وينبغي قبل الشروع في اقرائه ذكر تنبيهين. احدهما ان هذا كتاب معدود في كتب فقه الحنابلة. لامرين احدهما ان المصنف صرح بهذا. فانه ذكره في رسالة بعثها الى تلميذه عبد الله ابن عقيل. في الثالث من جماد الاولى سنة وثلاثمائة والف وهي مثبتة في كتاب الاجوبة النافعة. فقال عند جمعتها من كتب الاصحاب. اي من كتب الحنابلة. فهذه النبذة التي اشار اليها في تلك الرسالة عول في وضعها على كتب الحنابلة. فالكتاب من جملة كتب المذهب الحنبلي. والاخر ان اصحابه الاخذين عنه عقلوا هذا منه. وعرفوه عنه لم يعدوه كتابا خارجا عن المذهب. ومن ابين في هذا قول تلميذه عبد الله ابن عبد الرحمن البسام رحمه الله في كلام الله عند هذا الكتاب لذا صنف شيخنا رحمه الله هذا المختصر المفيد. على قول واحد في المذهب. سواء وافق المشهور من المذهب او وافق القول الاخر مما يمتاز عن غيره من الاقوال بصحة الدليل وجودة التعليل. وهو لا يخرج وعن قول احد مذاهب الائمة الثلاثة انتهى كلامه. وهو يبين ان هذا الكتاب مبني على مذهب الحنابلة. وقد يخالف المشهور منه. لكنه لا عن القول الاخر في المذهب. سواء كان ذلك القول رواية او وجها فمثلا مما ذكره المصنف تحريم استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة. واطلقه. فيشمل البنيان غيره. والقول المشهور في المذهب ان هذا ممنوع منه في الفضاء. اما في بنيان فلا يحرم. وذلك القول الاخر الذي هو خلاف مشهور المذهب هو رواية اخرى في المذهب فمن الغلط توهم ان هذا الكتاب خارج عن دائرة فقه الحنابلة بل هو معدود منها على النحو الذي ذكرناه. والتنبيه الثاني ان المعتمد من طبعات هذا الكتاب والمعول عليه منها آآ هو طبعة المصنف رحمه الله في حياته. او ما اخذ عنها قريبا بعد وفاته اذ نشره المصنف في حياته مرتضيا له ثم نشره بعده بسنتين من وفاته ابنه عبدالله ثم تلميذه سليمان البسام رحمهما الله فتلك الطبعات الثلاث هي المعتمدة. لان المصنف رحمه الله كان اذا بعث كتاب للطبع ثم اعيد اليه صار يصحح تجارب الطباعة. فيقدم ويزيد وينقص. فلا يعول بعد ذلك على اي نسخة خطية. لان تلك النسخ الخطية منسوخة بالطبعات التي نشرت في حياتها. وهذه قاعدة في كتب العلماء الذين طبعت تصانيفهم في حياتهم. ان المعتمد فيما ينسب اليهم من نص الكتاب اقوى تلك النسخة التي نشرت في حياتهم. ولا يعول على نسخ خطية حينئذ والنسخة المنشورة اليوم المشتهرة بالطباعة على خلاف هذا. فهي من جهة اثبات نص الكتاب فيها خلل كبير. فالعمدة النسخة التي وعى المصنف في حياته سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة والف وما اخذ عنها قريبا من وفاته. فهو اعلم بكتابه وتلاميذه به اعلم وقد قرؤوه عليه رحمه الله قبل وفاته وسنعتمد القراءة من نسخة المصنف المطبوعة سنة ثلاث سبعين وثلاثمائة والف. ويقرب عنها منها فرعها الذي صور وهو نشرة ابنه عبد الله. اذ بينهما فروق يسيرة واما ما عداها من النشرات فهي لا تنفع في الدرس. فمن الدرس المقبل لا احد سوى صورة من نسخة المصنف ان وجدها او من نسخة تلاميذه كابنه عبد الله وهي التي صورها احد الاخوان ووزعها او من نسخة تلميذه الاخر سليمان البسام رحمة الله على الجميع