بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. اما بعد قال اصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا ونفعنا بعلومهما. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي بلغه وبينه بامر ربه تعالى ودعا الناس اليه فاعظم به منهجا وعلى اله وصحبه الكرام لهم باحسان من خيرة الانام. وبعد فقد طلب مني بعض رواد العلم والدين بمكة المكرمة المهتمين بدراسة تفسير القرآن الكريم. ان اتحدث اليهم في علم اصول التفسير. بما يشتمل بما يشتمل على المهم من مباحثه التي لابد لطلابه من الوقوف عليها فاجبتهم الى ما طلبوا وحررت هذه الرسالة متوفيا فيها الايجاز مع الايضاح والبيان والايمان باهم المباحث باهم المباحث التي يلزم طلاب العلم الوقوف عليها في هذا الشأن. فجاءت بحمد الله وتوفيقه وافئة شافية وسميتها القول المنير في علم اصول التفسير. وقرأتها لهم في عدة دروس سائلا الله تعالى ان ينفع بها رواد هذا العلم الجليل. من طلاب العلم في المعاهد والمدارس. وسائر في علوم الدين والله سميع مجيب بفضله وكرمه دعاء الداعين واليكم اهم المباحث في ذكر المصنف رحمه الله تعالى في ديباجة هذا الكتاب ان الحامل له على طلب جماعة من رواد العلم والدين بمكة المكرمة من المهتمين بدراسة تفسير القرآن الكريم فانه رغبوا اليه ان يتحدث اليهم في علم اصول التفسير بما يشتمل على المهم من مباحثه التي لابد من الوقوف عليه فاجابهم الى طلبتهم وحرر هذا الكتاب على وجه الايجاز. دون اطالة متحريا للايضاح والبيان مع الالمام باهم المباحث فجاءت هذه خلاصة وافية شافية سماها مصنفها القول المنير في اصول التفسير وقرأها لهم درسا في مجالس بلغت عدتها عشرين درسا. وهذه المقدمة قد سأل المصنف ربه ان ينفع بها رواد هذا العلم الجليل من طلاب العلم في المعاهد والمدارس. وكانت اصلا في اقراء هذا العلم في مكة المكرمة في المدرسة الصولتية وفي المسجد الحرام. وهي من احسن المختصرات التي يستفتح بها هذا العلم. ولا يزهدن المرء فيها. قلة وجودها. فان القليل عزيز وكم من كتاب نفيس يغيب الناس عن الانتفاع يغيب الناس الانتفاع به نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الدرس الاول تعريف علم اصول التفسير موضوع واستمداده واضعه اول من الف فيه من العلماء الاعلام. اعلم ان علم اصول التفسير هو علم يبحث فيه عما يختص بالقرآن الكريم الذي انزله الله تعالى على خاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم بل للناس وبينات من الهدى والفرقان ايات ايات وسورا سورا نورا وضياء وبصائر حجة وبرهانا وامره بابلاغه للناس كافة وتبيانه لهم جميعا. وذلك البحث من المصنف رحمه الله تعالى الدرس الاول متضمنا جملة من المسائل اولها تعريف علم اصول التفسير. وقد عرفه رحمه الله تعالى تعريفا اجماليا بقوله هو علم يبحث فيه عما يختص بالقرآن ثم الحق اوصافا تعد فضلة لا تعلق لها بالتعريف. فالتعريف الذي المصنف في علم اصول التفسير انه علم يبحث فيه عما يختص بالقرآن الكريم. وهو بهذا الحد لا يتميز عن التفسير لان التفسير علم يبحث فيه ايضا عما يختص بالقرآن الكريم من جهة المعاني فلا التمييز بما ذكر وقد ابتغى المصنف رحمه الله تعالى حصول هذا الفصل بذكره فيما بعد المسائل التي تتعلق بعلم اصول التفسير. ومن العجيب ان المصنفين في العلم وشراح مقدمة شيخ الاسلام لم يعتنوا بالفصل بين اصول التفسير فهما عندهم على نسق واحد وهذا خلط بين قوانين الفنون وقواعدها يجعلها مشتبهة لا يطلعوا على حقائقها ولو انهم اخذوا بما جاء عند الاصوليين في تفسير اصول الفقه والقدة بالقدة لاعانهم ذلك على بيان معنى اصول التفسير. فان العلم اخذ بعضه برقاب بعض فاصول الفقه من جهة الوضع هي كاصول التفسير من جهة الوضع. وبملاحظة ذلك يقال اصول تفسير اصطلاحا هي القواعد التي يعرف بها معاني كتاب الله. هي القواعد التي يعرف بها معاني كتاب الله فان الاصل هو الدليل او القاعدة المستمرة والعلوم تعرفوا باعتبارها قواعد كما بينا ذلك وانه ارجح الاقوال الثلاثة. فكما يقال ان النحو قواعد يعرف بها احوال الكلم وان المصطلح قواعد يعرف بها حال المروي والراوي من القبول والنار رد فكذلك اصول التفسير هي القواعد التي يعرف بها معاني كتاب الله. والمراد بالقاعدة هنا الدليل. اي النسق مستمر المطرد فهو امر مستمر دائم. لا يختلف وقواعد التفسير شيء اخر غير اصوله. فان اصول التفسير تتقدم عليه. ويطلع بها معاني كلام الله واما القواعد فانها تستجلب من التفسير بعد بيان القرآن كله فيجمع النظير الى النظير وتؤلف قاعدة منها فان قواعد الفقه انما عينت بعد استقراء الفقه كله فظم النظير الى النظير من الابواب المتفرقة وضبطت القاعدة. فمثلا من اصول التفسير ان اللفظ الموجود في القرآن على ان مضطرد هو اولى بتفسيره به في المشكلات دون غيره. فاذا عرف ان القرآن يجعل فيه لفظ للدلالة على امر ما فان ذلك اللفظ يفسر بما دل عليه القرآن دون الوضع اللغوي او الوضع الذي يكون في السنة النبوية فمثلا من الوضع الذي عرف به لفظ في القرآن لفظ النفير انه موضوع للجهاد فيفسر في كل موضع بمثل هذا الاصل. وهذا من قواعد فهم الخطاب الشرعي. وآآ اصول تفسير متفرقة بين اصول الفقه وعلم العربية وغيرها من العلوم ولم ينهض ناهض بعد بتجرية هذا العلم كما ينبغي كما نهض علماء اصول الفقه فمن اراد ان ينهض بذلك فليجعل نصب عينيه جهود وليسر بسيلهم حتى ينصب هذا العلم على وظعه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وذلك البحث من حيث الانزال واسبابه ومعرفة متقدمه ومتأخره ومكيه ومدنيه وحضريه سفره نزولا واسمائه واسماء سوره وعددها وعدد اياته وغير ذلك. مما يجب معرفته يدرس القرآن الكريم وتفسيره العظيم. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسألة اخرى تتعلق اصول التفسير هي بيان مسائله فذكر ان مسائله الانزال واسبابه ومعرفة متقدمه ومتأخره الى اخر ما قال وهذا بيان لها بالانواع ولا يمكن الحصر ولو بينها بالمناطق الذي تجتمع به لكان ذلك اولى فمسائله هي المسائل المتعلقة بالقرآن من جهة ما يبين معناه. هي المسائل المتعلقة بالقرآن من جهة ما يبين معناه. فعلم بهذا ان ما كان مبينا للفظه لا تعلق له بعلم اصول التفسير بل يندرج في تجويد القرآن وادائه وقراءاته. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا العلم غير علم تفسير القرآن وهو العلم بالوصول والقواعد التي يعرف بها معاني ايات الكتاب العزيز ذكر المصنف رحمه الله تعالى هنا مسألة ثالثة وهي ان علم اصول التفسير غير علم تفسير القرآن لان علم تفسير القرآن هو بيان معاني القرآن الكريم. واما علم اصول التفسير فهو القواعد التي يعرف بها معاني الكتاب العزيز ولو انه حد اصول التفسير في الموضع المتقدم بما ذكره في الموضع المتأخر لكان اصوب فان اصول التفسير تتعلق بقواعده التي تعين على فهم ايات الكتاب. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله كلام الله تعالى المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في مدى ثلاث وعشرين سنة من حيث المباحث العامة التي يتوقف عليها علم التفسير. ذكر المصنف رحمه الله تعالى موضوع علم اصول التفسير وجعله كلام الله تعالى المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في مدى ثلاث وعشرين سنة من حيث المباحث العامة التي يتوقف عليها علم التفسير اي من حيث المسائل العامة التي تعين على فهم كتاب الله سبحانه وتعالى. ولو ان المصنف رحمه الله تعالى لم يطلق بقوله كلام الله الى اخره لكان اصوب. لان كلام الله عز وجل الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في القرآن وهو متعلق التفسير بل احد من الاحاديث الالهية هي كلام الله تعالى وقد نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم. فلو قال وموظوعه هو القرآن الكريم المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم لكان اسلم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله واستمداده من القرآن الكريم والسنة والاخبار الصادقة والعلوم التي لا بد منها في هذا الشأن. ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسألة خامسة وهي هي بيان وجوه استمداد علم اصول التفسير فذكر انه يستمد من القرآن والسنة النبوية والاخبار الصادقة يعني عن الصحابة والتابعين واتباع التابعين ثم ذكر العلوم التي لابد منها في هذا الشأن كعلم اللغة واصول الفقه فانها من وجوه الاستمداد في علم اصول التفسير. نعم الله اليكم قال رحمه الله وواضعه الائمة المجتهدون الراسخون في علم التفسير للقرآن العظيم اول من الف فيه كما ذكره الجلال السيوطي في الاتقان شيخ الاسلام جلال الدين البلقيني صاحب كتاب مواقع العلوم في واقع النجوم بين فيه انواعه ورتبه وجعله نيفا وخمسين نوعا. فتكلم في كل نوع منها بالمتين من الكلام ثم تبعه في ذلك وزاد عليه الجلال السيوطي في كتابه في كتابه التحبير في علوم التفسير ثم ما وقف على كتاب البرهان في علوم القرآن للامام بدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي الشافعي زاد على ما فيه الف كتابه اتقان في علوم القرآن وجعله مقدمة لتفسيره الكبير الذي سماه مجمع البحرين ومطلع البدرين وذكر انواعه تفصيلا وابلغها ثمانين نوعا على سبيل الادماج ولو تنوعت لنيفت على الثلاث مئة نوع ذكر المصنف رحمه الله تعالى مسألة سادسة تتعلق بالدرس الاول وهي بيان علم اصول التفسير فذكر ان واضعه هم الائمة المجتهدون الراسخون في علم التفسير للقرآن العظيم وباعتبار هذه الجملة فانها عبارة عامة لا تنحصر في فرد وعلم اصول التفسير كان مبشوثا في كلام الصحابة. وغيرهم فان من الصحابة من ذكر النسخ كابن عباس رضي الله عنهما ثم لم يزل هذا العلم يتزايد واقدم ما فيه هي المصنفات في الناسخ والمنسوب عن قتادة والزهري واضرابهما من التابعين وتابعي التابعين. ثم تكاثرت الانواع المدرجة في علم اصول التفسير نوعا بعد نوع وقد سبق جلال الدين البلقيني في هذا فقد سبقه ابو العباس ابن تيمية فانه كتب في اصول التفسير ويوجد له كتابان احدهما مقدمة اصول التفسير المعروفة والثاني قاعدة في فضائل القرآن وهي مطبوعة بهذا الاسم وفيه شك فانها لا تليق بهذا المعنى وانما تليق بكونها مقدمة في اصول التفسير وقد صرح هو في ذلك الكتاب بانه املاه تقدمة بين يدي تفسيره. فتسميته بفظائل القرآن غلط ووضع مقدمة التفسير على هذا النحو الذي بايدي الناس فيه وقفة ذكرناها في شرحه وكأنه كتاب ملفق بين كتابين لشيخ الاسلام ابن تيمية ثم تبعه تلميذه ابن القيم فانه ذكر في موضعين من كتبه ان له كتابا في اصول التفسير وهو ولم يوجد بعد ثم اتى من اتى بعدهما فالف في علوم القرآن التي من جملتها علم اصول تفسير فان علوم القرآن اوسع من علم اصول التفسير. كعلوم الحديث فان من من المصنفين في علوم الحديث من سمى كتابه علوم الحديث ومنهم من سماه مصطلح الحديث. فمصطلح الحديث يعني اصول الحديث وهي مقابلة لاصول التفسير. وعلوم الحديث كعلوم القرآن قال والعلوم اعم فان المذكور في العلوم نوعان احدهما اصلي وهو الاصول والقواعد والثاني تابع وهو ما عد ملحقا بها لكن ليس من حقيقة الاصول والقواعد وهذا موجود في علوم القرآن وعلوم فعلوم القرآن معنى اعم كعلوم الحديث. وعلم اصول التفسير كعلم اصول الحديث معنى اخص. وهذه العلوم لا تزال ممتزجة غير متبينة. كما ذكر الزركشي ان علم التفسير من العلوم التي لم تنضج ولم تحترق. ذكره في مقدمة اعده ثم ذكر من المصنفين بعد البطين السيوطي في كتاب التحبير وهو مطبوع واعقبه بعد ذلك الزركشي ثم وسبقه قبل ذلك الزركشي لكن تأخر وقوفه عليه وهو كتاب البرهان ثم وقف عليه السيوطي فالف كتاب الاتقان ثم بعد ذلك الف ابن عقيلة كتاب الصلة والاحسان وجعله تكملة لكتاب الاتقان ثم هذا التأليف في هذا العصر صنف فيه من صنف لكن هذا العلم لم يقم على سوقه حتى الان لعدم التمييز من علوم القرآن واصول التفسير وقواعد الفقه. وكل هذا من الغفلة عن بيان حقائق العلوم وعدم ادراك ما بينها من الفرقان فان كل احد يقطع بلا مراددة ان اصول الفقه غير قواعد الفقه. فاذا صنف وفي اصول التفسير خلط بين اصوله وقواعده. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الدرس الثاني اسماء القرآن ومعنى السورة والاية. سمى الله تعالى القرآن العظيم كتابا ومبينا وكريما وكلاما ونورا وهدى ورحمة وفرقانا وشفاء وموعظة وذكرا ومباركا وحكيما ومهيمنا وحبلا وصراطا مستقيما وقيما وقولا وفصلا ونبأ عظيما واحسن حديث ومثاني ومتشابها وتنزيلا وروحا ووحيا وعربيا وبصائر وبيانا وعلما وهاديا وعجبا وتذكرة والعروة الوثقى. وصدقا وعدلا وامرا ومناديا. وبشرى ومجيدا وزبورا وبشيرا ونذيرا وعزيزا. وبلاغا وقصصا وصحفا مكرمة مرفوعة مطهرة هذه اسماء للقرآن الكريم وصفات له وكلها مذكورة في كلام الله تعالى والحمد لله رب العالمين ذكر المصنف رحمه الله تعالى في ابتداء الدرس الثاني خمسة وخمسين اسما من اسماء الله عز وجل. هي من كلام رجل من علماء الشافعية يعرف بشيذنة ذكر كلامه البرهان الزركشي ثم السيوطي ثم نقله صنفوا عنهما وهذه الاسماء كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى هي اسماء وصفات له وكلها مذكورة في القرآن لكن في بعضها وقفة في صدق اختصاصها به. ومن جملة ذلك زبون فان سيد له ومن تبعه استدلوا بقول الله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر. والزبور هنا بمعنى الصحف المزورة المكتوبة وهي شاملة لكل ما انزل الله سبحانه وتعالى والذكر في هذه الاية ايش والذكر في هذه الاية هو اللوح المحفوظ كما بينه ابن القيم رحمه الله تعالى وشاهده في صحيح البخاري كما بينه في غير هذا الموضع فالمعنى ان الله عز وجل كتب في الصحف المنزلة عن الانبياء بعدما قرره في اللوح المحفوظ في علم الغيب ان الارض يرثها عبادي الصالحون وكذلك في قوله وصحفا مكرمة مرفوعة مطهرة فانها هذين ليسا اسما للقرآن الكريم بل هي وصف ما بايدي الملائكة كما قال الله عز وجل في صحف مكرمة مرفوعة المطهرة بايدي سفرة كرام بررة. وهي الصحف التي بايدي الملائكة من الكتب التي انزلت على الانبياء فلا تختص القرآن الكريم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله السورة هي اسم لطائفة من الايات مسماة باسم خاص بتوقيف من صلى الله عليه وسلم. وقد ثبتت اسماء السور في الاحاديث والاثار والمصاحف كسورة الفاتحة. وسورة البقرة وغيرهما وهي مأخوذة من سور المدينة لاحاطتها باياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور ومن السوار المحيط بالساعد وقد وقد تتعدد اسماء السورة الواحدة واقل سور القرآن ايات سورة الكوثر وسورة النصر فان عدد ايات كل منهما ثلاث ايات واطول سور القرآن سورة البقرة فان عدد اياتها ست وثمانين ومئتين اية. الاية وهي لغة العلامة والمعجزة. واصطلاحا طائفة من كلمات القرآن مفصولة ومميزة عما قبلها وما بعدها بفاصل. واقصر اية في القرآن مدها امتان في سورة الرحمن في وصف الجنتين اي خضراوتان شديدة الخضرة. وقوله تعالى في سورة ثم نظر اي تأمل اي تأمل فيما قدر وهيأ من الطعن عنادا وكفرا وضلالا. واطول اية في القرآن اية الدين في اخر سورة البقرة. لما بين المصنف رحمه الله تعالى اسماء القرآن الكريم وكان القرآن مؤلفا من سور وايات بين المصنف رحمهم الله رحمه الله تعالى حقيقتهما قال السورة هي اسم لطائفة من الايات مسماة باسم خاص بتوقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم يبين مرد هذا الحد هل هو باعتبار اللغة؟ ام باعتبار الاصطلاح؟ ام باعتبار الشرع؟ و المعتد به ان هذا تعريف للسورة باعتبار ايش؟ ايش شرع للغة ولا اصطلاح؟ شرع لماذا؟ لان لها حقيقة شرعية. اليست السورة اسما لبعض القرآن في جديرة اذا فهي باعتبار الحقيقة الشرعية. فذكر ان السورة شرعا اسم لطائفة من الايات مسماة باسم من خاص بتوقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا الحد مع حسنه ينقصه امر اشار اليه الجعبري كما نقله عنه الزركشي والسيوطي في كتابيهما وهو كون تلك الجملة ذات فاتحة وخاتمة فانه لا بد ان تكون لها فاتحة معينة وخادمة معينة. فالسورة القرآنية شرعا هي جملة من القرآن ذات فاتحة وخاتمة لها اسم خاص بتوقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ذكر ان اسماء السور ثبتت في الاحاديث والاثار والمصاحف كسورة الفاتحة وسورة البقرة وغيرهما ثم بين اصل اشتقاق السورة فقال مأخوذة من سور المدينة لاحاطتها باياتها كاجتماع واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور ومن السوار المحيط بالساعد. وقيل بل مشتقة من السورة بمعنى المنزلة الرفيعة. كما قال النابر المتر ان الله اعطاك سورة اي منزلة رفيعة وقيل بل مأخوذة من التسور بمعنى التصاعد كما قال تعالى اذ تسوروا المحراب فالسورة تصعد اياتها واحدة بعد اخرى حتى يتم وقيل بل من السور بمعنى البناء المرتفع. لان السور يطلق على مجرد الاحاطة وقد يكون قصيرا. ويطلق ايضا ويختص ما كان مرتفعا وكل هذه المعاني قابلة للصلاحية في اصل الاستقام ثم ذكر ان اقل سور القرآن ايات سورة الكوثر والنصر فان عدد ايات كل منهما ثلاث ايات والمراد بالقلة القصر فاقصر سور قرآن من جهة العد هي سورة الكوثر والنصر. ثم ذكر بعد ذلك ان اطول سور القرآن هي سورة البقرة فان عدد اياتها ست وثمانون ومئتي اية. ثم بعد ذلك عرف الاية فعرفها لغة فقال هي العلامة والمعجزة. والتحقيق ان الاعجاز يرجع الى العلامة. فالمعجزة انما كانت معجزة لان انها اية والاصل ان الاية اسم للعلامة المعظمة فهو ليس لمطلق العلامة بل لعلامة تعظم ثم بين المصنف تعريف الاية اصطلاحا. والمعتد به تعريفها ايش؟ شرعا لان لها شرعية والاصطلاح انما هو اتفاق قوم على نقل لفظ من معنى الى معنى اخر ومن اتفاقهم على نقل معنى النحو والتجويد واشباه ذلك. وقد عرف الاية اصطلاحا شرعا بانها طائفة من كلمات القرآن مفصولة ومميزة عما قبلها وما بعدها بفاصل واحسن من هذا ان يقال الاية القرآنية شرعا هي طائفة من القرآن مركبة من كلماته ذات مبدأ او مقطع تندرج في سورة وهذا القيد الاخير انما ذكرته تنبيها لان الذي يقول تندرج صورة هو الذي يرى ان البسملة ايش؟ اية من كل سورة كما هو مذهب الشافعية والصحيح ان البسملة اية مستقلة جعلت للفصل بين السور. فالتحقيق ان هذا الحد الذي ذكره الجعبري في اخره وتبعه من تبعه انما هو جار على قاعدة الشافعية. والصحيح ان البسملة اية مستقلة فحين ذاك لا حاجة اليه ويقصر الحد دونه. ثم ذكر المصنف ان اقصر اية هي مدهامتان في سورة الرحمن في وصف الجنتين. اي خضراوتان شديدتا الخطوة وقوله تعالى ثم نظر اي تأمل فيما قدر وهيأ من الطعن عنادا وكفرا وضلالا ثم ختم ببيان لان اطول اية في القرآن هي اية الدين في اخر سورة البقرة. وانما وقوع اية الدين اطول اية في القرآن للاشارة الى ثقله. فان الدين ثقيل ومن الاشارة الى الثقل ما قدر بوقوع هذه الاية اطول اية في القرآن الكريم وهذا اخر التقرير على هذا التابوا بالله التوفيق