احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى من قديم الاخبار في هذا المضمار واقعة ابي بكر الخطيب البغدادي في قراءة صحيح البخاري على شيخه اسماعيل الحيري وكريمة المروازية. فقال في خبره مع الاول ولما ورد بغداد كان قد اصطحب معه كتبه عازما على المجاورة بمكة وكانت وقر بعير وفي جملتها صحيح البخاري. وكان سمعه من ابي الهيثم الكشميهني عن الفرابري. فلم يقضى لقافلة الحجيج النفوذ في تلك السنة لفساد الطريق ورجع الناس فعاد إسماعيل معهم إلى نيسابور ولما كان قبل خروجه بأيام خاطب في قراءة كتاب الصحيح فاجابني الى ذلك فقرأت جميعه عليه في ثلاثة مجالس اثنان منها في ليلتان كنت ابتدأ بالقيل ما شاء الله اثنان في منها في ليلتين كنت ابتدأ بالقراءة وقت صلاة المغرب واقطعها عند صلاة الفجر وقبل ان اقرأ المجلس الثالث عبر الشيخ الى الجانب الشرقي مع القافلة ونزل الجزيرة بسوق يحيى فمضيت اليه مع طائفة من اصحابنا كانوا حضروا قراءتي عليهم في الليلتين الماضيتين وقرأت عليه في الجزيرة من ضحوة النهار الى المغرب ثم من المغرب الى وقت طلوع الفجر. ففرغت من الكتاب ورحل الشيخ في طبيعة تلك الليلة مع القافلة. وقال الذهبي ذاكرا خبر الخطيب مع كريمة المروزية. وقرأ الصحيح في خمسة ايام على كريمة المروة ولجلالة حاله الاولى قال الذهبي وهذا شيء لا اعلم احدا في زماننا يستطيعه. وقد وجدت بعد هذه الطبقة من وقع له ما وقع للخطيب فنقل ابن ابي عديبة ان ابا بكر القلقجندي قرأ صحيح البخاري بمكة على ابي بكر المراغي في ثلاثة ايام لكن للناقل مجازفات فاخاف ان تكون هذه احداها. هذه المجازفات من زمان كيف في زماننا هذا؟ المجازفات المدعاة في الزمن السابق كثيرة فكيف بهذا الزمان الحاضر؟ نعم. وقاربهما عثمان الديني فانه فانه قرأ البخاري في اربعة ايام وذكر القسطناني انه قرأ البخاري على ابي العباس ابن ابي طالب في خمسة مجالس وبعض مجلس قال متوالية مع ما اعيد لمفوتين مفوتين احسن الله يعني من فاته كيف اعيد له عند الختم؟ نعم. متوالية مع ما اعيد للمفوتين اظنه نحو العشر. اخرها يوم الاحد امن عشر شوال سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة. وقرأ الفيروز ابادي صحيح مسلم بدمشق على ابي عبدالله ابن جهبل في ثلاثة ايام وله في ذلك ابيات منها قوله وتم بتوفيق الاله وفضله قراءة ضبط في ثلاثة ايام قراءة ضبط يعني ما يقول حدثنا ابن لهيعة ثم يمشي لا يصحح له يقال له ابن لهيعة وهذه لا يكاد يرقى لها الا الواحد بعد الواحد من الشيوخ المسمعين في هذه الازمان لان عامتهم لهم رواية لكن ليست لهم معرفة بالحديث. نعم من اللطائف يعني حتى يقر هذا المعنى في قلوبكم اذكر اني لقيت شيخا اردت ان يجيزني ثم طلبت منه ان اقرأ عليه من البخاري فقرأت عليه طرفا من اول البخاري من حفظي مما احفظه فردني في حديث انما الاعمال بالنيات وقال انت نقصت فقلت لماذا؟ قال الحديث كامل. والذي يعرف البخاري يعرف ان حديث انما اعمال النيات في الموضع الاول ناقص جملة ناقص جملة من جملتي الهجرة فانظر الى مبلغ معرفة من يشتغل بالرواية لما له من اجازة او سماع انه غالب وهؤلاء لا يعدو ان يكونوا من الرواة من الشيوخ الصالحين. اما المحدث العلامة فوراءها الف علامة لانها لا تصح حدث العلامة قليل في الناس كالشيخ ابن باز رحمه الله تعالى كان تقرأ عليه اسماء الرجال ويصحب فيها القارئ فيرد عليه وينبه الى ان هذا الذي في النسخة ليس بصواب. فمرة قرأ عليه عن عبدالرحمن ابن انعم عن ابي سعيد خذ لي قال لا هو عبد الرحمن ابن ابي نعم الذي يروي عن ابي سعيد الخدري واما ذاك ابن ابي انعم فهو راوي اخر اقل درجة عن ابي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو. فمثل هذا هو المحدث العلامة الذي يضبط الرجال ويعرف مراتب الاحاديث. واما الذي لا يعرف مراتب لو سألته هذا الحديث حسن او صحيح كان كل الكتاب يا اخي قريناه وتلقيناه عن شيوخنا ثم يكتب له محدث علامة هذا اضاعة للدين ومهانة لهذه الالقاب العظيمة ولا تنفق عند الله عز وجل ولا عند المؤمنين وانما يغتر بها الناشئة الذين لا يعرفون مراتب العلماء ومراتب الراويين للحديث ان منهم من يكون مسندا صالحا معمرا يذكر بهذا ومنهم من يكون محدثا علامة فهذا يذكر بوصفه اذا كان على هذا النحو كما لو اردنا ان نذكر احدا ممن يكون محدثا علامة ممن يسمع عليه الحديث مثلا ذكرنا مثل الشيخ ثناء الله المدني او مثل الشيخ يونس الجنفوري فهؤلاء اذا قرأ عليهم الحديث انتفع القارئ بقراءة الحديث ضبطا وليونس الجنفوري خاصة الاختصاص بالبخاري وله تعقبات على الحافظ ابن حجر في كثير مما يذكره في ظبط الالفاظ وشرحها على ذلك النحو وانه قد وقع اختصار من بعض الرواة ثم حمل على هذا المعنى ومثل ذلك لا يكون الا من حاذق عارف فمثل هذا هو الذي يقال انه محدث العلامة. واما من لا يعرف الصحيح من الضعيف ولا المرسل من المسند ولا من اصحاب ابي هريرة ولا طبقات عن قتادة ولا هل شعبة يروي عن قتادة ام قتادة يروي عن شعبة ثم يقال محدث علامة؟ هذا لا يروج ولا ينفق والناس قد شغفوا الالقاب وتهافتوا عليها وذلك من الاغترار والمخادعة في ذلك فان المرء يصير يعظم نفسه بما يعظم من شيوخه فيقول عن الشيوخ الكبار المعمرين الحفاظ الاثبات ممن ذهب زمانهم وقل اقرانهم فاذا فحصت ما ينسب اليهم من الحفظ والتحقيق التقدم لن تجد الا سرابا بقيعة فلابد ان يعرف الانسان مبلغ من يسمع عليه فيعبر عنها به كما مر علينا في ثبت الارشاد لولي الله الدهنوي لما ذكر الحجار ماذا قال ماذا قال عنه؟ قال المسند المعمر الصالح. هذه الالقاب التي قالها عنه. مع ان الحجار كانوا يتسابقون اليه لا يحضر عنده الف ولا الف بين ولا ثلاثة اكثر من هذه الاعداد والذين سمعوا عليها البخاري كما قال الذهبي فوق مئة الف. فلم يحمل كثرة السامعين ان يرفع فوق مرتبته وانما كان رجلا مسندا له سند وكان رجلا صالحا متدينا وكان معمرا قد نيف عن المئة وجاوزها فكان يذكر بذلك نعم وقرأ ابو الفضل العراقي صحيح مسلم على ابن الخباز بدمشق في ستة مجالس متوالية قرأ في اخر مجلس منها اكثر من ثلث الكتاب وذلك بحضور ابي فرج ابن رجب وهو يعارض بنسخته. وقرأ ابراهيم البقاعي على البدر الغزي صحيح البخاري في ستة ايام اولها يوم السبت الحادي عشري شهر رمضان سنة ثلاثين وتسعمائة وقرأ عليه صحيح مسلم في شهر رمضان سنة وثلاثين وتسعمائة في خمسة ايام متفرقة في عشرين يوما. وفي ترجمة علي ابن عبد الله العلوي من معجم الزبيدي قول المترجم له قرأ علي الصحيح في اثني عشر مجلسا في رمضان سنة ثمان وثمانين ومئة بعد الالف في منزل بسيوقة المظفر سويقة المظفر من شويقة المظفر ثم سمع علي الصحيحتان مرة مشاركا مع الجماعة مناوبة في القراءة في اربعة مجالس. وكان مدة القراءة طلوع الشمس الى بعد كل عصر وصحيح مسلم في ستة مجالس مناوبة بمنزلي في خان الصاغة. وقرأ محمد بن احمد الصدفي عن المنذر بن المنذر في يوم واحد وهي عجيبة لا تعرف الا عنه وكان الصدفي يتخير للقراءة على الشيوخ لفصاحته ونهضته ذكره ابن بشكوال بشكوان. ذكره ابن بشكوان وقرأ ضم الكاف. ابن بشك ووال وقرأ ابو عباس ابن تيمية انظروا الى الصبر الموطأ في يوم واحد يعني ما لا يقل في اسرع قراءة عن اثني عشر ساعة. فعمروا يومهم بقراءة موطأ ختمه في يوم واحد. نعم. اخواني الحين يقولون من دروس الدرس الواحد طويلة. واحد من الاخوان ممن كان يحضر الدروس قديما. يذكر لي احد الاخوان اليوم خرجنا مبكرين الصباح الساعة السادسة والنصف ربما ساعتين درس كتب له يقول رحم الله الايام التي كان فيها الدرس ينتهي الساعة اسيا فالدرس هو الذي ينفعك ان تصبر فيه. اما الدرس الذي تجلس فيه عشر دقائق خمس دقائق ربع ساعة نصف ساعة ساعة هذا علم قليل لابد ان يعود نفسه على الصبر وهؤلاء ما سمعوا هذه الكتب. ومن سبق ممن سمع ما يسمع هذه الكتب الا بان يعود نفسه على الصبر. نعم وقرأ ابو العباس ابن تيمية الحفيد الغيلانيات على بعض شيوخه في مجلس واحد وهي كتاب حافل في نحو الف حديث. هذه الحكاية ومتعمد سوقها لان الفاعل لها من؟ ابن تيمية والناس في هذا القطب يسلمون لابن تيمية غالبا فهو ممن قرأ سردا على هذا النحو نعم وبلغ ابن حجر العسقلاني الغاية القصوى بين اهل زمانه في سرعة القراءة الحسنة فمن ذلك انه قرأ البخاري في عشرة كل مجلس منها اربع ساعات وقرأ مسلما في خمسة مجالس في نحو يومين وشطر يوم وقرأ سنن النسائي الكبرى في عشرة مجالس كل مجلس منها نحو اربع ساعات وقرأ سنن ابن ماجة في اربعة مجالس. واغرب ما وقع له في الاسراع انه قرأ في رحلته الشامية المعجم صغير للطبراني في مجلس واحد فيما بين صلاتي الظهر والعصر. وذكر ابو طاهر الكوراني انه قرأ الموطأ على حسن العجيمي في احد عشر مجلس وقرأ فظل فضل الرحمن ابن اهل الله الصديقي صحيح البخاري على محمد اسحاق الدهلوي فضل رحمن الاظافة ما ما تجامع الا تنوي صححوها فضل الرحمن ابن اهل الله. وهو ليس فضل الرحمن فانما اسمه فضل رحمن نعم وقرأ فضل الرحمن ابن اهل الله الصديقي صحيح البخاري على محمد ابن اسحاق الدهلاوي احمد محمد اسحاق الدهلوي في بضعة عشر يوما فطيب الله ثراهم وحسن عنده مراهم. فهؤلاء والله اهل العلم على الحقيقة. ولم يبقى الا التعلم باخبارهم والسلوة بانبائهم وهم بين مريد ضبط المجموع من المسموع في النسخ الصحيحة وبين ساع في حفظ شرف الخصيصة الصبيحة والناس بعدهم في السماع بين غال مفرط وجاف مفرط فمنهم من غلبه فيه هواه فظن ان سماع الخلق اليوم كسماع الحديث زمان حفاظ الاولين واسترسل فيما يسمع من كتبه بلا تمييز. ومنهم من لم يحط علما بحقيقته وقصده فزهد فيه وصد عنه ووقع هؤلاء هؤلاء في احوال مستشنعة ومقالات مستبشعة وعظم الخطب بدخول من لم يشم رائحة من لم يشم يشم يشم رائحة العلم منحازا الى احد الطرفين. وكلا طرفي قصد الامور ذميم. بعد ان بين المصنف سماع الحديث والغاية منه وذكر مثلا ممن عرف عنه كثرة السماع مع قصر المدة ثم قال في الصفحة الثالثة والعشرين مبينا عن مقاصده قال وهم بين مريد ضبط المجموع من المسموع في النسخ الصحيحة. هو يريد ان يضبط ما يتلقاه عن شيخه وبين ساع في حفظ شرف الخصيصة الصبيحة يعني ابقاء شرف السماع في هذه الامة واتصال السند ثم الناس بعدهم في السماع بين غال مفرط وجاف مفرط. فمنهم من غلبه فيه هواه. فولع به وعلق بقلبه. فظن ان سماع الخلق اليوم كسماع الحديث زمن الحفاظ الاولين واسترسل فيما يسمع من كتبه بلا تمييز فتجده يأخذ من الكتب على الاشياخ فهو يسمع على شيخ لا يدري ما يقرأ عليه جزء ابن فيل وجزء ابن عم شريف ومشيخة الفخر وهو وشيخه لا يعرفون المنفعة بمثل هذه الكتب فليس شيخه محدثا بارزا ينتفع به ولو قرئ عليه حديث واحد باسناده من اي كتاب ولا هو ايضا ممن يعرف بالنسبة الى علم الحديث ويرغب الناس غدا ان يقرأوا عليه مثل هذه الكتب فمثل هذه لو قدر ان يقرأها احد لكان الصالح لقراءتها رجل او رجلان ممن لهم معرفة بالحديث وربما قصدهم الناس في سماعها. واما ان يعمم في جمهور الناس عقد مجالس يسمع فيها مثل هذه الاجزاء والمسانيد فمن ذا الذي سيأتي بعد سنين فيسمع معجم الطبراني الصغير وليس له معرفة بالحديث وهذا الكتاب لا يقبل عليه عند العلماء فضلا عن من دونه فلا تجد عالما اقرب ومعجم الطبراني الصغير ولا شرحه فكيف يطلب روايته وانما يكون هذا صالحا لمن عرف انه من الحذاق في الحديث فيرجى ان يقرأ عليه مثل هذا الكتاب وينتفع به واما عموم الناس فانما يجمعون على سماع الدواوين المشهورة التي ينتفعون بها كما سيأتي بيانه في موضع عين اخر ثم ذكر ان مقابل هؤلاء من لم يحض علما بحقيقته وقصده فزهد فيه زهد في السماع وصد عنه فلم به ووقع هؤلاء وهؤلاء في احوال مستشنعة ومقالات مستبشعة وعظم الخطب بدخول من لم يشم رائحة العلم منحازا الى احد الطرفين ممن لا معرفة له في العلم البتة وانما يتعصب لقول هذا او قول ذاك وكلا طرفي قصد الامور ذميم. نعم ولا يظن ان ما سبق من انبائهم كرامات خارقة واختصاصات فارقة مضت وانقضت بل من علت همته وعظمت طلبته تار بسيلهم واصابك خيرهم ففي المتأخرين من له مآثر سامية في اقراء كتب الحديث فكان محمد عابد السندي يختم الكتب ستة في شهر واحد رواية وفي ستة اشهر دراية وكذلك عصريه محمد ابن رواية هذي الطريقة الاولى التي هي السلب ودراية هذه التي بتقريرات لطيفة فكان يصنع هذا ويصنع هذا. نعم. وكذلك عصري محمد ابن علي السنوسي انا يقرئ صحيح البخاري في شهر وصحيح مسلم في خمسة وعشرين يوما والسنن في عشرين يوما مع التكلم على بعض المشكلات ومجموع ذلك شهران ونصف وفاقهما في طبقتهما محمد بن علي الشوكاني فانه كان يقرأ الكتب الستة ومستدرك الحاكم في كل ليلة من رواية ودراية مع بحث المشكلات وحل الاشكالات. فيختمها في مجموع رمضان في سنتين اي في ستين يوما او اقل وفي محفل عظيم يشهده نحو خمسين عالما من صنعاء ومن اهل البلاد النائية. وفيها قال شاهد من اهلها وهو يعني يقسم الكتب؟ نصف طيب ننهي نصف في رمضان هذه السنة والنصف الثاني في رمضان تلك السنة الاتية بعدها. نعم. وفيها قال وفيها قال شاهد من اهلها اهو الحسن بن احمد العمري الملقب عاكشا وقد حضرت معه في ذلك الاملاء عامين ولله الحمد وذلك الاجتماع روضة من رياض مع اولئك الاعيان ولا تملوا النفوس ولا تشبع منه الاذهان بل هو اختلاس وقت سرور من كدرات الزمان. سقى الله ذلك العهد والناس واسمع عبدالله بن سالم البصري مسند احمد في اثنين وستين مجلسا اخرها كحى الاربعاء الحادي عشر من رجب الاصم سنة واحدى وثلاثين ومئة بعد الالف ومسلكه في التصحيح والتعليق الشهير. واسمع شيخ شيوخنا الجمال القاسمي. لماذا سمي رجب في رجب الاصم لانه كان لا يسمع فيه عند العرب سلاح لانه شهر من الاشهر الحرم. فسمي اصم نسبة الى ذلك نعم واسمع شيخ شيوخنا الجمال القاسمي صحيح مسلم رواية ودراية في مجالس من اربعين يوما واسمع سنن ابن ماجة كذلك في جالس من واحد وعشرين يوما واسمع الموطأ كذلك في مجالس من تسعة عشر يوما. واسمع شيخ شيوخنا عبد الحي الكتاني صحيح البخاري قراءة تحقيق وتدقيق في نحو خمسين مجلسا لم يدع شاذة ولا فاذة تتعلق بابوابه ومحل الشاهد منها الا عليها مع غير ذلك من اللطائف المستجابة. واسمع محدث بلده في وقته ابن باز سنن النسائي. رواية ودراية في تسعة يوما بعض الناس يقول هذا الشيء لا يعرف عن مشايخنا. وهل انت عرفت حال مشايخك كاملا؟ حتى تقول ذلك هذا واسع عند الناس. يقول لا نعرف من حال مشايخنا تأتي مثلا تقرأ سنن النسائي في مثل هذه المدة يقولون لا نعرف وهذا الشيخ ابن باز اقرأها في تسعة وعشرين يوما وكذلك كانوا يقرؤون الصلاة في مدة يسيرة كالشيخ ابن باز وفي الشيخ ابن مرشد رحمهم الله تعالى فكان ينجز الطالب المختصرات في مدة يسيرة ويعيدها مرارا فربما انهى ثلاثة الاصول في مجلس فاذا فرغ قال للشيخ ماذا نقرأ بعدها؟ قال نعيده مرة ثانية. فيقرأه مرة ثانية ويقرأه مرة ثالثة. كل ذلك في ثلاثة ايام مع البحث عن الاشكال اذا عرف فكانت علومهم نافعة وهم نافعون ثم لما وسع الناس القول ضاعت العلوم مع ضيق الاوقات التي صار الناس مشغولون فيها بامور كثيرة كدر الصفو حياتهم فدعوى ان هذا ليست طريقة المشايخ فينبغي ان يدعيها المرء الا وهو متحقق منها نعم. واتفق لمقيده التشبه بالسابقين فقرأ السنن الاربعة على شيخه ابي الحسن الكشميري رحمه الله سردا في ثلاثة عشر يوما واختلاف الخلق والبلدان في حظوظهم من هذه الاحوال وبحسب القوى والمدارك فان الناس يتفاوتون فيهما كتفاوتهم في الصور الظاهرة فمنهم من تكون له عزيمة وقدرة يدرك بها مراده. ومنهم من لا يكون كذلك ومن البلدان ما ينعش فيها علم الحديث ومنها ما لا يكون كذلك. وقد حدثني شيخنا ابن عقيل ان شيخه عليا ابو وادي. لما رجع من الهند اجتهد في اقراء كتب الحديث وحصل الاقبال عليه وكثر الاخذون عنه فلما مات ضعف الامر بعده. ووجهه ان علوم البلد الشائعة هي علوم الاعتقاد والفقه وتشق مزاحمتها لنفرة الناس مما لم يألفوه كما وقعت لعبد اللطيف بن عبدالرحمن ال الشيخ الذي قرأ لقراءة العشرة في مصر على احمد ابن محمد سلمونة ولم يزد ما تلقي عنه منها على التجويد ورواية حفص ولعل هذا مما دفع بعض الشيوخ الى التماس بلد يؤخذ عنه فيه الحديث كابن يابس الذي اتخذ صحن الجامع الازهر محلا لنشر ما تحمله من علم الحديث في الهند. فقرأ عليه جماعة من المصريين وغيرهم وكشيخنا محمد بن عبدالوهاب البنا ومحمد بن محمد الخانجي ومع حجج الدعوة لم يبق للعائب الا قوله لا اقوى فان حكم بها على غيره فليلجم نفسه بالتقوى. فالخطب جسيم والديان عظيم ذكر المصنف مثلا ومشاهد ممن قرأ الحديث في مدة يسيرة من العلماء المشار اليهم ذكر كلاما نافعا لمن جعل الله عز وجل له بصيرة فقال واختلاف الخلق والبلدان في حظوظهم من هذه الاحوال هو بحسب القوى ذلك فمن الناس من تكون لهم قوة وجلد وصبر على العلم ومنهم من لم تأنس ارواحهم به. فان الناس يتفاوتون فيهما كتفاوتهم في الصور هذه الظاهرة فمنهم من تكون له عزيمة وقدرة يدرك بها مراده ومنهم من لا يكون كذلك. ومن البلدان ما ينعش فيه علم الحديث يعني وينتشر ومنها ما لا يكون كذلك. وقد حدثني شيخنا ابن عقيل ان شيخه عليا ابو وادي لما رجع من الهند اجتهد في اقراء كتب الحديث. وحصل الاقبال عليه وكثر الاخذون عنه. فقرأ عليه الكتب الستة جماعة بل منهم من قرأ عليه مسند الامام احمد. فلما مات ضعف بعده فلم يقبل على علم الحديث في عنيجة ووجهه ان علوم البلد الشائعة من علوم الاعتقاد هي علوم الاعتقاد يعني ان العلوم المرغوبة فيها في هذا القطر هي علوم الاعتقاد والفقه. وتشق مزاحمتها لنفرة الناس مما لم يألفوه. اي اذا وردهم علم لم يألفوا وان كان عندهم صحيحا فانهم ينفرون منه ولا يقبلون على الاخذ به. قال كما وقع بن عبد الرحمن ال الشيخ الذي قرأ القراءات العشر في مصر على احمد بن محمد سلامونه ولم يزد ما تلقي عنه منها على التجويد ورواية حفص فلم يرغب بهذا العلم ومثله ما وقع لتلميذه حمد بن فارس فان تلميذه حمد الفارس استفاد منه ونبغ زيادة عليه في علوم العربية كالنحو والبلاغة وغيرها. فقل من اخذ عن حمد بن فارس وشهر بعلم العربية وان كان يوجد ممن قرأ عليه فيما سلف جماعة قرأوا عليه انحك الاج الرومية وقطر الندى والفية ابن مالك. لكن لم يشتهروا فيه انه كاشتهاده رحمه الله تعالى ثم قال ولعل هذا مما دفع بعض الشيوخ من قطرنا الى التماس بلد يؤخذ فيه الحديث كابن يابس الذي اتخذ صحن الجامع الازهر محلا لنشر تحمله من علم الحديث في الهند فانه كان قد يكتحل فقرأ في المدرسة المسماة بالرحمانية ثم رجع ثم اتخذ صحن الجامع الازهر محلا للتدريس فكان يجلس فيه في لحظة النهار يدرس حسبة لله عز وجل فقرأ عليه جماعة منهم محمد بن عبد الوهاب البنا ومحمد بن محمد الخانجي رحمهما الله تعالى ثم قال ومع حجج الدعوة التي التي ذكرناها من احوال العلماء لم يبقى للعائب الا قوله لا اقوى اي تسليم بانه لم يعتد هذا ولا قوة له عليه. فان حكم بها على غيره انهم لا يستطيعون ذلك فليلجم نفسه بالتقوى فالخطب جسيم والديان عظيم نعم