الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا ونفعنا بعلومهما. الدرس الثامن في اول ما نزل واخر ما نزل من القرآن الكريم. دلت الاحاديث على ان اول ما نزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بغار حراء بمكة المكرمة. الايات الخمس الاولى من سورة العلق. ثم فتر الوحي وبين ما هو يمشي في وادي اذ سمع صوتا فنظر امامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فلم يرى شيئا فنظر الى السماء فاذا بها جبريل عليه السلام الذي جاه بحراء فاخذته رجفة وعاد الى بيته وطلب وان يدثروه فدثروه فنزل. يا ايها المدثر قم فانذر. الى اخر الاية. اما اول وما نزل في المدينة بعد الهجرة فسورة المطففين واخر سورة نزلت بها براءة. واخر اية نزلت اية في سورة النساء واخر سورة براءة رواه الشيخان عن البراء ابن عازب. وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ان اخر اية نزلت اية الربا في اخر البقرة. وعن ابن عباس ان اخر اية نزلت واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله في سورة البقرة وتوفي الرسول بعدها باحد وثمانين يوما وقيل بتسعين ريال حيث توفي ليلة الاثنين لليلتين خلتا من ربيع من اول في السنة الحادية عشرة من الهجرة وعن ابن عباس رضي الله عنهما اخر سورة نزلت اذا جاء نصر الله والفتح قد اطال الكلام وقد اطال الكلام في هذا الموضوع صاحب الاتقان. ذكر المصنف رحمه الله الا درسا اخر من الدروس المتعلقة بعلم اصول التفسير. وهو تعلق بمعرفة اول ما نزل واخر ما نزل من القرآن الكريم. وهذه المعارف من المعارف للاحاطة بالعلم بكتاب الله سبحانه وتعالى. وهي ليست فضولا زائدة لان كمال العلم بالقرآن الذي انزله الله علينا من جملته معرفة اول ما نزل منه واخر ما نزل منه اذ الاولية والاخرية منبئة عن جلالة مستكنة فيما وصف بالاول الاخر فذكر المصنف ان الاحاديث دلت على ان اول ما نزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء اي بغار جبل حراء فان حراء اسم للجبل وليس اسما للغار. فاول نازل فيه الايات الخمس الاولى من سورة العلق اقرأ باسم ربك الذي خلق. الايات ثم فتر الوحي مدة اي انقطع النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع اليه وانزل عليه بعده يا ايها يا ايها المدثر الى اخر السورة النازلة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتور الوحي كما في الصحيحين وهذا الذي ذكره المصنف هو مذهب الجمهور. بل لو ذكر اجماعا لكان صوابا فقد كان فيه خلاف قديم بين جابر رضي الله عنه وسائل اباه فان جابرا يرى ان اول نازين على النبي صلى الله عليه وسلم هو يا ايها المدثر واستدل بما جاء في خبر النبي صلى الله عليه وسلم له بانه رأى جبريل بين السماء والارض فاخذته رجفة وعاد الى بيته وطلب ان يدثروه فنزل قوله تعالى يا ايها المدثر. والصحيح ان اول نازل على الاطلاق هو صدر سورة العلق. وان المدثر هي اول نازل بعد فتور الوحي وهذا هو الجمع بين الاحاديث الواردة. او يقال ان اول سورة نازلة كاملة هي سورة المدثر فانها لما انزلت انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم جميعا ذكر اقوال اخرى غير هذا تأليفا بين الاحاديث. والمقصود ان اول حرف النازل من القرآن هو قوله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق الى اخر الخمس الايات الاول من سورة العلق وهذا هو اول النازل في مكة. وهو المسمى بالمكي. واما المدني الذي نزل بعد الهجرة فذكر المصنف ان اول نازل منه هو سورة المطففين وهذا الذي ذكره المصنف فيه نظر فان ابن حجر نقل في فتح الباب الاتفاق على ان اول سورة نزلت في المدينة هي سورة البقرة غير ان هذا الاتفاق يخدشه ما تعقبه به السيوطي في الاتقان. فان السيوطي تعقب اتفاق ابن حجر بما رواه الواحد في اسباب النزول بسند جيد عن علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب رحمه الله المسمى بزين العابدين بان اول نازل في المدينة هي سورة المطففين فهذا فيه خدش للاتفاق الذي ذكره ابن حجر والذي يظهر والله اعلم ان هذا خلاف قديم اندثر. والا كيف يصرح ابن حجر بالاتفاق مع وجود الخلاف مشهورا عن علي ابن الحسين فكأنه كان فيه خلاف ثم انعقد الاجماع بعده على ان اول نازل هو سورة البقرة وهذا يقع في جملة من الاجماعات المنقولة في ابواب العلم. فيكون في اول الامر اختلاف ثم يقع الاتفاق بعد ويحكى ولا يقدح في هذا الاتفاق وجود خلاف قديم. ثم ذكر المصنف ان اخر سورة نزلت هي براءة. وان اخر اية نزلت هي اية الكلالة واورد ذلك عن البرائم عازب. وما ذكره البراء ابن عازب في اخر نازل قد خالفه وفيه ابن عباس فقد صح عن ابن عباس عند البخاري وغيره ان اخر اية نزلت نزلت هي اية الربا في اخر البقرة. وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا. والرواية الاخرى عن عن ابن عباس ان اخر اية نزلت واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله لا تخالفوا هذا. لانها من جملة ما يندرج في اية الربا فتلك الايات وهن اربع او خمس من سورة البقرة هي اخر نازل عند ابن عباس فذكره لاية الربا ذكر لاولها وقوله ذكره لقوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ذكر لاخرها. فابن عباس له قول واحد في اخر اية نزلت وهي الايات المتضمنة للنهي عن الربا في البقرة واولها يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا واخرها واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله واما الرواية التي فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم توفي بعدها باحد وثمانين يوما فقد رواها الفريابي في تفسيره عن ابن ابن عباس ولا يصح اسناده ولا يحفظ عن ابن عباس توقيت لذلك. وما اتبعه المصنف بذكره في قوله وقيل بتسع ليال هو شيء مروي عن سعيد بن جبير عند ابن ابي حازم في تفسيره ومثله يسمى مرسلا. فليس فيه حجة والحاصل ان توقيت اخر ما نزل عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحفظ فيه شيء والذي صح عن الصحابة في اخر ما نزل ان البراء يرى ان اخر اية نزلت هي اية الكلالة. في سورة النساء وان ابن عباس ان اخر اية او ايات نزلت هي ايات الربا من سورة البقرة. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا اما السور فان البراء يرى ان اخر نازل من السور هي براءة. واما ابن عباس فهو ان اخر سورة نزلت هي سورة النصر اذا جاء نصر الله والفتح كما صح ذلك عنه عند مسلم فالبراء ابن عازب وابن عباس رضي الله عنهما بينهما خلاف في اخر النازل اية وسورة وهذان القولان مما قيل اجتهادا وليس لاحد اولين حجة ترجحه على الاخر بل كل واحد منهما اخبر عما انتهى اليه علمه دون توقيف كما حققه ابو بكر الباقلاني في كتاب الانتصار للقرآن وتبعه من تبعه من المتأخرين كالسيوطي وغيره. وهو الذي تترشح به الادلة جمعا فان الظاهر ان كل واحد من الصحابيين قال قولا بحسب ما انتهى اليه علمه. واوقفه عليه اطلاعه وليس قول احدهما حجة على الاخرين. لان اقوال الصحابة اذا تعارضت ايش تساقطت ولا ارتفعت ما الجواب ها يا ابو عبد الرحمن ايش معنى ارتفعت؟ عن ان يكون كل واحد منهما حجة على الاخر. فالمقصود ارتفعت عن الحجية فنقول تساقطت لماذا؟ ها يا عبد الله ها ادبا واجلالا للصحابة. من ذكر هذا السنة لما ذكرته ذكرت اللي ذكره ها يا عبد الله احسنت كما ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فيقال ارتفعت اقوالهم ولا يقال تساقطت فان الادب يقتضي لزوم العبارة المؤدبة معهم. نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله الدرس التاسع معرفة سبب النزول والمراد بسبب النزول ما نزلت الاية او الايات متحدثة او مبينة لحكمه وقت وقوعه وذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفوائد هذا النوع كثيرة منها معرفة الحكمة الباعثة على تشريع الحكم. ومنها الاطلاع على المعنى المراد من الاية وازالة الاشكال. ومنها ان معرفة سبب طريق قوي الى فهم معاني الايات فان العلم بالسبب يوجب العلم بالمسبب. واعلم ان سبب النزول هو ما ورد بسند متصلين عن صحابي رفعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم او لم يرفعه ولكنه لا مجال للرأي فيه فله حكم ومثال ما عرف سببه قوله تعالى ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم الى اخر عشر ايات في في سورة النور وتسمى ايات الافك وايات البراءة فانها نزلت في المنافقين الذين افتروا على السيدة عائشة. فان انها نزلت في المنافقين الذين افتروا على السيدة عائشة رضي الله عنها كما ثبت في الصحيحين وغيرهما وكذلك قوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله الاية في سورة البقرة. فان سبب نزولها تحرج بعظ المؤمنين عن السعي لان الكفار كانوا يفعلونه فنزلت مبينة انه لا حرج فيه على المؤمنين. بل هو من اعمال الحج والعمرة وكذلك قوله تعالى ولله المشرق والمغرب. فاينما تولوا فثم وجه الله. لو نظر فيه لمجرد اللفظ لجاز ان يصلي المسلم الى اية جهة دون تقيد باستقبال الكعبة. ولكنه لو عرف سبب النزول علم ان استقبال الكعبة فرض في كل صلاة كما امر الله تعالى بقوله فولي وجهك شطر المسجد الحرام اما سبب نزول هذه الاية هو ان اليهود قالوا ان محمدا قالوا ان محمدا انما ترك استقبال بيت المقدس واستقبل واستقبل الكعبة تبعا لهواه فسفههم الله تعالى ببيان ان لله تعالى المشرق والمغرب فله ان يأمر باستقبال اية في الارض وقد امره باستقبال الكعبة بدل بيت المقدس ولا محيد عن حكم الله وطاعته. فالقبلة له ولامته هي الكعبة لا غيرها الى قيام الساعة ذكر المصنف رحمه الله تعالى درسا اخر من الدروس المتعلقة بعلم اصول التفسير. وهو معرفة سبب النزول وقد ذكر رحمه الله تعالى ان المراد بسبب النزول ما نزلت الايات او والاية متحدثة عنه او مبينة لحكمه وقت وقوعه. وذلك بزمن النبي صلى الله عليه وسلم. واراد هذه الجملة بيان تعريف سبب النزول. وهذا الامر مما خلت منه كتب المتقدمين كالزركشي صاحب البرهان والسيوطي صاحب الاتقان. فانهم لما تكلموا على هذا النوع من انواع علوم القرآن لم يتعرضوا لتعريفه. وكأنهم تركوه لوضوحه. فان الواضح من ما يترك عند اهل العلم لكن اعتنى المتأخرون ببيان تعريفه وهذا التعريف مأخوذ عن الزرقاني في مناهل العرفان. فالزرقاني وهو احد علماء الازهر المتأخرين له كتاب اسمه مناهج العرفان. من احسن ما وضعه المتأخرون في هذه العلوم. ولا يطالعه مما وضعه المتأخرون الا كتاب بلديه شيخ محمد ابو شهبة المسمى بالمدخل للقرآن الكريم. وكتاب العلامة طاهر الجزائري. فان هذه الكتب الثلاثة هي احسن ما صنفه المتأخرون في علوم القرآن. وما جاء بعد ذلك مما ادخل في الدراسات الاكاديمية ككتاب القطان والصالح وغيرها فهي مما اخذ من هذه الكتب فالعناية بهذه الاصول التي كتبها المتأخرون تقريبا لعلوم القرآن اولى من هذه الكتب التي خلت من التحرير اصلا واحسن من هذا الحد الطويل ان يقال سبب النزول هو ماء انزل شيء من القرآن لاجله. ما انزل شيء من القرآن لاجله. والشيء يشمل ماذا الاية هو والسورة. وقولنا لاجله يشمل الحديث عنه او بيان حكمه الذي ذكره المتأخرون. والحدود تبنى على الايجاز كما سلف. ثم ذكر ان هذا النوع له فوائد كثيرة منها معرفة الحكمة الباعثة على تشريع الحكم اي العلة التي لاجلها شرع حكم المذكور في شيء من ايات القرآن ومنها الاطلاع على المعنى المراد من الاية وازالة الاشكال فيوقف على المقصود المعني بالاية ويزول الاشكال الوارد عليها. ومنها ان معرفة سبب النزول طريق قوي الى فهم معاني الايات ان العلم بالسبب يوجب العلم بالمسبب. وهذا ذكره ابو العباس ابن تيمية وابو الفتح ابن دقيق العين وهو اجل منافع معرفة سبب النزول. اذ يطلع بها الى فهم معاني كتاب الله سبحانه وتعالى ثم ذكر ان سبب النزول هو ما ورد بسند متصل عن صحابي رفعه الى الرسول صلى الله عليه وسلم او لم يرفعه. فسواء صرح برفعه للنبي صلى الله عليه وسلم او لم يرفعه فانه يعتبر سببا للنزول لانه لا مجال للرأي فيه ولذلك له حكم الرفع وهذا هو اعظم مراد من قال ان تفسير الصحابة له حكم الرفع كما ذكره الحاكم في مستدركه وانتصر له انتصارا اقوى منه ابن القيم في اعلام الموقعين واولى ما يدخل في قول من قال ان تفسير الصحابي مرفوع حكما هو اسباب النزول. بل ذهب من المحققين الى ان ما يذكر بان له حكم الرفع من التفسير مخصوص بالاسباب وهذا هو الذي صرح به الحاكم في معرفة علوم الحديث. ودرج عليه ابن الصلاح في المقدمة ومن تبعه كالنووي والسيوطي والسخاوي. واشار الى ذلك العراقي في الالفية بقوله وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب. وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب. اي يحمل على ان الذي يحكم برفعه من كلامهم بالتفسير هو الكلام على اسباب النزول لكن الالفاظ التي عبر بها الصحابة عن اسباب النزول ثلاثة النوع الاول الصريح وهو قولهم سبب نزول هذه الاية هو كذا وكذا والثاني الظاهر الظاهر وهو قول الصحابي حصل كذا وكذا فنزل قول الله تعالى اية او سورة والثالث المجمل وهو قول الصحابي نزلت هذه الاية في كذا وكذا ذكر هذه الانواع الثلاثة ابو العباس ابن تيمية في قاعدته في اصول التفسير. والنوعان الاولان محكوم برفعهما واما النوع الثالث ففيه خلاف وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية ان البخاري يدخله في المسند اي يجعل له حكما الرفع وذكر الزركشي في البرهان ان مسلما لا يفعل ذلك وهذا منه غريب فان كتاب التفسير من صحيح مسلم وهو اخر كتبه مع قصره ادخل فيه مرويات من هذا الجنس. فضلا عن مواضع اخرى من كتابه. فالاشبه والله واعلم ان مسلما في ذلك كالبخاري خلافا للزركشي. فالبخاري ومسلم يدخلان هذا النوع في المسند ويجعلان له حكم الرفع. وذكر ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى ان المسانيد على ادخال هذا النوع وعده من المسند ومثل له بمسند الامام احمد وخالفه الزركشي ذكر ان احمد لم يدخل هذا في مسنده في كتاب البرهان والاشبه والله اعلم صحة ما ذهب اليه الزركشي. لندرة هذا في المسند فيكاد يكون معدوما وان وجد فهو شيء واحد او اثنان. فكان احمد لم يجعل هذا من المسند ولم يدخله في مسنده وهذا حق باعتبار ما ذكره الزركشي. لكن باعتبار التأصيل ففي النفس منه شيء فانه يوجد في كلام احمد ما يدل على ان ما ذكره الصحابة من اسباب النزول ولو مجملا فان له حكم الرفع والاسناد. وان كان قد تحاشاه في مسنده. فالاظهر والله اعلم ان مذهب احمد ان المجمل مسند لكنه لم يدخله في مسنده لانه قصد في المسند عن المسند الصريح ولم يقصد ان يجمع المسند حكما ولذلك ترك كثيرا من اقوال الصحابة التي لا تقال من بل الرأي وبهذا يتحقق المقام في مذهب احمد في في المجمل من اسباب النزول وفي ادخاله في كتاب المسند او عدم ادخاله. فالذي يتحرر مما سبق ان احمد يعد المجمل في الفاظ الصحابة من اسباب النزول يعده مسندا له حكم الرفع. لكنه لم يدخله كتابه يكون كلام ابي العباس ابن تيمية صحيحا باعتبار اصل المسألة. واما باعتبار تصرف احمد في بل اشبه والله اعلم صحة قوله الزركشي في كتاب البرهان. وبما سبق تعلم ان ما جاء عن الصحابة في اسباب النزول سواء كان نصا صريحا او ظاهرا او ولن كله من المرفوع حكما وان كان في الاخير اختلاف. ولذلك قلت في احمرار الالفية بعد قول العراق وعد ما فسره الصحابي رفعا فمحمولا وعدوا ما فسره الصحابي رفعا فمحمول على الاسباب قلت مصرحا او ظاهرا او مجملا مصرحا يعني النوع ايش؟ اول او ظاهرا النوع او مجملا نوع الثالث وفي الاخير وفي الاخير الاختلاف نقل وفي الاخير الاختلاف نقل ان النوع المجمل فيه اختلاف. ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى عددا من الايات التي عرف سبب نزولها كقوله تعالى ان الذين جاءوا بالافك عصبة منكم الى اخر الايات في اخر عشر الايات في سورة النور فانها نزلت بسبب ما وقع من واقعة الافك. وكذلك قوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله. فان سبب نزولها ما وقع من جماعة من الانصار عن السعي بين الصفا والمروة وكذلك قوله تعالى ولله المشرق والمغرب فان سبب نزول هذه اية ان اليهود قالوا ان محمدا انما ترك استقبال بيت المقدس واستقبل الكعبة تبعا لهواه. فسفه الله تعالى مقالهم ببيان ان المشرق والمغرب له فله ان يأمر عباده باستقبال اية جهة وهذا ثبت عند البيهقي من حديث ابن عباس باسناد لنسخة تفسيرية حسنة والنسخ التي يروى بها التفسير وما تعلق به لها احكام تختلف عن الحكم على اسانيد الحديث. ولهذا نبه في ما ذكرته لكم وفي حاشية الكتاب انها رويت باسناد نسخة تفسيرية مشهورة محتج بها لا تقصر عن مرتبة الحسن فسبب نزول هذه الايات ثابت وها هنا لطيفة نختم بها المجلس وهي ان اليهود الاولين عابوا النبي صلى الله عليه وسلم على تركه بيت المقدس واستقباله الكعبة. فذكروا انه يفعل ذلك لعبا وتشهيا. ويهودي ناصر استدل بذلك على ان فلسطين ليست للمسلمين. قال لانه لما تركها نبي في استقبالها دل على تركها من ارضهم شفتوا الاستدلال شفتوا وجه الاستدلال؟ هذا ذكره في مؤتمر لوحدة الاديان وسكت من يسمون بالعلماء الذين يحضرونه ما الجواب؟ هذا دليل قوي عندهم. يقول هو تركها استقبالا فهل تركها ليست من ارضه؟ ما الجواب فاخر ها هو ما يؤمن بالله المشرق والمغرب هو يقول هذا ما علي من ترك مكة يترك مكة ويرجع لمكة لكنه ترك بيت المقدس. الجواب لما ترك النبي صلى الله عليه وسلم بيت واستقبل القبلة اين صارت بيت المقدس صار خلفه صلى الله عليه وسلم. ليعلم ان القبلة ها هنا في الكعبة. وما وراءه صلى الله عليه وسلم تابع لها هذا اشارة للتبعية هذا الجواب العقلي. انه جعل ما وراءها جعلها وراءه ليعلم انها تكون تابعة له. وان هي الاساس والرأس وان غيرها يكون تابعا لها وان عظم. فحتى بيت المقدس وان عظم في دين من سبق الا انه يكون تابعا لمكة والاجوبة العقلية هي الاجوبة التي ينبغي ان يعتنى بها في اجوبة اهل الملل. واقوى الاجوبة العقلية ما بني على الاحكام الشرعية والادلة الشرعية وقد ذكر لي بعض اهل الفضل انه كان حاضرا لاجتماع دعي في بعض رواد السفارات الاجنبية لعرض الاسلام عليهم في عهد الملك فيصل رحمه الله تعالى لا وكان المتكلم اليهم هو الدكتور محمد امين المصري رحمه الله تعالى. فبعد ان القى كلمته اعترض عليه احد اه البريطانيين بايراد قال فيه انكم تسمحون لانفسكم بان تتزوجوا اليهودية والنصرانية ولكنكم لا تسمحون لنا ان نتزوج بمسلمة فقال على البديهة رحمه الله تعالى قال ان احدنا يؤمن بموسى نبيا رسولا وبعيسى نبيا رسولا وبمحمد صلوات الله عليهم وسلامه نبيا رسولا فلما امنوا بنبوة هؤلاء حلت لهم النساء المؤمنات بهؤلاء الانبياء. وانتم امنوا بمحمد صلى الله الله عليه وسلم ازوجكم الليل كلكم يعني يقول انتم امنوا بالنبي الثالث فتحل لكم المؤمنات به. وهذا اخر التقرير على هذه الجملة من كتاب