الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما ذلك قالوا الامام بن الخطاب الراعي رحمه الله واياه. اما اقسام الكلام فلها حيثيات فاولها من حيث ما من حيث ما يترتب منه فاقل ما يترتب منه كم سنان نحو الله واحد او اسمه وفعل نحو قام زيد او فعل وحرف نحو مقام اثبته بعضهم رفيقا الراجي ناجي مسلما كلمة مثلا كلمة العدل ظهوره. والجمهور على ابي اقرأ الكلمة او اسم وحرف وذلك في النداء نحو يا زيد وافهم الناس قالوا انما كان له ولكن غرضا من الله تعالى وغيره من الرسلين بيان وارسام ومعرفة فلذلك لم يأخذوا فيه بالتحقيق الذي يسبقهم لما فرغ المصنف رحمه الله تعالى من عد ابواب اخو الفقه كما سلف وجعل فاتحتها اقساما الكلام شرع يبين مجمل ما ذكره انفا من ابواب اصول الفطر واستمتع ذلك باولها وهو ما يتعلق باقسام ثاني الكلام وقد برج كثيرا من الاصوليين على ذكر جملة من المباحث اللغوية في فواتح بهم لاحتياج العنصريين اليها فيما يتعلق بدلالات الالفاظ التي يذكرونها في كتبهم والخاص والمطلق والمقيد. وقد ذكر الشارخ رحمه الله تعالى ان اقسام الكلام لها حيثيات والحيثية كلمة مولدة لا تعرفها العرب ويريد بها من يستعملها المآخذ والمدارس المختلفة. التي تناط بها مسألة او قسمة ما. فمعنى قول المصنف فلها حيثيات اي لها مآخذ متباينة فقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى تقسيم الكلام بثلاث بثلاث اعتبارات مختلفة فقسمه اولا من حيث ما يترتب منه. فالقسمة الاولى كلام من جهة تركيبه. وقد ذكر الجويني رحمه الله تعالى في كلامه اقل ما يتركب منه الكلام مشعرا بان اكثر ما يترقب منه الكلام ليس داخلا في المسألة وانما تختص المسألة باقل ما يترتب منه الكلام. ثم ذكر رحمه الله تعالى في ذلك ولم يشتمل على جميع اقوال اهل العربية في ذلك. فان اهل العربية منهم من قال اقل ما يترقب منه الكلام اثنان او اسم وفعل وهذا مذهب جمهورهم. وهما القولان المقدمان فمنهم من قال بل يتركب ايضا من الفعل والحرف ومن الاسم والحرف. وهذان المذهبان مذهبان مهجوران عند المحققين من اهل العربية. والصحيح ان اقل ما يتركب منه الكلام هو لي اثنين او اسم وفي علمه. كما قال ابن مالك رحمه الله تعالى في الكافية الشافية وهي من محاسن زوائده عن الالفية فيها قال وهو من اثنين كزيد جاهدوا او اثم وفعل نحو فاز التائب. فاقل ما يتركب منه الكلام هو اسم الوسم او اسم وفعل. وقد مثل الشارح رحمه الله تعالى للاثنين بقوله تعالى الله احد واسم والفعل بقوله قام زيد ثم ذكر مثال الفعل والحرف نحو ما قام. ثم قال اثبته بعضهم ولم يعد الضمير في قام الراجع الى زيد كلمة لعدم ظهوره. والجمهور على عبده كلمتان اي قام زيد والضمير راجع الى قال ما قال قال اه الضمير ما قام اي هو الضمير المستتر لم يعده بعضه ان يحاكي كلمة خلافا للجمهور. ومذهب الجمهور هو المذهب الصحيح. فليست هذه جملة مركبة من فعل وحرف بل من حرف وفعل واسم هو الضمير المستتر. ثم مثل لقوله او اسمه وذلك في النداء له يا زيد وهذا مذهب بعض اهل العربية واخطر النحات قالوا انما كان نحو يا زيد كلاما لتقرير ادعو زيد او انادي فتقديره يزيد اناديك. فليس مركبا يسر وحرف فقط كما ذهب اليه بعض اهل العربية ثم بعد ان ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان جمهور النحاة على خلاف ما ذكره المصنف في الامرين الاخيرين طلب عذرا له. وقال ولكن غلب المصنف بغيره من الاصوليين بيان واقسام الجنة ومعرفة اي ذلك لم يأخذوا فيه بالتحقيق الذي يسبقه النخويون. اي انه زرع على جرى على معاني العامة المذكورة في كتب الفن دون مصير الى ما قال به المحققون منهم فذكر كل ما ذكره في تفريق بين المحقق وغيره. ومن القواعد اللازمة لك في فهم العلم ان تعرف ان المباحث التي تذكر في كتاب عرضا او في فن عرضا لا يكون كلام صاحبه فيها تحقيقا لها. فلا ينبغي ان تؤخذ منه. فالذي يأتي مثلا الى كتب الاصوليين ثم يعرف بكلامهم الكلمة واقل ما يترتب منه الكلام ويجعله حجة قد اخطأ في ذلك بان بحث الاصوليين لها انما وقع عرضا بحسب اليها ومن طلب شيئا لكونه عارضا ليس ثمن طلبه لاجل كونه اساسا في هذا المبحث عند النحاس فينبغي ان تعول على كتب النحاس. وفي ملتقى الوصول لابن عاصم قوله الله وكل فن فله مجتهد عليه في تحريره يعتمد. ومثل هذا من يعبد الى كلام احد العلماء الاكابر في مسألة ما عرضا فيستدل بهذا الكلام ان هذا هو قوله في هذه المسألة ويكون ذكرها تمثيلا او استفرادا. فيجعل كلامه حجة على غيرها وهذا غلط لان كلامه الذي هو حجة انما يكون في حال التحقيق. وهي اذا بحث المسألة اصلا. اما في غيرها كأن يذكرها مثالا فهذا لا يكون كذلك وهذا يقع في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم انهما ربما استفردا في ذكر امثلتنا. وقد لا يقولان بصحتي اندراج مثال. لكن الشهرة عند اهل العلم في عدها فلا يقال ان لهما قولان في المسألة ان لهما قولين في المسألة اذا وجد لهما قول مخالف لهذا لان مقام التحقيق غير مقام العرض الذي تأتي فيه المسألة عرظا. فينبغي ان تفهم هذا في تصرف اهل العلم في فن او في كلام متكلم منهم حتى لا تقع في الغلط عليهم. نعم ينقسم من حيثية اخرى الى امر وهو ما يدل على طلب فيهم نحوكم ونهي وهو ما يدل على طلب الترك انه لا تكن وخبر وما يحتمل السيق والكذب. نحن جاهزين او ما جاء زيد. واستخباري وهو استفهام نحو هل قام زيد؟ فيقال نعم او لا؟ وينقسم الكلام ايضا الى لو ما لا طمع فيه او ما فيه عسر. فالاول انه ليت الشباب يعود يوما. والثاني نحو والثاني نحن قول من قاطع الرجاء ليت ايمانا فاحج به ويمتنع التمني في الواجب نحن ليس الا ان يكون المظلوم ومجيئه يعني فيدخل في القسم الاول. والحاصل ان التمني يكون للمنتمي وارض بسكون لها الراء وهو الطلب نحو لا تنجي عندنا ونحن الا انه طلب بات وقسم بفتح القاف والسين وهو الحلف نحو الله لافعلن كذا ذكر المصنف رحمه الله تعالى تقسيما ثانيا للكلام. وهو تقسيم للكلام من جهة معناه اي باعتبار مدلوله. فذكر ان الكلام ينقسم من جهة معناه. ومدلوله الى امر وهو ما دل على طلب الفعل نحو قم ونهي وهو ما دل على طلب الترك نحن لا تقم وخبر وهما يحتمل الصدق جاء زيد او ما جاء زيد واستخبار وهو نحو هل قام زيد فيقال نعم او لا ثم قال وينقسم الكلام وايضا الى تمن وابتجاؤه الجملة بقوله وينقسم الكلام يوهم ان حيثية جديدة قسم بها الكلام ايضا. وهذا خلاف التحقيق. وانما عاد ذلك كما ذكره العبادي في شرح الورقات وعبد الحميد قز في دقائق الاشارات في شرح نظم الورقات لان بعض اهل العلم جعلوا هذه حيثية جديدة. اما الجويني فانه كما في برهان جعلها تابعة لما قبلها وهو الصحيح بتعلقه مع تعلق القسمتين جميعا بالمدلول والمعنى فهو كلام تابع كن تماثل وهو مردود عند المحققين الى اصل واحد سيأتي ذكره. فقال وينقسم الكلام ايضا الى تمن وهو طلب ما لا طمع فيه اي ما لا يرجى حصوله او ما فيه عسر اي يستصعب حصوله فالاول له اليه الشباب يعود يوما والثاني قول منقطع الرجاء يعني الذي ضعف رجاؤه ايمانا فاحج به ثم قالوا يمتنع التمني في الواجب يعني في الامر الواجب المتحقق نحن ليت غدا يجيء واعتذر عن ذلك بانه يكون المطلوب مجيئه الان عند من قال به ثم قال الشارع والحاصل ان التمني يكون في ممتنع والممكن الذي فيه عسر. ثم قال وعرضي وهو برفق نحو الا تنزل عندنا ونحن التحذير. وهو ما كانت سيرته هلا مثل قولك هلا وزنت وهو يفارق العرض بانه طلب بحسم اي بحظ شديد وقسم وهو الحلف نحو الله لا وهذه الانواع المذكورة من التمني والقسم وما قبلها من استخبار وخبر ونهي وامر جمعها المحققون من علماء البلاغة ومن تبعهم من الاصوليين المحققين بردها الى قسمين اثنين احدهما الخبر والانشاء وفرقوا بينهما بان قالوا الخبر ايش؟ ما تعريف الخبر؟ ما تعريف ان شاء الله ايش؟ الخبر الصدق والكذب. والانشاء او الكذب. قال الاخبار محكمة الصدق لذاته جرى لديهم قضية وحذرا. وقلنا ان التحقيق ايش احسنت من ذكر هذا؟ ها؟ ابن الشاب هذا هو التحقيق قلنا ان التحقيق ان هذا القول عليه الصلاة طويلة ان شاء الله في مقامنا نبينه الصحيح انه ان الخبر قول يجزمه الصدق او الكذب كما حرره ابن الشاط المالكي في تهديد الفروق وحينئذ يكون الانسان ماذا؟ قول لا يلزمه السوق او الفجر وبذلك يكون الامر والنهي والاستفهام والتمني والعوظ والقسم كلها راجعة الى الانشاء. هذه الانواع التي عدها المصنف سوى الخبر كلها انشاء الامر والنهي والاستخبار والتمني والعرض والتحضير والقصم كلها راجعة الى الانشاء ويبقى الخبر فالكلام باعتبار مديونه ومعناه ينقسم الى خبر وانشاء فقط وبه يخلص ان المصنف رحمه الله تعالى ذكر فيما سبق تقسيمين للكلام احدهما تقسيم الكلام باعتبار ما يتركب منه والثاني تقسيم للكلام باعتبار مدلوله ومعناه. والاول يبحثه النحويون والثاني ينخفض البلاغيون وبقي اسم ثالث تقسيم ثالث للكلام ان شاء الله تعالى في الدرس المقبل في حينه وهذا اخر بيان على هذه الجملة من الكتاب وبالله التوفيق