فالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. قال المصنف رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا قال تعالى بعلومهما الدرس الحادي عشر في قراءات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه فمن ذلك ما رواه الحاكم بسنده عن ابي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قرأ ملك يومه بناء ريف وقد قرأ بها خمسة من القراء السبعة. وهم ابو عمرو وابن عامر وحمزة وابن كثير وقرأ عاصم والكسائي وكذلك الصراط المستقيم بالصادق وهي قراءة جمهور ما عدا قنبلة وهو وهو ابو عمر محمد بن عبدالرحمن المخزومي. فانه قرأ بالسين وما خلفا وهو ابو محمد خلف ابن هشام فانه قرأها باسم وكذلك قوله تعالى في سورة البقرة فلها مقبوضة. ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأها مقبوضة الراء والهاء بصيغة الجمع بغير الف. وهي قراءة وهي قراءة ابن كثير وابيعة. واما الباقون فقرأوها فرهان مقبوضة بكسر الراء وفتح الهاء والف بعدها. وقال صلى الله عليه كلما ننشجها بضم النون الاولى والسكون الثانية وكسر الشين بعدها زاد وهي قراءة حمزة والكسر وعاصم وابن عامر. وقرأ الباقون ينشرها بالراء بدل الزائد. وقرأ صلى الله عليه وسلم من انفسكم في اخر سورة التوبة بفتح الفاء ومعناها من اعظمكم قدرا كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في رح المعاني وهي قراءة وهي قراءة ابن عباس وابن محيصر والزهري سبعة من انفسكم جمع نفس انتهى وغير ذلك مما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ذكر المصنف رحمه الله تعالى درسا اخر من دروس المتعلقة بعلم اصول التفسير يتعلق بالقراءات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ بها. والمراد بالورود هنا ورود خاصة وهو ورودها في نقل الحديث النبوي. وليس المقصود الورود العام. لان القراءات كلها واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فان هذا الباب مبني على الاتباع والاثر. وليس مبنيا على القياس والنظر فما قرأ احد من القراء الا باثر منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذه الترجمة التي ذكرها المصنف تبعا لغيره المراد بها القراءات الواردة بطريق النقل الخاص الاحاديث النبوية عن النبي صلى الله عليه وسلم. واما النقل العام وهو طريق نقل القراءات فهذا طريق اخر وهو ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم فان عاصما مثلا قرأ على زر ابن حبيش وابي عبدالرحمن السلمي وهما قرأا على عثمان ابن عفان وعلي ابن ابي طالب وابي ابن كعب الى اخر ذلك فهي قراءة لكن تم طريقان لنقل القراءات. احدهما الطريق العام ويسمى بطريق نقل القراءات المتواتر والثاني طريق خاص وهو طريق النقل الوارد في الاحاديث النبوية. ومنه هذه الاحاديث التي اوردها المصنف فمن ذلك ما رواه الحاكم بسنده عن ابي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قرأ ملك يوم الدين بلا الف واسناده ضعيف وقد قرأ بها خمسة من القراء السبعة وهم ابو عم وابن عامر وحمزة وابن كثير ونافع وقرأ عاصم الكسائي باليت ففي هذه الكلمة قراءتان احداهما بدون الف والاخرى بالف. وقولنا في الحديث ان اسناده ضعيف ليس تظعيفا للقراءة. لان القراءة ثابتة بطريق النقل العام للقراءات عن النبي صلى الله عليه وسلم. وان تضعيف لطريق النقل الخاص عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه هي القاعدة فيما يستقبل. وفيما يقع من كلام اهل العلم رحمهم الله تعالى في الحكم على الاحاديث الواردة في القراءات. فليس مقصودهم تضعيف القراءة. وانما تضعيف طريق النقل الخاص الذي رويت فيه هذه القراءة كهذا الحديث. ثم ذكر ايضا كذلك الصراط المستقيم بالفاتحة بالصاد وهي قراءة الجمهور. ما عدا قنبل وهو ابو عمر ابو عمر محمد بن عبد الرحمن المقسوم فانه بالسين اي الصراط المستقيم. فهي قراءة ثانية في هذا الحرف. ثم قال وما خلفا وهو ابو محمد خلف ابن هشام فانه قرأ الصاد زاين. والمقصود بالاشمان هنا خوضها صوت الزايد والمعنى بالخلط الشوك. فيقرأ الزرار. والدليل على بقاء اصل الصاد بقاء صفة الاستعلاء. لان الصاد من حروف الاستعلاء بخلاف الزائد. فيقال فيها باشمام بداية اي بخلطها بصوته مع بقاء صفة الصاد وهي الاستعلاء. فلا تقرأ زاي خالصة الزراع ان هذا يكون اذهابا لصفة الاستعلاء وانما تكون مشوبة فالصراط المستقيم. ثم ذكر ايضا قوله تعالى فرهان مقبوضة وان النبي صلى الله عليه وسلم قرأها مقبوضة. وهذا الحديث عند الحاكم ايضا باسناد ضعيف وهي قراءة ابن كثير وابي عمرو. واما الباقون فقرأوها بالالف مع كسر الراء كرهان مقبوضة ثم ذكر قراءة اخرى وهي ننسجها بضم النون وسكون التالية وكسر الزاي وبالقراءة الاخرى ننشرها ثم ذكر قراءة اخرى وهي من انفسكم في اخر سورة التوبة بفتح الفاء واثبت القراءة تبعا للمصحف في الاية من انفسكم وتقرأوا على ارادة المعنى بفتح الفاء ومعناها من اعظمكم قال كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما وفي ثبوته نظر فالاسناد عند الحاكم ضعيف. ثم نقل كلام الانوسي في رح المعاني قال وهي قراءة ابن عباس وابن محيص والزهري وقرأ السبعة من انفسكم جمع نفس فهي قراءة خارجة عن القراءات المتواترة بل هي قراءة شاذة وقد جاءت في بعض الطرق عن ابي عمر وهو احد السبعة لكن ما الامر كما قال ابن الجزري وحيثما يحتل ركن الاكبت شذوذه لو انه في السبعة فهي وان كانت واقعة في بعض الطرق عن ابي عمرو وهو احد السبعة لا انا محكوم بشذوذها وقرأها من الاربعة الزائدين عن العشرة ابن محيص المكي رحمه الله تعالى ثم قال وغير ذلك مما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم اي بطريق النقل الخاص. والاحاديث التي اوردها المصنف رحمه الله تعالى في طريق النقل الخاص فيها ضعف وهذا هو الاصل في الاحاديث المروية في القراءات عن النبي صلى الله عليه وسلم استغناء بطريق النقل العام. فان الرواة قويت نفوسهم لحفظ القراءات المروية بالنقل عام فحفظها الثقات من النقلة وضبطت واعتمدت كما سبق في الدرس الماضي. واما طريق الخاص فليس فيه الا رواية الضعفاء وسيء الحفظ. فهذه الاحاديث ضعيفة بطريق النقل الخاص. واما بطريق النقل العامي للقراءات فهي ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وتمييز هذين الطريقين امر مهم جدا فبالجهل به يقع الغلط. فمثلا اذا قلنا انه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في الاستعاذة فمقصودنا طريق النقل الخاص فالاحاديث الواردة في صفة الاستعاذة المروية في السنن وغيرها ولكن ثبت بطريق النقل العام في القراءات باتفاق القراء ان القارئ اذا قرأ يستعيذ فيقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فهذه صفة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بطريق النقل العام. واما بطريق النقل الخاص فان الاحاديث الواردة في ذلك ضعيفة. والذي لا يفهم يقول انه اذا كانت الاحاديث ضعيفة فعند ذلك لا تكون الاستعاذة سنة مستحبة عند ابتداء القراءة بهذه الصيغة. بل لو قال الانسان بالله اعوذ كان ذلك موافقا وليس الانسان مطالبا بصيغة واردة. ونقول ان الصيغة وردت بطريق النقل العام على هذه الصفة التي ذكرت لك اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم القراء رحمهم الله تعالى لما نقلوا هذه الصفة نقلوا هذه الصيغة نقلوها بصفة معينة فمن لا يفهم يقول ان الاستعاذة ليست من القرآن اجماعا. فكيف تكون يكون لها احكام القرآن والجواب ان مقدمة الشيء تابعة له ونقل القراء دل على ملاحظة ذلك في كيفية الاتيان بها. فمن يقول لا تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولكن قل اعوذ اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم اقرأ من اين لك هذا؟ فهذا الذي جئت به من بنيات افكارك. فهمت ان الاستعاذة ليست من القرآن اجماعا ثم فرعت على ذلك انها لا يؤتى بها على هذا الوجه من الترتيل وهذا من الغلط وهي في احكامها لا تخرج عن سنن العرب في كلامهم فان كلام العرب له قانون مضطرب في كيفية الاتجار به من المخارج والصفات. والقرآن العربي والنبي صلى الله عليه وسلم افصح العرب. فملاحظة ذلك تستدعي ايقاعها على هذا الوصف الذي ذكرت له. ومنه ما يتعلق بهذا الباب التكبير فان التكبير عند الضحى وما بعدها سواء بطريق الشر لابن كثير او بطريق الطيبة لجميع القراء. لا يمكن القول بانه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم او انه بدعة. لانه ثبت بطريق النقل العام وليس بطريق النقل الخاص. فلو قدر ان الاحاديث الواردة في ذلك ضعيفة اي الخاصة فان طريق النقل العام عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءات كاف في اثباتها. ومن بدائعه انور شاه كشميري قوله رحمه الله تعالى ان الاسناد جعل لئلا يدخل في الدين فيما ليس منه ولم يجعل يخرج من الدين ما ليس منه. هذه كلمة عظيمة قال ان الاسناد جعل لئلا في الدين ما ليس منه. لا لأن لا يخرج ما هو منه. فاذا جاء انسان قال الاسانيد في التكبير في الاحاديث ضعيفة او في الاستعاذة ضعيفة. هناك طرق اخرى لنقل الدين ليست فقط هي طريق انت الان لا تأتي بحديث صحيح فيه ذكر الصلوات الخمس ان صلوا الفجر ركعتين والظهر اربعة والعصر اربعة والمغرب ثلاثا والعشاء اربعة. لكن هذا نقل مستفيض عام عند الامة. لا فيه الى اسانيد خاصة تنقل بها هذه الاخبار. واذا فطن الانسان بمآخذ العلم تاركه وتنوعها امن من الغرق واذا جهل ذلك وقع في الغلب ومن الاصول التي ينبغي ان تتقيد ان تحذر من الهجوم بالقول على اصل متقرر عند اهل العلم. فانك اما ان تفهمه فتلك غنيمة باردة. واما الا تفهمه فلا تشغب عليهم. فاذا ورد عن الانسان اختيار يختاره يقترحه على نفسه باعتبار ما اداه اليه النظر فاياه اياك ان تقول به حتى تتحقق ان هذا القول الذي تقول به لا يخالف عمل الامة. فانك اذا قلت بقول خلاف عمل الامة فاعلم ان قولك خطأ وانك جاهل لان من الكبرى تغليق الامة العظمى. فالذي يقول الان ان الدعاء عند ختم القرآن بدعة مطلقة لا في صلاة ولا خارج صلاة لا شك انه جاء بشيء على خلاف عمل الامة قاطبة سواء كنا في الصلاة وخارجها او خارج الصلاة فقط. فمن ذا الذي قال من الائمة المتبوعين؟ ان الدعاء عند ختم القرآن ليس مشروعا هو بدعة وانما هي مما يؤدي اليه النظر القاصر من تتبع الاسانيد والحكم على المرويات دون امعان النظر في عمل وغير ذلك من انواع دلالات الاحكام التي يستعملها الفقهاء رحمهم الله تعالى ويذكرها الاصوليون فلابد من التفطن لهذا الاصل العظيم وعقد هذه الكلمة التي قالها محمد انور الكشميري انما جعل الاسناد لئلا يدخل في الدين ما ليس منه لا يخرج منه ما هو منه. نعم. احسن الله اليكم ورفع قدركم قال رحمه الله الدرس الثاني عشر فيمن اشتهر من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم بحفظ القرآن الكريم واقراءه من الصحابة الذين اشتهروا بذلك احد عشر وهم علي بن ابي طالب الهاشمي وعثمان بن عفان الاموي. وابي بن كعب وزيد ابن ثابت الانصاري الخزرجي وعبدالله ابن مسعود المدني وابو الدرداء عويمر ابن زيد الخزرج ومعاذ ابن جبل ابواب قيس ابن السكن رضي الله وابو زيد سقطت هذه الزيت. وابو زيد قيس ابن السكن نعم. وابو زيد قيس ابن السكن. رضي الله عنه فهؤلاء ثمانية بحفظ القرآن وتعليمه لغيرهم. فعنه ما اخذ ابو هريرة عبدالرحمن ابن صخل الدوسي اليمني. وعبدالله بن عباس الهاشمي وعبدالله بن السائب المطلب رضي الله عنه فهؤلاء ثلاثة اخذوا عن اولئك الثمانية فجملة الصحابة احد عشر رضي الله عنهما اجمعين. واما التابعون فقد اشتهر منهم بحفظ القرآن واقراءه كثيرون. منهم يزيد ابن قعقاع والاعرج عبدالرحمن بن هرمز ومجاهد بن جبر وعطاء بن يسار والاسود بن يزيد وعكرمة مولى بن والحسن البصري وعبيدة ابن قيس السلماني وغيرهم فهؤلاء القراء والحفاظ من الصحابة تابعينهم مرجع القراء السبعة المتواترة قراءتهم. فان نافعا اخذعا يزيد ابن القعقاع. وابن كثير اخذ عن ابن السائل واباع من اخذ عن يزيدا من قعقاع ومجاهد. وابن عامر اخذ عن ابي الدرداء وعاصم اخذ عن ابن حبيش وحمزة اخذ عن عاصم والكسائي اخذ عن حمزة رضي الله عنهم اجمعين. ذكر المصنف رحمه الله تعالى اخر من الدروس المتعلقة بعلم اصول التفسير. وهي من ملح هذا العلم والعلم بها من كمال العلم باصول التفسير وما يتعلق بنقل القرآن الكريم. وهذا الدرس فيه ذكر من اشتهر من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم بحفظ القرآن الكريم واقراءه. فذكر المصنف جماعة من الصحابة الذين بالصدر الاول بحفظ القرآن وقراءته وهم الثمانية المقدمون. ثم اتبعهم بثلاثة اخذوا اولئك الثمانية فجملة الصحابة المذكورين ها هنا احد عشر رجلا رضي الله عنهم اجمعين ثم ذكر من التابعين من اشتهر بحفظ القرآن واقراءه كي يزيد ابن القعقاع والاعرج عبدالرحمن ابن هرمز ومجاهد ابن الى ان انتهى الى عبيدة ابن قيس السلماني سكون اللام وتفتح ايضا فيقال السلماني ويقال والسكون اشهر. فهؤلاء القراء والحفاظ من الصحابة والتابعين هم مرجع القراء السبعة المتواترة قراءتهم فهؤلاء الصحابة اخذوا عن النبي صلى الله عليه وسلم واخذ التابعون عنهم ثم انتهى ذلك الى القراء السبعة وبين وجه انتهائه فقال فان نافعا اخذ عن يزيد ابن قرقاع وفي كثير اخذ عن عبد الله ابن السائب الى اخر ما ذكر. وهؤلاء بعض مشيخة السبعة وقد اعتنى الداني رحمه الله تعالى بعد مشيخة كل امام من ائمة القراء بقوله مثلا ورجال نافع الذين اخذ عنهم القراءة هم فلان وفلان وفلان وهؤلاء اخذوا فوقهم ويعدهم من الصحابة حتى ينتهي الى النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا من بدائع كتاب التيسير الداني. ثم اخذه عنه ابن الجزري رحمه الله تعالى في كتاب تحذير النشر تحذير التيسير ثم في كتاب النشر. ثم اقتصر على بعض اولئك فتجد من يذكر رواية عن حفص عن عاصم يقول حفص عن عاصم عن ابي عبد الرحمن عن عثمان ابن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا غلط لان قراءة حفص لان رواية حفص ليس مرجعها هذا الطريق فقط وانما مجموع طرق وانما مجموعة طرق ينبغي ذكرها جميعا فيستوبى ذكرها جميعا بان يقال عاصم اخذ عن زيد ابن حبيش وابي عبد الرحمن السلمي فاما زر بن حبيش فاخذ عن عبد الله ابن مسعود اما ابو عبد الرحمن السلمي فاخذ عن عثمان بن عفان وعلي ابن ابي طالب وزر ايظا اخذ عن ابي ابن كعب وهؤلاء اخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عن من؟ جبريل وهو عن وليس عن الله وهو عن جبريل وهو عن اللوح المحفوظ وهو عن الله عز وجل وليس اللوح المحفوظ اللوح المحفوظ هذا على عقيدة الاشاعرة فليس على عقيدة اهل السنة والجماعة. ولذلك بحمد الله لا تجده بكتب القراء المتقدمين. وانما تجده عند من تأخر ممن غلط في هذه فقال ان الكلام معنى قائم بالذات وكانت اللوح المحفوظ وعبر عنه جبريل بهذه الالفاظ التي اخذها عنه النبي صلى الله عليه وسلم فهذا سند التلقي للقرآن الكريم. وهؤلاء بعض مشيخة السبعة. وحينئذ اذا عرفت ان المذكور هنا بعض ثقتهم يندفع عنك الاشكال في كون حمزة اخذ عن عاصم اخذ عن حمزة فحمزة والفسائي امامان فكيف ترجع قراءتهما الى امام اخر والجواب ان لهم طرقا اخرى فهم لهم اختيار في القراءة اخذوه عن جماعة منهم عاصم في حق حمزة ومنهم الكسائي حمزة في حق الكسائي. وهذا الباب وهو ما ذكرت لك مما يتعلق في نقل القراءات من مظاهر افتراق العلم وضعفه في الامة. والعلم جسد واحد لا يتجزأ. ومن الغلط قصر النظر على بعض علومه فان ذلك ينشئ الكلام في العلوم الاخرى على وجه قاطع فالذي يدرس اصول الفقه ويقرأ فيها التواتر والاحاد يخرج لنا برسالة فيها افطار تواتر القراءة وبيان انها عن الاحاد دون الجماعة. وهذا يقول به بعض الاصوليين. لانهم يقولون به بعض بعض الاصوليين لانهم توهموا التواتر الكائن في القرآن كالتواتر المذكور عندهم في الاخبار العامة. فوقعوا في الغلط لانه قصر علمه على شيء ثم اعمله في علم اخر. او يأتي انسان في الفقه ثم يقرأ في الفقه يقول والشاذة ما خرج عن مصحف عثمان. ثم يفهم ان مصحف عثمان هو طبعة الملك فهد. فاذا ما وجد هذه الرواية في مصحف الملك فهد قال ان هذه الرواية الشاذة طبعا المتكلمين في الفقه يا اخوان عن قراءة سبعية قالوا هذه قراءة شادة وارجلكم كف المصحف وارجيك وفي الظاهر ان هذه قراءة شافية. هكذا قاله في تقرير درس الفقه. لان الخطأ في فهم مآخذ العلم ينشئ مثل هذه الافهام هذا يبين صدق قول الزبيدي رحمه الله تعالى فان انواع العلوم ايش؟ تختلط وبعضها بشرط مرتبط فمن فصلها وقع في مثل هذه الزلات وهذا اخر البيان على هذه الجملة وبالله التوفيق