نعم احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله تعالى فصل وينبغي ان تكون القراءة عدلا يشرع فيها السارد الى الاسراع دون هذر الحروف واكلها وقد تسامح الناس بعد الصدر الاول في المئة السادسة فيما بعدها في الاسراع المذهب لحقيقة السماع فصار القارئ يستعجل استعجال لن يمنعوا ادراك حروف كثيرة بل كلمات ومثله يبعد مع صدق قول المسمع او السامع قرأه علي فلان وانا اسمع او اخبرنا فلان قراءة عليه وانا اسمع ذكر معناه ابن دقيق للعيد في في الاقتراح وقال تلميذه الذهبي في الموقظ وقد تسمح الناس في هذه الاعصار بالاسراع المذموم الذي يخفى معه بعض الالفاظ والسماع وهكذا لا ميزة له على الاجازة. بل الاجازة صدق وقولك سمعت او قرأت هذا الجزء كله مع التمتمة ودمج البعض كذبون وعنهما ما يبين مقصود كلامهما فان الذهبي قال عن شيخه كان شيخنا ابن ابي الفتح يعني ابن دقيق العيد يسرع في القراءة ويعرب ولكنه يدغم بعض الفاظه وكأنه قليل مقتدر او هو عند القارئ بالنسبة الى ما يقع في اسماع بعض الحاضرين. لا بحسب قراءته الا تعاب القراءة الشريعة المحققة؟ اما الهدرمة والتمتمة فلا خير فيها واقبع في الحال من المهذنم. من يتعمد ترك شعار اهل الحديث من على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره اكتفاء بمرة واحدة في اوله او يهمل الترضي عن الصحابة او لا يذكر قال قبل صيغته حدثنا وما جرى مجرى ذلك ومن قتادة الاخبار من احوال اهل الاغترار من قرأ البخاري على شيخه باسقاط اسانيده والاكتفاء بمتونه ويزعم بعد انه قرأه عليه ويسنده عنه سماع المدعي ان قول القارئ لشيخه وباسنادكم الى عمر رضي الله عنه ثم يسجد المتن يفي بالمراد وهكذا يفعل في المتون نسقا الى اخر الكتاب. فاين هذا الحال من حال سماع اهل الحديث اهل البر والاحسان. روى السمعاني في ادب الاملاء للاستملاء عن الحسن ابن علي الزنجاري قال قرأ يحيى ابن يحيى النيسابوري كتاب الموطأ على مالك فلما فرغ منه قال لمالك ما سكن قلبي الى هذا السماع قال ولما؟ قال لاني انه سقط منه بعيني فقرأ مالك فلما فرغ قال ما سكن قلبي اليه لاني اخشى انه سقط من اذني شيء. قال فما تريد؟ قال اقرأ وانا فتسمعوا فقرأوا فتم له سماع ثلاث مرات فاعتبر حال الشجي المتعلق وقايسوا بحال الخلي المتخلق ترى الامر كقول الاول اما الخيام فانها كخيامهم وارى نساء الحي غير نسائها. ذكر المصنف فصلا اخر من فصول الغاية من السماع والرواية بين فيه ما ينبغي ان تكون عليه القراءة في مجال السماع فينبغي ان تكون القراءة فيها عدلا اي وسطا خيارا يسرع فيها السالد ان يحتج الى الاسراع دون هزرمة الحروف يعني دون ابانة واكلها اي الغائها. ثم ذكر تسمح الناس بعد الصدر الاول الاسراع المذهب لحقيقة السماع حتى صار مظعفا له وانما يغتفر منه ما كان قليلا فلا تعاب القراءة الشريعة المحققة اما الهدرمة والتمتمة فلا خير فيها. فالاسراع مهما بلغ اذا كان بينا فهذا لا مشاحة فيه عند المحدثين ولو كان يقرأ الورقة في نصف دقيقة لكن شرطها ان تكون القراءة بينة فاذا كانت هذرمة تطوى فيها الكلمات وتتمتم فهذه لا خير فيها واقبح في الحال من المهجرم من يتعمد ترك شعار اهل الحديث من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن ذكره اكتفاء بمرة واحدة في اوله او يهمل الترضي عن الصحابة او لا يذكر قال قبل الصيغة حدثنا وما جرى مجرى ذلك من اداب الرواية فتجد ان هناك من يسمع على هذا النحو فتجد انهم يسمعون في المجلس ثم يتفقون على اسقاط الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من احاديث اكتفاء بالمرة الاولى. فاذا قال الصحابي عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرة كفى. ثم ما بعدها تكون الاسانيد عن انس عن النبي عن ابي هريرة عن النبي عن علي عن النبي الى اخر السماع الذي لن يجدوا بركته. ثم قال ومن غثاثة الاخبار من احوال اهل الاغترار من قرأ البخاري على شيخه باسقاط اسى نيده فتجده يسقط سند الحديث ويكتفي بقوله وبه يعني باسنادكم الى فلان ويذكر الصحابي ثم يذكر بعد ذلك الحديث الذي يزعم انه قرأه من صحيح البخاري فمثل هذا لا يكون قرأ صحيح البخاري ثم ذكر ان هذه الحال مباينة لحال سماع اهل الحديث كهذه القصة العجيبة في تكرار قراءة يحيى ابن يحيى انيسابوري الموطأ على مالك لاجل ما رآه من عوارظ وهي في الحقيقة لا تؤثر ولكنها حال اهل الحال الكاملة. نعم. فصل وقد غدا سماع الحديث غيره اليوم من ملح العلم الى متينه فالمراد منه ابقاء شرف السماع والاعتماد عليه في ضبط المروي سوى ما قرب عهده من من التأليف اخذ عن مصنفه او اصحابه الضابطين وهو نذر يسير والناس فيهم بين من همه حفظ تلك الفضيلة وهذا مقصد حسن لا بأس به. ومن همه استخراج فوائده وهذا مقصد اجل وارفع ولا يتهيأ له الا من حصل قدرا حسنا من العلم ولهؤلاء تكون قراءة السرد انفع اما من لم طب حظا حسنا من الدراية والفهم فهو للقراءة المقرونة بايراح مهمات المعاني احوج وان حضر مع الاولين ارجو له خيرا ما لم يعول في والاستنباط على عقله مع ضعف الته او يحمل ما فاز به السماع على الاغترار ومناطحة الكبار. ومن المسارعة الى الغلط الجهر بعيب سماعه كتب الحديث سردا مطلقا فانه متى صحت القراءة باداء محقق انتظمت في عقدها فوائد عظيمة ولو لم تقصد الرواية اصلا وفي روضته فعلي قولي مريدا اياها وكم تهدي الي الافكار معنى الذ هديت كم تهدي وكم تهدي الي الافكار اذا افكاري ما شاء الله عليك وكم؟ وكم تهدي الى الافكار؟ وكم تهدي الى الافكار معنى الذه هديت من شرب القراح فليت الخلق تنشرها مساء وتسري دوكها حتى الصباح لاضحى الناس في علم غزير ومات الجهل من نور الصحابة في الصحاح ولن نعدم من قراءة الحديث خيرا ففيها فوائد جمة كمعرفة الاحوال النبوية وتكرار الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم والاطلاع ببصيرة على تصانيف المحدثين الاعلام التي عزت قراءتها بين الخاص والعام والاستفادة من علومها رفع دواية السنة واغاظة اهل البدع والاهواء. ذكر ابن كثير في ترجمة ابي علي ابن شاذان ان شابا قريبا جاء اليه يوما فقال اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي اذهب الى ابي علي بن شعدان فسلم عليه واقره مني السلام ثم انصرف الشاب بكى الشيخ وقال ما اعلم لي عملا يستحق به هذا غير صبري على سماع الحديث وصلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ذكر وذكر ترى ايضا ان ابا القاسم الا لكائي روي بعد موته فقال له رأيه في المنام ما فعل الله بك؟ قال غفر لي فقال الرائي بما؟ قال بشيء قليل من السنة احييته. قال عبدالعزيز بن ابي القاسم الحنبلي سماع الحديث عن المصطفى به قد رجبت حصول الشفاء. فعنه اخذت الهدى تقى ومنه عرفت الرضا والوفاء ونقل الحديث بلفظ الرواة كؤوس تدار لشرب الصفا وقارئنا قارئ مطرب دار اسماعنا شنف واهل الحديث هم الاولياء وهم شهد الله اهل الوفاء فلا ترغبن الى غيرهم وان موه القول زخرفة وابلاغا في النصيحة حسن الانباه الى الحرص على اقتناص جواهر العلم التي تعرض اثناء القراءة السردية مبثوثة في اثناء الكتاب وهي نوعان فوائد واضحة واستنباطات لائحة. فالفوائد الواضحة ما يلتقط من ازهار رياض المصنفات انباطات اللائحة ما يستخرج بالفكر من در بحر المرويات فاذا وقفت على فائدة في اثناء القراءة فقيدها. واذا فهمت من المنقول فاذا تنفع اثبتها وضم النظير الى النظير تصيب الخير الكثير. واعون شيء للعبد عليها جمع قلبه اثناء السماع. والفرار من اي الاقتطاع ودوام اتصال الفكر بالكتاب المسموع. وكمال الاقبال عليه ورد بعضه على بعض اتصالا ومن مثله المقربة المدربة ما ختم به ابن ماجة سننه فقال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة واحمد بن سنان قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابي في صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا له منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فاذا مات فدخل النار ورث اهل الجنة منزله فذلك قوله تعالى اولئك هم الوارثون ففيه من الواضحة ختم ابن ماجة كتابه بحديث من رواية ابي هريرة رضي الله عنه وكان به ابتدى وكذلك رواه عن شيخ ابي بكر بن ابي شيبة انا ايضا به ابتدى واسنده من نسخة الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه وهي النسخة التي اسند منها اول حديث في كتابه وفي فيه من الاستنباطات اللائحة ان العبد له في الدنيا منزل او اثنان او اكثر وليس له في الاخرة الا منزلان وانه يعد منازل الدنيا واعد الله له منازل الاخرة وكثرة منازل الاخرة ووقوع الارث فيها وهي مما لم يذكره المصنفون في المواريث وتفسير قوله تعالى هم الوارثون وحسن الاختتام في انهاء الكلام. ومن رزق سلوك السبيل المذكورة اصاب حظا وافرا من العلم. وجمع من ما لا يوجد مجموعا في ديوان فطوبى للفائزين بها. وان خلت قراءة كتب الحديث من مقامنا المقاصد المذكورة. فصارت سردا مجردا قلت منفعتها ولم يتخوف على روادها لحوق الضرر بها لمجرد قراءتها اسوة بقراءة القرآن فكلاهما وحي صادق وانما يقام على قارئهما. اذا اعمل عقله في فهمهما مع خلوه من الة الاستنباط. واستقل بنفسه عن التلقي عن علماء زمانه نزلها عنهم ومتى قارن ذلك الازراع عليهم والاستخفاف بهم فهذه داهية الدواهي وهي بلية لم تنتج من مجرد قراءة القرآن والحديث بل بمما احتف بالقراءة من حال. ذكر المصنف وفقه الله فصلا اخر من اصول الغاية في السماع. والرواية يبين في ان سماع الحديث وغيره اليوم من ملح العلم لا متينه. فالمراد منه ابقاء شرف السماع ولا اعتماد عليه في ضبط سوى ما قرب عهده من التأليف واخذ عن مصنفه او اصحابه الضابطين وهو نزر يسير فمثل هذا يكون السماع نافعا في ضبطه ثم ذكر ان الناس فيه بين من همه حفظ تلك الفضيلة وهذا مقصد حسن ومن همه استخراج فوائده وهذا مقصد اجل وارفع ولا يتهيأ له الا من حصل قدرا حسنا من العلم. ولهؤلاء تكون قراءة السرد انفع اما من لم يصب حظا حسنا من الدراية والفهم فهو للقراءة المقرونة بايضاح مهمات المعاني احوج ولذلك جعل العلماء طريق السرد بلا ايضاح للمتبحرين المنتهين. وطريق قرنها بما يوضحها على وجه مختصر طريق المتوسطين والمبتدئين كما مر في اول الكتاب ثم قال وان حضر مع الاولين فارجو له خيرا اي حضر من لا قدرة له على الاستنباط وان ما يحصل له سرد الكتاب وبقاء فضيلة السماع والاتصال فيرجى له خير ما لم يعول في الفهم والاستنباط على عقله مع في الته او يحمله ما فاز به السماع على الاغترار ومناطحة الكبار. ثم قال ومن المسارعة الى الغلط الجهر بعيب سماع كتب الحديث سردا مطلقا ممن يعيب هذه الطريقة فانه متى صحت القراءة باداء محقق انتظمت في عقدها فوائد عظيمة ولو لم تقصد الرواية اصلا اي لو انهم اجتمعوا على ان يقرأوا صحيح البخاري في مدة يسيرة ولو لم تكن تم اجازة ولا سماع فان ذلك فمما ينتفع به وفي روضة شعر من انشاء قول وكم تهدي الى الافكار معنى الذ هديت من شرب القراح العلم تنشرها مساء يعني كتب الحديث وتسفي ذوكها حتى الصباح لاضحى الناس في علم غزير ومات الجهل من نور ثم قال ولن نعدم من قراءة الحديث خيرا ففيها فوائد جمة كمعرفة الاحوال النبوية وتكرار الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم الى اخر ذلك ثم ذكر حكايات في منفعة السماع وما يكتب من الاجر لصاحبه. ثم قال وابلاغا في النصيحة حسن الانباه الى الحرص على اقتناص جواهر العلم التي تعرض اثناء قراءة السردية مبثوثة في اثناء الكتاب وهي نوعان فوائد واضحة واستنباطات لائحة يعني ان الانسان اذا حضر مجلسا للاستماع فلعله لا يقدر له الا ان يقرأ هذا الكتاب في هذا المجلس فليحرص على الفوائد الواضحة والاستنباطات فنعني بالفوائد الواضحة ما يلتقطه من رياض تلك المصنفات من الفوائد ونعني بالاستنباطات اللائحة ما يمكن ان يستخرجه استنباطا مما يقرأه ويسمعه من الاحاديث. ومثل له المصنف مثالين في الفوائد الواضحة واستنباطات اللائحة وان قعد الانسان عن استنباطات اللائحة لقلة الته وضعفها فلا ينبغي له ان يقعد نفسه عن الفوائد الواضحة فاذا وجد فائدة فانه اما ان يضع قلما مبينا عليها لان لا تفوت وان امكنه الاشارة اليها في اول كتابه فذلك انفع فمثلا من قرأ سنن سيقف على عدة احاديث تكلم فيها ابن ماجة بالاعلال. تنبئ عن درجته في علم العلل. ردا على من يقول ان ابن ماجة لم له معرفة ولا حفظ ثم يعرف بعد ان هذه الاحاديث التي اعلها جمهورها ما حكم عليه في الغرابة فتجده يقول حديث غريب وذلك في مواضع يسيرة كما ان له كلاما في الرجال في مواضع خمسة او ستة في كتابه وكتب الجرح والتعديل خالية من نقل الجرح والتعديل عن ابن ماجة فمثل هذه الفوائد الواضحة اذا مرت بطالب العلم اما ان يضع قلما مبينا عليها بلون فسفوري او اصفر او احمر او ان يكتب ذلك على طرة كتابه فيثبتها. ثم قال وان خلت قراءة كتب الحديث من المقاصد المذكورة طالت سردا مجردا قلت منفعتها ولم يتخوف على روادها لحوق الضرر بها لمجرد قراءتها اي انه لا يخاف ان يتولد من هذه القراءة افكار فاسدة طعن في الدين بمجرد السماع فان القرآن يسمع فكلاهما وحي صادق فلا يخاف هذا الامر الذي تخوفه بعض اهل العلم الا اذا كان السامع عار من الة الاستنباط ثم استقل بنفسه عن التلقي عن العلماء واغتر انه بمجرد سماعه الكتب الستة صار محدثا فقيها يمكنه ان يستنبط من الاحاديث ما لم يستنبطها غيره وهذا من الجهل البالغ ومثله في حالنا كثيرة يظن احدهم انه اذا سمع الكتب الستة صارت له معرفة الحديث ان له قدرة على الافتاء في المسائل. فتجد مثل هذا الضرب لم يؤتوا من سماع الحديث. وانما اتوا من فقد ال الاستنباط واغترارهم بانفسهم فمثل هذا الوالد يقع في سماع القرآن ايضا ولا يختص بالحديث. نعم. فصل والجامع الى نبلي في الدراية والتقدم في علوم الشريعة السماع والرواية له حظ ممن وصف ان وصف ابنه سعد الحنبلي شيخه السبكي الاب في معجم شيوخه الذي خرجه له اذ قال في وصفه ممن اجتهد في سماع الحديث ودأب ونزل الى اخذه من كل حدب وقرأ على الاشياخ نفسه وطرز ملاء اتى اماليه بعلو سنده في بحثه ودرسه. وملأ ولك ثغر الفوائد وحصنه بالعوالي. وحاط بما يروق من من محاسن الامال ثم انشد فيه جمع الفقه والاصول وقوى بالحديث الشريف تلك الدلائل قل لمن قد غدا يسامي علاه هكذا هكذا تكون الفضائل. ومن تأخر اشتغاله بالسماع فلا يجعل تأخره موجب الانقطاع. ومن محاسن الانشاء اي في نصحه انشاد ابن مكتوم القيسي وكان برع في العلم ثم اقبل على سماع الحديث ونسخ الاجزاء والتحصيل فاكثر فعيب فقال في ذلك وعاب سماعي للاحاديث بعدما كبرت اناس هم الى العيب اقرب وقالوا امام في علوم كثيرة يروح سامعا يتطلب فقلت مجيبا عن مقالتهم وقد قضوت لجهل منهم وتعجبوا. اذا استدرك الانسان ما فات من فللعزم يعزى لا الى الجهل ينسب ومن فوت السماع وانصرف عنه لم يلحقه عيب ينقص به وانما ترك ان كان اخذا راية كما لا يجمله فلا يعد لفقد السماع مثلوما ولا لتضييع الرواية مكلوما. وان بادر بالحق من قدرهما لجريان قلمه القدر عليه بتفويتهما فقد اقحم نفسه دائرة التهمة وخرقته. التهمة وخرق سياجته التهمة وخرق ما قيلت اليوم يعني. ها فقد اقحم نفسه دائرة التهم. كان عندي اليوم ضيوف الغدق لذلك سهرناه الليلة. نعم. فقد اقحم نفسه دائرة التهم وخلق سياج الحرمة ولم يجد له في طبقات الاعلام من الامة نصيرا. وابان عن اضراره بنفسه اهمالا وتقصيرا لابي داوود السجستاني كلمة نيرة سيارة جرى بها لسان غيره بعده ولم ارها لاحد قبله وهي قوله السماع رزق فهو مقسوم بالحكمة الالهية لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره. والانسان حارث همام وعلى قدر العزائم مع توفيق لله تكون المكاسب والغنائم من ادرك هذا عرف منزلة ذلك من الايمان بالله وقدره. ذكر المصنف وفقه الله وصلا اخر من فصول الغاية من السماع والرواية بين فيه ان الجامع الى النبل في الدراية والتقدم في علوم الشريعة السماع والرواية فهذا فضل الله الذي اتاه الله اياه وله حظ مما ذكر في وصف ابن سعد شيخه السبكي الاب الكبير. ثم ذكر بعد ان من تأخر اشتغاله بالسماع فلا يجعل تأخره موجب الانقطاع كان يكون قد بلغ الاربعين او الخمسين او الستين وله في الدراية والفقه مقام عظيم لكن لا سماع له فانه لا ينبغي ان يجعل تأخره عن سماع مانعا له من الاقبال عليه بل يسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويسنده تعظيما واجلالا له فربما وهبه الله عز وجل من طول العمر ما يسمع بعده او كان اسماعه مع ما له من الدراية مما يسرع الناس اليه فان من في الدراية احتاج الناس اليه ولا يلزم ان يكون كذلك في الرواية. ثم قال ومن فوت السماع وانصرف عنه لم يلحقه عيب ينقص به فمن لم يكن له سماع ولا رواية فان ذلك الفوت الذي لحقه لا يكون عيبا يطعم به فيه ولا ينقصه وانما ترك ان كان اخذا بالرواية كمالا يجمله فلا يعد لفقد السماع متلوما ولا بتضييع الرواية وكم من رجل كان اماما في العلم لا رواية له وهذا فقهه القصيم في وقته العلامة ابن عثيمين لم تكن رحمه الله تعالى رواية لا اجازة ولا سماعا مقرونا اجازة ومع ذلك له مقام في العلم معروف لا ثم قال وان بادر اي فاقد السماع والرواية بالحق على قدرهما لجريان قلم القدر عليه بتفويتهما اي انه لم يصب حظا منهما ثعابهما فعند ذلك يكون قد اقحم نفسه دائرة التهمة وخرق سياج الحرمة ولم يجد له في طبقات الاعلام من الامة نصيرا عن اضراره بنفسه اهمالا وتقصيرا لان فوت من فاته اهمال وتقصير منه. ثم ذكر كلمة لابي داود الثاني وهي قوله السماع رزق تعرب عن ان السماع والرواية كالفهم والدراية مقسومة بالحكمة الالهية لا يسوقها وهو حرصه حريص ولا يردها كراهية كاره. ولكن على قدر عزم الانسان وصدقه مع ربه سبحانه وتعالى. واقباله عليه يفتح الله عز وجل له مغلقات العلوم. فكما ان العاقل العارف بالله عز وجل يطلب منه الفتح في معرفة احكام الشريعة حفظا وفهما فانه قمينا به ان يدعو الله سبحانه وتعالى ان يرزقه السماع العالي. وكم من امرئ يحظر مجالس السماع ولم ينبس قط ببنت شفه داعيا الله سبحانه وتعالى ان يرزقه سماعا عاليا. وهذه غفلة عظيمة لانه وكل نفسه الى قوته او الى معرفتي او الى معرفتي غيره وظن انه يحصل سماعا يشرف به. وربما خرج بعده من يسمع على شيخ عالم فيكون سماعه اعلى من سماعه فربما حمله الحسد على الطعن في سماعه. كما طعن جماعة في سماع الحجار. لانه اذا ثبت سماع الجار سقط ما كان لهم من مقام في علو السند. فطعنوا فيه وزعموا ان السماع ليس له وانما لاخ كان له قبله مات فالف ابن ناصر الدين رسالة اسمها الانتصار بسماع الحجار في اثباته فمثل ما كان هذا موجودا قديما يوجد في كل عصر وان لكن الصادق مع الله عز وجل المقبل عليه المتعلق بالاستغناء به وحده يغنيه الله سبحانه وتعالى ويخرج له من الذخائر ما لا يدركه الناس بابصارهم. نعم. فصله الاشتغال بالملح يستحسن ممن وعى صلب العلم ومهماته. واما الفارغ منهما اكتساب الملاهي كشيرة بلا ثمن نفعها قليل. وهذا وجه من وجوه تجافي الرواية عند جماعة من محققي المتأخرين. كما حدثني شيخنا ابن عقيل ان شيخه ابن السعدي لما ذكر الاجازة يوما جمع كفيه ونفخ فيهما يعني انها لا تساوي شيئا. مع كونه قرأ الكتب الستة على شيخه صالح القاضي وعلي نبي وادي رحمهما الله وله اجازة منهما ومن اتعب من الاخرين نفسه في السماء وجمع الاجازات ولا حظ له من الدراية فهو عامي في صورة صاحب علم ومثله كمثل مسافر يجعل زاده الحلوى ويترك ما به قوته من الطعام الشراب نعم من حاول الدراية والتمس طريقها ولم يكتب له الفتح فيها واقتصر على ما وصله من الرواية عارفا قدره لم اره ملوما فقد احسن من انتهى الى ما وصل اليه. والحقيق بالتعريض عليه من لم يرفع الى الدراية رأسا ولا شغل قلبه بها اساسا وراح يجول مستجيزا ويصول مجيزا فهذا مغتر معدود في البطالين. الذين يقطعون طريق الطالبين فليلزموا الناصح نفسه جادة محققين ولا يغتر بفعالات المتسمعين مبادرا الى تعلم ما يلزمه من دين الله. وما يحتاج اليه لادراك الفوز والنجاة وليأطر نفسه على جادة التعلم اقتناء بعلوم الدين الظاهرة بالمسلمين. من الاعتقاد والتفسير والحديث واحكام الحلال والحرام مقتنسا الفائدة من اصولها الجليلة ومتونها المعتمدة حفظا وفهما وتعليما وتعلما. ثم اذا ارتقى الطالب الى رتبة المنتهين اتسع له بساط وصلح له في الانتهاء ما لم يكن يصلح له في الابتداء ووسعه ما يرى ان فيه نفعا مع التنبيه الى طلب الاهتداء بلزوم الاقتداء والحذر من غارات الدسائس بسماع كتب البدع فلم تجري عادة اهل السنة والحديث بقراءة كتب المبتدعة واسماعها اكتب الزيدية والشيعة والخوارج واهل الحلول والاتحاد وجدير بمن بسط الله يده في ولاية ان يجعل سعيه في نفع الخلق في الدراية اعظم من سعيه في نفعه في الرواية فتعليمهم الدين واظهار علومه ونشر اعلامه هم اليها احوج من سماع شرفي فرواد السماع الحديثي وقيام سوقه امر حسن بثن لكن احسن منه خبرا واجل قدرا واعظم نفعا العلم الاصيل فهما وحفظا ولن يكون بلد عند العقلاء قبلة للطالبين الا بلد فيه البيان والتعليم والافهام والتفهيم واذا جمع اهله مع شرف السماع والرواية فهي غاية الغاية. ذكر المصنف وفقه الله فصلا اخر من فصول الغاية من السماع والرواية بين فيه ان الاشتغال بالملح ومن جملتها سماع الحديث بهذه الاعصار يستحسن ممن وعى صلب العلم ومهماته اما الفارغ منها مع اكتساب الملح فكشجرة بلا تمر نفعها قليل. ثم ذكر ان هذا من اسباب تجافي الرواية عند جماعة منها المحققين منهم ابن سعدي رحمه الله تعالى في هذه القصة لما ذكر الاجازة يوما جمع كفيه ونفخ فيهما اشارة الى انها لا تساوي شيئا مع كونه قرأ الكتب الستة على شيخيه صالح القاضي وعلي ابو وادي رحمهما الله تعالى وله اجازة منهما ثم ذكر ان من اتعب من الاخرين نفسه في السماع وجمع الاجازات ولا حظ له من الدراية فهو عامي في صورة صاحب علم ثم قال نعم من حاول الدراية والتمس طريقها ولم يكتب له الفتح فيها واقتصر على ما وصله من الرواية عرفا قدره لم اره ملوما فقد احسن من انتهى الى ما وصل اليه. فمن طلب العلم بالدراية وحضر مجالس الرواية ثم تناهى به عمره الى الفراغ من الدراية فان هذا اذا احتفل بما عنده من الرواية وصرفها في مصرفها وعرف قدره لم يكن ملوما في ذلك فهذا الذي قسم الله عز وجل وانما الحقيق بالتغليظ عليه من لم يرفع الى الدراية رأسا ولا شغل قلبه بها اساسا. وراح يجول مستجيزا ويصول مجيزا هذا مغتر معدود في البطالين الذين يقطعون طريق الطالبين فليلزم الناصح نفسه جادة المحققين ولا يغتر بفعلات متسرعين مبادرا الى تعلم ما يلزمه من دين الله. ثم ذكر ان مما ينبغي ان يرعاه الانسان اذا ارتقى الى رتبة المنتهين ان بساط الملح اتسع له وصلح له في الانتهاء ما لم يكن يصلح له في الابتداء ووسعه ما يرى ان فيه نفعا فيسمع ما يشاء من المسموعات مع التنبيه الى طلب الاهتداء بلزوم الاقتداء فيما يسمع على ما كان عليه الاوائل والحذر من غارات الدسائس لسماعه اي كتب البدع فلم تجري عادة اهل السنة والحديث بقراءة كتب المبتدعة واسماعها ككتب الزيدية والشيعة والخوارج واهل الحلول والاتحاد فلو وجدت ان مجموع زيد ابن علي رحمه الله تعالى او ان كافي الكليني متصل بالسماع طبقة عن طبقة وليس كذلك فانه لا ينبغي لك ان تحتفل بسماعه فان هذه من دواوين اهل البدع ثم قال وجدير بمن بسط الله يده في ولاية ان يجعل سعيه في نفع الخلق في الدراية. اعظم من سمعه في نفعهم في الرواية. وتعليمهم الدين واظهار علومه واعلامه هم اليه احوج من سماع شرفي. فانفاق الاموال وتقطيع الاعمال والاشغال في جمع الناس على سماع شرفي مع صنع نظيره فيما يحتاجون اليه من الدراية لا شك انه غبن عظيم لهم. ثم قال فرواج السماع الحديثي وقيام سوقه امر حسن بسلا يعني امر جيد وهذا من باب الاتباع الذي صنف فيه ابن فارس كتابا قال لكن احسن منه خبرا واجل قدرا واعظم نفعا العلم الاصيل وحفظا ولن يكون بلد عند العقلاء قبلة الطالبين يعني مقصودا اليه الا بلد فيه البيان والتعليم والافهام والتفهيم واذا مع اهله ومع فضل الدراية شرب السماع والرواية فهي غاية الغاية. اما بلد لا يعرف اهله الا بالرواية فان هذا ربما رحل اليه اناس قليل يسمع منه اما ان يرحل اليه الخلق قاطبة ليأخذوا العلم فان الناس في الازمنة الماضية التي كان العلم فيها اظهر والاقبال عليه اشهر ما كان يحرص على هذا ويجمعه الا نفر قليل ولكن هذه احوال من تقلبات الدهر تروج مدة ثم يذهب بريقها نعم