غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية. يقدم شرح دليل الطالب لنيل المطالب. للامام مرعي الكرم الحنبلي. مع الشيخ ابراهيم رفيق الطويل بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي في برنامج غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية في مقرر دراسي جديد وفي مجلس علمي جديد، لكن هذه المرة نعود الى ميدان الفقه والى رحاب المدرسة الحنبلية رحمة الله تعالى على علمائها واصحابها واكابرها ومحققيها. نعود لنتدارس معا كتابا جديدا من تراث هذه المدرسة العظيمة بعد الكتاب الاول الذي تمت مدارسته وهو كتاب اقصر المختصرات. اقصر المختصرات لابن بلبان الدمشقي. هذا هو الكتاب الاول الذي تمت مدارسته في هذه آآ او في هذا البرنامج المبارك باذن الله. وفي هذا المجلس الجديد الذي نعقده نتدارس كتابا اخر وهو كتاب دليل الطالب لنيل المطالب للامام مرعي ابن يوسف الكرمي رحمة الله تعالى عليه وقبل ان نلج في رحاب هذا الكتاب المبارك وان نقف على عبارته وان نحللها ونتدارسها ونتفهمها. دعوني اقدم بين يدي هذه الدورة المباركة وبين يدي هذا الكتاب. مجموعة من المقدمات يحتاجها طالب العلم الحنبلي خصوصا ويحتاجها طالب العلم عموما فيما يتعلق بالدرس الفقهي قبل ان نلج في هذا الكتاب ساقدم باربع مقدمات احبتي. المقدمة الاولى سنتكلم فيها عن اهمية علم الفقه. المقدمة الثانية تكلموا فيها عن المبادئ العشرة لهذا العلم المقدمة الثالثة نتكلم فيها عن اهمية التمذهب لطالب العلم واخيرا احبتي نتكلم عن دليل الطالب ما قيمة هذا الكتاب وما وزنه عند السادة الحنابلة رحمة الله عليهم؟ المقدمة احبتي في بيان اهمية علم الفقه ومنزلته في الدين فنقول مستعينين بالله ان الفقه في الدين ومعرفة حكم الله في افعال المكلفين لهو اشرف علوم الشريعة واجلها بعد علم الاعتقاد اذ به يصحح الانسان اقواله وافعاله وفق مراد الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا واوجدنا على هذه الارض ليبتليه احبتي ان معرفة مراد الله سبحانه وتعالى منا اصل كبير ومقصد عظيم من مقاصد الوجود الانساني. ومن اجله انزل الله الشرائع وارسل الرسل ليبينوا للناس مراد الله سبحانه وتعالى منهم. وليبينوا لهم ما يحبه ويرضاه سبحانه. من الاقوال والافعال وما يسخطه ويأباه منها وقد نبه كثير من العلماء والائمة على شرف علم الفقه وعلى منزلته التي تبوأها من بين سائر علوم الشريعة فهذا ابن مفلح من اصحابنا الحنابلة ينقل في الاداب الشرعية عن صاحب المحيط من الحنفية قوله افضل العلوم عند الجمهور اي عند جماهير العلماء بعد معرفة اصل الدين وعلم اليقين معرفة الفقه والاحكام الفاصلة بين الحلال والحرام فهذا نص واضح جلي يبين فيه هذا العالم الكبير المنزلة التي يحتلها هذا العلم من بين سائر علوم الشريعة فهو في المرتبة الثانية بعد علم الاعتقاد. وهذا يدل على منزلة رفيعة. ايضا العلامة الغزالي رحمة الله عليه في المستصفى احبتي يقول ان اشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع اي ما اجتمعت فيه الادلة العقلية والادلة واصطحب فيه الرأي والشرع. ويقصد بالرأي هنا الرأي المبني على القواعد الشرعية. واصطحب فيه الرأي والشرع. اي النصوص النقلية هي ايضا فهي قريبة من الجملة السابقة ان اشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع. ثم يقول وعلم الفقه واصوله من هذا القبيل اي علم الفقه وعلم اصول الفقه هذا شأنه تجتمع فيه الادلة العقلية والاستنباط العقلي مع الادلة السمعية النقلية ولاجل شرف علم الفقه وسببه. وهذا كلام الغزالي وفر الله دواعي الخلق على طلبه. جعل الناس يهتمون بطلبه وكان العلماء به ارفع العلماء مكانا واجلهم شأنا واكثرهم اتباعا واعوانا اذن هذا نص اخر يبين شرف هذا العلم ومنزلته العظيمة عند العلماء رحمة الله تعالى عليهم والامام ابن الجوزي رحمة الله عليه من السادة الحنابلة ايضا اظن الكل يعرف الامام ابن الجوزي صاحب المصنفات النافعة خاصة في علم التفسير وفي علم دقائق وهو اه من كبار ائمة الحنابلة له اهتمام وشغف كثير بعلم الفقه وقد اه اطال الحديث عن شرف هذا العلم وعن منزلته وحث الطلبة على التزود منه ما اسعفتهم الاعمار لشدة الحاجة اليه ولعدم استغناء الناس عنه لشدة الحاجة الى الفقه ولعدم استغناء الناس عنه فان ابن الجوزي رحمة الله عليه يوجه الطلبة الى التزود من هذا العلم ما استطاعوا وسأنقل لكم العديد من الاقوال التي بثها رحمة الله تعالى عليه في مصنفاته. فيقول مثلا رحمة الله عليه في صيد الخاطر يقول اعظم دليل على فضيلة الشيء النظر الى ثمرته اذا اردت ان تعرف فضل شيء فانظر الى الثمرة التي ينتجها هذا الشيء اعظم دليل على فضيلة الشيء النظر الى ثمرته ومن تأمل ثمرة الفقه علم انه افضل العلوم فان ارباب المذاهب فاقوا بالفقه الخلائق ابدا وان كان في زمن احدهم من هو اعلم منهم بالقرآن او بالحديث او باللغة. يعني نجد ان الفقهاء فاقوا الناس وفاقوا الخلائق ثقة في اعصارهم حتى ولو وجد في زمنهم عالم بالتفسير او وجد عالم باللغة فان فان مرتبة العالم بالفعل تفوق مرتبة كل هؤلاء العلماء. ثم يقول رحمة الله تعالى عليه. واعتبر هذا باهل زماننا فانك ترى الشاب يعرف مسائل الخلاف الظاهرة فيستغني ويتصدر ويعرف من حكم الله تعالى في الحوادث ما لا يعرفه النحرير من باقي العلماء. اي من باقي العلماء الذين انشغلوا باللغة او بعلوم الاعتقاد او بعلم التفسير وما شابه ذلك ثم يقول وكم رأينا مبرزا في علم القرآن او في الحديث او في التفسير او في اللغة لا يعرف مع شيخوخته معظم احكام الشرع وهذا يعني شيء مذل كما يرى ابن الجوزي رحمة الله عليه. لا يعرف معظم احكام الشرع. وربما جهل علم ما ينويه في صلاته على انه طيب اذا ابن الجوزي يحثنا على طلب الفقه والتزود منه. لكن هل يريد ابن الجوزي بهذا الكلام الا يكون طالب العلم مشاركا في العلوم الاخرى؟ انتبهوا يا من تدندنون حول التخصص. انظروا هذه الكلمة العظيمة وهذه المنهجية العالية من ابن الجوزي. يقول على انه ينبغي للفقيه ان لا يكون اجنبيا عن باقي العلوم فانه لا يكون فقيها. يعني اذا كنت اجنبيا عن علم اللغة والنحو والصرف. اذا كنت اجنبيا عن اصول الفقه وعن قواعد التفسير وعن مقاصد الشريعة اذا كنت اجنبيا عن كل هذه العلوم فانك لن تكون فقيها مهما اشتغلت بالفقه طيب ماذا يفعل اذا طالب طالب علم الفقه؟ قال بل يأخذ من كل علم من هذه العلوم المساندة بل يأخذ من كل علم بحظ. ثم يتوفر على الفقه فانه عز الدنيا والاخرة. وهذه القاعدة التي ذكرها ابن الجوزي قاعدة في سائر علوم الشريعة اخواني وهذه نصيحة اوجهها لكل اخ يبحث عن التخصص نقول اخي الكريم اياك ان تنخدع بالتخصصات الجامعية فانك للاسف تصل الى مرحلة التخصص وانت لم تشارك في جل العلوم الشرعية بعد اسمع نصيحة العلماء الاكابر لما ابن الجوزي يقول لك اذا اردت ان تكون فقيها فعليك ان تكون مشاركا في سائر علوم الشريعة هو يعطيك نصيحة عالم مدقق وهذه ليست فقط نصيحة ابن الجوزي بل نصيحة جميع العلماء الكبار. واقرأوا ما نصوا عليه في قواعد التعلم والطالب. اقرأوا لي ابن جماعة للزرنودي ولغيره ممن كتب وصنف في قواعد التعلم. الكل متفق على اهمية ان يكون طالب العلم ابتداء مشاركا في سائر العلوم فعنده دراية بالنحو والصرف والبلاغة واصول الفقه وقواعد آآ التفسير وعلوم العقيدة والفقه ثم بعد ذلك يتخصصوا في العلم الذي يرغب اليه ويجنح اليه اما التخصص قبل ان يكون مشاركا فانك لن تكون متخصصا ابدا في يوم من الايام بهذه الطريقة اذا هذا النص الاول ابن الجوزي رحمة الله تعالى عليه ويقول ايضا في موطن اخر يقول ان اتسع الزمان للتزيد من العلم فليكن من الفقه فانه الانفع. ابن الجوزي يحث طالب العلم انك اذا وجدت فسحة من الوقت لتتزود من آآ احد العلوم فتزود من علم الفقه فانه انفع لك ولمجتمعك ويقول ايضا ان الشاب المبتدئ في طلب العلم ينبغي له ان يأخذ من كل علم طرفا لاحظوا النصيحة مرة اخرى من لسان ابن الجوزي ان الشاب المبتدئ في طلب العلم ماذا يفعل يا امام؟ هل يتخصص؟ لا. قال ينبغي له ان يأخذ من كل علم طرفه. يأخذ دورة في النحو دورة في الصرف دورة في اصول الفقه دورة متقدمة في قواعد التفسير. عليك ان تأخذ من كل علم طرفا. ثم قال ويجعل علم الفقه الاهم مم ولا يقصر في معرفة النقل اي الاحاديث ففيه تبين سير الكاملين. هكذا يكون الكمال للانسان الذي يبحث عن الشرف والفضل ويقول هذا النص الاخير الذي انقله له ثم لينظر من يحفظ ثم لينظر ما يحفظ من العلم فان العمر عزيز والعلم غزير وان اقواما يصرفون الزمان الى حفظ ما غيره اولى منه وان كان كل العلوم حسنة ولكن الاولى تقديم الاهم والافضل وافضل ما ما توغل به حفظ القرآن هذا اولا تحفظ القرآن يا طالب العلم. قال ثم الفقه وما بعد هذا فهو بمنزلة التبع. اي ما بعد حفظ القرآن والفقه فهو بمنزلة التبع لهما فاذا هذه النصوص احبتي وغيرها تدل على علو كعب هذا العلم. وعلى حيازته قصب السبق. من بين سائر الشريعة الغراء فلا علم الاعتقاد فبالتالي حري بطالب العلم اخواني ان يعطي هذا العلم ثمرة عمره وحياته. اه وان يفرغ فيه وسعه كما لمسيس حاجته هو اليه اولا ولمسيس حاجة الناس اليه في المجتمع. واخواني في الله اقول لكم ان الجهل بالفقه اثاره وخيمة الجهل بالفقه وبمواطن الحلال والحرام اثاره والله وخيمة على الافراد والمجتمعات فكم من بلية وقعت؟ وكم من ارواح ازهقت؟ وكم من اسر تشتت؟ وكم من قضايا رفعت؟ كان اساسها اساس كل هذه بلايا الجهل بمواطن الحلال والحرام. الم تسمعوا احبائي للحديث المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي شج في احدى الغزوات فاصبح محتلما فسأل اصحابه هل لي رخصة في التيمم؟ فقالوا لا نجد لك رخصة وامروه بالغسل بالماء فاغتسل بالماء فمات من جرحه. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب. وقال قتلوه قتلهم الله. الا سألوا اذ لم يعلموا فانما شفاء العي اي الجهل. السؤال حديث رواه ابو داوود وغيره حسنه بعض اهل العلم ضعفه بعض اهل العلم لكن بشكل عام هذا الحديث يؤصل الفكرة التي اتكلم عنها وهي اثار الجهل بدين الله سبحانه وتعالى على حياة المجتمعات المسلمة. هذا الرجل رضوان الله تعالى عليه قتل بسبب جهل اصحابه بدين الله اصحابه منحوه فتوى خاطئة كان فيها او كانت سببا في ازهاق روحه فما بالكم بامة وبمجتمعات يتصدر فيها كثير من الناس ممن لم يتمكنوا من مسائل الفقه ولم يتقنوا قواعدهم له واصول الاستنباط. ماذا سيكون حال هذه المجتمعات؟ حينما يكثر فيها او تكثر فيها هذه الطبقة. اخواني ان ضعف قه في دين الله على الطريقة الصحيحة السليمة يغري انصاف المتعلمين على التجاسر على الفتيا فينفق سوق هؤلاء في اوساط الناس لخلو الساحة لهم فيوردون الامة المهالك بفتاوى مبتورة باراء شاذة بمسالك ضعيفة فتبقى هذه الامة تتخبط خبط عشواء وهي تبحث عن المنهج المقتصد المعتدل حيث لا افراط ولا تفريط حيث تكون المسائل الفقهية اخذا بعضها بحجز بعض هذا الذي تبحث عنه الامة المنهج المعتدل المقتصد حيث لا افراط ولا تفريط. لا تجديد ولا تمييع وتكون دعوة متناسقة يأخذ بعضها بحجز بعض. لا تناقض لا تنافر لا شدة وحرج وفي نفس الوقت لا تمييع وانما تبحث عن طريق كما قلنا سوي يوصل الى بر الامان والى رضا الرحمن سبحانه وتعالى على خطى الجيل الاول من الصحابة والتابعين ومن التابعين لهم باحسان. ومن هنا احبتي كان الانشغال بالدرس الفقهي واحياء هذه المجالس المباركة من اوجب الواجبات على المنشغلين بالعلم وعلى المتصدرين للفتية والتدريس اوجب الواجبات ان نتصدر لتعليم الناس الفقه في الدين خاصة اذا كان هذا المتصدر ممن اتقن الفقه واصبح متضلعا وعرف مسالك العلماء وضبط مذهب من مذاهب اهل العلم من محققين حينئذ عليه ان ينشغل بتعليم المجتمع مواطن الحلال والحرام لاعادة السالكين الى الله سبحانه وتعالى لاعادة السالكين الى الله الى جادة الصواب ولضبط المجتمعات وفق منهج قويم اصيل ينطلق بنا نحو صناعة واقع افضل لهذه الامة واعلم عبد الله في ختام هذه المقدمة الاولى ان الناس ثلاثة الناس ثلاثة. ويروى هذا الاثر عن علي بن ابي طالب عالم رباني ومتعلم على طريق النجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا الى ركن وثيق فاختر لنفسك يا طالب العلم اي الرجال انت؟ وماذا تريد ان تكون؟ والله الهادي الى سواء السبيل هذه هي المقدمة الاولى التي تكلمت فيها عن شرف علم الفقه وعن منزلته وعن آآ حث العلماء على طلبه وعلى التزود منه دعوني انتقل للمقدمة الثانية وهي المقدمة التي تتحدث عن المبادئ العشرة لعلم الفقه فان عادتنا اخواني اذا شرعنا في دراسة علم من ان ندرس المبادئ العشرة لهذا العلم والمبادئ العشرة هي مجموعة من التعريفات والمسائل تعطي الطالب قبل ان يلج في العلم تصورا عاما عن طبيعة هذا العلم الذي يريد ان يدرسه وان يقتحمه المبادئ العشرة هي مجموعة مسائل ندرسها سريعا من خلالها نتعرف على اجواء هذا العلم الذي نريد ان نقتحمه فمثلا من هذه المبادئ تعريف العلم وموضوعه وثمرة هذا العلم ومما استمدت الى غيرها من المبادئ التي سنتحدث عنها الان هذه المبادئ مهم جدا لطالب العلم ان يقف عليها قبل ان يدخل في اي علم يدرسه لانها تعطيك تصور عام عن طبيعة هذا الشيء الذي ستلجوا فيه ويقبح بالانسان احبتي ان يلج في طلب شيء وهو لا يتصوره ابتداء لا يعقل ان تدرس دليل الطالب وانت لو سئلت ما تعريف الفقه لا تعرف ما هو الفقه ولا تعرف ما موضوع هذا العلم وما ثمرته ما هي النتيجة التي تريد ان تحققها من هذه المجالس؟ هذا مما هو معيب بطالب العلم. لذلك كان ديدن العلماء المحققين في بداية جالسهم ان يعلموا الطالب المبادئ العامة لهذا العلم حتى يكون الطالب على بينة منها قبل الولوج. هذه المبادئ التي جمعها العلامة صبان في قوله ان مبادئ كل فن عشرة الحد والموضوع ثم الثمرة ونسبة وفضله والواضع الاسم الاستمداد حكم في الشارع مسائل والبعض بالبعض اكتفى. ومن درى الجميع حاز الشرف. وقد كررنا هذه الابيات مرارا في دوراتنا السابقة في برنامج غراس العلم. فعودوا اليها. وما يهمني هنا ان اسقط هذه المبادئ العشرة على علم الفقه فالمبادئ العشرة هي تعريف العلم وموضوعه وثمرته ونسبته وهي علاقته بالعلوم الاخرى وفضله وواضعه وهو اسمه ومما استمد هذا العلم وما حكم الله في تعلمه؟ والمسائل التي يتطرق اليها. فهذه تسمى المبادئ العشرة للعلم. فنبدأ احبتي المبدأ الاول من هذه المبادئ العشرة وهو التعريف الفقه فنقول الفقه لغة ما معنى اختلف في تعريف الفقه في اللغة فذهب بعضهم الى ان الفقه في اللغة هو الفهم مطلقا. ما معنى الفهم مطلقا؟ اي فهم المسائل الدقيقة او واضحة الجالية. فالاطلاق هنا حينما نقول الفقه هو الفهم مطلقا. ما معنى الاطلاق؟ اي فهم المسائل للواضحة الجالية فاذا فهمت ان واحد زائد واحد يساوي اثنين هذا يسمى فقها وكذلك فهم المسائل الدقيقة مثل المسائل الدقيقة التي نمر عليها في الميراث. فاذا فهمتها يسمى هذا فقها فالفقه هو الفهم مطلقا. سواء كان يتعلق بمسائل واضحة جلية. لا تحتاج الى مكابدة او يتعلق بمسائل دقيقة تحتاج الى جهد واعادة نظر هذا هو الرأي الاول ان الفقه هو الفهم سواء كان فهما لمسائل عويصة او لمسائل واضحة جلية هناك رأي اخر يقول لا الفقه هو فهم المسائل الدقيقة فقط الفقه في اللغة انما هو فهم لمسائل دقيقة. واما المسائل الواضحة الجالية فلا تسمى معرفة فتها وفهمها فقها هذا رأي اخر لكن في الحقيقة احبتي لعل الرأي الاول هو الاسعد بالدليل. هو ان الفقه لا يتخصص بفهم المسائل الدقيقة فقط بل هو الفهم مطلقا للدقيقة وللجالية الم تسمعوا الى قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام حين قال واحلل عقدة من لساني يفقه قولي يفقه قولي الان قولي هذه عامة اي قول له سواء كان قولا جليا واضحا او قولا دقيقا عويصا فهو قال يفقه قولي على عموم القول ندرس في اصول الفقه ودرسنا سابقا ان النكرة اذا اضيفت الى معرفة فانها تعم. والقول هنا اضيفت الى ضمير المتكلم فتدل على العموم فكأن موسى عليه السلام يقول يفقه قولي اي يفقه كل قول لي فبالتالي لاحظوا كيف علق الفقه بجميع اقواله الواضحة او الدقيقة وهناك ادلة اخرى يذكرونها في المطولات انا لا اريد ان اثقل عليكم فيها حتى تسير السفينة. فاذا الفقه في اللغة البعض قال هو الفهم المسائل العويصة او الجلية هذا رأي. وهناك رأي اخر قال هو الفهم للمسائل الدقيقة فقط. والقول الاول له ان يكون اسعد بالدليل كما ذكرنا والله اعلم. واما الفقه في الاصطلاح وهو الذي تبحثون عنه. واما الفقه في اصطلاح العلماء فهو العلم بالاحكام الشرعية العملية من ادلتها التفصيلية اعيد الفقه في اصطلاح علماء الشريعة هو العلم بالاحكام الشرعية العملية من ادلتها التفصيلية وكلمة العلم كما ذكرنا سابقا اذا وردت في بداية اي تعريف فاما ان تفسر بالقواعد والمسائل واما ان تفسر بالادراك واما ان تفسر بالملكة تمام؟ وهنا في تعريف الفقه لما قلنا الفقه والعلم بالاحكام اي هذه الثلاثة انسب في شرح معنى العلم الذي صدرنا به التعريف الصحيح ان كلمة العلم هنا بمعنى الادراك. هذا هو الانسب فلا نفسر بمعنى الملكة ولا نفسرها بمعنى القواعد والمسائل بل الانسب ان تفسر بمعنى الادراك فنقول الفقه هو العلم بالاحكام يعني الادراك والمراد بالادراك هنا في هذا التعريف ادراك الشيء ادراكا جازما او بغلبة الظن لأن الفقه في دين الله سبحانه اما ان تكون مسألة مجزوم بها مقطوع بها واما ان تكون مسألة على غلبة الظن مظمونة وغالب المسائل الفقهية هي اصلا من النوع الثاني. مما وصل اليه العالم بغلبة الظن وليست من المسائل القطعية. فبالتالي حينما نقول الفقه هو العلم بالاحكام نقول العلم هنا بمعنى الادراك سواء كان ادراكا جازما او بغلبة الظن حتى ندخل المسائل القطعية في الفقه وندخل المسائل الظنية ايضا في الفقه لان ننتبه لو قلنا الفقه هو العلم بالاحكام وقلنا العلم الادراك الجازم فقط فبالتالي هنا المسائل الظنية التي ادركناها ادراكا مظنونا لن تدخل معنا في تعريف الفقه مع انها هي اكثر المسائل الحل اذا ان نقول ان العلم هنا يستعمل بمعنى الادراك الجازم والادراك المظنون او غلبة الظن. جميل. اذا الفقه هو العلم وعرفنا الان ساحلل التعريف انا عرفنا ان العلم معناه الادراك الجازم او بغلبة الظن ثم قلنا العلم بالاحكام. لماذا قيد العلم؟ بانه علم بالاحكام. اخواني الادراكات في الحياة اما ان تتعلق بالذوات ادرك زيدا وعمرا وهند. هذا يسمى ادراك ذات. واما ان تتعلق بالصفات. فادرك معنى الرحمة ومعنى الحكمة ومعنى العدل ومعنى الشجاعة هذا يسمى ادراك صفات. واما ان يكون ادراك افعال فادرك معنى القيام والقعود والنوم والجلوس. واما ان يكون ادراك احكام اه فاراد العلماء بالقيد الثاني ان يبينوا ان الفقه هو ليس علما بذوات وليس علما بصفات وليس الفقه علما بافعال وانما هو علم باحكام فلذلك اتوا بالقيد الثاني فقالوا الفقه هو العلم بالاحكام. ليخرجوا العلم بالذوات والصفات والافعال. والحكم ما هو؟ الحكم في اصطلاح العلماء عموما هو اثبات شيء لشيء او نفيه عنه. فحينما اقول زيد نشيط اثبت نشاط لزيت. وحينما نقول الصلاة واجبة. اثبتنا الوجوب للصلاة. وحينما نقول الربا محرم. اثبتنا التحريم للربا فاثبات شيء لشيء او نفيه عنه لم يقم محمد مثلا هذا يسمى حكما. فالفقه اذا هو علم اي ادراك جازم او بغلبة الظن متعلق باحكام ليس بذوات ولا صفات ولا افعال. جميل طب القيد الثالث علم باحكام شرعية اها هذا القيد الثالث مهم جدا لماذا؟ لان العلم بالاحكام نقول كم انواع الاحكام عندنا؟ الاحكام متنوعة هناك احكام عقلية مثل ان الواحد نصف الاثنين وان آآ الجزء اصغر من الكل هذه احكام عقلية. عندنا احكام حسية تؤخذ او بغيرها مثل ان النار محرقة. هذا حكمه تجريبي. عندنا احكام وضعية اصطلاحية يضعها ارباب الفنون مثل الفاعل مرفوع والمفعول به منصوب هادي تسمى احكام وضعية. وعندنا احكام شرعية. لاحظوا عندنا اربعة انواع من الاحكام. احكام عقلية. احكام حسية احكام وضعية احكام شرعية. فالفقه هو اي نوع من هذه الانواع؟ اه احكام شرعية. فلذلك قالوا الفقه هو العلم بالاحكام الشرعية ممتاز. عرفنا فائدة القيد الثالث نذهب الى القيد الرابع العلم بالاحكام الشرعية. ثم قال العملية. ما فائدة هذا القيد اخواني الاحكام الشرعية على نوعين هناك احكام شرعية تتعلق بالعقائد اي ما يعتقده الانسان تجاه ربه سبحانه وتعالى. فهذه احكام شرعية تدرس في علم العقائد وهناك احكام شرعية تتعلق بجوارح الانسان. الاعمال التي يؤديها الانسان بجوارحه بلسانه بيديه باقدامه فالفقه في اصطلاح العلماء؟ هل هو العلم بالاحكام الشرعية الاعتقادية؟ ولا العلم بالاحكام الشرعية العملية؟ اها والنوع الثاني بالتأكيد فاحتاجوا الى هذا القيد الرابع فقالوا اذا الفقه معناه العلم اي الادراك الجازم او بغلبة الظن للاحكام الشرعية العملية يعني التي تتعلق بالجوارح وليست الاحكام الشرعية الاعتقادية مع انني مع انني هنا اريد ان اعطيكم فائدة سريعة. قبل ان اكمل شرح التعريف. وهو ان كلمة الفقه في الاستعمال الشرعي القديم يعني في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يستعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما استعملت ايضا في القرآن انما اريد بالفقه الدين عموما فالفقه اول ما استعمل في الشريعة استعمل بمعنى الدين عموما فكانت تدخل فيه المسائل الاعتقادية والمسائل العملية اين استعمل الفقه في القرآن؟ قال تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين. هنا ليتفقهوا هل المراد بالتفقه فقط المسائل العملية؟ ولا يدخل في هذه الاية المسائل الاعتقادية؟ بالتأكيد يدخل المسائل الاعتقادية. وحينما قال الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. الفقه هنا بمعنى الدين عموما فتدخل فيه الاحكام الاعتقادية والاحكام العملية. فاذا في استعمال الشارع في الكتاب والسنة الفقه كان يشمل الاحكام الشرعية والاحكام الشرعية العملية. لكن في عصر العلماء حينما وضعت العلوم وصنفت اصبح الفقه في عرف العلماء في اصطلاحهم خاصا بالمسائل او الاحكام الشرعية العملية فقط تمام جميل اذا عرفنا بين استعمال الشارع لكلمة الفقه واستعمال العلماء لكلمة الفقه. وانا هنا اعرف الفقه باستعمال العلماء العلم بالاحكام الشرعية العملية. القيد الاخير قال من ادلتها التفصيلية ما فائدة هذا القيد؟ اراد العلماء بهذا القيد ان يبينوا ان الفقه هو ان تعلم الحكم الشرعي العملي من الدليل التفصيلي بدليله وليس بالتقليد بالتالي من علم الاحكام الشرعية العملية بالتقليد للائمة من دون ان يعرف الدليل التفصيلي فلا يسمى علمه بالحكم الشرعي العملي فقهه ولا يسمى هو فقيها بالتالي لا يسمى فقيهة. واما من علم الاحكام الشرعية العملية من الادلة التفصيلية فعرف ان حرمة الربا قيل وهكذا وكذا وان العينة محرمة ودليل وكذا وكذا. وحرمة هذا الامر وكراهة هذا الامر واباحة هذا الامر. دليلها كذا وكذا. من عرف احكامه بالادلة التفصيلية فيسمى علمه بها فقها. ويسمى هو فقيها. واما من اكتفى بمجرد الحفظ فلا يسمى في بعرف العلماء الاوائل فقيها ولا يسمى علمه بالاحكام فقها لكن ساعطيكم فائدة اخرى وهي انه في العصور المتأخرة لما ضعفت الهمم عند كثير من الطلبة تجوز العلماء فاصبحوا يطلقون الفقه على العلم بالاحكام الشرعية العملية حتى ولو كان بالتقليد. فلو اكتفى الطالب بحفظ مثلا كتاب دليل المطالب. فحفظ كل المسائل الفقهية الموجودة فيه من دون ان يعرفها من الادلة التفصيلية في الاصول المتأخرة المتأخرة يسمى علمه بالاحكام الشرعية العملية فقها ويسمى هو فقيه. فاذا الفقهاء والمتأخرون وسعوا الدائرة فاصبحوا يسمون اي طريقة من طرق العلم بالاحكام الشرعية العملية. سواء بالنظر والاستدلال او بالحفظ المجرد يسمون كل ذلك فقها ويسمون صاحبها فقيها اما العلماء الاوائل لا كان الفقه عندهم هو العلم بالحكم الشرعي العملي من الدليل التفصيلي. فاذا كنت لا تعرفه من الدليل التفصيلي فلا يسمى علمك حكم فقها ولا تسمى انت فقيها. جميل هذه فائدة على العرش وانا اشرح التعريف القديم للفقهاء والعلماء. فاذا الفقه وعلم بالاحكام الشرعية العملية من الادلة التفصيلية. والمراد الادلة التفصيلية احبتي نصوص الكتاب ونصوص السنة التي تدل على الاحكام كذلك ما يتبعها من فتاوى الصحابة والاجماعات القياس وما يتبعها من مصادر التشريع المختلف فيها مما سيأتي او مما تعلمتموه في اصول الفقه. فهذا المراد بالادلة او بالادلة التفصيلية الادلة الجزئية لان هناك الادلة الاجمالية هو الكتاب الكتاب دليل اجمالي. السنة دليل اجمالي. اه الاجماع دليل اجمالي. القياس دليل اجمالي تفاصيل الكتاب وهي نفس الايات فهي دليل تفصيلي تفاصيل السنة النبوية هذي بتسمى ادلة تفصيلية. فعلماء اصول الفقه يهتمون بدراسة الادلة اجمالا. وعلماء الفقه يهتمون بماذا؟ بالادلة التفصيلية لان الادلة التفصيلية هي التي تقودهم الى اثمار الاحكام الشرعية العملية هكذا نكون وقفنا على تعريف الفقه آآ في اصطلاح العلماء الاوائل. العلم وعرفنا ان العلم الادراك الجازم بغلبة الظن بالاحكام الشرعية العملية من الادلة التفصيلية وعرفنا فائدة كل قيد من هذه القيود. دعونا ننتقل اذا المبدأ الثاني من المبادئ العشرة بعد ان عرفنا تعريف الفقه ننتقل الى موضوعه. انظر كم ذهب من الوقت جميل دعونا ننطلق الى موضوع علم الفقه الان اخواني دائما ما اكرر واقول يا طالب العلم عليك ان تفرق بين تعريف العلم وبين موضوع العلم عليك ان تفرق بين تعريف العلم وبين موضوع العلم علم الطب علم الطب هي او هو المسائل والقواعد التي تتحدث وتدندن حول بدن الانسان واما موضوع علم الطب فهو بدن الانسان نفسه فموضوع العلم المحور الذي آآ تدور حوله مسائل العلم موضوع العلم المحور الذي تدور حوله مسائل العلم واما تعريف العلم فهي هذه المسائل والقواعد الدائرة حول المحور. فاذا عليكم ان تعرفوا هناك محور وهناك مسائل حول هذا المحور فالمسائل والقواعد هذه هي العلم واما المحور فهذا هو موضوع العلم فبالنسبة الينا نحن لا نتكلم في الفقه فعرفنا ان الفقه هو ادراك للاحكام الشرعية العملية المتعلقة بافعال المكلفين. اليس كذلك فمن الادلة التفصيلية. ترى البعض يزيد هذا القيد. العلم بالاحكام الشرعية العملية المتعلقة بافعال المكلفين. والبعض يكتفي بالعملية من دون زيادة المتعلقة باعمال المكلفين. لوضوح هذا القيد من دون ان يذكر المهم فإذا علم الفقه والمسائل والقواعد والاحكام التي تدندن حول ماذا؟ ما هو المحور الذي تدور حوله مسائل علم الفقه؟ المحور هو افعال المكلفين افعال المكلفين. فاذا موضوع علم الفقه يعني المحور الذي تدور حوله مسائل الفقه هو ماذا؟ هو افعال المكلفين. لكن لما تذكر موضوع العلم عليك ان تذكر الحيثية التي يتحدث اه في هذا العلم عنها فتقول مثلا موضوع علم الفقه هو افعال المكلفين من حيث ما يتعلق بهذه الافعال من الاحكام الشرعية. فهذه هي الحيثية التي يتكلم في هذا العلم عنها. فيما يتعلق بوضوء افعال تمام؟ فاذا موضوع الفقه يعني المحور الذي تدندن حوله مسائل الفقه افعال المكلفين من جهة او من من حيثية ما يتعلق بهذه الافعال من احكام شرعية جميل اذا عرفنا تعريف الفقه وعرفنا موضوعه ومحوره وهي افعال المكلفين من الحيثية المذكورة دعونا ننظر الان في الثمرة في ثمرة هذا العلم ثمرة هذا العلم باختصار من دون ان اطيل عليكم. الوصول الى حكم الله سبحانه وتعالى. والى مراد الله عز وجل في الاقوال والافعال الصادرة من المكلفين الوصول الى حكم الله وحكم الله هو مراد الله. الوصول الى حكم الله والى مراد الله سبحانه وتعالى في المكلفين وافعالهم وانعم بها من ثمرة. لان كما قلنا في المقدمة السابقة الوصول الى مراد الله اصل كبير ومقصد عظيم من مقاصد الوجود الانساني والوصول الى مراد الله انما يكون بالمرور عبر قنطرة الفقه. وهذا يدل على اهمية هذا العلم وعلى شرفه. انظروا الى الثمرة كما قال لكم ابن الجوزي قبل قليل. لما ننظر الى الثمرة التي نجنيها من دراستنا لدليل الطالب وهي ان مراد الله وان نعرف حكم الله سبحانه وتعالى فيما نظن في اقوالنا وافعالنا سنجد والله ان هذا العلم يستحق منا التعب والنصب والله الى غير ذلك طبعا من الثمار العظيمة التي يذكرها العلماء لهذا العلم لكن انا ذكرت الثمرة الاساسية له وانعم بها من ثمرة طيب ان مبادئ كل فن عشرة الحد والموضوع ثم الثمرة ونسبة. ما نسبة هذا العلم الى العلوم الاخرى ما نسبة هذا العلم الى العلوم الاخرى. نسبة يعني ما علاقته يقولون اخواني علم الفقه هو من علوم المقاصد وليس من علوم الوسائل في الشريعة فكما لا يخفى عليكم ان علوم الشريعة تنقسم الى علوم وسائل والات وعلوم مقاصد وغايات وعلم الفقه هو من علوم المقاصد والغايات. فهو مقصد من مقاصد تعلمنا لشريعة ربي العالمين اذا هو من العلوم الشرعية. هذا كتصنيف اول. ومن علوم المقاصد في العلوم الشرعية. فلو سألك شخص ما نسبة علم الفقه فتقول نسبته اولا انه من العلوم الشرعية فهو ليس من علوم اللغة وليس من علوم الطبيعة وانما هو من علوم الشريعة. هذا واحد ثانيا اذا قلنا هو من علوم الشريعة فهل هو من علوم الوسائل او من علوم المقاصد فتقول هو من علوم المقاصد. جميل جميل طيب ننتقل للمبدأ الذي يليه وهو فضل هذا العلم. وفي الحقيقة هل هناك فرق بين فضل العلم وبين ثمرة العلم؟ البعض يقول هناك تقارب بينها. البعض يقول الثمرة هي النتيجة المعجلة. والفضيلة هي النتيجة المؤخرة الدار الاخرة. البعض يقول هكذا والخلاف في ذلك سهل باذن الله. فلو قلنا آآ ان اصل النجاة اخواني للانسان المسلم في هذه الحياة الدنيا ان اصل النجاة يتحقق بعلم العقيدة والتوحيد فاذا تمام النجاة تمام النجاة انما يتحقق بماذا؟ بتصحيح المسلك الى الله سبحانه وتعالى من خلال علم الفقه ومعرفة الحلال والحرام ماذا يقولون اصل النجاة وابتداء النجاة تكون بمعرفتك لمسائل الاعتقاد هذا اصل النجاة. واما تمام النجاة واكتمالها انما تتحقق بمعرفك او بمعرفتك السلوك الى الله سبحانه وتعالى ماذا تقول؟ ماذا تفعل؟ كيف تتحرك؟ كيف تأكل؟ كيف تشرب؟ كيف تنكح؟ كيف تبيع؟ كيف تشتري؟ كيف تتعبد الله؟ كيف تصلي؟ كيف تصوم؟ بهذا تتحقق وقتما من نجاة وهذا يدل على فضل العلم وعلى منزلته ايضا طيب ايضا اه نذهب الى المبدأ السادس من المبادئ العشرة وهو موضوع آآ علم او عفوا واضع واضع علم الفقه. من الذي وضعه؟ في الحقيقة اخواني علم الفقه نشأ مع نشأة الدعوة الاسلامية علم الفقه نشأ مع نشأة الدعوة الاسلامية فمنذ فجر الاسلام ومنذ ان صدح محمد صلى الله عليه وسلم بالحق وبدأت الاحكام الشرعية تنزل على المكلفين تباعا فحينما نتكلم اذا عن وضع علم الفقه فنحن في الحقيقة نتكلم عن آآ سلسلة من المراحل بدأ بها هذا العلم حتى وصل على ما هو عليه الان السلسلة الاولى بدايتها من عند مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم. ومنذ فجر هذا الدين العظيم بدأ هذا الفقه يتكون ويتشكل بل على يد النبي الاعظم والمعلم الاول صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. وكان الفقه ومسائل الشريعة في ايامه تؤخذ منه عليه الصلاة والسلام مباشرة من الكتاب العظيم ومن السنة المطهرة. وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فهذه نستطيع ان نقول هي المرحلة الاولى من مراحل مرحلة النشأة على يد النبي صلى الله عليه وسلم ننتقل الى مرحلة ثانية بعد ذلك مرحلة الفقه في عهد الخلفاء الراشدين. حيث كان الخلفاء الراشدون رضوان الله تعالى عليهم. والصحابة في زمنهم اذا عرضت عليهم مسألة فانهم يعرضونها ابتداء على الكتاب والسنة فان لم يجدوا شيئا في الكتاب او السنة يدل عليها فانهم يجتهدون وفق قواعد الاجتهاد التي ادركوها مع كثرة معاشرتهم وممارستهم مع النبي صلى الله عليه وسلم اثر عشرتهم ومرافقتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ذهابا وايابا في حله وترحاله جعلهم يعرفون مقاصد الشريعة اصول الاستنباط فتصدر مجموعة من كبار الصحابة ومن علماء الصحابة للفتوى في دين الله سبحانه وتعالى بناء على تلك القواعد التي لاحظوها اه واخذوها من معايشتهم للنبي عليه الصلاة والسلام. فكانوا اذا يعرضون المسائل والاحكام على الكتاب والسنة اولا. فان لم يجدوا الى الاجتهاد العلمي الرصين المؤسس او المؤسس على قواعد رصينة. ومن هنا بدأت نواة للمدارس الفقهية لان الصحابة كانت تتباين انظارهم وافكارهم. فعبدالله بن مسعود الذي استوطن الكوفة كانت له طريقة وفي الاجتهاد وعلي بن ابي طالب رضي الله عنه له مسلك عبدالله بن عمر له مسلك اخر. عبدالله بن عباس زيد بن ثابت. فهؤلاء الصحابة كانوا نواة اه لنشوء المذاهب الفقهية لاحقا المرحلة الثالثة بعد مرحلة الخلفاء الراشدين مرحلة التابعين وتابعي التابعين وفي هذه المرحلة اه كان الامر على طريقة الصحابة عموما في الكتاب والسنة اولا ثم في اجماعات الصحابة ثم بعد ذلك الاجتهاد فيما لا اجماع فيه بعد ان ينظروا في الكتاب والسنة وفي الاجماعات ينظروا بالاجتهاد فيما لا اجماع فيه ولا نص من الكتاب ولا في السنة. ومن هنا بدأت دائرة آآ الاقوال الفقهية تتسع وبدأت تظهر مدارس فقهية في العراق على مختلف مدنيها في الكوفة والبصرة ومدارس فقهية في المدينة وفي ومدارس فقهية في اليمن ثم مدارس فقهية في الشام وفي مصر وهكذا بدأ الفقه يتوسع اكثر واكثر على يد التابعين وعلى يد تابع التابعين الى ان نصل الى المرحلة الرابعة وهي مرحلة نشوء المذاهب الفقهية على يد الائمة الاربعة على يد ابي حنيفة النعمان ومالك بن انس ومحمد بن ادريس الشافعي واحمد بن حنبل الشيباني بدأت المدارس الفقهية تتشكل على ايدي هؤلاء العلماء الذين كتب الله عز وجل لفقههم القبول وخدم فقههم من العلماء المحققين وخدموا بطلبة مهرة دونوا الفتاوى وحققوها ونظموها وفصلوها الى ان نصل الى مرحلة آآ ما بعد الفقهاء الاربعة مرحلة تنقيح اقوال الفقهاء الاربعة وجمعها وتصنيفها وتدوينها في مصنفات فبدأت المذاهب الفقهية هنا لا تظهر بدأت المذاهب الفقهية تظهر في آآ النصف الثاني من القرن الرابع الهجري من خلال ان التلاميذ ابي حنيفة جمعوا فقهه وفقه اصحابه ثم تلاميذ ما لك بن انس وتلاميذ التلاميذ بدأوا يجمعون يعني عندما نتكلم طبعا في آآ منتصف القرن الرابع الهجري. نتكلم عن طبقة تلاميذ التلاميذ وتلاميذ تلاميذ التلاميذ. يعني نتكلم في مراحل المتأخرة نوعا ما عن عصر الائمة. لان الائمة الامام آآ ابو حنيفة رحمة الله عليه مات مية وخمسين هجري ومات مية وتسعة وسبعين والشافعي ميتين واربعة واحمد ميتين اه ميتين وواحد واربعين هجري. فانا اذا هؤلاء الائمة ماتوا في هذه العصور تلاميذ التلاميذ ومن بعدهم بدأوا ينقحون ويصلحون ويؤسسون ويقعدون ويحاولون استنباط مسالك هؤلاء الائمة والقواعد التي لاحظوها في فتياهم فبدأت المذاهب الفقهية تتشكل اصولا وفروعا بدأت المذاهب الفقهية بدأت المذاهب الفقهية تتشكل اصولا وفروعا وهذه مرحلة متوسطة الى ان نأتي الى مرحلة ما بعد الغزو التتري كما يقول علماء التاريخ ما بعد الغزو التثري لبلاد الاسلام في هذه المرحلة كانت مرحلة التهذيب والاختصار حيث اشتهر في هذه المرحلة في القرن آآ الثامن الهجري فصاعدا. عملية وضع المتون المختصرة والمصنفات الاخيرة كما يقولون في بيان المعتمدات من المذاهب. فمثلا مذهب الحنابلة اه ظهر لعلاء الدين المرداوي رحمة الله عليه فبدأ ينقع ويبين ما هو القول الراجع والمعتمد في المذهب؟ كذلك في عند الشافعية عند المالكية والحنابلة بدأت تظهر مدارس متأخرة تهتم ببيان ما هو المعتمد في الفتية وبوضع المختصرات والمتون التي تصلح للحفظ وتختصر الكتب الكبيرة الضخمة التي كتبت في المراحل المتوسطة. لان العلماء لاحظوا في المراحل المتأخرة ان العلماء الذين نقحوا المذاهب قبلهم وكونوا اه او كتبوا المصنفات طوالات كانت الكتب كبيرة والاستدلال مخلوط بالاقوال الفقهية. فيصعب على الطلبة خاصة مع ضعف الهمم كلما مر الزمان يصعب على كثير من الطلبة ان يعودوا لتلك المجلدات الضخمة. فاتوا واقترحوا طريقة وضع المتون والكتب المختصرة. كتهذيب للفقه حتى لا يضيع وكانت فكرة مميزة لانني في الحقيقة اجد كثير من الكتب حينما تتكلم عن مراحل تاريخ الفقه تتكلم عن هاي المرحلة الاخيرة وبانها مرحلة التقليد والجمود والتعصب. وفي الحقيقة نعم لربما هناك شيء من السلبيات في هاي المرحلة. لكن علينا ان لا نغفل عن وجود العديد من الايجابيات بهذه المرحلة ايضا وهي اه الايجابيات في الترتيب والتهذيب والتنسيق. لان المذاهب الفقهية كانت تحتاج فعلا لهذه المرحلة الختامية في عملية وضع المختصرات. الان هي ختامية في ذاك الزمان. الان البعض يقول واما في العصر الحالي فنحن في مرحلة جديدة من مراحل النضوج الفقهي ووجود المنتديات الفقهية والمجامع الفقهية لكن اظن ان اننا يعني نمر ايضا في اشكاليات في عصرنا نمر في العديد من الاشكاليات تتعلق بضعف التدريس الفقهي آآ ضعف اقامة آآ الدروس على طرق المذاهب الفقهية انشغال الناس اه برؤوس المسائل والابتعاد عن الكتب العميقة كتب التراث في التعلم الفقهي ضعف النفس عند كثير من الطلبة باكمال مشوارهم المعرفي. ففي الحقيقة في عصرنا العديد من الاشكاليات التي يجب علينا ان نتجاوزها وان نسارع في حلها. اه قبل ان يزداد الامر سوءا خاصة للاسف مع تصدر كثير من الناس الفتي مع انهم ليسوا لم يضبطوا المذاهب الفقهية لم يضبطوا الاستدلال لم يضبطوا اصول الفقه ولم يستعملوا مقاصد الشريعة وفق المنهج المنضبط. فاذا هذا سريع اذا على المدارس على المراحل الذي تطور فيها علم الفقه بدءا من عصر النبي صلى الله عليه وسلم ثم عصر الخلفاء الراشدين ثم عصر اه التابعين عيد متابع التابعين ثم عصر المذاهب يعني ائمة المذاهب الفقهية الى ان ما بعد ذلك بدأ التنقيع والجمع لتراث هذه المذاهب ثم بدأ اه بعد ذلك في بعد غزو التتار عملية التنقيح والاختصار والتهذيب الى ان وصلنا الى وقتنا الحاضر تمام فهذا كان مرورا سريعا على وضع علم الفقه ونشأته وانا اظن انني مررت سابقا في كتاب اخسر المختصرات مررت على هذه المراحل من احب ان يعود الى التعليق المفصل عليه لربما يكون اكثر من هذا التعليق. لانني لا اريد ان اكرر ما ذكرته سابقا وسأنتقل معكم الان الى المبدأ السابع من المبادئ العشرة وهو اسم هذا العلم. هذا العلم احبتي اسمه علم الفقه وهذا المبدأ من اسهل المبادئ. اسمه علمي علموء الفقه اذهب الى المبدأ الثامن وهو الاستمداد مما يستمد علم الفقه استمداد علم الفقه اخواني اساسا من الكتاب ثم من السنة ثم من الاجماعات ثم من القياس وهذه هي مصادر التشريع المتفق عليها في الجملة. وبعد ذلك تأتي مصادر تشريع المختلف فيها من قول الصحابي من الاستحسان من الاستصلاح الى غير ذلك مما درسناه في اصول الفقه فاذا يستمد علم الفقه من مصادر التشريع المتفق عليها او المختلف فيها. واساس هذه المصادر الكتاب والسنة. هذا باختصار واما المبدأ الذي يليه مبدأ التاسع وهو حكم الشارع في تعلم الفقه فنقول احبتي ان تعلم الفقه فرض كفاية عن الامة ما معنى انه فرض كفاية؟ يعني اذا قام به من يكفي سقط الاثم عن الباقين اذا قام به من يكفي ومن تقوم به الكفاية سقط الاثم عن الباقين واذا لم يقم به من يكفي فان الامة اثمة من كان يستطيع ان يدرس بنفسه وترك فهو اثم. ومن كان لا يستطيع ان يدرس ولكنه لم يدعم المدارس الشرعية الفقهية ولم يحث الناس على تعلم الفقه فهو اثم لان البعض يقول كيف يا شيخ تأثم الامة في ترك تعلم الفقه مع ان هناك اناس لا يستطيعون ان يتعلموا هذه المسائل يعني لا توجد عندهم والملكات والقدرات عليها. فنقول ذكر العلماء ان فرض الكفاية يأثم به القادر على فعله لانه لم يقم ويأثم غير القادر على فعله لانه لم يحث الناس ولم يبذل من جهته ما يستطيع ان يبذله لاغلاق هذا الباب ولكفايته. فمثلا التجار واصحاب رؤوس الاموال هؤلاء هل نقول انهم لا يأثمون بضعف العلوم الشرعية؟ وانهم اثمون عند الله الله سبحانه لانهم لم يبذلوا اموالهم لدعم المدارس الفقهية الشرعية ولدعم طلبة العلم واقامة الاوقاف من اجل اه اعانة الطالب على اكمال مشواره المعرفي فمسئولية نهضة الامة في العلوم الشرعية هذه ليست فقط مسؤولية طلبة العلم بل هي مسئولية مشتركة على الجميع التاجر بتجارته بماله واصحاب والمسئولون في الدولة ان يوفروا الاماكن المخصصة وطلبة العلم باوقاتهم وهكذا الامة آآ تجتمع جميعا في اقامة هذا الواجب. واذا قصروا فكل انسان قصر هو اثم امام الله على تقصيره. ونسأل الله الا نكون من المقصرين وان نبذل طاقتنا وجهدنا في خدمة هذا العلم الشريف واخيرا المبدأ العاشر والاخير مسائل العلم. ومسائل العلم هو كل المساء وهي كل المسائل التي تدرس في العلم مسائل العلم هي كل المسائل التي يتم التطرق اليها في الدراسة. من كتاب الطهارة الى كتاب القضاء والاقرار هذه هي مسائل العلم. وفي الجملة اخواني ان علم الفقه ينقسم الى اربعة اقسام علم الفقه في الجملة يقسمه العلماء الى اربعة اقسام القسم الاول يتكلم عن احكام الشعائر التعبدية ويسمى فقه العبادات احكام الشعائر التعبدية طهارة كونها مفتاح للصلاة. الصلاة الزكاة الصيام الحج والجهاد فهذا القسم الاول فقه العبادات القسم الثاني من مسائل هذا العلم القسم الذي يتعلق اه بادارة اموال الناس والحقوق الشائعة بينهم فهذا القسم يسمى قسم المعاملات. الاحكام الشرعية التي تتكلم عن ادارة المعاملات بين الناس في اموالهم وايصال الحقوق اهلها هذا يسمى فقه المعاملات بعد ذلك نأتي الى القسم الثالث وهو القسم الذي يتكلم عن الاحكام الشرعية التي تنظم اه الاسر احكام النكاح والطلاق والفسخ والرضاع والحضانة الى غيرها التي تسمى اليوم احكام الاحوال الشخصية او فقه الاسرة. هذه تسمى المناكحات البعض يسميها فقه الاسرة واخيرا تأتي الاحكام التي تتكلم عن القضاء وحل النزاعات والعقوبات التي تحل سواء العقوبات الحدية او القصاصية او الجنايات عموما. وهذا يسمى قسم آآ والعقوبات او فقه الاقضية والعقوبات. فاذا اي كتاب فقهي كدليل الطالب او كغيره من الكتب لابد ان ينقسم الى هذه الاقسام الاربعة عبادات معاملات مناكحات او فقه الاسرة واخيرا الاقضية والعقوبات البعض يزيد قسم خامس يقول السياسة الشرعية والمعاهدات الدولية. وفي الحقيقة كثير من الفقهاء يدخلون هذا القسم تحت باب الجهاد وباب الاقضية والعقوبات. يعني احيانا يبحثونها في الجهاد وقسم منها يبحث في الاقضية والعقوبات ولا يفردون والبعض افرادها فمن احب ان يزيد السياسة الشرعية واصلا كثير من السياسة الشرعية اصبحت تفرض لها مصنفات منفصلة عن كتب الفقه لكن الاحكام التي توجد في هذه الكتب المنفصلة عادة ما تكون مبثوثة في كتب الفقه في ابواب الجهاد وفي ابواب الاقضية العقوبات تمام؟ جميل اه المقدمة الثالثة ستكون او ستتعلق بالحديث عن التمذهب واهميته لكن لن اطيل عليكم في المحاضرة الاولى باذن الله. ان شاء الله المحاضرة القادمة ننهي حديثنا عن التمذهب وقواعد التمذهب واهميته لماذا يحتاج طالب العلم الى ان يكون متمذهبا؟ وما حكم الخروج عن المذاهب سواء في بعض المسائل او الانتقال من مذهب الى اخر؟ ثم نتطرق الى المقدمة التعريف بدليل الطالب ونشرع في هذه الرحلة. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما سمعنا. وان يوفقنا لخدمة هذه بالامة واحياء العلم فيها من جديد. انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم