سؤال اخر يقول صاحبه كيف يكون الصبر على البلاء مثلا اذا حدث لك ما تكره ولا تستطيع تغيير شيء هل معناها عدم الحزن مع ان الحزن لا يمكن التحكم فيه هل معناها عدم الشكوى ولا حتى لاقرب الناس ان فضفضة كما يقال مع اني احمد الله على كل ما قدى لي الصبر يا بني حبسه اللسان عن التسخط على اقدار الله عز وجل بعض الناس تنزل بها المصيبة فتتسخط ولسان حالها يقول ظلمني ربي لماذا اختارني ربي دون عباده جميعا ليصب علي البلاء اصبح هذه كلمة شائعة لامسية الناس هنا واي مي. لماذا انا لماذا اختارني من بين خلقي جميعا ليبتليني لا الصبر يا بني لابد ان تحبس اللسان عن التسخط على اقدار الله عز وجل كما تسكن لحكمه الشرعي مش ليه ربنا حكم علي بالصلاة والصوم تسكن لحكمه الكوني ما قدروا عيشا من اقضاه واقدار مرة واعلم ان اختيار الله لك اولى من اختيارك لنفسك وان الله قد دفع عنك من البلاء من المكروه ما هو اعظم ووقاك من البلايا ما هو افدح وما هو اشعر ان تحبس اللسان عن التسخط على اقدار الله سبحانه وتعالى فاحذر ان تقول كلمة توبق دنياك واخراك لا يتنافى الصبر مع الحزن حزن امر جبلي العين تحزن القلب يحزن والعين تدمع وانا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي ربنا انا لله وانا اليه راجعون فاجتمعت في قلب النبي صلى الله عليه وسلم عبوديتان عبودية الرضا عن الله عز وجل والصبر على ما كتبه الله له او عليه من فقد ولده وفي الوقت نفسه عبودية الرحمة بهذا الولد الذي قبض في ربيع عمره ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وان لفراقك يا ابراهيم لمحزونون. ولا نقول الا ما يرضي ربنا انا لله انا اليه راجعون الشريعة لا تصادر المشاعر او العواطف الجبلية لا تجرمها وانما تهذبها تهذبها بحيث لا تحمل على ترك واجب لا تحمل على فعل محرم يبقى مرة اخرى الصبر حبس النفس عن الجزع حبس اللسان عن الشكوى حبس الجوارح عن المعاصي والذنوب فليس منا من لطم الخدود ولا من شق الجيوب ولا من دعا بدعوى الجاهلية الايمان الكامل واليقين التام بان ما اصابك لم يكن ليخطئك وانما اخطأك لم يكن ليصيبك ان تستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم عجبت للمؤمن ان اصابه خير حمد الله وشكره وان اصابته مصيبة حمد الله وصبر فالمؤمن يؤجر في كل امره حتى يؤجر في اللقمة يرفعها الى في امرأته الصبر يا بني من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ازا قطع الرأس فسد الجسد كذلك اذا فسد اذا زال الصبر فسدت الامور كلها فلا يتنافى الصبر الواجب مع المشاعر جبلية الالم الحزن ما دامت هذه المشاعر لم تحمل على فعلي محرم ولا على ترك واجب ولا على تسخط على اقدار الله عز وجل فالشريعة سمحت للمحزون بان يبكي سمحت للفرح في يوم العيد ان يعبر عن يعني عن فرحته وان يخرج الى البستان وسمح لامنا عائشة ان تتفرج ان ان تنظر الى الاحباش وهم يلعبون بحرابهم ودرقهم في المسجد النبوي لا تصادر الشريعة المشاعر الجبلية التشوف الى النساء امر فطري مركوز في النفوس واناط الله به عمارة الكون واستمرار الحياة لكن وهذا في حد ذاته لا تثريب على اصحابه لكن متى يبدأ التسريب والملامة؟ اذا حمل ذلك على مصارقة النظر الى ما حرم الله عز وجل او السعي الى ما حرمه الله الله ورسوله من المخادمة او التواعد السري مع الاخدان ونحوه هنا يبدأ التثريب وتبدأ المؤاخذة وتبدأ ان يعني العقوبة الشرعية على المخالف وقل كل هذا في جميع المشاعر الجبلية لا تصادرها الشريعة انما تهذبها وتفتح لها قنوات مشروعة لتصريف فيها في اطار مشروع نزيف جميل ونبيل بارك الله فيكم اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت يا رب العالمين اللهم امين