بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فقال مؤلف رحمه الله تعالى الدرس العاشر في المتواتر والمشهور والاحاد والشاذ من القراءات اعلم انه لا خلاف في ان كل ما هو من القرآن فهو متواتر في اصله واجزاءه. وكذا في محله ووضعه وترتيبه عند محققي اهل السنة واما القراءات فانواع الاول المتواترة وهي التي نقلها جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم كذلك الى الى نهاية وغالب القراءات كذلك. والثاني القراءة المشهورة وهي ما نقلت عن جمع كثير. ولكنها لم تبلغ درجة التواجد ووافقت الرسم والعربية واشتهرت عن القراء ولم تعد من الغلط ولا من الشاذ. والثالث قراءة الاحاد وهي ما صح سندها وخالفت الرسم او العربية او لم تشتهر الاشتهر المذكور وهذه لا يقرأ بها. والرابع الشاذة وهي ما لم يصح سندها كقراءة ملك يوم الدين. بصيغة الماضي ونصف يوم. وهذه لا بها ايضا ومن المتواتر القراءات السبع الثابتة من طرق عن القراء السبعة. وهم نافع وعاصم وحمزة والحسائي هو عبدالله بن عامر وابو عمر وابن كثير وهذا النوع لا تجوز القراءة في الصلاة بغيره. ولا تثبت الاحكام الشرعية الحدود وغيرها الا به ولا تثبت بغيره الا على سبيل التفسير له. ومن النوع الثالث قراءة القراء الثلاثة تمام العشرة وهم يعقوب وابو جعفر وخلف ويلحق بها قراءة بعض الصحابة كقراءة ابن مسعود رضي الله عنه فائدة ثبت في الصحيح ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ان القرآن نزل على سبعة احرف وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث واحسن ما قيل فيه ان المراد على سبعة اوجه من وجوه لغة العرب للتوسعة وعدم المشقة فمهما كان الاختلاف كثرة وتعددا فلا يخرج عن السبعة الاوجه. فاما القول بان المراد به القراءة السبع فهو غير ذكر المصنف رحمه الله تعالى درسا اخر من الدروس المتعلقة بعلم اصول التفسير بانواع القراءات لانها من جملة ما يستعان به على التفسير. فان من اجل موارد التفسير الاطلاع الاطلاع على القراءات المروية في احرف القرآن الكريم. وهذا وجه ادخاله في اصول التفسير وقد شهرت بعظ القراءات بانها تفسيرية كقراءة عبد الله ابن مسعود وقد قال مجاهد الله تعالى لو اني قرأت قراءة ابن مسعود لاستغنيت عن سؤال ابن عباس عن كثير مما سألته عنه من معاني قرآن ذلك لان قراءة ابن مسعود جرت على التفسير للاية ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى مبدأ هذا الدرس بتقرير الاجماع بان كل ما هو من القرآن في اصله اي كلامه واجزائه اي تقسيماته وكذا في محله اي موضعه من القرآن وضعه فيه وترتيب اياته هو متواتر. والمراد بهذا التواتر هو التواتر الجملي للقرآن الكريم. واما مع التفصيل ففيه انواع متواترة وفيه ما ليس كذلك كما سيذكره المصنب رحمه الله تعالى في القراءات. فمثلا قيل ان الاستعاذة ليست من القرآن لان القرآن متواتر ولم تكتب فيه في اول سوره فهذا من التواتر الجملي. فان القرآن من قول كتابة في طبقات الامة وليست الاستعاذة مجعولة في فواتح سوره بين يدي البسملة. واما في تفاصيل جمله من الكلم فمنه متواتر ومنه ما ليس كذلك وهو الخلاف الكائن في قراءاته. وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ان القراءات على انواع اربعة. وهذه القسمة هي من كلام السيوف في كتاب الاتقان واستفادها من كلام لابن الجزري رحمه الله تعالى. فذكروا وان القراءات انواع اربعة اولها المتواترة وبين حدها بانها هي التي نقلها جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم كذلك الى النهاية. وغالب القراءات كذلك. وهذا الحد للمتواتر من القراءات فيه اقتباس من معنى التواتر عند الاصوليين والمحدثين. وليس فتواتر القرآن وليس تواتر القراءات كذلك. بل المراد بالتواتر عند القراء تواتر الطبقة بان يقرأ بهذه القراءة جمع كثير في طبقات الامة طبقة بعد طبقة وبه يعلم ان القراءات المحكوم بتواترها ليست متواترة عن من اضيفت اليه بل هي متواترة في الامة. فاذا قيل ان قراءة عاصم متواترة ليس المراد تواترها اليه بل تواترها في الامة بعده وفي طبقته وقبله. خلافا لما ذهب اليه جماعة منهم الزركشي في البرهان ونصره الشوكاني في عدة كتب له وجعل التواتر عن القارئ الامام دون غيره وهذا غلط في فهم تواتر القرآن والقراءات. فان عاصما لم يكن وحده هو القارئ لهذه القراءة في طبقته. بل هو اخذ القراءة عن ابي عبد الرحمن اخذ القراءة عن زر ابن حبيش وابي عبدالرحمن السلمي وغيرهما وفي طبقته من اخذ هذه القراءة عن هؤلاء وغيرهم وهم اعني اشياخه في طبقتهم من اخذ هذه القراءة عن شيوخهم فهي قراءة في كل طبقة ولكنها نسبت الى القارئ لاشتهارها عنه دون غيره اجل اجتهادها في تلك الطبقة عنه نسبت اليه واستمر هذا بعده. فمثلا اتعرفون ان من قراء القرن شيخنا العلامة الكبير احمد عبد العزيز الزيات رحمه الله تعالى وهذا اخذ القراءات عن عبد الفتاح هنيدي والذين قرأوا على عبد الفتاح هنيدي كما ذكر بعض قرابته مئات لكن لم يحفظ من الاسناد اليوم عن عبدالفتاح هنيدي الا ثلاثة رجال تقريبا او رجلان ايضا فهما اللذان اشتهرا في الطبقة مع ان القراء الذين اخذوا عن عبد الفتاح هنيدي هم كثر فلا يقال حينئذ انا الزيات ينوي القراءة احادا لانه لم يوجد له مشارك قرأ على عبد الفتاح هنيدي الا الشيخ ندى ابن علي ندى رحمه الله والشيخ محمد عيد مسعود رحمه الله فهذان الرجلان بقي اتصال السند بهما وان كان الشيخ ايضا محمد رفعت قرأ على عبد الفتاح وهؤلاء اعداد قليلون. ولكن المقصود تواتر الطبقة في القراءات. فهذا معنى التواتر. واذا نسبت القراءة الى عاصم او نافع فليس المراد انه هو الذي قرأ وحده بها وانما المراد هو الذي اشتهرت نسبة تلك القراءة اليه في تلك الطبقة وان كان التواتر موجودا قبله وبعده الى يومنا هذا. واما النوع الثاني فهو القراءة المشهورة وجعلها السيوطي وغيره ما نقلت عن جمع كثير ولكنها لم تبلغ درجة التواتر. ووافقت الرسم والعربية واشتهرت عن القراء ولم تعد من الغلط ولا من الشان. واولى من هذا ان يقال القراءة المشهورة هي ما صح سندا موافق رسم المصحف المصحف والعربية ونقلت عن كثير ولم تتواتر ونقلت عن كثير ولم تتواتر وسيأتي ذكر امثلتها. والنوع الثالث قراءة الاحاد وهي ما صح سندها وخالفت الرسم اي رسم القرآن او العربية اي وجوه النحو العربي او لم تجتهد الاشتهار المذكور وهذه لا يقرأ بها. ثم ذكر النوع الرابع وهو الشاذ اي القراءة الشاذة وجعلها ما لم يصح سندها كقراءة ملك يوم الدين بصيغة الماضي ونصبه يوم اي ملك الله يوم الدين وهذه لا يقرأ بها ايضا. وهذا الحد الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى في الشاذ معدول عنه. واحسن شيء في هذا الباب ان تحفظ الابيات الثلاث من الطيبة لابن الجزري اذ يقول فيها وكل ما وافق وجه نحوي وكل وما وافق وجه نحو وكان للرسم احتمالا يحوي. ها يا خالد وصح اسنادا هو القرآن فهذه الثلاثة الاركان وكل ما وافق وجه نحوه كان للرسم احتمالا يحوي وصح اسنادا هو القرآن فهذه الثلاثة الاركان وحيثما يختل ركن اثبتي شذوذه لو انه في السبعة وحيثما يختل ركن اثبتي. شذوذه لو وانه في السبعة فالقراءة الشاذة ما تعريفها؟ هي القراءة التي فيها التي اختل منها التي اختل منها احد اركان القراءة الثلاثة هي القراءة التي اختل منها احد اركان القراءة الثلاثة. فاذا لم يصح اسنادها فهي شادة. واذا صح اسنادها وخالفت الرسم فهي واذا صح اسنادها وخالفت النحو فهي سادة مثلا ما في الصحيحين من حديث ابن مسعود وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وما اوتوا من العلم الا قليلا هذه صحيحة الاسناد وموافقة للعربية لكنها مخالفة للرسم لان الرسم وما اوتيتم من العلم الا قليلا. مثال اخر قراءة ابي الدرداء في الصحيحين ايضا. وفيها في سورة الليل والذكر والانثى. فهذه قراءة ايش شادة لماذا؟ لانها مخالفة لرسم المصحف. فهذا هو الذي استقر عليه العمل ان وما اختل منه احد اركان قراءة الثلاثة. ثم مثل المصنف رحمه الله تعالى متواتر بالقراءات السبع الثابتة من طرق عن القراء. وهذا مذهب الجمهور وان مذهب الجمهور ان القراءات السبع متواترة الاجماع عليه وهذا النوع هو الذي تقرأ يقرأ به في الصلاة وتثبت به الاحكام ثم ذكر من النوع الثالث قراءة القراء الثلاثة. تمام العشرة وهم كما قال يعقوب الحضرمي وابو جعفر المدني وخلف العاشر. فهي قراءة احاد عند جماعة من اهل العلم. والصحيح ان هذه القراءات متواترة ايضا وهو مذهب الجمهور. واما قراءة بعض الصحابة التي صحت عنهم كقراءة ابن مسعود. وقراءة ابي وغيرهما فهي من جملة قراءة الاحاد واما القراءة المشهورة ولم يمثل لها فهي بعظ اوجه القراءة المختلف فيها في القراءات المتواترة مثل عند حفص الله الذي خلقكم من ضعف او ضعف فظعف في الموظعين وضعفا الثالثة في هذه الاية جاء فيها اختلاف بين نقلة القراءة عن حفص فهذه تعد من المشهور. فاختلاف الا وجه عند من تواترت قراءته كالسبعة هذا من المشهور واما اصل قراءة السبعة فهو متواتر. وقد يوجد في قراءة السبعة ما هو شاذ كقراءة رويت عن ابي عمرو البصري وهو احد السبعة لقد جاءكم رسول من انفسكم فان هذه القراءة مروية عن ابي عمرو احد السبعة. الا انها محكوم بشذوذها. والذي تقرر عليه العمل عند القراء ان القراءات العشر متواترة واما ما عداها فبينهم خلاف فيه هل يعد شاذا او لا يعد شاذا؟ فمنهم من جعل الاربعة التي فوق العشرة مسماة بالاربع الشواذ. ومنهم من قال هي الاربع الزائدة ولم يسمها العشرة وهي قراءة ابن محيص اعمش اليزيدي الحسن البصري فهذه القراءة الاربع زائدة عن العشر ومنهم من يسميها الشاذ ويمنع القراءة بها ومنهم من لا يسميها جادا ويجيز الجمع بها كما قال ابن الجزري قال حتى يؤهلوا لجمع الجمع بالعشر او اكثر او بالسبع فقوله او اكثر اي اكثر من العشر. وبتتبع الطبقات فانه الى القرن الثاني عشر كان يقرأ بجمع الاربع الزائدة ختمة كاملة خلاف ما خلاف ما عليه العمل اليوم من المنع من ذلك وتحريمه. ثم ختم المصنف رحمه الله تعالى بذكر فائدة في قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح ان القرآن نزل على سبعة احرف وهذا الحديث قد اختلف في معناه. مع الاجماع بان ليس المراد بذلك القراءات السبع المعروفة عند الناس وهي المتواترة فلا يراد به القراءات السبع المشهورة عند الناس وهي قراءة نافع وعاصم وحمزة الى اخر السبعة وذكر المصلي واختلف فيه وذكر المصنف ان احسن ما قيل فيه ان المراد على سبعة اوجه من وجوه لغة العرب توسعة فيها وعدم مشقة عليهم. وهذا من احسن ما قيل الا ان معنى هذا الحديث يغمض جدا. وقد سئل الشيخ محمد الامين الشنقيطي في اخر حياته عن معنى هذا الحديث فقال هذا حديث لا اعرف معناه وقد سئل العلامة الالباني عن معنى هذا الحديث انزل القرآن على سبعة احرف قال على سبع قراءات. وهذا الذي ذهب الشيخ ناصر الدين الالباني هو القول الصحيح وهو من كمال فقهه لان الحرف في اللغة يراد به القراءة صلى الله عليه وسلم ان القرآن نزل على سبعة احرف اي على سبع قراءات. الا انها ليست القراءات السبع المذكورة اليوم وانما هي سبع قراءات تنزيلية انزلت على النبي صلى الله عليه وسلم منها القراءات السبع بل قراءات العشر بل القراءات الاربعة عشر بل القراءات الخمسين التي في كتاب الكامل. وذلك على وجه التركيب والتنويع فمثلا هل الصلاة المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفتها واحدة ام متعددة الصفات متعددة الصفات كم نقل في الاستفتاحات؟ جملة. كم نقل في التشهدات؟ جملة. لنهب اننا اخذنا دعاء واحدا من الاستفتاح ثم هذا الواحد اخذناه مع تسعة تشهدات منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم واحد في تسعة كم؟ تسع ثم هب اننا اخذنا الاستفتاحات المنقولة مع تسعة من التشهدات. كم يكون المجموع؟ واحد وثمانين. فهذا هو المراد بالاحرف السبعة انها قراءات سبعة تنزيلية ثم بالاختيار الذي اختاره الصحابة فيما يناسب حفظهم ونقلوه الى التابعين وتخير منه التابعون ايضا باعتبار حفظهم وما يوافق السنتهم وجدت هذه القراءات السبع والعشر والاربع عشر والخمسون فيكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم انزل القرآن على سبعة اعرف اي على سبع بقراءات تنزيلية وهذه القراءات التنزيلية يؤلف منها قراءات اختيارية كثيرة والقراءات من جنس السنن المتنوعة. فان النبي صلى الله عليه وسلم مثلا قرأ بمالك يوم الدين وقرأ مالك يوم الدين فتكون كلاهما سنة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا شاء الانسان قرأ بها على هذا الوجه اذا شاء قرأ بها على هذا الوجه وهذا اخر الايضاح على هذا الكتاب وبالله التوفيق