نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى ولا تنبغي مزاحمة شيوخ المسمعين من القدماء بمن لم يسمع الا قبل خمس سنوات او عشر لان من ادب سماعه قرب المكفوف منك لان من ادب سماع العلم الاكتفاء بمن يخشى لها وطبقته ويوجد الاحتياج اليه. كان محمد بن محمد بن ابي دليم الاندلسي يابى الاسماعيل توفي اقرانه ورغب الناس اليه. فاجاب الى ذلك قبل وفاته بثلاثة اعوام فقرأ عليه علم كثير. وعمره حين اسمع احدى سنة ولعل بعض ما حدث به سمعه قبل خمسين سنة فصبره على زهو اسماعيل يضرب مثلا كصبر ايوب عليه الصلاة والسلام الم الاوجاع ومن ادب الرواية انه لا يحدث المشمع مع وجود من هو اولى منه لسنه او غير ذلك وان احتيج الى حضوره مع معمر عامي معرفته باسانيده او اهتدائه الى طريقة المحدثين في ضبط مسموعاتهم حضر مع العامي ولو روى عنه بنزول جمعا بين الفوائد وسعيا في نفعه لغيره ذكر معنى هذا الذهبي في الموقظة فيحضر المفيد ليسمع ليسمع اما شهود مجلس الرواية بالجمع بين حال السماع والاسماع فمن مبتكرات الرواية العصرية وليس من مسلك اهل الحديث فيما عرفت منه وعقلته وحكمه على قواعد الشريعة عند الفقهاء لا يرجع على فاعليه ومن دل فيه على فضل علم فلي وله الغنم. نعم فيه من يعد سماعه الذي شارك فيه شيخا له على شيخ اخر اقدم من جملة مسموعه على الاول كالواقع في اخبار اصحاب ابي مهدي التعالب من المتأخرين ومنهم عبدالله البصري وحسن العجيمي فانهم جعلوا ما معه على غيره سماعا عليه لا ضير في مثله لان مجلس السماع كان خالصا للاقدم فلم يزاحم وقوع السماء على ادنى على غيره حينئذ مع حصول الاجازة منه اباح الاسناد عنه. ومن بلايا هذا المشهد ان يكون فيهم من ذاك سماعه واسماعه فحضر سمع وبادر فاجاز بسماع من كان مثله يسمع وربما نادى على بضاعته ظن منه ان سماعه بالترويج له يبقى او ان اجتماع الخلق فرصة لتكفير الاخذين عنه فزاد ضغطا على ابالة وتمادى الجهل باربابه حتى صار احدهم يحضر السماع وينوي ان يسمع على جميع الحاضرين من المسمعين والسامعين ويكون محصن بوليدة فكره السماء عالميين وزاحم بكثرة من قرأ عليهم الحفاظ السابقين نشأ في الاسلام نشأ يريدون احياء السمع وهم يميتونه يسمع احدهم اليوم اسمع غدا ويتوسعون في الاداء والتحمل بوسائل اتصالات لا تسلموا من اختلال يحيق بالمسموع وحالوا بين الناس وبين الكبار ذوي العلو فقطعوا الطريق وغرقوا الغريق. فهم لا يخلون عن النية حسنة لكن الشأن في اصابة الخير فلهم نصيب من قول ابن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لم يصب؟ والمرء لا يعلم ما هل ينتفع بسماعه بالاسماع ويحتاج اليه ام لا لكنه يتقرب الى الله بما يطلب. ومن عجائب حكايات الاوائل لما ذكره يوسف بن احمد الشيرازي في اربعين له قال لما رحلت الى شيخنا رحلة الدنيا ومسند العصر بالوقت قدر الله لي الوصول اليه في اخر بلاد كرمان فسلمت عليه وقبلت وجلست بين يديه فقال لي ما اقدمك هذه البلاد؟ قلت كان قصدي اليك ومعولي بعد الله عليك وقد كتبت ما وقع الي من حديثك بقلم وسعيت اليك بقدمي لادرك بركة انفاسك واحظى بعلو اسنادك. فقال وفقك الله وايانا لمرضاته وجعل سعينا له وقصدا اليه لو كنت عرفتني حق معرفتي لما سلمت علي ولا جلست بين يدي ثم بكى بكاء طويلا وابكى من حضر ثم قال اللهم استرنا سترك الجميل واجعل تحت الستر ما ترضى به عنا. يا ولدي تعلم اني رحلت ايضا لسماع الصحيح ماشيا مع والدي. من هراة الى الداودي ببوشى ولي دون عشر سنين فكان والدي يضع على يدي حجرين من هرات. من هرات اذا اسقطت منها الياء صارت مفتوحة الهاء. اما اذا ذكرت فيها الياء صافرات نعم من هراة الى الداودي بوشنج وليدون عشر سنين فكان والدي يضع على يدي حجرين ويقول احملهما فكنت من خوفي احفظهما بيدي وامشي وهو يتأمل فاذا رآني قد عييت امرني ان القي حجرا واحدا فالقي ويخف عني فامشي الى ان يتبين له تعبي فيقول هل عيت؟ فاخاف واقول له فيقول لما تقصر في المشي فاسرع بين يدي ساعة ثم اعجز فيأخذ الاخر فيلقيه فيمشي حتى اعطب فحينئذ كان يأخذني ويحملني وكنا نلتقي جماعة الفلاحين وغيرهم فيقولون يا شيخ عيسى اذ ادفع لنا هذا الطفل نركبه واياك الى بوشين فيقول معاذ الله ان نركب في طلب احد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نمشي واذا عجز على رأسي اجلالا لحديث رسول الله ورجاء ثوابه فكان ثمرة ذلك من في نيته اني انتفعت بسماع هذا الكتاب وغيره ولم يبق من اقران احد سواي حتى صارت الوفود ترحل الي من الامصار. ثم اشار الى صاحب الى عبد الباقي بن عبدالجبار الهيروي ان يقدم لنا حلوى ان يقدم لي ان يقدم لي حلوى فقلت يا سيدي قراءتي فهمي احب الي من اكل الحلوى فتبسم وقال اذا الطعام خرج الكلام وقدم لنا صحن فيه حلوى فانيد فاكلنا واخرجت الجزء وسألته احضار الاصل فاحظره وقال لا تخف ولا تحرص فاني قد قبرت ممن سمع لي خلقا كثيرا فسل الله السلامة فلا اله الا الله كم فيها من عبرة واشارة ورب حكاية اغنت عن الف عبارة وبحسن القصد اضحى مدار العلو في رواية صحيح البخاري منذ قرون على رواية ابي الوقت الشدسي عن الزبيدي وبمثل هذه الاخبار تتوقد النفوس شوقا الى مآثر السلف السابقين. ومن حملة العلم والدين وتحاول بهم والاهتداء بهديهم. فنعم القوم كانوا صحت نياتهم فطابت حياتهم وسبقوا ولم يسبقوا وحراسة العلم توجب البوح بما سلف اقتفاء لمهيع الاسلاف وتخليصا للرواية من الغوائل. ومن كره مني حرف مبنى فلا يشغل به عن ظرف فلا يشغل به عن ظرف المعنى والمعاونة على البر والتقوى حسن العدة والامل والمداهنة بالسكوت عن موارد البلاء ام العلة والخلل وبهصر المعاونة ونصر المداهنة عظمة الدواهي في الدين. وفتح باب الفرقة على المسلمين. ذكر المصنف وفقه الله اصلا اخر من فصول الغاية من السماع والرواية بين فيه انه لا تنبغي مزاحمة الشيوخ المسمعين من القدامى ممن سمع قديما بمن لم يسمع الا قبل خمس سنوات او عشر. لان من ادب سماع العلم الاكتفاء بمن يخشى ذهاب طبقته ويوجد الاحتياج اليه. فاذا كان المسلم ممن يخشى ذهاب طبقته لقلتها ويوجد احتياج اليه سمع عليه. اما ان كان في البلد الف ولد فما بينهم هذا الولد. ثم ذكر قصة عن محمد ابن احمد ابن محمد ابن محمد ابن ابي دليم الاندلسي انه كان يأبى الاسماع الى ان توفي اقرانه ورغب الناس اليه فاجاب الى ذلك قبل وفاته بثلاثة اعوام فقرأ عليه علم كثير وعمره حين اسمع احدى وثمانين سنة ولعل بعض ما حدث به سمعه قبل خمسين سنة. يعني سمع خمسين سنة ما ما اسمع احد فصبره على زهو الاسماع يضرب مثلا كصبر ايوب عليه الصلاة والسلام على الم الاوجاع. فاين هذا من حال من يسمع صحيح البخاري ضحوة ويسمعه بعد العشي. ثم قال ومن ادب الرواية الا يحدث المسمع مع وجود من هو اولى منه لسنه او غير ذلك ادبا وتوقيرا لجنابه وان احتيج الى حضوره مع معمر عامي لمعرفته باسانيده او اهتدائه الى طريقة المحدثين في لضبط مسموعاتهم حضر مع العامي ولو روى عنه بنزول جمعا بين الفوائد وسعيا في نفع غيره ذكر معنى هذا الذهبي في الموقظة اي من كانت له معرفة باسانيد المرويات وانواع المسموعات فلا بأس ان يفيد بهذه المعرفة فيحظر ليسمع ويسمع معه ناس على ذلك العامي لا ليسمع ويسمع معه على ذلك العامي فانه هو قد يكون قد سمع على غيره فيكون له معرفة بالطرق والمرويات فيأتي لينفع من حضر بما ينبغي ان يسمع. قال فيحضر المفيد ليسمع لا ليسمع. اما شهود مجلس الرواية بالجمع بين حال الاستماع والاسماع اي ان يكون سامعا عن شيخ حاضر ومسمعا ايضا فمن مبتكرات الرواية العصرية ليس من مسلك اهل الحديث فيما عرفت منه وعقلت وحكمه على قواعد الشريعة عند الفقهاء لا يرجع على فاعليه بالارضاء ومن دل فضل علم فلي وله الظلم لان الفقهاء يقولون من استعجل شيئا قبل اوانه عوقب بحرمانه ويخرجون عليها فروعا ما مذكورة في الاشباه والنظائر للسيوط او في القواعد والاصول الجامعة لابن سعدي رحمه الله تعالى. ولكن لا يقال بمثل ذلك على قواعد المحدثين ولكنه يفصح عن عدم رعاية ادب المحدثين في اسماع الحديث ورواية العلم والدين. ثم قال نعم فيهم من يعد سماعه الذي شارك فيه شيخا له على شيخ اقدم من جملة مسموعه على الاول اي من يسمع على شيخين ولكن يكون احدهما حال سماعه معه مسمعا كان يأخذ شيخ بعض اصحابه الى شيخ معمر فيقرأون عليه صحيح البخاري ويكون المقصود بالرواية ذلك الشيخ ثم بعد ذلك يعد اصحاب ذلك المسمع اذا رضي لهم يعد روايتهم عن الشيخ وحضورهم معه سماع على شيخهم ايضا ثم يروون عنه بعد ذلك لكنه لا يكون في حال الاسماع شيخا متصديا للاسماع بل هو شيخ يسمع مثلهم على ذلك الشيخ في المتقدم ثم ذكر ما وقع من ذلك على الحال الموافقة عند بعض اصحاب ابي عيسى الثعالب رحمه الله تعالى ثم قال ومن هذا المشهد ان يكون فيه من ذاك سماعه واسماعه. يعني لم يسمع الكتاب من قبل. فحضر وسمع وبادر فاجاز بسماعه من كان مثله يسمع يعني لم يسمع صحيح البخاري ثم حضر مجلس سماع البخاري ثم سمع من اليمين واسمع من اليسار فتجده يعد نفسه شيخا سامعا على هذا وشيخا مسمعا لذاك ربما نادى على بضاعته يقول يا اخوان الذي يريد ان يكتب له سماع او اجازة يأتي ورقة الاشياد التي يعطيها ووقع عليه حتى يكون سميع علي. ظنا منه ان سماعه بالترويج له يبقى او ان اجتماع الخلق فرصة لتكفير الاخرين عنه على ابالة لانه لا يبقى الا ما اراد الله ابقاءه. وتمادى الجهل باربابه حتى صار احدهم يحضر السماع. وينوي ان يسمع على جميع من المسمعين والسامعين. وهذا سمعته ممن يشار اليه في هذا الامر. وربما نوى ايظا ان يسمع على الجن الحاظرين. ويكون حصل بوليدة وفكره السماع على مئين وزاحم بكثرة من قرأ عليهم الحفاظ السابقين. فيقول اني سمعت صحيح البخاري على سبع مئة كما قاله احدهم. فهو الجميع الذين حضروا عدهم سامعين ومسمعين وانهم ممن سمع عليهم. ورأيت في مجلس عام فتى جاء الي يريد ان اكتب له سماعا على صحيح البخاري. فابيت ان اكتب له هذا السماع لاني لم اكن متصديا حينذاك للاسماع اذا به المسيكين قد امرهم والده المسيكين ايضا ان يمر على كل حاظرنا في القاعة ويكتب له سماعا حتى يكون ابنه قد سمع البخاري على خمسمائة او يزيدون فيكون قد فاق المزدي وابن كثير وابن حجر واضرابهم الذين لم يبلغوا هذا السماع. ثم قال بعد ذلك وقد نشأ في الاسلام نشأ يريدون احياء السماع وهم يميتونه. يسمع احدهم اليوم ويسمع غدا. هذا كان اول. الان رأيت من يسمع الصباح العشي ويتوسعون في الاداء والتحمل بوسائل اتصالات لا تسلم من اختلال يحيق بالمسموع ولا يتحرزون من ذلك فان السماع بالنقل كالهاتف او ما يسمى بالنت جائز اذا تحقق من السماع ووثق بسماع الشيخ الذي يسمع عليه انه حاضر مظبوط فهذا لا بأس به. ولكنه في الحالة القائمة اليوم لا يكاد كذلك. فقد سمعت باذني الى غرفة ينقل فيها هذا السماع الذي يريد ان يروى به فاذا السماع الذي يدعى يتقطع ولا يسمع سماعا صحيحا ثم بعد ذلك تخرج شهادات الرواية بان انه قد سمع جميع سنن ابي داوود سنن الترمذي وسنن ابن ماجة على الشيخ فلان وفلان وفلان عبر النت فمثل هذا السماع لعبرة به وسيذهب مع الايام سيذهبه الله عز وجل لا فلان ولا فلان وليس لنا مع احد خصومة ولكننا نبين مسالك الامور وربما كنت ممن سمع بالهاتف لكني اتحقق ما اسمع وان كنت ما سمعته على الهاتف لو قدر اعدت سماعه فاني قد سمعت مرة على شيخ كان مشغولا حال نشاطه لا يسمح لي الا ان اقرأ ساعتين في بلد بعيد وذلك يحتاج ان ابقى مدة مديدة فسمعت عليه الموطأ والترمذي وابن ماجة وابو داوود بالهاتف ثم بعد ذلك لما شاخ وكبر وهرم وصار لا قدرة له على الخروج اعدت هذه الكتب بتمامها عليه مبالغة في التحقق من سماع عليهم وان كان سماع عليه صحيح جزما لانني حريص فيما اسمعه منه ولكن من اراد ان يحقق سماعه فليجتهد في مسموعه حتى يحفظ الله عز وجل سماعه ثم قال وهم ايا اولئك الشباب لا يخلون من نية حسنة لكن الشأن في اصابة الخير فلهم نصيب من قول ابن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لن يصيبه. والمرء لا يعلم هل ينتفع بسماعه في الاسماع ويحتاج اليه ام لا؟ لكنه يتقرب الى الله بما يطلب. عندما يسمع الانسان كتب الحديث هو يتقرب بسماع الاحاديث النبوية مع ما في ذلك من مصالح كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مئين او الاف من المرات ولا يدري هل يبقى سماعه ام لا؟ يبقى فمن عجائب الحكايات قصة هذا الرجل مع ابي الوقت رحمه الله تعالى وفيها فوائد كثيرة لا يسع الوقت الانبهاء اليها ولكن كما قال الكاتب في اخرها فلا اله الا الله كم فيها من عبرة واشارة ورب حكاية اغنت عن الف عبارة وتأمل قوله رحمه الله فاني قد كبرت ممن سمع علي خلقا كثيرا فسل الله السلامة. نعم. احسن الله اليكم. فصل مما يلزم القاعدة في مجلس سماع الحديث بعد الاخلاص والصدق ان حمودة ويوسفية الى الى اجتماع ما يروي عنه ويقبل على الشيخ المسمع ناظرا اليه لا يلتفت عنه من غير ظرورة ولا يقترب لضجة يسمعها ولا يعبث بيديه او رجليه او لحيته ولا يمدهما دون علة او تعب. ولا يستند بحضرة شيخه ولا يتكئ على يده ولا يكثره التناحن حاول الحركة ولا يتكلم مع جاره وان عرض له امر احتاج ان يذكره ولابد خفض صوته لئلا يفسد السماء عليه او على غيره. واذا عطس خافض صوته اذا تثاب ستر فمه بعد رده جهده كل ذلك تعظيما للعلم واجلالا له. وقد كانت مجالس سماع الحديث عند السلف تحتضن بالخشوع والاكبار والخضوع. قال ما لك وانس ان مجالس العلم تحتضن بالخشوع والسكينة والوقار. رواه البيهقي في المدخل الى السنن. وقال حماد بن زيد كنا عند ايوب فسمع لغطا فقال ما هذا اللغط؟ اما بلغهم ان رفع الصوت عند الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصوت عليه في حياته وقال حماد بن زيد ايضا في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ارى رفع الصوت بعد موته كرفع الصوت عليه في حياته. اذا قرأ حديث وجب عليك ان تنصت له كما تنصت للقرآن. رواهم الخطيب في الجامع. وكان عبدالرحمن مهدي لا يتحدث في مجلسه ولا يبرى فيه قلم ولا يتبسم فيه احد وكانوا في مجلس وكيع ابن الجراح كأنهم في صلاة رواهم الخطيب بيضاء وبهذه الاحوال عظمت بركة علومهم وجلت مقادير همومهم لان من عظم العلم عظمه العلم ومن لم يرعى حقه وحرمته سقط واسماع الصغار واحضار مجالس السماع من شعار اهل الحديث ترغيبا في السنة وتحبيبا لهم في العلم والشرط في حقهم اخف والامر في جنابهم او فلا يضر ما يقع منه من كلام او لعب او سهو ما لم يفحش ويغلب وحكي عن ابن محبي التسامح في ذلك وانه كان يقول كذا كنا صغارا نسمع فربما ارتفعت اصواتنا في بعض الاحيان والقارئ يقرأ فلا ينكر علينا من حضر المجلس من كبار الحفاظ كالمجزي والبرزالي والذهبي وغيرهم من العلماء وموجب سنتهم في التسامح مع صغار رجوع الظبط الى النسخ العتيقة التي سمعوا عليها مع القائمين عليهم من اوليائهم وغيرهم. واذا لم يعدوا للسماع سوى فضيلة حفظ الاختصاص وشرف النسبة فالامر فيهم اوسع ممن قبل. وان كان الحجم حملهم على المكارم بالمكاره وحظهم على استعمال الاداب والتآسي بالكبار والصالح بالتبكير بهم اليهم وما يخشى مع الفوت من الشيوخ المعمرين والمسموعات العوالي دون عمارة اوقات بالسماع والقطع مما لهم به مزيد انتفاعهم من الترقي في التلقي فيشغل وقتهم بالابحار في محيط العلوم من انواع المحفوظ والمفهوم ولا يعدو تماع في البدايات نقطة في بحث المكتسبات. ولابي الوقت السدسي متقدم ذكره حكاية مليحة مع بعض الاخرين عنه من الصغار. وهو ابو عبد الله ابن ابي البركات الهمداني فانه اخبر عن سماعه البخاري عليه فقال اجلسني في حجره والجامع. الصحيح يقرأ عليه وانا اسمع وقال لي اذا سألك هل رأيت هذا الوقت فقل لهم نعم فان قالوا ماذا قال لك فقل لهم اجزتكم بحمل كتاب البخاري عني والحذر الحذر من النفخ فيهم ببوق بنسبتهم الى المشيخة والحديث واستقبال الرواية والتحديث فانها قاصمة الظهر ومفسدة الدهر. وقد بدا للعارف بالله وامره ما الت اليه جماعة من ذوي الاسنان يغتروا بما جمعوا من السمع وخيل لهم من سحره انهم رؤوس الطبقة واعيان الجماعة. فاذا كشفت الغطاء الحقيقة بلا انتراء ولله الامر من قبل ومن بعد. وحق على الساعي في في السماع والاسماع ان ينوي بغنيمة مجالسه. ويتحمل الرواية ليس غيب فالجهل بهذه الرتبة جر من لا يدري حقيقة الى الاعتقاد انها تزكية علمية تؤهل حاملها الى مقام التعليم والافتاء وليس هذا وما قبله ضرب خيال بل حكاية حال لمس اعتلال. لمس. لمس اعتلال. واني لاهتمل مناسبة الاشارة الى حقيقة بغنيمة مجالس السماع وهو تحمل الرواية لاشير الى المقصود من مشاركها في بعض الاوجه وهو ما يسمى بالدورات العلمية المكثفة فانها لا تستقل بتخريج طالب علم كامل الاهلية لكنها تحبب الخلق في العلم. وتدل عليه وتوضح جملا منه مع ملائمتها لما اليه الحال من كثرة الشواغل وتنوع العوائق والقواطع مما لم يكن موجودا قبل. ذكر المصنف فصلا اخر من فصول الغاية من السماع والرواية ساق فيه نبذا من الادب الذي ينبغي ان يكون عليه السامع في مجالس سماع الحديث بعد الاخلاص والصدق مطرزا بحكايات واحوال مأثورة عن السلف رحمهم الله تعالى. ثم قال وبهذه الاحوال عظمت بركة علومهم وجلت مقادير فهومهم لان من عظم العلم عظمه العلم ومن لم يرعى حقه وحرمته سقط فمن ان ينتفع بمسموعه فليسلك سبيلهم وليتخلص مما غلب على احوال الناس من عدم رعاية هذه الاداب والعناية بها ثم ذكر مما يتعلق برواية الحديث في سماعه اسماع الصغار واحضارهم مجالس السماع وانه من شعار اهل ترغيبا في السنة وتحبيبا لهم في العلم والشرط في حقهم اخف والامر في جنابهم اوسع اي في ملازمة الادب فلا يضر ما يقع منه من كلاب او لعب او سهو ما لم يفحش او يغلب. فاذا كان فاحشا غالبا اضاع ذلك سماعهم ثم ذكر حكاية عن ابن المحب في التسامح في ذلك او انه كان هو وغيره يسمع حال صغرهم عند الحفاظ فربما ارتفعت اصواتنا اي ان الامر الذي يقع منهم رفع الصوت احيانا فلا ينكر علينا لان احوالهم من الصغر تمنع مواصلتهم بالانكار لعدم كمال وعيهم ما يلقى اليهم ثم قال وموجب سنتهم مع في التسمح مع الصغار رجوع الظبط الى النسخ العتيقة التي سمعوا عليها مع القائمين عليهم من اوليائهم وغيرهم فلا يرجع الى ظبطهم وانما الى النسخة التي سمعوا عليها ثم قال واذا لم يعد للسماع سوى فظيلة حفظ اختصاص وشرف النسبة فالامر فيهم اوسع من قبل وان كان الحزم حملهم على المكارم بالمكاره وحظهم على استعمال الاداب والتأسي بالكبار لكن انما يعتبر ما كان يسيرا. اما ما كان فاحشا غالبا كثيرا فهذا لا يغتفر ويبطل سماع من سمع منه قد حضرت مجلسا من مجالس السماع كتب فيه سماع لبعض الصغار ممن يلعب خارج القاعة التي يسمع فيها الحديث فهذا لا يكتب سماعه وان ظن ابوه انه له سماع تام فان الله عز وجل يخرج من يحفظ اين كان في حال سماعه في تلك المدة فانه لا يبقى الا ما اثبته الله عز وجل. ثم قال والصالح في التبكير بهم اليه هو ما يخشى معه الفوت. اي انهم يحضرون الى المجالس التي يخشى ان يفوت مثلها كالسماع على الشيوخ المعمرين والمسموعات العوالي دون عمارة اوقاتهم بالسماع عما لهم به مزيد انتفاع فلا يكون هذا الصبي مستصحبا الى سماع كتب لا ينتفع بها على شيوخ مثلهم في البلد في طبقتهم كثير وفي الارض اكثر فمثل هذا تضييع للصبي فان الصبي ينبغي ان يعمر اول وقته بما ينفعه من دين الله عز وجل وانما يترخص ان يسمع على معمر عالم اسناد اذا فات بموته فات علوه فهذا فيه ذلك واما ما عدا ذلك فينبغي ان تعمر اوقاتهم بما يحتاجون اليه من العلوم. ثم ذكر حكاية مليحة عن في الوقت السجزي في مع بعض الاخذين عنه من الصغار ليحفظه ما يتلقى عنه. ونظيرها ان شيخنا عبد الغني بن علي الدقن رحمه الله تعالى حفظ اجازة شيخه محمد بن جعفر الكتاني المتوفى سنة خمس واربعين وثلاث مئة بعد الالف حفظها من قول ذلك بعد انتهاء المجلس اجزتكم جميعا حتى هذا الصغير اجزته. فحفظ قوله حتى هذا الصغير اجزته. فمثل هذه الامور التي تنبه الصغار تبقى بها رواية بعلو يحتاج اليها الناس بعد ذلك ثم قال والحذر الحذر من النفخ فيهم ببوق العجب بنسبتهم الى المشيخة والحديث واستقبال الرواية والتحديث فانها قاسمة الظهر ومفسدة الدهر. فتجد بعضهم اذا سمع بعض الصغار قال هؤلاء هم الصغار او هؤلاء يرجى ان يكون لهم نفع مع اقرانهم فيأمرهم في المدرسة بان يسمعوا كتبا اقرانهم ويكتبون لهم سماعا وهذا من افسادهم وتضييعهم وتعريضهم العجب والكبر والزهو وغير ذلك من مفسدات القلوب ثم ثم قال وقد بدا للعارف بالله وامره ما الت اليه حال جماعة من ذوي الاسنان اي ليسوا الصغار. اغتروا بما جمعوا من السماع وخيل لهم من سحر انهم رؤوس الطبقة واعيان الجماعة اي المنظور اليهم في سماع الحديث. فاذا كشفت الغطاء عرفت الحقيقة بلا امتراء. ولله الامر من قبل ومن بعد ثم قال وحق على الساعي في السماع والاسماع ان ينوه بغنيمة مجالسه. وهي تحمل الرواية ليس غير اي ان الذخيرة المغنومة بها من هذه المجالس هو تحمل الرواية ليس غير. والجهل بهذه الرتبة جر من لا يدري حقيقتها الى الاعتقاد انها تزكية علمية حاملها الى مقام التعليم والافتاء وليس هذا وما قبله ضرب خيال بل حكاية وحال لمس اعتلال. كما قال احد الطلبة فساد له في الجامعة يراجعه فرد عليه ذلك الاستاذ فقال له ذلك الطالب ان معي اجازة بالبخاري فانا اتكلم في العلم كما تتكلم لانه ظن ان اجازة البخاري له تجعله عالما بمجرد ان يأخذ هذه الورقة. ثم قال واني لاهتبل مناسبة الاشارة الى حقيقة غنيمة مجالس السماع وهو تحمل الرواية لاشير الى المقصود من مشاركها في بعض الاوجه وهو ما يسمى بالدورات العلمية المكثفة فانها لا بتخريج طالب علم كامل الاهلية لكنها تحبب الخلق في العلم وتدل عليه وتوضح جملا منه مع ملائمتها لما آلت اليه الحال الشواغل وتنوع العوائق والقواطع ثم اهتبل هذا القول لانبه الى ان المقصود بمجالس الدرس الواحد ليس تأصيل العلوم وانما الايقاف على مختلف انواعها والمرور على جملة من مسائلها المحررة في كتب مفردة وسبق ان نشر كتاب يبين المقصود من مجالس الدرس الواحد فهي ليست لاجل تأصيل العلم وانما لها مقاصد عظيمة كشحذ همة وتقوية العزيمة وتنويع المعارف وتقظية الوقت فيما ينفع وتعويد النفس الصبر كلها مقاصد حسنة. نعم