الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا ونفعنا بعلومهما. الدرس الخامس معرفة الحظر والسفر والمراد بالحضره ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في الحضر اي حال الاقامة الى السفر وهو الاكثر وبالسفر فيما نزل عليه في حال السفر وهو الاقل. وهذا النوع اعم مما قبله. لان الحظري قد يكون مكيا وقد يكون ومدنيا وكذلك السفر. ومن السفر قوله تعالى في سورة المائدة في التيمم. يا ايها الذين امنوا واذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم من المرافق. وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من او لامستم النساء فلم تجدوا ما ان فتيمموا صعيدا طيبا. فامسحوا بوجوهكم ايديكم الى اخر الاية فانها نزلت بالبيداء امام ذي الحليفة من طريق مكة او بمحل يقال له ذات جيش قرب المدينة عند رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة الحديبية ومنه اية يوم اكملت لكم دينكم في سورة المائدة فقد نزلت عشية يوم عرفة وكان يوم الجمعة في في حجة الوداع والسنة الهجرية عاشرة ومنه اية ان الذي فرض عليك القرآن الى نزلت بالجحفة في سفر الهجرة ومنه سورة الفتح نزلت كلها بين مكة والمدينة في شأن الحديبية كلها اما الحضري فكثير وغالب ايات القرآن نزلت في الحضر. ذكر المصنف رحمه الله تعالى درسا خامسا من الدروس المتعلقة بعلم اصول التفسير وهو معرفة الحضاري والسفري من القرآن الكريم وسوره وفسر المصنف رحمه الله تعالى المراد بالحضري بقوله ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في الحظر اي حال الاقامة الى السفر وهو الاكثر. اي اكثر النازل على النبي صلى الله عليه وسلم كان في حال السفر في الاقامة والظعنا في حال السفر سواء مما نزل عليه بالمدينة او بمكة او بغيرهما ثم ذكر ان السفري ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في حال السفر وهو الاقل ثم ذكر ان هذا النوع وهو معرفة الحضاري والسفر اعم مما قبله. لان الحضاري قد يكون مكيا وقد يكون مدنيا وكذلك السفر فقد يكون مكيا وقد يكون مكيا. ثم ذكر المصنف الله تعالى من السفر اية التيمم في سورة المائدة يا ايها الذين امنوا الى ذكر خبر التيمم في فان خبر التيمم هو الذي يتعلق به النزول المراد ها هنا. فهذه اية مما يتعلق بالتيمم نزلت بالبيداء او بمحل يقال له ذات الجيش. وهذا التردد وقع تبعا لحديث عائشة رضي الله عنها. لانها قالت في قصة نزول التيمم قالت حتى اذا كنا بالبيداء اي او ذات الجيش. فوقع التردد من عائشة في المحل فذكره المصنف وغيره مترددا باعتبار اصل الرواية. وهذان الموضعان ذكر النووي رحمه الله تعالى انهما بين المدينة وخيبر. وذكر ابن التين انهما بين المدينة ومكة وما ذكره ابن التين هو الموافق لما في كتب البلدان كمعجم ابي عبيد البكري رحمه الله فان نعت الواصفين للبلدان يدل على ان هذين الموضعين البيداء وذات الجيش هما بين المدينة ومكة. وقوى هذا الحافظ ابن حجر. رحمه الله تعالى في فتح الباري فالصحيح انها نزلت في الطريق بين مكة والمدينة باحد هذين الموضعين الكائنين في ذلك الطريق. وكان نزولهما عند رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة الحديبية. في لبعض اهل العلم وذهب قدماء الحفاظ كابن سعد في طبقاته وابي حاتم ابن حبان وابي عمر ابن عبد البر في التمهيد انها نزلت في رجوعه صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق. وهذا القول اصح بالنظر الى تتبع روايات الحديث دون القول الاول وهو كونه راجعا من الحديبية. ومن السفر ايضا قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم. فانها نزلت عشية يوم عرفة فيها كما ثبت ذلك في الصحيحين فهي نزلت حال سفره صلى الله عليه وسلم. ومنه قوله تعالى ان الذي فرض عليك القرآن رادك الى معاد فانها نزلت بالجحفة في سفر الهجرة. وهذا يروى فيه مرسل عن الضحاك بمزاحم الهلال عند ابن ابي لحاكم في التفسير والمرسل من جملة الضعيف. فلم يثبت ان هذه الاية نزلت هذا الموضع في سفر الهجرة ومنه سورة الفاء الفتح فانها نزلت كلها بين مكة والمدينة في شأن الحديبية كلها فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم منها نزلت هذه السورة تهدية لنفسه صلى الله عليه وسلم وتقوية للمؤمنين. وبيانا لفظل الله سبحانه وتعالى عليهم بما كتب لهم من التمكين بعد غزوة الحديبية. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان الحظري كثير وغالب ايات القرآن نزلت في الحضر يعني نزلت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حال الاستقرار ما ثبت انه نزلت عليه الفاتحة وهو في حال الحضر في مكة وكذلك نزلت خواتيم سورة البقرة عليه في المدينة وثبت ايضا في صحيح مسلم ان سورة الكوثر نزلت عليه في المدينة فهذه كلها من الايات والسور الحضرية اي التي نزلت في حال الحظر ولا شك ان معرفة الحظر والسفر تعين في تفسير الاي او معرفة الاحكام المستنبطة منها فقد ثبت في صحيح مسلم ان سورة الفلق والناس نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فصلى بهما في صلاة المغرب ثم قال لعقبة راوي الحديث كيف رأيت واراد بذلك تنبيهه الى عظمة هاتين السورتين لما رأى منه تقال لهما لما اخبره النبي صلى الله عليه وسلم بخبرهما فيستنبط من نزولها في السفر وقراءته صلى الله عليه وسلم بهما في صلاة المغرب ان صلاة السفر تكون على التخفيف لا على الاطالة فهذا مما استفيد من الاحكام بالنظر الى محل نزول وما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ازاء ذلك. وهذا اخر البيان على هذا الكتاب. ونرجو الدرس الثلاثة الى الدرس المقبل لئلا يطول الوقت. والمقصود الفائدة وقد حصلت بحمد الله في الاقراء والشرح اسئلة تدرك ان شاء الله تعالى في وقت اخر. واعيد منبها ومذكرا ان الاسبوع القادم يكون فيه اختبار الكتاب الاول وهو كتاب الذكرة السامع والمتكلم الى الفصل الثالث من الباب الاول وهو الصفحة السادسة ستين من الطبعة التي معكم فنأخذ مدة يسيرة من وقت الدرس وتكون في الاختبار. ثم نكمل شروح الدروس كما هي فسنشرح ان شاء الله من التذكرة ومن بقية الدروس كما هي فالدروس لا تتغير باعتبار اختبار لكن اختبار كل مقرر يكون في في وقته ثم الاسبوع الذي يليه يكون ان شاء الله تعالى طويل شوي خلونا فتح الرحيم الملك العلام اسهل لكم حتى يكون عندكم وقت. فتح الرحيم للملك العلام ثم الذي بعده بلوغ القاصد. وبها نختم من الاختبارات لان الاختبارات هي عن العشرة الدروس العشر التي كانت في الفصل الدراسي الاول. واما الدروس الحادثة بعد ذلك لا تعلق بها. وهكذا يكون في جاءت كل فصل دراسي نختبر فيما مضى قبله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد واله وصحبه اجمعين