احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى اصل والذي ينبغي ان يعقله مريد الفائدة ان مقصود السماع اليوم هو بقاء فضيلته في هذه الامة وان المسموع ينبغي ان يكون محصورا في الاصول الحديثية وما يحتاج اليه كعمد العلوم من التأليف الصغار والكبار وما عدا ذلك بحسب كل احد ولا ينبغي ان يكون قبلة السماع في مجالسه العامة. اما الشيوخ المسمعون فيكفي فيهم اسم الصلاح والديانة وثبوت سماع يوم الاجازة مع تقديم السماع على الاكابر سنا. لان العلو غالبا معهم الا ان يكون من دونهم مقدما في العلم طردا وفهما يحسن السماع عليه ولا تضر عاميته لعدم توقف الظبط على روايته ولا يمنع الشرف اهل الحديث من الانتفاع به. فهذا الحجار العامي سمع لاليه الكبار كابن تيمية الحفيد والمجزي والذهبي وابن كثير قال ابن كثير بعد كلام سبق كلما كان السن عاليا كان ارغب في السماء عليه كما اتفق لشيخنا ابي العباس احمد بن ابي طالب الحجاب فانه جاوز المئة محققا سمع على الزبيدي ثلاثين وست مئة صحيح البخاري واسمعه في سنة ثلاثين وسبع مئة وكان شيخا كبيرا عاميا لا يضبط شيئا ولا يتعقل كثير من المعاني الظاهرة ومع هذا تداعى الناس الى السماع منه عند تفرده على الزبيدي فسمع منه نحو مئة الف او يزيدون. من الذي يقول اليوم في ثبته عن شيخ له بانه معمر عامي. لا تجد تجده يكتب محدث علامة. لان اسناده عالي وهو قد يكون الحجار خيرا منه في علمه ودينه ومعرفته. لكن فرق بين الاوائل وبين الناس اليوم. نعم. وربما دارت رواية كتاب مشهور على من ليس من علماء الحديث وحفاظه كرواية ابي علي ابن المذهب المسند الحنبلي عن القطيعي فانه اخر من رواه كاملا عنه سوى نزل يسير منه اسقط من النسخ ولم يكن صاحب حديث بل احتيج اليه في سماع المسند ثم حدث به المسند كله اخر اصحاب من بوفاة هبة الله بن محمد الشيباني وهو شيخ جليل مسند انتهى اليه علو الاسناد وكان عاريا من معرفة الحديث ايضا وكما لا تهدر ومنفعته لعاميته فانه ما له من سماع لا يثمر القول بامامته ورتبة مال الشيوخ من مسموع لا تثبت اسم احدهم في الراسخين ولا يستحق بها الرئاسة في الدين. ومن البوائق العصرية بذل القاب المحدث والحافظ والعالم والعلامة للمفروغ بسماعه ولعله لا يميز المسائل الكبار في السنن والاثار ومن كان له سماع وله في العلم ذكر وارتفاع فهو فضل الله يؤتيه من يشاء وما اكتسبه مبني على الاتصاف بالعلم النافع للسماع الواقع فلا تغتر بزخرفة الدعوة والزم اهل العلم والتقوى ومن المواقع التساهل في السماء على الفسقة اجابة لداعي الشرع في السماع. ومن انبائه في من عابر قول الذهبي ناصحا في ترجمة علي بن وضوء بني مظفر الاسكندراني عبر يعني مظى مظى وغبر يعني بقي غبر يعني بقي ثم الدمشقي من الزمن الغابر ليس المقصود به الماضي. الزمن الغابر يعني الباقي بعده. نعم ثم الدمشقي من معجم شيوخه ولم يكن له ضوء في دينه حمل الشره على السماع من مثله والله يسامحه كان يخل بالصلوات ويرمى الامور ومنها التكالب في السماء الكتاب الذهبي اسمه العبر في انباء من عبر ليس من غبر يعني من مضى غضب. نعم ومنها التكالب في السماء على مغموس في البدعة متجاهر بها انزل نفسه منها منزلة الداعي اليها والساعي فيها فبذلك تهتك جنة تهاجر المبتدع ويدخل الداخل على صغار الاخرين في العلوم والعوام ممن لم تقوى في نفوسهم بواعث السنة. واذا قارن سما عليه الاشهار بدعته بالدعوة اليه او مصالحته فيها بسماع دواوين البدع الخالصة. وتأليفها الناقصة فهنا وقعت الواقعة وحقت المقاطعة ومن مسايرة ومنها مسايرة. ومنها مسايرة الشيوخ فيما لا يحققونه من ضبط سماعهم او سماع شيوخهم وترك مراجعتهم والاكتفاء بمجرد صدورهم منهم اول وهلة وعدم التمييز بين قولهم في حال القوة والصحة وقولهم في حال الضعف والعلة. وقد عرفت اشياهم بضع عشرة سنة ينفون وجود رواية لهم فلما تقدمت بهم السن خرج منهم او اخرج كلام خلاف المستقر عنهم ففرح به من يجمع ما اسمع ولا يفرق بين الحقيقة وليلمع. وزاد في الطنبور نغمة من يتبرع بادعاء سماعهم وتركيب اسانيدهم. وفي من الوان العجب ما يزهد في هذه الصنعة ويقوى معه وازع الكف عن الامداد. والله ينزخ ما يشاء ويحكم الى يوم وقد اظهر الاخلاد الى المظاهر والتهارش في التفاخر سلسلة الاسانيد بوجوه يضحك منها اهل المعرفة عجبا ويتقطعون من بروزها غضبا ويا سفون على اتخاذ العلم ظهرا يركب لامر يطلب. والمتأهل من الشيوخ المسمعين يحسن به ان يفيد بمظمن الشروع المعين على ضبط المسموع واذا قرن احسانه الى اصحابه باستصحاب الاصول العتيقة من المخطوطات والنسخ الوثيقة من المطبوعات وجاءت عند الاشكال فقد بلغ السماع رتبة عالية في ظبط المسموع وودت من المعتنين بابراز مجالس السماع في دائرة اعمالهم او من كانت لهم قدرة تضاهيها في الممرات الخيرية ان يقصدوا الى احياء هذه المعالم. مسترشدين بذوي الشأن فانهم على الحال اوقف وبتفاصيل جمله اعرف عقد المصنف وفقه الله فصلا من انفع الفصول بين فيه الذي ينبغي ان يعقده مريد الفائدة. فيما يتعلق بالغاية من السماع والرواية. فبين من جملة لذلك ان مقصود السماع اليوم هو بقاء فضيلته في هذه الامة ليس الا. وان المسموع ينبغي ان يكون محصورا في الحديثية اي الكتب الكبار التي عرف بانها عمد كتب الحديث في الكتب الستة وموطأ مالك ومسند احمد ومسند الدالمي وسنن البيهقي. فهذه هي عمد المسموع منذ قرون طويلة وما يحتاج اليه اي سوى هذه الاصول كعمد العلوم من التآليف الصغار والكبار اي التي صارت لحفظ العلم وموردا للنهل منه بحفظها واستشراحها. فكل علم له كتب تعد عمدا تلقيه فهي التي تخص السماع على الشيوخ ولو كان يرويها باجازة فمثلا اذا اراد ان يسمع كتبا في النحو سمع الرامية وقطر الندى والفية ابن مالك واشباه هذه الكتب التي اخذت بالحفظ والدرس اما ان يعمل الى قراءة الجمل للزجاج او غير ذلك من الكتب الكبار التي لم تعد عمدا العلم وانما يحسن لو قدر ممن برز في النحو ان يسمعها لينفع الناس باسماعها فهذا لا بأس واما الجمهور العميم من الخلق فانهم يعتنون بسماع عمد العلوم بعد الاصول الحديثية من التأليف الصغار والكبار في انواع العلم. وما عدا ذلك فبحسب كل اهل احد اي بحسب حاله ولا ينبغي ان يكون قبلة السماع في مجلسه العامة اي لا ينبغي ان يكون الزائد عن ذلك قبلة الاستماع في مجالسه العامة لو قدر ان رجلا له تخصص علم من العلوم لكان الذي يحصل في حقه مما يسمع زيادة في قوته العلمية ان يسمع كتب فنه ولو كانت العادة الجارية ان لا يسمعها غيره فلو ان انسان له عناية في القراءات فاراد ان يسمع كتب القراءات ولو لم تكن مما يتلقى بالدرس حفظا وفهما ساغ ذلك. ثم بين ما ينبغي في حق الشيوخ المسمعين وانه يكفي فيهم الصلاح والديانة وثبوت السماع او الاجازة اي بان يثبت على وجه التحقق لا التخمين والظن انه له سماع او اجازة مع تقديم السماع على الاكبر سنا. لان العلو غالبا معهم اي يفتقر الى مرويهم الا ان يكون من دونهم مقدما في ان ضبطا وحفظا فيحسن السماع عليه اي يسمع عليه وان كان دونهم درجة في اسناده لكنه ممن عرف بالظبط اتقان. فلو رأيت اليوم من عرف بظبط البخاري وجدت مثل الشيخين الذين سميتهما انفا وهما ثناء الله المدني يونس الجنفوري وفي الارض من هو اعلى سندا منهما لكن هذين الرجلين تميزا بمعرفة صحيح البخاري وكثرة تدريسه فيحسن السماع عليهما ثم قال ولا تضر عاميته اي الشيخ المسمع لعدم توقف الظبط على روايته لانه لا يراد منه ان يظبط المروي ولكنه سماع فيسمع عليه ولا يمنع الشرف اهل الحديث من الانتفاع به اي لا يمنعهم ان يكون احدهم قد صار حافظا اماما ثم لا يسمع على من هذه حاله اذا كان عاليا الاسناد فهذا الحجار العامي سمع عليه الكبار كابن تيمية الحفيد والمزي والذهبي وابن كثير بعد ثبوت اسم الحفظ له فكانوا قد صاروا ائمة يقتدى بهم وكل واحد من هؤلاء كان قد سمع البخاري على غير الحجار وربما كان ممن سمع عليه في طبقته ولكنه يرغبون في سماع الحديث عند من وجدوا عنده اسنادا عاليا ثم ذكر كلاما لابن كثير في حال وعاميته ثم قال وربما دارت رواية كتاب مشهور على من ليس من علماء الحديث وحفاظه كالمسند فانه درت روايته على هبة الله الشيباني عن ابي علي بن المذهب وكلاهما عار من معرفة الحديث. ثم قال وكما لا تهدر منفعته يعني الشيخ المسمع لعاميته فلا يترك الانتفاع بما عنده من السماع فان ما له من سماع لا يثمر القول بامامته فانه لا يكون اماما لانه قرأ الكتاب الفلاني بسماع رتبة مال الشيوخ من مسموع لا تثبت اسم احدهم في ديوان الراسخين ولا يستحق بها الرئاسة بالدين فلو قدر ان رجلا انفرد بسماع الكتب الستة بعلو وهو عامي لم يجز ان يقال فيه انه المحدث العلامة لان رتبة له ما له من استماع لا ترفعه الى رتبة الرئاسة في الدين ثم ذكر من البوائق العصرية بذل القاب المحدث والحافظ والعالم والعلامة الروح بسماعه اي الذي وجده من وجده ووجد له سماعا ففرح به فالبسه جلباب الالقاب. ولعله لا يميز المسائل الكبار في السنن والاثار ثم قال ومن كان له سماع وله في العلم ذكر وارتفاع فهو فضل الله يؤتيه من يشاء فيكون من المسمعين نفر قليل لهم يد في العلم كما لهم علو في السماع ثم ذكر من بواقع الرواية ايضا السماع على الفسقة اجابة لداعي الشرف السمع فتجد رجلا فاسقا لا يصلي ربما يسمع عليه شيء من كتب الحديث كما ذكر الذهبي فيما اتفق له رحمه الله تعالى وكما يوجد وكان رجل ممن تهافت الناس عليه في الاجازة عنده شيء من هذا في دينه واراد احد شيوخنا وهو الشيخ عبدالرحمن بن ابي بكر الملا رحمه الله تعالى لما اتفق وجوده في ذلك البلد ان يزوره لا لاستجازته فهو من اقرانه. فلما دخل عليه وجد عنده شيئا من المحرمات فخرج ولم يسلم عليه لان قوة الدين منعته من ان يقره على هذا المنكر الذي عنده. وقد رأى الانسان في مشارق الارض ومغاربها من يكون له رواية والطرب المحرم له دوي في بيته فمثل هذا كيف يفرح بسماع عليه؟ ام كيف تطيب الرواية اذا علم منه الاقرار والرظا بذلك اما اذا كان مغلوبا لكبر سنه غير قادر عن دفعهم فهذا مثله معذور والمقصود ان الانسان ينبغي له ان يكرم السماع فلا يسمع الا على دين. ثم ذكر من البوائق العصرية على في السماع على مغموس في البدعة اي مشهور بها متجاهل بها انزل نفسه منزلة الداعي اليها والسعي فيها فهو يصرح بدعوته الى البدع ويمدح نفسه بها. وهذا غير حال من هو ممسوس بنوع بدعة فهذا له حال اما من شهر بالبدع فمثله لا يكرم بالرواية عنه. واذا اظهر ذلك في المجالس العامة ايضا دخل الداخل على صغار الاخذين في العلم والعوام ثم ذكر انه اذا قرن السماع عليه اشهار بدعته يعني اعلانها بالدعوة او مصالحته بسماع الدواوين البدع الخالصة فهنا وقعت الواقعة وحقت المقاطعة كما ذهب بعضهم اشترط من يسمع عليه انه لا يسمع عليه كتاب في الحديث الا ويسمع الكتاب الفلاني من الكتب الخالصة في البدعة. اريد ان يؤذيه بذلك رضي بشرطه وقرأ عليه فكيف تطيب نفسه بقراءة كتاب خالص في البدعة اما الكتاب الذي قد يشتمل على خطأ او بدعة فهذا الامر فيه واسع ثم ذكر من المواقع العصرية ايضا مسايرة الشيوخ فيما لا يحققونه من ضبط سماعهم او سماع شيوخهم وترك مراجعتهم والاكتفاء بمجرد صدوره منهم لاول وهلة. فاذا قال له احسن الله اليكم قرأت البخاري قال قرأناه ثم يكتفي بهذا الخبر. فاذا جاء محقق فقال له احسن الله اليكم قرأت البخاري؟ قال نعم. فقال كيف قرأتموه قال كان الشيخ فلان له دروس فيه فكنت احضر هذه الدروس ثم اذا سئل هل هذه الدروس حضرتها جميعا؟ فقال لا محال يا ولدي اني سمعت جميعا لانني كنت اذهب الى مزرعتنا خارج المدينة وربما فاتني شيء من السماع فمثل هذا كيف يرضى ان قال ان يسمع منه لاول وهلة سمعت في صحيح البخاري وهو يريد اصل السماع وهو صادق في ذلك لكن عند مراجعته يطلع المحقق على انه لم يسمعه كله فلا ينبغي المعاجلة في دعوى السماع دون محققة في المسموع وبعضهم يقول سمعت البخاري فاذا قلت له اي كتاب سمعته من البخاري؟ هل سمعتم الكتاب باسانيده؟ فقال لا ما سمعنا باساليب نحن سمعنا كتاب مختصر. مكتوب عليه البخاري وهو سمع لكن سمع مختصر للبخاري فيأخذ احدهم من كتاب البخاري ويقرأه عليه ويقول هذا الشيخ قد سمع البخاري وانا سمعته باذني يقول سمعت البخاري وهو صادق يريد احاديثه لكنه لا يفرق بين المختصر وبين الاصل لقلة المعرفة بالسماع ولا يفرق ايضا في التمييز بين قولهم في حال القوة وحال الصحة وقولهم في الضعف والعلة فيؤتى الى الشيخ في حال ضعفه وكبر سنه ثم له سماع ويقال الشيخ قال انه سمع وقد لا يكون الامر كذلك وقد عرفت اشياخا بظع عشرة سنة حال قوتهم ينفون وجود رواية له فلما تقدمت بهم السن اي كبروا وصار يرد عليهم والد النسيان والسهو خرج منه او اخرج كلام خلاف المستقر عنهم ففرح به من يجمع ما يسمع ولا يفرق بين الحقيقة وليلمع. يعني بين الحقيقة والسراب ثم في الحاشية ولي عن هؤلاء رواية التمستها منهم بعد رواج تلك الدعاوى ليطمئن قلب المتلقي ان داعي قولي حراسة رواية وصيانتها لا حسد الامة وخيانتها. فمثلا يجيزنا محمد ابن عثيمين رحمه الله محمد ابن مسلم ابن عثيمين جزاك الله خير. محمد مسلم بن عثيمين رحمه الله تعالى ممن عرفت خبره سنة ثلاثة عشر بعد الاربع مئة والالف لما طبع مجموعه وكان من علماء رنيا فهذا الرجل كان هذه المدة لا يذكر ان له رواية وانما له تلقي عن كثير من المشايخ ثم قبل وفاته بسنة او سنتين ادعيت له روايته ولا يصح له رواية عن احد من الشيوخ واخذت منه اجازة ليعلم ان تركي بالتحديث عنه لا ليس لان ليس لي اجازة منه بل لانه في خبره السابق المقرر يذكر انه لا اجازة له. وعندي اجازة لاحد الشيوخ وجيز يلزم بها رجل قبل ثلاثين سنة وكتب فيها في شيوخه واما فلان وسماه فقد كنت احظر كثيرا من مجالسه ولكن لا اجازة لي منها هذا كتبها قبل اكثر من ثمانية وثلاثين سنة. وهذا الرجل موجود وهو رجل معمر الان ثم قرأ عليه كتب باثبات السماع في ذلك والاجازة. مع قوله قبل ثمان وثلاثين سنة انه لا اجازة لي. لكن الذي لا يحقق يجري مثل هذه الامور مجرا واسعا ثم يقع التنفيق والخبط وهو الرائج في مسموعات الناس اليوم واجازاتهم فيظن وجود رواية او سماع ولكن الله لا يضيع دينه ويبقي من الذخائر في الاجازات والمدونات والاوراق والخلق الذين يخرجهم الله عز وجل ليميزوا الصحيح من الفاسد والحق من الباطل. والحذر ان يكون الانسان مقحما لنفسه في مثل هذه المهالك. لئلا يكون بعد ذلك سماعه وروايته لا يعول عليها لاجل الحجة في ذلك وان الحامل عليها ليس الهوى. وانما الحامل عليها الحجة الثابتة بانه لم يثبت له او لم يثبت له اجازة كما قاله هو عن نفسه حال اجتماع قوته ولا يمكن ان تحدث له رواية بعد ذلك كما قال لي احدهم من اثبت سندا في سماع كتاب فقلت له ان هذا المسمع ذكر انه لم يسمع من شيخه الا الكتاب الفلاني وهو البخاري دون غيره. فقال لعله سمعه بعد صدور اجازة شيخه له. وهو لم يكتب هذا الكلام الا بعد وفاة شيخه. فعلى هذا يكون قد سمع على الشيخ بعد موت الشيخ. واشباه هذا في حال الناس اليوم كثير. ولكن يمنع من اقحام النفس في بيانها ان اكثر الناس قد ظنوا السماع شيئا عظيما وكنزا داخرا فلا يمكن كفهم عنه. لانهم في حال طيش. لكن اذا استقرت الامور في مقاماتها ورجعت النفوس الى حقائقها سيتبين ان يلمع من الحقيقة. ثم قال وزاد في الطنبور نغمة من يتبرع بادعاء سماعهم وتركيب اسانيدهم وفي الجعبة من الوان العجب ما يزهد في هذه الصنعة ويقوى معه وازع الكف عن الامداد والله ينسخ ما يشاء ويحكم الى يوم التناد. ثم قال وقد اظهر الاخلاد الى المظاهر والتهارش في التفاخر. سلسلة الاسانيد وهي يضحك منها اهل المعرفة عجبا يتقطعون من بروزها غضبا ويأسفون على اتخاذ العلم ظهرا يركب لامر يطلب كمن يأتي الى شيخ لا وجود له كهذا الرجل الذي حدث عنه بعض الناس وروى عنه هذا الشيخ لا وجود له ثم من فاته ذلك الشيخ الاول الذي ادعى وكذب الى بعض المشايخ ثم يقول اما تذكرون فلان؟ فلان كان شكله كذا فلان كان من بيت كذا يذكر انه كذا؟ فيقول نعم اذكر في شيخ من هذا القبيل وهو يكون قد التبس ذهنه بشيخ اخر فيسند عنه بعد ذلك من رواية فلان العم فلان مثل عبد الرؤوف ابن حسن الكوراني الذي جعلت له اسانيد عالية عن محمد بن ناصر الحازمي وغيره فهذا رجل لم يخلقه الله عز وجل بعد. ثم يعمد الى بعض الشيوخ الذين ادركوا ورووا عن عبد الرؤوف ابن حسين المدني ايضا ولكنه كان قاهريا مصريا ولم يكن كرديا كورانيا وهو الذي روى عنه المشايخ في هذه الطبقة اما عبد الرؤوف ابن ابن حسن كلاهما ابن حسن عبد الرؤوف بن حسن الكراني فهذا اهل بيته عندهم مشجرة معلقة كن على جدار وهذا الاسم لا وجود له فيها بل انهم يضحكون ممن ينسب اليهم هذا الرجل الذي ما خلقه الله سبحانه وتعالى بعد ثم قال بعد ذلك والمتأهل من الشيوخ المسمعين اي الذي عنده اهلية يحسن به ان يفيد بمظمن الشروح يعني ينقل ما على الشروح مما يتعلق بالظبط المعين على ضبط المسموع واذا قرن احسانه الى اصحابه باستصحاب الاصول العتيقة اي الاتيان بالاصول العتيقة من المخطوطات والنسخ الوثيقة من دعاة للمراجعة عند الاشكال فقد بلغ السماع رتبة عالية في ظبط المسموعات لان الشروح والاصول تعينه على ضبط المسموع واما النسخ التي بايدينا ينبغي ان يحظر في السماع اكثر من نسخة مطبوعة لانه ربما سقط حديث برمته من كتاب بسبب سوء الطبع ربما قدم وافطر. هذه الطبعة من طبعا موطأ الامام مالك يقول ناشرها ولما رأيت مالكا اكثر من ذكر عن نافع عن ابن عمر رأيت اختصارا ان هذا الاسناد المتكرر ان احذفه واذكره مباشرة عن ابن عمر فيأتي احد ويقرأ من هذه النسخة مع هذا الاسقاط الذي فعله هذا الجاهل بكتب اهل العلم ويقول بعد ذلك اني قرأت الموطأ كاملا مثل هذا كذب لا صحة له فينبغي ان يجتهد من اراد السماع في استحضار عدة نسخ واذا امكن احضار اصول عتيقة للمراجعة عند الاشكال فهذا اولى واولى واذا كان الشيخ المسمع ممن يعتني بظبط المسموع فاذا قرأ الراوي الحديث على وجه لم يذكره الشراح صادف كتب العربية فحينئذ يقول له ان الصواب كذا واما ان يصحف القارئ ويسكت المسلم ثم يروي الراوي ثم يقال اسناد نظيف عالي وسماع شريف غالي فهذه مقالة من لا يعرف العلم ولا ذاق طعمه. نعم فصل وينبغي ان يكون الشيخ المسلم مصغيا عليكم يا اخوان لكن هذا الكتاب له اهمية في في موضوعه فاردت ان ابين مضامينه لتستفيدوا والمقصود الفائدة ليس المقصود ان يكثر الحديث فانا ممن يكره كثرة الحديث طبيعة لكن الحاجة الى بيان المعاني هو التي تحوج لذلك فهذا او الذي يحدوني واذا قلتم اننا نختصر نختصر ولا نبسط الكلام. فنستمر ولا؟ طيب. هم. احسن الله فصل وينبغي ان يكون الشيخ المسلم مصغيا غير ناعس ولا متحدث ولا ناسخ متخلصا من كل ما يمنعه من الاقبال على السماع ويغتفر الاغفال والاجازة تجبره ذكره السخوي وغيره. سئل ابو محمد ابن قدامة هل يجوز الكتابة والمطالعة بالاغفاء يسيرا في وقت السماع او يجوز للشيخ ان يكتب ويقرأون عليه فاجاب ما رأينا احدا يحترز من هذا. يعني اليسير لا الكثير ومن عرض لشيخه شيء من هذه الاحوال قطع القراءة حتى ينتبه او قرأ واعاد اذا انتبه بحسب ما يوافق قدرة الشيخ ورغبته. اما التجاري في القراءة مع عدم تيقظه بالسماع وحسن صحبة الاشياخ يستدعي مراعاة احوالهم والحذر من املالهم لان لا يضجروا فينقطع الانتفاع ويبرز الامتناع قال ابن الصلاح وقد ذكر نحو ما سبق يخشى على فاعل ذلك ان يحرم الانتفاع ونقله عنه العراقي في شرح التبصرة والتذكرة ثم اتباعه قوله وقد جربت ذلك فان شيخنا ابا العباس احمد بن عبدالرحمن المرداوي كان كبرا وعجز عن الاسماء حتى كنا نتألف على قراءة يسير فقرأ عليه بعض اصحابنا فيما بلغني العمدة باجازته من ابن عبد الدائم واطال عليه فاضجره فكان يقول له الشيخ لا احياك الله ان ترويها عني او نحو ذلك فمات الطالب بعد قليل ولم ينتفع بما سمعه عليه وليحذى بحديثه وان يحمله الشرع على التساهل في السماع والتحمل فيقع في الاخلال بناموسه وما في اخبار بعض الحفاظ من التوسع الملائم لاحوال على خلاف قانونهم يروى ولا يقتدى به لندرة المقيس عليهم. كما كان المزي رحمه الله يكتب في مجلس السماع وينعش في بعض الاحيان لانه كان ومع هذه تلك يرد على القارئ ردا جيدا بينا واضحا بحيث يتعجب القارئ من نفسه انه يغلط فيما في يده وهو مستيقظ وشيخ مناعس وهو انبه منه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ومن هذا الظرب في سيرته انه كان يوجد في مجلس السماع بحضرته من يفهم من لا يفهم والبعيد من القاري والناعس والمتحدث والصبيان الذين لا ينضبط امرهم بل يلعبون غالبا ولا يشتغلون بمجرد السماع. وكلهم كان يكتب له السماع بحضرته. ذكر المصنف فصلا اخر يتعلق ببيان الغاية من السماع والرواية بين ما ان يكون عليه الشيخ المسمع حال الاسماع وهو ان يكون مخطيا اي ملقيا بسمعه مقبلا بقلبه غير ناعس ولا متحدث ولا ناسخ متخلصا من كل ما يمنعه من الاقبال على السماع ويغتفر الاغفال اليسير اي الغفلة اليسيرة بنعاس يسير او حديث يسير ونحو ذلك والاجازة تجبره ذكره الصحوي وغيره. ثم ذكر وسؤالا رفع لابي محمد ابن قدامة هل يجوز الكتابة والمطالعة او الاغفاء يسيرا في وقت السماع او يجوز لشيخه ان يكتب ويقرأون عليه؟ فاجاب ما رأينا احدا يحتجز من هذا يعني اليسيرة لا الكثير. ثم قال ومن عرظ لشيخه شيء من هذه الاحوال قطع القراءة حتى ينتبه الشيخ فان من الشيوخ من اذا سهى بنعاس فقرأت القراءة عنه انتبه فاما ان تسكت عن قراءة حتى ينتبه بنفسه ولو طالت غفوته ولا تقرأ عليه حال اغفائه. او قرأ واعاد اذا انتبه اي واصل حال غفلته فاذا افاق اعاد ما كان يقرأه بحسب ما يوافق قدرة الشيخ ورغبته ثم قال اما التجاري في القراءة مع عدم قذف اقلال بالسماع يعني الاستمرار في السماع والشيخ ناعس وقد القى بجانبه لكبره وظعفه فهذا اخلال بالسماع ثم قال وحسن صحبة الاشياخ يستدعي مراعاة احوالهم والحذر من املالهم بان لا يضجروا فينقطع الانتفاع ويبرز الامتناع ينبغي على الراغب في السماع ان يحسن صحبة اشياخه تقربا الى الله سبحانه وتعالى وتدينا بذلك مع ما يحصله من حسن العاقبة في السماء عليهم فانه اذا اضجر اشياخه حرم الانتفاع كما ذكر العراقي رحمه الله تعالى في هذه القصة ثم قال وليحذر الحديثي اي المشتغل بالحديث المبتدأ فيه كما ذكر ابن حجر في النكت عدم الصلاح ان يحمله الشره يعني في تفسير الحديث انه المبتدأ في الحديث وليحذر الحديثي ان يحمله الشره يعني الطمع والرغبة في في ما على التساهل في السماع والتحمل فيقع في الاخلال بناموسه يعني بقانونه وادبه. ثم ذكر ان ما في اخبار بعض الحفاظ من توسع الملائم لاحوالهم على خلاف قانونهم يروى ولا يقتدى لندرة المقيس عليهم. فيكون من من الحفاظ الاولين من كان ربما نعس ويسمع عليه ولكن هذا السماع صحيح لانه كان اذا اخطأ القارئ كان يرد عليه وينتبه الى خطأه فهو حاضن بقلبه في السماع وان غفت عينه لكمال علومه والمزدي رحمه الله تعالى كان يقرأ عليه صحيح البخاري فكان يرد من حفظه فلما كثر ذلك منه مع تعدد النسخ قال التلميذ الصفدي ما النسخة الصحيحة الا انت؟ يعني ما النسخة المضبوطة التي يتلقى الا انت لضبطك الصواب والخطأ في هذه النسخ. ثم قالوا من هذا الضرب في سيرته يعني فيما يروى ولا يقتدى به لتوسعه في ذلك انه كان يوجد في مجلس السماع بحضرته من يفهم ولا من لا يفهم والبعيد من القاري والناعس والمتحدث والصبيان الذين امرهم بل يلعبون غالبا ولا يستغلون بمجرد السماع وكلهم كان يكتب لهم السماع بحضرته وكان ذلك مما عيب عليه كما ذكره تلميذه وصاحبه الذهبي رحمه الله تعالى فلا يأتي انسان الى مثل حال المجزي ثم يقول ان هذا الامر توسع فيه الحفاظ فاذا اردت الحفاظ لم يكن الا المجزي وقد تعقب في فعله ذلك فالذي يراد ان يكتب له السماع هو الذي يقبل على السماع بقلبه اما الذاهب الجائي القائم الاكل الشارب المتكلم السامع الداخل الخارج ثم يكتب له السماع فهذا لن يسمع ابدا سيمنعه الله عز وجل من السماع هذا لا على الله عز وجل تجد احدهم يأكل ويشرب ويلتهي ويكلم بالجوال الخمس دقائق والعشر دقائق ويتكلم مع جاره المدة طويلة ثم يخرج من مجلس السماء عشر دقائق او اكثر. بل رأيتم ان كان خروجه اكثر من ذلك ثم يكتب له في الشهادة سماعه كامل. سماعه كامل عند هؤلاء لكن ليس كاملا عند الله عز وجل. واذا لم يكن سماعه كاملا عند الله عز وجل فلن يجعل الله عز وجل لسماعه بقاء ابدا حتى يلج الجمل في سم الخياط. فامر السماع دين وهو تعاون مع الله ليس تعامل مع الخلق. ولو كان ذلك الى الخلق كيف تأتي الى شيخ فتقول سمعت البخاري؟ فيقول نعم سمعت البخاري ثم تسمع ثم يحفظ الله سماعه فانه لو كان كاذبا في واقع الامر ما ابقى الله عز وجل سماعا عليه ولكن لما صادقا ان له سماعا اقبل الناس عليه وسمعوه فلابد ان يخاف الانسان على نفسه من ضياع وقته ودينه في شيء لا ينفع في الدنيا ولا في الاخرة بل هو تدليس في الدين وخيانة للعلم ومن لم يحفظ امانة العلم لم يحفظه العلم فسيضيع مهما بلغ مسموعه او كثر محفوظه لان العلم هو امانة الله في الارض فان الله عز وجل ما استودع قلوب الناس دراهم ولا دنانير ولا شيئا من متاع الدنيا وانما استودعت قلوب المؤمنين من العلماء استودعت العلم. فمن حفظ الامانة ورعاها حفظ الله عز وجل علمه من ضيع الامانة ضاع علمه وهذا ظاهر في كثير من الاحوال المعروفة في طبقات الرجال طبقة بعد طبقة