية بين فرق الاسلامية هي مشكلة افعال العباد. من الذي خلق افعال العباد؟ الان الذي خلق العباد الله سبحانه وتعالى باتفاق الاسلاميين. اتفاق الاسلاميين. لكن من الذي خلق افعال العباد هنا الاشكال بين الطوائف فزعمت طائفة وهم القدرية ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا من افعال العباد سواء الافعال الخيرة طاعات او الافعال السيئة المعاصي. بل العباد هم الذين يخلقون افعالهم. وهذا كما قلنا رأي القدري عموما وعلى رأسهم المعتزلة الطائفة الاخرى طائفة زعمت ان الله سبحانه وتعالى خلق الخير والطاعات فقط ولم يخلق المعاصي والذنوب ان الله يخلق فقط الطاعات. واما المعاصي والذنوب فهذه يخلقها العباد من قبيل انفسهم. وهؤلاء هذه الطائفة الثانية قولها وهي اخف ضرر من الطائفة الاولى لكن ايضا فيه نسبة النقص لله سبحانه وتعالى. ان اثبتوا ان ما يحدثه العبد من آآ المعاصي والذنوب فهذا آآ مجرد خلق للعبد واختيار للعبد والله سبحانه وتعالى غير مسلط عليه ابدا. وهذا وان هم ارادوا ان ينزه الله لكنهم وقعوا في النقص من حيث لا يشعرون. هذه الطائفة ظنت ان نسبة خلق المعاصي والذنوب التي يفعلها العبد. لله سبحانه وتعالى نقص انظروا اين دخل عليها الخطأ والخلل. ظنوا ان القول بان الله هو الذي يخلق المعاصي والذنوب التي يفعلها العبد ظنوا ان هذا نقص. فقاموا في خلق الله عز وجل لهذه الذنوب والمعاصي فوقعوا في باب اخر من يعني اثبات نقص اخر لله وهو ان قدرة الله عز وجل تتسلط في الخلق على على الطاعات والخيرات ولا على الذنوب والمعاصي وهذا نقص من شكل اخر لو انهم فطنوا لذلك. لكن لقوة شبهة هذه الطائفة الثانية اه انخدعت بها كثير حتى من اصحاب الحديث وائمة الحديث. لذلك يقول الامام احمد اه اذا فتشت في اهل البصرة وجدت ثلثهم قدانية يقول احمد بن حنبل اذا فتشت في اهل البصرة وجدت ثلثهم قدريا كيف يكون ثلث اهل البصرة قدريا؟ في البصرة انتشر هذا القول آآ ايران هذا القول قول الطائفة الثانية التي تقول ان الله يخلق الطاعات ولا يخلق المعاصي. هذا القول انتشر وفشى في البصرة حتى عند رواة الحديث ورجالات الحديث ونقلته وعرفنا الشبهة اين دخلت عليهم انهم ظنوا ان نسبة خلق المعاصي والذنوب الى الله نقص. فارادوا ان ينفوا النقص من هذه الجهة في وجهة نظرهم كما تخيلوا وتوهموا انها نقص فنفوا خلق الله عز وجل لها فوقعوا في اثبات نقص اخر لله عز وجل وهو انه كما قلنا قدرته محصورة في جانب دون جانب وهذا ليس بفهم صحيح لعقيدة اهل السنة والجماعة ولما دلت عليه النصوص اذا طائفة زعمت ان الله خلق الخير والطاعات اما الشر والذنوب والمعاصي فلم يخلق. وهذا القول ذهب اليه طائفة من رواة الحديث في البصرة. ظنا منهم انهم ينزهون الله عز وجل به وهؤلاء هم الذين آآ يقول فيهم احمد بن حنبل اذا فتشت في اهل البصرة وجدت ثلثهم قدريا. مما ينبغي التنبيه عليه احبتي هنا لا انبه على قضية. طبعا اهل السنة والجماعة بماذا يؤمنون؟ انا قبل ان ادخل هذا التنبيه. اهل السنة والجماعة يقولون الله عز وجل هو الذي خلق الطاعات وهو الذي خلق الذنوب والمعاصي التي يفعلها العباد والعباد لهم قدرة واختيار على لافعالهم. هذه المشاهد يجب ان تلتئم في ذهنك ايها المسلم. مشهد العلم السابق والكتابة السابقة والمشيئة بنوعيها الكونية والشرعية وان الله هو الذي يخلق افعال العباد يخلق الطاعات التي يفعلها العباد ويخلق المعاصي التي يفعلها العباد. فيأتي هنا سؤال كيف يخلق الله عز وجل المعاصي والذنوب؟ او لماذا يخلق الله المعاصي والذنوب؟ هذا سؤالي على اذهان كثير. لماذا يخلق الله الذنوب والمعاصي مع انه سبحانه وتعالى لا يحبها ولا يشاؤها شرعا ولا يريدها شرعا الم نقل ذلك؟ فنقول مما ينبغي التنبيه عليه ان كل افعال الله وكل خلق يقوم به الله فهو خير من اصول اهل السنة والجماعة ان كل فعل يفعله الله ويقوم في ذاته اي فعل يفعله فهو خير ومن هذه الافعال التي تقوم في ذات الله ويفعلها الله عز وجل الخلق. هذا فعل يفعله الله وخلق الله هذا الفعل دائما خير ولا يوجد فيه شر ومن هنا قال صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور والشر ليس اليك والشر ليس اليك. فانتبهوا لما اقوله. افعال الله كلها خير ومنها الخلق فخلق الله سبحانه وتعالى لافعال العباد هذا الخلق العملية او الفعل الذي يقوم في ذات الله هو الخلق لافعال العباد بغض النظر عن فعل العبد. هل هو طاعة يعني بغض النظر عن الفعل المخلوق هل هو طاعة او معصية؟ فعل الله عز وجل هو خير فعل الله خير ولا ينسب الشر الى فعل الله. فاياك ان تقول ان فعل الله فيه ما هو خير وفيه ما هو الشر. اخطأت فعل الله دائما خير دائما فيه الحكمة. دائما فيه مصلحة. علمها من علمها وجهلها من جهلها. وعقولنا لا تستطيع ان تدرك كل هذه المصالح والحكم التي يريدها الله من خلقه للافعال الخيرة التي يفعلها العباد ومن خلقه للافعال السيئة التي يفعلها العباد اذن كل افعال الله خير ففعل الله سبحانه لا يوصي بالشر ولا يمكن ان يكون شرا كما قال صلى الله عليه وسلم والشر ليس اليك. وانما طب يا شيخ كيف يوصف آآ هذا الفعل بانه خير وشر. الا نصف بعض الافعال بانها خيرة وبعض الافعال انها شرة انها فيها شر او شريرة او سيئة فنقول وانما التفريق بين الخير والشر انما هو بالنسبة للمفعول المخلوق علينا ان نفرق بين قضيتين بين الفعل الالهي وهو الخلق. هذا كله خير وبين المفعول يعني المخلوق الذي ينتج عن الخلق هذا قد يكون خيرا وقد يكون شرا هذا المفعول قد يكون خيرا وقد يكون شرا وخيره وشره بالنسبة للانسان وللوجود على هذه الارض. واما بالنسبة فعل الله سبحانه وتعالى فهو خير دائم. هو خير هذا الفعل فعل الخلق هو خير دائما لكن المخلوق المفعول منه ما هو خير ويدرك الانسان بفطرته انه خير له ويجلب الخير للبشرية ومنه ما هو شر. ويدرك الانسان بفترته انه شر. مثلا الزنا يدرك الانسان بفطرته وبعقله وما اودعه الله من قدرات ان الزنا كفعل هو شر طب لماذا خلق الله فعل فلان الفلاني للزنا اه نقول خلق الله سبحانه وتعالى لزنا فلان الفلاني خلق الله فعل الله هو خير وفيه مصلحة وفيه حكمة يعلمها سبحانه لكن هذا الفعل المخلوق المفعول اه نعم هذا الفعل بالنسبة للانسان هو شر. بالنسبة للانسان هو شر. وقس على ذلك اكل فلان الربا سرقة فلان لما لغيره هذه المفعولات المخلوقات وافعال العباد التي يقومون بها هي مفعولات مخلوقات خلقها الله. فنقول خلق الله هذا القائم في ذات الله خلق الله لسرقة فلان هذا الخلق فيه خير وفيه حكمة الهية قطعا لكن نفس الفعل المخلوق المفعول هو شر للانسانية فعلينا ان نفرق باختصار بين الفعل وهو الخلق وبين المفعول هو المخلوق. واهل السنة والجماعة مما يميزهم انهم يفرقون بين من الجهتين. واما الطوائف او كثير من الطوائف الكلامية يخطئون فلا يفرقون بين الخلق والمخلوق. لا يفرقون بين الجهتين من اهل السنة والجماعة يقولون هناك فرق بين الفعل القائم في ذات الله وهو خلقه سبحانه وتعالى للشيء فهذا الفعل القائم في ذات الله وهو فعل للتخليق هذا دائما خير وفيه حكم يعلمها سبحانه وتعالى. لكن المفعول المخلوق الناتج عن عملية التخليق هذا المفعول المخلوق منه ما هو خير للانسان ومنه ما هو شر للانسان منه ما هو خير للانسان ومنه ما هو شر للانسان. فوصف مفعولات المخلوقات او قل بعبارة اخرى وصف افعال العباد. انه افعال العباد هي نفسها المفعولات والمخلوقات لله سبحانه. فوصف افعال العباد التي هي مفعولات ومخلوقات لخلق الله بالخير والشر انما هذا بالنسبة للبشر بالنسبة لنا اننا منها ما هو خير لنا ومنه ما هو شر. واما بالنسبة لله سبحانه فخلقه لهذه المخلوقات ولهذه المفعولات هو خير دائما. بغض النظر عن طبيعة هذا المخلوق الذي خلق فمن احسن التفريق بين الجهتين عرف طبيعة هذا الباب. واما من لم يحسن التفريق بين الخلق وهو الفعل الالهي وبين المخلوق وهو والثمرة الناتجة لم يحسن التفريق بين البابين واختلطت عليه الامور فنقول اذا باختصار وفهم هذه المسألة او قبل ان اذكر انا ذكرت مثال سابق وانما التفريق بين الخير وبشر انما هو بالنسبة للبشرية فالله خلق كفر ابي جهل وهذا الفعل منه سبحانه خلقه لكفر ابي جهل هذا خير يعلمه سبحانه طب لو انسان هيك جالس ممكن انه نفكر احيانا في هذه الحكمة تستطيع ان تفكر وان تتلمح كثير من هذه الامور ومن ابرز هذه الامور التي تظهر في خلق الله سبحانه وتعالى للشر هو ان الله يريد ان تظهر اثار اسمائه الحسنى صفات العلا فكيف سيظهر اثر اسم الله المنتقم واسم الله الجبار اذا لم يكن هناك اناس يستحقون للانتقام والتجبر؟ كيف سيظهر اسم الله العفو التواب اذا لم يكن هناك اناس يخطئون فيفعلون المعاصي ثم يتوبون فيتوب الله عز وجل عليهم. فظهور اثار اسماء الله الحسنى بجميعها اقتضى ان توجد هناك المعاصي والذنوب والكفرة وما شابه ذلك. ايضا لو فكرت اكثر واكثر. طبعا هذه الاسئلة انا اجيب الان اجابات مختصرة والا يعني هذا الجواب الذي قدمته البعض يرد عليه جواب اخر. وهو الم يكن الله قادرا ان تظهر اثار اسمائه من دون ان يفعل هذه هناك اسئلة كثيرة تتعلق باب القضاء وبالقدر ولا تسمح بطرحها واجاباتها تحتاج الى جلسات مطولة علمية لكن انا فقط اريد ان افتح افتح الاذان آآ افتح الاذهان والاذهان اريد ان افتح الاذهان لبعض القضايا. من الحكم التي يذكرها ابن القيم رحمة الله عليه في طريق الهجرتين لخلق الله سبحانه وتعالى للشر يعني هذي مسألة شهيرة اظن انها واقعة اليوم في واقعنا المعاصر وآآ عليها اعتراضات واجابات ودورات كاملة الان. لماذا خلق الله الشر كتبه صنفت في هذا الباب يعني ان شاء الله ندلكم على كثير منها لكن هنا فقط اشارة سريعة يقول ابن القيم ان من حكمة خلق الله عز وجل او من حكم من حكم خلق الله عز وجل الشر انه يريد وتعالى ان يظهر تميز عباده المؤمنين الصابرين الثابتين على هذا الدين حينما يتسلط عليهم الكافرون الفجرة فيقاتلونهم ويحاربونهم. فيثبت المؤمنون ويظهرون الصبر لله سبحانه وتعالى والطاعة رغم الاشلاء والدماء ورغم ما اصاب من الوهن والضعف والاصابات. يثبتون على هذه القضية. فيباهي الله سبحانه وتعالى بهذه الثلة المؤمنة الصابرة ملائكته يقول انظروا لعبادي الذين اطاعوني والذين عبدوني طوعا منهم الذين عبدوني طوعا منهم مع انهم ليسوا مجبرين على عبادتي. كما انتم ايها الملائكة فطرتم خلقتم على ببلية العبادة لله. اما هؤلاء عبدوني طوعا وصبروا من اجلي وثبتوا وتحملوا الجراح من اجلي. يباهي الله عز وجل بهذه الثلة المؤمن ملائكته في السماوات العلى فهذه المباهاة وهذا الصبر وهذا الثبات الذي يظهره المؤمنون لابد ان يكون في مقابلهما يتسلط على المؤمنين والا كيف يظهر الثبات صبر والاحتساب لله سبحانه وتعالى اذا لم يكن هناك عدو يخاصم هؤلاء فلو نظرت اذا في حكم خلق الله عز وجل للشر علمت ان خلق الله سبحانه وتعالى للشر هو خير لحكم عظيمة بالغة يعلمها سبحانه وتعالى. وانما الشر فيه بالنسبة اليك ايها الانسان. والله سبحانه وتعالى له الحكم المطلق وله الارادة المطلقة واعلموا ان حكمة الله بالغة وانه سبحانه لم يظلم احدا وان لنا البشرية قاصرة عن ادراك اسرار كل هذا الباب. المنطلقات الثلاث دائما اريد ان تكون حاضرة معكم وانتم تفكرون في مسائل القدر وفهم هذه المسألة مسألة الفرق بين الخلق والمخلوق ان الخلق دائما خير لكن المخلوق هو الذي ينقسم الى الشر والى خير. هذه المسألة فهم ينبني على اصل المهم عند اهل السنة وهو التفريق بين الفعل والمفعول. فخلق الله للطاعات والمعاصي هذا فعل قام في ذات الله. الخلق. وهو دائما خير. ادركناه او لم ندركه واما المخلوق المفعول وهي نفس الذنوب والمعاصي او الطاعات والخيرات التي يقوم بها الانسان فهذه منها ما هو خير ومنها ما هو شر بالنسبة للبشرية. السؤال الاخير ساختم به هذه المحاضرة باذن الله يعني هو الذي اه بقي علي ان اجيب عنه في هذه الدورة المختصرة وهو كيف يكون العبد فاعلا لعبده عفوا فاعلا لفعله مع ان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الفعل وهذا يهمني عندما اجيب عن الجبرية الان الجبرية من الاشاعرة ومن سار على نهجهم سواء غلاة الجبرية من الجهمية او متوسطة الجبرية من غشاغرا. يقولون انتم يا اهل السنة الجماعة تقولون ان الله خلق افعال العباد فنقول نعم. وتقولون ايضا ان العبد له قدرة على اقامة هذا الفعل وعلى احداثه. اليس كذلك؟ فنقول نعم هناك قدرة للعبد وهناك خلق من الله سبحانه وتعالى. فكيف يكون هذا عن الجبرية ريحوا انفسهم بوجهة نظرهم وقالوا الان احبتي الجبرية ذهبوا الى طريقة واحدة وهو ادنى العبد لا يملك قدرة والاشاعر هم التفوا قالوا قدرة غير مؤثرة وهو في الواقع اذا عندهم لا يملك قدرة. وان الله هو الذي يخلق افعال العباد. فقالوا الله يخلق افعال العباد لكنهم نفوا قدرة العبد على الفعل المعتزلة تطرفت بالجهة المقابلة تماما. اثبتت القدرة المطلقة للعبد والاختيار المطلق وخلق العبد لفعله. ونفوا خلق الله سبحانه وتعالى لافعال العباد جاء اهل السنة والجماعة ليقفوا الموقف الوسط فقالوا الله يخلق افعال العباد لكن العباد لهم قدرة مؤثرة. والله سبحانه وتعالى هو الذي منحهم هذه القدرة المؤثرة وخلق فيهم هذه القدرة المؤثرة طيب الان ساعطيكم امثلة من الواقع المعاصر لتفهموا هذه الفكرة اكثر واكثر. نقول في اجابة هذا السؤال. السؤال هو نعيده كيف يكون العبد قادرا على فعله فاعلا له بحيث ينسب الفعل الى العبد مع ان الله هو الذي خلق هذا الفعل مع ان الله هو الذي خلق هذا الفعل. هذا هو السؤال ونقدم الاجابة. الاجابة باختصار نقول ان الله سبحانه وتعالى خلق العبد وخلق الفعل الله سبحانه خلق العبد وخلق الفعل وركزوا الان وجعل سبحانه العبد سببا في ايجاد الفعل وخلقه وجعل العبد سببا في ايجاد الفعل وفي خلقه كيف ذلك يا شيخ نقول العبد علاقته بفعله علاقة الانسان بفعله هي علاقة السبب بالمسبب تماما علاقة الانسان بفعله هي علاقة السبب بالمسبب تماما. خدوا مثال من الواقع فكما ان الله سبحانه وتعالى خلق الطعام وخلق الشبع الذي ينتج عن الطعام لكنه سبحانه وتعالى جعل الطعام سببا في خلق الشبع وفي ايجاده فكذلك الله سبحانه وتعالى خلق العبد وخلق الفعل وجعل العبد سببا في خلق الفعل وفي ايجاده. يعني الله خلق الفعل بواسطة او بتوظيف العبد ولا اشكال في ذلك. كما انه يخلق الشبع بسبب الطعام وهو سبحانه خالق الطعام وخالق الشبع لكن خلقه للطعام نقول مثلا مباشرة خلقه للشبع كان بواسطته يعني بسبب الطعام مثال اخر النار والاحراق ايش العلاقة بينهما؟ اليست النار هي السبب في الاحراق؟ والله هو الذي خلق النار وخلق الاحراق لكن كيف نفهم ذلك نقول الله عز وجل خلق النار ثم خلق الاحراق بواسطة النار طب يا شيخ اليس الله عز وجل كان قادرا ان يخلق الاحراق من دون توسط النار؟ اليس كان سبحانه قادرا ان يخلق الشبع من دون توسط الطعام اليس كان سبحانه قادر ان يخلق فعل العبد من دون توسط العبد؟ نقول بلى كان قادرا. وخلقه للطاعة للشبع الطعام ليس لافتقاره سبحانه او احتياجه. وخلقه للاحتراق بواسطة النار ليس الافتقار واحتياجه سبحانه وخلقه لافعال العباد بواسطة العباد ليس لافتقاره سبحانه بل لانه اراد بحكمته السابقة ان يكون هذا العالم يجري على قانون السببية اراد الله بحكمته السابقة وبعلمه العظيم ان يجري هذا العالم على قانون السببية مع انه سبحانه وتعالى قادر على ان يفعل ما يشاء. لكنه سبحانه وتعالى اراد لحكمة يعلمها ان يفرض قانون السببية في هذا الكون هذا القانون الذي تنكره الاشاعرة ومن سار في مسارهم لان الاشاعرة لا يقولون آآ آآ الاحراق نتج عن النار. وان النار هي التي سببت الاحراق. وهذا من غريب قولهم. يقولون الاحراق وقع عند وجود النار. وليست النار واسطة سبب في الاحراق. يقولون الشبع للانسان يحصل عند عند الطعام. وليس الطعام سبب في الشبع. وانكاره من قانون السببية هذه اشكالية عقلية وجودية في الحقيقة فتحت الباب للالحاد وللمشككين في هذا الدين. لانهم يطعنون من خلال فكر الفكر انكم ايها الاشاعرة تنفون قانون السببية. طبعا الفكر الالحادي هو لا يفرق بين الاشعري واهل السنة والمعتزلة. هو يتعامل مع هذه الفرق على انها تمثل الاسلام فحينما يطعن في الاسلام يطعن فيه يقول دين ينفي السببية في هذا الكون. فنقول لهذا الملحد المشكك انتظر الذي ينفي السببية هي ليست دين وانما هي فرقة اخطأت في فهم الدين. فلا ينسب رأي الاشاعرة ومن تابعهم الى الدين في هذه القضية. هذا الكون اودعه الله عز السببية سبب ومسبب. فكما قلنا الله عز وجل خلق النار وجعل النار وسيلة وسببا في خلق الاحراق. فهو خلق الاحراق وخلق الاحراق وجعل النار سببا في الخلق. جعل النار سببا في في الخلق. اليس طب الم يكن قادر على ان يخلق الاحراق من دون نار؟ نقول كان قادرا بالتأكيد على ان نخلق الاحراق من دون نار. لكن سبحانه لم يشأ ذلك. بل شاء ان يخلق الاحراق بالنار. وشاء ذلك يكون هذا العالم يجري على قانون السببية. فليس لك ان تعترض على الله سبحانه وتعالى في طريقة خلقه للاشياء. ليس لك ان تعترض على الله في ثقة خلقه للاشياء وليس خلقه للاحراق بتوسط النار دليل على الافتقار والاحتياج. هذي فكرة غلط لا يوافق عليها العقل السليم. الله مستغني عن كل شيء. فاذا كان سبحانه وسط النار لخلق اه الاحراق اه فهل هذا دليل على احتياجه؟ طب اقول ده الاشهر. الله عز وجل كيف خلق ادم؟ الم يخلق ادم من طين طب سؤال لماذا الله عز وجل خلق ادم من طين؟ الم يكن قادرا على ان يخلق ادم من دون طين؟ انظروا التسلسل في مثل هذه الاسئلة التي يطرحها الفكر الاشعري على هذه اليس الله قادرا ان يخلق آآ ادم من دون قيل؟ لماذا اذا جعل الطين ووسط الطين في عملية الخلق؟ هل لانه سبحانه يحتاج الى الطين في عملية الخلق لادم ولم يكن قادرا ان يخلقه من ضيق. انتم نظرتم كيف الطريقة الفكرية او الطريقة العقلية الخاطئة في هذا الباب التي ينطلق منها فكرة الاحتياج. يعني اذا استخدم الله او توسط اه الطين في خلق ادم معناه افتقار اذا وسط النار في خلق الاحراق معناه افتقار. اذا وسط آآ الطعام في خلق الشبه معناه افتقار. خطأ هذا لا يدل على افتقار. وانما هو طريقته سبحانه في الخلق له ان يختار ما يشاء. وليس لك ان تعترض على منهجه سبحانه وارادته في الخلق. فنقول الله عز وجل خلق النار وخلق الاحراق بسبب النار وظف الاحلاق عفوا وخلق الاحراق بسبب النار. وظف النار في خلق الاحراق سبحانه وتعالى له ان يفعل ما يشاء وله ان يخلق ما يشاء كما يشاء ونأتي الى افعال العباد. اذا فهمتم هذه القضية خلاص اتضحت الامور. الله عز وجل خلق العبد وخلق افعال العباد بواسطة العباد خلق افعال العباد بواسطة العباد. قانون السببية والعبد لاحظوا العبد يقدر على فعله وقدرة العبد على فعله كما قلنا هذه ضرورة عقلية وشيء ندركه في فطرنا. فنحن ندرك اننا حينما نأكل بقدرة خلقها الله سبحانه وتعالى فينا. وحينما نذهب ونأتي وندرس ونقرأ بقدرة خلقها الله سبحانه وتعالى فينا. فالله عز وجل خلق هذا العبد واودعه وخلق فيه قدرة هذه القدرة يوظفها العبد في الفعل. يوظفها العبد في اختيار افعاله وفي القيام بها وفي ممارستها. فبالتالي يكون خلق الله لافعال العباد بواسطة العباد خلق الله لافعال العباد بقانون السببية بتوسط العبد في ذلك. بقانون السببية المشهور. والذي تدور عليه كثير من حركات هذا كون فإذا ولما كان الإنسان طب كيف إذا لماذا لا ينسب الفعل الى الله سبحانه وتعالى لماذا انت عندما نقول ذهب محمد الى المدرسة وذهب وقرأ زيد الكتاب. لاحظوا هكذا نقول انت لاحظ اننا في اللغة العربية ننسب الافعال الى العبيد لا ننسبها الى الله لو كان العبد مجبرا على فعله احبتي اذا ما صح نسبة الفعل الا العبد الا على تجوز بعيد لكن الافعال ذهب وجاء واكل وشرب تنسب الى حقيقة كيف تنسب الى العبد حقيقة؟ فنقول ولما كان الانسان هو الذي باشر الفعل المخلوق نسب الفعل اليه الانسان هو الذي يباشر الفعل المخلوق هو الذي يباشر الطعام والاكل هو الذي يباشر النوم هو الذي يباشر القراءة هو الذي يباشر الذهاب هو الذي يباشر الاتيان وليس الله هو الذي يباشر هذه الامور. الذي يباشر الافعال انتبهوا. هو الانسان والله سبحانه يخلق هذه الافعال بسببية الانسان بتوظيف الانسان بواسطة الانسان عبر كما تشاء اذا فهمت المعنى الله عز وجل يخلق هذه الافعال بهذا الانسان. فهذا الانسان هو الذي يباشر الافعال. فهذا الانسان بالتالي هو الذي يباشر الافعال فلما يباشرها يخلق الله سبحانه وتعالى الفعل اذا ولما كان الانسان هو الذي باشر الفعل المخلوق نسب الفعل اليه. فقيل اكل فلان وامن محمد وكفر زيد ونسبة الفعل الى الله هي نسبة الخلق. الان هذا الفعل الاكل الشرب هذا الفعل هو يعني نسبته الى الله علاقته بالله هي علاقة خلق ان الله خلق الاكلة خلق الشرب من زيد خلق النوم من زيد لكن بسببية زيد بتوسط زيد وهذه سببية ليست سببية افتقار واحتياج من الله لزيد حتى يخلق الفعل وانما هي سببية اراد الله عز وجل ان تكون سائرة في هذا الكون. كما اننا نقول لا ان ليس في حياتنا نقول احرقت النار الخشبة هكذا انتم تقولون احرقت النار الخشبة واشبع الطعام زيدا فالنار هي التي اعرقت الخشبة ولا يوجد احد في العربية قال ان هذه نسبة الاحراق آآ الى النار نسبة مجازية. لا يوجد احد قال هذا في العربية. واشبع الطعام زيدا. ما في احد يقول ان هذه نسبة كل العرب قاطبة اذا قالت احرقت النار الخشبة فنسبة الاحراق الى النار كما درسنا في البلاغة اسناد حقيقي وليس مجازي. واشبع الطعام زيدان نسبة حقيقية وهناك اقوال شاذة خرجت بعد ذلك من المتأخرين الاشاعرة الذين خاضوا في البلاغة حاولوا ان يجعلوا مثل هذه النسا احرقت النار الخشبة اجعلوها مجازية. وهنا انتبهوا بعض الاشاعرة الذين خاضوا في البلاغة جعلوا هذه النسب مجازية. وهذا خطأ. هذه نسب حقيقية لكن للاثر العقدي حاولوا ان يتلاعبوا ببعض قضايا اللغة العربية وهذا عند المتأخرين فقط. اذا احرقت النار الخشبة نسبة حقيقية النار احرقت الخشبة. فالاحراق ينسب الى النار لان النار هي التي باشرت هذا الفعل. والاشباع ينسب الى الطعام لان الطعام هو والذي باشر هذا الفعل والذهاب والمجيء والصعود والنزول ينسب الى الانسان لان الانسان هو الذي باشر هذا الفعل والله يخلق هذا الفعل بسببية هذه الاشياء. الله يخلق هذا الفعل بسببية هذه الاشياء وقانون السببية هذا قانون اودعه الله في الكون. فالله عز وجل ينزل ثروة يخلق الثبات بسببية المطر هكذا الحياة. الله عز وجل اه مثلا لا يأتي على ذهني الان امثلة قضية الاحراق قضية الشبع كثير من الامور المهم ان الله عز وجل يخلقها باسباب اخرى ها يخلقها باسباب اخرى فتوظف اسباب في خلق اشياء اخرى. والله هو الذي خلق السبب وخلق المسبب فلابد تستحضر كل هذه المشاهد في سبب في هذا العالم وفي مسبب. والله خلق السبب وخلق المسبب وجعل السبب طريقا لخلق المسبب ولكن هل توظيف السبب في خلق المسبب افتقار واحتياج؟ حاشاه سبحانه وتعالى عن ذلك تمام؟ اذا هي فقط نقاش في هذه القضية وفهم كيف يكون العبد اه فاعلا مباشرا للفعل وينسب الفعل اليه وقادرا عليه مع ان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الفعل. وما هي علاقة العبد بفعله؟ حاولنا ان نقدم اجابة من خلال قانون السببية. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يرزقنا هدى وان يدلنا عليه وان يرشدنا اليه. اللهم رب جبريل وميكائيل واسرار فيه فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادي فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم ونلتقي ان شاء الله في محاضرة اخرى وفي باب جديد من ابواب الاعتقاد. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية طريقك نحو علم شرعي راسخ