احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى فصل ولم تزل تلك الجهات قبلة من اراد سماع الحديث بتلقيه على الوجه المذكور وفي لشيوخنا وشيوخ شيوخنا من اهل الديار النجدية من خرج الى بعض تلك النواحي ملتمسا تلقي الحديث عن اهلها. بسماعه وفق ما انتهى اليه الحال من الاعتماد على الشروح وما جرى مجراها في ضبطه. ففيهم من خرج الى الهند وفيهم من قصد غيرها ومن مشاهير القاصدين الهند لاخذ حديث سعد بن حمد بن عتيق واسحاق بن عبد الرحمن ال الشيخ وصالح بن عثمان القاضي وعلي بن ناصر ابو وادي عبدالله بن بليهد وعبدالله بن يابس وعبدالله القرعاوي رحمهم الله ولم يكن احد ممن لم يرتحل من علماء البلد ينكر هذا ولا يعيبه بل جل هؤلاء المرتحلين خرج باذن شيوخه. ومن لم يمكنه الارتحال استدعى الاجازة عن فحول الرجال من علماء الهند. كما التمس محمد بن ابراهيم ال شيخ الاجازة من المباركفوري صاحب تحفة الاحوذ وعضم صنيعة علماء الحديث اخرا قراءة كتب الحديث مع تقريرات لطيفة كالموجود الان في الهند وباكستان فتتم لهم قراءة الاصول المشهورة في مدة قصيرة وربما تركوا التقرير او او رعاية لمكنة وتلقي واتصافه بالعلم فيقرأ في مدة يسيرة ما يعجب منه من لا يدري مقصودهم ومن شواهدهما اتفق شيوخنا صالح بن عثمان القاضي رحمه الله انه ابتدأ قراءة صحيح البخاري على شيخه محمد بن عبدالرحمن الانصاري السهرنفوري الهندي في الرابع من المحرم سنة ثمان بعد الثلاثمائة والالف. وابتدأ صحيح مسلم في ثامنه واتمه نهار التاسع والعشرين مين صبر وابتدأ جامع الترمذي غرة ربيع الاول واتمه نهار العشرين منه وابتدأ سنن ابي داود في الحادي والعشرين منه واتمها نهار الرابع عشر من من ربيع الاخر وابتدأ سنن النسائي في الخامس عشر من ربيع الاخر واتمها في التاسع والعشرين من وابتدى سنن ابن ماجة في بعد ذلك فمجموع مدة قراءته فيما علمنا منها سوى مدة قراءة سنن ابن ماجة اربعة اشهر الا اربعة ايام واظنها مع مدة قراءة سنن ابن ماجة تخلص اربعة اشهر وشيئا. كل ذلك قراءة رواية ودراية وكان شيخه رجلا معمرا توفي بعد القراءة بسنة او اقل وعمر القارئ يومئذ يومئذ ست وعشرون ووقع الامر باجتهاد من القاري والمقري قاله الانصاري في اجازته للقاضي ذكر المصنف فصلا اخر من مقاصد ما يراد بيانه في الغاية من السماع والرواية معلما بانه لم تزل تلك الجهات التي تقدم ذكرها وهي اليمن والهند والمغرب لم تزل قبلة من اراد سماع الحديث بتلقيه على الوجه المذكور الذي سبق ذكره ثم قال وفي شيوخنا وشيوخ شيوخنا من اهل الديار النجدية من خرج الى بعض تلك النواحي ملتمسا تلقي حديث عن اهلها بسماعه وفق ما انتهت اليه الحال من الاعتماد على الشروح وما جرى مجراها في ضبطه ففيهم من خرج الى الهند وفيهم من قصد غيرها طلبا لسماع الحديث وتلقيه عن اهل المعروفين به فكان فيهم من رحل الى اليمن وفيهم من رحل الى الهند. ثم ذكر جماعة من مشاهير القاصدين الهند لاخذ الحديث. ومنهم سعد بن حمد بن عتيق وهو الرياض واسحاق ابن عبد الرحمن ال الشيخ وهو ابن عبد الرحمن ابن حسن ابن محمد ابن عبد الوهاب وصالح ابن عثمان القاضي وهو قاضي عنيزة وعالمها في زمانه وهو من شيوخ ابن سعدي بل هو شيخ تخرجه وعلي بن ناصر ابو وادي وهو من شيوخ اهل الحديث في عنيزة وعبد الله بن بليهد وعبد الله بن يابس وعبد الله القرعاوي رحمهم الله فهؤلاء كانوا ممن ارتحل لاجل سماع الحديث الى البلاد الهندية. ولم يكن احد ممن لم يرتحل من علماء البلد ينكر هذا فلم ينكر احد عليهم انهم خرجوا الى سماع الحديث وتلقيه ولا يعيبه بل جل هؤلاء المرتحلين خرج باذن شيوخه فان الناس فيما مضى كان ادبهم كاملا وكان من كمال ادبهم دوام صلتهم مع اشياخهم بالاذن والاستشارة. فالعادة الجارية ان يستأذنوا في خروجهم الى تلك المناطق. بل هذا سعد بن حمد انما خرج عاز من ابيه حمد ابن عتيق رحمه الله تعالى وهو من علماء نجد في زمانه. ومن لم يمكنه الارتحال الى تلك البلاد استدعى الاجازة اي طلب الاجازة عن فحول الرجال من علماء الهند كما التمس محمد ابن ابراهيم ال الشيخ وهو احد من عرف بالافتاء في هذه البلاد فكان يقال له مفتي الديار السعودية. التمس الاجازة من المبارك خوري صاحب تحفة الاحوذي فان تحفة الاحوذ كتاب عظيم فرح به الناس لان سنن الترمذي افتقرت الى شرح يشرحها مستوفيا مقاصدها ولا سيما الحديثية. وكان سعد ابن حمد ابن عتيق لما رجع من الهند على صلة علمائها فعلم ان المبارك فوري قد صنف شرحا الترمذي وانه يطبعه في الهند تفريقا فكان له شغف بذلك هو والمشايخ. كما حدثني احد المشايخ انه لما كان في مجلس ابيه سمع اباه يذكر قصة عن نفسه يعني عن ابي ذلك الرجل وهو من البيوتات المشهورة يقال لهم ال رظيان من اهله وهو ان اباه سمع المشايخ يتحدثون عن تحفة الاحوذ ويتشوقون اليها بعد طبع الجزء الاول ذهب الى ابيه وهو جد المحدث لي فذهب اليه واخبره ان للمشايخ رغبة في ذلك وانه يريد ان يذهب الى الهند لاجل ان يحصل هذا الكتاب للمشايخ ولنفسه لانه كان عندهم خزانة كتب نفيسة فاعطاه او ابوه عشرين ريالا وخرج هو في قافلة الى الاحساء فلما دخل الاحساء كان المتولي عليها وهو عبدالعزيز بن جلوي رحمه الله من اذكياء الخلق فكان يتصفح وجوه القادمين البلد فرأى الرجل فعرفه من هيئته انه من ال فلان استدعاه وسأله انت من ال فلان؟ قال نعم وكان لهم صلة بهم فاكرمه وسأله عن غايته قال انا اريد ان اذهب الى الهند لاجل غاية الفلانية. فقال انا اكتب الى عبدالرحمن القصيبي رحمه الله تعالى السلفي الشهير الذي كان في البحرين اكتب اليه ان يبعث بك الى الهند وان يردك ويضمنك فبعث الى عبدالرحمن القصيبي بان يذهب به الى الهند وان يحصل له طلبه وان يرده وانه في ضمانته. فلما ذهب اليه هناك كان قريبا من شهر رمضان فقال هل انت حافظ القرآن؟ قال نعم. قال ابق وصلي بنا التراويح ثم بعد رمضان نرسلك الى الهند فبعد ان صلى بهم التراويح في رمضان عيد الناس ذهب الى الهند في مركب ثم جاء بالجزء الاول من تحفة احوذ واحظر منه نسختين. فقط لقلة المطبوعات حين اذ فاما نسخة منه فهي مكتبتهم واما نسخة منهم فكانت لشيخ العلماء في ذلك الوقت وهو محمد ابن عبد اللطيف لانه كان عما للشيخ محمد ابراهيم وهو اكبر سنا كانت مكتبته حافلة فكانت هذه الصلة العلمية بين اهل الهند واهل نجد مما حمل على الشيخ محمد ابراهيم ان يلتمس الاجابة من الشيخ المباركفوري رحمه الله تعالى. ثم قال بعد ذلك وعظم صنيعة علماء الحديث اخرا قراءة كتب الحديث مع اللطيفة كالموجود الان في الهند وباكستان فتتم لهم قراءة الاصول المشهورة في مدة قصيرة. وربما تركوا التقرير او واوجزوا رعاية لمكنة المتلقي واتصافه بالعلم. فاذا انسوا منه كما لا العلم لم يحتاجوا الى التقرير اللطيف وربما بحثوا معه في المشكلات فقط فيقرأ في مدة يسيرة ما يعجب منه من لا يدري مقصوده كما سيأتي. ثم ذكر من شواهده ما اتفق لشيخ شيوخ صالح بن عثمان القاضي رحمه الله انه قرأ الكتب الستة في مدة اربعة اشهر وشيئا على شيخه مع العناية بالدراية والرواية معا كما قال شيخه كل ذلك رواية ودراية وكان شيخه رجلا معمرا توفي بعد القراءة بسنة وعمر القارئ يومئذ ست وعشرون سنة ووقع الامر باجتهاد من القارئ والمقرئ قاله الانصاري يعني الشيخ المجيز في اجازته القاضي وكانت تلك القراءة في المسجد الحرام. نعم وكان اهل الحديث يستعينون على نيل بغيتهم منهم بالرحلة فيه وهي في زمن السماع الاول اشهر واكثر. ثم قلت الحاجة اليها بعد تدوين المصنفات الحديثية فكانت في زمن السماع الثاني دون الاول بكثير. ثم لم يبق الا المراد الشرفي قلت الحاجة اليها اكثر واكثر لكنها لم تعدم لبقاء نوع احتياج الى الحديث وعلومه. وليست كل البلاد لاهلها فضل علم به. ومن حواضر الاسلام ما روي فيه بساطه وكسبت انواره وهذا هو داعي التغرب فيه عند كثيرين من اهل قطرنا. فلما انتشر علم الحديث في قطرنا انقطع الرحلة في استغناء بعلمائه فكانت عمدة اهله في الطبقة الموجودة اليوم عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى وعمدة الطبقة قبله محمد بن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله وعمدة الطبقة قبله سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله فقرأ عليهم في كتب الحديث اسمعه لكن الطبقة الاخيرة سرى الى سماعها ما يوهنه رواية وهو عدم اقترانه بالاجازة ومثل هذا مع عدم ضبط النسخة لا تصح الرواية به. فشيخنا البازي سمع البخاري بقراءة غيره على محمد بن ابراهيم. وهو قرأه مقرونا بالاجازة على ابن وسمعه تاما على ابن باز جماعة لكن لكن بدون اجازة منه كحاله مع شيخه فضعفت الرواية بها وحال غيره على ماء قطرنا في هذه الطبقة كحاله فصار العارف بوجوه الصنعة الحديثية يتسلى بقول الامير الصنعاني قد اردنا السماع لكن فقدنا من يفيد الاسماع بالاسماع بالاسماع. احسن الله. من يفيد الاسماع بالاسماع فرجعنا الى الوجادة لما لم نجد عارفا بها في البقاع به لم نجد عارفا به في البقاع فلسان الاسفار تملى ومنها تمدي. احسن الله اليك. فلسان الاسفار تملي ومنها تلقى سرا سماع اليراعي وخلو بلد من السماع بشرطه لا يبطل علوم اهله. لكونها متصلة بسماع عام وان لم عليه في الرواية بعد ان ذكر المصنف ما مضى من سماع الحديث في اطواله الثلاثة قال وكان اهل الحديث يستعينون على نيل بغيتهم اي طلبتهم منه بالرحلة فيه. وهي في زمن السماع الاول اشهر واكثر. فكانت الرحلة في سماع الحديث في عهد الصحابة والتابعين واتباعهم اشهر واكثر. ثم قلت الحاجة اليها بعد تدوين المصنفات فكانت في زمن السماع الثاني دون الاول بكثير. ثم اذ لم يبقى الا المراد الشرفي وذلك بعد القرن العاشر قلت الحاجة اليها اكثر واكثر. لكنها لم تعدم ببقاء نوع احتياج الى الحديث وعلومه. فيحتاج طلاب العلم معرفة مصطلح الحديث وقراءة الاحاديث النبوية واقلها احاديث الاحكام فبقي نوع احتياج اليها وليست كل البلاد لاهلها فضل علم به ليست كل بلاد المسلمين فيها من له معرفة بالحديث من حواضر الاسلام ما طوي فيها بساطه. وكسبت انواره فتجد حاضرة من حواضر الاسلام لاهلها علوم شهيرة وفيرة فاذا طلبت علم الحديث فيها لم ترى احدا له معرفة بذلك وهذا هو داعي فيه عند كثيرين من اهل قطرنا ممن خرج الى الهند فانهم لم يجدوا من تقوم به كفاية تامة في بلوغ الغاية من علوم الحديث فارتحلوا الى البلاد الهندية لانها كانت مشتهرة في ذلك الزمن المحدث فلما انتشر علم الحديث في قطرنا بعد استقامة الامر في ولاية الملك عبدالعزيز ال سعود رحمه الله تعالى وانتشر العلم انقطعت الرحلة فيه استغناء بعلمائه. فكانت عمدة اهله في الطبقة الموجودة اليوم عبد العزيز ابن ابن باز رحمه الله تعالى وعمدة الطبقة قبله محمد ابن ابراهيم ال الشيخ رحمه الله تعالى. وعمدة الطبقة قبله سعد بن حمد بن عتيق رحمه الله تعالى فقرأ عليهم في كتب الحديث واسمعوه. وممن اسمع الكتب الكبار. الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله الله تعالى فيما اسمع اسمع مسند احمد ابن حنبل اكثر من مرة تاما. وكذلك الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى الاسمع كتبا كبارا من كتب الحديث؟ وشيخنا فهد بن حمير رحمه الله تعالى قرأ عليه فتح باري بتمامه وشرح الباقي على المنتقى بتمامه. فكانوا يسمعون كتب الحديث الكبار تامة. لكن الطبقة سرى الى سماعها ما يوهنه رواية وهو عدم اقترانه بالاجازة. فكانوا يسمعون كتب الحديث عامة مثل ما حدثني الشيخ عبد الرحمن بن سحمان رحمه الله تعالى انه قرأ الصحيحين ومسند احمد على سعد بن سعود بن رشود رحمه الله احد قضاة الرياظ فهذا قرأ الحديثين ومسند احمد تاما لكن لم تقترن روايته بالاجازة. والشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله تعالى طرأ عليه جم غفير في كتب الحديث منهم من قرأ البخاري تاما منهم من قرأ الموطأ تاما ومنهم من قرأ مسلما تاما ومنهم من قرأ مسند احمد بتمامه بل منهم من قرأ كتاب اللالكائي فانه احد الكتب التي قرأت عن الشيخ محمد بن ابراهيم في نسخة خطية كما في رسالة بعث بها الشيخ عبد الله بن حميد الى الشيخ ابن باز يذكر له هذا الكتاب انه مما قرأ على الشيخ في نسخة فقدت اليوم من المكتبة التي كانت فيها الحاصل انهم اقرأ كتب الحديث وسمعوها لكن حصل خلل وهو عدم اقترانه بالاجازة فتجد الطالب يقرأ على شيخه هذه الكتب الكبار مع اتقان ذلك الطالب وارتفاع قدره في العلم ولكن لا تحصل الاجازة. وموجب ذلك عند اهل فطرنا خاصة انهم يرون ان في ذلك نوع من الزهو والاغترار والتصدر بين الناس. وهم من اكره الخلق للزهو والكبر فكانوا اهل صلاح وذكر واقبال على الله عز وجل ولا يحبون ان يذكروا بشيء ابدا. وكم ادرك احد منهم طلب في الاجازة فيابى ويموت معه اسناده حتى قال بعض الظرفاء ان الاسناد يأتي من النبي صلى الله عليه وسلم الى شيخ نجدي ثم يموت بموته لانه لا يجيز احدا وكم عرفنا ممن كان عنده رواية لكنه كان يأبى ان يجيز لانه يرى فيها نوعا من الفخر والزهو لفقدها عند اكثر الناس ولا يريد ان يختص بشيء دونه. ثم قال ومثل هذا مع عدم ظبط النسخة لا تصح الرواية به. فاذا قرأ الطالب على شيخه ثم لم يجزه لم تصح الرواية به اذا لم تضبط النسخة. فاذا عرف ان هذه النسخة هي التي قرأها الشيخ على شيخه وذلك الشيخ على شيخه صح ذلك. ان يروي من هذه النسخة دون غيرها. واما اذا لم تضبط النسخة كمن سمع في العهد الماضي فسمع اما على نسخ مكتوبة من بعض النساخ او سمع بعض الكتب من بعض النسخ التي طبعت وتلاشى ثم يأتي بعض الاخذين في هذا الزمن الى الطبعات البيروتية واخواتها ثم يقرأ على الشيخ ويقول هو قرأ وانا قرأت عليه ولو لم اجازة فذلك يصح في السماع وهذا مذهب ضعيف جدا. لان النسخة التي تقرأ منها ليست هي النسخة التي قرأها شيخك ان يكون فيها تقديم وتأخير ونقص وزيادة فلا تصح بذلك الرواية. ثم مثل له بقوله فشيخنا البازي سمع البخاري بقراءة غيره على محمد ابن ابراهيم وهو يعني الشيخ محمد ابن ابراهيم قرأه مقرونا بالاجازة على ابن عتيق. وسمعه تاما على ابن باز جماعة لا بدون اجازة فتجد من قرأ صحيح البخاري على ابن باز وابن باز قرأه على ابن ابراهيم ولكن الشيخ رحمه الله تعالى لم احدا وكذا ابن ابراهيم لم يجز الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى. فضعفت الرواية بها ولا يعول عليها ثم قال وحال غيره من علماء قدرنا في هذه الطبقة كحاله اي هذه الحال. وحال غيرها من الاقطار كهذه الحال او اردى الا اقطارا يسيرة بقي فيها العناية بالسماع وضبط المسموع والاجازة. ثم ذكر شكوى الصنعاني رحمه الله تعالى من فقد السمع وذهاب اهله وان الانسى وان الانسى صار بالكتب فقط واما السماع المضغوط على الرجال ثم رحل لما رحل الى الحجاز بعد هذه الابيات سمع شيئا مما سمع على بعض العلماء كمحمد حياة ابن ابراهيم السندي. ثم قال بعد ذلك منبهة وخلو بلد من السماع بشرطه لا يبطل علوم اهله اي اذا خلا البلد من السماع بشرطه وهو اقتران اجازة لا يعني ان علومهم باطلة فلا يقال ان قراءة البخاري باطلة ولا ان ما يبين من معانيها باطل فالعلوم هم صحيحة لكونها متصلة بسماع عام فيوجد اصل السماع لكن لا يعول عليه في الرواية لعدم ضبط المسموع الذي تلقي نعم. ولهذا نشط من هداه الله الى الرحلة في سماع الحديث على وجهه المنتهي اليه عند المتأخرين وفتش عن قال المسندين وهب بعده بنهضته من هب من اقرانه ثم تزايد اثر عزمتهم حتى جاوز بلادنا وكان من اثار ذلك ابراز من غد معرفته او معرفة ما عنده من الاسناد نسيا منسيا. فمنهم من اهل قطرنا عبدالملك ابن عمر ال الشيخ وعبدالعزيز بن صالح بن مرشد ومحمد بن احمد بن سعيد وعبد الله بن عبد العزيز بن عقيل وعلي بن حمد الصالحي وسليمان بن حمد السكيت وبكر بن عبدالله وزيد وحمد بن ابراهيم الحقيل اسبغ الله عليهم شآبيب الرحمة ونظرائهم في بقية البلدان كثير لم يحي ذكر جمع منهم الا بانبعاث الرواية والسماع ومن اثار ذلك ايضا احياء مسالك الاولين في استدعاء الشيوخ المسمعين. فكان ذلك المهدي اول من سعى في هذا واستنفذ عبد الغفار حسن الرحمن وسمع ما سمع عليه في البلد الامين في مجالس اخرها عند ليلة الجمعة التاسع عشر من رمظان سنة احدى وعشرين بعد الاربع مئة والالف ومن اثار ذلك ايضا تقوية حركة سماع الحديث التي لم تنقطع. وانما ظعفت في زمن مضى وتبدى بعد ما صار مشهودا من مجالس سماع الحديث في الحرمين والرياض والكويت ودمشق والمحرق والقاهرة. هذه هي جلية الامر في سماع الحديث اليوم واهله فيه مقتدون لا مبتدئون فلهم سلف صالح ومن اقتدى اهتدى. وعيب الحاضر للسابق والناس لهم في العلم مسالك وغايات وفي التنزيل. ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات المصنف ما ال اليه سماع الحديث في هذا القطر وهو فقدان اقترانه بالاجازة مع الاحتياج اليها نشط من الله الى الرحلة في سماع الحديث على وجه المنتهي اليه عند المتأخرين الذي تقدم ذكره وفتش عن بقايا المسندين وهب بعده بنهضته من هب من اقرانه ثم تزايد اثر عزمتهم حتى جاوز بلادنا ففشى امر سماع الحديث والعناية به وكان من اثار ذلك اي من اثار الاقبال على سماع الحديث ابراز من غدت معرفته او معرفة ما عنده من الاسناد نسيا منسيا فاما ان يكون لا يعرف في العلم ولا يذكر واما ان يكون معروفا في العلم مشهورا في الامامة لكن لا يعرف الناس ان له اجازة ورواية فممن حي بهذا من اهل فطرنا عبد الملك ابن عمر ال الشيخ وعبد العزيز ابن صالح ابن مرشد ومحمد ابن احمد ابن سعيد وعبد الله ابن عبد العزيز ابن عقيل وعلي ابن حمد الصالح وسليمان ابن حمد السكيت وبكر ابن عبد الله ابو زيد وحمد ابن ابراهيم الحقيل اسبغ الله عليهم شآبيب الرحمة. ونظراؤهم في بقية البلدان كثير. لم يحيا ذكر جمع منهم الا بانبعاث الرواية والسماع. فمنهم من كان لا يعرف ومنهم من كان يعرف بالعلم لكن لا يعرف ان له رواية ولا يرغب في اخذ الاسناد عنه وبقاء اتصالها فكان من اثار الاقبال على سماع الحديث احياء هذا. ثم ذكر من اثار ذلك ايضا احياء مسالك الاولين في استدعاء الشيوخ المسمعين. فصار يستدعى من يسمع عليه كتاب من الكتب فكان ذلك المهدي اول من دعا في هذا واستوفد عبد الغفار حسن الرحمن وسمع ما سمع عليه في البلد الامين. ثم ذكر من اثار ذلك ايضا تقوية حركة سماع الحديث التي لم تنقطع وانما ضعفت في زمن مضى. فسماع الحديث لم ينقطع ولو انقطع لم يبقى السماع. ولكنه ضعف كان في بعض طبقات الامة من نبغ ممن يسمع الحديث فاعتنى بسماع اشياء قد لا تسمع كما اعتنى مثلا عبد الحي الكتالي في سماع الاربعين البلدانية للسلف على ابيه او كما اعتنى خاصة عيسى الثعالب بالسماع على شيوخه في في زمن لم يكن احد يسمع مثل تلك الكتب وتخريج ذلك باسانيدها وكتابة فوائد فيها وله كتاب اسمه كنز الرواية يوجد منه ثلاث قطع الان اثنتان في المغرب وواحدة في الهند وعسى ان تطبع هذه القطع مجموعة تبين كيفية رواية الراسخين في الرواية المحققين فيها العارفين بها. وكيف يعبرون عما يسمعون؟ واي كتاب يسمعون من الكتب التي يحرص عليها وهذه الحركة التي نتجت من رواية الحديث قد لا تبلغ في الحقيقة الغاية المراد فان طريق كضبطها والسماع فيها ليست هي الحال الكاملة. وربما كتب لبعض من يحضر سماع تام وهو نائم على جنبه كما شوهد في بعض المجالس وربما ترك اشياء من الكتاب لم تسمع ثم يكتب السماع الكامل للكتاب وقد حظرت مجلسا من هذه المجالس التي ترك فيها من الكتاب اشياء كثيرة جهلا بالنسخة التامة وتعويلا على النسخة الفاخرة التي اسقطت منها سطور عدة لجهل ناشريها ثم سمع منها ثم كتب بعد ذلك السماع كاملا. والقائم على ربط الامر لا معرفة له في المجالس التي اقيمت هنا او هنا واهلها مأجورون على قدر ما قاموا من جهودهم لكن الظبط الكامل لا يعرفه الا من مارس ما كان مدونا مكتوبا في كيفيات السماع التي يأثرها الاوائل فلو اردت ان اضرب لك مثالا في ذلك ما تجده في اسانيد المتأخرين من ذكر رواية عبد العزيز الدهناوي الموطأ سماعا عن ابيه. واما المحققون فلا يعبرون بهذا. لان عبدالعزيز يدينوي لم يسمع كتاب الموطأ عن ابيه وان سمع المسوى شرح الموطأ وهو كتاب للدهلوي انتخب فيه جملا كثيرة من اسانيد الموطأ هو تكلم عليها فلم يسمع الموطأ بتمامه فلما صادف هذا الفعل ما يراه المحققون لم يعبروا بقولهم اخبرنا محمد اسحاق قال اخبرنا عبد العزيز الدهلاوي قال اخبرنا ابي وانما قالوا اخبرنا محمد اسحاق الدهلوي قال اخبرنا عبد العزيز الدهلوي لانه قرأه كاملا عليه قال اخبرني ابي قراءة للاحاديث المرفوعة في المسوى واجازة للباقي. وهذا هو الموافق للحال. واما ان يقال انه سمع الموطأ مع انه لم يسمع فان منتخبه الذي شرحه ولي الله الجهلاوي فهذا جهل في الحديث. ومن تعمده فهو كاذب ولكن الاصل في الناس في هذا الزمان هو الجهل وان كان يوجد فيهم من يكذب ولكن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد. فان القيام على حفظ الدين بالسماع قديما وحديثا لا الى طرا الاجازات والنسخ المكتوبة فهذه لا عبرة بها ولا ادل على ذلك من اني رأيت وحدثت ممن لم يحضر مجلسا تاما وكتب له سماع الكتاب تاما او كان نائما وراء الصفوف على ظهره ولم يسمع مجلسا كاملا كتب له السماع تاما او من سمع من نسخة فيها سخط كثير ثم كتب سماع الكتاب تاما فهؤلاء لا ينفق امرهم على الله سبحانه وتعالى. لا يمكن ان تسمع هذه الكتب على هؤلاء ابدا فان الله عز وجل يحفظ دينه والسماع محفوظ بحفظ الله فلو اراد ان يخرج ذا قرنين يقول اني سمعت الصحيح مثلا على محمد بن ابراهيم ولي منه اجازة فانه لا يتحقق هذا السماع ابدا لان الله عز وجل حافظ دينه. وكم من انسان انطلى امر روايته على الاخذين عنه؟ ممن توفي في القرن الماضي او في اول هذا القرن ثم اخرج الله عز وجل من يكشف حقائق بعض الشيوخ الذين لا وجود لهم بالكلية وهم اناس مدعون رغبة في تكثير الشيوخ ولد اناسا لا وجود لهم في الكلية وسبيل معرفتهم ان هؤلاء المدعون نسب الى بيوتهم. فلما ذهب الى هذه البيوت وطلب ترجمة هذا ممن كان من اهل بيتكم قالوا اننا لا نعرف هذا الرجل ولا صلة له باهل بيتنا وقد حدثني احدهم عن من ذكر انه من هذا البيت حدثني انه لا يعرف هذا الرجل الذي يكون عما له في الاصل وانه لا يوجد له ممن له رواية وعلم وانما هو ابوه ممن كان من العلماء وعم مات له صغيرا وهذا يوافق نقل جماعة من المؤرخين في هذا وامثال هذا كثيرة فالذي يكذب في الحديث سيفضحه الله سبحانه وتعالى والذي يظن انه سيظبط السماع بكتابة بهذه الشهادات والاجازات فليس الامر اليها وان كانت امرا حسنا لو كانت على الوجه المتقن ولكن ضبط ذلك هو الى الله سبحانه وتعالى الله عز وجل هو الذي سيميز في مستقبل الايام من يبقى حديثه ومن لا يبقى حديثه فهذا الحجار سمع عليه صحيح البخاري الالي ولم يبقى ممن يتصل الحديث بسماع البخاري من طريق الحجار الا نفرا لا يجاوزون اليد الواحدة فقط قط. فاين هؤلاء؟ لا يبقي الله سبحانه وتعالى الا ما يشاءه الله عز وجل. ومن اخل بروايته او وقعت الرواية مظلة فلا يمكن ان تبقى في الاسلام البتة. ولذلك بعض الاخوان يتخوفون فيما لو اجاز فيما لو اجاز شيخ بلفظ عام في مجلس عام يقول قد يخرج بعد من يقول ان له رواية عن هذا الشيخ وهو لم يحضر. فيقال ان كان خرج وراجع عن الناس فانه لا على الله عز وجل وسيخرج الله عز وجل من الدلائل والقرائن ما يبين كذبه. ومن مثل ذلك ان رجلا ممن يدعي الرواية عن شيخ سئل اين اخذت عنه؟ فقال في الحج. فسئل تلاميذه وكنت ممن سأل بعضهم متى حج شيخكم فقالوا حج شيخنا سنة كذا وكذا. واذا هي سنة حج فيها لم يكن تزوج ابو هذا الرجل امه ولا كان خلقه الله وتعالى فلا بد ان يظهر الله عز وجل من القرائن والدلائل ما يبين بين الصادق والكاذب. ثم ذكر المصنف وان هذه هي جلية الامر في سماع الحديث اليوم على الحال التي ذكرنا وان اهله فيه مقتدون لا مبتدئون فهم مقتدون بما من مضى فلهم سلف صالح ومن اقتدى اهتدى هو عيب الحاضر عيب للسابق والناس لهم في العلم مسالك وغايات وفي التنزيل ولكل وجهة وموليها فاستبقوا الخيرات. فطرائق التعليم ومسالك التفهيم مختلفة. وكل مورد منها له نهال. وجهل قوم بمنهل من هذه المناهج لا يعني ابطالها كما لو كان في بلد لا يعرف اهله علم القراءات فهل يقال ان علم القراءات باطل لجهل اهل البلد به لا يمكن ان يقول ذلك عالم عاقل