السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله الذي جعل للعلم اصولا. وسهل بها اليه اصول واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ما بينت اصول العلوم. وسلم عليه وعليه من ما ابرز المنطوق منها والمفهوم. اما بعد فهذا مجلس في تحسين الترقي. وتقوية التلقي. والمعتاد في ليلة الخميس ان تكون محلا لبرنامج اصول العلم. وقد بلغنا السنة الثامنة منه في والرابع من مستوياته الاربعة واثرت العدول عنه الى ما ذكرت لامرين. احدهما امعان النظر في استجداء ادت التي ينبغي ان يكون عليها شرح عمدة الاحكام. اذ سبق القول فيما مضى ان هذا الشرع الذي يلقى مع ما فيه من الفائدة اعتراه النقص من جهتين احداهما ما فيه من التطويل الذي لا يناسب روح برنامج اصول العلم. فان البرنامج المذكور ومطبوع على بيان المعاني الكلية الاجمالية لمقاصد المصنفين في انواع العلوم. وهذه التي نسلكها فيها شيء من الدخول في التفاصيل. التي لا تناسب جادة البرنامج. مما يؤخر استفادة الطلاب استفادة كاملة منه فيما يناسب حالهم في هذا البرنامج والاخرى ان ذكر ما يتقدم الاحكام مما يتعلق بالرواية او مما بالدراية في الالفاظ يجعل الطالب اذا وصل الى ذكر الاحكام وصل عليلا كليلا يقدر على جمع ذهنه وقوته في فهم ما يلقى اليه من الاحكام تهادى النقص وذاك حمل على استجلاء النظر فيما سبق من المفاوضة معكم ومراجعة القول في ابتغاء الحسنى التي تسلك للوصول الى بيان معاني عمدة الاحكام بيانا اجماليا كليا مناسبا بجادة برنامج فصول العلم ولا زال هذا الاستجلاء متتابعا فالاقتراحات المتعلقة به لم تنقطع حتى قبل اذان العشاء هذه الليلة ولا زلت انا في نفسي وان نظرت نظرا اوليا في جادة حسنى الا ان مواصلة النظر انفع وانفع ومما ينبغي ان يعلم ان الجواد التي توضع عليها العلوم او المصنفات فيها هي اعظم من مجرد الحصول على المعلومة المذكورة فيها والفرق بين المقامين ان المعلومة ادراك شيء. واما الوضع لها فهو توظيفها في المحل الانسب التام المنفعة. وهذا يكون تارة في العلوم ويكون تارة في فيها فمن امثلته في العلوم ان علم القراءات كان قديما علما مرسلا لا خطام له ولا زمام. حتى ابو الحسن الدارقطني الحافظ صاحب السنن الى وضع اصول القراءات. فكان هو اول ولا واضع لاصول القراءات. بان صير علم القراءات واديين افياحين. احدهما ما تعلق باصول القراءات اي قواعدها الكلية المتتابعة. والاخر ما يتعلق بافراد الالفاظ من الكلمات في القرآن الكريم. فصار هذا الوضع انسب للمتلقين في علم القراءات. فهو مثلا ان من اصول القراءات النميم الجمع تارة تضم بصلة وتارة تكون ساكنة مثل عليهم فيقرأها قالون ومن معه تارة بالصلة ويقرأها طالون في وجه اخر ومن معه بالسكون وهذا اصل متتابع في القرآن كله. ثم يكون من القراءات ما يتعلق بالكلمات التي تسمى بفرش القراءات. فيكون مثلا في قوله تعالى في سورة الحجرات فتبينوا ان قرأت على هذا الوجه وقرأت على وجه اخر وهو فتثبتوا. فهذا الوضع الكلي لعلم القراءات جعل له علما مذللا مسهلا. وكان الفضل في ذلك بعد الله لابي الحسن الدارقطني. فهو وصل الى جاد في وضع هذا العلم على الوجه الانفع. وتارة يكون هذا الوجه متعلقا بانواع المصنفات في علم كوضع العوامل في النحو فان النحو اولا كان يجعل على ابواب متتابعة. ثم ظهر في القرن الخامس وما ولا سيما في علماء العجم من ابتغى جمع العوامل اي ما يؤثر في الاحكام النحوية فجمعوها في رسائل مشهورة سميت بالعوامل. فصار هذا الوضع تسهيلا لعلم النحو في علم النحو اذا اخذ هذا الكتاب ومن اشهر الكتب المصنفة به كتاب العوامل للجرجان سهل عليه علم النحو. وهذا ايضا كما ذكرت يكون في المصنفات لا فرق بين متن ولا شرح فتجد ان من المتون ما هي متون واضحة جلية سهلة المأخذ واضحة المعالم يسهل ويهون استيعابها. وكذلك يكون من الشروح ما هو موضوع على وجه مرتب تعظم به فائدته. فاذا قارنت بين فتح الباري وعمدة القارئ لابن حجر والعين وجدت ان ابن حجر مع فوائد ما يذكره الا انه لم يكن في ترتيب تلك الفوائد اتقانا وتفصيلا كالعين الذي رتبها على انواع مختلفة فصار من هذه الجهة انفع وكاصل كلي في الفقه اذا قبلت بين تصانيف السادة الشافعية في مذهبهم وبين غيرهم من فقهاء المذاهب الاخرى ان كتب الفقه الشافعي اوضح تفريعا وابين لفظا واسهل في الحصول على علم الفروع من غيرها من انواع الكتب المصنفة في المذاهب الاخرى يرحمك الله. فالحرص على استجلاء الجادة امر بالغ الاهمية. ولا ينبغي لانسان ان ان يبادر الى ايصال فائدة حتى ينظر ايظا صفة توظيف تلك الفائدة. ليصل النفع الى الناس. وهذا تارة يرجع الى الفائدة نفسها. وتارة يرجع الى ما يحيط بها فمن الفائدة نفسها ما ذكرناه من ان سلوك هذا افضل من هذا. وتارة يرجع الى امور تحيط بها كأن يكون تلقين المتعلمين اولا على الاجمال انفع من تلقينهم تفصيلا فان المبتدئ اذا اخذ العلم الماء مجملا قويت نفسه عليه ورغبت فيه. واذا القي اليها مفصلا ثقل عليها ورغبت عنه. فلاجل الوصول الى الاستجلاء المذكور باستكمال شرح عمدة الاحكام. وتتميم ما بقي من كتبه وابوابه على الوجه المذكور اثرت تأجيل ذلك الى الدرس المقبل باذن الله تعالى والامر الثاني اهتبال هذا المجلس للاجابة عن سؤال بالغ الاهمية. تكرر فيما يتعلق بهذا الكتاب وهو صفة الاستفادة من شرح عمدة الاحكام وهذا السؤال بالغ الاهمية كما سبق. اذ به تعرف كيفية الانتفاع بما يلقى اليك من العلم انتفاعا عاما. وما سأذكره فيه لا يقتصر على عمدة الاحكام. فهو ينفع في كتب الاحاديث عامة وينفع ايضا في انواع العلوم كافة. فاذا عقلت ما سالقيه اليك انتفعت به او اولا في صفة الاستفادة من درس شرح عمدة الاحكام ثم استفدت منه ثانية في شرح الاحاديث ثم استفدت منه ثالثة في في العلم كله. فمن اراد ان يستفيد من هذا الدرس خاصة ومن غيره عامة فانه ينبغي ان يعرف ان المتلقي له مع ذلك الدرس ثلاث مقامات فالمقام الاول مقام يكون قبل الدرس والمقام الثاني مقام يكون في الدرس والمقام الثالث مقام يكون بعد الدرس فهذه المقامات الثلاثة تحيط بالدرس من قبل ومن بعد وفي اثنائه فاما المقام الاول وهو المقام الذي يكون قبل الدرس اي قبل مجيئك الى مجلس الدرس فانه ينبغي ان يكون لك في الجملة التي ستبين معانيها منه نظرا احدهما نظر في الترجمة والاخر نظر في الاحاديث المذكورة فيها فمثلا الدرس المستقبل ان شاء الله تعالى الترجمة فيه هي باب ايش؟ الجنابة. والاحاديث متعلقة به هي الاحاديث التسعة المذكورة بعد الترجمة واولها عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة الحديث واخرها حديث جابر عن ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رحمه الله انه كان هو وابوه عند جابر بن عبدالله الحديث. فهذان الامران اللذان يتعلق بهما الدرس وهما الترجمة والاحاديث ينبغي قبل وصولك الى الدرس ان يكون لك معهما نظران. فتنظر في الترجمة ثم تنظر في الاحد فاما النظر الاول وهو النظر في الترجمة فله موردان احدهما النظر اليها مجموعة مع غيرها فالنظر اليها مجموعة مع غيرها والاخر النظر اليها مفردة. النظر اليها مفردة تأمل نظر الاول وهو النظر اليها مجموعة مع غيرها بان تعرف ان هذه الترجمة باب الجنابة منتظمة مع تراجم اخرى في كتاب الطهارة. فتعرف موقعها من الفقه انها منه في كتاب الطهارة الذي هو اول كتب الفقهية عادة عند جمهور الفقهاء وهذا النظر العام اذا تسلسل مع المتعلم استفاد منه التصور الكلي لانواع العلوم ومنها الفقه فاذا صحبك هذا النظر العام للتراجم في كل درس فنظرت الى هذه الترجمة. مع منزلتها مع غيرها اطلعت بعد كما تقدم ان كتاب الطهارة المذكورة في كتاب عمدة الاحكام ينتظم فيه سبع تراجم ينتظم فيه سبع تراجم. صرح بها المصنف. اولها باب ايش الاستطابة واخرها باب الحيض فهذا التصور الكلي تستفيد منه ان كتاب الطهارة عند صاحب العمدة تبعا للحنابلة منه سبعة ابواب كلية هي هذه الابواب السبعة ثم اذا نظمت هذه الابواب السبعة في كتاب الطهارة ونظرت في كتاب الطهارة مع بقية الكتب عرفت ان كتاب الطهارة واحد من كتب الفقه عند الحنابلة فهم يبتدئون به ومنهم صاحب العمدة ثم يختتمونه بكتب تفرقوا فيها. فالمصنف مثلا ختم كتاب عمدة الاحكام بكتاب ايش العتق وهذا فعل جماعة من الحنابلة وختمه اخرون بما يتعلق ايش بباب الاقرار لكن في كتاب ايش في كتاب القضاء. فهذا النظر العام للفقه ينشأ من ملاحظة الترجمة في جملة التراجم المعقودة في الكتاب. اما في ما يتعلق نظيره وهي ابواب كتاب الطهارة او بما يتعلق بنظير الكتاب الجامع له وهو كتاب الطهارة مع كتاب الصلاة الى اخرها وكان من الفقهاء من يعمد الى تكرار النظر الكلي في الفقه وفق هذه الجادة ومنهم ابو محمد ابن عبد السلام فقد كان يذكر في ترجمته انه بقي مدة طويلة لا ينام حتى يمر فروع الفقه على نفسه والمقصود بالامرار هنا الامرار الجملي. وقد يعلق في قلبه شيء من الامرار التفصيلي. فمثلا الحنبلي اذا ابتدأ بامرار هذه الكتب ابتدأ بكتاب الطهارة ثم كتاب الصلاة ثم كتاب زكاة ثم كتاب الصيام ثم كتاب الحج الى اخرها. وعند هذا الامرار قد يطير الى ذهنه فرع من الفروع التفصيلية المذكورة في هذا ولا سيما اذا شرع يمر الابواب التفصيلية للكتاب الواحد فهو مثلا اذا امر كتاب الطهارة ذكر ان منه باب المياه ومنه باب الانية ومنه باب السواك غيره ومنه باب الاستطابة الى اخر ابواب كتاب الطهارة فهذا النظر الى التراجم باعتبار سياقها مع غيرها يفيد ظهورا كليا بالاشراف على مقاصد ذلك الكتاب اولا وهو هنا كتاب العمدة. ثم اشرافا على الفقه كله وقل مثل هذا في العلوم كافة. فانت اذا تناولت مثلا علم النحو في كتاب المقدمة الاجوا الرامية وجدت ان اول هذا الكتاب هو ما يتعلق ببيان ايش؟ الكلام. مو الكلمة الكلام فانه قال ايش قال في اولها؟ الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوظع ثم تتابعت ابوابه حتى ختم بباب احسنت. مخفوضات الاسماء فتستظهر عند استجلاء مظمن الاجر الرامية مقاصد علم النحو المذكورة في هذا الكتاب. فاذا اتم الطالب ترقيا في علم النحو اشرف على ابوابه ووصل بعضها ببعض. وهذا الاشراف اذا قوي في علم صاحب النحو امكنه ان يصير النحو علما لينا طيعا في يده. وهو الذي انتهى اليه السيوطي في كتابه جمع الجوامع في النحو وشرحه جمع الهوامع. فان السيوطي وضع كتاب جمع الجوامع. على وضع تلف عن النحات كافة. اوصله اليه رسوخ قدمه في علم النحو. فجاء كتابه على وضع مستكمل نافع مفيد ولا سيما اذا ضممت اليه الشرح مع حاشية الشيخ خالد الازهر رحمه الله. وهذه الرتبة يصل اليها من وصل رتبة الاجتهاد في العلم وينتفع بمثل كتبها من قوي فهمه وذهنه لادراك معاني تلك العلوم. وكل ذلك مبتدأه اعتبار النظر الى الترجمة مع غيرها من التراجم المنتظمة فيها. مجموعة الى غيرها من النظائر المتعلقة بالكتاب والنظر الثاني في الترجمة هو النظر اليها ايش؟ مفردة مفردة اي بقطع تعلقها عما قبلها وعن ما بعدها فهذه الترجمة اذا نظرت اليها وجدت فيها قوله باب ايش؟ الجناح باب الجناب. وهذا يستدعي منك ان تتفهم في ذهنك ما هي الجنابة اولا ثم لماذا ترجم بها المصنف ثانيا فاذا نظرت في الامر الاول وهو ما هي الجنابة؟ تسارع الى ذهنك. معنى ببلوغك وحالا تكون من احوالك. وهو انك تلحقك جنابة وتؤمر باغتسال فهي تلك الحال التي تعرض لك وتعرف مما يتكرر من او مما سبق مما سمعته من العلم صفة ولو مجملة. للجنابة ثم بعد ذلك تلتمس وجه ادراج هذه الترجمة في كتاب الطهارة فلاي شيء ترجم المصنف بباب الجنابة. وما علاقة باب الجنابة بكتاب الطهارة وهذا السؤال وذاك قد لا تصل اثناء النظر الاول قبل الدرس الى جواب فيهما فماذا تستفيد انت قد لا تصل تنظر ما الجنابة؟ لا اعرف لماذا ذكرها؟ فكرت فكرت؟ ما عرفت ماذا تستفيد عبد العزيز والفائدة من ذلك تهيئة القلب للوصول الى العلم الملقى المتعلق ببيان الجواب عن هذين السؤالين لان القلب يكون متطلعا للاجابة عن هذين السؤالين فاذا سمعته لصق بك وبهذا يكون الحق قيل لابن المبارك كيف تحفظ فقال انما هو اذا اشتهيت شيئا حفظته اذا اشتهيت شيئا حفظته. يعني اذا وجدت رغبة من نفسي وميل اليه حفظته هذا الذي يضرب هذه الاسئلة المتعلقة بالترجمة عنده ميل ورغبة ويشتهي ان يسمع معرفة ما يتعلق بالسؤالين المذكورين ما الجنابة؟ ولاي شيء ذكرت في كتاب الطهارة وهذا ادعى لنسوخ العلم في قلبه ولسوقه به اذا بلغه فتستفيد تهيئة قلبك لما يلقى اليك من العلم حتى اذا سمعته وعيته وربما يكون المتعلم اعلى رتبة في نظره فيجيب عن هذه الاسئلة او عن بعضها فيجيب عن الجنابة ما الجنابة؟ ويجيب عن ذكرها ها هنا. وهي انها متعلقة بالغسل الذي هو باب من ابواب كتاب الطهارة عند الحنابلة لكن يثور عنده نظر اخر. وهو انه اذا كان الحنابلة كافة يترجم بقولهم باب الغسل فلماذا ترجم المصنف بقوله باب الجنابة؟ وقد لا يجد جواب لكنه يحرك قلبه للوصول الى ادراك هذا المعنى اذا القي اليه. واذا لم يلقى اليه ابتغى من معلمه ان يبينه له. وهذه منفعة اذكياء الطلبة واحسبكم جميعا ان شاء الله منهم. فان الذكي يوجه نظر معلمه الى ما ينفع وابو عبدالله البخاري صنف كتاب الصحيح مع انه هو لم يكن المبتدأ بابتغاء هذا الامر ونشره في الناس يعني فكرة الصحيح لم تلد من البخاري من اين ولد ما الجواب ماذا قال جمع الصحيح للناس فان وضع كتاب البخاري نشأ من سماع ابي عبدالله البخاري لشيخ اسحاق ابن راهويه وهو يقول لو ان احدا جمع الحديث الصحيح للناس تاء اعجب البخاري بهذه الفكرة وشرع في وضع كتابه الصحيح فالمتعلم الذكي عندما يبتغي مثل هذه الاسئلة اما ان يلتمسها اذا القيت ويجد ويجد جوابها واما ان يسأل عنها اذا تخلفت. ولو قدر ان معلمه لم يذكرها ولا استطاع الاجابة عنها فقد استفاد هو شو استفاد ايش؟ تقوية عقله. تقوية عقله بانه يرد عليه سؤالات. واشكالات. وهذا التتابع منها يقوي العقل. لكن محلها عدم التكلف والمبالغة فانه اذا صار موغلا بالسؤال عما لا ينفع او التكلف البارد فانه يتبلد وتضعف قوة عقله واذا قيل هل الاشكال مطلوب في العلم؟ لم يصح الجواب عنه بنعم او لا لكن يقال اذا كان هذا الاشكال ظاهرا له قوة صار مطلوبا. واذا كان كلفني لا مأخذ له صار ضعيفا معابا ينبغي تركه فلا ينبغي للطالب ان يبالغ في توليد الاشكالات لكن يلتقط من الاشكالات ما لاح وظهر وبان واحتاج الى الجواب كالذي ذكرناه في ان المصنف عدل عن الترجمة بقولهم باب الغسل الى قوله رحمه الله تعالى باب الجنابة وهذا النظر ولو لم يقع الجواب عنه من معلمك ينمي فيك كما سبق قوة في عقلك. تجعل عندك قدرة على العامة فانت مثلا اذا رأيت باب الجنابة ولم تجد احدا سوى المصنف ذكره من الكتب المشهورة. ذهبت تبحث في الكتب الاخرى. فربما اوجدته هنا او هناك وربما لن تجده عند الحنابل عند الحنابلة كافة فابتغيت طلبه في كتب في المذاهب الاخرى لكن هذا النظر بالبحث هو للمعلم ويكون من المتعلم اذا وصل رتبة التعليم وافادة الناس فانه يسعى في هذا المسعى فينتفع ينفع الناس ايضا فقبل وصولك الى الدرس ينبغي ان يكون لك نظر في الترجمة من الجهتين المذكورتين فالجهة الاولى النظر النظر اليها مجموعة الى غيرها من التراجم للكتاب والجهة الثانية النظر اليها مفردة. اي دون تعلقها بما قبلها وما بعدها واما النظر الثاني من المقام الاول قبل الدرس فهو النظر في الاحاديث فهو النظر في الاحاديث والنظر في الاحاديث المذكورة في الترجمة نوعان احدهما نظر كلي والاخر نظر تفصيلي فينظر المتعلم في الاحاديث المذكورة في ترجمة باب الجنابة نظرا كليا ثم ينظر فيها نظرا تفصيليا واعظم متعلقات النظر الكلي شيئان واعظم متعلقات النظر الكلي شيئا. احدهما معرفة عدد الاحاديث معرفة عدد الاحاديث والاخر معرفة هواتها والاخر معرفة رواتها. فهنا في هذا الباب في النظر الكلي حديث اذا التمست عد هذه الاحاديث اعددتها تسعة وربما عددتها ثمانية فعائشة رضي الله عنها تتابع في روايتها حديثان احدهما عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اغتسل من الجنابة والاخر وقالت كنت اغتسل انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من اناء واحد. الحديث وهذان الحديثان ربما عددتهما حديثا واحدا. وهذا وقع من جماعة من شراح عمدة الاحكام. وربما ما عددتهما حديثين واذا وردت الى مجلس الدرس فسمعت عد الاحاديث من من المعلم انها تسعة وكنت اعددت الاحاديث وكنت عددت هذين الحديثين لعائشة حديثين مستقلين وافقته في العد. واذا قال هو وعدة احاديث الباب تسعة وكنت انت عددتها ثمانية عرفت ان الفرق بينكما انه هو عدى حديث عائشة انه عد المروي في هذا المحل عن عائشة حديثين وانت عددته حديثا واحدا واذا تأملت تصرف المحددين وجدت ان منهم من ذكر هذين الحديثين معا حديثا واحدا ومنهم من رواهما حديثين مستقلين فروى هذا في موضع وروى هذا في موضع اخر. وسيأتي معنا في كتاب الحيض كنت اغتسل انا رسول الله صلى الله عليه وسلم من اناء واحد سيأتي برواية ثانية. تعرف منها ان هذا الحديث هو حديث مستقل برأسه ثم الاحاطة بعدد الاحاديث يفيد في تصور اصول المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم في باب الجنابة. فالاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في اي باب واذا وجدت مصنفا من المصنفين الجامعين ذكر جملة منها فان هذه الاحاديث عنده هي اصول ذلك المروي كله. فمثلا هذا الباب وهو باب الجنابة الذي سماه غيره باب الغصن. اذا اردت ان تتبع الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه وجدتها تربو على المئة. وعلمت بعد ان المذكور هنا هو اصول الاحاديث الواردة في باب الغسل عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومعرفة هذه الاصول يفيد في فهم سنته صلى الله عليه وسلم في باب الغسل. وبهذا فضلت جوامع الحديث فجوامع الحديث فظلت لانها تعين على فهم السنة النبوية. فيطلع منها اخذها على المعروف في سنته صلى الله عليه وسلم. فانت اذا اخذت مثلا باب التيمم في في عمدة الاحكام وبلوغ المرام عرفت جملة السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في باب التيمم. وان كان المروي عنه صلى الله عليه وسلم ازيد من هذه الاحاديث المذكورة. فالاحاطة بالعدد يعرفك اصول المروي عن النبي صلى الله عليه لم في هذا الباب. ومعرفة هذه الاصول نافعة جدا في هديه صلى الله عليه وسلم فمثلا من ارتسم في ذهنه منكم الاحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة وضوئه سيجدها عشرات فهو مثلا ان يذكروا ما تقدم هنا في هذا الكتاب حديث عثمان ابن عفان وحديث عبد الله ابن زيد رضي الله عنه ثم يذكر احاديث اخر في كتب اخر ذكرت فيها جوامع عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة وضوئه. فاذا سئل هل ورد في السنة النبوية انه صلى الله عليه وسلم كان اذا توضأ قال بسم الله كان الجواب ايش انه لم يقع ذلك في شيء من الاحاديث. فالاحاديث التي نعت فيها وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ليس في شيء منها انه قال في اوله بسم الله. واستفيد القول بالبسملة وجوبا او استحبابا او جوازا من حديث لا وضوء لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. لكن الصفة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو يستحظر ان ذلك لم ينقل. لان اصول ما يحفظه في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه ذلك. ومن هنا كان من رسخ في العلم يقول وليس هذا من هديه صلى الله عليه وسلم. او يقول ولم يكن هذا من سنته صلى الله عليه وسلم فانه يغلب على هؤلاء انه حظر في قلوبهم الاصول الكلية للهدي النبوي في ذلك الباب فاجابوا فيه بما اجابوا فالنظر الى العدد يفيد هذا المعنى الشريف الذي ذكرناه. واما ما يتعلق برواته فانه يعرف من هؤلاء الرواة احوالا احوالا لهم تتعلق بتلك التراجم فمثلا اذا نظرت في حديث في احاديث باب الجنابة وجدت عن عائشة رضي الله عنه ثم الحديث الاخر انها قالت ثم الحديث الثالث عن ميمونة ثم حديث رابع عن ام سلمة ثم حديث عن عائشة فاكثر رواة هذا الباب من النساء ازواج النبي صلى الله عليه وسلم. لان هذا الباب الصق بهن. فهن احرى ان يحفظن وشاهدوا هذا ان مسلما روى عن شريح بن هاني عن ابيه انه جاء الى عائشة رضي الله عنها فسألها عن مسح النبي صلى الله عليه وسلم عن الخفين فامرته ان يأتي عليا فيسأله لماذا امرته ان يسأل عليا؟ لانه كان الصق بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا في اقامته وحضره في اقامته وسفره. فاجابه رضي الله عنه بما اجابه وتتابع هذا الفهم بمعرفة رواة ابواب يجعلك تعرف الاحوال المتعلقة بهم ثم اذا تخلفت هذه الاحوال ابتغيت جوابا عنها فانت من تتبعك لرواة عمدة الاحكام وجدت ان ابا هريرة رضي الله عنه من اكثر الرواة حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة غير انه في كتاب الحج لم يروي كثير حديث. وهذا يستدعي النظر في الداعي الذي حمل ابا هريرة على قلة ما رواه من احاديث الحج وتقدم البعض هذا في غير هذا المجلس. وانما عرف ذلك من تفقدنا روايته في كتاب الحج لعلمنا انه يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا كثيرا. وكذلك اذا نظرت في كتاب الصلاة وجدت ان اكثر من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم احاديث في صفة الصلاة هم الصحابة الذين كانوا ملازمين له في دار الاقامة ولم يروي عنه غيرهم من الافاقيين الا اشياء قليلة تستحق الاعتناء. لماذا تستحق الاعتناء لان الافاقية غير ملازم للنبي صلى الله عليه وسلم. فلما اتاه ووعى منه ما وعى في الصلاة وحد به فالمذكور حينئذ من اعظم ما يعتنى به. ولذلك ما لك ابن الحويرث رضي الله عنه كان غنيا ام افاقيا لماذا احسنت انه قال اتينا النبي صلى الله عليه وسلم فكنا معه تسعة عشر يوما وكان بنا رحيما رقيقة وفي لفظ رفيقا الحديث في الصحيحين واللفظان المذكوران لهما. فكان مما رواه مالك ابن الحويد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له ولصاحبه اذا حضرت الصلاة فاذن واقيما وليؤمكما اكبركما وصلوا كما رأيتموني اصلي فالنبي صلى الله عليه وسلم امده باصل عظيم في الصلاة. وهذا يوجب الاعتناء به. وقل مثل هذا في اشياء اخرى وقعت في اشياء اخرى وقعت بالنظر الى معرفة رواة هذا الحديث رواة هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم. فينبغي ان تنظر في عدد الاحاديث لمعرفة اصول المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم تنظر بالرواة من الصحابة الذين رووا تلك الاحاديث لتستخرج الاحوال المتعلقة بهم مما يتصل بتلك الابواب وهذا كله مما يتعلق بالنظر الكلي للاحاديث. اما النظر الثاني فيها وهو النظر التفصيلي. فانت الان تنظر كما سبق نظرا كليا اجماليا. من جهة عدد الاحاديث ومن جهة رواتها من الصحابة. ثم تنظر فيها نظرا تفصيليا. وهذا النظر التفصيلي ايوب له جهتان احداهما دلالتها على الترجمة المذكورة فيها. دلالتها على الترجمة المذكورة فيها والاخرى دلالتها على امور زائدة على ذلك. دلالتها على امور زائدة على ذلك فاذا اتيت لتنظر في هذه الاحاديث نظرا تفصيليا كالحديث الاول ان المصنف قال عن ابي ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لقيه ببعض طرق المدينة وهو جنب فانخنست منه فذهبت فاغتسلت ثم جئت فقال اين كنت يا ابا هريرة؟ قال كنت جنبا فكرهت ان اجالسك على غيري. وانا على غير طهارة فقال سبحان الله ان المؤمن لا ينجس فتنظر فيه النظر الاول وهو ايش دلالته على الترجمة اي بيانه مقصودة. فاذا بصرت بمتن هذا الحديث عرفت ان متعلقه بالترجمة في قوله ايش ما الجواب ان المؤمن لا يجوز. طيب في قول ها في قوله ان المؤمن لا ينجس لانه ذكر من حاله انه كان جنبا ثم بعد ذلك غاب عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع اليهم الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبره عن حاله وانه كره ان يجالسه على غير طهارة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله ان المؤمن لا ينجس. يعني ان الانسان اذا كان على جنب على جنابة فهو باق على طهارته. فبدن الجنب ليس نجسة هذا مقصودة من الحديث اذ ذكره في هذه الترجمة. وايضا يستفاد هذا من قوله سبحان الله لان قول سبحان الله تنزيه لله باستبعاد ان يكون هذا حكما من احكامه الشرعية يعني ان يكون مباعدة الجنب وعدم مجالسته من الاحكام الشرعية التي شرعها الله سبحانه وتعالى وحكم بها فانت تستفيد وجه ذكر هذا الحديث في هذا الباب. وقد لا يتيسر لك الوصول الى هذا. لكن ان يبقى في قلبك البحث عن دلالة الحديث على الترجمة. فاذا سمعته من معلمك وقر في قلبك. فينظر الانسان نظرا كليا من هذه الجهة وهي اه تفصيليا من هذه الجهة وهي جهة الدلالة على الترجمة والجهة الثانية ايش النظر في امور زائدة على دلالة الحديث على الترجمة. فانت اذا قرأت هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة عرفت ان المدينة لها طرق وهذا الامر ليس امرا سهلا وهو ما يسمى اليوم بالحياة الاجتماعية فمعرفة ان المدينة كانت ذات طرق هو يقود الى التخطيط السكاني الذي كان موجودا في العهد النبوي ثم النظر في صفة الطرق وهذا النظر قال به بعض من قال في مسائل فاصاب وبيانه ان الاحاديث المشهورة المشهورة عن انس وغيره انه لما حرمت الخمر امر بها ان مراقب بعدين قال فصبت اي؟ في سكك المدينة الذي يظن ان سكك المدينة مثل هذه السكك عندنا يقول ولو كانت الخمر نجسة لما صبت في سكك المدينة لانهم لا يتوقون منها فهي طريق سيرهم. لكن الذي يعرف صفة طرق المدينة وان الطرق قد ديما كان يجعل في وسطها تجويف او في اطرافها تجويف. تصب فيه النجاسات. عرف معنى هذا الحديث. ولا يزال هذا باق في بعض البلاد الاسلامية فتجد الطريق يسلك وعن يمينه وعن يساره حفر البيوت يضعون فيه النجاسات وتذهب الى نهر او غيره وتارة يكون هذا التجويف في وسط الطريق وعن يمينه وعن يساره ممشى. كالذي يسمى الان عندنا بتصريف المياه. تصريف المياه الذي يعرف اليوم وهذا كان موجودا في طرق المدينة وانت قادك للوصول لهذه الفائدة ولو فيما يستقبل انك عرفت ان المدينة لها طرق. فبقاؤها في سيوصلك يوما ما الى الوصول الى هذا المعنى. وكذلك اذا مضيت فقرأت فيه اين يا ابا هريرة عرفت منه ان اللائق بالانسان اذا كان له معرفة ان يتفقده اذا غاب وقد كان رجل يتعاهد مجلس ابن ابي ذئب اياما وهو والد على المدينة فغاب فقال لهم ابن ابي ذئب اين الرجل الذي من صفته كذا وكذا قالوا لا نعلم فقال ما اسمه قالوا لا نعلم فقالوا فقال ما احسنتم اليه اذ حضر وما احسنتم اليه اذ غاب. او كلام من معناه ثم قام فسأل عنه حتى وجده مريضا فعاده هذا الخلق النبوي ان الانسان يتفقد من غاب عنه ما استطاع الى ذلك سبيلا اما ان يجلس عنده وهو لا يعتني بمعرفة حاله. ولا يقوم له بما يحتاجه فهذا خلاف الهدي النبوي وانت استفدت هذا من قوله صلى الله عليه وسلم اين كنت يا ابا هريرة وتجد بعض الطلبة يترافقون في طلب العلم. ويكونون في حي او حارة واحدة وربما اتفقوا في المسير الى المسجد في الوقت وربما اجتمعوا لاي شيء من التي يجتمعون بها في حيهم وحارتهم كصلاة كسوف او صلاة عيد او غير ذلك. وهم يترددون على شيخ او اكثر من شيوخ العلم. ثم لا يعرف احدهم صاحبه فاي معنى للعلم عند هؤلاء لا معنى للعلم لان حقيقة العلم انه يقوي الرحمة. ومن هذه الرحمة ان يتفقد الانسان من يصحبه في علم او غيره. فيسأل عنه اذا غاب ويسلم عليه اذا حضر. ويبش اليه اذا رآه يحسن اليه اذا التمس منه شيئا فهذا الاستطلاع على الفاظ الاحاديث يفيدك في فهم اشياء تستفيدها اما بذلك النظر او فيما يستقبل من العلم. فتبقى هذه المسألة في ذهنك ثم بعد مدة مديدة ربما احتجت اليها ثم ذكرت ان هذا الامر ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فمثلا قد يقرأ احدكم كتاب خلق افعال العباد للبخاري يمر عليه واذا كان حاضر القلب سيمر عليه حديث ان الله صنع كل صانع وصنعته هذا الحديث الذين مروا وقلوبهم حاضرة على خلق افعال العباد سئل منهم من سئل عن تسمية الله بالصانع ووصفه بذلك فصار فيه بحث من هذه الجهة في الحديث الوارد. فهو لما قرأ خلق افعال العباد لم يكن يتعمد ان ينظر انظر الى هذا المعنى لان خلق افعال العباد كتاب موضوع لمسألة من مسائل الاعتقاد وذكر المصنف غيرها معها. ولم يكن هذا من الكبرى المبينة فيه. لكن علق بقلبه لما كان مقبلا على معرفة فوائده علق هذا المعنى في قلبه ثم بنى عليه القول في المسألة. فينبغي للمتعلم ان ينظر في هذه الاحاديث الواردة في هذا الباب وغيره نظرا تفصيليا على الوجه الذي ذكرناه وهذا الذي تقدم كله في المقام الذي يكون قبل الدرس ويحتاج اليه المتعلم نصف ساعة او اقل وقد يشك في المبتدأ فيتدرب فيه مدة حتى يصل الى هذه المدة او اقل. وهي رياضة جدا لما ذكرناه انفا من وجوه الفائدة فيها. واما المقام الثاني فهو المقام في الدرس بمعرفة الحال التي ينبغي ان يكون عليها الم تعلم في مجالس الدرس لتحسين وتقوية ترقيه وذلك يجمع امورا ثلاثة. وذلك يجمع امورا ثلاثة. الاول جمع القوى المدركة للعلم. جمع القوى المدركة للعلم والثاني حسن التفهم لما يلقى اليك منه. حسن التفهم لما يلقى اليك منه والثالث تقييده وكتابته تقييده وكتابته. فهذه الامور الثلاثة يجب ان تحيط بك في مجلس الدرس. سواء كان في شرح عمدة الاحكام او في غيره من الدروس. وهي كذلك امور ينبغي ان تكون محيطة بك في كل مجلس ترجوه الفائدة منه فاما الامر الاول وهو جمع القوى المدركة للعلم فان الله سبحانه وتعالى جعل للنفس نوافذ يصل منها العلم اليها فاذا فتحت هذه النوافذ بقوة ودخل فيها العلم بيسر وسهولة استقر العلم في النفس واذا كانت هذه النوافذ مغلقة كلية او تغلق تارة وتفتح تارة لحق المتلقي ضعف بقدر ما يفتح ويغلق. وجمعت هذه القوى في قوله تعالى تقريرا لهذا الاصل والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون فهذه الامور الثلاثة بها يدرك العلم. والله لما ذكرها جعل مقدمة ذكرها الاعلام بان احدنا يولد ولا شيء معه من العلم. فقال والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا فاذا اردتم ان تعلموا فان لكم قوى ثلاثة هي طرق وصول العلم ومن هذا تعلم ان ما يذكر في تراجم بعض اهل العلم من انهم ولدوا ومعهم شيء من العلم خلاف هذا الاصل فخلاف هذا الاصل يكون اية معجبة لا تثبت بمجرد الذكر. فقد تكون كرامة لكن طريق كرامة ثبوتها باسناد صحيح. اما ان يقال ان فلانا لما ولد وكان في اخر عمره فقيها خريجا لما ولد لم يقع باكيا وكان يقول مالك مالك مالك مالك يعني انه منذ ميلاده حتى اخر حياته كان المذهب المالكي حاضرا في قلبه بابتداء ذكر اسم امامه فمثل هذا لا يقبل ما لم يثبت باسناد صحيح. وكذا روي في هذا المعنى جملة من المروي يدفعها قوله تعالى والله اخرجكم من بطون امهاتكم ولا تعلمون شيئا ما لم يثبت ذلك بالطريق الصحيح على وجه الكرامة ثم بين الله عز وجل موارد العلم والقوى الموصلة اليه وهي السمع والبصر والفؤاد هذه القوى الثلاث هي التي تدرك بها العلم فينبغي ان تجمع في الدرس بصرك وسمعك وفؤادك حتى يستقر ما يلقى اليك من العلم في نفسك. فحين اذ عندما يحضر الطالب ويبدد بصره فتارة يقلب صفحات الكتاب وينظر الاحاديث المستقبلة. وتارة ينظر عن يمينه ينظر عن شماله ويعدد تارة الانوار المنطفئة في المسجد في سقف المسجد. فمثل هذا قد اضعف قوته البصرية فهو اشبه بمن يريد ان يتبرد بالهواء ويفتح نافذة تارة ويغلقها تارة اخرى. فيحصل له ضعف من من جهة البصر بخلاف من يجمع بصره على الاحاديث اذا قرأت والترجمة اذا ذكرت. ومثله كذلك اذا بدد سمعه وفرقه فانه يحصل له ضعف في الادراك بحسب ما يفوته من السمع ومن اعظم مثله في الازمنة المتأخرة هذه الهواتف الجوالة فعندما يرن الجوال يسبب تشويشا على صاحبه وعلى الاخرين في اسماعهم. ويشق غالبا ان تجتذب من الركون والاصغاء اليه ومنه وهو اشد ان يهادف بالجوال يسمع ما يقال اليه. ومن هذا الجنس الرسائل الصوتية فتجد بعض الطلبة في الدرس ولا يجيب على الجوال حقيقة ويجيب عليه حكما يشغل الرسالة الصوتية ثم يمسك هاتفه بهذا الشكل انت الخاسر الاكبر فانه يفوتك من العلم بقدر ما يفوت من السمع. واشده فوتا مجالس السماع الحديث النبوي او غيره من الكتب. فان قوة السمع واحدة فاما ان تستمع وتسمع ما يقرأ ويلقى واما ان تسمع غيره. فمثلا الذي يجلس في سماع للبخاري او لكتاب التوحيد. ثم به في رد ويكلم شيئا قليلا كدقيقة او دقيقتين وثلاثة واربع وخمس ثم يغلقه. هذا حصل له السماع كاملا ام عليه فوت عليه فوت لانه هذه المدة كان سمعه مشغولا بغير ما يقرأ. فحينئذ يكون قد فاته واهل العلم كانوا يتوقون في الواو والفاء في فوتها في السماع. والان تجد من الناس من يستجيز انه يفوته يا كثيرة ثم يكتب له سمع كاملا ففي احد المجالس اغتنم احدهم وجود فراغ في اخر المسجد ثم ذهب فنام نومة يسيرة تبلغ ساعة ثم رجع ليجلس في المجلس وليأخذ ورقة مكتوب فيها سمع كتاب كذا وكذا كاملا فلان ابن فلان وتارة يخرجون مدة طويلة ويحصل لهم فوت في السماع وتارة يسمعون بهذه الهواتف الجوالة وبغيرها ويكون السماع غير ومع ذلك يكتب السماع الكامل. وهذا اذا خفي على الناس لا يخفى على رب الناس. ولا يروج في طنعة العلم الا الصدق. قال وكيع لا يرتفع في هذه الصنعة الا صادقا العلم الرافع الخافض فيه هو الله سبحانه وتعالى. وعند مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يرفع بهذا القرآن اقواما ويفقد به اخرين. فالذي بيده الرفع والخفظ في العلم هو الله سبحانه وتعالى. واذا غش الانسان فيه وضع من نفسه ولحقه السوء فيما يستقبل من ايامه. ومن هذا الجنس تبديد قوة السماع على الوجه الذي ذكرناه فينبغي ان تكون قوة السمع حاضرة. وكذلك ينبغي ان تكون قوة القلب حاضرة فيجمع قلبه بالكلية على الكلام الذي يلقى اليه. فلا يرسل بصره و يقبل باذنه والقلب منه في كل واد شعبة. فهذا لا ينفع. فالقوة هنا تكون ضعيفة واشد القوى مضرة اذا فقدت هي قوة القلب. فاذا كان الانسان يحضر مجلس الدرس ويسمع ويبصر الشيخ ولا يلتفت. ولكنه يفكر الان بقلبه بعد هذا الدرس اذا خرجنا كيف ارتب اين سنذهب؟ هل من المناسب ان يكون وقت فنذهب ونجلس ونتقهوى ثم اين نتقهوى؟ هل من المناسب المكان الفلاني؟ هل تكن قهوة فقط ام يكون مع هو عشاء وسرحان في الدرس على هذه الافكار او غيرها من من الافكار. فمثل هذا قوته القلبية غير مجتمعة. فعند ذلك يضعف ادراكه فلا بد من وجود القوة المدركة للعلم حاضرة في مجلس الدرس والامر الثاني حسن التفهم لما يلقى. حسن التفهم لما يلقى. فاذا جمعت تلك القوى المدركة فينبغي ان تشتغل بحسن التفهم الذي يسمى التعقل ولذلك ملئ القرآن بقوله تعالى ان في ذلك لايات لقوم ايش؟ يعقلون فالعقل هو حسن التفهم ان تدرك ما يلقى اليك وتتبهمه تبهما كليا هذا التعقل والفهم به يقوى الاخذ ويفضل الناس بعضهم على بعض بهذه القوة والله عز وجل لما ذكر داوود وهو سليمان قال بعد ذلك ذاكرا فضل سليمان قال ففهمناها سليمان. فظهرت فضيلته عليه الصلاة والسلام بما رزق من الفهم الذي نشأ من حسن التعقل. وثبت انه عليه الصلاة والسلام اختصمت عنده امرأتان في صبي فقالت احداهما هو لي. فقالت الكبرى هو لي. وقالت هو ابني. وقالت الصغرى هو ابني فامر به داوود للكبرى. فمرتا على سليمان فامر بشقه بشقه نصفين يكون لكل لكل واحدة نصف او شق فسكتت الكبرى وقالت الصغرى هو لها. فقظى به للصغرى. لماذا؟ لانه ظهرت رحمتها لا تريد ان يموت ويقتل ففهمها سليمان عليه الصلاة والسلام وحكم به للصغرى. فهذا التعقل وحسن التفهم ادراكك لما يلقى اليك من الدرس. واضحا جليا ثابتا راسخا. ثم هذه القوة اذا تتابعت معك وصارت رياضة تحرص عليها في كل درس سيكبر عقلك ويعظم ادراكك ويحسن تعقلك لاي شيء يمر بك. فالقوى تبنى شيئا فشيئا. فكما تبنى القوى الظاهرة بالاكل والرياضة فالقوة الباطنة تبنى بمثل هذا. فاذا كنت حريصا على التعقل والتفهم في هذا الدرس وفي وفي غيره من الدروس التي تحضرها سواء عندي او عند غيري سينتج من ذلك ان قوة التعقل والفهم عندك تترقى حتى تكون مدركا بصيرا حكيما. وبهذا بعد توفيق الله تصنع العقول. وكذلك كانت مجالس العلم فقد كانت مجالس العلم مصانع للعقول. يبنى العقل عند المتعلم. لا ان فيحصل على المعلومة ثم يخرج لا يملك عقلا ويكون طائشا لا ينزل العلم منزلته فيقع في خط عشواء فيما ينسبه الى الدين وفيما يعامل به المسلمين فينبغي ان يحرص المتعلم على ابتغاء هذا المأخذ وهو حسن التعقل. وينبغي على المعلم ان يقويه بين الفينة والفينة بشواهد تبرز حسن التعقل والادراك والفهم والفرق بين من يملك عقلا ومن لا يملك عقلا واحوج ما يكون الناس في ازمنة الفتن وذهاب كثير من السنة والعلم الى العقلاء الذين يملكون علما راسخا وعقلا رشيدا. فهم يوظفون هذا العلم فيما ينفع. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله انه مر مع شيخه وجماعة من اصحابه يعني ابن تيمية على جماعة من التتار وهم يشربون الخمر وقد سكروا. فقصدهم رجل من اصحابه فنهاهم وزجرهم. فعاب عليه ابن تيمية فعله وقال ان هؤلاء اذا افاقوا من سكرهم شيسوون؟ قتلوا المسلمين قتلوا المسلمين ولا شك ان هذا دعوة من ابن تيمية الى اقرار المنكرات وانتشار المسكرات صح؟ هكذا يقول البسطاء الساذجون الذين يقودون انفسهم والاخرين الى الهاوية. لكن العقلاء يعرفون المسألة حق قدرها ويعبدون الناس حاكما او محكوما لله سبحانه وتعالى. فحسن التعقل ادراك يجعل العلم الذي معك حصنا يحميك من الفتن ويحمي الاخرين اللائدين بك ويقودكم جميعا الى الفوز عند الله والنجاة من عذابه. فانت اذا سكن قلبك بالايمان لا تبتغي فوزا عند احد سوى الله سبحانه وتعالى ولا ترجو من الخلق شكرا ولا تخافوا منهم كفرا. ولا تلتمسوا منهم ذكرا. ولكنك تتعبد الله سبحانه وتعالى بامره ونهيه وتدور مع خبره وخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بما تبرأ به ذمتك ولا يعينك على ذلك مثل العقل الرشيد الذي ينبغي على الطلبة ان يحرصوا على اكتسابه بمثل هذه التي ذكرت وهي حسن التعقل مع امداد المعلمين لهم بما يقوي عقولهم ومراجعتهم هم لمعلميهم فيما يشكل عليهم حتى يمدوهم بالعقل. فانت تراجع معلمك في اي شيء كان ثم تقنع بان الذي اليه معلمك هو الانفع لك حينئذ. فقد تأتي الى معلمك تارة وتذكر له شيئا فيقول اشتغل بما وهذا حينئذ هو الانفع لك ان تشتغل بما ينفعك. وتارة تأتيه فتسأله عن شيء فيبين لك كيت وكيت لانه رأى ان البيان الذي يذكره لك هو انفع لك فتارة يعامل المتلقي بشيء وتارة يعامل شيء اخر. وتارة يعامل ذلك المتلقي بشيء وتارة يعامل ذلك المتلقي بشيء اخر. فينبغي ان تحرص على فهمي هذا من احوال شيوخك ومن اللطيف مما استفدته في هذا الباب من بعض العلماء وهو شيخنا عبد الله بن عقيل رحمه الله انني اخبرته بوفاة شيخ من شيوخنا كان صاحبا له في القضاء فضرب موعدا لي ان اتي في المكان الفلاني والقاه هو ومن معه للذهاب الى محل العزاء لانني يدل بيته وذلك في اليوم الثاني. فكان كذلك فذهبنا واتفقنا عند هذا المحل وسرنا جميعا ثم دخلنا على البيت كان ممتلئا من وجدنا ثم اجلسنا في ذلك المقام اجلس الشيخ وانا قريب منه بجانبه ثم بعد مدة دخل رجل معظم من وجهاء هذا البلد فقام الناس اليه يهرعون. ثم ادخل في مجلس اكبر من المجلس الذي نحن فيه. ومن لم يقم اليه اولا لحقه اخرا. فصار الناس ينسلون من هذا المجلس شيئا فشيئا شيئا فشيئا حتى لم يبقى في في هذا المجلس الا ثلاثة. الشيخ وانا ورجل من وجهاء الرياض. كان اخر كلامه ان قال يا شيخ عبد الله لقد حضر فلان وهو اذا اخبر عني هنا سيفتقدني. فانا استأذنك ان اذهب فاذن له الشيخ وكنت قبل ان يقول هذا الكلام ظننت ان الشيخ لم يعلم بحضوره. فقلت له يا شيخ قد حضر فلان فقال لي اصبر فصبرت حتى كان اخر الامر ان خرج الجميع ولم يبقى في المجلس الا اثنين والانسان يقول حينئذ لاي شيء تأخرنا لنؤخر يعني سنكون اخر الناس ان تأخر. ثم بعد ذلك قال لي الشيخ قم الان قم. فقمنا فلما دخلنا ذلك المجلس واذا الناس فيه قد استقروا واستووا على مجالسهم. يعني الشيخ لم يرد ان يدخل مع هيئة الناس. فيضيع قدره ولا يعرف مجلسه حتى اذا استقروا دخل بارزا في المجلس. ثم قرب من هذا المعظم ليسلم عليه فقام ابنه ابن المتوفى رحمة الله عليه وقال هذا الشيخ فلان فقال ذلك المعظم معروف معروف واخذه واجلسه بجنبه انظر العقل هنا العقل هذا الذي فعله من التريث والصبر حتى يستقر الناس ثم القيام بعد ذلك وربما انت كنت تحدث لماذا نتأخر؟ لماذا الشيخ يجلس في اخر الناس؟ لماذا؟ لماذا؟ ثم رأيت الحال ان العاقل وصل الى ما يريد على الحال الحسنة لهذا تكون مجالس الدرس مصانع للعقول. والامر الثالث التقييد والامر الثالث ذكرناه باسمه ايش عندكم؟ التقييد هو الكتاب التقييد والكتابة واصل الكتب الالهية. واصله الكتب الالهية فان الله عز وجل قال كان الناس امة واحدة بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق. فانزال الكتاب مكتوبا يراد منه ابقاء ما ينفع مقيدا محفوظا وروي في ذلك احاديث واثار كحديث قيد العلم بالكتابة وفيه ضعف وروية اثار كثيرة عن الصحابة فمن بعدهم كثيرا منها ابو بكر الخطيب الحافظ في كتاب تقييد العلم. فاذا اردت ان تكمل استفادتك من مجلس الدرس ينبغي عند كونك فيه ان تقيد ما يلقى اليك. فتحرص على تقييده تقييدا كاملا فاذا كان الكلام صفوا كله فاذا كان الكلام صفوا كله فينبغي ان تقيده اجمع. واذا كان يمازجه اشياء وزائدة فانتقب ما ينفع من الكلام الذي يلقى اليك فانت تقيد الانفع وقد يكون كل ما يرقى وقد يكون كل ما يلقى وقد يكون بعضا مما يلقى. ولا يحصل بطالب العلم ان يحضر مجلسا من مجالس الدرس دون ان يكتب شيئا ينبغي له ان يحرص على الكتابة فالامر كما قال الاول العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك الواثقة فمن الجهالة ان تصيد غزالة وتتركها بين الخلائق طالقة. فينبغي ان يحرص الانسان على تقييد العلم كتابته وقد يتخذ بعض الطلبة طريقا اخر فيلقون باسماعهم ثم يستمعون مرة اخرى ويقيدون وهذا طريق حسن لكن هو محفوظ بالمخاطرة فقد يسمع ويفرغ وقد لا يسمع مرة ثانية ثم كذلك فيه تضييع لما ينبغي من تقوية قلبه. من اقتدار الكتابة مع حضور القلب وهذه مهارة ينبغي ان يحرص عليها طالب العلم فهو يسمع ويفهم ويقيد. وشيئا فشيئا تربو هذه المكنة والقوة في قلبه حتى تستتم فينتفع انتفاعا كليا منها. وقد كانوا يستحبون ان يكون طالب العلم سريع الكتابة. ومن شعر عبد الرحمن ابن ابي بكر السيوطي قوله حدثنا شيخنا الكناني عن ابيه صاحب خطابة اسرع اخا العلم في ثلاث الاكل والمشي والكتابة. يعني يسرع الانسان في هذه الاشياء ومن جملتها كتابة العلم. فينبغي ان احرص انت على ان تكتب كتابة سريعة وتعتاد ذلك فانه اقوى في ترقية ملكاتك وتقوية قلبك وهذا الذي ذكرناه كله يتعلق بما ينبغي ان يكون عليه الطالب في المقام الثاني وهو في اثناء الدرس وبقي الثالث وهو المقام الذي يكون بعد الدرس. فاذا انفصل المتعلم عن درس قبل مجيء موعده القابل سواء كان يوميا او اسبوعيا او غير ذلك فانه ينبغي ان يحرص على امر فانه ينبغي ان يحرص على امرين. احدهما التحفظ. احدهما التحفظ والاخر المذاكرة. والاخر المذاكرة مع اقرانه. فاما الامر الاول وهو حفظه فهذا البناء عند العرب تفعل. وهو طلب للشيء بكلفة. طلب للشيء بكلفة ومنه التكلم والتحلم والتعلم. قال الكوهيتي في نيل المنى ورابع الابواب للتكلف نحن تعلمت وجئت مقتفي يعني الاكتفاء والتعلم هذا يحتاج الى كلفة فانت ينبغي ان تنفق من قوتك وقتك في حفظ ما القي اليك من العلم. فمثلا سبق مما تقدم ان ذكرنا وجها من الوجوه فقلنا قوله رقيت بفتح الراء وكسر القاف اي صعدت فهذه الفائدة ينبغي ان تتحفظها بتكرارها مرات كثيرة حتى تستقر في قلبك استقرارا يشبه استقرار المحفوظ وان لم يكن هو. لكنك اكثرت من ذكرها حتى ثبتت في قلبك ثم ننتقل الى ما بعدها ثم ما بعدها حتى تستتم ما اخذته في الدرس المتقدم واما الامر الاخر فهو المذاكرة مع الاقران. فينبغي ان يكون لك وقت تتقاول مع اصحابك الذين يحضرون ذلك المجلس بمراجعة القول فيما ذكر فيه وهو الامر الذي تم اعتماده بعد المغرب في يوم الاربعاء. ان الدرس الماظي يكون له حلقة او اكثر مدارسة فيذكر ما سبق على وجه الاعادة. وهذا نافع جدا. فتارة يكون من منفعته ان يستقر الدرس في قلبك. وتارة يكون منفعته من منفعته ان تصحح خطأ فهمك فتكون قد سمعت شيئا على وجه الخطأ فاذا دارست به غيرك بين لك ان هذا الذي فهمته خطأ وان وجه القول فيه كيت وكيت وكان من المراتب المعروفة في سلم التعليم عند الاوائل رتبة المعيد. ذكرها تفصيلا السبكي في معيد النعم ومبيد اقامة وغيره. فالمعيد هو الذي يجلس للطلبة. يعيد معهم ما سبق في مجلس الدرس. مع الشيء ويتدارسونه ويتذاكرونه. وهذا بالغ النفع شديد الاهمية سواء كان في هذه الحلقة بعد المغرب او في حلقة تعقدها مع صاحب او اكثر ولو في بيتك او بيته تتذاكرون فيها ما سبق ذكره في ذلك المجلس فاذا وجد التحفظ والمذاكرة بعد الانفصال عن مجلس الدرس مع ما تقدم قوي العلم في القلب وبهذا استتم ثبوته ورسوخه. وكان طالبه طالبا للعلم حقا وحقيقة. قلبا وقالبا ظاهرا وباطنا لان توارد هذه الامور في اخذه يجعل اخذه متينا. لا الحال التي نراها من ان الطالب يأتي ثم يفتح الكتاب مع الشيخ ثم يعلق ما يعلق يحضر تارة ويغيب تارة في قلبه وسمعه وبصره ثم يخرج ثم يلقي كتاب في السيارة ثم لا يكون عهده به حتى يأتي الى الدرس الاخر. وربما لا يأتي بالكتاب لانه نسيه في سيارة زميله وطول الاسبوع لم يذكر وهذا الفصام النكد بين المتعلم وبين درسه هو الذي جعل الطلبة ينفقون اوقاتا كثيرة ولا العلم الذي يريده فتجد بعض الطلبة يشكي يقول انا حضرت الان احضر لمدة ثمان سنين تسع سنين عشر سنين احضر مجالس الدروس لكن ما استفدت اذا لم تستفد فابحث عن الخطأ والخلل والعلة اين هي؟ تفقد هذا الذي ذكرناه في نفسك اين انت منه وقد لا يكون مقصورا على هذا فكما يوجد علل عند الطلبة يوجد علل عند الشيوخ تمنع اصول العلم الى المتعلمين لكن المقصود الان فيما يتعلق باخذك هنا مما يتعلق بالمقامات مما يتصل بالمقامات الثلاثة المذكورة. فصحح حالك مع كل مقام. ففي المقام الاول قبل حضورك الى الدرس ينبغي ان يكون لك مع الكتاب جولة. واذا حضرت مجلس الدرس ينبغي ان تكون لك جولة اخرى. واذا انفصلت عن الدرس ينبغي ان تكون لك جولة ثالثة. ولو ان طالب العلم استتم هذه المقامات الثلاثة بحقها في كل كتاب يدرسه ولو اقتصر على درس اصول العلم الاسبوعي في مستوياته الاربعة فانا كفيل له بان يدرك من العلم شيئا كثيرا لم يدركوا اكثر طلبة الزمان لان هذا اخذ للعلم على الوجه الذي تصل به الى النافع منه. واما غيره فتوجد مسالك كثيرة لاخذ العلم لكنها لا تنفع المتعلمين ولا يصلون منها الى العلم الذي ينبغي ان يفيدهم وان يستقر في قلوبهم. بقي من تتمة ما سبق مما يتعلق بما ذكرناه فيما يتعلق تقوية الترقي وتحسين التلقي في هذا الدرس. امران يحسن الانباه اليهما احدهما صفة استفادة غير الحنبلي منه. صفة استفادة غير الحنبلي منه. فقد يحضر هذا الدرس اما مباشرة او عبر النقل طلبة يتفقهون في مذاهب سوى المذهب بل غير المذهب الحنبلي كالحنفية او المالكية او الشافعية. فطريق استفادتهم من الدرس بعد وضوح ما يلقى اليهم من العلم في الفروع والاحكام المتعلقة بهذه الاحاديث ان ينظروا حكمها هذا الفرع في مذهبهم من كتاب معتمد ثم يعلقوه مقابل هذا الفرد. ثم يعلقوه مقابل هذا الفرع فمثلا اه في حديث جابر بن سمرة والبراء بن عازبة ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الوضوء باللحم الغنم فقال لا وسئل عن الوضوء من لحم الابل فقال نعم فالحنبلي عنده من الاحكام المتعلقة بهذا الحديث ان اكل لحم الابل ينقض الوضوء وهو دلالة الحديثين عليه امره صلى الله عليه وسلم بالوضوء من لحم الابل في قوله نعم فان السؤال مقدر في الجواب. يعني نعم توضأوا منه كما قال في الفرائض البهية ثما ثم الجأ ثم السؤال ها ثم السؤال عندهم معاد قل في الجواب حسن ما افادوا. قل في الجواب حسب ما افادوا. اذا جاء الطالب الشافعي او الحنفي او المالكي عند هذا الفرع وعرف هذا الحنابلة يذهب الى كتاب معتمد الشافعي ينظر في المنهاج. الحنفي ينظر في الكنز والمالكي ينظر في خليل. يبحث عن هذا الفرع عندهم ثم يعلقه بجانب هذا يكتب وفي مذهبنا انه لا يموت. هنا يستقر العلم ويستفيد فائدة كاملة من هذا الدرس بما يناسب الحالة التي هو عليه. والامر الثاني ان ما قمت به من العدول عن استكمال شرح عمدة الاحكام والانباه الى هذا الكلام الذي ذكرتموه لا يناقض مقصود برنامج اصول العلم ولا ينافي اخذ العلم. بل هو حقيقة اخذه. فان المعلم اذا رأى ما هو انفع للطلبة وجههم اليه ولو اقتضى ذلك تأخيرا لما هم فيه مشغولون وهذا كان يقع من الشيخ عبد العزيز بن باز ومن الشيخ ابن عثيمين وغيرهما من العلماء. فتارة يقرأ في ذلك يقرأ في الدرس بحث كلف به في مسألة واحدة ولا يقرأ الكتاب وتارة اه يؤتى بكتاب اخر يتعلق بتحرير مسألة اه فيقرأ ويعلق عليه لان المقصود هو ايصال ما ينفع للطلبة. وقد يكون فيما يلقى مما يحصل به النفع شيء عظيم لا يوجد الا في ذلك المجلس. لكن يعاب اذا كان فيه اشغال للمتعلمين بما لا ينفعهم. اذا كان في اشغال للمتعلمين بما ينفعهم هذا يعاد. مثلا لو اني فكرت انا فكرة وقلت اريد ان اصنف مسانيد عمدة الاحكام. يعني ايش مسانيد الاحكام؟ يعني كل صحابي عددها مثلا نقول مسند ابي هريرة. انظر رقم كذا ورقم كذا ورقم كذا. ثم مسندك يجمع حج العمدة على المسانيد فلو اتيت الى مجلس الدرس وقلت للطلبة هيا كل واحد منكم يفتح كتاب العمدة عمدة الاحكام ثم اه انت يا فلان باب كذا انت فلان وفلان باب كذا. عينوا المسانيد وانت فلان فلان عينوا المسانيد وانت فلان عين المسانيد من كتاب مثلا باب الاستطابة ثم هذا باب السواك ثم هذا الين نصل باب الحيض ثم نمشي فيه الى اخره. ثم اجمع هذه الاوراق اؤلف منها ايش؟ مسانيد عمدة الاحكام. صورتوا الفكرة هذا اشغال للطلبة بما لا ينفعهم. ما في نفع للطلبة كثير انهم يعرفون ان المسانيد عنده احكام وهذا يجمع مسانيد آآ كتاب باب سواك وهذا مساند باب الحيض. وكم في حديث لعائشة قليل النفع جدا. فلو فعل في مجلس الدرس كان عيبا ونقصا لا ينبغي فعله واشنع منه ان يشغل الطلبة فيما لا يلزمه. اشنع من هذا ان يلزم الطلبة باشياء لا تنفعهم. ولا لهم بها فيمضي الدرس في هذا الشيء ولا فائدة منه. وهذا يقع بامور كثيرة يقع بامور كثيرة متنوعة تارة يرسل القول بالحياة السياسية وتارة في الحياة الاجتماعية وتارة في الحياة اقتصادية تجد يجتمعون في مجلس على قراءة كتاب في اه تفسير ابن كثير. ثم بعد ذلك يقرأ شيء يسير ثم بعد ذلك يتحدث وشلون اليوم سوق الاسهم بالمناسبة اللي ذكره هذا الراوي سهم بن جبل جلسهم اليوم ثم يفتح باب سوق الاسهم. هذا يوجد تجد اشياء مجالس تظلم يظلم قلبك بها لانه يخرج من مقصد الدرس الى مجلس الى كلام اخر لا فائدة منه ولا نفع له للمتعلم. فهذا قليل الفائدة. ولم تكن هكذا مجالس العلم. فمجالس العلم حتى مع العامة ينبغي ان يكون لها قدر من من الثبوت والرسوخ. وفي اخبار شيخ شيوخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله انه كان اذا دعاه احد من عامة الناس الى القهوة كما يقول اهل نجد. اجاب وكان هذا من لطف ابن سعدي بن سعدي كان رحمه الله اه لطيفا في معشره وساعده على ذلك قلة الناس وصغر البلد. فكان اذا قال له احد يا شيخ عبد الرحمن نبي نقهويك قال خلاص صنوعد الجابلة الوعد بعد المغرب يوم كذا الوعد كذا فيعطيهم موعد واحيانا تجد في نفس الموعد ما يدل على حسن معاشرته فمنها ان رجلا قال له يوما يا شيخ عبد الرحمن نبيك تواعدنا على القهوة. فقال له السنة هذي ما اقدر اجيك ابد. لكن ابشر السنة القادمة. فقال عبد الرحمن السنة القادمة وينا حنا ما ندري حيين ولا ميتين عطني موعد قريب. كان الشيخ في اخر ذي الحجة. والرجال قال له ترى ما بقى الا يومين ونجيك ان شاء الله تعالى. فكان يقول لبعض اصحابه اذا جلسنا معهم ورأيتموهم يتحدثون ولم يسألوني عن شيء فاسألوني انتم يعني يقول لبعض الطلبة اسألوني لعلي افيدهم بشيء وافتح باب الاسئلة. يعني دخلت عند عوامة وسألوه كيف الحال؟ وشلونك؟ عساك طيب؟ تجي سؤال كثيرة قد لا يفزعون لسؤالك في العلم. لكن اذا فطنت احد من اصحابك وسألك بعد ذلك هم يسألون. فيحصل المنفعة لهم من زيارتك انه ليس فقط حديثا عابرا انه ليس فقط حديث عابر لكن فيه فوائد من فوائد العلم وهذا من وجوه العقل انظر حسن العقل الذي كان يفعله الشيخ ابن سعدي واستفاده من استفاده منه في حياته او بعد مماته رحمه الله تعالى. هذا جملة ما كان ينبغي ان نتحدث عنه الليلة وان شاء الله تعالى في الاسبوع المقبل آآ سنبدأ في الجادة الجديدة بعد استدلاء استجلائها ونكمل بها الكتاب. بقي على النصف تسع دقائق فافتح المجال لمن عنده سؤال مباشرة عما ذكرنا يرفع يده ويسأل بصوت واضح نعم يسأل هذا السائل آآ يقول آآ هل يحفظ الطالب المتن الان في درسه والجواب ان ما يعرض لك من ذلك ان كانت لك جادة علمية وخطة في المحفوظات فلا تعدل عنها الى غيرها. بل تلتزم جادتك العلمية التي انت فيها. حتى تأتي الى مثل هذا الكتاب. وهذا الجواب يحتاج اليه في الدراسات الجامعية فمثلا او غيرها. فمثلا اذا طلب منكم استاذ يدرسكم كتاب النكاح من زاد المستقرع. ان تحفظوا هذا الكتاب. فان كان على وجه الالزام فلا محيز. وان كان على وجه الاختيار فاجتنبه اذا كنت مشغولا بجادة علمية فتبقى على هذه الجادة حتى يأتيك حفظ زاد المستقرع او ما يقوم مقامه في محله من هذه الجادة يسأل الاخ وائل يقول قبل الدرس هل ينصح بالنظر في شيء من شروحه؟ وكذلك بعد الدرس لا ينبغي ان يكون كذلك ينبغي ان يجمع المتعلم نظره على المتن فقط. لان الشروح تحجب فيكون نظرك في فهم الاحاديث من خلال تلك الشروع لا من خلال ارسال ذهنك وتقوية عقلك. فاجتنب ان تنظر في شرح ومن هذا الاجتناب الا تحضر بشرح في مجلس الدرس. ولم يكن هذا من عادة اهل العلم فهم لا يحضرون الشرح ابدا. الا ان كان يحضره فلا بأس وقد ادركنا من ادركنا من العلماء اذا شرحوا الفية ابن مالك ربما احضروا شرح ابن عقيل مع عاشية الخضر لان فيها نكتا فالطلبة معهم المتن. وهو يشرح لهم. وربما اشار الى شيء مما ذكر في الحاشية فيقول وقد اشار الى هذه المسألة الفضل في حاشيته فقال كيت وكيت. فيستفيدون علما زائدا. فانت لا تحضر فانت لا انظر قبل حضورك للدرس في شرح ولا تحضر بشرح لا لي ولا لغيري فان هذا يقطع الطالب فالطالب اذا ينظر في شرح يتفرق فهمه ينظر في هذا ماذا يقول وهذا ما يقول طيب هذا الان يقول خلافة الظاهر ان هذا الشيخ اللي يتكلم الظاهر انه مظيع لا لا الشارع انه مظيع يبقى في هذه الدوامة هذا واقع هذا واقع تجد بعض الطلبة هو يستدرك هو ما هو بفاهم. هو ما هو فاهم الكلام الذي يلقى اليه. مشغول هذا وما جعل الله ايش لرجل من قلبين في جوفه لا يمكن ان يكون كذلك. كذلك اذا انفصلت عن الدرس اياك ان تنظر في شرح انظر في شرح واحد هو شرح شيخك. اجمع قلبك عليه بالتحفظ ايش؟ مدارسة تحفظ المدارس متى تنظر في الشروح اذا استوعبت من العلم فاردت بعد ذلك ان تدرس او ان تصنف فشد حيلك اذا جيت تبي تدرس بعد ذلك عدة الاحكام هات مئة شرح امامك واياك ان تأخذ وتقرأ على الطلبة هذا فعل من لا يعقل العلم لكن تقتصر على المهمات تلخصها تلخيصا تاما تعطيها الطلبة. اما يأتي الانسان يجي يهشر عمدة الاحكام وجايب معه خمسطعشر شرح ترى مهم يشرح العمدة لا فتح الباري المفهم وشرح النووي وشروح اخرى. وهذا غلط. انت الان جهد اذا كنت ان تريد ان تعلم ان تنظر في تعطي من وقتك وتنظر في الكتب وتلخصها وتتفهمها وتأتي للطلبة تعطيهم خلاصة سائغة هذا الذي ينفعهم لا ان تعطيهم شيئا مشوشا مروجا. وكذلك اذا اردت ان تصنف فافعل هذا. اذا انت تبي تصنف في شرح كتاب او في مسألة فانظر ما شئت من الكتب. اما عند التعلم احرص على ما يلقى اليك فقط. اذا وجد هذا في الناس يقوى فيهم العلم اما التشويش بهذه الطريقة الموجودة هذا يضيع طالب العلم وهي من الاشياء التي كانت التي حدثت ولم تكن من قبل. كان الطلبة اذا الشيخ شرح لهم كتاب ما في يروحون ينظرون ما في شروع يجمعون انفسهم حلقة ويتدارسونها وربما جلسوا بعد العشاء الى وقت متأخر يتدارسونها. فلما طبعت الكتب ضاع العلم. الكتب بكثرتها وانتشارها فيه ضياع للعلم لانه صار محلا لكل احد يتناوله على الحال التي يريد وهو لا يفهم هذا وقع عند الناس فتجد من الناس هو رأى هذه الكتب ثم يتكلم مثل احدهم كتاب الاغاني لابي الفرج الاصفهاني كتاب كبير في بضعة عشر مجلدة ها؟ سبعة وعشرين طيب سبعة وعشرين احدى الطبعة سبعة عشر لكن بين هذين العددين احدهم مرة مصوره ويقول انظروا كيف احتل الخلاف في مسألة فقهية هذا القدر من البحث في هذا الكتاب ويحسب لنا الكتاب في بحث مسألة الاغاني. فيقول مثل هذا هذا الذي نضحك منه على الاخرين يمكن ان نجد عندنا شيئا نضحك منه. وذلك بان تجد الانسان يجري في مضمار ليس له يجي يأتي يفتح الشروع يفتح الشروع بعض الطلبة يأتي يقول انا الان درست ثلاثة الاصول يرسل لي رسالة وقرأت شرح فلان شرح فلان شرح فلان. هل يكفي؟ ام ينبغي ان اقرأ شرحا اخر الى متى تقع صرح اخر الشروع كثيرة وبعد ذلك يعني على قولة عوامنا تربص في هالكتاب العلم كثير ينبغي ان تنتقل الى كتاب اخر والى فن اخر احرص على شرح شيخك. ولذلك دائم بعض الاخوة يرسل لي ما افضل شرح تنصح به للطالب؟ فاقول له شرح شيخك. شرح شيخنا هذا افضل شيء لك تجمع سواء انا او غيري ممن تقرأ عنده تجمع قلبك على هذا الدرس قبل واثناء وبعد لو وجدت هذه يدرك الطلبة في مدة يسيرة في الصحيح عند البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان هذا الدين يسر. معناه العلم صعب ولا ولا يسير سهل العلم سهل وميسور لكن اذا اخذ بطريقه. اما اذا اخذ بغير طريقه هذا يصير صعبا. يجي المعلم وتقول عن ابي هريرة يتكلم في ابي هريرة هل ابو هريرة ممنوع من الصرف او مصروف؟ وما اصل هذه الكلمة؟ وانها وقعت في بعض الالفاظ يا ابا هر ما الفرق بين هريرة؟ وما الفرق بين هر؟ الله المستعان. قد بعد ترى يتوسع جزاه الله خير عنده كتاب الحيوان للدميري فيروح يجيب الكلام على القطط. فيذكر للطلبة هذا لا يفيد هذا لا يفيد كما اني اعيب هذا على نفسي وانا معلما يوجد هذا ينبغي ان يعقل المتعلم ان بعض الاحوال اياك واياها لا تفهم خطأ فتقول فلان يؤدلجنا لا يريد ان نقرأ الا شروحا لا لم يقل هذا انا اقول سواء عندي او عند غيري هذه هي الطريقة الصحيحة الطريقة الصحيحة هي هذا حتى لو لم تحضر عندي ابدا ووجدت معلم يعلمك نحن نريد الناس يتعلمون بنا ولا بغيرنا لكن سر على هذه الطريقة اذا اردت ان تستفيد غيره نعم مع سماع المحاضرات هل هذا يبطل آآ البصر يكفي السر والقلب يقول للاخ هل السماع السماع للمحاضرات والدروس؟ هل هذا يضعف البصر؟ الجواب تتعطل هنا قوة من القوة تتعطل قوة من القوة وهي قوة البصر. اذا اجتمعت القوة الثلاث صار الاخذ اقوى. واذا وجدت قوة او قوتين صار هناك نوع من العقد ولكنه اقل. فالانسان الذي يسمع شيئا ليس كالذي يسمع ويبصر ويرى. فاجتماع القوى كلها يجعلك حاضر القوة في اخذ العلم كون هناك قوة او قوتين فقط هذا يجعل ذلك اضعف. وقد تكون التي انت عليها لا تناسب هذه القوة تجد بعض الاخوان يقول انا والله بستمع الدرس هذا ويجي يستمع للدرس وقد اضطجع مضطجع ويسمع الدرس. كيف بكون قلبك حاضر؟ سيأخذ قلبك كله شعبة ما تستطيع. بخلاف لو حضرت وامامك معلمك واصغيت وحضر قلبك فتكون الافادة الاستفادة اكبر. لكن السماع مفيد. السماع مفيد لكن فيه جزء من القوة المدركة وليس جميع القوى ادرك تم ارفع صوتك ماذا يفعل الطالب اذا كان يحضر عند معلم يتوسع كثيرا؟ الجواب انه اذا لم تكن له ممدوحة سوى هذا الدرس فلا يجد غيره يحرص عليه اذا لم يجد طريق للتعلم الا هذا المعلم يحرص عليه. وان كان يجد غيره من المعلمين الذين يجمعون له اطراف الكلام مما يهمه فيحرص على هؤلاء. لان المقصود من الدرس ليس هو التوسع. المقصود هو ايصال ما ينفع وهذه هي التي كان عليها من سبق من العلماء ربما تسمعون شريط في القواعد الاربع ستة واربعين دقيقة للشيخ ابن باز وتجده في شريطين يعني مادة صوتية قليلة والتعليقات فيه قليلة. فبعض الطلبة يقول الحضور عند المشايخ الكبار مثل ابن باز وغيره قليل الفائدة. لان التعليقات قليلة وهذا خطأ في قياس الفائدة. ليس الفائدة بكثرة ما يلقى وقلة الفائدة بنفعه ان يكون هذا انفع وهذا هو الانفع للطالب حينئذ الانفع للطالب ان يتلقاه على هذا الوجه ولذلك تجد الذي ان الذين نشأوا على تلك الطريقة انتفع ونبغ منهم العلماء والقضاة والمعلمون وغير ذلك. واما الذين يدرسون على هذه الطريقة وهم ينقطعون اكثر هؤلاء ينقطعون. انا اذكر في الثانوي حظرت درسا في فتح الباري. وكان الدرس حافلا مشهودا يعني ما شاء الله كثير كنا في هذه السن وسرنا يكبرنا اناس فتح الباري بثقله وطوله في درس اسبوعي لا يمكن ان يتم على جمهور غفير قد يكون درس خاص وسنين طويلة نعم لكن بهذا الشكل لا يتم ولذلك تجد ان هؤلاء انقطعوا حتى شيخهم انقطع عن التدريس لماذا؟ لانك انت اذا ذهبت تحاول جبل لم تستطع لكن حاول ما تقدر عليه شيئا فشيئا حتى يستفيد الناس وتستفيد انت نعم نعم انت الاخ نعم ايش هل هناك اشياء تمنع التعقل تعين ايه هذه اشياء تتعلق باصل كلي وهو رياضة العقل. رياضة العقل امر اعتنى به الفلاسفة اليونان وعظموه وكبروه والشريعة الاسلامية اعتنت به بطرائق مختلفة اكثر من عناية الفلاسفة اليونان. والفرق بين الرياظة العقلية في الشرع انها كانت بوحي. واما عند الفلاسفة وغيرهم فكانت بفكر. كانت بفكر فلسفة فقط بين الرياضة العقلية الناشئة من الوحي والرياضة العقلية الناشئة من الفكر والفلسفة. والمبهورون تنمية الفكر عبر فلسفة يفوتهم ان الاعظم هو تنمية العقل من خلال الشرع. خطاب الشرع. فرياضة العقل اصل نافعة وفي الشريعة الغراء قرآنا وسنة ما يبني هذا العقل لكن بيان هذا الاصل يحتاج الى مدة طويلة سواء كان في في العلم او في غيره المقصود رياضة العقل كله كاصل كلي كيف يقوى عقلك؟ وما انزل القرآن علينا الا وفيه هذا الاصل مقرر من وجوه مختلفة. قال تعالى وما يعقلها الا العالمون. ان في ذلك لايات لقوم يعقلون. وغيرها من الايات اجمالا وتفصيلا تقوي العقل. فالاقبال على الشرع وخاصة القرآن يجعل عقلك قويا عقل المتمرن برياضة الوحي اقوى ممن يتمرن بالرياضيات او المنطق او الفلسفة هذي موارد لتقوية العقل تعرفون انتم المنطق القديم والمنطق الحديث والفلسفة بانواعها على اختلاف مدارسها الحديثة او كذلك الرياظيات والجبر والهندسة هذي كلها من وجود تقوية العقل. لكن ليس شيء يقوي العقل مثل خطاب القرآن والله عز وجل يقول افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها ويقول افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عناد غير الله لوجدوا فيه اختلاف كثيرا كبيرا. هذا كله يدل على ان القرآن مما يقوى به العقل لكن يحتاج الى اخذ. فبدل ان ينفق المتعلم المبهول وغيره وقتا ينظر فيما كتبه الاوائل مثل افلاطونا ارسطو او ممن تأخر بعدهم مثل هيجل وغيرهم من الفلاسفة يبحث عن ان يكون له فكر ونظر اقبل على القرآن الكريم وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم واحرص على تقوية عقلك فيها. وعند ذلك ستفهم كثيرا من المسائل فهما صحيحا. وتعرف منزلة كل مسألة من مما يتحدث عنه الناس بمنطق عقلي يناسب مداركهم وافهامهم ويكون لك قوة وعدة. فالناس عندما يتحدث من يتحدث مستبشعا عن حكم الردة وقتل المرتد يغفل عن ان الدول كافة تعد خيانة الوطن والبلد جريمة يستحق بها القتل. فخيانة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اعظم من خيانة لغيرهما فاستحقاق القتل والعقوبة المشددة اولى من استحقاقها هنا. هذا وجه دلالته شرعية واضحة والهجرة النبوية دالة على تقرير هذا المعنى المقصود انه كمثال في تقرير ان الانسان اذا راض عقله بالشرع سيكون هو واذا خاف الله وكان متبعا امره فسيكون هو الاتقى والاقوى والابقى. ولذلك وعد الله سبحانه وتعالى بان يستخلف من المتقين. المتقون المتقون لله سبحانه وتعالى هم الباقون هم الذين لهم الظهور والقوة في الارض باذن الله سبحانه وتعالى. وهذا اخر القول والبيان في هذا المجلس نسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا به جميعا شرح عمدة الاحكام في الدرس المقبل باذن الله تعالى والحمد لله رب العالمين