طيب السؤال في الحقيقة مهم جاءني من سائلة الكريمة باللغة الانجليزية وخلاصة تقول ان ابني يقول لي انه بعد التأمل والتدبر وبعض الحسابات الدقيقة شعر ان التعامل بالمرج وشراء البيت بالتمويل التقليدي من البنك انفع له واوفر للمال حتى لو باع البيت بعد فترة ولو باعوا بالخسارة لسة هيرجع له بعض المال بخلاف لو كان مستأجر سيذهب المال كله ثم زاد فقال والدنيا كلها كده. يعني انتشرت تمويل الربوي في مختلف الدنيا كلها. فلماذا نحن نحظر على انفسنا ولا ننتفع بهذا بهذه المكنة المتاحة لنا في هذا البلد. ثم زاد فقال ما هو ايضا التمويل الاسلامي لم يخلو من الربا. فالربا فوقنا وتحتنا وعن يميننا وعن شمالنا. ومن بين ايدينا في كل مكان. فلماذا هذا والدخول في هذه المضايق كلها نقول لسائلنا الكريم وهو في بداية عهده بالحياة اسأل الله يا بني ان يغنيك بحلاله عن حرامه وبطاعته عن معصيته وبفضله عمن سواه ما ذكرته يا بني يعتمد في قولك على ان التعامل بالربا انفع لك انفع لك في باب الحسابات المالية البحتة. طيب وان الربا قد انتشر في كل مرافق المجتمع وانه لم يخلو منه حتى التمويل الاسلامي النتيجة التي تريد ان تصل اليها تسويغ التعامل بالربا ما دام الحال كما ذكرت الجواب عن هذا يا رعاك الله ان الحل والحرمة لا يقاسان بالنفع المالي وحده. هذه طريقة العلمانيين يا ولدي. ومن يبيع دينه بعرض من الدنيا. الحلال ما احله الله ورسوله. والحرام ما حرمه الله ورسوله. والدين ما شرعه الله ورسوله يا بني ان الاستثمار في الخمر وفي التبغ وفي المخدرات من اربح التجارات في باب الدين هذا والدرهم وقد نص الله على ما في ذلك من منافع في قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع الناس واثمهما اكبر من نفعهما لكن الله مع هذا نص على تحريمهما فقال يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون لا تزال الخمر يا ولدي ام الخبائث لا يزال نبيك صلى الله عليه وسلم قد لعن في الخمر عشرة لعن لعن عاصرها ومعتصرها وشاربها والمحمولة اليه وساقيها وبائعها واكل ثمنها والمشتري لها والمشترى له فليست بالمنافع المادية وحدها يقاس الحل والحرمة انما يرجع في هذا يا ولدي الى حكم الله ورسوله وقد جعل الله تحريم الربا نصا قاطعا في كتابه. فقال تعالى الذين ياكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الليل يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا. فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف فهو امره الى الله ومن عاد فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. ثم توعد المصرين على الربا بحرب معلنة من عنده فقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ان كنتم مؤمنين. فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله رسوله وان تبتم فلكم رؤوس اموالكم لا تظلمون ولا تظلمون اما انتشار الربا وشيوعه في المجتمعات المعاصرة فهو يا ولدي كالتشار الزنا وكانتشار الشزوز الجنسي وسائر العلاقات المحرمة. هل شيوعها وانتشارها يجعلها مباحة او يسوغ لنا ان نترخص فيها. ان الاصل في العلاقة بين الجنسين في هذا البلد هو المخادنة والتي لا تخادم او لا تتخذ صديقا تعد مريضة او معقدة. فهل تستبيح المخادنة باستباح المجتمع لها افق يا بني ان الربا في التحريم لا يقل حرمة عن الزنا بل جاء في بعض النصوص وان كان في سندها نكارة انه اشد حرمة من الزنا. الرشد يا وسبيل المؤمنين يا رعاك الله. ان تتبع سبيل الهدى والا توحشنك قلة السالكين. ان تحذر طريق الهلكة والغواية. لا يغرينك به كثرة الهالكين اما قولك بان التمويل الاسلامي ايضا لم يخلو من الربا هذه يا ولدي مجازفة كبرى تعميم فاحش ظلم كبير للتجربة الاسلامية في باب التمويل الاسلامي. اهكذا يهال التراب على التجربة الاسلامية كلها بجرة قلم لقد كان عليك يا ولدي ان ترجع الى اهل الفتوى في ذلك لكي يبينوا لك هذا الامر وقد صدر عن مجمع فقهاء الشريعة بامريكا قرار حول شركات التموين العاملة على الساحة الامريكية. بعد سنة كاملة من البحث والتداول والنظر في عقودها والسماع المباشر من ممثليها وبين جواز التعامل معها عند الحاجة وان ما في بعضها من قصور او تقصير لا يرقى الى مستوى ابطال عقودها او تحريم التعامل معها. فارجع في ذلك الى موقع المجمع بارك الله فيك ولا ينبغي لاحد ان يعتب على نور فيه ظلمة ما دام لم يحصل له نور لا ظلمة فيه وما مثلوا من يشنون الغارة على التمويل الاسلامي في هذا البلد لوجود شبهة فيه ويفرون منه الى التمويل الربوي البحت الا كمثل من يفرون من لحوم البقر والغنم. لان في ذبحها او في التسمية عليها بعض الشبهات يفر من هذا الى لحم الخنزير فيفر من الشبهة. موضع النظر والاجتهاد الى الحرام الجلي القطعي والله المستعان. اسأل الله يا بني ان يأخذ بناصيتك يليه اخذا جميلا وان وان يردك اليه ردا جميلا انه ولي ذلك والقادر عليه. اللهم امين اللهم امين