الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقال خطاب الرعيني رحمنا الله واياه. والعلم الحادث وهو علم المخلوق ينقسم الى قسمين غني ومكتسب تأمل القديم وهو علم الله تعالى فلا يوصف بانه ضروري ولا بانه مكتسب فالعلم الضروري وهو ما لم يقع عن نظر واستدلال. لانه يحصل بمجرد التفات النفس اليه يضطر الانسان الى ادراكه ولا يمكنه دفعه عن نفسه وذلك كالعلم الواقع. اي الحاصل باحد الحواس جمع جمع حاسة بمعنى القوة الحساسة. الخمس الظاهرة التي هي السمع. وهي قوة نوداة في العصب مفروشة في مقعد الشماخ اي مؤخره يدرك بها الاصوات بطريق وصول الهواء للمتكيف بكيفية الصوت بمعنى ان الله سبحانه يخلق الادراك في النفس عند ذلك. والبصر وهو قوة النجاة في العصبتين ان المجوفتين اللتين يتلاقيان في الدماغ. ثم يفترقان فيتأذيان الى العينين. يدرك بهما الاضواء والالوان والاشكال وغير ذلك. اما يخلق الله سبحانه ادراكه في النفس عند استعمال العبد تلك القوة والشم هو قوة مهداة في الزائدتين فئتين في مقدم الدماغ من النتوء الشبيهتين الثدي يدرك بها الروائح بطريق وصول الهواء المتكيف بكيفية بكيفية ذي الرائحة للخير يخلق الله سبحانه الادراج عند ذلك. والذوق وهو قوة منبثة في العصب المفروش على جرم تدرك تدرك بها الطعون لمخالطة الرطوبة اللعابية التي في الفم المطعوم. ووصولها الى العصب فيخلق الله سبحانه الادراك عند ذلك. والنمس وهو قوة منبثة في جميع البدن يدرك بها الحرارة والبرودة والرطوبة واليؤوسة. ونحو داء ونحو ذلك. عند الاتصال والتماس عند الاتصال والانتماس والتماس. عند الاتصال والتماس يخلق الله سبحانه فعند ذلك وفي بعض النسخ تقديم اللمس على الشم والذوق. وهذه الحواس الخمس الظاهرة هي المقطوع وامن الحواس الباطنة التي اثبتها الفلاسفة فلم يثبتها اهل السنة. لانها لم تتم دلائلها الاصول الاسلامية وجل كلام المصنف على العبد على على ان العلم الحاصل بهذه الحواس غير الاحسان ويوجد في بعض النسخ بعد ذكر الحواس الخمس او التواتر وهو معطوف على قوله باحدى الحواس الخمس والمعنى ان العلم الضروري كالعلم الحاصي باحدى الحواس الخمس والعلم الحاصي بالتواتر. كالعلم الحاصل بوجود النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم وظهور المعجزة على يديه وعجز الخلق عن معارضته. ومن العلوم العلم الحاصل بجهة العقل. كالعلم بان الكل اعظم من الجزء. وان النفي والاثبات لا يجتمعان واما العلم المكتسب فهو الموقوف على النظر والاستدلال كالعلم بان العالم حالف فهو موقوف على النظر في ومشاهدة تغيره. فينتقل الذهن من تغيير من تغييره الى الحكم عليه. لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان حد العلم والجهل المقابل له بين انقسام العلم الى قسمين ضروري ومكتسب. وهذا الانقسام محكوم به على علم المخلوق دون علم الخالق وعلم المخلوق وصف بكونه علما حادثا لسبق الجهل له ووصف علم الله بانه قديم لانه لم يتقدمه جهل جهل منه سبحانه وتعالى. فالقسمة المذكورة ها هنا متعلق علم المخلوق الحادث فينقسم علم المخلوق الحادث الى نوعين اثنين احدهما علم ضروري والثاني علم مكتسب ومتعلق هذه القسمة هو باعتبار طرق اصوله فالعلم اما ان يحصل ضرورة واما ان يحصل اكتسابا قد بين المصنف رحمه الله تعالى حد كل منهما موضحا ما ذكره الجويني بالورقات فان الجوينية قال في العلم الضروري وهو ما لا يقع ما لم يقع عن نظم واستدلال. وبين المصنف ذلك بانه يحصل بمجرد التفات النفس اليه. اي توجهها اليه. فيضطر الانسان الى ادراكه ولا يمكنه دفعه عن نفسه. فالعلم الضروري هو العلم الذي يغلب على نفس ولا تحتاج في تحصيله الى نظر واستدلال. ومن هذا الجنس العلم الواقع اي الحاصل باحد الحواس الخمس والحواس الخمس هنا المراد بها الظاهرة دون الباطنة. ولذلك قال المصنف باحد الحواس الخمس الظاهرة لان للانسان حواسا اخرى باطنة كما سيأتي والحواس جمع حاسة ومعناها القوة الحساسة وهذه القوة هي السمع والبصر والشم والذوق واللمس. فما يحصل بطريق قوة من القوى يكون من من جنس العلم الضروري. فمن يسمع صوت سيارة لم يحتج الى نظر فيها. او غيرها مما يدركه الانسان بهذه الحواس. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من كلام الحكماء والفلاسفة ما يبين معاني هذه بالقوة ومما يحتاج الى التنبيه فيما ذكره انه قررها على وفق مذهب الاشاعرة في نفي الحكمة والتعليم. فانه قال لما ذكر السمع بمعنى ان الله سبحانه يخلق الادراك في النفس. فان الانسان لا يسمع باذنه وانما يسمع لان الله يخلق قوة عند وصول المسموع الى الاذن. فيسمع بهذا المخلوق. ومن قوله في البصر وغير ذلك مما يخلق الله ادراكه في النفس عند استعمال العبد هذه القوة وقوله في الشم يخلق والله سبحانه الادراك عند ذلك وقوله بالذوق فيخلق الله سبحانه الادراك عند ذلك. وقوله في اللفز يخلق الله سبحانه الادراك عند ذلك فهذا مبني على قاعدة الاشاعرة في نفي الحكمة والتعليم. وان الاشياء لا تؤثر بنفسها وانما يخلق الله عز وجل ما يؤثر عند ذلك. فهم يقولون مثلا ان الزجاج لم ينكسر بالحجر حين التطم به. وانما لما وصل الحجر الى الزجاج خلق الله قوة عند ذلك فالقوة المخلوقة هي التي كسرت الزجاج الحجر وهذا مبني على اصل مذهبهم في افعال العباد وقولهم في الكسب والمقصود ان تعلم ان هذه الالفاظ وقعت على وفق عقيدتهم. واما اهل السنة فانهم يعتقدون ان الانسان يسمع بأذنه ويبصر بعينه ويشم بأنفه ويذوق بلسانه ويلمس ببشرته بدنه وهي اسباب خلقها الله عز وجل على هذه الحال. ثم قال بعد ذلك وهذه الحواس الخمس الظاهرة هي المقطوع بوجودها. اما الحواس الباطنة التي اثبتها الفلاسفة فلم يثبتها اهل السنة لانها لم تتم دلائلها على الاصول الاسلامية. والحواس الخمس الباطنة التي ذكرها الفلاسفة وهي خمس ايضا هي الحس والخيال والوهم والمفكرة المفكرة والحافظة فان هذه حواس باطنة. فالحس ما يجده الانسان في نفسه. والخيال فيتخيله والوهم ما يسبق الى وهمه يعني ظنه وحدسه والحافظة ما يتعلق بحافظته من ذهنه ومثل ذلك في المفكرة. وهي عندهم حواس باطنة تتعلق بالنفس قلب واضح هذه الحواس؟ واضحة؟ طيب اين تكون الرؤيا والالهام اه ايش احسن هي من منتجات هذه الحواس فالرؤيا والالهام والفراسة وغيرها مما يصدر عن هذه الحواس. فليست هي الحواس نفسها ولكن هي من الامور التي تصدر من هذه الحواس. ثم قال المصنف رحمه الله تعالى وجل كلام المصنف على ان العلم الحاصل بهذه الحواس غير الاحساس. والاحساس المراد به الحس اي ما يجده الانسان في نفسه. ثم قال ويوجد في بعض النسخ بعد ذكر الحواس الخمس او التواتر وهو معطوف على قوله باحدى الحواس الخمس والمعنى ان العلم الضروري يحصل باحدى الحواس الخمس وكذلك يحصل بالتواتر. كالعلم الحاصل بوجود النبي صلى الله عليه وسلم وظهور من ايات المعجزة على يديه وعجز الخلق عن معارضته. ثم قال ومن العلوم الضرورية العلم الحاصل ببديهة العقل والمقصود ب بديهة العقل ما يسبق اليه دون نظر ولا روية ما يسبق اليه دون نظر ولا روية كالعلم بان الكل اعظم من الجزء وان النفي والاثبات لا يجتمعان. ومجموع ما ذكره الجويني والشارح من انواع العلم الضروري ثلاثة احدها علم حاصل باحدى الحوادث الخمس وثانيها العلم الحاصل في التواتر وتاركها العلم الحاصل ببديهة العقل ولما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من بيان ما يتعلق بالعلم الضروري اتبعه بما يتعلق بالعلم اكتسب وعرفه بما نقله عن الجويني فقال فهو الموقوف على النظر والاستدلال. فالعلم النظري هو العلم الذي توقفوا على نظر واستدلال. ومعنى التوقف اي يحتاج في حصوله الى نظر واستدلال. ومن ذلك العلم بان العالم بان العالم حادث اي مخلوق فهو موقوف على النظر في العالم ومشاهدة تغيره فينتقل الذهن من تغيره اي من ملاحظة تغيره من حال الى حال الى الحكم عليه بحدوثه. فان اذا رأى الشمس تطلع ثم تغيب والقمر يطلع ثم يغيب والليل يصدر ثم ينسلخ ويضيء النهار وغير ذلك من شواهد الحدوث علم ان العالم حادث نعم والنظر هو الفكر في حال المنظور فيه يؤدي الى علم او ظن بمطلوب تصديقي او تصوري. والفكر حركة معقولات بخلاف حركتها في المحسوسات فانها تسمى تخيلا والاستدلال طلب الدليل ليؤدي مطلوب تصديقي فالنظر اعم من الاستدلال لانه يكون في التصورات والتصديقات والاستدلال خاص بالتصديقات والدليل هو المرشد الى المطلوب لانه علامة عليه. والظن تجويز امر والظن تجويز امرين احدهما اظهر من الاخر عند المجوز بكسر الواو وقول المصنف رحمه الله تعالى ان الظن هو التجويد فيه مسامحة فان الظن ليس هو التجويز وانما هو الطرف الراجح من المجوزين بفتح الواو والطرف المرجوح المقابل المقابل له يقال له وهم. والشك تجويز امرين لا مزية لاحد على الاخر عند المجوز فالتردد في ثبوت قيام زيد ونفيه على السواء شك ومع رجحان احدهما ظنا للطرف الراجح وهم للطرف المرجوح. لما ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان العلم المكتسب على النظر والاستدلال احتاج الى بيان حقيقة النظر والاستدلال. فذكر معنى ما ذكره الجويني في النظر انه الفكر في حال المنظور اليه يؤدي الى علم او ظن بمطلوب تصديقي او تصوري وهذا الحج منتقد لكونه ذكر في المعرف لفظا من عرف فان المنظور فيه متعلق بالنظر اشتقاقا وهذا يسمى عندهم دورا والصحيح ان النظر هو حركة النفس لتحصيل الادراك. هو حركة النفس لتحصيل الادراك اي التفكير في طلب حصول امر ما وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الفكر هو حركة النفس في المعقولات بخلاف حركتها في المحسوسات فانها تسمى تخيلا وهذا على مذهب المتأخرين من علماء العقليات فانهم فرقوا بين حركة النفس في المعقولات وحركتها في المحسوسات فجعلوا حركة النفس في المعقولات فكرا وحركتها في المحسوسات تخيلا ومذهب المتقدمين ان الفكر يشمل هذا وهذا فحركة النفس على اي حال في المعاني المعقولة او في المباني المحسوسة كله يسمى فكرا وهو اقوى مأخذا ثم عرف الاستدلال وهو سنو النظر في حد العلم المكتسب فقال الاستدلال طلب الدليل واخذه من الالف والسين والتاء فان الالف والسين والتاء تدل على الطلب والمطلوب هنا هو الدليل يؤدي الى مطلوب تصديقي ثم قال فالنظر اعم من الاستدلال لانه يكون في التصورات والتصديقات والاستدلال خاص بالتصديقات. والتصور عندهم ما تعلق بادراك في المفرد والتصديق ما تعلق بادراك المركبات والاولى ان يقال ان الاستدلال هو بيان الدليل كعوا على نوعين اثنين احدهما بيان الدليل للمستفهم والاخر اقامة الدليل على الخصم والفرق بينهما ان الثاني يختص الجدل وهو علم من علوم الاصوليين والفلاسفة والمنطقيين. ثم ذكر ان الدليل هو المرشد الى المطلوب لانه علامة عليه. وهذا المعنى هو معنى اقرب الى اللغة منه الى الاصطلاح ووفق المحرر في اصطلاحهم ان يقال الدليل هو ما يمكن التوصل لصحيح النظر فيه الى مطلوب تصديقيا او تصوري وما يمكن بصحيح النظر فيه ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه الى تصديقي او تصوري. ولما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من هذه الجملة المتعلقة بالعلم المكتسب استكمل رحمه الله تعالى بقية ما بقي من مراتب الادراك. فذكر من مراتب الادراك هنا ان والشك وجعل الظن هو تجويز امرين احدهما اظهر من الاخر. عند المجوز اي المدرك وهذا كما قال الشارح رحمه الله تعالى فيه مسامحة فان الظن ليس هو تجويز وانما هو الطرف الراجح من المجوزين. وحينئذ يكون الظن هو ادراك الشيء ادراك كن راجحا مع تجويز غيره. ادراك الشيء ادراكا راجحا مع تجويز غيره تقابله الوهم وهو ادراك الشيء ادراكا مرجوحا مع تجويز غير وبقي بينهما الشك. وقد عرفه بقوله تجويد امرين لا مزية لاحدهما عند الاخر ووفق ما ذكرنا يكون الشك هو ادراك الشيء ادراكا ايش متساويا ادراك الشيء ادراكا متساويا. بين الراجح والمرجوح. ادراك الشيء ادراكا متساويا بين الراجح والمرجوح. فمثلا اذا سألنا انسانا متى وقعت غزوة بدر؟ فقالت الثانية او الثالثة. ووقع في نفسه استواء المدركين فحينئذ يسمى هذا شكا. فاذا كان الاول وهو الثاني عنده راجحا يسمى هذا ظنا ويقابله الوهم. واما الوهم فهو الغلط لغة وزنا ومعنى وليس هو المبحوث عنه عند الاصوليين. بل المبحوث عنه عندهم هو الوهم دون الوهم وبهذا تكمن مراتب الادراك. فان مراتب الادراك هي العلم ايش كملوا والظن والوهم والشك الجهل الجهل ليس ادراكا ولكن ذكر على وجه المقابلة للعلم. وحينئذ يكون الخامس ايش ايش الاعتقاد الخامس الاعتقاد. وهو عندهم ايش؟ ادراك الشيء ادراكا مجزوما به ايش ها لا يقبل التغير صار علم هم يقولون الاعتقاد هو ادراك الشيء ادراكا مجزوما به يقبل التغيير. ففي في علم اصول الفقه العلوم العقلية يذكرون هذا. وقل من يذكره في الاصول لان متعلقه هو الحكم الخبري. وهم يبحثون عن الحكم الطلبي الذي هو الامر والنهي وهذا الذي ذكروه في الاعتقاد انه ادراك الشيء ادراكا مجزوما به يقبل التغير مبني على قاعدتهم فيما يثبت به الاعتقاد فان قاعدة المتكلمين ان الاعتقاد يثبت بماذا للادلة الشرعية من كونية كونية ولذلك اول واجب عندهم هو النظر او الشك او القصد الى النظر على اقوال مختلفة في ذلك. فهذا الحد جار على قواعدهم وقوانينهم. اما ما دلت عليه الادلة الشرعية من ان اول واجب هو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فلا يكون هذا صحيحا بل يكون باطلا فانما تتابعت دلائله من القرآن والسنة لا يمكن ان يكون عند اهله قابلا للتغير ولكن لما كانت اعتقاداته مبنية عندهم في ابتدائها على النظر او الشك او القصد الى النظر ومدار النظر فيها هو الادلة الكونية قالوا هذا القول وهذا اخر البيان على هذه الجملة من الكتاب بالله التوفيق