بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا ونفعنا بعلومهما. الدرس السادس في النهار والليل والفراش والمراد بالنهار ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم نهارا. وبالليل ما نزل عليه ليلا وبالفراش ما نزل عليه وهو على فراش نومه سواء كان نائما او غير نائم. وهذا النوع اعم مما قبله ان النهاري قد يكون حضاريا وقد يكون سفريا وقد يكون مكيا وقد يكون مدنيا وكذلك الليل كذلك الليل والفراش والنهار اكثر. ومن امثلة الليلي اية تحويل القبلة وهي قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. فولي وجهك شطر المسجد الحرام. وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرة. وكان صلى الله عليه وسلم يصلي شطر بيت المقدس ومكث كذلك سبعة عشر شهرا وكان يعجبه ان يصلي شطر المسجد الحرام فنزلت بالمدينة هذه الاية ليلا ومنه سورة الانعام نزلت بمكة جملة حولها سبعون الف ملك يجأرون بالتسبيح. ومنه سورة مريم والمعوذتان والمنافقون ومن الفراش اية والله يعصمك من الناس وكانوا يحرسون النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ولما نزلت عليه هذه الاية قال لهم انصرفوا فقد عصمني الله. ذكر المصنف رحمه الله تعالى درسا اخر. من العلوم المتعلقة باصول التفسير وهو معرفة النهاري والليلي والفراشي من النازل من القرآن الكريم وهذه المعرفة وان كان لا يترتب عليها حكم ظاهر الا انها من تمام العلم بكتاب الله عز وجل ومن صدق محبة العبد لكتاب ربه ان يتعلم كل ما يتعلق به ومن جملته مثل هذه المباحث السابقة واللاحقة قريبا من الحظري والسفري والنهاري والليلي والفراشي والصيفي والشتائي. وقد فسر المصنف رحمه الله تعالى بانه ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم نهارا. وبالليل ما نزل عليه ليلا. ثم فسر الفراشية بقوله ما نزل عليه وهو على فراش نومه سواء كان نائما او غير نائم. والمعنى ان يختص بما نزل عليه وهو على فراشه سواء كان في حال نومه او كان مضطجعا عليه قبل ان ينام او بعد يقظته. وفي نزول شيء من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم نظر والاشبه ان القرآن الكريم كله نزل على النبي صلى الله عليه وسلم حال اليقظة وهذا هو الذي يدل عليه اهتمامه صلى الله عليه وسلم لان النوم موضع غفلة والله عز وجل قال لرسوله صلى الله عليه وسلم فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ولا يكمل اتباع القرآن اي القراءة الا حال اليقظة. واستدل القائلون بنزول القرآن حال النوم على النبي صلى الله عليه وسلم بما رواه مسلم في صحيحه من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين اظهرنا اذ اغفى اغفاءة ثم رأسه متبسما فقلنا ما اضحكك يا رسول الله؟ فقال انزلت علي سورة انفا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم انا اعطيناك الكوثر حتى اتم سورة الكوثر والاشبه ان نزولها كان متقدم على اغفاءته صلى الله عليه سلم. وانه انما اغفى ثم ظهر له ما ذكره بالسورة رؤية ذلك النهر في الجنة او شبه ذلك فلما رفع رأسه تبسم فاخبرهم بخبرها او تكون تلك الاغفاءة الحال التي تأتيه صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي وليست نوما وقد ذكر هذا المعنى وانتصر له الرافعي في الامالي واقتدى به السيوطي ورأى انه هو الاصح وهو المختار. فاما ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم اغفى اغفاءة الوحي. التي تنتابه وليست نوما او يكون الوحي قد نزل عليه قبل. ثم اغفى اغفاءة النائم فتذكر تلك السورة فتبسم لما رفع رأسه وقرأها عليهم. وهذا النوع كما ذكر المصنف اعم مما قبله لان قد يكون حظريا وقد يكون سفريا وقد يكون مكيا وقد يكون مدنيا. وكذلك الليلي والفراش والنهاري اكثر لان النهار وقت النشاط. فالمناسب ان يكون اكثر نزول القرآن في وقت نشاطه صلى الله عليه وسلم ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى من امثلة الليل اية تحويل القبلة قد نرى تقلب وجهك الاية من سورة البقرة وذكر ما يدل على كونها ليلية وهو حديث ابن عمر في الصحيحين وفيه وكان صلى الله عليه وسلم يصلي شطر بيت المقدس ومكث كذلك سبعة عشر شهرا. وفيه ان اتيا اتى اهل قباء في صلاة الصبح فاخبرهم بنزول الاية وان النبي صلى الله عليه وسلم امر ان يستقبل الكعبة والصحيح كما بينه ابو الفضل ابن حجر في فتح الباري انها نزلت نهارا لكن تأخر وصول الخبر الى اهل لانهم كانوا ظاهر المدينة بعيدين عنها. فامسى عليهم الليل حتى صلوا الصبح وجاءهم الخبر عند صلاة الصبح. والاية قد نزلت قبل ذلك نهارا وهو الصحيح. ومن الليل ايضا سورة الانعام وقد صح ذلك من حديث ابن عباس عند ابي عبيد في للقرآن والطبراني في المعجم الكبير ان ابن عباس قال نزلت سورة الانعام جملة بمكة وحولها سبعون الفا ملك يجعرون بالتسبيح. واسناده لا بأس به. ومعنى يجأرون اي يضجون ويرفعون اصواتهم بتسبيح الله سبحانه وتعالى. وفي هذا الاثر قوله بمكة ليلا. فهي من الليل وهذا وان كان من مراسيل ابن عباس لانه لم يدرك اخبار مكة فان مراسيل الصحابة مدخلة في المسند وهي مقبولة صحيحة لكونهم عدولا ثقات كن ومن الليل ايضا سورة مريم والمعوذتان والمنافقون. ثم ذكر المصنف من الفراش قوله تعالى والله يعصمك من وانها نزلت لما كان النبي صلى الله عليه وسلم على فراشه وكان الصحابة يحرصون خيمته فنزلت هذه الاية الله يعصمك من ناس فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم انصرفوا فقد عصمني الله كما رواه الترمذي من حديث عائشة بسند فيه ضعف لكن روي في هذا المعنى احاديث مسندة ومرسلة تدل على ثبوت اصله. فهي اية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في فراشه. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الدرس السابع معرفة الصيف والشتاء في التنزيل. والمراد بالصيف ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم صيفا. ويدخل فيه الربيع مدة حلول الشمس في البروج الشمالية الستة وهي الحمل والثور والجوزاء والسرطان والاسد والسنبلة. والمراد بالشتاء ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم شتاء. ويدخل فيه الخريف مدة حلول الشمس في البروج الجنوبية الستة. وهي الميزان والعقرب والقوس والجدي والدنو والحوت. فجملة فصول السنة اربعة الصيف والربيع والشتاء والخريف. وجملة البروج اثنى عشر وهي التي ذكرناها ستة شمالية وستة جنوبية ومن امثلة الصيفي اية الكلالة وهي في سورة النساء يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة الى اخر السورة نزلت في سفر حجة الوداع فيعد ما نزل فيها من الصيفين اول المائدة وكقوله تعالى فيها اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا لقوله تعالى في سورة البقرة واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله. وسورة النصر واية الدين في البقرة ومن الشتاء قوله تعالى في سورة النور ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم الى اخر العشر ايات وهي التي تم ايات البراءة التي نزلت تبرئة للسيدة عائشة رضي الله عنها مما نسبه اليها المنافقون افتراء وضلالا ذكر المصنف رحمه الله تعالى درسا اخر يتعلق بعلم اصول التفسير وهو معرفة الصيفي والشتائي بالتنزيل اي ما نزل في الصيف والشتاء. ولم يذكر هو وغيره ممن ذكر هذا النوع الزركشي والسيوطي في البرهان والاتقان لم يذكروا الربيعية والخريفي وانما قصروه على صيفي وشتائي. لماذا يا اخي ايش طيب طيب غير هذا طيب غيره ليش هو اية قريش في حين الشتاء والصيف لماذا لماذا جعلت العرب تقدير احوالها واخبارها بالصيف والشتاء؟ واظحة ترى يا اخوان يعني ها طلبت من المعنى ما يعرفون العرب بروج هذا من كلام الفلاسفة احسنت احسنت لان التغير فيها اجلى. فالصيف فيه شدة ايش؟ الحر والشتاء فيه شدة البرد. فلاجل قوة ما فيهما من تغير الاحوال خصت العرب توقيت الاخبار والاحوال بالشتاء والصيف وجرى على ذلك عمل اهل العلم. فجعلوا الربيع تابعا للصيف. والخليفة تابعا للشتاء كما قال المصنف والمراد بالصيفي ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم صيفا. ويدخل فيه الربيع مدة حلول الشمس في الشمالية الستة لان البروج التي تتنقل فيها الشمس اثنى عشر برجا ستة منها شمالية وهي الحمل والثور والجوزاء. وهذه ربيعية. والسرطان والاسد سنبلة وهذه صيفية. والمراد بالشتاء ما نزل عن الرسول صلى الله عليه وسلم شتاء ويدخل فيه الخريف مدة حلول تمشي في البروج الجنوبية الستة وهي الميزان والعقرب والقوس وهذه خريفية الجدي والدلو والحوت وهذه شتوية. وكل ثلاثة ابراج تعدل فصلا من الفصول الاربعة ولذلك قال المصنف فجملة فصول السنة اربعة الصيف والربيع والشتاء والخريف. فلكل ثلاثة ابراج فصل وجملة البروج اثنى عشر وهي التي ذكرها المصنف ستة شمالية وستة جنوبية ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى من امثلة الصيد اية الكلالة وهي قوله تعالى فقل الله يفتيكم في الكلالة. وقد ثبت تسميتها باية الصيف كما في صحيح مسلم الا تكفيك اية الصيف يعني اية الكلالة والكلالة كما سبق هي عدم الاصول والفروع تذكرون شاهد ذكرته لكم في شاهد لطيف ذكرته لكم اكتبوه طيب ويسألونك عن الكلالة ويسألونك عن الكلالة هي انقطاع النسل لا محل اله ويسألونك عن الكلالة هي انقطاع النسل لا محالة. لا ولد يبقى ولا لا ولد لا والد لا والد يبقى ولا مولود فانقطع الابناء والجدود ويسألونك عن الكلالة هي انقطاع النسل لا محالة لا والد يبقى ولا مولود فانقطع الابناء والجدود ذكرت لكم ان هذا اورده احد العلماء في تفسيره ما تراجعون يا اخوان لابد تراجعون تحفظون حتى تتعلموا بدون ادامة مراجعة وتحفظ يذهب العلم يا اخوان ولذلك هذا فائدة ادامة الصحبة وتكرار حضور مجالس العلم ان كثرة التكرار تثبت العلم وتبقيه قلنا ذكره العلامة محمد الامين الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره فقال قال الناظم واورد هذين البيتين ولم يسمي هذا الناظم. وهذه الاية نزلت في سفر حجة الوداع. فيعد ما نزل في حجة الوداع من الصيف كالايات التي ذكر المصنف رحمه الله كاول المائدة وكقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم وقوله تعالى في البقرة واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله سورة النصر واية الدين في البقرة فهذه كلها صيفية ثم ذكر من امثلة الشتاء قوله تعالى في سورة النور ان الذين جاءوا عصبة منكم الى اخر العشر ايات. فان هذه الايات وهي ايات البراءة كما ثبت في الصحيح انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شاة يعني شديد البرد وهو من ايام الشتاء. فهي من امثلة الشتاء وهذا اخر التقرير على هذا الكتاب وبالله التوفيق